المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الحضرمي
ومن اراد أن يحج بزوجته حجة الإسلام ولم يتمكن من الحصول على التصريح وليس هناك طريقة مريحة إلا أن ينوي النسك ويلبس ثيابه غير الإحرام حتى يمر على الدوريات بسلام فهل يأثم مع ان هذه حجة الإسلام أفيدوني بارك الله فيك ، فهل نقول ان الحاجة هنا تجيز ارتكاب المحظور كمن أصابه قمل أو برد فارتكب محظورا ؟
هنا جوابك:
السؤال:
فضيلة الشيخ : ما حكم حج من ذهب إلى الحج ولم يأخذ تصريحاً، ثم إني سمعت عن بعض الأشخاص أنه يقول: ادخل بدون إحرام ثم اذبح فدية. فما حكم ذلك وفقكم الله؟
الجواب:
(( أما الثاني وهو أن نقول: ادخل بلباسك العادي واذبح فدية ! هذا من اتخاذ آيات الله هزواً، فرض الله عليك إذا أحرمت ألا تلبس القميص ولا السراويل إلى آخره ، وأنت تبارز الله بهذه المعصية، وتدّعي أنك متقرب إليه، لا سيما إذا كان الحج نفلاً، سبحان الله! أتقرب إلى الله بمعصية الله! وإن كان هذا معصية في عبادة لكن غلط غلط عظيم، وحيلة على من؟ على الله عز وجل، كيف تتحيل على الله بهذا وأنت تريد أن تفعل السنة؟! يا أخي! إذا كنت تفعل السنة ابق في بلادك وأعن من يريد الحج على حجه ويحصل لك الأجر.
أما الثانية: وهي التحيل على الأنظمة، فأنا أرى أن الأنظمة التي لا تخالف الشرع يجب العمل بها، فمثلاً: لو أن الحكومة قالت لمن لم يحج فرضاً: لا تحج مع تمام الشروط، فهنا لا طاعة لها؛ لأن هذه معصية، الله أوجبه عليَّ على الفور وهذا يقول: لا تحج.
أما النافلة فليست واجبة، وطاعة ولي الأمر فيما لم يتضمن ترك واجب أو فعل محرم واجبة.
ثم إني أقول لكم أيها الإخوة:
طاعة ولاة الأمور أتظنون أنها طاعة بشرٍ لبشر؟! أجيبوا بما تعتقدون..
هل تعتقدون أن طاعة ولاة الأمور في غير المعصية هل هو طاعة بشرٍ لبشر؟
لا. بل هي طاعة لله عز وجل؛ لأن الله تعالى يقول:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء:59] فوَجّهَ القول بالإيمان يعني: من مقتضى إيمانكم أن تطيعوا الله وتطيعوا الرسول وأولي الأمر، فنحن إذا أطعنا ولي الأمر في غير معصية نتقرب بهذه الطاعة إلى الله عز وجل، وتقربنا إلى الله بطاعة ولاة الأمور في عدم الحج هو طاعة؛ طاعة واجبة، وترك حج النفل ليس معصية.
فلا أرى أن الناس يتكلفون ويخالفون ولي الأمر الذي في مخالفته مخالفة لله عز وجل،في أمر له فيه سعة والحمد لله))اهـ من (لقاء الباب المفتوح)
شريط(199).العلامة العثيمين.