تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: (هل المعاهد الشرعية مواكبة لعصرنا) مقال رائع ل د بكار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    Lightbulb (هل المعاهد الشرعية مواكبة لعصرنا) مقال رائع ل د بكار

    المختصر / تحدثت في المقال السابق عن مشكلة ضعف التمويل المطلوب لتقديم تعليم شرعي جيد ، ووضحت آثار ذلك على العملية التعليمية، وأود أن أتحدث اليوم عن بعض المشكلات الأخرى التي تسهم في ضعف المخرجات التعليمية في المدارس والمعاهد الشرعية الأهلية عبر المفردات التالية :

    1ـ تستقبل المدارس الشرعية ـ في معظم الأحيان ـ الطلاب بعد إكمالهم دراسة المرحلة الابتدائية، ونقدم لهم تعليماً يوازي ما يتلقاه الطالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية في التعليم العام ، أي قبل أن يدرس العديد من المواد المهمة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات واللغات الأجنبية ، وهذه المواد تشكل عماد العلوم المعاصرة، ومن المؤسف أن جلّ المدارس والمعاهد الشرعية لا تقدم في هذه المواد لطلابها أي شيء ذي قيمة ، وهذا يعني وجود ثغرات كبيرة جداً وخطيرة في ثقافتهم، ووجود نوع من العزلة عن ثقافة العصر ، كما يعني وجود فجوة ثقافية كبيرة بين دارسي العلوم الشرعية وباقي الدارسين في مدارس التعليم العام، وهذه الفجوة تجعل كثيراً من طلاب العلوم الشرعية يشعرون بنوع من الاغتراب عن عصرهم ومواطنيهم ،كما أن عدم تحصيلهم للأساسيات في العلوم التي ذكرناها يحول بينهم وبين دراستها في أي كلية جامعية بعد ذلك ، ويحول بينهم وبين الحصول على أي وظيفة في مؤسسة أو شركة حديثة ومتطورة ، لأن المؤسسات المتقدمة تسعى إلى توظيف شباب لديهم ثقافة معاصرة ومتصلة بالتقنية والعلوم الحديثة ، وهذا واضح و ملموس عند أدنى تأمل في نوعية الوظائف و الأعمال التي يعمل فيها خريجو تلك المدارس.

    2- لعل من أكبر المشكلات التي تعاني منها المعاهد الشرعية الأهلية مسألة الاعتراف بالإجازات و الشهادات التي تمنحها لخريجيها , حيث إن السواد الأعظم من الحكومات لا يعترف بتلك الشهادات و لا يعادلها بالثانوية العامة , و من أجل حل تلك المشكلة سعت إدارات تلك المعاهد إلى الارتباط ببعض الجامعات الإسلامية الكبرى مثل جامعة الأزهر، و ذلك حتى يتمكن خريجو تلك المعاهد من إكمال دراستهم فيها و التخرج منها , لكن الذين ينتظمون في الدراسة الجامعية من أولئك الخريجين قليلون, فبعضهم لا يكمل دراسته الجامعية, و معظم من يكملها منهم يدرسون عن طريق الانتساب و تكون استفادتهم العملية محدودة في الغالب لكن الحصول على شهادة مثل شهادة جامعة الأزهر لا يكفي في أحيان عديدة للحصول على وظيفة أو الانخراط في هيئة تدريس، حيث إن العديد من الدول يشترط الحصول على الثانوية العامة , و معظم الطلاب لم يحصلوا عليها بسبب عدم دراستهم في التعليم العام . النتيجة لكل ذلك هي حرمان الطلاب المعنيين من تبوء أي مناصب كبيرة أو الحصول على أي وظائف راقية , و هذا شكل من أشكال التهميش الخطير ,

    3ـ كثير من من طلاب العلم الشرعي يتجهون إلى الإمامة و الخطابة و التدريس في المساجد, وهذه الوظائف مهمة للغاية و تتيح لمن يشغلها فرصة كبرى للتأثير في الناس و توجيهم, لكن المشكل هو ضآلة المرتبات التي يحصل عليها الموظفون في تلك الوظائف و بعضهم يحصل عليها بطريقة مهينة , فقد حدثني أحد الدعاة أنه كان في زيارة لإحدى الدول الإفريقية و قد ذهب إلى صلاة الجمعة في أحد المساجد واستمع إلى الخطيب، و أعجب الأخ بفصاحته و علمه، و بعد انقضاء الصلاة و سعيه للخروج من المسجد فوجئ بشيء مؤسف جداً, و هو أن الخطيب الذي بهرهم ببيانه , جلس عند باب المسجد ووضع أمامه منديلاً و الناس يضعون ما تيسر لهم من المال على ذلك المنديل مساعدة للشيخ! يقول صاحبنا: و حين سألت عن سبب ذلك، كان الجواب: هذه هي الطريقة الوحيدة لحصول ذلك الخطيب على ما يقيم أوده!.

    التعليم الشرعي الأهلي مطلوب في ظروفنا الحالية، لكنه يحتاج إلى الكثير من التطوير حتى لا يخرّج رجالاً يعيشون على هامش المجتمع.

    وبعض المعاهد الشرعية خاض تجربة جديدة ، وهي تعليم طلابه مهنة من المهن ، حتى يعمل فيها بعد تخرجه ، ويستغني عن مساعدة الناس والحكومة ، لكن تلك التجربة لم تنجح ، وذلك لأن العمل في أي مهنة يصرف الإنسان عن الاهتمام بالعلم والتعليم ، ويحوّله من إنسان يمكن أن يكون له دور ثقافي ودعوي مهم إلى شخص يقدّم خدمة بسيطة عبر الحرفة التي تعلمها !.

    إن الانفتاح على الواقع هو مصدر كل تجديد ، وإن على المسئولين عن تلك المعاهد أن ينظروا حولهم إلى الفرص و التحديات الجديدة , و حينئذ سيدركون أن عليهم أن يُحدثوا ثورة داخل معاهدهم على مستوى الإدارة و أسلوب التعليم و المواد و المناهج المقررة , و أن يدققوا في قبول الطلاب و يتخلصوا من الكم ليركزوا على الكيف, و ينبغي أن يتم كل هذا على نحو مواز للحصول على اعتراف رسمي بالإجازات التي يمنحونها لطلابهم , و ذلك حتى يتمكنوا من الحصول على الفرص الوظيفية المرموقة . و لعلي أتحدث عن الارتقاء بالتعليم الشرعي في وقت من الأوقات .

    و الله من وراء القصد.
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  2. #2

    افتراضي رد: (هل المعاهد الشرعية مواكبة لعصرنا) مقال رائع ل د بكار

    مقال رائع جزاه الله خيرا

  3. #3

    افتراضي رد: (هل المعاهد الشرعية مواكبة لعصرنا) مقال رائع ل د بكار

    لا يستغرب الطيب من معدنه.
    هذا إبداع من إبداعات الدكتور عبدالكريم بكار.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •