تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلدي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    في الأرض رايتان .. راية الإسلام وراية الطاغوت .. فانظر لنفسك أين تقف
    المشاركات
    169

    افتراضي فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلدي

    فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلدي

    بسم الله الرحمن الرحيم .. معز المؤمنين مذل الكافرين .. ناصر المجاهدين خاذل الفاجرين .. الآمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج إلى يوم الدين .. لا إله سواه هو رب العالمين .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم النبيين .. ثم أما بعد ..

    جئتكم اليوم إخوتاه أستشيركم بأمور شتى .. عَنْونت صفحتها بفداء للقدس وغزة
    جاءكم قليل صوم وصلاة وزكاة .. يستشيركم عن الذي سيؤول إليه الحال
    فأشيروا عليّ معشر المسلمين ولا تكونوا بالعلم من الباخلين
    فإن الله مؤيد جنده بالنصر والتمكين وأنتم جند الله بإذن الله

    فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي
    فديت أقصاي لو يدري كم في الحنايا شوق لصلاةِ
    فديت غزّتي لو تدري كم في القلب شوق للجهاد

    فديتهم جميعا لو علموا ما دار بخلدي

    أيا إخوتاه .. ماذا يفعل قليل الزاد إن كان الطريق طويلا
    ماذا يفعل من هو حفيد لعمر بن الخطاب وأبي بكر وعثمان وعلي
    وهو عن أفعالهم بعيد بعيد بعيد

    عمر بن الخطاب الذي كان يقول : اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي !!
    من الذي يهلك الأمة يا عمر ! .. إن كان هذا تواضع عمر
    فليتنا نحن نقول بعض قوله وليس لنا من العبادة ما يضاهي عُشره
    وليت ولاة أمورنا اليوم يقتدون بعمر بن الخطاب
    ولكن أسفا على قلوب غرتها الحياة الدنيا إلا من رحم ربي

    فأشيروا علي بربكم ..
    كيف لنفس هي حفيدة لعمر بن الخطاب أن يطيب لها هناء عيش والجهاد يناديها
    وكيف لطالب علم أن يطلب علمه وهو عن الجهاد بعيد
    وكيف لامرئ أن يتذوق هجعة وإخوته من حوله يُقتّلون !!

    كيف لمسلم تطرب آذانه بصوت المدافع صباح مساء
    فيقتله الشوق للجهاد .. ويقتله الحنين للشهادة
    كيف له أن يسكن ويهدأ ..

    مسلم مؤمن قائم بالليل لربه يرجو رحمته ويخشى عذابه
    أيضا يقتله الشوق لأن يقيم تينك الركعتين في معسكرات المرابطين
    كيف يعيش هذا وهو في جمر حنينه يتقلب
    يتمنى أن يكون معه مصحف في اليمين وبندقية في اليسار
    ويسأل ربه أن ينيله تي المنية ثم يمن عليه بالشهادة
    لأنه يعلم أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة
    ويعلم أن سلعة الله غالية ..
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ "
    اللهم ارزقنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء

    أشيروا علي معشر المؤمنين
    إن كان ذاك الشخص يكاد الشوق للجهاد يقتله
    ماذا يفعل ..

    وما بالي بجسد في الخان قابع !!
    وقلب بالقدس موله والع !!
    ثم روح لا أدري أهي لرجل أم فتى يافع !!
    فعساني أرى الجسد والقلب والروح واحدا وأقصى الرجولة جامع !!

    فديت أقصاي لو يدري كم قتلني الشوق له ..
    وفديت غزة لو درت وعلمت برغبة مسلم في الجهاد ..

    فهل من ناصح لنا أمين .. ؟!
    // بنت خير الأديان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلد

    أي أخيّة : أما علمت بعد؟!
    نحن اليوم في زمان الغربة، وفي زمان ضعف الدين وتراجعه، ولم يأتنا هذا من جهالةٍ، بل أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق بذلك، وأخبرنا أن هذا الزمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، وأخبرنا بهذه الفتن التي تموج كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا.
    وأخبرنا أن هذه الأزمان تكثر فيها الفتن وتنتشر، ويكثر فيها الهرج، ويرفع فيها العلم ويكثر الجهل، كل ذلك أخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولكنه أخبرنا عن الاستمساك فيها وما ينجي منها، فأخبرنا أن النجاة بهذا الحبل المتين المستقيم الذي هو حبل الله، من استمسك به عصم، ألا وهو القرآن الذي { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }.
    وهذه السنة المبينة للقرآن التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين بها القرآن أتم بيان، فمن استمسك بهما عصم، ومن تركهما قصم الله ظهره، وانهوى على وجهه في النار، لذلك فإن الذي يتوقف عن العمل لنصرة الدين رجاء هذه الآمال الكاذبة مغرور ويخشى عليه من الخذلان، يخشى عليه من الخذلان حين يطيل الأمل ويتبعه، وتُمنيه النفس الأماني فينقاد لها، ويأتيه الشيطان كي يدعوه إلى بنيات الطريق ويقول له: وتكونوا من بعدها قوماً صالحين.
    حينئذٍ يغتر بأعماله التي يقوم بها، وينسى ما كلف به، وينسى ما أسلف وما فرط فيه من جنب الله فيما مضى من عمره، فيا ليت هؤلاء انتبهوا قبل أن يقعوا في الهاوية، وقبل أن توصد عليهم النار الحامية، يا ليت هؤلاء انتبهوا وأدركوا أن بقية العمر ما لها ثمن، ولذلك يقول الحكماء: إن عمراً ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره.
    كل شخصٍ منا يعلم أن ما مضى من عمره قد ضيع، وأن بقيته لا يدرى متى تنقضي، فعمر ضيع أوله جدير بأن يحفظ آخره، فعلى الشخص حينئذٍ أن يحقق عهده مع الله الذي أخذه عليه، وأن يبدأ بنفسه ويحاول الإنطلاق بما أتاه الله من قوة، ويعلم أن الحرب القائمة سنة كونية وذات تاريخ طويل مستمر، فمنذ بعث أول رسولٍ إلى أهل الأرض وهذه الحرب قائمة بين الحق والباطل، يكون للباطل فيها بعض الصولات ولكنه يضمحل في النهاية، ويورث الله الأرض عباده المؤمنين المتقين، وبعدها تأتي صولة أخرى للباطل ثم يضمحل، وهكذا دواليك.
    إن الحرب قائمة على ساقها، ونازعة بأشدها، ونحن نشهدها في مختلف مجالات الحياة، نشهدها في مجال الاعتقاد، وفي مجال العمل، وفي مجال الاقتصاد، وفي مجال السياسة، وفي مجال الثقافة، وفي غير ذلك من المجالات، وفي بناء البيوت والمجال الاجتماعي الحرب شعواء على دين الله، وقبل ذلك نُبِذَ فيها ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في كثير ٍمن المجتمعات الإسلامية -إلا من عصم الله- وراء الظهور، وفي مجال الثقافة والعلم أصبح الناس يرجعون إلى مراجع مخالفةٍ لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويقدمونها على كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
    وفي مجال التشريع والتحاكم يرجع الناس إلى قوانين هي من وضع أقوامٍ لو نظر إلى مصالحهم الدنيوية وكيف يتصرفون فيها لرأيت أنهم من أسفه الناس، ومع ذلك يوكل إليهم التشريع للأمم، كل واحدٍ منهم لا يحسن القيام على نفسه، ولا على ما أودعه الله وما جعل تحت يده من أهله وأولاده وماله، ومع ذلك يأتي بقوانين يضعها لتطبق على عباد الله في أرض الله، إن هؤلاء السفهاء الذين يشرعون للناس أحكاماً غير شرع الله سبحانه وتعالى إنما يتلقون ذلك من قبل شياطينهم { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } ، وإنهم بذلك حين شرعوا هذه القوانين ونصبوها في الأرض ودعوا الناس إليها بل أجبروهم على التحاكم إليها وترك كتاب الله ظهرياً سيكون عليهم إثمهم وإثم من لحقهم واتبعهم على ذلك المنهج.
    إن جهالة المسلمين اليوم بكثيرٍ من شرع الله سبحانه وتعالى، وأن يعيش الكبير منهم عمره كاملاً ويموت، بل قد تموت الأجيال المتلاحقة، فتجد أربعة أجيال وخمسة من المسلمين في قطرٍ واحد، وهذه الأجيال الخمسة لم يشهد الواحد منها حداً مقاماً على الأرض، ولم يشهد التحاكم الواقعي إلى دين الله تعالى في حياته، خمسة أجيال متلاحقة!!
    إن هؤلاء حين انصرفوا عن منهج الله ستكون عليهم آثام هذه الأجيال بكاملها، وهذه الآثام ليست تابعةً لدول، فهذه المؤسسات التي يسميها الناس الدول أو الشركات أو المجالس أو الإدارات لا تبعث يوم القيامة، إنما يبعث الأفراد، والمسئولية يوم القيامة فردية، في الدنيا يقال: فلان من قتله؟ فيقال: قتلته الدولة الفلانية.
    أو يقال: المال الفلاني من أخذه؟ فيقال: أخذته الدولة أو المؤسسة الفلانية، أو المحكمة الفلانية.
    لكن يوم القيامة المسئولية محددة، وفلان هو المسئول عن هذا بعينه، لا يبعث يوم القيامة أحد رئيساً ولا وزيراً ولا حاكماً ولا قاضياً، يبعثون يوم القيامة عباداً سواسية، كل شخصٍ منهم يتحمل أوزاره على عنقه، وهو المسئول عنها وعن كل من عمل بها.

    فلا تظنن أن هذه المؤسسات التي تشاهدها باقية أو أنها دائمة، وانظر إلى القبور تخبرك بالحق الذي لا غبار عليه ولا مرية فيه، وانظر إلى القبور التي يستوي فيها الحاكمون والمحكومون، يأتي الدود والرمل على كل ما هنالك، فيذهب كل ذلك للملة والتراب والمهلة، وهو بعد ذلك سيبعث ويسأل عن أعماله.
    وترى كثيراً من الذين كانوا صناديد في هذه الأرض وأذلوا الناس في مشارق الأرض ومغاربها بسلطانهم وقد أصبحوا لا تدرى جثثهم في أي مكان من الأرض استقرت، وتجد الفقراء المساكين يمشون على قبورهم وهم لا يشعرون.
    أين الجبابرة الذين أخرجوا إبراهيم من كوثا؟!
    وأين نمرود الذي رمى به في النار؟
    وأين الفراعنة الأقوياء؟
    وأين القياصرة والكياسرة؟
    أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الذل ساقيها
    كل هؤلاء إذا سألت عن قبورهم لا تجد من يخبرك عنها، وتجد أن كثيراً منهم حين عاد إلى الأرض التي منها بدأ أصبحت ذراته في هذا التراب يمشي عليها الفقراء والمعبّدون الخادمون، وأصبحت رفاتهم مزارع للفقراء، ما هي إلا مدة يسيرة تعود فيها الأمور وتحول كما كانت، ولكن بني الإنسان يغترون بهذه المدة اليسيرة، فحين يجلس شخص على كرسيٍ ما يتوقع أنه دائم على ذلك وأنه لا يتحرك، حينئذ يطغى ويبغي ويفعل ما سولت له نفسه، كما أخبر الله تعالى عن اليهود بذلك: { وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً }، لكن هذا منقطع زائل، ويبقى بعده الحجة لله على عباده، والمسائلة بين يديه والعرض عليه، فحينئذٍ إما إلى جنةٍ وإما إلى نار.
    إن كثيراً من الناس حين يطرح هذا السؤال -وهو: كيف نعمل للإسلام- ينطلق من نظرة عجلى ضيقة فيقول: نحن اليوم في أمة الإسلام ونراها وهي أضعف الأمم وأذلها، وأبعدها عن النهج الصحيح، حتى في أمور الدنيا تكون في مؤخرة الركب دائماً، ولا يوزن لها أي ميزان، وقد انتشر فيها من أنواع المخالفات والمعاصي ما لا يمكن عده فضلاً عن إصلاحه، وتأتي الهزيمة من هذا الوجه!
    فيقول الشخص كيف أعمل وأنا في هذا السيل الجارف؟! فيجد نفسه مضطراً بأن يسير في اتجاه السير، وبذلك يخسر نفسه؛ لأنه ليس مثل أولئك الهالكين الذين لم يرفعوا رؤوسهم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
    فأولئك قد حددوا طريقهم وساروا فيها عن قناعةٍ، وهم الذين اتخذوا القرار بأن يضلوا سواء السبيل، ولكن هذا المسكين قد انجرف في السيول الجارفة دون أن يتخذ قراراً بذلك، بل هو تابع سيكون مستضعفاً في الدنيا مستضعفاً في الآخرة، ولذلك في خصومتهم مع الذين استكبروا يوم القيامة نجد هؤلاء المستضعفين يشكونهم إلى الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: { يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } .
    نجد كثيراً من الناس يقول: إن مسئولية إعلاء كلمة الله تعالى ونصرة دينه مسئولية شاقة ينبغي أن يتحملها الرؤساء والقادة والعلماء فقط، وأما من عداهم من الناس فما عليهم إلا السمع والطاعة وهز الرؤوس إلى الأمام لكل من قام.!
    وهم رعاع وهمج يرعون كما ترعى البهائم، وهذا معناه أنهم يعلمون أنه لا خير فيهم؛ إذ لو كان فيهم خير لعلموا أن هذا لا يمكن أن يقدموه حجةً بين يدي الله سبحانه وتعالى في العرض عليه، ولعلموا بأن مسئوليتهم لا تقف عند هذا الحد، وأن المسئولية شاملة عامة، فليس الغزو لدين الله تعالى والتخريب فيه خاصاً بالمجال السياسي أو العلمي فقط حتى يُعدل فيه باللائمة على السياسة والقادة أو على العلماء، بل الفساد سائد وسائر في جميع المجالات، وأنت -يا عبد الله- آلة من الآلات فحاول أن تُستغل في خير، حاول أن يكون لك جزء بسيط من الإصلاح، ولا تحتقر ذلك الجزء؛ فالله سبحانه وتعالى يقول: ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
    ولكن ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا، فهؤلاء الذين ساروا مع هذا السيل في اتجاهه قد خسروا أنفسهم وقامت عليهم الحجة بقناعتهم، فلذلك غووا وضلوا عن سواء السبيل، فلم ينالوا حظاً في الدنيا ولا حظاً في الآخرة.
    إنك حين تصلح نفسك وتجعل منها نموذجاً صالحاً ملتزماً بشرع الله تعالى مسارعاً إلى الخير محققاً لزومية اتباع رسول صلى الله عليه وسلم تكون قد انتصرت على نفسك، وكان ذلك إرشاداً لمن سواك، وضرب مثلٍ لهم ليقتفوا أثرك.
    وحين تعجز عن هذا فلا تعجز عن أن تكف الشر وأن تقتصر على أن لا تكون آلةً تستغل في الشر، فما أكثر الذين يستغلون من حيث لا يشعرون، ما أكثر الذين يقادون بأزمتهم إلى الشر من حيث لا يشعرون فيستغلون في معصية الله سبحانه وتعالى، تستغل أوقاتهم بالمعصية ويسخرون لها، وتستغل أموالهم في المعصية وتؤخذ منهم لذلك، أو يؤدونها طائعةً بها أنفسهم.
    ولو أن رئيساً أو جباراً من أهل الأرض أخبر قوماً أنه سيزورهم، فهل ترى أن تجارهم وأغنيائهم سيبخلون فيما يقدمون في ضيافته من المال؟
    سيقدمون له كثيراً من الأموال التي لو عرضت عليه من قبل لما رضي بإفساد هذا المال الكثير في هذه اللحظات القليلة؛ لأن إفساده سيعود بالضرر عليه هو.
    لكن لو أنهم سمعوا قول الله سبحانه وتعالى: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } فهل ترى أنهم سيقدمون العشر فقط من هذه المبالغ التي يقدمونها في سبيل وجهاء الدنيا وطواغيتها؟
    إنه مع الأسف قلّ من ينظر هذه النظرة، وقل من يوجه هذا السؤال إلى نفسه، ولذلك ليس هذا فقط مختصاً بالجانب المالي، بل حين ننظر إلى الوقت ونجد أن عمر الإنسان في الواقع إنما هو أربع وعشرون ساعة فتقسيمه لها إذا راجع نفسه وحاسبها وهو على فراشه حين ينام، وسأل نفسه: كم أنفقتُ من هذه الأربع والعشرين ساعة في مرضات الله سيجد أن ذلك قليل جداً، وأنه كان بالإمكان أن يكون كل ما أنفق في سبيل الله، فإن ذهب يلتمس درهماً للمعاش فلو أخلص النية لله لكان ذلك في سبيل الله؛ حيث أدى حقاً واجباً عليه من نفقةٍ أهلٍ أو قضاء دينٍ أو خدمةٍ أياً كانت، فلو أخلص في ذلك لله لكان إنفاقاً في سبيل الله، وإن جلس وقتاً مع صديقٍ له أو أخ في الله فلو نوى لذلك وقصد به الخير وجعله من التزاور في ذات الله لكان ذلك في سبيل الله.
    ولكن المشكلة أن الناس سفهاء في الأوقات رغم رشدهم في الأموال، الأوقات تمضي دون حساب، والأموال تحاسب بالدوانق.
    كذلك فإن الشخص عندما يقوم على تربية أهل بيته، ويجد نفسه مسئولاً عن زوجةٍ وأولادٍ وإخوةٍ صغارٍ وجيرانٍ، وقد يكون له أثر في بعض الأحيان حتى على قبيلةٍ بكاملها، فيجد أنه كان بالإمكان أن يصلح، وأن يعلم أن هؤلاء رعية له، وهم خصومه يوم القيامة، وعليه أن يربيهم أحسن تربية، وأن يدعوهم إلى الالتزام بمنهج الله سبحانه وتعالى، وأن يحببه إليهم، وأن يسعى على الأقل أن لا يتخذوه سبيلاً إلى المخالفة والمعصية.
    إننا بحاجةٍ إلى أن تكون لدينا هذه الجراءة، فالذي يعاهد الله سبحانه وتعالى على أن يكون جندياً من الجنود لا بد أن يعلم أن الجندية لا بد أن تمر بكثير ٍمن التدريب، فهل تظنُّ أن شخصاً يمكن أن يكون عقيداً دون أن يمر بكثيرٍ من التدريبات، وأن يكون خادماً لكثير ٍمن الجنود والضباط؟!
    لا يمكن أن يتم هذا.
    فلذلك لا بد قبل هذا أن يبذل كثيراً من المجاهدة وأن يمر بكثير ٍمن المراحل، ونحن نعلم أن أول الفكرة آخر العمل،
    فالذي يفكر في نصرة دين الله وهو في بيته أول فكرةٍ تدور في خلده وخاطره هو أن يرجع الناس جميعاً إلى دين الله أفواجاً، وأن يقيموا خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يطبقوا القرآن ويتحاكموا إليه ويلغوا كل القوانين ويدوسوها بأقدامهم، وأن يعلوا راية الجهاد في سبيل الله وتنطلق تحتها الصائفة والشاتية.
    ولكن هذا هو غاية لا بد قبلها من كثيرٍ من الوسائل والخطوات التي تأتي بالتدريج، فقد لا تعيش أنت إلى ذلك الزمان، ولكن اجعل ما بقي من عمرك في سبيل الله.
    حاول أن يكون عمرك أنت إعداداً لأجيالٍ من أولادك وأولاد غيرك يسلكون هذا الطريق لعلهم يصلون إلى هناك وإلى ما ترغب فيه.
    حاول أن تكون مصلحاً إصلاحاً بسيطاً جداً في أسرةٍ خاصة، فهذا البيت من بيوت المسلمين حاول أن تجنبه الآثام والمعاصي الكبار كبائر الإثم والفواحش، حاول أن يكون هذا البيت يتلى فيه كتاب الله، وحاول أن يقام فيه دين الله، وأن يكون فيه الآمر واحداً ويكون البقية مأمورين، وأن يحاولوا الالتزام بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلوكه، حاول أن يتقيدوا بالأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكونوا جميعاً من ذوي النفوس الشفافة المقبلة على الخير التي ليست لديها عبيّة الجاهلية ولا دعاويها ولا تفاخرها بالآباء.
    وحاول أن تخرج لنا أهل بيتٍ يمكن أن يخرج من أصلابهم قوم يحققون هذه الأمنية التي تتمناها.
    فإذا تجاوزت هذا وكنت سيداً مطاعاً أو كان مشاراً إليك بالبنان فاجعل من بيوت قبيلتك أو بيوت المجتمع التي تؤثر فيه بيوتاً مثل بيتك، فأصلح هذه البيوت حتى تكون نموذجاً في هذا المجتمع، فكيفما تكونوا يولَّ عليكم، فإذا وجدنا من كل أربعين بيتٍ بيتاً واحداً يشع منه نور القرآن، ويستمسك أهله بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويلتزمون في العقائد والعبادات والأخلاق والآداب بسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، فإنه سيرفع بهم البلاء عن الأمة.
    إن ما نجده ونعيشه من هذه الأخطار والابتعاد عن هذا الشرع هو بلاء أصبنا به بسبب ذنوبنا، وإننا إذا أقلعنا عن هذه الذنوب وعدنا فسيرفع الله عنا هذا الوباء، ولذلك قال أحد الدعاة المشاهير: أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم يقمها الله في بلادكم.
    فإذا بدأ الشخص بنفسه وبيته، ولم يسر مع الهالكين الغاوين، وحاول أن يكبح نفسه وأن يلتزم بالحق وأن يعض عليه بالنواجذ، وأن لا يتصرف تصرفاً إلا وهو يعد الجواب عنه بين يدي الله تعالى، وحاول أن يكون مصلحاً لكل من له عليه أمر أو يمكن أن يؤثر فيه فإن المجتمع سيصلح بكامله، ويرفع عنه هذا العقاب الذي قد ساده.
    إذا وجدنا من يربي أولاده على أن يكونوا من حملة كتاب الله في صباهم، ومن المحبين لسنة رسول صلى الله عليه وسلم، ومن الراغبين في السؤال عما يجهلون من الدين، ومن الذين يتحلون بالأخلاق الإسلامية الحميدة، ومن الذين يحبون هذه المساجد التي يشع منها هذا النور وتنطلق منها هذه الدعوة فإننا نكون حينئذٍ قد تحقق لدينا كسب كبير، وعملنا للإسلام عملاً جاداً.
    وبهذا تخرج الحشود من المسلمين وكل شخص منها عاقد العزم على أن يأتينا بأفرادٍ، فإذا مات لم نخسر مكانه في المسجد، فننظر إلى مكانه في الصف الأول أو في صفٍ من الصفوف فنجد من يخلفه فيه من ولده، سواءٌ أكان ولداً طينياً أم ولداً دينياً، فالطيني ولده لصلبه، والديني من أثر فيه ودعاه إلى الحق، وهداه بما تحمله من الهداية وبما آتاه الله تعالى من العلم، وبذلك يزداد العدد ويكثر السواد، وتحصل الهيبة المطلوبة في نصرة الدين.
    فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يأمر المسلمين أن يُخرجوا إلى صلاة العيد العواتقَ والحيَّضَ ورباتِ الخدور يشهدن الخير ويكثرن سواد المسلمين ويشهدن دعوة المؤمنين كان بهذا يرشد إلى أهمية اجتماع المسلمين واحتشادهم في حشدٍ عظيم يغيظ أعداء الله ويحقق نصرة دين الله تعالى ويعلي كلمته.
    فهل ترين أخيّة = من أين أتينا؟!
    اللهم نصرك القريب يا فارج الهم.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلد

    وليعلم كل مؤمن أن سعيه في تعليم الناس ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان عاجزاً عن تعليمه أو تعلمه كأن يكون شيخاً كبيراً فانياً قد ولى شبابه وانقطعت قريحته، أو كان مشتغلاً بتجارته ولا يستطيع أن يعلم ولا أن يتعلم فإن عليه أن يعين متعلماً، وبذلك يكتب له مثل ثوابه، ويكون قد عمل للإسلام.

    وإن كان لا يستطيع أن يجاهد في سبيل الله بيده، ولا يستطيع أن يكون تحت بارقة السيوف في الصفوف الأمامية وأن يحل أزرار قميصه لاستقبال الرصاص ويقول: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } ، إن لم يستطع ذلك وحالت بينه وبين ذلك نفسه الضعيفة أو شيطانه فإن عليه أن يجاهد بماله وأن يبذله في سبيل الله.

    فإن كان لا يستطيع هذه ولا تلك فإن عليه أن يجاهد بلسانه وهو سلاح الضعفاء، عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإذا رأى خيراً حاول أن يعد من أهله وأن يكون بذلك مناصراً للحق ساعٍ فيه مهما كان.

    اللهم استعملنا في طاعتك ومرضاتك
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    في الأرض رايتان .. راية الإسلام وراية الطاغوت .. فانظر لنفسك أين تقف
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلد

    بارك الله فيك أخانا
    وكتب لك بكل حرف حسنة وزادك بالحسنة عشرا

    ولكن أيا أخي ..
    إن فعلنا ما هو أقل من الجهاد لننال أجره
    فمن يطفئ النار المتوقد في القلب .. ؟!!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    نجد
    المشاركات
    1,082

    افتراضي رد: فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلد

    مَوْضُوْع رَآَئِع للنقَآش .. وَمِنْه نَسْتَفِيْد وَنُمَرِّر آفْكَآرِنا وَخَطَّطَنَا فِيْه ’ وَنَطْرَح مَا آمَلْتِه خَوَآطر الْنَّفْس بِخَلْوَة فِي حَيِّز الِخَيَآل
    لَكِن لِلْأَسَف ’ نَحْن هُنَا نْنآقش آَمُر هُو ذُرْوَة سَنِآم الْإِسْلَام وَهُو الْجِهَآد ’ وَفِي الْمُقَآبِل نَخْتَلِف وَنَتَلاسَن بُآلْفآظ شَرِسَة مَع آِخْوَة لَنَا فِي الْدِّيْن ! فَمَن سِنجَآهِد يَآِتُرَى إِذَا كَآِن الْمُسْلِم آُخْتُلِف وَتَلاسَن مَع آخَآه حَوْل رَأْي عَآَبِّر ..؟!
    كَيْف .. ؟
    بِإِعتِقَآدُي أَن كُل الْآَرَاء هُو صَحِيْح .. إِن شَاء الْلَّه :
    فَمَن يَقُوْل يَجِب الْجِهَآد وَمُّلْاقَآة الْعَدُو ’ فَقَوْلُه حَق لِأَن الْامَّة لَن تَتَوَلَّى يَوْم الزَّحْف وَلَو زَحَفَت بِآسَنَآنِهَا .. فَستَجَآهِد بِإِيَمْآنِهَا وَماتّمتِلك ..
    وَمَن يَقُوْل لَاتَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدُو فَلَقَد صَدَق لِأَنَّا الْمَرْء لَايَأْمَن مَقْعَدَه فَيَكُوْن مِمَّن وَلَّى الْدُّبُر وَيامُثَبّت الْقُلُوْب ثَبَت قُلُوْبَنَا عَلَى طَآعَتِك وَالثَبُآت حَتَّى الْمَمَآت ..
    وَمَن يَقُوْل آعَدو الْعِدَّة ’ فَقَوْلُه حَق وَهَل نَحْن مِمَّن آَعَدَدْنا الْعِدَّة لِتَكُوْن عَوْنَا لّنَا مَع الْإِيمَآن آمْتِثَآَلا لِأَمْر الْلَّه ..؟ هَل هُنَآلِك مِن مُحَآوَلَات آَو آخِترآعآت آَو سَعْي لإِمْتَلاك قُوَّة ..؟ آَم آَن الْعَدُو آسْتَأَمَنَنا فَبَدَأ لَعُآبُه يَسِيْل عَلَى الْأُمَّة وَيَتَوَعَّد ..!
    أَمَتَّنَا بِحَآجَة لإِيَمَآن وَإعُآدَة قِرَاءَة تَآِرَيْخ وَمَاضِي وُجِهَآد آسْلَافِهَا وَالْخُطَى عَلَى خطَآهُم لِيَتَعَلَّمُوْ ا دُرُوسَا ثَمِيْنَة بَيْن آيْدِيْهُم لَيْسَت مِن تَأْلِيْف كَآِتَب وَلَا عَبْقَرِي ’ بَل مِن آنْتِصَآرُآت إِمَام الْأُمَّة وَمَن تَتَلْمَذُوا عَلَى يَدَيْه ..

    وآمْتِنا بِحَآجَة إِلَى وَحْدَة الْصَّف الْفَرْد مَع الْفَرْد وَالجَمَآعَة مَع الْجَمَآعَة وتَجَآهِل حِبْر خُآرِطَة فَرَّقْت جَمَعْنَا بِأَسْمَاء مُسْتَعْآرَة مُتَجَآهِلّة عَنْوَة مضَآمِين مَاتِحْمِلَه بَشَرِيَّتِهِا مِن لُحْمَة بِالْدِّيْن وَالْدَّم ..
    وَالْكَلَام ذُو شُجُوْن وَيَطُوْل’ فَعَلَيْك يَاأُمُّة الْإِسْلام إِن كُنْت تُرِيْدِيْن كَرَآمَة
    بِأَن تَعُوْدِي لتآِرِيخ آسْلافَك الْمُشْرِف لِتَتَعِلْمّي مِنْه تُمْسِكُه بـ الْإِيْمَان وَشُغْلِه بِعِدَّة العُتِآد وآنْشَغّآلِه بِوَحْدَة الْصَّف " كَالِبُنْيَآن الْمَرْصُوْص " ..

    الْلَّهُم نَصْرَا وَعِزَّة ..
    نظرت في دواوين السنة والأثر فلا أعلم امرأة صحابية ولا تابعية حُرّة ذكرت باسمها فلانة بنت فلان ثبت السند عنها صريحا أنها تَكشف وجهها للأجانبد.عبد العزيز الطريفي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلد

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ل اتعليق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •