شيخنا الفاضل أبو اليمان
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة التي قد حكى مثلها ابن سعد...
لكن شيخنا العزيز لا أظن أن ما حكاه يحيي بن سعيد مسلم به عند أصحاب الصناعة....
وذلك لأمور منها:
أن ابن أبي عروبة من أوثق الناس عن قتادة :
قال أبو داود الطيالسي: كان سعيد أحفظ أصحاب قتادة.
وقال علي بن المديني في أصحاب قتادة كان سعيد أعلمهم به.
وقال ابن معين هو اثبت الناس في قتادة،قال ابن سعد سعيد بن ابي عروبة ثقة عن قتادة.
وقد أخرج أصحاب الصحاح له... أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا علي بن مختار (ح) وأنبأنا أحمد بن عبد الكريم بن الأغلاقي، أنبأنا نصر بن جرو (ح) وأنبأنا أبو المعالي أحمد بن المؤيد، أنبأنا عبد القوي بن الحباب، وأنبأنا علي بن أحمد الحسيني، أنبأنا مرتضى بن حاتم، وأنبأنا أبو القاسم بن عمر الهواري وعبد الرحمن بن مخلوق وطائفة قالوا: أنبأنا جعفر بن منير، قالوا خمستهم: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة، أنبأنا عبد الرحمن بن عمر، والحسين بن الحسين الهاشمي والمبارك بن عبد الجبار، ومحمد بن عبد الملك، ومحمد بن عبد الكريم، قالوا خمستهم: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد البزاز، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي: إن الله أمرني أن أُقرِئك القرآن، أو أقرأ عليك القرآن قال: الله سماني لك؟ قال: وذكرت عند رب العالمين؟ قال: نعم، فذرفت عيناه أخرجه البخاري عن ابن المنادي، لكن سماه أحمد .
وأيضا كتابته للتفسير عن قتادة مشهور عند أهل العلم:
قال أحمد بن حنبل: زعموا أن سعيد بن أبي عروبة قال: لم أكتب إلا تفسير قتادة، وذلك أن أبا معشر كتب إليّ أنِ اكتبه.
وقال الامام ابن حجر العسقلاني في الاصابة ان له تفسيراً ولابد انه مأخوذ من تفسير قتادة واخذ منه الطبري بهذا الاسناد: حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة.
وإن كان هناك من مطعن لطاعن في رواية سعيد بن أبي عروبة فهو بأن يرميه بالتدليس الذي أشتهر به...
لكن ذاك ليس واقعا في روايته عن قتادة ولم يحفظ له تدليس عنه عند الحفاظ بل دلس عن سواه.
قال أحمد بن حنبل: لم يسمع سعيد بن أبي عروبة من الحكم، ولا من الأعمش، ولا من حماد، ولا من عمرو بن دينار، ولا من هشام بن عروة، ولا من إسماعيل بن أبي خالد، ولا من عبيد الله بن عمر، ولا من أبي بشر، ولا من ابن عقيل، ولا من زيد بن أسلم، ولا من عمر بن أبي سلمة، ولا من أبي الزناد. وقد حدث عن هؤلاء، على التدليس، ولم يسمع منهم .
ولم يذكر قتادة.
ومن أعظم الأدلة على صحة رواية ابن أبي عروبة عن قتادة في التفسير بالذات هو اعتماد البخاري عليه في الصحيح- التفسير- سورة البقرة- باب وعلم آدم الأسماء كلها رقم 4476، والمغازي- باب ثم أنزل عليكـم من بعد الغم أمنة نعاسا… رقم 4068 من طريق يزيد بن زريع، حدثنا سعيد عن قتادة....
كـما صحح الذهبي رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في التفسير (العلو ص 71.)
بارك الله فيك ونفع بك
والله أعلم والحمدلله رب العالمين..
محبك محب الأمام ابن تيمية.