قال الامام الشوكاني في كتابه " الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد " : ( وقد تنزهت الملل الكفرية عن مثل هذه المقالة يهودهم ونصاراهم ومشركوهم...فإن قلت: بما صح لديك صدور هذه المقالة عنهم؟ حتى ترتب عليها ما ذكرت.
قلت: قد أسفر الصبح لذي عينين, هذا أمر لا يشك فيه من له ادنى إلمام بكتب القوم هذه الفتوحات والفصوص لابن عربي قد اشتهر في الاقطار اشتهار النهار وهما عند من نظر بعين الانصاف مشحونان بهذه المقالة وتشييدها وتوضيحها والاستدلا لها حتى كأنهما لم يؤلفا لغرض من الاغراض سوى هذا الغرض.
وهذا الانسان الكامل لعبدالكريم الجيلي اتحاد محض. وهذه تائية ابن الفارض وخمرياته وهذه كتب سائر أهل هذه المقالة وهبك تقول هذا الصبح ليل العمى المبصرون عن الضياء.
فإن قلت: أبن لي هذه الدعوى وبرهن عليها ببرهان أجلى من هذا, فإن الإحالة على مؤلفاتهم لا تغنيني.
قلت: اسمع ما نمليه عليك من هذه الخرافات الكفرية ونسغفر الله.
قال ابن عربي لا رحمه الله في خطبة فتوحاته المكية ما لفظه: إن خاطب عبده, فهو المستمع السميع, وان فعل ما امر بفعله, فهو المطاع المطيع, ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على علم الطريقة للخلفية:
الرب حق والعبد حق
يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك نفي (في الفتوحات:"ميت")
أو قلت رب أنى يكلف
فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء بخلقه وينصف نفسه تعين عليه من واجب حقه, فليس إلا الاشباح خالية, على عروشها خاوية, وفي ترجيع الصدى سر ما أشرنا إليه لمن إهتدى."انتهى".
ومن ذلك في أوائل الفتوحات أيضا في القصيدة الطويلة:
قالوا لقد ألحقتنا بإلهنا
في الذات والأوصاف والأسماء
فبأي معنى تعرف الحق الذي
سواك خلقا في دجى الأحشاء
قلنا صدقت وهل عرفت محققا
من موجد الكون الأعم سوائي
فإذا مدحت فإنما أثني على
نفسي فنفسي عين ذات ثنائي.
# يتبع ان شاء الله.