تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل ضعفت قوة المقاومة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    Exclamation هل ضعفت قوة المقاومة؟

    أَقَرَّ اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي أن صمود المقاومة الفلسطينية إبان العدوان الصهيوني كان لافتًا؛ حيث نجحت الفصائل الفلسطينية في مفاجأة العدو عبر استمرار وتيرة إطلاق الصواريخ بشكل منتظم، واستهدف عديدٍ من القواعد العسكرية، وفي مقدمتها تل نوف، وحتسريم، ونقل المعركة للعمق الإسرائيلي، بشكلٍ سيكون له تأثيراتٌ على معادلة القوة في المنطقة.

    وتابَعَ اللواء فؤاد: بالإشارة إلى أن صواريخ المقاومة- رغم مداها المتوسط، وقوتها التفجيرية المحدودة، إلا أنها أزعجت الآلة العسكرية الإسرائيلية، فمجرد إطلاق الصواريخ على العمق الصهيوني ينبئ أن زمن هيمنة إسرائيل على الميدان بشكلٍ مُنْفَرِدٍ قد ولّى.

    ويُرَجِّحُ الخبير الاستراتيجي أن تبدأ المعركة الحقيقية بين إسرائيل والفصائل قريبًا؛ حيث عجزت القوات الجوية الإسرائيلية، رغم كفاءتها النوعية، عن حسم المعركة، أو تحقيق أيٍّ من أهدافها بإنزال خسائر فادحة في صفوف المقاومة، أو تركيع حماس، وهو ما سيجبر الجيش الإسرائيلي على خوض حرب شوارع.

    واعتبر فؤاد أن سقوط غزة في أيدي الجيش الإسرائيلي، عَبْرَ وضعها الديمجرافي المكثف، وضيق مساحتها، أمرٌ شديدُ الصعوبة، لاسيما مع استمرار الصمود الفلسطيني، مُبْدِيًا رغبته الشديدة في استمرار الموقف الرافض لنشر القوات الدولية في غزة، أو على الحدود المصرية، باعتباره ضوءًا أخضر لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يجب أن توافق عليه مصر، أو الفصائل على حد سواء.

    وفي السطور التالية النص الكامل للحوار:

    بلا شك أن للعدوان الإسرائيلي على غزة تداعياتٍ استراتيجييه عديدة، وتكتيكات عسكرية متعددة، نرجو أن تلقي الضوء عليها.

    حملة الإجرام الصهيونية على قطاع غزة لم تشهد أي تكتيكات عسكرية جديدة، بل غلب عليها الاستخدام المفرط للقوة، وسياسة استعراض العضلات على المدنيين والأبرياء والأطفال، لاسيما وأننا قد لاحظنا عدد الضحايا في اليوم الأول، والذين كان أغلبهم من العاملين بالأجهزة الأمنية الفلسطينية، غير أن أي إحصاء وتدقيق لعدد القتلى بعدها يؤكد لنا أن 90% من الضحايا خلال الأسبوعين الماضيين كانوا من الأطفال، والنساء، وتلاميذ مدارس الأنروا، وهو ما يُقَدِّم دليلًا على أن الاستخدام المفرط للقوة لم يحقق أيًّا من أهداف إسرائيل التي سعتْ لتحقيقها من وراء هذه العملية.. فحماس لم تسقط حتى الآن، ولم تتوقف الصواريخ عن قصف أهداف إسرائيلية شديدة الأهمية، والتي كان آخرها قصف قاعدة تل نوف، وهي قاعدة استراتيجية تضم قاعدة جوية، تحوي قاذفات ومقاتلات، ومركزًا لتدريب المقاتلين والقوات المحمولة، فضلًا عما يتردد عن وجود مخزون نووي استراتيجي للدولة العبرية.

    ويمثل قصف تل نوف وحتسريم بصواريخ من طراز جراد أهميةً بالغة؛ حيث يُحْدِثُ هذا نوعًا من القلق لقادة إسرائيل، فرغم القوة النيرانية أو التفجيرية الضعيفة لرأس الصاروخ، التي لا يزيد وزنها على 20 كيلو جرام، إلا أنها تُظْهِر مدى التطور النوعي الذي حققته المقاومة الفلسطينية، فإطلاق صاروخ متوسط المدى حاليا، يُعْطِي انطباعًا بأن هناك تطورًا واضحًا في الأساليب القتالية للمقاومة، قد يُعَدِّلُ كثيرًا من موازين القوى في المستقبل، رغم فارق الإمكانيات.

    تضييق الحصار

    كأنك تشير إلى أن الدولة العبرية لم تُحَقِّق كثيرا من وراء هذه العملية؟

    بالأساس كانت غزة محاصرة منذ أكثر من عامين، وكل ما فعلته إسرائيل أنها ضيَّقَتْ الحصار على القطاع، بقصفها الجوي، وتقسيم غزة إلى ثلاث قطاعات، ووصولها إلى أعتاب التجمعات السكنية، وقتلها مئات من الفلسطينيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، علاوةً على تدمير البنية التحتية.

    غير أن الأهداف المعلنة للعملية لم تتحقق، فالوصول إلى بطاريات إطلاق الصواريخ لم يتم، في ظل ارتفاع وتيرتها، واتساع مداها، واقترابها من مدن إسرائيلية ،كانت تظن تل أبيب لمدة طويلة أنها بعيدةٌ عن مرمى صواريخ المقاومة.

    ويضاف إلى ذلك: أن هذه المواجهات قد أكّدتْ بما لا يدع مجالًا للشك، عدمَ كفاية القوة الجوية في حسم الصراع، واستمرار الأهمية البالغة للعمليات البرية، فعلى الرغم من أن القصف الجوى قد استطاع تحقيق عدد من الأهداف التي رُسِمَتْ له، إلا أن ثبات المقاومة وصمودها اللافت لم يُمَكِّنْ آلة الحرب الإسرائيلية من تحقيق أهدافها، أو حتى الزعم بتحقيقها للنصر؛ فحماس وفصائل المقاومة لا زالوا يهددون إسرائيل بقوة، ومعدل إطلاق الصواريخ في تصاعُد، أو على وتيرةٍ واحدةٍ منذ الأيام الأولى، ولعل شعور إسرائيل بعدم قدرتها على تحقيق نصر دائم، وعدم إيقاعها خسائر فادحة في صفوف حماس وقوى المقاومة، قد دفعها للبحث عن حلول أخرى، قد تُمَكِّنُها من تحقيق أهدافها بالسياسة، بعد أن عجزت عن فرضها بالقوة!

    تطور نوعي

    من البديهي التأكيد أن صمود قوة المقاومة كان من الأمور اللافتة، لذا نرجو أن تشرح لنا مدى التطور الذي حققته الفصائل الفلسطينية.

    لقد نجحت المقاومة في تطوير أساليب تعاطيها مع العدوان الإسرائيلي؛ حيث نجحت في امتلاك صواريخ جراد، فضلًا عن الصواريخ محليةِ الصنع، قسام 1,2,3، وصواريخ مضادة للدروع من طراز فاندوم، وهي التي عرقلت الدبابات والآليات الإسرائيلية، وعلى رأسها الميركافا .

    ولقد نجحت المقاومة كذلك في وسائل التمويه والخداع اللَّذَيْنِ مَنَحا مُطْلِقي الصواريخ الفرصةَ للإفلات من ملاحقات الطائرات الإسرائيلية، التي أخفقت في رَصْدِ وسائل إطلاق الصواريخ.

    وكذلك نجحت المقاومة في إعداد العشرات، بل مئات الاستشهاديين؛ لِدَحْرِ تقَدُّم القوات الإسرائيلية إذا سَعَتْ لاختراق التجمعات السكانية، أو الوصول إلى ممر فيلادلفيا، أو صلاح الدين، وهو الهدف الذي لم يتحقق حتى الآن.

    إرباك العدو

    تؤكد إسرائيل منذ مدة طويلة على امتلاكها لشبكة حماية من الصواريخ تسمي بجيتس، غير أن المتابعين لهذه العملية لم يلاحظوا أي جدارة لهذه الشبكة!

    أغلب الظن أن شبكة جيتس لم تدخل الخدمة بعدُ، وهي على العموم مُوَجَّهَةٌ للتصدي للصواريخ طويلة المدى ،وليس صواريخ المقاومة قصيرة المدى ومتوسطة المدى، والتي لا يستغرق إطلاقها ووصولها إلى الهدف مجرد ثواني، يصعب على أي نظام إسقاطها، فضلًا عن أن نظام الخداع والتمويه الذي نجحت فيه المقاومة حتى الآن، لم يتوقف عند إطلاق الصواريخ، بل إنه امتد إلى مواجهة الدبابات والآليات بشكلٍ جعل انتشارها يبدو بطيئًا للغاية، وهو الأسلوب الذي أوقع خسائر غير متوقعة في صفوف العدو، عبر نظام الأكمنة، واستدراج العدو إلى أماكن وأهداف بينها، والاشتباك معه بشكل سريع ومفاجئ، يُرْبِك خططه.

    اختفاء غزة

    في السابق أبدى وزبر الدفاع الإسرائيلي السابق إسحاق رابين ضجره الشديد من غزة، ورغبته في اختفائها، فهل تناسى قادة إسرائيل هذا الدرس؟

    سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بوضعه الحالي، وكثافته السكانية المرتفعة جدًّا، أمرٌ شديد الصعوبة، وقد أَقَرَّ قادة إسرائيل، بدءًا من مناحم بيجن بذلك، لذا فلا أعتقد أن إسرائيل راغبةٌ في احتلال القطاع، بل قام قادتها بهذه العملية لتغيير موازين القوة، ومحاصرة وتطويق المقاومة، وقيادتها إلى طاولة المفاوضات وَفْقَ الأجندة الإسرائيلية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وأظنه لن يتحقق إلى حد بعيد.

    الحسم القادم

    غير أنّ هناك نقطةً لافتةً تتمثل في عدم وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو الإسرائيلي حتى الآن، رغم حديثك عن صمود المقاومة.

    المعركة الحقيقية لم تبدأ بعدُ، وهناك التزام بأكبر قدر من الحيطة والحذر من جانب الجنود الإسرائيليين، فهم لا يخاطرون باقتحام مناطق سكنية، أو الدخول في حرب شوارع، وهو دَرْسٌ مستفادٌ من الحرب اللبنانية، ويفضل الجيش حتى الآن استخدام القصف الجوى والمدفعي، والتمهيد بقوة نيرانية مُرَكَّزة؛ حتى يتفادى المواجهات الشرسة مع فصائل المقاومة، غير أن هذه الاستراتيجية لن تستمر؛ حيث ستُجْبَرُ هذه القوات- في حالة رغبتها في حسم المعركة- على خَوْضِ حرب شوارع خلال المرحلة الثانية من العملية، بشكل يفتح الباب أمام الفصائل الفلسطينية لإيقاع أكبر قَدْرٍ من الخسائر، قد لا تستطيع إسرائيل تَحَمُّلَه.

    نصرٌ قريبٌ

    بوصفك خبيرًا عسكريا واستراتيجيًّا، ما هي النصيحة التي توجهها لفصائل المقاومة، مع اقتراب المرحلة الحاسمة من المواجهة؟

    أولًا: الثقة في الله، والثقة في النصر، وفي عدالة قضيتهم، فهذه أول عوامل النصر، فضلًا عن الصمود، وتنويع استراتيجية الخداع والتمويه، والشِّرَاك الخداعية لقوات العدو، واستغلال حرب المدن لصالحهم، لاسيما وأَنَّها تعطيهم ميزاتٍ كبيرة، مع عدم التركيز على الحرب النفسية التي يجيدها العدو وبشدة، والرهان فقط على تماسك الجبهة الداخلية في غزة.

    فكل هذه عوامل تُوَفِّرُ أسباب النصر، الذي أظنه قريبًا، بفضل صمود المقاومة، وامتصاصها للضربات الإسرائيلية، وعدم تراجُع مُعَدَّلات إطلاقها للصواريخ، رغم دخول المعركة أسبوعها الثالث.

    طوق نجاة

    ركزت إسرائيل طوال الفترة الماضية على ضرورة نشر قوات دولية في غزة، فكيف تنظر إلى هذا الأمر؟

    بلا شك أنّ إسرائيل منزعجةٌ بشدة من نجاح المقاومة الفلسطينية في إيجاد نَوْعٍ من الردع في المواجهة معها، وامتلاكها لآلاف الصواريخ متوسطة المدى، مثل الكاتيوشا، وجراد، ولا ترغب في تكرار هذا السيناريو في المستقبل، وتسعى لحرمان المقاومة من زيادة قدرتها العسكرية، أو استعادة ما فقدته خلال الأسبوعيين الماضيين، أو بالأحرى أن تلعب القوات الدولية دورًا مهما في حمايتها من هجمات المقاومة، وبالتالي تتوقف الضغوط عليها لتقديم تنازلات سياسية، وإعادة الحدّ الأدنى من الحقوق الفلسطينية. ولا أظن أن مصر أو الفصائل الفلسطينية تتوافق على انتشار هذه القوات؛ فالآلة العسكرية الإسرائيلية لم تستطع حسم المعركة، أو تركيع حماس، أو إلحاق خسائر فادحة بها؛ لذا فمن المهم استمرار الموقف المصري الرافض لهذا الأمر، باعتبار أن هذا الانتشار سيكون له تداعياتٌ كارِثِيَّة على القضية الفلسطينية، بل ويُمَثِّلُ اعتداءً سافرًا على السيادة المصرية، فضلًا عن أنّ لجوء إسرائيل إلى مجلس الأمن، وتعاطيها الإيجابي مع المبادرة المصرية الفرنسية، يكشف عن مواجهتها مأزَقًا شديدًا في القطاع، أجبرها على البحث عن طوق نجاة!
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل ضعفت قوة المقاومة؟

    أكره هذا العنوان، حتى وان كان الموضوع يجيب السؤال المطروح فيه بالنفي ...
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •