تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: بعد غزَّة... المطر!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    Exclamation بعد غزَّة... المطر!

    *تنبيه هام جدًّا:
    إذا لم يكن بحوزتك جهاز تحويل النصوص إلى المستوى الثاني من القراءة، لا تقرأ هذه القصة.
    إذا كانت الحروف تزعجك، اقرأ ما بين السطور؛ هو أرْيَح للبصر...

    هذه القصة ليست بالقصيرة ولا الطويلة.. وهي ليست بالمرحة ولا الحزينة.. إنها قصة فحسب.. وحسبُ القصة أن تُقرأ وتُروى...
    يا رب! أسألك يومًا ممطرًا آخر...

    بعد عشرة أيام من الاجتياح البري لغَزَّة، انهزم الجيش الصهيوني أمام عزيمة المقاومة المؤمنة، ورفع الراية البيضاء.. لم يرفعها بشكل واضح صريح، بل أحاطها –كعادته- بضباب من حروف خناثية مدبجة لبيان تلبيسي لأغراض انتخابية.
    المهم..
    فُكَّ الحصار، واحتفل العالم العربي والإسلامي كله بانتصار المقاومة. كل الناس احتفلت وعبّرت عن بهجتها، بما في ذلك "فخامة الريّس".. فقد قرَّر فتح أحد مصراعَي بوَّابة رفح، أحدهما فقط.. لا إشفاقًا على أهالي غزَّة، بل استئناسا بـ "فتح".. فهو يتفاءل بفتح، أيّ فتح كان.. ويتشاءم من حماس، أيّ حماس.. حتى لو صحَّحت "حماس" مسارها، وأضافت إليها تاء التأنيث، احترامًا للقواعد، وجيء له بالشنتمري نفسه شارحًا لها، لظل يتشاءم منها!
    كل الناس احتفلت بانتصار المقاومة وعبّرت عن بهجتها، إلا السيد "أبو لاشي"؛ العربي الوحيد الذي ظل يصر أنّ "النهاية" لم تأت بعد، وأنّ انسحاب الصهاينة "مجرد مناورة"، وأنّ "الاجتياح الحقيقي" لم يأت بعد!
    والأغرب في الأمر كله أنّ "أبو لاشي" كان من أشد المساندين والمتحمسين للمقاومة في غزَّة، كما أنّ الخاص والعام يعلم مدى كرهه العميق للكيان الصهيوني..
    "أبو لاشي" موظف حكومي في مصلحة البريد.. وهو يمقت كلمة "موظف"، ويصر على أن يقدِّم نفسه على أنه "إطار في الاتصالات"..
    منذ اليوم الثاني من الهجوم الجائر على غزة، تمترس "أبو لاشي"، وبدأ "الرباط" في خندقه الخاص.. وكان قد حصل على "إجازة" طبية مفتوحة، مكتوب عليها: "لا يُسمح له بالعمل إلى أن تُفرَج"..
    بمجرد عودته إلى البيت، ارتدى "أبو لاشي" بزَّة المقاومة والصمود: "بيجاما" قطنية، وجوارب صوفية، وبطانية للتترُّس.. وحمل سلاحه الوحيد: "الريموت كنترول"، ومعه أهم عتاد: إبريق الشاي.. ثم صرخ بأعلى صوته: "آتون يا غزَّة!"، ودخل في شاشة التلفزيون، ليصبح جزءًا من قناة "الجزيرة"...
    وهكذا، أصبح "أبو لاشي" مقاومًا من الدرجة الأولى.. يخطِّط، ويتكتك، ويناور.. يمارس الكر والفر، ويثخن العدوّ بالـ...صراخ!
    في اليوم الثالث من الاجتياح البري لِغَزَّة، طلبت منه زوجته "فتحية" الذهاب إلى السوق لبعض حاجات البيت، فهاج في وجهها، وهدّدها بالويل والثبور..
    _ ألا تستحين يا "بنت الذين"؟! ألا تخجلين من نفسك؟ السوق! هل هذا زمن السوق؟ إخواننا يموتون في غزة، ونحن نقاوم معهم؛ وتطلبين مني اللهاث وراء رغيف الخبز؟
    _ كفى صراخًا؛ لا تنتفض عليَّ هكذا!
    وهنا تلقَّف "أبو لاشي" كلامها، وراح يكيل لها من لسانها، في لهجة عنترية متهدِّجة:
    _ نعم، هذا ما كنت أبحث عنه! لا بد من انتفاضة! انتفاضة ثالثة في غزة، وانتفاضات يومية عليك في هذا البيت الذي يذكِّرني بغوانتانامو..
    وكدأبها، اتجهت "فتحية" إلى المطبخ، وأغلقت الباب خلفها، تاركة إياه يرغي ويزبِد..
    عاد "أبو لاشي" إلى رباطه. "حمى ظهره" بأربع وسادات.. وموَّه على العدوِّ بالاستتار بالبطانية..وأخذ عدَّته الضرورية: كأس الشاي، والريموت كونترول. ثم... اندمج في المعركة... وما هي إلا دقائق معدودات ما كادت تمرّ حتى راح يصرخ بملء فيه:
    "الله أكبر! الله أكبر! دمَّرنا لهم ميركافا! دمّرنا لهم ميركااااااااافا اااااا!"
    ثم راح ينادي زوجته بصرخة، قيل إنّ صداها سُمِع في تل أبيب، فارتعدت ليفني هلعًا:
    "فتحيّة! فتحيّيااااااااا ااااا! الحقي يا فتحيّيييييييييي ييا!"
    فتحت "فتحية" باب المطبخ، وحدّقت فيه باستغراب، ثم سألته:
    _ ما الذي حدث؟ هل هاجمتك الصراصير؟ أم هي الجرذان التي عجزت عن إبادتها منذ الصيف المنصرم؟
    _ لا يا فتحية.. أنتِ فين واحنا فين! لقد حطَّمْنا لهم ميركافا! هل تفهمين؟ مر.كا.فا! ميم، راء، كاف، فاء! تعالي لتشاهديها تحترق، وتشمي رائحة جثث الخنازير المشوية.
    _ لا شأن لي بروائح الجثث، رائحة "الفراخ" الموشكة على التفحُّم تكفيني همًّا..
    قالتها وهمَّت بالعودة إلى مملكتها، فإذا به يخاطبها باستفزاز:
    _ لقد أصبح تفكيرك أضيَق من معبر رفح، لكن لسانك صار أطول من صواريخ القسَّام! لكنني لا أستغرب هذه اللامبالاة من جانبك، فاسمك "فتحية"، ولعله مشتق من "فتْح"..
    تسمّرت في مكانها عند سماع هذه الكلمات.. ثم استدارت نحوه، وقالت له بكل برودة دم:
    _ ما دام الأمر كذلك؛ لك القطاع، ولي الضِّفَّة!
    ثم دخلت مملكتها الملتهبة، وأوصدت الباب بعنف شديد، اهتزّ له القصر الرئاسي...
    وظل الأمر على هذه الحال... أبو لاشي "يقاوم"، وفتحية تغادر البيت بعد الفجر، وتحشر نفسها في زحمة "الأوتوبيس"، وتخاطب "اللي يسوى واللي مايسواش"، حتى تصل إلى مصنع النسيج قبل الثامنة.. وأبو لاشي "يقاوم" في جزيرته..
    ظل الأمر على هذه الحال.. إلى أن جاء اليوم "اللي ما يتسمّاش"، كما يحلو لفتحية تنعته كلّما ذَكَرتْه أو تذكَّرتْه...
    في ذلك اليوم "المهبّب"، عادت فتحية إلى البيت –على غير عادتها- قبل السابعة مساءً. ولشدة إنهاكها، فتحت الباب ببطء رافقه هدوء غير مقصود، فلم يتنبَّه لدخولها أبو لاشي.. وبمجرَّد أن تجاوزت العتبة "الهباب" هي الأخرى، سمعت زوجها يصرخ: "الله أكبر! الله أكبر!" فاتجهت رأسًا إلى غرفة الجلوس.. نظرت إلى زوجها، الذي أخذ منه وقع المفاجأة كل مأخذ، ثم أدارت بصرها إلى التلفاز.. وهنا، استولى عليها الذهول، ودارت بها الأرض، وكاد يُغمى عليها...
    وما كان لأحد أن يلوم فتحية.. فقد شاهدت على الشاشة "بأمِّ عينيها" -وخالتهما وعمّتهما- مباراةً في كرة القدم! ودقَّقت النظر، فاكتشفت أن أحد الفريقين يشبه "الأهلي"، أمّا الآخر فلا يُشبه "الزمالك" إطلاقًا.. وهذا هو اللغز الذي لم تجد له تفسيرًا! وبينما هي غارقة في حيرتها الغاضبة وغضبها المحتار، نطق المقاوم الصنديد منافحًا عن قضيته:
    _ هدِّئي من روعك يا "وليَّة"! لعلك تتساءلين عن علاقة ما أنا فيه بمقاومتي الباسلة ضد الاجتياح الصهيوني الغاشم.. أليس كذلك؟
    لكنها، من فرط حيرتها وارتباكها وحنقها، لم تنبس فتحية ببنت شفة ولا ببنت جارتها.. ولمهارته الفائقة في فن المناورة والتكتيك الحربي، لجأ إلى وسيلة "الإرباك"، فباغتها قائلَا:
    _ ما لك يا هانم؟ ألم تعلمي أنَّ الرياضة جزء من مقاومتنا الباسلة؟ هل نسيت أخي وعزيزي "أبو تريكة" ومناصرته لأهالي غزّة؟ أنا لا تهمُّني كرة القدم.. لا يهمّني لا الأهلي ولا الزمالك...
    وهنا قاطعتْه فتحية قائلة بلؤم:
    _ أعرف ذلك. فالذي يهمّك هو "النادي الإسماعيلي" وبسسس....
    أحس أنها أصابته في الصميم؛ لكنه لم يستسلم، وغادر مخبأه.. "عاري الصدر"، "ممشوق القامة"، وراح يمشي نحوها.. وبعد خطوة واحدة، صرخ في وجهها:
    _ لا تقاطعي المقاوم حين يتكلّم! مفهوم؟
    ثم خفض صوته قليلا، وأضاف:
    _ كل الذي يهمّني في مباراة كرة القدم هو: اللحظة التي ينبري فيها أحد إخواننا أمام كاميرات العالم، ويعلن –على طريقته- مساندته لنا...
    ثم راح يبرهن على صدق دعواه بالحجج القاطعة المفحمة، كما قال... وبينما هو كذلك، اقتربت فتحية من الشاشة، وقرأت في أعلاها: مانشستر يونايتد 0/ شلسي 1!! وهنا دارت بها الأرض "سبع دورات"، وأضافت الثامنة من عندها مجَّانًا لهول الصدمة..
    لاحظ أبو لاشي صدمتها، فبادر إلى إنقاذ الموقف بتكتيك حربي آخر يسمّيه: "العلاج بالصدمة"، وصرخ في وجهها:
    _ يا جاهلة! يا أمِّيَّة! يا "بتاعت البتوع"! الآن فقط تأكدتُ أنك في الضفة.. الأخرى من العالَم! ألم تدركي بعدُ أنّ اللاعبين العرب والمسلمين يلعبون في معظم الأندية الأوروبية؟ ابتعدي قليلا عن الشاشة حتى لا تفقد أفكاري تسلسلها!
    لم تستجب فتحية لطلبه، فغيَّر هو "موقعه الاستراتيجي".. ثم ألصق عينيه على المستطيل الأخضر، وأضاف قائلا:
    _ يا فتحية! يا روحي! في الأندية الأوروبية لاعبون مسلمون، مثلي مثلك. وبعضهم مقاوم مثلي تمامًا.. خذي –مثلاً- هذا اللاعب الذي سجَّل الهدف.. اسمه "بلال أنيلكا"، وهو فرنسي مسلم، مثلي ومثلك إلى حد ما.. وهو مشهور بمواقفه المقاوِمة؛ وهو في هذه مثلي تمامًا، وليس مثلك إطلاقًا.. ولهذا، عندما سجَّل الهدف، هتفتُ بالتكبير.. أتدرين لماذا؟ لأنني كنت متأكِّدًا أنه سيقوم بحركة ما يعبِّر بها عن مساندته للمقاومة في غزَّة. لكن اليهود –المسيطرين على الإعلام- أبعدوا عنه الكاميرا، لعنهم الله.. ثم أتيت أنتِ، هداك الله...
    لم تقل فتحية شيئا.. نظرت إليه، ثم إلى الشاشة.. تركته غارقًا في جزيرتيه، وغادرت الغرفة بخطى مترنِّحة، وفي أعماقها رغبة عارمة في الصراخ، والبكاء، والنسيان، والجنون...
    وفي اليوم العاشر من الاجتياح، وصل الخبر السارُّ إلى مسامع فتحية وهي في المصنع، تؤمِّن لقمة العيش للمقاوم المغوار.. ومن فرط فرحتها، زغردت بأحلى زغرودة في حياتها؛ وظلَّت تزغرد إلى أن وصلت إلى البيت! وما إن فتحت الباب حتى هرعت تجري إلى غرفة الجلوس.. لكنها فوجئت بها فارغة، إلا من ترس أبو لاشي وعُدّته وسلاحه.. التفتت إلى الشاشة، فوجدت التلفاز مبرمَجًا على قناة "أجواء"، قناة النشرة الجوية المستمرة. فتنهَّدت مبتسمةً، واتجهت إلى غرفة النوم..
    كانت سحنته حزينة، وكان ممدَّدا على السرير، كالعائد منهَكًا من معركة ضارية.. جلست قربه، وسألته بلهجة مداعبة:
    _ ما لك يا سيدي، أتحزن وقد تحقق النصر؟ قم لنشاطرك الفرحة أيها المقاوِم الشهم، ولنحتفل بعودتك إلى العمل!
    _ الفرحة؟ يا لك من متفائلة! ألم تشاهدي التلفزيون؟ لقد أعلنوا عن سقوط المطر غدًا! أفهمت؟ غدًا:مطر! م.ط.ر! ميم طاء راء!
    _ وما علاقة المطر بغزَّة؟
    _ دعيك من غزَّة.. أنا أتكلّم الآن عن العمل. إذا أمطرت السماء غدًا، لن أذهب إلى العمل. والشهادة الطبيَّة تؤكد ذلك..
    _ وإذا لم تمطر؟
    _ ستمطر بإذن الله.. نُصرتُ في غزَّة، وسأُنصَر بالمطر هنا...
    تجاهلت فتحية كلامه، وأعدَّت العَشاء.. ولعق البطل المغوار كل الصحون، كعادته.. ونام أمام التلفاز، وهو يشاهد قناة "أجواء"..
    وفي الغد، هطل المطر، ولم يتوجَّه أبو لاشي إلى الشغل.. وفي اليوم الموالي، هطل المطر أيضًا... لكن في ثالث يوم، لم تنزل ولو قطرة واحدة من السماء.
    كانت فتحية في المصنع ذلك اليوم. وعندما تأكدت من امتناع السماء عن القطر، طلبت تسريحًا، وعادت إلى البيت مسرعة في منتصف النهار...
    ولمَّا فتحت الباب، سمعت تمتمة في الصالون، فتسارعت نبضات قلبها، وظنت أنَّ أبو لاشي أصيب فعلًا بالجنون.. لكنها حينما شارفت مدخل الصالون، شاهدت أبو لاشي جاثيًا على ركبتيه فوق السجّاد، رافعًا يديه إلى السماء.. وسمعته يقول بخشوع عميق:
    يارب! يا خالق البحر العباب، ومُنزل الغيث من السحاب، أسألك يومًا مُمطرًا آخر....
    - نهاية-
    09/محرم/1430هـ
    الواحدي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    الأستاذ الواحدي، رفع الله قدره..
    سلمت يمبنك، فلقد رويت فأطربت، وقصصت فأجدت، ووصفت فأصبت، وأوجزت فأبلغت.. فبارك الله فيك و"فتح" عليك (ابتسامة)

  3. #3

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    السلام عليكم شيخنا الواحدي
    بارك الله فيكم وزادكم من فضله
    هل خاصية الرسائل الخاصة عندك معطلة؟

  4. #4

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    صدقني اخي الواحدي انت وضعتها في الصميم ولكن ما يغيظنا اكثرمن ابو لاشي من هم من العرب الذين لا يدروون ما الذي يحدث في فلسطين من اقتتال داخلي وتجدهم مثل اخانا الي في القصة يفتي ويخون ويكفر البعض دون البعض دون معرفة الواقع حياك الله اخي وبأسمي كأحد ابناء غزة اهنيك على روعة ما كتبت

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسن عبد الله الصياغي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    هل خاصية الرسائل الخاصة عندك معطلة؟
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    بارك الله فيك أيها الأخ الفاضل.
    ليست معطلة، لكن الصندوق ممتلئ، ويحتاج تفريغه إلى وقت...
    راجع الخاص غدًا، بإذن الله.
    واعذرني...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    أخي أبا بشار:
    نحن المدينون لكم بالتحية والإكبار، وشد الأزر، والدعم والمساندة... كلٌّ من موقعه، وبما وهبه الله...
    غزّة منّا.. ونحن من غزة...
    اصبروا، وصابروا، ورابطوا...
    واتّقوا الله لعلّكم تفلحون...
    واعتصموا بحبل الله جميعا...
    وكونوا عباد الله إخوانا...
    وسنظلّ نردّد: متى نصر الله؟
    والجواب: ألا إنّ نصر الله قريب...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    205

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    وكم من ابولاشي ابوماضي وابوفاضي ابتلت بهم الامة والله المستعان ونسال الله تعالى ان يردنا الى ديننا مردا جميلا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    بعد غزة... (2)

    ...
    وتذكّر "أبو لاشي" غزة... فانتفض انتفاضة الأسد الهصور، وهجم على.. "الريموت كنترول". ثم تمترس خلف وسادته، متذكّرًا أيّام مقاومته المجيدة، والشاي تلو الشاي، ومعارك الكرامة التي خاضها في مربّع البلّور...
    وقبل أن يقرأ شريط الأخبار أسفل الشاشة، قفزت شعارات قديمة من أعماق الذات وطفت على الذاكرة، فراح يردّدها بحماس وجهاد لا فتح بعدهما... "وللحريّة الحمراء.."، وقد ارتبط هذا الشعار في ذهنه بفريق "الأهلي"... "النصر أو الشهادة".. ولأجل فهمه هذا الشعار، فرح كثيرًا لمّا طُرد من المدرسة وحُرِم من الشهادة الإعدادية، معتبرًا أنّه حقّق النصر...
    لكن حماسه سرعان ما انقلب إلى خيبة، لأنّ عيون الجزيرة كانت أوّل ما اختطفه العدوّ ضمن ما اختطف من "أسطول الحياة"... و"أبو لا شي" يؤمن إيمانًا أعمى أنه لا خبر بلا صورة، ولا إعلام دون كاميرا... كيف إذن سيقاوم مثلما قاوم من قبل؟ كيف يوصل المساعدات إلى أهل غزة؟ وكيف يدكّ بعينيه الثائرتين أبواب رفح والجدار الفولاذي؟ كيف؟
    وتذكّر ابنَ عمه "متولّي"، الذي اشترى تلفازًا جديدًا منذ بضعة أيّام لمتابعة مباريات كأس العالم في أدق تفاصيلها، وانكبّ يشرح له أنّ هذا التلفاز من طراز "أل س يدي" وأنّ شاشته تغطّي جدار صالونه كاملا، الجدار الرابع... ولكي يغيظه أكثر، كان يضغط على اللام من "أل س يدي"، ويظل يكرّرها، ثم يلفظ بقية الحروف عندما يوشك نفَسه على الانقطاع... وهذا الخبث أثار حفيظة "أبو لا شي"، فغلت دماؤه الثورية، وكاد ينفجر... ولو لم يكونا في المياه الدولية الواقعة في مقهى "الغلابى"، لتصرّف مع ابن عمّه تصرّفًا آخر، ولقاده مكبّلا إلى بيته، واحتجزه هناك ليشاهد معه مباريات كأس العالم على تلفازه هو، لا تلفاز " الألللللللللللل للللللللللللللل ل س يديه"...
    ثم عاد "أبو لاشي" إلى الواقع، وتذكّر أنّ الواجب يناديه. وفي هذه اللحظة الحاسمة من عُمْر انتفاضته الثانية، عقد اجتماعا طارئا مع نفسه تحت "البطّانية"... وبعد ساعة من التداول، والتشاور، والحل والعقد.. اتخذ بالإجماع قرارًا من شأنه أن يقلب موازين القوى في المنطقة، ويغيّر وجه التاريخ؛ تاريخه...
    ولأنّ القرار الجماعي الذي اتخذه مع نفسه في غاية السرّيّة، أردفه بقرار آخر يقتضي تحريم مفاتحة "فتحية" بالموضوع إلى أن يأتي الوقت المناسب.
    ثم غادر البيت، ولم يَعُد إلا صبيحة اليوم الموالي...
    وقبل أن يطرق طرقاته المعتادة، وهي: 3-5-1، انفتح الباب، فوجد نفسه وجهًا لوجه مع فتحية، وحينئذ، شارك كلٌّ منهما في "الاتجاه المعاكس"...
    _ خير إن شاء الله؟ أقلقني غيابك.. أمضيت الليل كله بين أقسام الشرطة بحثًا عنك. وبكيت حتى انهدّ بدني...
    _ اسكتي يا "وليّة"! الوقت لا يتسع للعواطف. غزة تنادي، وقد اتخذت القرار الذي يُمليه الواجب.
    _ غزة مرّة أخرى؟ الحمد لله أننّا مقبلون على الصيف، وإلاّ لتحجّجت أيضًا بالمطر...
    _ لا تلتفتي إلى الوراء؛ المقاومة إقدام وكرّ...
    _ وما هو قرارك هذه المرّة؟ هل سترابط وراء الوسادة، مدجّجًا بكؤوس الشاي؟
    _ لا... هذا جزء من الماضي... واللبيب هو من لا يكرّر أخطاءه. انظري.
    سحب من جيبه جواز سفره، ورماه على المائدة، شامخًا مشمخرًّا...
    _ ولماذا تريني جواز سفرك؟ هل ستسافر إلى جنوب إفريقيا؟
    _ استحي يا وليّة! أنت تخاطبين مقاوم المستقبل. أنا مسافر إلى قبرص الآن بإذن الله.
    _ ولماذا قبرص؟
    _ للمشاركة في "أسطول الحياة 2".
    _ أسطول الحياة؟ وماذا ستقدم لأهالي غزة؟
    _ كلٌّ ينفق ممّا عنده يا وليّة... وأنا سأضمن تصليح وتجديد "ريموت كونترول" كل بيت في غزة.
    _ وماذا سيستفيد الغزاويون...
    _ لا تقولي "الغزاويون"، يا جاهلة! أما سمعت الشيخ "المصلحاتي" البارحة؟ قولي: "الغزّيّون"، غين، زاي، ياء، واو، نون؛ "غزّيّون". وإذا شئت استعارة لغة المقاومين الأخفياء مثلي، قولي: "الغزّاويّة".
    _ طيّب.. وماذا سيستفيد الغزاويون، الغزّيّون، الغزّاوية، من تصليح "الريموت"؟
    _ يا لك من ساذجة! بفضل ما سأنجزه، سيتمكّنون من رؤية أنفسهم في التلفاز، ورؤية نظرة إخوانهم العرب إليهم... وبفضل ذلك أيضًا، سأتمكّن من رؤية نظر الغزاوية إلى أنفسهم، ونظرهم إلى رؤية العرب لهم! يعني: نظر، على نظر، على نظر.. رؤية ثلاثية الأبعاد، من دون "أل س يدي" أو "إتش دي"! أفهمتِ؟
    _ آه فهمت.. وعلى ذكر الرقم ثلاثة، أرجوك! طلّقني بالثلاث، وأرحني، أراح الله منك الأرض!
    _ لا جناح عليك، يا وليّة.. فأنت تصابين بالجنون كلّما قرّرت المشاركة في المقاومة... والآن، أقول لك جملة واحدة لا غير: الوداع؛ أو إلى اللقاء.
    _ صارت جملتين!
    _ ماذا؟
    _ تلفظت بجملة، لا جملتين.. وهذا لا يليق بمقاوم مثلك.
    _ يا لك من جاهلة! وكأنك لم تقرئي النحو، ولم تصادفي شيئًا اسمه "البدل"! المهم... اعتني بنفسك، وبابننا الذي لن يولد.. واذكريني بخير. وإذا استشهدت، أوصيك أن تطلبي من البطل "أبو تريكة" أن يتولّى شخصيّا إقامة صلاة الجنازة على جثماني الطاهر... الوداع مرّةً أخرى.. ولعلّها الأخيرة...
    _ ألا أصحبك إلى الأمطار؟ عفوًا "المطار"؟
    _ لا.. ممنوع منعًا باتًّا! فالمهمّة سرّيّة، وغير مسموح لك بالتعرّف على "الإخوان" الذين سيرافقونني إلى قبرص. وبالمناسبة: هذه شهادة إجازة طبّيّة لمدّة شهر. سلّميها للمدير، واذكري له أنّني نُقِلت للعلاج في الخارج. وإذا استشهدت، هنيئًا لك التعويض والمعاش...
    ثم تأخر خطوتين إلى الوراء، وحيّاها تحية عسكريّة. وقال لها، للمرة الأخيرة، بنبرة فيها شيء من صدى صوت يوسف وهبي: "الوداع يا حياتي"!
    غادر العمارة، وقلبه يسابق رِجْلَيه إلى شقة ابن عمّه "متولّي"، شوقًا إلى الـ "أللللللللللللل للللل س يديه"، وإلى "الإخوان": أصدقاء الطفولة والشقاوة.. أصدقاء أيّام زمان.. أيّام كانت الملاعب ملاعب، والجمهور جمهور، والأهلي أهلي، والإسماعيلي إسماعيلي، و... ويخرب بيت الزمالك...
    ركب سيارة الأجرة، وفي ذهنه شيء واحد: 63 معركة، وفوز واحد!
    ثم تذكر غزة، فابتسم... تذكّر عبارة الأسطى سلامة البارحة في "مقهى الغلابى"، حيث قال: "ما كلّو جزيرة ياسيدي..."
    وبينما كان يتأمّل القاذورات التي شوّهت وجه النيل، ردّد في نفسه: ومَن يدري؟ ربّما سيفوز المنتخب المصري بكأس العالم، فيتكرّم سيادة "الريّس" بفتح معبر رفح...

    2010/06/01

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    ...
    وقرأت بقية قصة "أبو لاشي"..
    فضحكت قليلا..
    ثم بكيت كثيرًا.. على نفسي...

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    سلمت يمينك على هذه المقطوعة الرائعة
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    بارك الله فيك أيها الأخ العزيز..
    عجّل الله لك الشفاء، وأزال عنك كل داء. وألبسك ثوب العافية، وأقرّ عينيك بنعمة الرضا.
    وقد نبّهتني مشاركتك إلى بعض الأخطاء الناشئة عن العجلة، فقررت تصحيح النص ونشره من جديد.
    والله ولِيّ التوفيق.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: بعد غزَّة... المطر!

    بعد غزة... (2)


    ...
    وتذكّر "أبو لاشي" غزة... فانتفض انتفاضة الأسد الهصور، وهجم على.. "الريموت كنترول". ثم تمترس خلف وسادته، متذكّرًا أيّام مقاومته المجيدة، والشاي تلو الشاي، ومعارك الكرامة التي خاضها في مربّع البلّور...
    وقبل أن يقرأ شريط الأخبار أسفل الشاشة، قفزت شعارات قديمة من أعماق الذات وطفت على الذاكرة، فراح يردّدها بحماس وجهاد لا فتح بعدهما... "وللحريّة الحمراء.."، وقد ارتبط هذا الشعار في ذهنه بفريق "الأهلي"... "النصر أو الشهادة".. ولأجل فهمه هذا الشعار، فرح كثيرًا لمّا طُرد من المدرسة وحُرِم من الشهادة الإعدادية، معتبرًا أنّه حقّق النصر...

    لكن حماسه سرعان ما انقلب إلى خيبة، لأنّ عيون الجزيرة كانت أوّل ما اختطفه العدوّ ضمن ما اختطف من "أسطول الحرية"... و"أبو لا شي" يؤمن إيمانًا أعمى أنه لا خبر بلا صورة، ولا إعلام دون كاميرا... كيف إذن سيقاوم مثلما قاوم من قبل؟ كيف يوصل المساعدات إلى أهل غزة؟ وكيف يدكّ بعينيه الثائرتين أبواب رفح والجدار الفولاذي؟ كيف؟

    وتذكّر ابنَ عمه "متولّي"، الذي اشترى تلفازًا جديدًا منذ بضعة أيّام لمتابعة مباريات كأس العالم في أدق تفاصيلها، وانكبّ يشرح له أنّ هذا التلفاز من طراز "أل سي ديه" وأنّ شاشته تغطّي جدار صالونه كاملا، الجدار الرابع... ولكي يغيظه أكثر، كان يضغط على اللام من "أل سي ديه"، ويظل يكرّرها، ثم يلفظ بقية الحروف عندما يوشك نفَسه على الانقطاع... وهذا الخبث أثار حفيظة "أبو لا شي"، فغلت دماؤه الثورية، وكاد ينفجر... ولو لم يكونا في المياه الدولية الواقعة في مقهى "الغلابى"، لتصرّف مع ابن عمّه تصرّفًا آخر، ولقاده مكبّلا إلى بيته، واحتجزه هناك ليشاهد معه مباريات كأس العالم على تلفازه هو، لا تلفاز " الألللللللللللل للللللللللللللل ل سي ديه"...

    ثم عاد "أبو لاشي" إلى الواقع، وتذكّر أنّ الواجب يناديه. وفي هذه اللحظة الحاسمة من عُمْر انتفاضته الثانية، عقد اجتماعا طارئا مع نفسه تحت "البطّانية"... وبعد ساعة من التداول، والتشاور، والحل والعقد.. اتخذ بالإجماع قرارًا من شأنه أن يقلب موازين القوى في المنطقة، ويغيّر وجه التاريخ؛ تاريخه...
    ولأنّ القرار الجماعي الذي اتخذه مع نفسه في غاية السرّيّة، أردفه بقرار آخر يقتضي تحريم مفاتحة "فتحية" بالموضوع إلى أن يأتي الوقت المناسب.

    وغادر البيت، ولم يَعُد إلا صبيحة اليوم الموالي...
    وقبل أن يطرق طرقاته المعتادة، وهي: 3-5-1، انفتح الباب، فوجد نفسه وجهًا لوجه مع فتحية، وحينئذ، شارك كلٌّ منهما في "الاتجاه المعاكس"...
    _ خير إن شاء الله؟ أقلقني غيابك.. أمضيت الليل كله بين أقسام الشرطة بحثًا عنك. وبكيت حتى انهدّ بدني...
    _ اسكتي يا "وليّة"! الوقت لا يتسع للعواطف. غزة تنادي، وقد اتخذت القرار الذي يُمليه الواجب.
    _ غزة مرّة أخرى؟ الحمد لله أننّا مقبلون على الصيف، وإلاّ لتحجّجت أيضًا بالمطر...
    _ لا تلتفتي إلى الوراء؛ المقاومة إقدام وكرّ...
    _ وما هو قرارك هذه المرّة؟ هل سترابط وراء الوسادة، مدجّجًا بكؤوس الشاي؟
    _ لا... هذا جزء من الماضي... واللبيب هو من لا يكرّر أخطاءه. انظري.
    سحب من جيبه جواز سفره، ورماه على المائدة، شامخًا مشمخرًّا...
    _ ولماذا تريني جواز سفرك؟ هل ستسافر إلى جنوب إفريقيا؟
    _ استحي يا وليّة! أنت تخاطبين مقاوم المستقبل. أنا مسافر إلى قبرص الآن بإذن الله.
    _ ولماذا قبرص؟
    _ للمشاركة في "أسطول الحرية 2".
    _ أسطول الحياة؟ وماذا ستقدم لأهالي غزة؟
    _ كلٌّ ينفق ممّا عنده يا وليّة... وأنا سأضمن تصليح وتجديد "ريموت كونترول" كل بيت في غزة.
    _ وماذا سيستفيد الغزاويون...
    _ لا تقولي "الغزاويون"، يا جاهلة! أما سمعت الشيخ "المصلحاتي" البارحة؟ قولي: "الغزّيّون"، غين، زاي، ياء، واو، نون؛ "غزّيّون". وإذا شئت استعارة لغة المقاومين الأخفياء مثلي، قولي: "الغزّاويّة".
    _ طيّب.. وماذا سيستفيد الغزاويون، الغزّيّون، الغزّاوية، من تصليح "الريموت"؟
    _ يا لك من ساذجة! بفضل ما سأنجزه، سيتمكّنون من رؤية أنفسهم في التلفاز، ورؤية نظرة إخوانهم العرب إليهم... وبفضل ذلك أيضًا، سأتمكّن من رؤية نظر الغزاوية إلى أنفسهم، ونظرهم إلى رؤية العرب لهم! يعني: نظر، على نظر، على نظر.. رؤية ثلاثية الأبعاد، من دون "أل س يدي" أو "إتش دي"! أفهمتِ؟
    _ آه فهمت.. وعلى ذكر الرقم ثلاثة، أرجوك! طلّقني بالثلاث، وأرحني، أراح الله منك الأرض!
    _ لا جناح عليك، يا وليّة.. فأنت تصابين بالجنون كلّما قرّرت المشاركة في المقاومة... والآن، أقول لك جملة واحدة لا غير: الوداع؛ أو إلى اللقاء.
    _ صارت جملتين!
    _ ماذا؟
    _ تلفظت بجملتين، لا جملة.. وهذا لا يليق بمقاوم مثلك.
    _ يا لك من جاهلة! وكأنك لم تقرئي النحو، ولم تصادفي شيئًا اسمه "البدل"! المهم... اعتني بنفسك، وبابننا الذي لن يولد.. واذكريني بخير. وإذا استشهدت، أوصيك أن تطلبي من البطل "أبو تريكة" أن يتولّى شخصيّا إقامة صلاة الجنازة على جثماني الطاهر... الوداع مرّةً أخرى.. ولعلّها الأخيرة...
    _ ألا أصحبك إلى الأمطار؟ عفوًا "المطار"؟
    _ لا.. ممنوع منعًا باتًّا! فالمهمّة سرّيّة، وغير مسموح لك بالتعرّف على "الإخوان" الذين سيرافقونني إلى قبرص. وبالمناسبة: هذه شهادة إجازة طبّيّة لمدّة شهر. سلّميها للمدير، واذكري له أنّني نُقِلت للعلاج في الخارج. وإذا استشهدت، هنيئًا لك التعويض والمعاش...
    ثم تأخر خطوتين إلى الوراء، وحيّاها تحية عسكريّة. وقال لها، للمرة الأخيرة، بنبرة فيها شيء من صدى صوت يوسف وهبي: "الوداع يا حياتي"!

    غادر العمارة، وقلبه يسابق رِجْلَيه إلى شقة ابن عمّه "متولّي"، شوقًا إلى الـ "أللللللللللللل للللل سي ديه"، وإلى "الإخوان": أصدقاء الطفولة والشقاوة.. أصدقاء أيّام زمان.. أيّام كانت الملاعب ملاعب، والجمهور جمهور، والأهلي أهلي، والإسماعيلي إسماعيلي، و... ويخرب بيت الزمالك...
    ركب سيارة الأجرة، وفي ذهنه شيء واحد: 63 معركة، وفوز واحد!
    ثم تذكر غزة، فابتسم... تذكّر عبارة الأسطى سلامة البارحة في "مقهى الغلابى"، حيث قال: "ما كلّو جزيرة ياسيدي..."

    وبينما كان يتأمّل القاذورات التي شوّهت وجه النيل، ردّد في نفسه: ومَن يدري؟ ربّما سيفوز المنتخب المصري بكأس العالم، فيتكرّم سيادة "الريّس" بفتح معبر رفح...
    2010/06/01

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •