التسرع والعجلة .. خطران كالنوم والغفلة
للدكتور عبد الحليم عويس من مجلة منبر الاسلام عدد ربيع الاول 1403
كثير من الغيورين على العالم الاسلامى والعربى , ولاسيما من الشباب , يريدون أن يقفزوا فوق الزمان , ليجدوا أمتهم الاسلامية كما يريدون (أو يحلمون ) لها أن تكون ..
- ليجدوا الشريعة قد طبقت فى العالم الاسلامى بين يوم وليلة .
- وليجدوا اسرتئيل قد خرجت من فلسطين , وروسيا قد خرجت من أفغانستان , وأفريقية عادت قارة الاسلام , وأصبحت الأمة الاسلامية قوة عظمى ..!!
- وليجدوا أحوال أمتهم قد انتظمت سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .. وفكريا ..
أجل – يريدون أن يغمضوا أعينهم ويفتحوا ليجدوا (خاتم سليمان) قد حقق لهم كل هذه الأحلام الكبيرة ... والا فعلى الدنيا السلام ..
والا فرمى كل الناس بالضلال ... وما فوق الضلال , فضلا عن اعلان حرب عالمية على البشرية كلها ..!!

وهذا النهج الخطير كل الخطورة فى صناعة الحضارات ... فاذا كنا نؤمن كل الايمان بأهمية الزمان , ونعتقد أن كل من ضيع الزمان , ويهمل فى حساب الثوانى والدقائق , انما يضيع على أمته كنوزا أغلى من الذهب .. لأن الزمان فى رأينا أغلى من الذهب ..
اذا كنا نقول ذلك .. فنحن فى الوقت نفسه نعتبر العجلة والتسرع خطرين لهما أسوأ الأثر فى عملية نهضة الأمة المسلمة ..
-وهل أفسد تاريخنا الحديث الاجماعة المتسرعين الطائشين من حملة الشعارات الصارخة والقرارات البهلوانية ؟
- وهل كان رجوعنا الى الخلف عشرات السنوات الا بسبب قرارات صدرت فى ساعة طيش وبأساليب انفرادية انفعالية , وبعقول غير واعية بأهمية الدراسة المتأنية للقرارات المتعلقة بالأمة ؟
وهكذا .. كما تضيع الأمم بالنوم والغفلة , تضيع أيضا بالتسرع والعجلة ..
والمطلوب وضع كل شئ فى موضعه , واستعمال العقل والارادة والرأى الجماعى .. حتى لانتقدم الى الأمام شبرا فنتقهقر ميلا. أو نتقدم ميلا ونخسر جيلا .