تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 28 من 28

الموضوع: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فيصل الحضني مشاهدة المشاركة
    على أن ها هنا دقيقة لغوية أحب أن أنبه عليها ـ ولك الفضل لأنك كنت سبب عودتي لهذا الموضوع ـ وهي أن الكره لا يقابله الحب ،والكراهية لا تقابلها المحبة ،إنما البغض هو الذي يقابل الحب ،ولهذا جاء في الحديث {..وأن يحب في الله وأن يبغض في الله ...} فقد تكره الطعام ولكنك لا تبغضه،وقد تكره مجالسة رجل وأنت لاتحمل له في قلبك بغضا غاية ما في الأمر أنك تستثقله .فالرجل هنا مستثقل للعمل بشرائع الاسلام ،يشق عليه أداؤها والامتثال لهاولكن هذا لا يلزم منه أنه مبغض لها حاقد على صاحبها.
    مع أنني فحصت لسان العرب ووجدت أن الكره بمعنى المشقة ، وكره الشيء أي استثقله .. ولكنني وجدت في كتاب الله أن الكره يأتي بمعنى البغض .

    قال الله تعالى : { ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ، وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان } .

    فمقابل الحب هنا هو الكُره ..

    جاء في تفسير ابن كثير :
    { وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ } أي : وبغّض إليكم الكفر والفسوق
    وجاء في البحر المحيط :
    فأما قوله : { وكره إليكم الكفر } فعلى التضمين بمعنى بغض ، وهو يتعدى لواحد ، وبإلى إلى آخر ، وبغض منقول بالتضعيف من بغض الشيء إلى زيد.
    وفي تفسير آية : { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم } .. يقول ابن كثير :
    { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزلَ اللَّهُ } أي : لا يريدونه ولا يحبونه
    فالكره يستلزم ولا بد البغض ، وإن كان البغض ليس داخلاً في معناه ، إلا أن الكره يستلزمه .

    هذا فقط للفائدة .

    وجزاكم الله خيراً

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    الجزائــــر
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وتقبل منكم صالح أعمالكم
    اخوتي أنا أعتذر كثيراً وكثيراً جدا على تأخر شكري لكم
    حفظكم الله من كل سوء

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    إخواني الكرام وفقكم الله تعالى :
    -------------------
    الـذي يظهر لي أنه لابـد من التفريق عند الحكم على المـرء بالإسلام بين أمرين :
    الأول : أنه مسلم على الحقيقة .
    الثاني : أنه مسلم حكماً
    .
    فـإن الحكم بالإسـلام يطلق باعتبارين :
    الأول : باعتبار الإسلام الحقيقي في الظاهر والباطن وهو الذي تحصل به النجاة عند الله ، ويُقبل من صاحبه في الآخرة ، وهذا لابد فيه من توفر شروط صحته من : العلم ، والإخلاص ، والصدق ، والإنقياد ، والقبول ، والمعرفة ، واليقين ، والمحبة .
    وقـد بوب الإمام البخاري في صحيحه : ( بـاب إذا لـم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الإستسلام أو الخوف )
    واستدل على الأول بقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) سورة الحجرات :14 .
    واستدل على الثاني بقوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) سورة آل عمران : 19 ، وقوله : ( ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) سورة آل عمران : 85 .
    الثاني : باعتبار الإسلام الحكمي في الظاهر فقط ، وهـذا يعصم به المرء دمـه ومـالـه ، ويصير من جملة أهل الإسلام ، وقـد يكون في الباطن على خلاف ذلك كالمنافقين مثلاً ، وهـذا الإسلام الحكمي لا يُشترط في قبوله ظاهراً معرفة تحقق شروط صحته من العلم والمعرفة ، والمحبة والإخلاص ، والصدق واليقين ، بل يكفي الإلتزام وترك ما يناقضه ظاهراً .
    يقول الإمام البربهاري رحمه الله : ( ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يَرُدَّ آية من كتاب الله عزوجل أو يرد شيئاً من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله، وإذا فعل شيئاً من ذلك فقد وَجَبَ عليك أن تخرجه من الإسلام ، فإذا لم يفعل شيئاً من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالإسم لا بالحقيقة ) إهـ شرح السنة (31 ) .
    وقـوله : " مؤمن ومسلم بالإسم لا بالحقيقة " أي في الحكم الظاهر الدنيوي ، وهـذا هو الإسلام الحكمي .
    ومن الأمثلة الواضحة على هذا الأمـر مـا قـالـه الفقهاء في كتب الفقه من أن الكافر إذا أتى بكلمة الإسلام هـازلاً كـأن ينطق بالشهادتين باختياره ورضاه ، إلا أنه لا يعتقد حقيقة الإسلام في باطنه ولا يرضاه ، وإنما نطق بذلك مازحاً وهازلاً ، فإنه يصير بذلك مسلماً حكماً ، حتى أنه إذا رجع عن ذلك صار مرتداً عند طائفة منهم .
    يقول الإمام ابن الهُمام الحنفي رحمه الله تعالى : (ويلزم الإسلام بالهزل بـه ) إهـ تيسير التحرير (2 /299 ) .
    وقال العلامة ابن نجيم الحنفي رحمه الله : ( وإذا هزل الكافر بكلمة الإسلام وتبرأ عن دينه هازلاً قالوا : يجب أن يحكم بإيمانه في أحكام الدنيا كالمكره ترجيحاً لجانب الإيمان .. ) إهـ فتح الغفار بشرح أصول المنار(3 /114 ) .
    وقال العلامة البخاري الحنفي رحمه الله : ( فأما الكافر إذا هزل بكلمة الإسلام وتبرأ عن دينه هازلاً فيجب أن يحكم بإيمانه في أحكام الدنيا ، لأن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان ، وقد باشر أحد الركنين وهو الإقرار على سبيل الرضا والإقرار هو الأصل في أحكام الدنيا فيجب الحكم بالإيمان بناءً عليه ) إهـ كشف الأسرار على أصول البزدوي (4 /369 ) . ويقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : ( فلو تكلم الكافر بكلمة الإسـلام هـازلاً ألـزم بـه ، وجـرت عليه أحكامه ظاهراً ) إهـ إعلام الموقعين (3 /319 ) .
    قلت : فهذا يدل على أنه إذا تكلم الكافر بالإسلام هازلاً ولا يعتقد حقيقته أنه يصير مسلماً حكماً وفي الظاهر ، مـع أن الهـزل ينافي الصدق الذي هو شرط في صحة الإسلام ، كما أن الهزل في حقيقته لا يبدل القصد والإعتقاد في الباطن ، والهازل بالإسلام رغم أن لفظه لا يكون موافق لاعتقاده ، إلا أن الشارع أهـدر هـذا الظن ولـم يعتبره وأنـاط الأحكام بالطواهر ، والله مطلع على السرائر .
    فمـا رأيكم في هذا الكلام ؟ .

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    الجزائــــر
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي مشاهدة المشاركة
    يقول الإمام البربهاري رحمه الله : ( ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يَرُدَّ آية من كتاب الله عزوجل أو يرد شيئاً من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله، وإذا فعل شيئاً من ذلك فقد وَجَبَ عليك أن تخرجه من الإسلام ، فإذا لم يفعل شيئاً من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالإسم لا بالحقيقة ) إهـ شرح السنة (31 ) .
    هل الإمام البربهاري - رحمه الله - مصيب في حصره هذا ؟

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    الجزائــــر
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
    هل الإمام البربهاري - رحمه الله - مصيب في حصره هذا ؟
    هَلْ مِنْ مُجِيب ؟

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    الجزائــــر
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
    هَلْ مِنْ مُجِيب ؟
    أين أنتم يا اخوة ؟

  7. #27

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    الحَمْدُ للَّهِ ... أَبُومُحَمَّد البَرْبَهارِيُّ لاَ يَقْصِدُ حَصْراً ولَكِنَّهُ أَرادَ التَّمْثِيلَ بِجُمْلةٍ مُجْمَعٍ عَلَيْها مِن مُوجِبَاتِ الكُفْرِ .

  8. #28

    افتراضي رد: إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد

    يقول الإمام الزرقاني فى كلامه حول إعجاز القران فى "مناهل العرفان" (364/2):
    (( ترتيبه الأوامر والنواهي ترتيبا يسع جميع الناس على تفاوت استعدادهم ومواهبهم فالأوامر الدينية درجات هذا إيمان وهذا إسلام وهذا ركن وهذا فرض وهذا واجب وهذا مندوب مؤكد وهذا مندوب غير مؤكد والمناهي كذلك درجات هذا نفاق وهذا شرك وهذا كفر وهذه كبيرة وهذه صغيرة وهذا مكروه تحريما وهذا مكروه تنزيها وما وراء هذه الأوامر والنواهي فمباحات لكل أن يأخذ وأن يدع منها ما شاء.
    ولا ريب أن وضع التشريع على هذا الوجه فيه متسع للجميع وفيه إغراء للنفوس الضعيفة أن تتشرف باعتناق الإسلام ولو في أدنى درجة من درجاته حتى إذا أنست به وذاقت حلاوته تدرجت في مدارج الرقي فمن إيمان إلى إسلام إلى أداء ركن إلى أداء فرض إلى أداء واجب إلى أداء مندوب غير مؤكد ومن ترك نفاق إلى ترك شرك وكفر إلى ترك كبيرة إلى ترك صغيرة إلى ترك مكروه تحريما إلى ترك مكروه تنزيها إلى ترك ما لا بأس به حذرا مما به بأس ومن مجرد أداء للنوافل إلى زيادة فيها وإكثار منها حتى يصل العبد إلى ذلك المقام الذي جاء فيه عن الله تعالى: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى احبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه" رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه.
    على ضوء هذه السياسة الشرعية الحكيمة التي نزل بها القرآن كان صلى الله عليه وسلم يتدرج بالأقوام رويدا رويدا كما كان يتساهل معهم تأليفا لقلوبهم واستمالة لهم إلى اعتناق الدين على أي وجه ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد بسنده عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أن يصلي صلاتين لا خمسا فقبل منه وجاء في رواية أخرى على ألا يصلي إلا صلاة فقبل وعن وهب قال سألت جابر عن شأن ثقيف إذ بايعت فقال اشترطت على النبي صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد ذلك سيتصدقون ويجاهدون رواه أبو داود وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "أسلم" قال أجدني كارها قال: "أسلم وإن كنت كارها" رواه أحمد قال الشوكاني في نيل الأوطار بعد أن سرد هذه الأحاديث فيها دليل على أنه يجوز مبايعة الكافر وقبول الإسلام منه وإن شرط شرطا باطلا.))

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •