لا داعي للتعقيب على هذه التعقيبات التي وضعتها على تعقيبك هذا يا دكتور، ودعنا في مسألتنا، أسأل الله أن يهدينا واياك الى سواء السبيل.
أخي الحبيب الناصح أكرر قولي يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحد عمل به و كلام العلماء واضح في المسألة .
قولك حبيبي في الله : (( الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص ))
جوابه : هناك الكثير من النصوص الدالة على عصمة الأنبياء قد بينت طرف منها سابقا و أنت تتكلم معي في عصمة الأنبياء أو صدور معصية آدم نسيانا و قد قامت أدلة على هذه وهذه فلو سلمنا جدلا عدم وجود قائل من لعلماء به فهذا لا يضير دلالة النصوص على العصمة .
قلت: عدم وجود قائل بأي شيء؟ أخي راجع ما رددتَ عليه من كلامي جيدا وفقك الله، فكلامي هنا متعلق بما نقلته أنت من نصوص في ردك السابق، وبيان مورد تلك النقولات وبعده عما أنت فيه ... فتنبه!
قولك حبيبي في الله : (( من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟"؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟ ))
جوابه : رجل الدين غير معصوم من أن يخطيء في الفهم والحديث الصحيح الذي في سنن أبي داود :
((نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ))
و الصحابة والتابعين و غيرهم من العلماء قامت الأدلة على خطأ بعضهم في بعض المسائل فكيف يكون قولهم حجة في دين الله و قد خالف الصحابة بعضهم بعض و خالف التابعين بعض الصحابة في مسائل والعكس و لم يدع أحد منهم عصمة القول له و لا أن قوله هو الذي يجب على الجميع فهم الكتاب والسنة به .
و الله قد يفتح على الأعجمي ما لم يفتحه على العربي و ليس الحق حكرا على العربي
يا سيدي فتح الله عليك، الله قد يفتح على الأعجمي ان تعلم ما به تزول العجمة، لا وهو باق على عجمته!!! هذا هو مرادي فافهمه ولا داعي للجاج!
ثم أنا لا أكلمك عن عصمة ولا أقول بحجية قول الواحد من الصحابة اذا انفرد بقوله أصلا، فأين فيما كتبته لك في أي من مشاركاتي وجدت ما يوحي بهذا؟؟؟
قولك حبيبي في الله : (( النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه ))
جوابه : لو كان الفهم قد حفظ معه لما تضاربت أقوال العلماء في كثير من المسائل ، والنص قد حفظ و ما يمكن به أن يفهم لا بفهمه إذ يرد عليك ذلك وجود مسائل مختلف فيها ووجود أفهام للعلماء قد ضاعت .
عجبت لأمرك أيها السلفي! ألا تدري لازم كلامك في مخالفة هذه العبارة؟؟ لازمه أن الفهم الصحيح للنص قد ضاع وتبدد عبر قرون الأمة، فخفي عن الأمة مع توافر الداعي على حفظه فيها!! أما تضارب أقوال العلماء فلا يعني أن الفهم الصحيح لها والقول الصواب المأخوذ منها قد يضيع فلا يبقى موجودا فيما بين أيديهم من الأقوال المحصورة في كل مسألة! بل الحق والصواب لا يخرج عن جملة ما هو محفوظ عنهم - سيما الأولون منهم - لامتناع أن تضل الأمة في أي مسألة من مسائل دينها في عصر من عصورها! أما أفهام العلماء التي ضاعت هذه فلو زعمت ضياع القول الحق والصواب معها لنسبت الأمة الى الضلالة فتنبه!! وليتك تتامل قوله عليه السلام: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق.." الحديث، وعموم كلمة "الحق" هنا اذ لا يخصصها مخصص، فهي في الأصول كما في الفروع سواء!
قولك حبيبي في الله : (( لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!! ))
جوابه : عند وجودي في مكان لا يمكنني معه العلم بالمسألة إلا بأحد أدلتها فيجب على العمل بهذا الدليل لأن هذه هي تقوى الله قدر استطاعتي في هذه الحالة
قلت: سبحان الله! وهل قلت أنا الا بهذا؟؟ أم أنه الرد لمجرد الرد يا دكتور؟ سامحك الله!
قولك حبيبي في الله : (( كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء ؟؟؟((
جوابه : أنت تستدل بنصوص أخطيء فهمها و الخطأ ورارد على الصحابي و على التابعي وعلى الأئمة الأعلام
قلت: عجبا لك! هل خطأ هذا العامي يستوي مع خطأ الصحابة والأئمة والتابعين و .... ؟؟ ما هذا الكلام ؟؟؟؟ أتنتصر لأخطاء الجاهلين غير المعذورين يا دكتور؟؟؟ سبحان الله!
قولك حبيبي في الله : (( ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟ ))
جوابه : هذا حجة عليك لا لك فهذا يدل على جواز خطأ الصحابي في الفهم فلا يكون قوله حجة ملزمة فضلا عن قول تابعي أو إمام من الأئمة .
قلت: أي حجة يا مولانا؟ نعم هذه نصوص أخطئ في فهمها وليس هذا محل استدلالي كما كنت أرجو ألا يخفاك، وانما استدللت بموقف النبي عليه السلام من ذلك، فالمخطئ هنا كان جاهلا مفرطا، ولم يتلمس ما يجب عليه من السؤال والتعلم قبل أن يفتي بما أهلك به صاحبه .. فهل اتضح مرادي أم أكرر؟؟
قولك حبيبي في الله : (( الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت ))
جوابه : من قال أن هذا الفهم ظهر لي بل هناك علماء أفاضل قالوا به قبل ابن تيمية رحمه الله وبعده بل هناك من العلماء من نسب لبعض السلف هذا القول و لكن لم ينص على أسمائهم كالقاضي عياض و القرطبي و هم أقدم من ابن تيمية و أقرب للقرون الثلاثة منه .
قلت: كنت أتكلم بعموم فخصصته أنت، ولكن لا بأس .. كلامك هذا سيأتي جوابه لاحقا ..
قولك حبيبي في الله : (( فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها ))
جوابه : يا أخي هناك من العلماء من قال أن جماعة من السلف قال به كالقاضي عياض ومنهم من نسبه لبعض أصحاب مالك و أبي حنيفة والشافعي فهل أصدق القرطبي أم أصدقك و هل أصدق القاضي عياض أم أصدقك فإذا كان قد وجد من العلماء من نسب هذا القول لبعض السلف فلما العدول و دعوى عدم الورود و إذا كان هذا ما عرفناه فكيغ بما لم نعرفه ؟!!
قلت: يلحق هذا بما قبله ...
قولك حبيبي في الله : ((فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!! ))
جوابه : من الذي ادعى الإجماع وهناك من العلماء من خالف و نقلت أقوالهم سابقا
قلت: اتفاق الأمة على جملة أقوال لا يعلمون غيرها في بابها من السلف الأول والقرون الفاضلة: كاتفاقها على قول واحد = اجماع! أما هذه المسألة وما فهمته أنت من القول الذي نقلته فيها ومن انه يوافق ما تقول به، فقضية أخرى!