تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    84

    افتراضي مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله
    كيفية التوفيق بين الدنيا والآخرة
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
    أما بعد...
    فلاشك أن من أحب دنياه وانشغل بها وجعلها أكبر همه ومبلغ علمه فإنه ينسى الدار الآخرة، ولا يعمل لها، قال بعض السلف: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى)، فالإنسان عليه أن يبدأ بحظه من الآخرة، حتى يأتيه ما قدر الله له وما يحتاج إليه من الدنيا، يقول بعض السلف: (يا ابن آدم: أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الدنيا فاتك نصبك من الآخرة، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة مر على نصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا)، فالإنسان يشتغل بحظه من الدنيا في الأوقات التي يجد فيها سعة، ومع ذلك لا ينسى الدار الآخرة، فإذا اشتغل في تجارته أو حرثه أو حرفته أو ماشيته، لم يغفل عن ذكر ربه، ولا عن دعائه، واشتغل بالتسبيح والتكبير والتوبة والاستغفار، فحصل التوفيق بين الدنيا والآخرة، وإذا دخل وقت العبادة، كأوقات الصلوات، ترك ما كان فيه من الدنيا وقام إلى العبادة.
    ولاشك أن الكثير قد طغوا وبغوا لما فتحت عليهم الدنيا، وتحقق قول الله تعالى: ((كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى(6)أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)) العلق:6-7، فيقال لهؤلاء: اربعوا على أنفسكم، اقنعوا من الدنيا بما تيسر، ولا تشغلكم دنياكم عن العمل للدار الآخرة، فإن من فعل ذلك أصبح عبدًا لدنياه.
    فمن تزينت له الدنيا وأكب عليها وتمادى في الانشغال بها، فلابد أنه ينسى أو يتناسى نهايتها، مع أن ذلك واقع ومشاهد، فإن كثيرًا من أهل الدنيا قد جعلوها شغلهم الشاغل، وقطعوا في متابعتها أعمارهم، فجاءهم الأجل وهم غافلون عن الآخرة، فخرجوا من الدنيا مفاليس، لأنهم لم يتفكروا في نهاية الدنيا، وصدق عليهم قول الله تعالى: ((بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) الأعلى:16-17، مع ما يشاهدونه من تقلب الدنيا بأهلها، حيث يشاهدون بعض الناس ينشغلون بالدنيا، ويستكثرون من جمع الأموال من حلال أو حرام، ويتهالكون في حب المال، ويصدق عليهم قول الله تعالى: ((وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)) الفجر:20، وقوله تعالى: ((وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)) العاديات:8.
    فتأتيهم الآجال وهم مفرطون، لم يقدموا لآخرتهم ما يكون سببًا في سعادتهم عند الله سبحانه وتعالى، ويشاهدون أيضًا من تبسط عليه الدنيا ثم تسلب منه بين عشية وضحاها، فيصبح غنيًا عنده الأموال الطائلة، ويمسي فقيرًا قد لا يجد قوت ليلته، مما يدل على تقلب الدنيا بأهلها، ولا يعتبر بذلك الآخرون الذين أنهكوا أبدانهم وشغلوا أعمالهم في جمع الحطام الفاني، وهم يعرفون أنهم سوف يفارقونه وينتفع به غيرهم، وقد يجمعونه من حرام أو من مشتبه، ويكون كما قال بعض السلف في الدنيا: (حلالها حساب، وحرامها عذاب)، بمعنى أنه يحاسب على المال، كما قال النبي r: "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به".
    فعليه أن يعد للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا، ويتذكر قول بعض الواعظين فيمن جمع المال وخلفه:
    سيأخذه الوارث من غير تعب ويسأل جامعه من أين اكتسب
    فمـا اكتسـب إلا الشـوك له وللـــوارث الــرطــب
    وقد وقعت وقائع كثيرة تدل على تغير الدنيا بأهلها وتقلبها بهم، حيث إنهم لما فتحت عليهم الدنيا طغوا وبغوا وتكبروا وتجبروا، وسول لهم الشيطان وأملى لهم، وزين لهم ما هم عليه من الاستمرار في الاستكثار من جمع المال من حل أو حرام، ثم أوقعهم ذلك في الانهماك في الشهوات والملذات، وتجاوز المباحات إلى المحرمات، فوقعوا في المسكرات والمخدرات، وخيل إليهم أن هذا من إعطاء النفس ما تتمناه وما تهواه أو تلتذ به، وجرهم ذلك إلى أن ثقلت عليهم الطاعات، فتركوا الصلوات، ومنعوا الواجبات، وتجاوزوا الشبهات إلى المحذورات، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم.
    نسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه. والله تعالى أعلم.
    قاله وأملاه
    عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
    22/4/1429هـ
    http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=40

  2. #2

    افتراضي رد: مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله

    شكرا أخي على هذا النقل
    وجزى الله الشيخ عبدالله خيز الجزاء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    385

    افتراضي رد: مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله

    جزاك الله خير و حفظ الله هذا العالم الرباني .

  4. #4

    افتراضي رد: مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك ...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبراس مشاهدة المشاركة
    قال بعض السلف: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى)
    بل هو حديث !!!
    عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى).
    قال الشيخ شعيب الأرنوؤط في تحقيقه للمسند :
    حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. المُطلبُ بن عبد الله - وهو ابنُ حنْطَب- لا يعرف له سماعٌ من الصحابة، فيما نقل الترمذي في "العلل الكبير" 2/964 عن البخاري. وقال أبو حاتم- كما في "المراسيل" ص64 ا-: عامةُ روايته مرسل. قلنا: وبقية رجاله رجال الشيخين، غير سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال السنن، وروى عنه البخاري في كتاب "أفعال العباد"، وهو ثقة. عمرو: هو ابنُ أبي عمرو ميسرة، مولى المطَّلب بن عبد الله بن حنطب.
    وأخرجه الحاكم 4/319، والبغوي في "شرح السنة" (4038) من طريقين، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهني، ولم يتعقبه بانقطاعه، وتعقَّبه في الرواية بعده الآتية برقم (19698) .
    وأخرجه عبد بن حميد (568) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (162) ، وابن حبان (709) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (418) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10337) ، و"الآداب" (993) ، و"الزهد الكبير" (451) ، والبغوي في "شرح السنة" (4038) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، به.
    وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/249، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات.
    وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن أبي عاصم في "الزهد" (161) أخرجه عن هَدِيَّة بن عند الوهاب، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه مرفوعاً بلفظ: "من طلب الدنيا أضرَ بالآخرة، ومن طلب الآخرة اضرَ بالدنيا" فسمعته قال: "فأضروا بالفاني للباقي". وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة بن وقاص، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن أبي عاصم، وهدية بن عبد الوهاب، فمن رجال ابن ماجه، وكلاهما ثقة، فيُحَسَّن به.
    وسيرد بالحديث بعده.
    وانظر حديث ابن عباس (2744) ، وحديث ابن مسعود (3709) ، وحديث ابن عمر (4764) .
    قال السندي: قوله: من أحب دنياه، فيسعى في تحصيلها وجمعها.
    بآخرته: فإنه لا يتفرغ لتحصيلها، وأيضاً قد يكون مراعاة الدنيا محوجة إلى الإضرار بالآخرة.
    فآثروا: أمر من الإيثار بمعنى الاختيار، قال تعالى: (بل تُؤثرون الحياة الدنيا والآخرةُ خير وأبقى) . [الأعلى: 16-17] .
    وقال في موضع آخر :
    حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كسابقه.
    أبو سَلَمة الخُزاعي: هو منصور بنُ سلمة، وعبد العزيز بنُ محمد: هو الدراوردي، وهما من رجال الصحيح.
    وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذمّ الدنيا" (8) ، والحاكم 4/308، والبيهقي في "السنن" 3/370، وفي "الشُّعب" (10337) ، وفي "الآداب" (993) من طرق عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: فيه انقطاع.
    وسلف بالحديث قبله، وذكرنا هناك شاهده الذي يحسن به.

    قال أبو الحسن الشيخ في (تراجع العلامة الألباني فيما نص عليه تصحيحا وتضعيفا ) :
    حديث : (مَنْ أحبَّ دنياهُ؛ أضَرَّ بآخِرَتِهِ، ومَنْ أحبَّ آخرَتَهُ؛ أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقَى على ما يَفْنَى ) السلسلة الضعيفة برقم ( 5650 )
    قال الناشر : في أصل الشيخ رحمه الله فوق هذا المتن : نقل إلى الصحيحة ( 3287 ) وانظر آخر التخريج هنا .
    قلت : قال الشيخ رحمه الله : ثم وجدت له شاهدا قويا من حديث أبي هريرة نحوه ، فبادرت إللى إخراجه في الصحيحة ( 3287 ) والحمد لله على توفيقه . ( السلسلة الضعيفة المجلد الثاني عشر - ص 338 )
    والحديث الذي أشار إليه الشيخ رحمه الله - في الصحيحة 3287 - لفظه : من طلب الدنيا أضر بالآخرة ومن طلب الآخرة أضر بالدنيا ، فأضروا بالفاني للباقي )
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مقال رائع للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •