تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    Lightbulb جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    أنقل لكم من مجموع الفتاوى لإبن تيمية رحمه الله الجزء الرابع عشر رسالته إلى سرجوان ملك قبرص وإنها رسالة جامعة وقيمة جدااا حوت من الفوائد الكثيرة ..ولكني لن أسرد الرسالة كاملة وإنما اقتطعت منها جزئية أعجبتني كثيراااا وهي الجزئية التي تخص أسرى المسلمين ..

    يقول رحمه الله :

    فيأيها الملك كيف تستحل سفك الدماء وسبي الحريم، وأخذ الأموال بغير حجة من الله ورسوله؟

    ثم أما يعلم الملك: أن بديارنا من النصارى أهل الذمة والأمان ما لا يحصى عددهم إلا الله، ومعاملتنا فيهم معروفة، فكيف يعاملون أسرى المسلمين بهذه المعاملات التي لا يرضى بها ذو مروءة ولا ذو دين.

    لست أقول عن الملك وأهل بيته ولا اخوته، فإن أبا العباس: شاكرا للملك ولأهل بيته كثيرا، معترف بما فعلوه معه من الخير، وإنما أقول عن عموم الرعية. أليس الأسرى في رعية الملك. أليست عهود المسيح وسائر الأنبياء توصي بالبر والإحسان.

    فأين ذلك؟

    ثم إن كثيرا منهم إنما أخذوا غدرا، والغدر حرام في جميع الملل والشرائع والسياسات. فكيف تستحلون أن تستولوا على من أخذ غدرا؟ أفتؤمنون مع هذا أن يقابلكم المسلمون ببعض هذا ؟ وتكونون مغدورين؛ والله ناصرهم ومعينهم، لاسيما في هذه الأوقات، والأمة قد امتدت للجهاد، واستعدت للجلاد ورغب الصالحون وأولياء الرحمن في طاعته، وقد تولى الثغور الساحلية أمراء ذوو بأس شديد، وقد ظهر بعض أثرهم، وهم في ازدياد.


    ثم عند المسلمون من الرجال الفداوية، الذين يغتالون الملوك في فرشها، وعلى أفراشها: من قد بلغ الملك خبرهم قديما وحديثا، وفيهم الصالحون، الذين لا يرد الله دعواتهم، ولا يخيب طلباتهم، الذين يغضب الرب لغضبهم، ويرضى لرضاهم.

    وهؤلاء التتار مع كثرتهم وانتسابهم إلى المسلمين: لما غضب المسلمون عليهم، أحاط بهم البلاء ما يعظم عن الوصف، فكيف يحسن أيها الملك بقوم يجاورون المسلمون من أكثر الجهات أن يعاملوهم هذه المعاملة، التي لا يرضاها عاقل ولا مسلم ولا معاهد.

    هذا، وأنت تعلم أن المسلمين لا ذنب لهم أصلا؛ بل هم المحمودون على ما فعلوه. فإن الذي أطبقت العقلاء على الإقرار بفضله، هو دينهم حتى الفلاسفة أجمعوا على أنه لم يطرق العالم دين أفضل من هذا الدين. فقد قامت البراهين على وجوب متابعته.

    ثم هذه البلاد مازالت بأيديهم: الساحل، بل وقبرص أيضا؛ ما أخذت منهم إلا من أقل من ثلاثمائة سنة، وقد وعدهم النبي أنهم لا يزالون ظاهرين إلى يوم القيامة؛ فما يؤمن الملك أن هؤلاء الأسرى المظلومين ببلدته ينتقم لهم رب العباد والبلاد، كما ينتقم لغيرهم. وما يؤمنه أن تأخذ المسلمين حمية إسلامهم فينالوا فيها ما نالوا من غيرها، ونحن إذا رأينا من الملك وأصحابه ما يصلح عاملناهم بالحسنى وإلا فمن بغي عليه لينصرنه الله.

    وأنت تعلم أن ذلك من أيسر الأمور على المسلمين، أنا ما غرضي الساعة إلا مخاطبتكم بالتي هي أحسن، والمعاونة على النظر في العالم واتباع الحق وفعل ما يجب. فإن كان عند الملك من يثق بعقله ودينه فليبحث معه عن أصول العلم وحقائق الأديان، ولا يرضى أن يكون من هؤلاء النصارى المقلدين الذين لا يسمعون ولا يعقلون؛ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.

    وأصل ذلك أن تستعين بالله وتسأله الهداية، وتقول: اللهم أرني الحق حقا، وأعني على اتباعه، وأرني الباطل باطلا وأعني على اجتنابه، ولا تجعله مشتبها علي فأتبع الهوى. وقل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلقون، اهدني لما اختلفوا فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

    والكتاب لا يحتمل البسط أكثر من هذا، لكن أنا ما أريد للملك إلا ما ينفعه في الدنيا والآخرة، وهما شيآن: أحدهما له خاصة، وهو معرفته بالعلم والدين، وانكشاف الحق وزوال الشبهة، وعبادة الله كما أمر؛ فهذا خير له من ملك الدنيا بحذافرها، وهو الذي بعث به المسيح وعلمه الحواريين.

    الثاني له وللمسلمين، وهو مساعدته للأسرى الذين في بلاده، وإحسانه إليهم، وأمر رعيته بالإحسان إليهم، والمعاونة لنا على خلاصهم؛ فإن في الإساءة إليهم دركا على الملك في دينه ودين الله تعالى، ودركا من جهة المسلمين. وفي المعاونة على خلاصهم حسنة له في دينه ودين الله تعالى وعند المسلمون، وكان المسيح أعظم الناس توصية بذلك.

    ومن العجب كل العجب: أن يأسر النصارى قوما غَدرا أو غير غدر، ولم يقاتلوهم، والمسيح يقول: « من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ رداءك أعطه قميصك » وكلما كثرت الأسرى عندكم كان أعظم لغضب الله وغضب عباده المسلمين. فكيف يمكن السكوت على أسرى المسلمين في قبرص. سيما وعامة هؤلاء الأسرى قوم فقراء وضعفاء، ليس لهم من يسعى فيهم، وهذا أبو العباس مع أنه من عباد المسلمين، وله عبادة وفقر وفيه مشيخة، ومع هذا فما كاد يحصل له فداؤه إلا بالشدة. ودين الإسلام يأمرنا أن نعين الفقير والضعيف ؛ فالملك أحق أن يساعد على ذلك من وجوه كثيرة، لاسيما والمسيح يوصي بذلك في الإنجيل ويأمر بالرحمة العامة، والخير الشامل كالشمس والمطر. والملك وأصحابه إذا عاونونا على تخليص الأسرى، والإحسان إليهم، وكان الحظ الأوفر لهم في ذلك في الدنيا والآخرة.

    أما في الآخرة: فإن الله يثيب على ذلك ويأجر عليه، وهذا مما لا ريب فيه عند العلماء المسيحيين الذين لا يتبعون الهوى؛ بل كل من اتقى الله وأنصف علم أنهم أسروا بغير حق، لاسيما من أخذ غدرا، والله تعالى لم يأمر، ولا المسيح أمر، ولا أحد من الحواريين، ولا من اتبع المسيح على دينه، لا بأسر أهل ملة إبراهيم ولا بقتلهم. وكيف وعامة النصارى يقرون بأن محمد رسول الأميين، فكيف يجوز أن يقاتل أهل دين اتبعوا رسولهم؟

    فإن قال قائل: هم قاتلونا أول مرة؟ قيل: هذا باطل فيمن غدرتم به ومن بدأتموه بالقتال. وأما من بدأكم منهم فهو معذور؛ لأن الله تعالى أمره بذلك ورسوله، بل المسيح والحواريون أخذ عليهم المواثيق بذلك. ولا يستوي من عمل بطاعة الله ورسوله، ودعا إلى عيادته ودينه، وأقر بجميع الكتب والرسل، وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وليكون الدين كله لله، ومن قاتل في هوى نفسه وطاعة شيطانه، على خلاف الله ورسوله.

    ومازال في النصارى من الملوك والقسيسين والرهبان والعامة، من له مزية على غيره في المعرفة والدين: فيعرف بعض الحق، وينقاد لكثير منه، ويعرف من قدر الإسلام وأهله ما يجهله غيره، فيعاملهم معاملة تكون نافعة له في الدنيا والآخرة ؛ ثم في فكاك الأسير. وثواب العتق من كلام الأنبياء والصديقين ما هو معروف لمن طلبه، فمهما عمل الملك معهم وجد ثمرته.

    وأما في الدنيا: فإن المسلمين أقدر على المكافأة في الخير والشر من كل أحد. ومن حاربوه، فالويل كل الويل له.

    والملك لا بد أن يكون سمع السير، وبلغه أنه ما زال في المسلمين النفر القليل، منهم من يغلب أضعافا مضاعفة من النصارى وغيرهم، فكيف إذا كانوا أضعافهم؟ وقد بلغه الملاحم المشهورة في قديم الدهر وحديثه، مثل: أربعين ألفا يغلبون من النصارى أكثر من أربعمائة ألف أكثرهم فارس. وما زال المرابطون بالثغور مع قلتهم واشتغال ملوك الإسلام عنهم يدخلون بلاد النصارى؛ فكيف وقد منّ الله تعالى على المسلمين باجتماع كلمتهم، وكثرة جيوشهم وبأس مقدميهم وعلو هممهم ورغبتهم فيما يقربهم إلى الله تعالى واعتقادهم أن الجهاد أفضل الأعمال المطوعة وتصديقهم بما وعدهم نبيهم ؛ حيث قال: « يعطى الشهيد ست خصال: يغفر له بأول قطرة من دمه، ويرى مقعده في الجنة، ويكسى حلة الإيمان، ويزوج باثنتين وسبعين من الحور العين، ويقي فتنة القبر، ويؤمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.»


    ثم إن في بلادهم من النصارى أضعاف ما عندكم من المسلمين، فإن فيهم من رءوس النصارى من ليس في البحر مثلهم إلا قليل، وأما أسراء المسلمين، فليس فيهم من يحتاج إليه المسلمين، ولا من ينتفعون به، وإنما نسعى في تخليصهم لأجل الله تعالى؛ رحمة لهم وتقربا إليه يوم يجزي الله المصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين.

    وأبو العباس حامل هذا الكتاب، قد بث محاسن الملك وإخوته عندنا، واستعطف قلوبنا إليه؛ فلذلك كاتبت الملك لما بلغني رغبته في الخير، وميله إلى العلم والدين، وأنا من نواب المسيح وسائر الأنبياء في مناصحة الملك وأصحابه وطلب الخير لهم. فإن أمة محمد خير أمة أخرجت للناس، يريدون الخلق خير الدنيا والآخرة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويدعونهم إلى الله، ويعينونهم على مصالح دينهم ودنياهم. وإن كان الملك قد بلغه بعض الأخبار التي فيها طعن على بعضهم أو طعن على دينهم ؛ فإما أن يكون الخبر كاذبا أو ما فهم التأويل وكيف صورة الحال؛ وإن كان صادرا عن بعضهم بنوع من المعاصي والفواحش والظلم، فهذا لا بد منه في كل أمة، بل الذي يوجد في المسلمين من الشر أقل مما في غيرهم بكثير، والذي فيهم من الخير لا يوجد مثله في غيرهم.

    والملك وكل عاقل يعرف أن أكثر النصارى خارجون عن وصايا المسيح والحواريين ورسائل بولص وغيره من القدسين، وإن كان أكثر ما معهم من النصرانية شرب الخمر وأكل الخنزير وتعظيم الصليب ونواميس مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وأن بعضهم يستحل بعض ما حرمته الشريعة النصرانية؛ هذا فيما يقرون به. وأما مخافتهم لما لا يقرون به، فكلهم داخل في ذلك، بل قد ثبت عندنا عن الصادق المصدوق رسول الله أن المسيح عيسى ابن مريم، ينزل عند المنارة البيضاء في دمشق واضعا يده على منكبي ملكين؛ فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام، ويقتل مسيح الضلالة الأعور الدجال، الذي يتبعه اليهود، ويسلط المسلمون على اليهود، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله، وينتقم الله للمسيح ابن مريم، مسيح الهدى، من اليهود ما آذوه وكذبوه لما بعث إليهم.

    وأما ما عندنا في أمر النصارى، وما يفعله الله بهم من إدالة المسلمين عليهم، وتسليطه عليهم؛ فهذا مما لا أخبر به الملك لئلا يضيق صدره، ولكن الذي أنصحه به: أن كل من أسلف إلى المسلمين خيرا ومال إليهم، كانت عاقبته معهم حسنة، بحسب ما فعله من الخير؛ فإن الله يقول: « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره»

    والذي أختم به الكتاب الوصية بالشيخ أبي العباس وبغيره من الأسرى والمساعدة لهم والرفق بمن عندهم من أهل القرآن والامتناع من تغيير دين واحد منهم، وسوف يرى الملك عاقبة ذلك كله، ونحن نجزي الملك على ذلك بأضعاف ما في نفسه. والله يعلم أني قاصد للملك الخير؛ لأن الله تعالى أمرنا بذلك، وشرع لنا أن نريد الخير لكل أحد، ونعطف على خلق الله، وندعوهم إلى الله وإلى دينه وندفع عنهم شياطين الإنس والجن.

    والله المسئول أن يعين الملك على مصلحته، التي هي عند الله المصلحة، وأن يخير له من الأقوال ما هو خيرا له عند الله، ويختم له بخاتمة خير.

    والحمد لله رب العالمين، وصلواته على أنبيائه المرسلين؛ ولا سيما محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، والسلام عليهم أجمعين.

    انتهى ..

    رحمك الله شيخنا وهبك ربي العلم والنجابة والحكمة والتوفيق والسداد في كل أمورك ماتحار له العقول وماهذا إلا لصدقكم وإخلاصكم ..
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    رحم الله الامام .. يقول: (والمسيح يقول: « من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ رداءك أعطه قميصك » )
    وهو من إلزام المخالف بما يلزمه، ولكن لو أنه رحمه الله قال: "وفي كتبكم أن المسيح يقول: .... " لكان أقوم، فإلى جانب كوننا لا ندري أقال المسيح هذا الكلام حقا أم لا، من جهة ثبوت النص، فإن متن النص فيه من الهوان والذلة للمجرمين المعتدين ما لا يتصور أن يكون من كلام كريم من الكرام الفضلاء، فكيف بنبي من خيرة الأنبياء؟
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    ... نفع الله بكم وزادكم من فضله ...
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  4. #4

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    متن النص فيه من الهوان والذلة للمجرمين المعتدين ما لا يتصور أن يكون من كلام كريم من الكرام الفضلاء، فكيف بنبي من خيرة الأنبياء؟
    هداك الله .. ما دمت لم تجزم بثبوته فلا تجزم بعدم ثبوته ..فتتحدث عن النص بهذه النعوت القاسية فلعل النص ثابت فتكون قد خاطبت كلام الله بهذا الخطاب المهين !!
    و الحقيقة أن هذا ليس كما تزعم - بغض النظر عن ثبوت النص أو عدمه - فشريعة عيسى عليه السلام كانت شريعة جمال تحرم القتال و استخدام أي أسلوب فيه عنف أو شدة , و هذا النص موافق لمنهج شريعته اللإجمالي , و التي تحرم مقابلة الاعتداء و توجب المقابلة بالإحسان مع المعتدي ..
    و هذا معلوم من كتب المحققين من أهل العلم و من علماء النصارى أنفسهم الذين يؤكدون على هذا برغم مخالفتهم له .
    و لو كان الحكم على شيء من أمور الأديان السابقة بمثل حكمك لكان أولى به ما نص الله عزوجل فيه عن بني إسرائيل من أمره بقتل أنفسهم كتوبة لهم ..
    و إنما كلامك هذا هو لشريعتنا التي جمعت بين جلال شريعة موسى و بين جمال شريعة عيسى عليهم السلام .
    و المقصود من هذا كله الانتباه لمدلولات الألفاظ و الاحتراز من مثل هذا , فأن نتحرز في ثبوت نص معين .. لا يصح أن يجعلنا لا نتحرز في حكمنا عليه ما دام هذا متعلقاً بكلام الله و بما شرعه سبحانه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    والله هذا ما ينبغي أن يكون عليه العالم من صدع بالحق ومناصحة
    فرحم الله شيخ الإسلام
    ولستُ أدري سوى الإسلام لي وطناً الشامُ فيه ووادي النيل سيّانِ
    وكلّما ذُكر اسمُ الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءَه من لُبِّ أوطانِ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    هداك الله .. ما دمت لم تجزم بثبوته فلا تجزم بعدم ثبوته ..فتتحدث عن النص بهذهالنعوت القاسية فلعل النص ثابت فتكون قد خاطبت كلام الله بهذا الخطاب المهين !!
    يا أخي الفاضل لم يزل أهل العلم يعترضون على متون الحديث المخالفة للمعقول فضلا عن المنقول، - وهي المروية في كتب أئمة السنن في ديننا لا في كتاب لا يتفق عشرة من علماء النصارى أنفسهم على صحة نسبته إلى أعيان الكتبة المنسوب إليهم!! - من بعد حكمهم بضعف السند ووهائه ولم يقابلهم أحد من أقرانهم قطُّ بمثل هذا الاتهام: "لعلكم تخاطبون كلام الله بهذا الخطاب المهين"،
    فهون عليك يا رعاك الله!

    إن كان ثمة إهانة فهي – ولا شك – ظاهرة جلية في أن يقال لإنسان بدعوى التشريع من الرب الحكيم جل وعلا: "مهما اعتدى عليك عدوك فلا ترد، حتى إنه لو جاءك بالسلاح يسفك دمك ويهتك عرض أهلك ويصفعك صفعا على وجهك الذي كرمه الله، فلا ترد، بل ولا تبادر حتى بالهرب إن كنت غير قادر على دفع ذلك العدوان، وإنما بادر بأن تقدم له خدك الآخر ليصفعه بل وقفاك أيضا إن لم يكتف بالخدين، وابتسم في وجهه وقل... الله محبة!!!"
    يا أخي هذا كلام لا يليق بعاقل كريم! الفطرة السوية تمجه مجا والله، ولا دخل له بما تقوله من كون شريعة عيسى لا تأمر بني إسرائيل بالقتال!!

    لا يماري عاقل في أن مقابلة العداون بالإحسان ليست على إطلاقها، ولا ينبغي أن تكون على إطلاقها وإلا ضاع بمثل هذا التشريع = الحرث والنسل والمال والعقل وكل شيء، فمثل هذا الإطلاق لا يُتصور أبدا أن يكون من تشريع رب العالمين لأي نبي من أنبيائه، حتى وإن كان ذلك النبيُّ غيرَ مأمور بالقتال ولا برد العدوان!! بل هو كلام موضوع مكذوب على المسيح وأنا أنزهه عنه، عليه السلام! وإن كان لهذا الكلام أصلٌ من شيء قاله المسيح عليه السلام في معنى الإحسان للمسيء – وهو غير مستبعد ولا شك – فلا يمكن أن يكون قد خرج بمثل هذه الصورة المشينة!! فالذي وضع هذا النص – أو حرفه حتى صار إلى هذه الحال - أراد به أن يبرر عقيدة الفداء والصلب، ويعطيهم مبررا أخلاقيا فاسدا لكون المسيح بزعمهم رضخ واستسلم للاعنيه وباركهم وقبِل بأن يُبصق في وجهه ويُمتهن ويسحب سحب المجرمين على الصليب ولا يقاوم، لماذا؟ لأنه جاء بالمحبة الشاملة، لأن الله أحب العالم جدا – كما يدعي يوحنا في كتابه – فبعث ابنه الوحيد حتى يضرب ويداس بالنعال لكي تكون لهم الحياة الأبدية!!! فكان من البدهي أن تبلغ "المحبة" في تعاليم المسيح على أيدي كتبة تلك الكتب مبلغ أن يؤمر الرجل بتقديم خده الآخر لمن يلطمه على وجهه!!! هذا أقل ما يجب!!!!

    لا يا أخي الحبيب، شرع الله لا يأمر عبدا من العباد بمثل هذه الذلة والمهانة لأحد من الخلق أبدا - لا سيما لأعدائه وأعداء أنبيائه جل وعلا!!
    وشتان شتان بين هذا الذي ينسبونه إلى المسيح في هذا النص وبين مبدأ الإحسان للمسيء!
    هذه أصول في التشريع لا يُتصور أن يقع فيها النسخ والتغيير.. فتأمل بروية بارك الله فيك!
    لا يُعقل أن نؤمر بمحبة أعدائنا والاستسلام لهم عند العدوان، وقد تقرر أن أصل الولاء والبراء من أصول كلمة لا إله إلا الله، التي جاء بها سائر الرسل والنبيين، فهل تدعي أن المسيح أمر بني إسرائيل - كما يدعي النصارى - بأن يحبوا أعداءهم وأن يباركوا لاعنيهم؟؟؟؟

    قولك:
    و الحقيقة أن هذا ليس كما تزعم - بغض النظر عن ثبوت النص أو عدمه - فشريعةعيسى عليه السلام كانت شريعة جمال تحرم القتال و استخدام أي أسلوب فيه عنف أو شدة , و هذا النص موافق لمنهج شريعته اللإجمالي , و التي تحرم مقابلة الاعتداء و توجبالمقابلة بالإحسان مع المعتدي ..
    قلت لو شئتَ أن آتيك بنصوص من كتبهم فيها تهديد من المسيح عليه السلام لمخالفيه بالسيف وبضرب الرقاب لفعلتُ، وهي نصوص يحتج بها إخواننا المشتغلون في الرد على النصارى عندما يريدون إثبات التناقض في كتبهم – وما أكثره!!! ولكني لن أفعل لأني لست بحاجة إلى هذا، فلا شيء فيها تقوم به الحجة عند النزاع على ما شرعه عيسى لأتباعه وما نسخه من التشريع! فما في كتبهم إنما يحتج له ولا يحتج به، وكلام أهل العلم في كيفية تناول نصوصهم والتعامل معها معلومة لا إخالها تخفى عليك!
    فقولك عن شريعة عيسى عليه السلام أنها: تحرم مقابلة الاعتداء، هذا جزم منك أنت بحكم شديد (التحريم) لا تملك عليه حجة ولا دليل فانتبه!! وقولك بإيجابها المقابلة بالإحسان مع المعتدي – هكذا - هذا أيضا لا تملك عليه سلطانا، وإلا فعيسى علَّم بني إسرائيل شريعة موسى عليهما السلام، ولم ينسخ منها إلا ما دل القرءان على أنه قد نسخه تخفيفا عليهم، وهذا غاية ما في المنصوص الذي تقوم به الحجة عندنا عن تعاليم المسيح عليه السلام لأتباعه! وحقيقة أن غالب ما نسب إليه في العهد الجديد عندهم كان كلاما في باب المحبة والوعظ والترغيب والترهيب وكذا فهذا لا يعني أبدا أنه لم يأتهم إلا بهذا، ولم يأمرهم بما تقتضيه المروءة والفطرة من الدفع عن أنفسهم، بدعوى "المحبة" والإحسان للمسيء!!
    هذا المعنى أظهر من أن يستدل عليه!
    و لو كان الحكمعلى شيء من أمور الأديان السابقة بمثل حكمك لكان أولى به ما نص الله عزوجل فيه عنبني إسرائيل من أمره بقتل أنفسهم كتوبة لهم ..
    لم أفهم هذه العبارة .. بارك الله فيك
    و إنما كلامك هذا هو لشريعتناالتي جمعت بين جلال شريعة موسى و بين جمال شريعة عيسى عليهم السلام .
    والله يا أخي عبارة "جمال شريعة عيسى" هذه ليست من التحقيق العلمي في شيء! قد تقدم أن عيسى لم ينسخ كل شريعة موسى كما يدعي النصارى قاتلهم الله!! إنما نسخ منها شيئا قليلا، والنصوص في كتبهم على أنه كان يأمرهم بالناموس وعلى أنه كان يجادل أحبار اليهود عنه ويتهمهم بتحريفه ويلعنهم على ذلك = كثيرة وافرة ..
    ولأنه عليه السلام كان في زمان شدة وفي ابتلاء بضعف التابع وعدم القدرة على المقاومة، لم يأمره الله بالقتال، ولكنه يقينا لم ينسخ له النهي عن امتهان الوجه – الذي لا أتصور إلا أن يكون شريعة عامة لكافة المرسلين لبقاء علة التشريع واحدة – ويقينا لم ينسخ وجوب الأخذ بأسباب السلامة للنفس والمال والعرض من المعتدي الصائل ولو بالفرار (لبقاء العلة أيضا)!! ولو تأملت لوجدت أن هذا هو ما ينص مؤرخو النصارى أنفسهم – وأنت تريد محاججتي بكلامهم فتأمل – على أنه قد فعله الحواريون لما داهم الرومان بيت المسيح عليه السلام، فكلهم هرب وفر ولم يبارك الرومان ولم "يُدر الخد الآخر"، حتى صار المؤرخون يتساءلون كيف يدعي كتبة الكتب الأربعة العلمَ بتلك التفاصيل الدقيقة لحادثة الصلب ومعلوم أن الحواريين فروا جميعا يومها ولم يبق منهم أحد!!!
    فتأمل يا رعاك الله ولا تعجل في الحكم على الكلام ..
    وفقني الله وإياك إلى ما يحب ويرضى.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    .. نفع الله بكم ..
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    الاخت الحافظة حزاك الله كل خير وبارك فيك على ما نقلت
    قبل فترة قريبة فقط قرأت الرسالة القبرصية فاذهلتني عبقرية ابن تيمية قدس الله روحه
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص

    نفع الله بكم وزادكم من فضله
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •