بسم الله الرحمن الرحيم

هذا موضوع نافع -إن شاء الله- لكل مسلم أراد أن يفهم معاني القرآن العظيم، وأرجو أن يشارك فيه الإخوة
هنا سنتكلم عن موضوع سور القرآن الكريم ومقاصدها مع إشارات فيها، كي يقرأ الإنسان السورة ويفهم ما أراد الله وبعض السور لم يتضح لي موضوعها أو مقصدها فلعلي أتركها أو أتكلم عنها سريعا (أو أحد الإخوة يذكر ما اتضح له في تلك الصورة).
لم أجد أحدا من العلماء أكثر من الكلام في هذا. أعلم أن لشيخ الإسلام ابن تيمية بعض الكلام في هذا، وربما كان للشيخ ابن عثيمين كلام في هذا ولكن لا أظنه كثيرا -أرجو أن الإخوة يتأكدوا من ذلك-، لأني أتذكر أن في شرح الواسطية قال أن سورة الصف هي في الحقيقة سورة الجهاد.


تمهيد

نُذَكِّر أن الله أنزل القرآن لغاية واحدة : وهي إقامة العبودية الخالصة له، فليس هناك سورة في القرآن إلا وهي ترجع لهذه القضية.
وهذا العلم يحصل بتدبر القرآن، فليس خاصا بطالب علم التفسير، بل للمسلمين عامة، إذ هناك فرق بين التدبر والتفسير (وقد قرأت بالأمس مقالا في هذا قد أعجبني، انظر هنا).
وبتدبر القرآن تحصل من اللذات ما الله به عليم، لا أستطيع أن أصفها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله) وإن تدبر المسلم كتاب الله فيسهل عليه التمسك به.

وللننتقل إلى أول سورة.


سورة الفاتحة
موضوعها :
سورة الفاتحة سماها النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، إذ هي تفتح القراءة في الصلوات، ولعلها من أوائل السور نزولا. وفي هذه السورة ذكر غاية ما يريده الله من العباد : العبودية له على وجه يليق به سبحانه، قال اهدنا الصراط المستقيم .

بعض الفوائد والإشارات :
قَدَّم تعالى التوسل بالأسماء والصفات على التوسل بالأعمال الصالحة، فدل على عظمة هذا العلم وهو علم توحيد الأسماء والصفات.
لماذا كان الدعاء اهدنا الصراط المستقيم ولم يكن اغفر لنا أو ارحمنا أو أدخلنا الجنة ؟ الجواب : قلنا كما سبق أن في هذه السورة غاية ما يريده الله لا غاية ما يريد العباد فلذلك لم يكن السؤال أدخلنا الجنة، وإن هداهم الله فيسألون كل ذلك فلذلك لم يكن السؤال طلب المغفرة أو الرحم.
يشرع في أول الدعاء أن يحمد الله عز وجل على كمال صفاته وعدله وسلطانه بقوله الحمد لله رب العالمين.


تم الكلام في سورة الفاتحة، والإشارات أكثر من هذا، وإنما اكتفيت ببعضها (وإن شاء الإخوة زادوا).

وأنا أنتظر ملحوظات الإخوة وتعليقاتهم.

يتبع بالكلام عن سورة البقرة، وأظن الكلام عنها سيكون طويلا.