تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 103

الموضوع: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبده

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد


    وها هو خسروشاهي يسميه:
    جمال الدين الأسد أبادي!

    http://www.taghrib.org/arabic/nashat...hrib/14/12.htm
    انظر رقم (8) في القائمة

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    لغز آخر!
    خسرو شاهي يسمِّيه في إيران:
    جمال الدين الأسد أبادي!
    ويسمِّيه في البلاد العربية:
    جمال الدين الأفغاني!
    كما قال عمران بن حطَّان:
    يَوْمًا يَمانٍ إذا لاقَيْتُ ذا يَمَنٍ * وإن لَقِيتُ مَعَدِّيًّا فعَدْنَاني

    ولا يزال اللغز مستمرًّا!
    انظر الصورة المرفقة من الغلاف الداخلي لكتابه (العروة الوثقى)!
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    آسف!
    الآن فقط عرفتُ أن لقبه:
    آية الله خسرو شاهي!

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    ومشكل بعض حكّام العرب تجاه إيران (السياسية لا المذهبية) داء عضال، يحتاج إلى تحليل نفسي عميق؛ ولن يُشفوا منه إلا إذا بُعث فرويد، أو وُضِعوا هم في قبره...
    تفسير هذا المشكل لا يحتاج إلى فرويد!
    وأظنُّك تعرفه كلَّ المعرفة!
    الجواب من وصية الخميني
    (وهو طبعاً إيران السياسية والمذهبية!):
    و لازم* است* در نوحه*ها و اشعار مرثيه* و اشعار ثناي* از ائمة* حق* ـ عليهم* سلام*الله ـ به*طور كوبنده* فجايع* و ستمگريهاي* ستمگران* هر عصر و مصر يادآوري* شود؛ و در اين* عصر كه* عصر مظلوميت* جهان* اسلام* به* دست* امريكا و شوروي* و ساير وابستگان* به* آنان* و از آن* جمله* آل* سعود، اين* خائنين* به* حرم* بزرگ* الهي* ـ لعنة*الله و ملائكته* و رسله* عليهم* ـ

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    * (فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق...) *

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    أخي الكريم: خزانة الأدب
    لا شرّقتُ ولا غرَّبتُ، بل ما ذهبتُ بك إلى قرطبة إلا لأعيدك إلى باريس؛ لكن يبدو لي أنّك مولَع بالأسفار، فها أنت ذا تطير بنا إلى إيران، ويحرن قلمك بها حران مَن سوعد على الحيدة!
    وقد تعمّدتُ ذكر إيران، لأتأكَّد من منهجك في الحوار وطريقتك في المباحثة، فجاء جوابك مخيِّبًا للظن مؤكِّدًا لما لمسته منك منذ البداية وتغاضيتُ عنه..
    منذ بداية حديثنا، كنت أسطر كل ما أراه مناسبًا للتعمّق في الموضوع وتسليط الضوء على كافة جوانبه، وكنت أنت في كل مرة تتمسَّك بجزئية من جزئيات كلامي، وتضعها تحت المجهر، ثم ترسم عليها علامة استفهام، وتطالب بالدليل عليها.. وكأنّها هي الحجة التي يسقط بسقوطها الاستدلال! وكل ما ذكرتُه أنا لزيادة البيان، تشبثتَ به أنت وكأنه عين البرهان!
    فحالي وحالك كرجلين: أحدهما يبحث عن إبرة في كومة قش، والثاني يبحث عن قشة في كومة إبر!
    ومع ذلك، لم أنزعج من صنيعك، بل كنت أفرح له؛ لأنني اعتبرته إثراء للبحث، ولأنّ همّي كان تدارس الموضوع بتجرُّد الباحث لا بنفسية المجادل.. ولو كان همّي الجدل والمراء، لتوقفت عند أوّل مشاركة لك، ولتناولتها بنفس الطريقة واللغة التي تناولتَ أنت بها ما سقتُه مِن كلام. لكنني تجنبت ذلك، لعلمي أنه لن يقدّمنا كثيرًا في استكناه الحقيقة، ولأنّ أسلوب "قلتَ/أقول" لا يستهوني البتة...
    واستمرّ الأمر على هذه الحال إلى غاية المشاركة رقم 44.. وفيها شعرتُ أنني أفضيتُ بكل ما يمكن قوله في المسألة، وظننتُ أنّنا قطعنا شوطَا لا بأس به في المدارسة. لكنك أتيتَ بعدها بكلام أكّد لي أنّ الأفاضل الذين تابعوا معنا الموضوع كانوا أكثر استيعابا لتسلسل كلامنا وأدق فهما لفحواه منك! ثم عدتَ إلى موّالك الأوَّل، وصرَّحت أنّ "المشكلة هي من المؤلف لا من المترجم، وإذا رضي بالترجمة ولم يستنكرها فقد جفَّت الأقلام!"
    وهنا ازداد عَجبي، لأنّك بعد كل الكلام الذي قيل، تعيدنا إلى نقطة البداية! فتأمّلتُ كلامك كلَّه، وقرَّرت التنزُّل إلى نهجك أنت في المحاورة، لعلّ ذلك يختصر الوقت والجهد..
    نعم إنّها الحيدة! ولكنها حيدة على نهج إبراهيم الخليل، لا حيدة المعترض العليل، الذي لا دليل له إلا المطالبة بالدليل.
    ثم وجّهتُ إليك ثلاث أسئلة واضحة صريحة دقيقة لا لبس فيها، بِنِيَّة العودة إلى صلب الموضوع. لكنني وجدتك وفيًّا لعادتك، تتغاضى عن المتن، وتهرع إلى الهامش ثم تكبِّر حروفه لتجعل منه عنوانًا!
    ومن ذلك: قصة "خسرو شاهي"!

    (يتبع...)

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    (... تابع)

    ** ماذا لو خسرنا خسرو شاهي؟ **


    وقبل الجواب عن هذا السؤال الوجودي "الموغل في القلق"، والتعرُّض لما اكتشفتَه من "معلومات خطيرة" حول الموضوع، أرجو أن تتكرّم وتسمح لي بالإجابة عن السؤال التالي:
    ما الذي أوصلنا إلى خسرو شاهي؟
    وهذا يعيدنا إلى مسألة أخرى، وهي تعريضك بأنّ ما سطرتُه من كلام منسوخ عن غيري، لا ناقة لي فيه ولا جمل؛ وكأنّك استكثرت أن يقول مثلي ما قال!
    وهنا لا بد من توضيح مسألتين اثنتين:
    1_ نحن نتحاور في مجلس، ولسنا نتنافس في إطار مسابقة علمية لنيل أحسن دراسة أكاديمية حول الموضوع. ولو كان مقام الحديث مقام الدراسة أو التأليف العلمي، لكان الأسلوب غير الأسلوب، ولالتزمنا التوثيق منذ البداية. لكنني أعتقد أنّ التوثيق وكثرة الإحالات في المنتديات نهج تستثقله النفس وتنفر عنه عين القارئ؛ اللهمّ إلا إذا دعت إليه الضرورة.
    2_ لما سطرتُ أوّل مشاركة لي في الموضوع، لم أستند إلى أي مرجع، بل عدت في جزء من ذلك إلى الذاكرة، وفي كثير منه إلى التحليل للوثيقة التي هي محور النقاش. وقد تطلَّب منّي ذلك الحصول على الترجمة العربية للمقالات الثلاث، ثم الحصول على أصلها الفرنسي. ولفتت إشارة عبد الرحمن بدوي الخاطئة إلى "شكري غانم" انتباهي، فبحثت عن غانم وسيرته وعلاقته بجمال الدين الأفغاني...
    ولعلّك ستتعجب إذا ما قلت لك أنّ معظم ما توصلت إليه من استنتاجات، هو نفسه ما وجدته فيما بعد مبثوثًا في المراجع التي تناولت هذه المسألة، والذي كان ينقصه هو التوثيق فحسب. وكنتُ أحجمتُ عن ذكر هذا من قبل خشية أن يُعتقَد أنه تزكية للنفس، لكنني أثبتُّه الآن لأنه شهادة لا بد منها لرفع اللبس.. ولو تجرّد غيري بالنفسية ذاتها التي تجردت بها لدراسة الموضوع، وليس بين يديه إلا المقالات الثلاث وما يعرفه من فكر جمال الدين الأفغاني وتاريخه، لتوصّل إلى الاستنتاجات نفسها، دون الحاجة إلى مرجع حول المسألة ذاتها.
    لكنني لمَّا رأيتك تطالب بالدليل، وفهمتُ أنّ الدليل لديك هو أي كلام مكتوب منشور حول المسألة، شرط ألا يكون بقلم الواحدي، أتيتك بالمراجع التي تناولت المسألة، ليطمئنّ قلبي قبل قلبك...
    ثم إنني رأيتك تخلط في موضوع نقل كلام الغير وضوابطه، وظنّي أنّك لم تلجأ إلى ذلك عمدًا.. وأنت تعلم أنّ بعض الحقائق هي من البداهة بحيث لا يُشترَط فيها الإشارة إلى كل من ذكرها أو قال بها. ومن ذلك إشارتك إلى "سمين باشا" و"النصيبية". ومن المعروف أنّ محمد عمارة أشار إلى ذلك وغيره ممّا هو من جنسه في رده على لويس عوض؛ ولكن اعذرني إذا قلتُ لك إنني أعلم من نفسي أنني لو قرأتُ مقالات لويس العويض إبّان صدورها، لتنبّهتُ إلى ما تنبّه إليه محمد عمارة، لأنه مِن بيِّنات الأخطاء التي لا يرتكبها إلا لويس عويض وعبد الرحمن بدوي ومَن شاكَلهم...
    ثم إنني لم أدّع أنَّني مكتشف ذلك، كما أنَّني لم أنقل عن عمارة حرفيًّا كما أوهمتَ؛ بل العبارة عبارتي، وهي من حقوقي الفكرية التي أعتز بها. وكذا الأمر بالنسبة إلى خسرو شاهي..
    والذي يقرأ كلامك، يتوهّم أنني لم أفعل سوى نقل آراء من سبقني، ولو أنصفتَ لميَّزت، ولاستعملتَ كلامًا أكثر دقّة من الأسلوب المطاطي الذي تميّز به عبد الرحمن بدوي...
    ولْنَعُد الآن إلى سؤالنا المتفرّع عن السؤال "الموغل في القلق"، وهو: ما الذي أوصلنا إلى خسرو شاهي؟
    لم أذكر "خسرو شاهي" إلا في المشاركة رقم 30، وذلك بعد إصرارك على الإتيان بـ "الدليل"! ولم أكن في حاجة إلى ذكره البتّة، ولكنني فعلت (كما هو مبيّن في المشاركة رقم 41) لأثبت لك أنّ الذين رجّحوا كون "خليل غانم" هو مترجم المقال لا يجمهم لا المذهب ولا التوجّه الإيديولوجي، ومع ذلك اتفقوا على الاستنتاج نفسه، وهذا يقوِّي ما رجَّحتُه. فمحمد حدّاد، مع أنه لا بيتعد عن موقف عبد الرحمن بدوي من المسألة، أثبت ذلك. وخسرو شاهي بذل الجهد الذي بذل بدافع قومي مذهبي، وكلامه حول آثار الأفغاني هو محاولة إيديولوجية للمقاربة بين الخميني وجمال الدين أو جعله رمزًا للتقريب بين المذاهب على أقل التقدير. لكن الذي يهمّنا أنه باحث، وأنه أثبت ترجيح مَن رجَّح كون خليل غانم هو المترجم. وسمير أبو حمدان يعتبَر متخصِّصًا في تراث النهضة وأعلامها، سعى إلى أن يكون موضوعيا في تناوله لما يتعلّق بهذه المسألة، وتوصل إلى النتيجة نفسها.
    لدينا إذن باحث كتب ما كتب مِن وجهة نظر إديولوجية علمانية، وباحث شيعي متمسك بشيعيته، وباحث حاول أن يكون موضوعيا في دراسته؛ وكلهم أثبتوا نفس الاستنتاج! هذا الذي أردته بإحالتك على "خسرو شاهي" الذي يبدو أنه نغّص عليك تفكيرك، مع أنّ المثل الفارسي يقول: "كل ما يقوله خسرو حلو"!
    وماذا لو أضفت كتاب "محمد الزحيلي" إلى المراجع؟ هل كنت ستخصص فصلا للطعن فيه واتهامه بأنه متواطئ مع النظام النصيري؟!
    أمّا لماذا لم أكن بحاجة إلى خسرو شاهي هذا، فالسبب في ذلك بيِّن، وهو أنّه ينقل حرفيًّا تقريبا عن سمير أبو حمدان. ولو رجعتَ إلى هامش الصفحة 179 في الجزء الثالث من كتاب "الآثار الكاملة" لجمال الدين الأفغاني، بإعداد خسرو شاهي، لقرأتَ التالي:
    "هذه الدراسة والمقدمة، للأستاذ سمير أبو حمدان، وترجمة النص –للرد- هي للدكتور علي شلش".
    وعليه، فإنّ كل التهويل الذي أثرتَه حول خسرو شاهي لا معنى له، ولا علاقة له بالموضوع. وها أنذا أصرِّح لك أنني قتلتُ خسرو شاهي، إكرامًا لك ونكايةً في كل الروافض؛ لكن ماذا نفعل بسمير أبي حمدان؟ هل نستبيح دمه هو أيضًا؟ ثم هبني قتلتُ أبا حمدان.. هل يحل ذلك الإشكال؟ والإشكال –كما تعلم- ليس في القائل، وإنما في مقاله.
    وكل "الدوشة" التي أثرتَها حول خسرو شاهي والماسونية والإيرانية تذكِّرني بكلام كنت قرأتُه لمصطفى صبري حول أحد الكتَّاب المصريين، حيث يقول: "(...) كما هو عادة أكثر المؤلفين بمصر في العِلم والعالِم: يكتبون حكاية أو ترجمة أو منقبة، ولا يدخلون في مسائل العلم..."
    وفي عبارته بعض التحامل والمبالغة، لكنها تنطبق تمامًا على عبد الرحمن بدوي ومَن سار على دربه. فهو بدل محاولة رفع الإشكال الذي يثيره مقال الأفغاني، سرد علينا قصة محمد عبده وهو في بيروت، ثم بنى عليها، وقرّر أنّ الأفغاني ليس مصلحا دينيا! وأنت، بدل استنطاق المقال والحكم عليه بما يستحقه، دون حيف أو شطط، تجنّبت المسائل الجوهرية وتشبّثت بالقصص الجانبية، وخرجت بنا إلى الماسونية والإيرانية و.. خسرو شاهي، الذي كان لك فضل السبق في التنبيه إلى أنّ لقبه "آية الله"! وهي معلومة لن أذكرها مستقبلا إلا منسوبةً إليك، من باب الأمانة العلمية!!
    وفي الأخير: ماذا لو خسرنا خسرو شاهي؟ والجواب: لا شيء، سوى المزيد من الوقت الضائع...

    (يتبع...)

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    (... تابع)
    ** قالها عبد الرحمن بدوي! *

    أخي الكريم:
    تقول: "القضية ببساطة: إن كانت المقالة صحيحة فكلام عبدالرحمن بدوي صحيح، وإلا فلا!"
    وكنت سأضيف إلى كلامك علامة تعجُّب، لكنني وجدتُك بادرتَ إلى وضعها، فلك منّي خالص الشكر والامتنان...
    و"ببساطة": كلامك هذا من غرائب الاحتجاجات!
    فتصحيح نسبة المقال إلى الأفغاني لا يكفي لتصحيح كلام بدوي؛ لأنّ كلام بدوي هو ما استنتجه بفهمه السقيم من النص، وأنا أنأى بك أن تكون في أحكامك رهينة لأمثاله...
    ولو قلتَ: "قرأتُ المقال مسلِّمًا بصحة نسبته إلى الأفغاني، وتوصَّلت إلى نفس ما توصَّل إليه بدوي"، لهضمت كلامك. لكن هضم كلامك لن يتمّ إلا ببعض المقبِّلات.. لماذا؟ لأنّك قرَّرت –انطلاقًا من كلام بدوي- في أوَّل الموضوع أنَّ جمال الدين الأفغاني "أقرب إلى ملاحدة أوروبا، مثل فولتير"، وهذا ما لم يقله بدوي.. ثم لمّا سألتك عن ذلك، أجبت بتركيبة قياسية غريبة، لم يقل بها لا المناطقة ولا الأصوليون.. يضاف إلى ذلك أنّك جعلت الأفغاني وبدوي في نفس السلة، حين جعلتَ "وشهد شاهد من أهلها" خاتمة لمشاركتك الأولى. وهذا يجعلني أشك في فهمك لكلام الأفغاني، وعبد الرحمن بدوي ورينان وفولتير مجتمعين...
    كما أنّ كلامك يوحي بأنَّك لم تطّلع على المقالات الثلاث بالفرنسية، وهذا حاجز منهجي آخر من شأنه أن يمنعك من التأكُّد من أنّ ما نقله بدوي على لسان الأفغاني هو نفس ما قاله الأفغاني..
    وكنتَ قلتَ في المشاركة رقم 47: "والذين ترجموا مقالة الأفغاني أجمعوا على ترجمة عبارة رينان (بالملحدين الكبار)". ولن أطالبك بأسماء المترجمين الذين اطلعتَ على ترجماتهم، ولا بـ "الدليل" على صحة كلامك، فهذا ليس من دأبي.. ولن أطعن في دعوى الإجماع، فهذا الطعن غالبًا ما "يوجع الدماغ"، كما تعلم.. ولن أخوض معك في دقائق اللغة الفرنسية وفي الخلط الذي وقعتَ فيه في المشاركة رقم 47، وكأنّك لا تدري أنّ اللغة لا تُستقَى من المعجمات ثنائية وثلاثية اللغة! ولن أعود إلى ما طالبتُك به حول ذِكر الفرق بين "Islam" و"Islamisme" والدلالات المختلفة لكل لفظة منفردة، إلا أذا صرَّحتَ لي بأنك تجيد هذه اللغة. فقد وقع لي عدة مرّات أن أتعبتُ نفسي مع بعض الناشرين في شرح بعض إشكالات الترجمة، وكانت النتيجة المتكررة هي أنه لن يقتنع إلا إذا أتينا بشخص ثالث يجيد الفرنسية وله خبرة في مجال الترجمة، ليقرّر ما نحن بصدده أو ينفيه..
    لن ألجأ إلى أية واحدة من هذه الطرائق، بل سأكتفي بإعادتك إلى ترجمة عبد الرحمن بدوي نفسه؛ لتُدرك أنّ الذي لا يفهم الكلام، عاجز ضرورةً عن إصدار الأحكام... ولتتأكّد أنَّه عَيِيٌّ في اللغتين.. وسأكتفي حصرًا بمقال رينان الأول، لأنه كُتِب بالفرنسية ولم يتعرّض لأي تحوير أو تشويه من شأنه أن يُعذَر به المترجِم. كما أنّني لن أخوض في دقائق الترجمة، بل أكتفي بسرد ما هو واضح بيِّن من الأخطاء:
    _ يقول (ص 314): "الأحرار الذين يدافعون عن الإسلام لا يعرفون الإسلام." وفي الأصل الفرنسي "les libéreaux". وهو لا يميِّز بين "libre" و"libéral"!
    _ يقول (ص 314): "في النصف الأول من العصور الوسطى، احتمل الإسلام الفلسفة". ولفظ "احتمل" في هذا الموضع لفظ محتمل، وهو لا يليق بمن يترجم نصًّا "فلسفيا"!
    _ يقول (ص 314): "إنّ اللاهوت (المسيحي) الغربي لم يكن بأقل اضطهادًا لغيره من الدين الإسلامي. (314) "لغيره" غير موجودة في الأصل؛ وهي خطأ فادح، لأنّ المعنى المفهوم الظاهر من السياق هو اضطهاد الأتباع المارقين، لا مطلق الغير...
    _ يقول (ص 315): "إنّ المفاخرة بالإسلام بسبب ابن سينا، وابن زهر، وابن رشد هي مثلما نفاخر بالكاثوليكية بسبب جالليلو" خاطئة تماما وملتبسة وركيكة، حتى إنه اضطر إلى شرحها!
    _ يقول (315): _ "والاقتناع أنه لا فائدة منه، وأنه عبث، وشبه كفر" وهي ترجمة خاطئة منافية لما جاء في الأصل. و"شبه الكفر" يذكِّرني بشيء ما...
    _ يقول: "لقد جعل من البلاد التي فتحها ميدانًا مغلقًا دون الثقافة الفعلية للروح." وقوله "الثقافة الفعلية للروح" لترجمة" (la culture rationnelle de l’esprit) من أغرب الغرائب وأفدح الجهالات! وقد أخطأ في ترجمة الكلمات الثلاث جميعها! وبحكم ممارستي لهذه الصنعة، بإمكاني استنتاج كيف وقع بدوي في هذا الخطأ؟ وما هي المراحل التي أوصلته إلى هذه الفضيحة؛ لكن ليس هنا مكان بسط هذا الحديث... والأغرب من ذلك أنّ المترجم فيلسوف، لكنه لا يميِّز بين "العقل" و"الروح" والنفس"!! و"الروح لا دخل لها إطلاقا في سياق كلام رينان...
    _ يقول (ص 315): "كله بدعة، من أوّله إلى آخره". والجملة، إضافة إلى كونها غير مطابقة للأصل، قد بلغت من ركيك القول منتهاه بتحصيل الحاصل...
    _ يقول (315): "ونتيجة العلم ليست طرد، بل إبعاد ما هو إلهي دائمًا." وتأمّل هذا الكلام، ثم أجبني: أأعجميٌّ؟ أم عربي؟
    _ يقول (314): "فالشرطة كما قلت كانت في أيدي النصارى، وكانت مهمتها الرئيسية مطاردة محاولات شيعة علي." وهذا نموذج للترجمة الحرفية الفجّة، التي لا تأخذ بعين الاعتبار دلالات السياق، وتتجاهل التمايز بين دلالات اللفظ الواحد بين اللغتين: المترجم عنها والمترجم إليها. وإلا فما معنى "محاولات شيعة علي"؟! محاولة اغتيال؟ محاولة الفرار؟ محاولة القفز على الزانة في الألعاب الأولمبية؟!
    _ يقول (314)، وهذه أجّلتُها عمدًا، لأنها من المضحكات المبكيات: "فتسرب الكثير من الأشياء من خلال خروق هذه الشبكة الواسعة الخروق." ياسلااااااااااا ام! ما هذا البيان؟! ما هذه البلاغة؟! أين أنت يا سحبان؟ أدركنا!
    وبعد هذه "الخروق" التي اتسعت على المترجم، ماذا يمكننا القول فيمن لم يحسِّن فرنسيته، ونسي عربيته، فجاء بالأعاجيب؟!
    وانتبه: إنّني لا أرمي بهذا إلى نفي نسبة المقالة إلى الأفغاني، بل إلى إثبات أنّ حكم بدوي على كلام لم يفهمه كما ينبغي، ثم ترجمه مشوَّهًا، ثم أضاف إليه لوثته الفكرية لتفسيره، لا يمكن بأية حال من الأحوال الوثوق به...
    (يتبع...)

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    (... تابع)

    ** قلتَ/أقول.. وسيقال! **


    طريقة "قلتَ/أقول" ليست من أساليب "الجدل العالي"؛ ومع ذلك سألجأ إليها تنزُّلا، لعلمي أنها قد تروق بعض القوم..
    _ قلتَ: "المشكلة أن التحريف الذي يذهب إليه الأخ لا يكون إلا بإسناد الترجمة إلى صنف معيَّن (علماني نصراني ... إلخ)، فاحتاج من أجل ذلك إلى تسمية رجل تنطبق عليه الشروط".
    _ أقول: لم أحتج إلى "خليل غانم" ولم أخترعه، بل رجّح كونه المترجم بعض ذوي العقول الراجحة من الباحثين، ولم يلتفت إليه ذوو العقول المأقونة من أمثال بدوي، هذا الباحث المحقق المدقق الذي اعتقد أنه "شكري غانم"!

    _ قلتَ: "يضرب في بيداء الاحتمالات للوصول إلى احتمال يوافق الهوى (النصراني خليل غانم)، ويجعل هذا الاحتمال أساساً لاحتمال آخر (الخيانة في الترجمة)، ولا يَأْبَهُ للاحتمالات القريبة المعتادة، كأن يكون المترجم أميناً في الترجمة، وأن يكون سبب صمت جمال الدين عن البراءة منها أنها صحيحة!
    _ أقول: أتيناك باحتمال رجّحناه باستناده إلى القرائن، وأتيتنا باحتمال سنده الوحيد هو معتاد الحل. ولعل في الذي نقلناه لك من الترجمة العرجاء لعبد الرحمن بدوي دليلا على أنّ المترجم قد لا يكون "أمينًا" ولو أخلص النية، لجهله بعبارات القوم، أو لتسرُّعه، وما إلى ذلك... ثم إنّ قصارى ما يمكن أن نصل إليه في هذه المسألة –تسليمًا- هو تكافؤ الأدلة. وهذا يحيلنا إلى النص الفرنسي للمقالات واستنطاقه استنطاقا دلاليا؛ وهذا ما نبَّهت إليه مِن قبل، لكنك لم تعرّج عليه!

    _ قلتَ: "سألتك في أول مداخلة بيننا: (لم تصرِّح بأنك وقفت على أصل كلام الأفغاني باللغة العربية، وعلى أصل الترجمة الفرنسية)"
    _ أقول: أمّا أصل الترجمة الفرنسية فوقفت عليه، ولله الحمد. وأمّا أصل كلام الأفغاني بالعربية، فلم يقل أحد إنه موجود ولا ادّعيتُ ذلك. ولو كان الأصل موجودًا لما قضينا كل هذا الوقت في الأخذ والرد! وغياب الأصل هو الذي يفرض علينا أن نتحفظ في تناول الترجمة، وملابساتها، وصاحبها.. وذلك من باب الإنصاف العلمي.

    _ قلتَ عن خسرو شاهي: "وارتكب العديد من الأكاذيب والمجازفات وخيانة الأمانة العلمية".
    _ أقول: أرجو أن تذكر لنا كل ما اتهمتَه به، فقد خفي عنِّي...

    _ قلتَ: "وأما لغتي الفرنسية فإنني لم أزعم أنني أعرف الأساليب (على الرِّيحة!)، وأعرف اسم المترجم من قراءة الكلام المطبوع! ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه!"
    _ أقول: لم أكتب ما كتبتُ إلا مستحضرًا قدر نفسي. وقدر نفسي هو أنني أمضيت 15 عامًا مشتغلا في ترجمة النصوص المتخصصة في الدراسات الإسلامية تحديدًا.. وقدر نفسي هو أنني اجتهدت وتحصلت على كل أعداد جريدة الديبا لعامي 1882 و1883.. وقدر نفسي أنني حصلت على أعداد من مجلة "أبو نظارة زرقا" الصادرة في باريس.. وقدر نفسي أنّني انكببت على كل هاته الوثائق قراءةً ومقارنةً وتحليلا، ثم توصَّلت إلى ما توصلت إليه من استنتاجات. فلم يكن الكلام اعتباطًا، ولا "على الريحة" كما توهَّمتَ.. ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه!

    _ قلت، واستشهدت ببيت عمران:
    يَوْمًا يَمانٍ إذا لاقَيْتُ ذا يَمَنٍ * وإن لَقِيتُ مَعَدِّيًّا فعَدْنَاني

    _ أقول: لو كان جمال الدين الأفغاني حيًّا لأجابك: "لو تأمّلتَ سبب ورود هذا البيت، لأدركتَ لماذا كنت أنسب نفسي تارة إلى أفغانستان وطورًا إلى إيران. والفرق بيني وبين عمران أنّ انتسابي في الحالتين صحيح. وأنا الحسيني، وأنا الإستانبولي، وأنا الأسدآبادي، وأنا المراغي".
    قال ابن عبد ربّه، وهو ليس إيرانيًّا ولا شيعيًّا: "وقول عمران بن حطّان هذا يحتمل غير هذا المعنى؛ إلا أنّ هذا أقرب إليه وأشبه به، لأنّه أراد أنه مع اليَمانيّ يمانيّ، ومَع العَدناني عدناني. فيحتمل أنّ ذلك لخوف منه أو مساعدة، وكل ذلك داخل في باب الحنكة والحذق والتجربة."

    _ قلتَ: "ولكن لا بدَّ من الإجابة على أحد أسئلتك: لماذا إيراني؟ الجواب: لأن جمال الدين كان يسمِّي نفسه (الأفغاني)! وهذه إحدى أكاذيب التاريخ الكبرى."
    _ أقول: سأستخدم معك طريقة الإلزام نفسها التي لم تملّ من اللجوء إليها تهرُّبًا مِن صلب الموضوع: من أين لك أنّ تسميته "الأفغاني" هي "إحدى أكاذيب التاريخ الكبرى"؟ اذكر مصادرك، ويحبَّذ أن تكون تاريخية، مع الإشارة إلى عنوان الكتاب، واسم المؤلف، ورقم الصفحة.
    أقول هذا مع لفت الانتباه إلى أنّ هذه المسألة لا علاقة لها إطلاقًا بموضوعنا...

    _ قلتَ: "(...) الصورة البائسة التي ترسمها أنت له..."
    _ أقول: هي ليست صورة بائسة إلا في ذهن مَن لم يدرس تاريخ الرجل، ولم يطّلع على الظروف التي رحل فيها إلى باريس، وكذا مَن ليس له خبرة بالسياسة أو العمل السياسي...

    _ قلتَ: "مصلحٌ ديني يؤسس محافل ماسونية! ووالله إن هذه وحدها تكفي لتصحيح كلام بدوي عن زيف صورة المصلح الديني!"
    _ أقول: لستَ مضطرًّا إلى القسَم، لا سيما في أمور غاب بعضها عنّي وعنك... وألفت انتباهك إلى أنّ ماسونية الأفغاني لا علاقة لها إطلاقًا بالمقال، ولم يُشر إليها عبد الرحمن بدوي، لا من قريب ولا من بعيد.. وعليه، فالكلام عنها حيدة الـمُلْتَجّ، لا حيدة الـمُحْتَجّ!
    وأرجو أن تُتعب نظرك قليلا معي في مراجعة "موسوعة اليهود واليهودية"، لتقرأ بعينيك كلامه عن تطوّر الماسونية في العالم العربي. ولعلّك اطلعت على الكتاب، لكن نسيت بعض مضامينه؛ لهذا ستكون مراجعته مفيدة للنظر...

    _ قلتَ: "وللقرَّاء عقول يفرِّقون بها بين من يقدِّم دليلاً ساطعاً تطمئن إليه النفوس وتخضع له العقول..."
    _ أقول: أين هو "الدليل الساطع" الذي قدَّمتَه، عدا تشبُّثك بكلام عبد الرحمن بدوي؟! وكلام بدوي، من أيّ الجهات أتيتَه وجدتَه مهترئا لا ينتهض شبهةً يُشغَّب بها، فكيف تعتبره "دليلا ساطعًا"؟! ولو كان ساطعًا، لَما أخطأت أنت في فهمه واعتبرتَ أنه يفيد أنّ الأفغاني كان "أقرب إلى ملاحدة أوروبا"! اللهمّ إلا إذا كنت تقصد بقولك "ساطعا" ساطع الحصري، فتلك مسألة أخرى قد يخفى سطوعها عن زرقاء اليمامة...
    وألفتُ انتباهك إلى أنّنا منذ بدأنا هذا النقاش –المفيد بإذن الله- لم تعد ولو مرَّةً إلى المقالات الثلاث ولم تتحدَّث عنها. ولمّا سألتك عن حكمك على الأفغاني من خلال مقاله، تصاممتَ وتشبّثت ببدوي؛ وهو ممّا لا يُتشبَّث به، لأنه "قَلِق" جدا و"يموت في القلق"...

    (يتبع...)

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    (...تابع)

    ** أين الموضوع؟! **


    أخي الكريم: خزانة الأدب
    يبدو لي أننا الآن نتناقش في فترة نظنها الوقت بدل الضائع.. لكنني أسمع هاتفا ينادي من أعماق الذات قائلا: لا وجود للوقت الضائع، وبالتالي لن يؤخذ بعين الاعتبار ما أنتما فيه...
    الذي كان عليَّ قوله، قلتُه إلى غاية المشاركة رقم: 44. أمّا باقي الكلام، فكان مجاراةً لأسلوبك في الحوار..
    وقد كتبتُ ما كتبتُ ونصب عيني البحث العلمي المتجرِّد، ومتعة استكناه المجهول من خلال استنطاق الوثائق.. وهذا لا يعني أنّني تجاهلتك، بل –على العكس من ذلك- استفدتُ كثيرًا من اعتراضاتك؛ وهذا من ثمرات الحوار إذا كانت نية أصحابه سليمة من حظوظ النفس...
    ولكن اعذرني إذا ما صارحتك أنّ كلامك كلّه، باستثناء مشاركتك الأولى، كان على هامش الموضوع. وكلَّما قرأتُ تعقيبًا من تعقيباتك تعجّبت، وخيِّل إليَّ أنك كلما جلستَ إلى الشاشة لقراءة ما كتبتُه، قرأتَ عليها "بياض في الأصل"!!
    الموضوع الذي تفضَّلت بطرحه هو كالتالي: جمال الدين الأفغاني هو أقرب إلى ملاحدة أوروبا منه إلى المسلمين، واعتباره مصلحا إسلاميا "أسطورة موغلة في الزيف". وهذا الكلام هو ما ستنتجتَه أنت من كلام عبد الرحمن بدوي، واعتبرتَه "أبلغ كلام"!
    وكان رأيي –ولا يزال- أنّ هذين الحكمين، انطلاقًا من رد جمال الدين الأفغاني على رينان، أغلوطتان متعسَّفتان، لا تستقيمان بتاتا ولا تنسجمان مع فكر جمال الدين ولا مع سيرته وشهادة معاصريه، ولا يقرّهما المنهج العلمي المنصف في تقييم أقوال الرجال والحكم على مجموع أعمالهم.
    ولأنّ الكلام قد ينسي بعضُه بعضًا، أرى من الضروري أن أذكِّر بما رأيتُ أنه كان ينبغي على عبد الرحمن بدوي فعله، قبل التفوُّه بحماقته تلك، وهو كالتالي:
    _ التأكد من صحة نسبة المقال إلى الأفغاني.
    _ فإذا تم ذلك: التأكُّد من لغة النص الأصلي، هل كتبه الأفغاني بالفرنسية؟ أم تُرجِم عن العربية؟
    _ إذا ثبت أنه تُرجِم إلى الفرنسية: التعرُّف على هوية المترجِم.
    _ إذا تمّ كل ذلك: البحث عن أسباب إعراض الأفغاني عن تكذيب المقال أو تصحيحه.
    _ إذا لم نتوصّل في ذلك إلى جواب يقيني: العودة إلى المقال بالدراسة والتحليل، واستنطاقه على ضوء المعهود من فكر الأفغاني، قبل كتابة المقال وبعدها.
    _ إذا سلّمنا أنّ المقال لا يحتمل أي تأويل، وسلّمنا أيضًا بأنّ الأفغاني كتبه عن اقتناع: عدنا إلى الأعمال الكاملة للأفغاني وجعلناها هي الفيصل في تقييم فكره، لا العكس كما شاءت ذلك فذلكة عبد الرحمن بدوي ونواياه التي لا تخفى على لبيب..
    بمعنى آخر: حتى لو حذفنا كل عناصر توثيق واستنطاق النص، وسلّمنا أنّ الأفغاني أقرّه ولم يعترض عليه، ثم جاء عبد الرحمن بدوي وقال: "إذن نستنتج أنّ الأفغاني كان أقرب إلى الملاحدة وأنه لم يكن مصلحًا دينيا"، قلنا له بلهجته "شوف لك غيرها"! فالنص –على علّاته- لا يؤدي إلى هذين الاستنتاجين مجتمعين، وفكر الأفغاني وسيرة حياته يناقضانهما تمام المناقضة.
    هذا هو رأيي "ببساطة"، على حد تعبيرك...
    وقد تعرّض الشيخ الرضا لنفس الإشكال في ردّه على مصطفى عبد الرازق في "المنار"، واستعرض كلَّ ما قاله الأفغاني عن علاقة الإسلام بالعلم قبل رده على رينان، وكذا كل ما قاله بعد الرد، وأثبت أنه مخالف تمامًا لما أراد عبد الرازق أن يفهمه.
    هل كلامي واضح؟ أم أترجمه إلى الفرنسية؟ (ابتسامة)
    بعبارة أوضح: خذ الترجمة العربية، ثم ضع إزاءها الترجمة الفرنسية للأصل العربي، وبعد ذلك حاول أن تقرأ كلام جمال الدين الأفغاني. لكنني أنبهك إلى بعض الكلمات لا يمكن فهمها بالمعجمات ثنائية اللغة، بل لا بد فيها من الرجوع إلى استعمالاتها في اللغة الفرنسية. ومن ذلك كلمة "Islam"؛ فهي تعني: الدين الإسلامي، وتعني أيضا: المسلمين. والتمييز بين الدلالتين يستنتَج مِن سياق الكلام. كما أنبهك أيضا إلى أن بعض الكلمات في رد الأفغاني مرتبطة بمعهود ذهني بعضه موجود في مقال رينان، فينبغي قراءة الثاني (رد الأفغاني) على ضوء الأول (مقال رينان).
    إذا بذلت هذا الجهد، ثم برهنت أنّ مقال الأفغاني يدل دلالة صريحة على أنه أقرب إلى الملاحدة، وأنه ليس مصلحًا إسلاميا، سأقول لك: شكرا جوزيت خيرًا! لكنني سأتعقب حكمك قائلا: وهل من الموضوعية والإنصاف أن نحكم على مفكّر حبر مئات الصفحات من خلال مقال لا يتجاوز الصفحتين؟! وعندئذ ستكون ملزَمًا بجواب مقنع لا مناص للمعارض من الإقرار به.
    هذا هو المطلوب..
    أمّا الماسونية، والإيرانية، وخسرو شاهي، والخميني، والفارسية التي أتعبت نفسك في استنساخها، فلا علاقة لها إطلاقًا بصلب الموضوع... نعم، من المفيد التطرق إلى هذه القضايا والتنبيه عليها، لكن ليس في هذا المقام...

    (يتبع... بعد ساعة أو ساعتين بإذن الله)

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    وقد تعرّض الشيخ الرضا لنفس الإشكال في ردّه على مصطفى عبد الرازق في "المنار"...
    (...) لكنني أنبهك إلى بعض الكلمات لا يمكن فهمها بالمعجمات ثنائية اللغة،
    تصويب:
    _ الشيخ رشيد رضا...
    _ أنبهك إلى أنّ بعض...

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    تصحيح:
    منذ عصر الشاه إسماعيل إلى يومنا هذا
    الصواب طبعاً: الشاه ناصر الدين، وسبق قلمي إلى الخديوي إسماعيل.

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    أعيد و أكرر شكري للشيخين الكريمين على هذا العزف الراقي الذي أتحفتمونا به ...فكأني أتابع مسلسلا شيقا مليئا بالفوائد (حتى أني أفكر قبل أن أنام كيف ستكون الحلقة القادمة ) التي تجبرني على شكركما بارك الله فيكما و زاد من حدة بصركما و حسن أخلاقكما

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    (... تابع)
    ** (وفيكم سمَّاعون لهم...) **

    وبعد؛
    تأمّلت ما تيسَّر لي الاطلاع عليه ممّا كُتِب حول مقالة الرد على رينان، فوجدت أنّ الذين اتخذوها معيارًا لتقييم فكر جمال الدين الأفغاني ثلاثة أصناف:
    _ مستشرقون، كتبوا ما كتبوه تحاملا أو جهلا (إيلي كدوري ومَن على شاكلته...)
    _ علمانيون عرب، ممّن يبحثون عن أية قشة في تراثنا الفكري للتمسك بها وجعلها عنوانًا لتأصيل قناعاتهم وتوجهاتهم الفكرية.
    _ منبهرون بالغرب وبالمستشرقين، ممّن يعتبرون كل حرف كُتب باللاتينية "دليلا ساطعا" على صحة المعاني التي تضمّنها.
    وهؤلاء كلهم تجمعهم عكازتان هشّتان توكّأوا عليها هما: التحامل والتحايل. التحامل تُرجِم في تحميل الرجل قناعات أثبت إنتاجه الفكري أنها غريبة عنه كل الغرابة. والتحايل ظهر جليًّا في اعتباره أحد رواد "الليبرالية" و"الفكر الحر" و"العقل المستنير"...إلخ.
    والمؤسف أنّ هذه "الخلطة" قد صدمت عددا من أبناء الإسلام المخلصين، وبدل أن يمحِّصوا شُبهات القوم ويُخضعوها للنقد المنهجي، بادروا إلى تلقُّفها وتبنِّيها، فانطلت عليهم الحيلة من حيث لا يشعرون.. إذ بدل التبرؤ من الفكرة أو تبرئة جمال الدين الأفغاني منها، لجأوا إلى أيسر السبل بالتبرؤ من الأفغاني نفسه! وهنا يكمن لطف المعنى في هذه المسألة برمّتها...
    إنّ الذهنية التي تجعل صاحبها يعتقد أنّ مفكّرًا أو مؤرخا ما قد يكون منحرفًا، لكن ذلك "لا يمنعه أن يحكم حكماً صحيحاً في مسألة تاريخي" هي الذهنية نفسها التي جعلت بعضهم يجمعون كل المثالب التي ذُكرت في حق الرجل، سواء كانت ممّا كتبه المستشرقون وأذنابهم، أو المتحاملون من المتعصبين للطرق الصوفية أو عملاء الاستعمار ممّن عاصر الأفغاني، من أمثال أبي الهدى الصيّادي وطينته، ثم يرسمون لنا عنه صورة لا تليق بأفسق فسقة المسلمين... وإزاء هذه السذاجة لا يمكننا إلا أن نقول: أفلح أعداؤنا!
    الذي يهم الدوائر المعادية للإسلام في الغرب ليس النقد، بل تحطيم الرمز أو إعادة تشكيله وفق ما ينتظره الغرب منّا.
    الغرب الكافر المعادي يتعاهد رموزه التاريخية والفكرية بالتلميع والتعظيم، ونحن نتنافس بلذة مازوشية منقطعة النظير في تحطيم رموزنا ونتمادي في التيتيم والتقزيم!
    جمال الدين الأفغاني له أخطاؤه، والمدرسة الإصلاحية عمومًا عليها مؤاخذات عديدة، لا سيما في مجال العقيدة.. لكن كل ذلك ينبغي تناوله بمنطق الإنصاف، لا بمنطق الدهماء الذين يظنون أنهم بتخطئة العلماء يبلغون درجة الاجتهاد...
    منذ فترة بعيدة، قرأت كتيِّبًا عن الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي، ألَّفه صوفي جلْد من عملاء الاستعمار الفرنسي.. عنوان الكتاب: "الأعرج الدجّال"! وهو مليء بالتحامل والافتراء على الشيخ، على غرار "تحذير الأمم من كلب العجم" الذي كُتِب في جمال الدين الأفغاني...
    لمّا قرأت الكتيّب، سألتُ والدي –رحمه الله- عن صحة ما تضمّنه من تُهم تتعلَّق بالإبراهيمي. فكان جوابه أنّ أحد الجزائريين المتأثرين بالطرق الصوفية سأله نفس السؤال منذ فترة بعيدة، وأنّه لم يبادر إلى دفع التهم عن الإبراهيمي، ولا خاض في مسألة سنِّيَّة أو بدعيَّة التصوف، وما إلى ذلك... بل أثبت له –مستندًا إلى المذهب المالكي- أنّ كل ما رُمي به الإبراهيمي في الكتيِّب ليس منكَرًا وليس مخالفا للشرع كما ادَّعى المتَّهِم المتحامل، بل هو في أسوأ الحالات من باب المكروه الذي قد يلجأ إليه الفاضل عند الضرورة. فاقتنع السائل بالجواب، وصرف النظر عن صاحب الكتيّب وطائفته.
    والآن، أين هو الإبراهيمي؟ وأين هو ذلك الجاهل المجهول الذي سوَّلت له نفسه سطر الافتراءات من مداد نواياه السوداء؟ الأوّل علَم من أعلام الأمّة، نترحم عليه كلما ذكرناه أو قرأناه؛ أمّا الثاني ففي ليل التاريخ، لا أحد يذكره أو يتذكَّر اسمه...
    والمقصود ليس الدفاع عن هؤلاء العلماء بالحق وبالباطل، فالحق فوق الرجال؛ بل توخي الإنصاف في النقد، ومراعاة مقام تقريره، والتنبُّه إلى أغراض المنتقد...
    لو قال لي عبد الرحمن بدوي أو مَن كان على شاكلته: "إن الشمس تطلع من المشرق فيراها الجميع"، لشككت في بواعث قوله وصدقه، ولقلَّبتُه على كل الوجوه، تمحيصًا لمرمى كلامه وفحواه؛ ولأجبته: "نعم، إنّ الشمس تطلع من المشرق فيراها الجميع، باستثناء مَن طمس الله بصره أو بصيرته".
    معظم ما ذُكر من مثالب قادحة عن هذا الرجل يتعلق بمحطات من حياته وبوقائع من سيرته، وكل ذلك مبنيٌّ على أخبار لا ترتقي إلا درجة الشهادة التي يُقطَع بصحّتها.. وكل ما قيل عن التشكيك في أصله أو نسبه أو مذهبه لا نجد له أثرًا واضحًا صريحًا في الذي بلغنا من كتاباته.. ومع ذلك تجد الطوائف تتجاذبه أو تتحاشاه، بناءً على التخمين والاحتمال، لا على ما كتب أو قال!
    ونحن أمّة الجرح والتعديل، والتحرّي في قبول الأخبار ونقدها؛ كيف نتخلّى عن أهمّ ما يميّزنا عندما يتعلَّق الأمر بعلَم مِن أعلام تاريخنا؟!
    حدّثني والدي –رحمه الله- أنّ بعضهم اختلف حول نبوّة "خالد بن سنان" بحضرة شيخه. فأورد الشيخ كل ما قيل في المسألة، ثم ختم كلامه بقوله: "وعلى أية حال، إذا لم يكن نبيًّا فهو رجل صالح؛ لأنه لا يُختلَف في نبوَّة فاجر مشهور بفسقه".
    وقس على ذلك مَن يشكِّك في الباعث والسمت الإصلاحي لجمال الدين الأفغاني...
    إنّ وصف جمال الدين الأفغاني بالرجل الغامض، الذي يدلِّس في نسبه، ويخفي مذهبه، ويقول في السر ما يخفيه في العلن وما إلى ذلك من التلبيسات... ثم الحكم عليه بأنّه ليس مصلحًا دينيا، بل هو أقرب إلى ملاحدة أوروبا منه إلى المسلمين... ليس تزييفا للتاريخ فحسب، بل هو تسفيه لجيل –بل أجيال- من العلماء والدعاة الذين عاصروا الرجل أو تأثروا بفكره.. إذ لا أحد ينكر أنّ أثر حركة الإصلاح الإسلامي الحديث، بزعامة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، انتشر تأثيرها ليشمل معظم بلاد الإسلام؛ سواء في بلاد المغرب، أو الشام، أو الهند أو روسيا الإسلامية...
    ووجهة نظري أنّ حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت –على وجهٍ ما- أحد أسباب نشوء الحركة الإصلاحية، والحركة الإصلاحية كانت –بشكل من الأشكال- جسرًا لظهور السلفية الحديثة. وهذا من حيث التبلور التاريخي...
    وللمصلح الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس مقال عنوانه -إن لم تخني الذاكرة: "وهابيون.. ثم عبدويون.. ثم ماذا؟" ممّا يؤكد أنّ أعداء هؤلاء كانوا أعداء أولئك، دون تمييز...
    وقد كانت الحركة الوهابية أنقى وأصفى في باب المنهج الفكري والعقائدي، لأنها قامت استجابة للجدلية مع الذات لا مع الآخر، وكان هاجسها الأساس هو تنقية التصور الإسلامي من الغبش... أمّ الحركة الإصلاحية، فكانت استجابةً للعلاقة الجدلية مع الذات والآخر، فاستحضرت التجديد مثلما استحضرت كيفية التعامل مع الاستعمار، والاستبداد، والحداثة. ومن هنا تعدّدت جبهاتها... ومن هنا أيضًا تسرّبت إليها الأخطاء والمزالق...
    إنّ الدوائر التي أنتجت المفتريات على جمال الدين الأفغاني وروّجت لها، هي نفسها التي روَّجت وما زالت تروِّج لمذكرات المستر همفر وما شابهها من الأدبيات الزائفة الحاقدة السقيمة... وهؤلاء لا تهمّهم خلافاتنا ولا موقف بعضنا من بعض.. ولا يهمهم مَن هو على الحق ومَن جانَبه.. الذي يهمهم هو الهدم، والتشتيت، والتفتيت. والعاقل من انتبه إلى ذلك واستحضره، سواء عند قراءة أدبياتهم، أو عند التعرض لنقد أعلام الفكر الإسلامي الحديث. والنقد العلمي لا يعرف المحاباة، لكن "علميته" تفرض عليه التحلّي بالموضوعية، والإنصاف، والإلمام بكافة المسائل المتعلقة بموضوعه.
    ولو قال قائل: "نحن أوْلى بجمال الدين الأفغاني من العلمانيين"، لَـما جانَب الصواب...
    والله وليُّ التوفيق. وهو الهادي إلى سواء السبيل.

    * استدراك:
    الفاضل "ابن الرومية": جزاك الله خيرًا على تعقيباتك اللطيفة. لكن اعذرني إذا ما قلت لك : "انتهى المسلسل"!
    وبارك الله في الجميع، وعلى رأسهم أخي الفاضل "خزانة الأدب". وأعتذر إليه عمّا قد يكون بدر مني من كلام جارح، فإنني لا أقصد شخصه بل أفكار عبد الرحمن بدوي...

  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    الفاضل الواحدي، رفع الله درجته وأعلى ذكره، ونضر وجهه، وذب عن عرضه..
    استفدتُ كثيرا مما كتبتموه في هذه الزاوية، وأعجبتني طريقتكم في العرض والتحليل، وهي التي ينبغي أن يتحلى بها كل باحث عن الحق، متجرد من الهوى، ناشد للكمال..
    لقد تتبعتُ بعض فصول ما كُتب في نقد الأفكار والشخصيات هنا، ولكن للأسف يتبيّن لي كل ما أقرأ أن كثيرا من إخواننا ـ وفقنا الله وإياهم ـ يقعون ضحية ثالوث قاتم: 1. الأحكام المسبقة، 2. التسطيح، 3. غياب الإنصاف.. وقد رأيتُ ذلك في نقد أخينا محمد المبارك للأمير عبد القادر، بما استدعى ردا ماتعا من الفاضل أبي إدريس الحسني، وبما قرأته هنا.
    لقد رأيت رأي العين كيف تغيب كل معالم التحقيق وأسسه، وكل قواعد المنهجية العلمية، عندما يتعلق النقد بشخص محكوم عليه مسبقا بالإعدام في قائمة الإقصاء على طريقة (فليسوا منا)، وكيف يُقبَل قول المجهول وتجريحه وطعنه في من اشتهرت عدالته وعلا ذكره، ويُضرَب الذكر صفحا عما يكتبه الأعلام المنتقَدون، وكأن كلمة واحدة قالوها أو نُسبت إليهم كافية لهدم صروح بنوها ومدارس إصلاحية أسسوها على تقوى من الله ورضوان، فيما نحسبهم، والله حسيبهم.
    مشكلتنا ـ كما تفضلت بذكرها ـ هي انتشار ثقافة الهدم: هدم الرموز العلمية والإصلاحية، وهدم الجهود المبذولة، وتقزيمها، واختزال سعة الدين وشموليته في نظرة (ضيقة) تحتكر الحقيقة وترفض ما عداها، وتنسب المخالف إلى البدعة أو الكفر، ليس لمخالفة النص الشرعي، وإنما لمخالفة فهمه وفق ما ذكره فلان أو فلان.. والأدهى أن هذا كله يتم باسم التحقيق.
    إنني أظن أننا ننزلق وفق هذا المنهج الهدام إلى ثقافة عدمية، وقد أظهرت لنا وقائع التاريخ القريب (تاريخ الصراع الفكري تحديدا) كيف تحرق النار بعضها إن لم تجد ما تأكله.
    للأسف، إن كانت جميع الطرق تؤدي إلى روما، فإنها لا تؤدي بالضرورة إلى مكة حسب بعض إخواننا، وإن سلكها أفاضل أعلام، وإن حكمت تاريخهم ظروف عصيبة، وإن جابهوا العدو (النفس والشيطان والتخلف والجهل والاستعمار الفكري والعسكري) في جبهات شتى.. وإن تأثر بهم العلماء رواد المدرسة السلفية، وإن خلفوا تراثا فكريا وعلميا ضخما.. وكأن المعارف كتلة هامدة جامدة (لا تزيد ولا تنقص = كالإيمان عند الخوارج والمرجئة)، إما أن تُؤخذ جملة أو تُترك جملة.
    رحم الله علماءنا، ورحم الله مصلحينا، ورحم أهل العقل والتمييز فينا، وردّنا إلى الحق ردا جميلا.

  15. #75

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    خالص التقدير للفاضل الواحدي على هذا التحرير المتين في تلك المسألة.

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد





    كتب د. منير الشواف:
    سـعادة الدكتور خلف الجراد المحترم
    رئيس التحرير ـ صحيفة تشرين

    طالب التفسير عارف ـ الأفغاني وعبده


    طالعنا الدكتور الأستاذ عبد الكريم الأشتر بمقال رائع عنوانه: (في طلب التفسير) على صفحة مدارات في جريدة تشرين الغراء في العدد 9642 تاريخ 19/8/2006, استجابة مع رغبته أعلق بما يلي:
    ـ إن الدكتور الأشتر ليس أستاذاً في علوم اللغة العربية وآدابها فحسب , بل هو مثقف مطلع على التاريخ المعاصر لما سمي بعصر النهضة , ولا يخفى عليه من هما جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده , ولكنه يحب أن يلقي بحصة في مياه راكدة حتى ينبثق من حولها دوائر تتسع فتشمل ما ذكره من أسماء أولم يذكر , بل يريد أن يكشف حقائق تاريخية مغمورة ساعد على طمسها الثقافة المضللة التي عششت في أدمغة المتعلمين والمثقفين , حيث لا يمكن أن يستوعبوا ما يعرفه الأستاذ الأشتر لأنه يخشى من صدمه مغايرة لكل الدراسات الرسمية الإقليمية والدولية التي أعطت هالة كبيرة للأفغاني وعبده وهما لا يستحقانها , لما عرف عن الدكتور الأشتر من الأدب الجم وكراهيته للمهاترات , وخاصة عندما تكون ثقافة النخبة على خلاف ما اكتشف وعرف من أكاذيب مضللة في التاريخ المعاصر .
    ـ إن الدكتور الاشتر يريد من غيره أن يفسر علاقة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في الماسونية والاستخبارات البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين , وهل أفضل منه يستطيع أن يفسر ذلك . ولكني تماشياً مع رغبته في أن أكون البادئ بالتفسير المطلوب الذي هو أستاذ فيه , معتمداً على المراجع التاريخية التي يعرفها الدكتور حق المعرفة وهي : كتب الأساتذة د. محمد محمد حسين وخاصة كتابه (الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر) وكتب الدكتور محمود شاكر, والدكتور عمر فروخ ، والأستاذ أنور الجندي ، والأستاذ النقاش , والدكتور حسين حمادة ، هذه الكتب التي فضحت بالوثائق علاقة , هذا الرجل المغمور المسمى جمال الدين الأفغاني بالماسونية العالمية , ويكفي أن تقرأ كتاب مذكرات جمال الدين الأفغاني , لتطلع على صورة طلب انتسابه والموقع بيده ، إلى أن ترقى في الماسونية ليكون رئيساً للمحفل الاسكتلندي البريطاني , بعد أن فشل في أن يكون ذا كعب عال في رئاسة المحفل الماسوني الفرنسي , ويكفيه فخراً أن الدكتور ( برنت ) البريطاني كان مرافقاً له بحجة أنه طبيبه الخاص , ولكنه في الحقيقة كان الملهم له فكرياً والموجه له عقائدياً وتكتيكياً .؟
    ـ أما من الناحية الفكرية , فلم يأتي جمال الدين الأفغاني بأي فكر بنّاء على الإطلاق بل كان يعتقد ويروج إلى نظرية الحلول ووحدة الوجود والطبيعة , التـي سبقه إليهـا الحلاج وابن عربي ، حيث أقدما على السطو على
    الفكر الفلسفي الإغريقي واقتنصا منه أفكاراً كثيرة كما فعل هيجل وماركس في تفسير الوجود , والمصيبة الكبرى أن هذا الفكر المنحرف انطلى على كثير ممن أسموهم الناس علماء مسلمين . وكانت دعوته أينما حل ضد وحدة المسلمين وتخدم السياسة البريطانية , توطئة لمعاهدة ( سايكس ـ بيكو ) ولمرحلة العميل البريطاني لورنس . والمعروف عن جمال الدين الأفغاني أينما حل من أقصى الشرق إلى الغرب تلتقطه الدوائر الثقافية الغربية وتروج له ولعلمه ولأفكاره علماً أنه لم ينقل ولم يعرف عنه كتاب في الإسلام من حيث التشريع .
    ـ استطاع جمال الدين الأفغاني أن يؤثر على محمد عبده وأن ينسبه إلى الماسونية عن طريق مجلس زوجة ملك مصر أحمد فؤاد الأول الأميرة ( نازلة ) والمعرف أن مجلسها كان بإشراف المندوب السامي البريطاني في مصر ( اللورد كرومر ) وجميع مرتادوا هذا المجلس ممن أسموهم علماء أو مفكرين كانوا مربوطين بسوء أو حسن نية إلى المحفل الماسوني البريطاني , وكان هذا المجلس بطريقة غير مباشرة , يدعوا الناس إلى ترك الجهاد والقتال ضد الانجليز في مصر والشرق الأوسط , عن طريق ما أسموه بالدعوات الإصلاحية الاجتماعية التي قادها محمد عبده وسعد زغلول وأمثالهم , وتتلمذ عليها الماسوني الكبير طه حسين الذي أسموه عميد الأدب العربي .عندما ترأس تحرير مجلة الكاتب لأصحابها اليهود آل صروف وأبو نظارة ومن يستطيع أن يعود إلى بعض أعدادها يجد أنها كلها تحض على العطف على اليهود ومنظرهم البائس عندما كانوا ينزلون من البواخر مهاجرين , من أوروبا إلى أرض فلسطين , ولا غرابة ذلك على طه حسين فهو تربى في مدرسة المستشرق الهولندي (مرجليوث) وعمل مبشراً للثقافة الغربية والحضارة الفرعونية الحاقدة على العرب والمسلمين , وعاش ومات خادماً للحضارة والثقافة الغربية , وكان صنيعة لها .
    وعلى كل لا أرغب أن أخوض كثيراً في قائمة طويلة من أدباء ومفكرين اجتمع أكثرهم في مصر تحت الولاية البريطانية بعد أن غادروا بلاد الشام وأسسوا الصحف والمجلات المرتبطة جميعها بالدوائر الغربية البريطانية والفرنسية وأسموها ثقافة الإصلاح حيث أسس آل زيدان وآل تقلا وآل البستاني الصحف المشهورة في مصر الأهرام والهلال والأخبار وصحف كثيرة أخرى .
    الموضوع يطول يا دكتور أشتر وأنت تعرف أكثر مما أنا كتبت لأن معرفتي التاريخية المتواضعة لاتصل إلى غبار علمك . ولكني ساهمت قليلاً بأن أفتح شهيتك الخجولة لتخرج كنوز المعلومات التي تعرفها حق المعرفة حتى تزيل الهالة المضللة التي أحاطت بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده , وغيرهم من أقرانهم اللذين مارسوا دوراً تخريبياً على هذه الأمة الكريمة , فالعلم يا دكتور أمانة وتبليغه بالشكل المبين واجب ومسؤولية في الدنيا والآخرة , ومن يكتمها فإنه آثم قلبه .
    آملاً أن لا تكتم العلم الذي تعرفه
    د. منير الشواف
    دمشق: 27/8/2006
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  17. #77
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    ربما فتح أخونا محمد المبارك جبهة أخرى بتعرضه لموضوع الأفغاني وانتسابه للماسونية وما إليها، مع أن الموضوع هنا لا يحتمل ذلك، فالنقاش كان منصبا حول مقال الفاضل خزانة الأدب، فيما وصفه بـ"كلام أبلغ من كل كلام"، وجاء فيه نسبة الأفغاني إلى الإلحاد على لسان عبد الرحمن بدوي.
    لكن يبدو أن الخرق اتسع على كل راقع، عندما حشر الأخ محمد الشيخ (محمد عبده) في الموضوع، فـ[حيث لا يمكن أن يستوعبوا ما يعرفه الأستاذ الأشتر لأنه يخشى من صدمه مغايرة لكل الدراسات الرسمية الإقليمية والدولية التي أعطت هالة كبيرة للأفغاني وعبده وهما لا يستحقانها]، و[عن طريق ما أسموه بالدعوات الإصلاحية الاجتماعية التي قادها محمد عبده وسعد زغلول وأمثالهم , وتتلمذ عليها الماسوني الكبير طه حسين الذي أسموه عميد الأدب العربي]، و[أفتح شهيتك الخجولة لتخرج كنوز المعلومات التي تعرفها حق المعرفة حتى تزيل الهالة المضللة التي أحاطت بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده].
    أسأل الأفاضل نقلة الموضوع سؤالا واحدا: (هل تعتبرون كل ما يُكتب حول شخصية معيّنة (= تنتقدونها سلفا) حقيقة مطلقة تؤكد أحكامكم المسبقة؟ أم أنه نفس منهج أبي حامد الغزالي (المنتقَد بدوره، وسبحان الله! فمن يسلم من النقد) في [تهافت التهافت] الذي استنجد في رده على الفلاسفة بآراء جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام، وإن كانت هذه الآراء خاطئة أو مُضلِّلة ومضلَّلة، وهو يقول لتسويغ ذلك: "وعند المحن تزول الأحقاد"؟!). في انتظار جواب الأفاضل.

  18. #78
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    قال الشيخ رشيد رضا في مجلته المنار (المجلد الثامن، عدد غرة جمادى الآخر 1323هـ الموافق 2 أغسطس 1905م) في ترجمته للأستاذ الإمام محمد عبده رحمهما الله:

    إن الأستاذ الإمام - رحمه الله تعالى- ترك الماسونية من زمن طويل ، وقد أكثر أبناؤها من دعوته إلى محافلها بعد رجوعه من النفي إلى مصر فلم يجب ، وأهدوا إليه وسامًا فلم يقبله . وقد سألته عن حقيقتها مرة فقال بأن عملها في البلاد التي وجدت فيها للعمل قد انتهى وهو مقاومة سلطة الملوك والباباوات الذين كانوا يحاربون العلم والحرية وهو عمل عظيم كان ركنًا من أركان ارتقاء أوربا ، وإنما يحافظون عليها الآن كما يحافظون على الآثار القديمة ، ويرونها جمعية أدبية تفيد التعارف بين الناس .

    وأخبرني بأن دخوله مع السيد فيها كان لغرض سياسي اجتماعي ، وأنه قد تركها من سنين ولن يعود إليها ، وأنها ابتذلت في مصر ابتذالاً لم يكن من قبل .

    وأخبرني أنه أرشد مرة أحد ولاة بيروت إلى إبطال محفل ماسوني علم أنه يكيد للدولة العلية بإيعاز بعض الدول الأوربية فهاب ذلك الوالي وظن أنه فوق قدرته ، ولكن الفقيد -رحمه الله تعالى- هداه السبيل إلى ذلك وشد من عزيمته ففعل ، بل كان مبدأ انسحابه مع السيد جمال الدين من الماسونية عندما جاء إلى مصر رئيس الشرق الأعظم الإنكليزي ، وهو يومئذ ولي العهد للدولة الإنكليزية فاجتمعت المحافل الماسونية حفاوة به ، وذكر أحد رؤسائها ولي العهد بهذا اللقب فاعترض السيد جمال الدين ، وقال : إنه لا يسمح بأن يحتفل بأحد على أنه ولي العهد لدولة من الدول لا سيما الدولة الإنكليزية التي من وصفها كيت وكيت ، وليس لها فضل على الجمعية ... إلخ ما قاله . ولا أذكر منه إلا مثل هذا الإجمال فرد عليه بعض رؤساء المحافل ، وبعد مناقشة انسحب من الماسونية هو وخواص مريديه ولما رأى بعض علماء الأزهر بعد ذلك ترقي الأستاذ الإمام ونفوذه في الحكومة توهموا أن ذلك بمساعدة الجمعية له ، فدخل كثيرون منهم فيها ومنهم من دخل بدعوة بعض أصحابه من أهلها ، ولم يدخل أحد منهم لأجل عمل يفيد الأمة والبلاد إلا جماعة السيد جمال الدين .

  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    لابد من دراسة مذكرات الدكتور عبد الرحمن بدوي دراسة دقيقة وبصرف النظر عن كلامه هنا عن الافغاني ونزعة الحاد كانت او لاحظها في فكره فان بدوي رحمه الله وغفر له له مواقف شخصية سطرها في مذكراته تلك كموقفه علي مااذكر من طه حسين وكيف انه احبه لاسباب ذكرها هو في المذكرات وموقفه من بعض المثقفين او الكتاب او الاحزاب يدور غالبا في نطاق الاحتكاكات الشخصية المواقف الاعتراضية او التبجيلية
    ومن هنا قد نتفهم موقفه النفسي الخاص خصوصا وانه وقتها لم يكن علي الاسلام وانما كان علي الوجودية!
    الانسان يتفهم ميل الشخص المعين الي من يمدحه او يساعده في امر من الامور كما بين بدوي نفسه عن موقف طه حسين منه والعلاقات التي قامت بينهما
    لكن ان يقام عداء معين انطلاقان من علاقة كهذه فهذا امر يحتاج لتحليل للشخصية
    امر اخر قلته في موضع اخر وهو ان بدوي كتب بعض فصول مذكراته هذه قديما وهذا امر يجب ان يؤخذ بالاعتبار ويتمعن فيه
    اما موقفه من الافغاني فينبغي معرفة مصدره
    ومصدره لن يكون بالطبع هو موقف الاستاذ محمد عبده منه-اي من الافغاني- فقد يكون موقف احد الناس من الافغاني لويس عوض مثلا وهذا يحتاج لبحث

    وقد يمتد البحث لا الي ماسونية الافغاني التي نفاها اقرب الناس اليه ولكن اثار تواجده داخل هذه المحافل علي الدعوة الاسلامية وقتها والتلبيس الذي حصل من خلالها
    وان كان الاستاذ رشيد رضا قد صحح كثير من المفاهيم الشائكة وقتها وبقي علي غيرها تاثرا بمنهج استاذيه
    رحمه الله واسكنه فسيح جناته
    وغفر لنا وله ولكم جميعا

  20. #80
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد

    لا داعي لإقحام سيرة الدكتور عبد الرحمن بدوي بالموضوع!
    كلّ ما قاله: أن صورة جمال الدين المصلح الديني صورة مزيَّفة، وقد اتضح منذ عشرات السنين أن هذه حقيقة تاريخية لا ينكرها إلا جاهل أو مكابر.
    ولم يتعرَّض بدوي لصورة المصلح السياسي ولا إلى أي جانب آخر من جوانب سيرة جمال الدين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •