الأخ أبو فيصل - فيما يظهر- لم يكن يفرق بين المعنى والكيفية ، وهذه الخلفية خطيرة أنتجت مذاهب هدامة :
- فالملحد ينكر الرب لأنه لا يفرق بين المعنى والكيفية ، فما دام موجوداً فلا بد أن يكون مدركاً ، فإذا لم ندركه فليس موجوداً !
وجهل أن معنى الوجود له كيفية تتعلق بالمخلوق مدركة ، وكيفية تتعلق بالخالق لا يقوى العقل على إدراكها .
- والجهمية أنكروا صفات الرب حتى وصل الحال بغلاتهم أن قالوا : لا يقال موجود ولا يقال ليس بموجود ، لأنهم خلطوا بين المعاني والكيفيات ، وقولهم عند الحقيقة موافق للملاحدة .
-أما متأخروا الأشاعرة فهم ينكرون التفريق(بين المعنى والكيف) حتى يلزموا أهل السنة بالتشبيه ، فما دام أهل السنة يثبتون لله النزول فهم يشبهون ، ويعدون قولهم ( على ما يليق بجلاله ) مواربة ومماحكة ، وفي الحقيقة أنهم ألزموا أنفسهم التشبيه ، لأنهم يثبتون لله السمع وهو إدراك الأصوات ، وما دام المعنى والكيف شيئاً واحداً فهل بقي شيء من سمع الله لا نعرفه ؟ تعالى الله عما يقولون !
ومن يقرأ في ما كتبه متقدموا الأشاعرة يجدهم يفرقون بين المعنى والكيف - كالقرطبي في تفسيره - وهذا يثبت الهوة العميقة التي تزداد عمقاً مع الأيام بين متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم .
فالأواخر لا يعدون جهمية واعتزال .