تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ »

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد...

    يعتقد المسلمون المؤمنون أن الله تعالى هو رب العالمين، وإلههم، ومعبود الموحدين الذين يعبدون الله تعالى مخلصين له الدين، ويتبرؤون من المشركين الضالين، العابدين لغير الله ويحسبون أنهم مهتدون، وقد أقام ربنا سبحانه وتعالى الأدلة والبراهين على وحدانيته في ربوبيتهم للمخلوقين، ليعبدوه وحده، ويخلصون له العبادة بلا شريك، ولا ند ولا ظهير ولا معين، وتدل على ذلك جميع العبادات والقربات، ومنها مناسك الحج إلى بيت الله العتيق، ففيها من واضح الدلالات ما يعرفه ويدين به كل مسلم موحد، متبع للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فالحج والعمرة وما فيهما من العبادات والأذكار والأدعية والأنساك والقربات والقراءات ونحوها كلها تعبر عن التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله تعالى، والاعتقاد اليقين بوحدانيته، واستحقاقه للعبادة، وترك عبادة من سواه، وأوضح الأدلة على ذلك ما فيه من الأذكار والأدعية المأثورة، والمسنونة التي ثبتت ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وأتباعهم رضي الله عنهم، وأشهر الأذكار وأوضحها دلالة على التوحيد التلبية التي نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما يعقد الإحرام، ويستمر على تلك التلبية حتى يشرع في مقدمات التحلل، وقد نقلها جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ولفظها: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، وقد كان أهل الجاهلية يحجون، ويقفون في المشاعر، ويلبون تلبية سليمة خالصة لله تعالى بقولهم لبيك لا شريك لك، وكان أشهرهم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف الخزاعي، لما كانت خزاعة هم سدنة البيت، وذكر في السيرة وكتب التاريخ أن الشيطان تمثل لعمرو بن لحي، فلما قال عمرو: لبيك لا شريك لك. قال الشيطان: إلا شريكًا هو لك. فأنكر ذلك عمرو بن لحي، فقال الشيطان: لا بأس بذلك، فكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمعهم فإذا قالوا: "لبيك لا شريك لك"، قال لهم: "قد قد"، أي حسب، قفوا عند هذا القدر فهو الصحيح، هكذا رواه مسلم في صحيحه في كتاب الحج عن ابن عباس رضي الله عنه، فأهل الجاهلية يلبون بالتوحيد، ثم يشركون، ولم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم ولبي بالتوحيد بقوله: "لبيك لا شريك لك لبيك"، وهذا اعتراف بأن الله تعالى هو المستحق للعبادة وحده، فإن التلبية تتضمن الطاعة فقيل إن معناها: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة، لا شريك لك في هذه التلبية التي تتضمن العبادة بجميع أنواعها، فنفى أن يكون لله شريك أي نظير ومشارك في استحقاق مثل هذه التلبية من أنواع الطاعة، ثم قال بعد ذلك: "إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، فكرر نفي الشريك، أي أنك يا رب أهل الحمد والتمجيد والثناء من عبادك وأنت المنعم، والنعمة كلها منك وحدك، ولك الحمد عليها ولك الملك الحقيقي، ولا شريك لك في العبادة، كما أنك لا شريك لك في الملك والتدبير، والتصرف في المخلوقات، فيعترف بأن الحمد لله وحده، كما حمد نفسه في أول الفاتحة وغيرها، فهذا بعض ما تضمنته تلبية النبي صلى الله عليه وسلم في الإحرام.


    ثم إن بعض الصحابة يزيدون في التلبية جملاً مفيدة، فيسمعها النبي صلى الله عليه وسلم ويقرهم عليها، ولاشك أنهم قد عرفوا حكمها وأهميتها، ويمكن أنهم أخذوها عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير الإحرام، فكان ابن عمر رضي الله عنه يزيد بقوله: (لبيك لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل)، ويزيد بعضهم: (لبيك إن العيش عيش الآخرة)، وبعضهم يقول: (نحن عبادك الوافدون إليك، الراغبون فيما لديك)، ويقول بعضهم: (لبيك حقًا حقًا، تعبدًا ورقًا)، ويسمع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر هذه الإضافات ويقرها، وكلها أو جلها دالة على التوحيد، وذلك أن فيها دعاء الله تعالى وحده، والتوجه إليه بالقلب والقالب، والاعتراف بأن الخير بيده وحده، فلا يملكه غيره، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فيرغب العباد إليه، ويسألونه وحده أن يمدهم من واسع فضله، وأن يجزل لهم من الخير الذي لا يملكه غيره، ويقرون بأن الرغباء إليه والعمل، كما أمر نبيه ذلك بقوله تعالى: ﴿ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [ الشرح:8] ، فالرغباء إليه سبحانه لا إلى سواه، وله تصرف جميع الأعمال الصالحة لا شريك له في عبادته.


    وهكذا في اعترافهم له سبحانه بالتعبد والرق، فالجميع عبيد لربهم مملوكون له وحده، أرقاء له، ﴿ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا ﴾ [ الفرقان:3، ] فهو اعتراف لربهم بأنه مالك الملك ذو الجلال والإكرام، وأن أزمة القلوب بيده، فهو يمنع ويعطي، ويريش ويبري، يميت ويحي، ويصل ويقطع، ويخفض ويرفع، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.


    فهذه التلبية وملحقاتها تحتوي على التوحيد العلمي الاعتقادي الخبري، الذي هو توحيد المعرفة والإثبات، وتدل على التوحيد العملي القصدي الطلبي الإرادي، وهو توحيد الألوهية والعبادة. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



    قاله وكتبه
    شَيخُنَا عَبدُ اللَّـهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ

    12/11/1429هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » [2]


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    أما بعد :

    قد اشتهر الدعاء عند رؤية البيت بلفظ :
    « اللهم زد هذا البيت تعظيمًا وتكريمًا وتشريفًا، ومهابة ورفعة وبرًا، وزد من عظمه وشرفه ممن حجه أو اعتمره تعظيمًا وتكريمًا وتشريفًا ومهابة ورفعة وبرًا »،
    وهذا اللفظ قد روى أوله الطبراني في الكبير مرفوعًا وفيه مقال،
    ولكنه دعاء مناسب، فإن البيت الذي هو الكعبة قد رفع الله شأنها، وأمر بالطواف بها، وتطهير المسجد والبيت، بقوله تعالى: ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [ البقرة:125] ، وبقوله : ﴿ وَلْيَطَّوَّفُو ا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [ الحج : 29 ] ، ويقول إبراهيم عليه السلام: ﴿ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [ إبراهيم : 37 ] ، فمن المناسب أن يتذكر من وقع بصره عليه مكانته في النفوس، وان يدعو الله تعالى أن يزيده في نفوس المؤمنين تشريفًا وتكريمًا، ليعترفوا بقدره، ويحترموه وما حوله، ويطوفوا لله تعالى وحوله، مع أنهم أثناء الطواف إنما يعبدون الله تعالى ويدعونه ويذكرونه ويتلون كلامه، ليزدادوا عبادة وتذللاً وخضوعًا لربهم، فإن الطواف عبادة لله وحده، وكذا بقية المشاعر، كما قالت عائشة رضي الله عنها : « إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله » ، ومعنى ذلك أن هذه المشاعر تذكير بعظمة الرب سبحانه وكبريائه، وأن الطائفين بها يكثرون ذكر الله سبحانه ودعاءه، والتضرع إليه، والتذلل بين يديه، ويستحضر الطائف والساعي والواقف بعرفة ونحوها أنه بمرأى من ربه وإلهه، وأنه يسمع جميع سره ونجواه، ويعلم ما توسوس به نفسه، فيعبد الله كأنه يراه، فيحضر قلبه ولبه في هذه العبادة، فيخضع له ويخشع بقلبه، ويتواضع ويتمسكن، وينسى الدنيا وزينتها وزخرفها، ويقبل على هذه العبادة بتلبيته، دون أن يشرك بربه غيره.


    ويستحضر الإخلاص والإنابة في هذه المواقف، ويعتبر ويتذكر أن هذه المشاعر قد تعبد فيها الأنبياء والصالحون من عباد الله تعالى، وقد طافوا بالبيت العتيق، وكرروا التلبية والذكر والتهليل، يرجون رحمة الله تعالى ويخافون عذابه.


    وهكذا ينظر إلى هؤلاء الوافدين الذين أتوا للبيت من كل فج عميق، ويشاهد كثرتهم ﴿ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ﴾ [ الأنبياء : 96 ] ، مع تباين وتباعد بلادهم، واختلاف ألوانهم وألسنتهم، جاءوا كلهم وتجشموا المشقات، وركبوا الصعوبات، وفارقوا مساكنهم وبلادهم وأولادهم وأموالهم وأهليهم، وأنفقوا النفقات حتى وصلوا إلى هذه البقاع التي شرفها الله تعالى، رغم كونها في واد غير ذي زرع، وبين جبال شاهقات، ولكن الله تعالى شرفها واختارها، وجعل مقر بيته المحرم في هذه الشعاب وهذه الأودية، وحرمها يوم خلق السموات والأرض، وجعل أفئدة الناس تهوي إليها، ويستقبلونها في صلاتهم ودعائهم.


    وكل هذه المشاهد مما يرسخ العقيدة في القلوب، ويعرف المؤمنون بذلك عظمة الرب سبحانه، فيعبدونه وحده، ويخلصون له العبادة دون ما سواه، ويكثرون من ذكره بألسنتهم وقلوبهم وأبدانهم، عملاً بقول الله تعالى : ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ﴾ [ البقرة : 152 ]


    وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في هذه المواقف وهذه المواسم، كما قال تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [ الحج : 28 ] ، يعني أيام العشر من شهر ذي الحجة، لذلك يرغب المسلمون في المشاعر والمناسك وفي سائر البلاد بالتكبير المطلق في كل الأوقات،
    وصفته: (الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، فيكثرون منه في كل أوقاتهم وحالاتهم، قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، وركبانًا ومشاة، في البيوت والمساكن والخيام، والمساجد والطرق، يرفعون به أصواتهم، ليذكروا من كان غافلاً،
    فقد ورد في حديث أو أثر : (ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الفارين)، وهذا الذكر فيه تعظيم الله تعالى وإجلاله، وتذكر أنه سبحانه أكبر من كل شيء، بل إن جميع الموجودات كلها خلقه وملكه وتحت تصرفه وتقديره، لا تملك لأنفسها نفعًا ولا ضرًا، بما في ذلك الملائكة المقربون، والأنبياء والمرسلون، والأولياء والصالحون، فضلاً عن الأصنام والأوثان والأموات والرفاة، فلا يبقى دائمًا في قلب المسلم التفات إلى غير ربه، ولا تعظيم إلا لله سبحانه وتعالى، فيدعوه وحده ويخلص له جميع أنواع العبادة، وينكر على من دعا غير الله تعالى الذي له الكبرياء في السموات والأرض.


    قاله وكتبه

    شَيخُنَا عَبدُ اللَّـهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ


    12/11/1429هـ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » [3]


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وبعد :

    فإن المسلم يُعظِّم شعائر الله امتثالاً لقوله تعالى : ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [ الحج : 32 ] ، وتعظيمها بأداء العبادة التي شرعت فيها وعندها، كالسعي بين الصفا والمروة، فقد أخبر الله تعالى أنهما من شعائر الله، كالحجر الأسود، والركن اليماني، والملتزم، ومقام إبراهيم، فيتبع ما ورد فيها من السنة، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم من استلام الركن اليماني والحجر الأسود، وكذا تقبيله عند القدرة، أو الإشارة إليه، والدعاء عند الملتزم، والصلاة خلف المقام، وكلها عبادة للرب سبحانه، ولهذا روي عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول إذا استلم الحجر الأسود :
    (اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، واتباعًا لسنة نبيك ) رواه الطبراني عن الحارث الأعور عنه، والحارث فيه مقال، ولكنه ذكر مناسب، ففيه أن هذا الاستلام إنما فعلناه إيمانًا بالله إلهًا وربًا وخالقًا ومعبودًا، وتصديقًا لكتاب ربنا سبحانه وتعالى، حيث أمرنا أن نصدق بالقرآن، ونتبع ما فيه من إقامة هذه العبادات في هذه المشاعر، ونوفي بما عهد الله تعالى، لقول الله سبحانه : ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾ [ النحل : 91 ]، ونستلم هذه الأركان اتباعًا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس عبادة للبيت ولا لهذا الحجر السود، وإنما يفعل ذلك اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك).


    وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن استلمه فكأنها قبل يمين الله عز وجل)، يعني أن التقبيل والاستلام معاهدة لله تعالى ألا يخرج المعاهدون عن شرعه، ولا يعصون ربهم تعالى، فهكذا يكون الاستلام والتقبيل عبادة لله سبحانه، فإن تعظيم شعائره عبادة له وحده، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ)) الحج:30، وقال تعالى : ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [ الحج : 32 ].


    وقد ذكر الله سبحانه أن الصفا والمروة من شعائر الله، فلابد لها من عبادة تخصها، ولهذا أمر تعالى بالسعي بينهما، وسماه طوافاً بها، وهو في الحقيقة عبادة لله وحده، ولهذا ذكر جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقف على الصفا كبر ثلاثًا ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، ويقول ذلك إذا وقف على المروة في كل شوط، رواه مسلم وغيره، وروى مالك عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو على الصفا يقول: ( اللهم إنك قلت: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [ غافر : 60 ] ، وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم)، وزاد بعضهم: كان يكبر ثلاث تكبيرات ويقول : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) سبع مرات، وكذا على المروة في كل شوط، وذلك إحدى وعشرون تكبيرة، وتسع وأربعون تهليلة، وابن عمر رضي الله عنهما كان حريصًا على اتباع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله.


    وهذا التكبير والتهليل دليل على أن هذا السعي عبادة لله تعالى، حيث اشتمل على تكبير وتهليل وتوحيد وتعظيم لله تعالى، واعتراف بأن الملك له وحده، وله الحمد وله الثناء والمجد، لا شريك له في ذلك، ففيه تذكر وتذكير بعظمة الرب سبحانه وتوحيده له، وتأكيد لوحدانيته وأهليته للعبادة، دون أن يكون له شريك، أو أن يصرف لغيره شيء من العبادة، حيث يشتمل الطواف والسعي على ذكر الله تعالى، كما ذكرت عائشة رضي الله عنها، وهو كل ما يذكر بعظمته ووحدانيته، فالطائفون يدعون الله تعالى ولا يدعون غير الله، ويسألونه وحده المغفرة والرحمة والجنة، والنجاة من النار، ويسألونه إصلاح دينهم الذي هو عصمة أمورهم وإصلاح دنياهم وأخراهم، فهم مدة الطواف والسعي يشتغلون بالدعاء مع التضرع والخشوع، وصدق الرغبة، وإحضار القلب.

    نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


    قاله وكتبه

    شَيخُنَا عَبدُ اللَّـهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ



    12/11/1429هـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » [4]

    الحمدُ للَّـهِ رَبِّ الْعَالمينَ ، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ على أَشْرف الأنبياءِ والمرسلينَ نبيِّنا مُحمَّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وبعد :

    فالمسلمون يذكرون ربهم وحده بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، ويستحضرون ما تدل عليه الأسماء من صفات الكمال ونعوت الجلال، وذلك مما يكون له الأثر الفعال في تعظيم الرب سبحانه وإخلاص العبادة له، وترك عبادة من سواه، ممن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا، ولو كانوا من الأولياء، أو الأنبياء، أو الرسل، حيث لا يبقى في قلب المؤمن احترام ولا تعظيم ولا عبادة لمن سوى الله سبحانه وتعالى.


    يقال هذا في سائر المشاعر، ومنها الوقوف بعرفة، فقد رَوَى التِّرْمِذِيُّ وغيرُهُ عن عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ ـ قالَ :
    كان أَكْثَر مَا دَعَا بِهِ النَّبِيُّ يَوْم عَرَفَةَ : « اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَالَّذِي نَقُولُ وَخَيْرًا مِمَّا نَقُولُ ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ، وَإِلَيْكَ مَآبِي ، وَلَكَ رَبِّ تُرَاثِي » الخ، وهذا الدعاء يشتمل على حمد الله تعالى والاعتراف بأنه وحده المستحق للحمد والمدح، ولذلك مدح نفسه، وشرع لعباده أن يحمدوه ويثنوا عليه ويمجدوه، كالذي قاله وحمد نفسه، وخيرًا وأكثر مما نقول، وفيه أيضًا الاعتراف بأن عبادته كلها لربه، وخص الصلاة والنسك، فالصلاة يدخل فيها الفرض والنفل وجميع الدعاء، ويدخل في النسك مناسك الحج وأدعيته، وأعماله وأقواله، وما يأتيه ويفعله في الحياة، وما يموت عليه، وهو ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ﴾ [ الأنعام :162-163] ، ويعترف أيضًا بقوله: « وَإِلَيْكَ مَآبِي » أي مرجعي بعد الموت، فالمرد إلى الله تعالى.


    وَقَد رَوَى الإِمامُ أحمدُ وَالتِّرْمِذِيّ ُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ وهو عبد اللَّـه بن عمرو بن العاص ـ رضي اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ».
    وزاد الإِمامُ أحمدُ : « بِيَدِهِ الْخَيْرُ » ، وهذا الذكر قد ورد الترغيب فيه والإكثار منه في كل الأوقات والأماكن، لأنه يشتمل على التوحيد، ففي أوله كلمة الإخلاص التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إليه، وقال: « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّـهِ » متفق عليه،
    وذلك لأن هذه الكلمة دالة على حقيقة الإخلاص والتوحيد ونفي الشرك، وقد توسع العلماء في شرحها، وذكر فضلها، ثم قوله : « وَحْدَهُ » تأكيد الإثبات في آخر كلمة الإخلاص، وقوله: « لَا شَرِيكَ لَهُ » تأكيد للنفي، وقوله: « بِيَدِهِ الْخَيْرُ » اعتراف بأن الرب تعالى هو الذي يملك الخير وحده، كما ذكر ذلك في التلبية بقوله : « وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ ».


    وكان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته يكثرون من الدعاء في مواسم الحج ومشاعره في عرفة وغيرها، ويكثرون من ذكر الله تعالى، حيث أمروا بذلك، كما في قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ [ البقرة:198] ، وقوله: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [ البقرة:200].


    وأمر بذكره في أيام التشريق الثلاثة، فيذكرونه سبحانه عند ذبح الهدايا والفدية، وجزاء الصيد، ويذكرونه عند الأكل بالتسمية والحمد، ويذكرونه عند رمي الجمار، فقد ذكرت عائشة أن شرعية رمي الجمار لإقامة ذكر الله، حيث يكبرون مع كل حصاة، ويدعون الله كثيرًا بعد الانتهاء من رمي الجمار، ويكبرونه بعد الصلوات المكتوبة، وهو التكبير المقيد، وكل الأذكار والأدعية تكون لله وحده، وتعبر عن إخلاص العبادة له سبحانه وتعالى، فهو أكبر من كل شيء، فإنه الخالق وما سواه مخلوقون، وكلهم عبيد له، يلزمهم إخلاص العبادة له، وتعظيمه والرغبة إليه وحده، وبالإخلاص والتوحيد تقبل عباداتهم من الطواف والسعي، والإحرام والوقوف، والمبيت والرمي والذبح ونحو ذلك، ومن دعا معه غيره ردت عبادته، وبطل سعيه، فإن الشرك يحبط هذه الأعمال وغيرها، كما قال تعالى : ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [ الأنعام:88 ].واللَّـهُ أَعْلَمُ.


    وَصَلَّى اللَّـهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَ آلِهِ ، وَصحبِهِ وَسَلَّم.


    قاله وكتبه

    شَيخُنَا عَبدُ اللَّـهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    « وماذا بعد الحجّ ؟ »


    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وبعد...

    فقد من الله تعالى على المسلمين في هذا الشهر بالتوفيق للأعمال الصالحة، وبالأخص الذين أعانهم الله وأدوا مناسك الحج، وأقاموا شعائره وأحرموا لله تعالى، ودخلوا فجاج مكة المكرمة، ووقفوا في المشاعر خاضعين خاشعين، وطافوا بالبيت العتيق وبالصفا والمروة، وحلقوا رؤوسهم خاضعين لرب العالمين، وهان عليهم ما دفعوه من المال في هذه المناسبة، وذلك فضل الله تفضل به عليهم بهدايتهم للإسلام والإيمان، والعقيدة الصحيحة السليمة، وإعانتهم على التوجه إلى تلك البقعة المباركة، واستجابتهم لدعوة الله تعالى لتعظيم شعائره، حتى أنهوا أعمالهم وقضوا مناسكهم وذكروا ربهم وأطاعوه، وحمدوا ربهم على أن أعانهم، حتى رجعوا إلى أهليهم وبلادهم سالمين غانمين، يحتسبون الأجر فيما أنفقوه وصرفوه من الأموال، وفيما نالهم من التعب والنصب والمشقة التي نالتهم، يعلمون أن الأجر على قدر النصب.


    فهكذا يحتسب المؤمن المخلص عمله هذا ويرجو أن الله تعالى يغفر له ذنبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، تحقيقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من حج هذا البيت فلم يفسق ولم يرفث خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه »، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : « تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة ».


    ثم إنه ولابد يتأثر بتلك الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله بها في ذلك الموسم، ويعرف أنه عملها لله تعالى مخلصًا له الدين، ويتذكر بها آثار الأولين الذين وقفوا في تلك المشاعر، وطافوا بالكعبة المشرفة، وعاهدوا ربهم أثناء هذه العبادة أن يخلصوا أعمالهم في بقية حياتهم، شكرًا لربهم، فيواظبون على التوحيد والعبادة بجميع أنواعها لله رب العالمين، وينصرفوا بقلوبهم وأبدانهم عن غير الله، فلا يلتفتون إلى مخلوق، ولا تتعلق قلوبهم بغير ربهم، فيكثرون من الدعاء مع الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، اتباعًا لصفة الأنبياء الذين مدحهم الله تعالى بقوله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [ الأنبياء:90] ، فالمسلم كلما عمل عملاً صالحًا أحس من قلبه بإقبال على ربه، ومحبه صادقة لتلك العبادة وما أشبهها.


    ولاشك أن العمل لا يقبله الله إلا بعد أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى، وموافقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن العمل إذا كان خالصًا لله ولم يكن صوابًا على السنة لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لله لم يقبل، وقد أشار إلى ذلك الصنعاني رحمه الله في قصيدته البائية بقوله:


    فللعمل الإخلاص شرط إذا أتى * * * وقـد وافقـتـه سـنـة وكتــاب


    ثم إن جميع الأعمال الصالحة تؤثر على من تقرب بها إلى الله، فتحبب إليه جميع العبادات والقربات، وتكره إليه جميع المعاصي والمحرمات، ولو كانت النفس الأمارة بالسوء تميل إلى المشتهيات، وتركن إلى البطالات، وتستثقل عمل الطاعات، فإن الجنة حُفَّت بالمكاره، والنار حُفَّت بالشهوات، وقد ذكر الله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهذا إذا كانت صحيحة خالصة لوجه الله تعالى، فكذلك عمل الحج، والوقوف بالمشاعر ونحوها، تظهر آثاره على صاحبه إذا كان مقبولاً، فتجده يكثر من ذكر الله تعالى، يحقق قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾ [ آل عمران:191] ، وقوله تعالى: ﴿ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [ الرعد:28 ].


    وتراه أيضًا يتذكر حاجته إلى ربه تعالى، فيدعوه بإخلاص وصدق، ويتضرع إلى ربه، ويعلم أنه الذي يقضي حاجته، ويحقق إجابته وهكذا يحافظ على بقية أركان الإسلام، فيواظب على الصلوات بأوقاتها ومع جماعاتها، ويتقرب بالنوافل، كالرواتب قبل الصلاة وبعدها، وما تيسر من قيام الليل وصلاة الضحى، ويؤدي ما فرضه الله عليه من زكاة ماله، ويكثر من الصدقات عند المناسبات، وهكذا بقية الأعمال الخيرية.


    ويبتعد عن الفواحش والمحرمات بجميع أنواعها، فيحفظ بصره عن النظر إلى العورات وإلى ما يبث عبر أكثر الفضائيات من الخرافات والمسلسلات، التي تبث الشرور وتبعث إلى فعل الفواحش، وتوقع في الزنا أو مقدماته، ويحفظ سمعه، فلا يصغي إلى الأغاني والملاهي، ويحفظ بطنه عن أكل الحرام وعن تعاطي المسكرات والمخدرات، ولا يقرب شيئًا مما حرمه الله عليه، ولا يجالس أهل اللهو والسهو، والقيل والقال، والغيبة والنميمة، والغمز واللمز، والسخرية والاستهزاء.


    فمن استمر على الأعمال الصالحة بقية حياته رجي أن يكون ممن قبل الله حجه وعمرته، وعليه أن يسأل الله بقوله: ( اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا وعملاً صالحًا مبرورًا ) ويدعو بدعاء عمر بن الخطاب أمير المؤمنين الخليفة الراشد رضي الله عنه وأرضاه فإنه يقول: (اللهم اجعل عملي صالحًا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئًا، وكان السلف رحمهم الله إذا عملوا العمل أهمهم شأن قبوله، فكانوا يقولون: ( يا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المردود فنعزيه، أيها المقبول هنيئًا لك، وأيها المردود جبر الله مصابك ).


    ونقول: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مُسلِمِين لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. والله أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا علينا وعليهم وعلى التابعين.


    قاله وأملاه

    شَيخُنَا عَبدُ اللَّـهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ

    20/12/1429هـ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    رحم اللَّـهُ شيخَنا.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  8. #8

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    جزاكم الله خيرًا أخي سلمان أبو زيد على ما نقلتموه عن شيخنا رحمه الله
    وكنا نحب أن تعزو كل مقال على رابطه على موقع الشيخ كي يتأكد الإخوة من أنها صادرة عن الشيخ رحمه الله
    بارك الله فيكم ونفع بكم
    الروابط:
    من معالم التوحيد في مناسك الحج
    1- http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=32
    2- http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=33
    3- http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=34
    4- http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=35
    وماذا بعد الحج؟ http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=36

    جوال ابن جبرين لدعم أنشطة مؤسسة ابن جبرين الخيرية

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    حفظكُم اللَّـهُ ،ورفعَ قدركُم ،وباركَ في جهودكم.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  10. #10

    افتراضي رد: « مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ » ،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ

    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم أخي سلمان

    جوال ابن جبرين لدعم أنشطة مؤسسة ابن جبرين الخيرية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •