تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 36 من 36

الموضوع: من الحكايات والأخبار

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    نوادر الفلفل :
    من أكثر الشعوب العربية أكلاّ للفلفل : ليبيا وتونس ، فلن تجد طبيخاً عندهم يخلو من الفلفل الأحمر ، ولذا تجد الغريب بينهم يتحرج من تلبية الدعوة لعلمه بحرارة أكلهم .
    - ظهر أحد المواطنين في مؤتمر من تلك المؤتمرات التي تعقد في بلدنا (الديمقراطي) ، وأخذ له كلمة فبدأ يذكر نقص السلع في البلد موجها الخطاب للمسؤلين في المؤتمر ، وزادت نبرة صوته وعلا حسه وأخذ يعدد الأصناف المفقودة في الجمعيات الاستهلاكية ، وأكثر من ذِكْرِ الدّقيق وأنه لم يعد يوجد دقيق ..والدقيق غالٍ ...إلخ ، وكان المؤتمر على الهواء مباشرة ويشاهده الناس ، فلما رجع الرجل إلى بيته وجد رجال الأمن في انتظاره ، فأخذوه إلى مخزنٍ للدقيق وبدأوا يضربونه ويدخلون رأسه في كيس دقيقٍ ، ويقولون له : هاهو الدقيق .. هاهو الدقيق... حتى كاد يموت ، ثم تركوه فلما جاءه أصحابه يسألونه قال لهم : الحمد لله أني لم أقل : ( نقص الفلفل من البلد ) .

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    نوادر الفلفل
    توجد عائلة مشهورة في بلدنا تعرف بعائلة فليفل ( تصغير فلفل ) ، ومن أفرادها صديقنا محمد فليفل ، وهو رجل كثير الكلام وفيه دعابة ، وقبيلته تركتْ موضعها يمين الوادي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ورحلت إلى الجانب المقابل منه ، وبقت مساكنهم القديمة أطلالا موحشة ، وفي السنة الماضية تذاكرنا مع الأصدقاء القبيلة ولما تركت موضعها الأصلي ، فَتَنَهَّدَ صديقي وشيخي الأديب النسابة محمد بن شحنة حفظه الله وقال على البديهة :
    ماذا أُؤمِّلُ بَعْدَ آلِ فُلَيْفَلٍ ،،، تركوا مَنَازِلَهُم وبعدَ زَنَامِ
    و ( زنام : لقب عائلة قريبة لعائلة فليفل ، ورحلتْ معهم ) .
    والبيت للشاعر الجاهلي الأسود بن يعفر ، وهو من قصيد طويلة برواية :
    ماذا أُؤمِّل بعد آلِ مُحَرِّقٍ ،،، تركوا منازِلَهُم وبعد إيَادِ
    فضحكنا وتعجبنا من استحضاره لبيت الأسود وقلبه ليوافق ما عليه عائلَتَي فليفل وزنام .

  3. #23

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    من عجائب قصص العدالة الإلهية.. قصة مُنَوَّر خانم:
    حدثني العم الفاضل سليمان الحفيان (والد الأخ الشيخ عمر الحفيان) عن قصة جارته المسنة منوّر خانم رحمها الله من عدة سنوات، وأقيد ما حفظته من القصة بالمعنى.
    هذه المرأة كان والدها من الوجهاء الأثرياء، كان مفتيا للواء الجيش العثماني في حمص أو حماة، وتزوجها ابن أحد الولاة العثمانيين من ذوي الإقطاع والثراء، وكانت المرأة وحيدة أبويها، وكذا زوجها.
    توفي والدها فورثته، وتوفي والد زوجها فورثه، ثم توفي الزوج دون أن يكون لهما ولد فورثت الكل، وصار عندها أراض وإقطاعات شاسعة.
    ولما حصل التأميم منذ عدة عقود: أُخذت أراضي الإقطاعيين، فذهبت أكثر أملاكها، ولكن القليل الذي بقي كان شيئا كثيراً من الأراضي.
    سكنت هذه المرأة في دمشق في منطقة مساكن برزة في شقة، ولم يكن لها مورد إلا كل مدة تبيع إحدى أراضيها وتنفق على نفسها، وعندما يقل ما في يدها تبيع أرضاً أخرى، وهكذا..
    ونظراً لوحدتها وعدم وجود ذرية تؤنسها فقد قامت بكفالة إحدى الفتيات اليتيمات من الميتم مدة من الزمن.
    ولما أسنّت منوَّر خانم كان جيرانها يخدمونها بحاجياتها؛ ومنهم محدّثي العم سليمان، وكان أسفل شقتها صاحب محل (بقالة) تشتري منه ويوصل لبيتها الأغراض.
    وذات يوم طلبت من المحل بعض الأغراض، فجاءها صاحب المحل، ودخل بالأغراض، فقالت له: اجلس حتى أضيفك فنجانا من القهوة، وقامت العجوز وهي على عتبة التسعين من العمر للمطبخ تعده له، فلعب الشيطان بالبائع، ووسوس له أن ينتهز الفرصة ليسرق أموالها.
    لحقها إلى المطبخ، وخنقها بطوق الذهب الذي ترتديه دون مقاومة، وفتش البيت، ولم يجد إلا مبلغا زهيدا جدا من المال، أخذه وانصرف.
    بعد يوم أو أكثر افتقد الجيران جارتهم العجوز، واستغربوا عدم إجابتها وفتحها الباب، وكان ذلك سببا لكشف الجريمة، وتم التحقيق مع الجيران، ومنهم العم سليمان، ولم يلبث أن انكشف المجرم، وتطابقت عليه الأدلة، واعترف.
    لكنه وكّل أحد شياطين المحامين، واستطاع تدبير تقرير طبي للمجرم بأنه مختل عقليا بدرجة خطيرة، وبعد جلسات في المحكمة أُطلق سراحه لكونه غير مسؤول عن فعله!
    ورجع المجرم لحياته المعتادة حرا طليقا، وبقي على ذلك سنوات طويلة.
    ولكن لم تنته القصة هنا.
    تذكرون تلك اليتيمة التي ربّتها المغدورة، لقد كبرت، وعلمت بالقصة، فتبنّت الموضوع، وأعادت رفع القضية على المجرم بعد أن اطمأن تلك المدة الطويلة، وكانت حجتها القوية: إن كان المجرم مجنونا بتلك الدرجة المثبتة في التقرير فمكانه ليس بين الناس العقلاء ليرتكب الجرائم، بل في مستشفى المجانين، وإن كان عاقلا فلا بد من القصاص!
    وفعلا.. لم يكن أمام المجرم إلا التشبث بالخيار الأول فراراً من العقوبة، فتم إيداعه مستشفى المجانين.
    وهناك كان المجانين باستقبال النزيل الجديد، وتحلقوا حوله يسألونه: ما الذي أتى بك إلى هنا؟
    فقال لهم بكل صراحة: أنا قتلت امرأة عجوزا، وقلت عن نفسي إنني مجنون لأهرب من العقوبة، ولكن بسبب ذلك جاؤوا بي عندكم، هذه قصتي!
    فاستغرب المجانين، واجتمعوا فيما بينهم، وإذا بهم يحيطون به ويقولون: أنت مجرم قاتل، ولا بد من محاكمتك، سنحاكمك الآن!
    فشكلوا محكمة فيما بينهم، وحكموا عليه بالإعدام شنقاً، وربطوا عنقه بالملابس وهو لا يقدر على الفرار بينهم، ولم يُجْدِه الصراخ والاستنجاد، و.. شنقوه!
    وفي اليوم التالي لما أراد الطاقم توزيع الطعام وجدوه مشنوقا! فقالوا: من قتله؟ قال المجانين: نحن شنقناه، لأنه مجرم قاتل!! فسألوا الحارس المناوب، فقال: لم أميز صراخه عن صراخ باقي المجانين المعتاد جداً!!
    فذهبت نفسه هدراً!
    وهكذا جاءه القصاص العادل من حيث لم يحتسب، ونشرت الجرائد خبره وقصته العجيبة!
    فيا سبحان الله، كيف لم يضع المعروف في تلك اليتيمة، ولم يضع الحق طوال تلك السنين، وكما قيل: بشّر القاتل بالقتل!

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    إنَّا لله وإنا إليه راجعون
    كثيراً ما أسمع بمثل هذه القصص المروّعة ، وأسمعُ ( بانقلاب السحر على الساحر )كما يقال ، وقد مضى لي عدة سنوات أقيم في مصر لأجل الدكتوراه ، فحدثت من حولي جرائم عجيبة ، نسأل الله العفو والعافية ، والعدالة الإلهية كانت حاضرة في أغلب ما شاهدته أو سمعت به ، فـ ( الظُّلْمُ مرتعهُ وخيمٌ ) كما قال الشاعر ، فلا مفر للقاتل من وقوعه فيما أوقع به الناس ، وكان الجزاء من جنس العمل .

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    126

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرني أن تكون هذه المشاركة هي المشاركة الأولى لي في هذا المجلس المبارك
    (وأخيراً أتممت نقص الكتاب)
    كنت في يوم من الأيام في إحدى (بسطات) الكتب والتي يوجد فيها الغث والسمين من الكتب فبينما عيناي تتأمل في الكتب وجدت كتاب التفسير الكبير للفخر الرازي رحمه الله وتجاوز عنه المسمى بمفاتيح الغيب وكانت طبعة الكتاب جيدة ونادرة وهي الطبعة القديمة وتقع في ستة عشر مجلداً إلا أنها لم تكن مكتملة حيث أن إحد المجلدات كان مفقودا وكان الذي يبيع الكتاب من الأعاجم فسألته عن قيمة الكتاب وأنا أعلم أن سعره لا يقل عن 350 ريال سعودي فقال لي سعره 250ريال فقلت له أنا آخذه بمائة ريال إذا أردت ذلك , فقبل العرض على مضض فحاسبته وأخذت الكنز وفررت بجلدي ((فالبيعان بالخيار مالم يتفرقا))
    وكان يدور في خلدي ذلك الوقت كيف لي أن أُتم نقص هذا الكتاب ففكرت أن أُصوره والتصوير مع التجليد سيكلفني أكثر من قيمة جميع المجلدات ثم شاء الله عز وجل أن أسافر إلى القصيم وهناك وجدت المفاجأة حيث وجدت نفس الكتاب يباع مفرقاً ووجدت المجلد الذي حيرني طويلاً وضممته إلى أقرانه فسبحان جامع الشتات فوالله لو نظرتَ إليه لن تستطيع أن تفرق بينه وبين بقية المجلدات ولله الحمد أولاً وآخراً.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    126

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    علماً أني اشتريته بعشرة ريالات فقط

  7. #27

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    على البركة..! حياكم.

    ومن أخبار الكتب والمكتبات:
    هذا يذكرني لما اشتريت الطبعة الهندية من مصنف ابن أبي شيبة، كان الحصول عليها نادرا -ولا يزال- فذهبت لإحدى مستودعات بيع الكتب المستعملة، ووجدت المجلدات من 1 إلى 10 فقلت: أشتريها لأني أذكر أني وقفت على تتمتها في مكتبة أخرى لا أدري أهي باقية أم لا؟ ورضي أن يبيعها برخص على اعتبار أنها من النواقص أظن المجلد بخمسة أو عشرة ريالات.
    وبعد إكمالي جولة في نفس المكتبة رأيت مجلدات ثلاثة من بقية النسخة، فباعنيها رخيصة أيضا على أنها نواقص.
    بقي منها مجلد، وأنا خارج من المكتبة لمحته في مكان ثالث، ولكن تجليده مختلف، فباعنيه بنفس الرخص بسبب اختلاف التجليد (وهو لا يشكل لدي أهمية كبيرة لمثل هذا الكتاب)، وقال لي: لو تجمعت لدي النسخة قبلك لما بعتها إلا بكذا وكذا.
    * وهكذا في معرِضٍ للكتاب كانت إحدى المكتبات تقيم تصفية للكتب، وتبيع المجلد بخمسة ريالات، وأكثرها نواقص، واستطعت أن أكمّل منها نسخة تامة من التمهيد لابن عبد البر تجليد كعب، الشاهد أن طالب العلم عليه أن يقتنص هذه الفرص ولا يتعب في البحث والتقيب.
    * ومن غرائب بيع الكتب أني كنت في مكتبة بحلب تبيع الكتب بالكيلو! واشتريت منها معرفة السنن والآثار للبيهقي بسعر زهيد!
    * ولبيع الكتب قصص طريفة، منها كانت مكتبة الرشد تعرض كتاب الطيوريات (وهو الأحاديث المنتخبة من أصول المحدث ابن الطيوري للحافظ السلفي) تدرون أين؟ في قسم الحيوانات! هكذا أخبرني الشيخ عبد الله الشمراني، وأخبرني أن أحدهم زاره في البيت وأخذ كتاب المنتخب من العلل للخلال، وسأله عنه، وقال: ظننته يتكلم عن منتخب كرة القدم!
    * ومرة كنت في دمشق مع شيخنا ابن قاسم نعاين مكتبة كاملة معروضة للبيع، وسألت البائع (وهو نصراني) عن خزانة صغيرة مقفلة: ما فيها؟ فقال: فيها كتب (خاصة) لا أعرضها للجميع، وسأريك إياها، ففتحها وقلّب بعض الكتب، وهو يسرّ لي بصوت خافت: انظر: الأيك.. رجوع الشيخ إلى صباه.. الأَرْج في الفَرْج..!! هكذا نطقه! يحسبه من طينة تلك الكتب، وهو الأَرَج في الفَرَج، فصوّبتُ له وقلت: دع هذه الكتب لك!
    * ومرة كنت في إحدى مكتبات بيع الكتب المستعملة، ورأيت نسخة من غريب الحديث لأبي عبيد، فسألت البائع عن سعره، فقال: لحظة حتى أبحث في الحاسب، ثم قال: الكتاب غير موجود، فقلت له: يا أخي الكتاب عندكم! فقال: أبحث ثانية، ثم قال: غير موجود، قلت: أرني لعل في الجهاز طبعة أخرى تبحث عنها، فرأيتُه كتب: قريب الحديث بالقاف، وأخونا من السودان الشقيق، يقلبون القاف إلى غين! فردّ الكلمة إلى الأصل مشكورا.
    وبعد مدة زرت نفس المكتبة مع أحد الأصحاب طلبة العلم، وأخبرته بالقصة، فسألناه عن الكتاب، فكتب بنفس الطريقة السابقة!
    * وأخبرنا الشيخ المؤرخ محمود شاكر حفظه الله قال: كن بمكتبة وجاء شخص فقال: عندكم لسان العرب؟ فقالوا: موجود، سعره كذا، وأخرج النقود، وأعطوه المجلد الأول المعروض، وذهبوا لإحضار الباقي، ولكن الأخ الشاري فرح بالكتاب وخرج بالمجلد الأول فقط، ومشى بسيارته قبل أن يدركه البائع، وكُتب إعلان في واجهة المكتبة من اشترى كتاب كذا فبقيته موجودة.. ولم يرجع، ظن أنه امتلك لسان العرب ومشى!
    * وأخبرني الأخ الشيخ عمر الحفيان لما كان مديرا للتحقيق في مكتبة العبيكان: جاء إلى المكتبة رجل، وقال: أريد كتابا لونه خمري وطوله 80 سنتي متر! قال: فكان عمل الموظف أن يدور بين الكتب ومعه المسطرة للقياس، فلم يوجد على الشرط إلا تاريخ ابن عساكر، وهو أطول مما حدده! فقال: قيسوا لي الطول المحدد فقط، ولا أريد الباقي! فقالوا: هو لا يباع إلا كاملا، فقال: أشتري هذا القدر واتركوا الباقي (أيش أسوي فيه؟)!
    من الواضح أنه يريده للتزيين (ديكور) في البيت أوالمكتب!
    * ومن أخبار هؤلاء الجهلة بالكتب: كنت في الدرعية، وكان في مركز الدعوة سائق جاهل بالكاد يقرأ ويكتب، وكان يأتي بكتب كبيرة لا أدري من أين؟ ويقول لي: جئت بكتاب (العمال) بص هو كبير إزاي؟ ده كله عن العمال، -يريد كنز العمال- وجاء بالسلسلة الصحيحة أول ما طبعتها مكتبة المعارف، وفتح الباري مصورة عن السلفية، والسنة لعبد الله بن أحمد، فقلت له: وأنت ماذا تعمل بها؟ أعطها لطالب علم يستفيد منها، فقال: إزاي! أنا أعرف أقرأ، وأولادي دخلتهم المدرسة. فقلت له: هذه كتب متخصصة، فقال: أنا (هوريك) إزاي، وفتح السنة لعبد الله بن أحمد يقرأ أمامي في مكتبة المركز بتمعن وتركيز، وبعد قليل قال لي: بصراحة، أنا مش فاهم حاجة، ممكن تشرح لي هو بيقول أيه؟ فأراني الموضع، فإذا هو يقرأ بفهرس الأحاديث!!

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    القصص في هذا الباب كثيرةٌ، ومنها: كنتُ في مكتبة الباز (في الفلق)، فدخل شابٌّ حَدَثٌ أظنُّه في أوَّل الجامعة، فقال لصاحب المكتبة: عندكم كتاب الروض المرعب! فنظر البائع إليه بامتعاض وقال: اسم الكتاب الروض المربع! فقال: المهم! قال: المهم ما عندي! (ابتسامة)

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    أسفي على ما فات
    قبل حوالي عشر سنوات دخلت على شيخي المؤرخ عبد الرحمن الخازمي حفظه الله - وكنت كثيراً ما أتردد عليه للقرابة التي بيننا ، ولأنه رجل كثير الاطلاع على نوادر الكتب ومغرم بجمعها ، وأيضا له معرفة جيدة بالوثائق القديمة التي تخص قبائل المنطقة من مشتريات وبيوع وأحباس وبراءت ، وحال كاتبيها جرحاً وتوثيقاً إلى غير ذلك ، وهذه هي المواضيع كانت تجذبني في تلك الفترة ، وفي إحدى المرات التي دخلت فيها عليه لاحظت صندوقا كبيرا يحوي مخطوطات مبعثرة لايعرف لها عنوان ، تداخلت في بعضها بحيث إنك لن تعرف في أي علم هي ، وعندما أردتُ الخروج سألته أن آخذها معي لأُرتِّبها ، فقال لي : خذها معك ، ففلان أحضرها ولا أظنه يريدها ، فهي لك ، فذهبتُ بها إلى البيت ووزّعتُ أوراقها في حجرتي وبدأتُ في إعادة ترتيبها ولم أفرغ منها إلا بعد أسبوعٍ أو أكثر ، وقد خرجت بستة عشر مخطوطة أغلبها جيدة ، بعضها في الفقه المالكي وأصوله ، وأخري في الحديث ، وبعضها الآخر في اللغة والتفسير وما شابه ،وقد قمت بترقيمها ووضع جذاذات عليها تحمل اسمها وناسخها وعدد أوراقها ...إلخ .
    ثم حملتها إليه فسألني لما أرجعتها فذكرت أني لست بحاجة إليها ، فأخذها ووضعها على مكتبته .
    وبعد مُضِي أكثر من شهر تفكّرتُ في شأن المخطوطات ولما لم أبقها عندي خاصة وأن صاحبها لا يريدها ، وأن شيخي كان قد وهبها لي ، فعزمت على أن أطلبها منه ثانية لأحتفظ بها واستملكها ، فعدتُ إليه وفاتحته في أمرها فذكر أنّه أرجعها لصاحبها الذي جاء بها ، وأنه لم يعلم بأنني قد أرغب فيها ثانية ، فتأسّفتُ على ما حصل وعلى ما جرى .

  10. #30

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    من تصحيفات المحدّثين:
    صنف المحدثون كتبا خاصة في التصحيف وأخباره، مثل العسكري، والسيوطي، وربما يستغرب القارئ وقوع بعضها، ولكن يخف عجبه عندما يسمع بعض التصحيفات المعاصرة، فهي باقية إلى هذا الوقت، رغم إعجام الكلمات، ووجود التشكيل أحيانا.
    وأسجل طائفة مما مر عليّ من تصحيفات طريفة أثناء القراءة على الشيوخ:
    * في قراءة مسند الإمام أحمد على شيخنا ابن عقيل قرأ أحد الطلبة حديث: (إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق في قِبْلَته) قرأها: في قُبْلته!
    * وفي قراءته مرة أخرى على شيخنا عبد الوكيل الهاشمي قرأ أحد إخواننا في الحديث: (أُهدي إليه رِجْلُ حمار)، أي حمار وحش، قرأها: أهدي له رَجُلٌ حِمار!
    * نفس القارئ قرأ حديث النجاشي في المسند (والله ما أحب أن لي دَبْراً من ذهب) والدَّبْر هو الجبل الصغير، فقرأها بضم الدال والباء!
    * وفي قراءة مسند الدارمي على شيخنا عبد الوكيل أخطأ المحقق الداراني في عدة مواضع من حديث عبدة بن سليمان عندما وقع غير منسوب، فكتبها: حدثتنا (بالتأنيث) عبدة! وكان من حظ أحد إخواننا الفضلاء (الأفارقة) أن قرأ أحد هذه المواضع، وتوقف عنده، وضحك هو والحضور!
    * ومما في المطبوعات:
    وفي المجلد الثاني من الروض المربع مع حاشية ابن قاسم (ص116) وقع تصحيف طريف في المتن، وهو تسن صلاته إلى سترة (قائمة كآخرة الرَّجل) بالجيم، والصواب بالحاء المهملة!
    * ووقع في طبعة مسند الفاروق لابن كثير تحقيق (!) القلعجي أخطاء شنيعة، منها: أن عمر توضأ من ماء حر نصرانية، كذا بالحاء المهملة، والصواب بالجيم!
    ومنه: قول الراوي رأيته أراد أن يبول؛ ففرّج حتى رجمته. بالجيم، والصواب بالحاء المهملة، عكس الموضع السابق!

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    سر القدر

    حدثني أبي عن رجل من أهل القصيم أنه حدثه بقصة حمار ابن رواف المشهورة في القصيم

    أن رجلاً من آل رواف رأى رؤيا أن رزقه في الشام فذهب مع العقيلات من القصيم حتى نزلوا سوق الشام فدخل مطعماً

    فمر به صاحب المطعم و سقطت منه خبزة بجوار ابن رواف فقال : عسى ما هو بهذا رزقي فوضع خده على يمينه

    فأتاه صاحب المطعم و قال له : مالك فحدثه بالقصة

    فقال له : لا يهمك أضغاث أحلام كمان أنا رأيت في المنام كيس ذهب تحت مربط حمار بن رواف !

    فرجع مع العقيلات إلى القصيم و ذهب لأمه و قال لها : أين مربط حمار جدي ؟! فأخبرته

    فحفر تحت المربط و وجد كيس ذهب !

    فذهبت قصة حمار ابن رواف مثلاً في سر القدر

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    سؤال أهل العلم
    كانت بداياتي الأولي في قراءة الكتب واقتنائها مبكرة ، واذكر أنني أغرمت بكتب الأدب القديم ككتب الجاحظ والمبرّد والقالي وأمثال هؤلاء ، هذا عدا جمعي للدواوين الشعرية للشعراء الجاهليين والإسلاميين ، ولا أقبل ديوانا بدون رواية موثّقة ، كأن يكون برواية السكري أو ابن الأعرابي أو ابن السكيت ...إلخ ، وإذا وجدت ديوانا لايذكر رواية فإنني لا أقبله .
    وفي إحدى المرات دخلتُ إلى مكتبة فوجدتُ فيها ديوان لبيد بن ربيعة برواية سهيل ابن أبي صالح عن ابن الكلبي ، بتحقيق شخص يُدعى حِنَّا نصر الحتّي ، ففرحتُ كثيراً واشتريته ، وجئتُ به لصديقي وشيخي محمد بن شحنة واطلعته عليه مع بعض الزهو والغرور ( لأنّنا كنّا نتسابق باقتنا الكتب الجيدة ) ، فلمّا رآه ضحك منّي وقال لي : إنَّ الكتاب مسروق ، فلم أقبل منه ذلك وقلت له : الكتاب برواية ابن الكلبي والمحقق له حواش جيّدة عليه ، فقال لي الكتاب طبع بتحقيق إحسان عباس في الكويت وهو عندي ، ومعلّقة لبيد فيه ناقصة من الأصل المخطوط ، وقد أكملها إحسان عباس من شرح (أظن التبريزي والشك مني ) ، وانظر لهذا الديوان الذي عندك فستجد أن المحقق اضّطرب في موضع المعلقة المذكورة ، فلمّا فتحنا على المعلقة وجدنا المحقق يذكر أن نقصا في المعلقة حصل هنا وأننا أكملناه من شرح ابن النحاس للمعلقة وكلاما آخر يدلّل على أنّه لم يعتمد على أصلٍ مخطوط بل سرق تحقيق إحسان عباس وطبعه وزاد زيادات في صلب الديوان ليست من رواية ابن الكلبي بل من زيادات إحسان عباس التي وضعها ذيلا على الديوان ، وقد حذّرني الشيخ محمد من أمثال هؤلاء المدّعين وذكر لي قائمة من السرقات التي حصلت لبعض التحقيقات المتميزة .
    ومنذ تلك الحادثة وأنا حذرٌ في اقتناء الكتاب وشرائه ، وأي إشكال قد يحدث لي اتصلُ فورا بشيخي محمد ليطلعني على أي معلومات عنه .

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    السلام عليكم
    موضوع شيق
    اردت مرة النظر في كتاب ما لكن لم اجده في مكانه فجلست فوق عشرة ايام ابحث عنه بين الكتب
    وتحت الرفوف لكن لم اجده فنقلت الكتب كلها الى دار اخرى وفككت الرفوف ثم اعدتها الى مكانها
    مع تقليب الكتب كتابا كتابا وايضا لا فائدة
    ولان الكتاب في ذلك الوقت لم يكن متوفرا فقد طلبت من احد الاخوة ان يصور لي نسخته
    وفعلا بعد ايام جائني بالاوراق المصورة فكانت المفاجأة
    النسخة المصورة هي لكتابي المفقود وعليها تعليقات بخطي , ولا زالت عندي الى اليوم
    لكن لم اذكر لصاحبي اي شيء

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    126

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعلي العنزي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    موضوع شيق
    اردت مرة النظر في كتاب ما لكن لم اجده في مكانه فجلست فوق عشرة ايام ابحث عنه بين الكتب
    وتحت الرفوف لكن لم اجده فنقلت الكتب كلها الى دار اخرى وفككت الرفوف ثم اعدتها الى مكانها
    مع تقليب الكتب كتابا كتابا وايضا لا فائدة
    ولان الكتاب في ذلك الوقت لم يكن متوفرا فقد طلبت من احد الاخوة ان يصور لي نسخته
    وفعلا بعد ايام جائني بالاوراق المصورة فكانت المفاجأة
    النسخة المصورة هي لكتابي المفقود وعليها تعليقات بخطي , ولا زالت عندي الى اليوم
    لكن لم اذكر لصاحبي اي شيء
    زادك الله صبراً وحلماً ولا أدري لو كنت مكانك ما الذي فعلته.
    حصل لي قريباً من ذلك فقد فقدت بعض الكتب من مكتبتي ومنها كتاب موعظة المؤمنين للقاسمي فقدته لأكثر من سبعة أشهر وأصبحت كل يوم أقف على أطلال المكتبة فأبحث وأنظر أين ذهب الكتاب وكل يوم أرجع بخفي حنين فلا خبر ولا أثر للكتاب ولا حول ولا قوة إلا بالله , فزارنا يوماً في المنزل بعض أصدقاء أخي الأصغر فتكلمنا عن الكتب وذكرت لهم بعضاً من محنتي في فقد بعض الكتب وذكرت لهم منها ((موعظة المؤمنين للقاسمي)) فإذا بأحدهم يقول لي بكل برود ((هو عندي)) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    وأخبرني أنه صعد مع أخي إلى المكتبة ورأى الكتاب فأعجبه وأخذه بإذن من أخي!!!!!!!!!!!!!!! فالحذار الحذار من إخوانكم (ابتسامة)

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    اخي الفاضل محمد التكلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اين اجد كتاب الدعجاني عن الشيخ البواردي ؟
    في اي مكتبة بالرياض؟
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم...

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2014
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: من الحكايات والأخبار

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى،
    وبعد، فأحببت أن أشارك الإخوة بطرائف ومواقف في الحياة فيا تنفيس عن ضغوط الحياة، وتسلية مباحة بين طلبة العلم.
    أذكر مرة في أول يوم افتتاح معرض الكتاب الدولي في الجزائر، وكان معي زميلٌ اراد أن يشتري نسخة من كتاب "المهذب في أصول الفقه" للدكتور النملة، فقصدنا مباشرة الجناج الخاص بمكتبة الرشد، فإذا به قد مُنح مساحة 4 م² فقط !، ولا تزال الكتب داخل العلب ولم توضع بعدُ على الرفوف، ولما سألنا الممثل للدار عن الكتاب بحث عنه في قائمة الكتب عنده، فوجده مذكورا في القائمة إلا أنه لا يعلم في أي واحدة من العلب المغلفة هو موجود.
    فشرعت أنا والأخ في فتحها جميعا بحثا عن الكتاب، وطالما لم نقف عليه، كان لزاما أن نضع الكتب المستخرجة في مكان ما من الرفوف، فواصلنا البحث حتى أتينا عليها جميعا، فإذا بنا قد وضعنا جميع مستودع الكتب على الرفوف (وهو عمل القائمين على الجناح الخاص بالمكتبة !)، أما الكتاب فلا اثر له، ثم تأكدنا فيما بعد بوساطة الممثل للمكتبة أن الكتاب (مع غيره من الكتب) قد بيع قبل افتتاح المعرض لأحد العارضين المحليين !، ليُباع بضعف سعره الأول !! فحمدنا الله وصبرنا على المصيبة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •