السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا مالك لو تكرمت علينا بمرجع أو مراجع لهذه المقولة التي تذيل بها مشاركاتك :
قال الشافعي: أصحاب العربية جن الإنس يبصرون ما لا يبصر غيرهم
ولك شكري وتقديري سلفاً .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا مالك لو تكرمت علينا بمرجع أو مراجع لهذه المقولة التي تذيل بها مشاركاتك :
قال الشافعي: أصحاب العربية جن الإنس يبصرون ما لا يبصر غيرهم
ولك شكري وتقديري سلفاً .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تجدها في مناقب الشافعي للبيهقي 2 / 53
وفي آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم ص 150 (أو ص 112)
وفي مناقب الشافعي للفخر الرازي ص 89
ولماذا كان أهل العربية جن الإنس دون غيرهم بحيث يبصرون ما لا يبصره غيرهم من دقيق الخطأ وخفي العلم؟
ثم كيف يكون ذلك ؟ هل يمكن تصويره؟ وهل يحضركم مثال على ذلك؟
وما هو أقرب العلوم بعد العربية يمكن أن تكون هذه الصفة في أهله ألزق من غيره؟
إنما كان أصحاب العربية كذلك لأنهم أدرى بالقرائن الحالية والمقالية من غيرهم.
وليس المقصود بأصحاب العربية من يتخرج بكتب النحو والصرف ولا يعدوهما إلى غيرهما، فهذا قد يكون أبعد الناس عن فهم كلام النحويين أنفسهم.
وإنما المقصود أصحاب الخبرة بكلام العرب، بحيث يسبق إلى أذهانهم المعنى المراد لطول ملابستهم لأهله.
وإذا أردت أن تمتحن نفسك في هذا الباب، فانظر إلى كل نص تقرؤه من النصوص المشروحة، وحاول أن تخمن معناه قبل أن تقرأ شرحه، فإن وجدت فهمك موافقا لفهم أهل العلم، كنت أقرب إلى هذه الدرجة، وإن وجدت فهمك مخالفا لفهم أهل العلم كنت أبعد من هذه الدرجة.
فإذا كان الغالب عليك هو الأمر الأول ففهمك سليم، وإلا فـ....
ليس الأمر مقصورا على كتب الأدب، بل كل النصوص الواردة عن العرب داخلة في هذا الباب.
ولذلك تجد أقدر الناس على فهم النصوص الشرعية من يديمون النظر فيها ليل نهار.
وأقدر الناس على فهم كلام الصحابة والتابعين من اطلع على الكثير والكثير من كلامهم وفتاويهم وآرائهم وقصصهم وحوادثهم.
وأقدر الناس على فهم كلام الشعراء والأدباء من اطلع على الكثير والكثير من أشعارهم وأقوالهم وبيانهم ومواقفهم.
وهكذا.
والخلاصة:
إذا رزقك الله عقلا صحيحا، ونهمة في الطلب، وصبرا على شدائده زمنا طويلا، فستصل إلى ما تبتغي بإذن الله تعالى.
ومن العجائب في هذا الباب أن العرب الأوائل كانوا يستغنون عن إعجام الحروف وشكلها أو نقطها وضبطها.
وعلى ما في هذا الأمر من صعوبة بالغة في قراءة المكتوب وتمييز المسطور، إلا أن له فائدة عظيمة جدا في تدريب الأذهان وتمرين الفهوم على تمييز المرقوم، وإعمال العقل في وجوه الخطاب وقرائن الحال لمعرفة الوجه الصحيح للكلام.
حتى كانوا يعتمدون على هذا في ألغاز التصحيف، كهذا اللغز :
(( عرك عرك فاحش فاحش فعلك فعلك ـهدا ـهدا ))
أما الآن فقد تبلدت الأذهان وتعودت الكسل والاستسهال حتى قل الذكاء وضمر العقل، وصار الأحمق يفتخر بحمقه ويسميه استنباطا، والجاهل يتباهى بجهله ويسميه تجديدا.
فعلى طالب العلم أن يعتني بكل ما يَكسبه العقل ويمنحه الذكاء؛ لأن جميع ملكات الإنسان تزداد بالممارسة وتقل بالإهمال.
وهذا هو السبب في كتابة موضوعي هذا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9740
وفقك الله وسدد خطاك
المقصود أنها وردت ص 112 في طبعة ووردت ص 150 في طبعة أخرى.
هل غادر الشُّعراءُ مِن مُتَرَدَّمِ * أم هل عرفْتَ الدَّار بعد توهُّمِ
بارك الله فيكم
ولكن يبقى الإشكال في معنى (أنهم يبصرون ما لا يبصر غيرهم) إذا نزلناه على كل نص عربي
فإن الشراح من الفقهاء والأصوليين والمحدثين يفهمون علومهم ويبصرونها أكثر من غيرهم
فهل يمكن القول بأنه -رضي الله عنه- يقصد متن اللغة والشعر وكذا القرآن الكريم والحديث النبوي وليس كل نص عربي, لأن كل عالم أدرى بفنه عن غيره؟
بمعنى آخر أنهم يفهمون من النصوص معناها اللغوي أما المعنى الخاص بكل علم فله رجاله