تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 32

الموضوع: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    هنا مجموعة مقالات لم تنشرها صحيفة الوطن ، وهي ردود على كتّاب في الصحيفة ، نشر منها واحد ولكن مع "القص" و "اللزق" و "الحذف" ، والله المستعان ، وهم مع ذلك قد أزعجونا بقضية "الأحادية في الرأي" و "احتكار الحقيقة" و "كتم حرية التعبير" !!

    لكني أنبه : نظراً لاختلاف طبيعة الجمهور و أحوال المخاطبين ، وهم عادة من العامة الذين لا حاجة لهم في التحقيق والتدقيق والتوثيق والتأصل كما لو كانوا طلبة علم أو علماء أو أهل رأي ، لمّا كان الأمر كذلك قد يجد القاريء بعض الملحوظات حول الأسلوب الكتابي ، والإملاء ، والنحو ، وما إلى ذلك مما لم أجد الوقت لمراجعته ، وتارةً لطبيعة لغة الردود والمقالات الصُحُفية.

    المقـال الأول
    القيمة الحقيقية لأي أمة من الأمم في مبادئها وممارستها الأخلاقية لا مخرجاتها المادية فقط.

    قدر لي أن اطلع على ما كتبه الكاتب علي سعد الموسى في صحيفة الوطن ، عدد 2207 ، بتاريخ 23 رمضان 1427 هـ ، وكان عنوان مقاله (أمريكا: ساعة انبهار وأخرى للشتم). وقد صدق في مواضع من مقاله وجانب الصواب في جوانب أخرى. وجانب الصواب هو حكايته لواقع التطور في الجانب العلمي والتقني المادي البحت. كذلك من جوانب الصواب قوله عن نفسه بأنه "مفتون بأمريكا أنا؟ نعم" ، وهذا ليس بمستغرب أن يكون الكاتب من المصرحين بأنه أحد المفتونين بأمريكا. وقد أوصانا الكاتب – وفقه الله - عقب ذلك فقال "احفظوا هذا الاعتراف الشخصي فقد تحتاجونه لمحاكمتي واتهامي به حين تأخذونه في المستقبل جملة مبتورة من السياق". وأنا بدوري أقول اطمئن فحتى لو لم نحفظ هذا القول فإنك لست بحاجة للمحاكمة لأنك لم تأت بجريمة حيث أن افتتان شريحة كبيرة بأمريكا أضحى ميزة يتقلد أصحابها أوسمة الاحترام والتقدير لمجرد أنهم مفتونون بأمريكا. إن المضطهد في حقيقة الأمر هم غير المفتونين بأمريكا ، وهم الذين يتعرضون للمحاكمة كل يوم فقط لأنهم لم يوجد عندهم الافتتان الذي يشفع لهم عند أمريكا.إن القيمة الحقيقية لأمريكا وغيرها من سائر الأمم والطوائف والبشر هي في الجانب الإنساني ، جانب الكرامة التي كرم الله بها بني آدم ، وأما الجانب الصناعي المادي فيأتي في الدرجة الثانية ، بل هو في الحقيقة وسيلة لتحقيق القيم التي يؤمن بها الإنسان ، فالقيمة هي الغاية ، فكيف نبجل ونحترم الوسيلة قبل النظر في حقيقة الغاية. وعلى هذا فما فائدة الافتتان بالمعامل والمختبرات التي تطور تقنية الدمار للعالم عامة والمسلمين خاصة ؟ ما قيمة التطور التقني إذا صارت وسيلة لقتل الأبرياء وسحق مقدرات الأمم واستنزاف خيرات الشعوب بغير وجه حق ؟ ولا زالت كثير من الأوساط تتذكر كلمة اينشتاين - عالم الفيزياء الألماني - عندما بلغه أن أمريكا أسقطت القنبلة الذرية على هيروشيما حيث قال متحسراً (لو كنت أعلم أن هذا سيحصل لتمنيت أني كنت صانع أحذية!) انظر كيف تمنى هذا العالم الكبير التنازل عن كل مقامات العلم والمعرفة ليكون صانع أحذية لما علم أن التقنية والعلم يوظفان لهدر كرامة الإنسان. ومع ذلك تقول يا أخ علي – هداك الله – (لأمريكا عشرات الأوجه الجميلة الفاتنة ولكن من سوء حظها وحظنا معها أن وجهها السياسي القبيح يطغى على كل مفتن مبهر في وجه هذه الحسناء) أ.هـ. وأنا أقول: هذه هي المشكلة الكبرى عند كثير من المفتونين بـهذه "الحسناء" التي ظاهرها حسن جميل وباطنها قبيح. وقد قال الله لنبيه لما كاد أن يقع في مثل هذه الفتنة وهذا الوهم (ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم). فالمال في هذه الآية يدخل فيه كل الممتلكات المادية سواء عينية أو نقدية ، سواء كانت بارعة أم عادية ، لأن الغاية في نهاية المطاف ليس ما سبق وإنما القيم والمبادئ التي تهيمن على ما سبق وتسخره. نعم ، مهما كانت الأوجه الجميلة كثيرة ومتعددة فإنها تصبح قبيحة بمجرد إزهاق نفس واحدة بريئة ظلماً وطغياناً لأن حياة الإنسان وكرامة الإنسان أهم وأثمن من المختبر الأمريكي والمصنع الأمريكي والعقل المادي الأمريكي ، فما بالك بأنفس أمم كاملة بريئة تحت وطأة التكنولوجيا الأمريكية؟ هذا من ناحية السياسة – وهي التي اقتصرت عليها أخي علي – مع أن هناك جانب الأخلاق وجانب الآداب وأمريكا قد ضربت في الجملة أسوأ الأمثلة في هذا الجانب فالجرائم والتحرش وتجارة العهر والفساد على المستوى الاجتماعي والاقتصادي قد وصلت إلى أرقام مذهلة. وتصوريك في نهاية المقال بأننا في مقام من لا يستطيع الاستغناء عن معطيات الحضارة الأمريكية لساعة واحدة ، أقول تصويرك هذا يعد هضماً واختزالاً كبيرين ، لقد صورتنا وكأننا طفيليات لا تعيش بدون أمريكا. وقد قال الله للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته (وإن خفتم عيلة فسيغنيكم الله من فضله) لما خافوا أن تمنع عنهم قريش المدد المادي والتجارة و البضائع بسبب ما كان بينهم من الهجرة والعداوة. ومع ذلك أقول نحن في الحقيقة نستطيع الاستغناء عن أمريكا على الدوام ولكن بالجد والاجتهاد والاعتماد على النفس وبناء الوطن بأيدي مؤهلة وعقول متعلمة واعدة و طموحة ، والصين مثال ليس ببعيد. ولو أخذ شباب الوطن بكلامك لاستسلم وخنع لأمريكا وترك الجد والعلم والعمل وآثر الإتكالية الدائمة عليها لأنها – كما قلت أنت – داخلة في (كل تفاصيل حياتنا) ، وهذا إجحاف كبير ، فعلى زعمك: ماذا بقي لديننا وتقاليدنا الخاصة بنا وعقول أمتنا إذا كانت أمريكا في كل تفاصيل حياتنا ؟ لذلك أختم مقالي بنصيحة أوجهها إليك وإلى كل مفتون فأقول: لا بأس عليك أن تفتتن بالتقنية الأمريكية و الجهاز الأمريكي والمختبر الأمريكي والمصنع الأمريكي ولكن احذر أن تجرك نفسك إلى الافتتان بما وراء ذلك. قال الله تعالى (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون).

    وقد نشُر المقال أعلاه ، مع بعض الحذف والتبديل في الصحيفة المذكورة على الرابط التالي:
    http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-10-22/readers.htm
    ============================

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي

    المقال الثـاني
    حول مصافحة النساء للرجال الأجانب والعكس مع التنبيه على منهج بعض الكتاب في الإشارة للخلافات.
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
    اطلعت على ما كتبه الأخ نجيب يماني – وفقني الله وإياه للعلم النافع والعمل الصالح - حول مصافحة النساء للرجال في مقال نشر يوم جمعة 27 جمادى الأولى 1427هـ ، صحيفة الوطن ، عدد (2093) ، حيث أشار إلى أن مسألة مصافحة النساء للرجال الأجانب مسألة خلافية ، وعليه ينبغي عدم التشديد فيها.
    وقبل البدء في الحديث حول هذا الموضوع أود الإشارة إلى أسلوب فكري مضطرب بدأ يستشري في الطريقة التي يعالج بها بعض الكتاب بعض القضايا الشرعية وهذا الأسلوب يتمثل في عبارات يطلقونها مثل "هذه المسألة خلافية" او قولهم "هذه فيها خلاف" ونحوها من العبارات المطلقة التي لا تحدد حقيقة الخلاف ومدى قوته ولا مدى المكانة العلمية والحظوة الاعتبارية للقائل به من علماء المذهب، ومعلوم عند العلماء أن الخلاف ينقسم إلى قسمين: معتبر وغير معتبر ، ولكن كثير من الكتاب لا يتنبه لهذا ويتمسك بأدنى خلاف مذكور (ويسمى الخلاف أو القول الشاذ) ويصوره خلافاً معتبراً ثم يبني عليه بعد ذلك حكماً بالجواز والإباحة ! لذلك فالفقيه الحقيقي والعالم الرباني هو من يميز بين نوعي الخلاف قبل أن يطلق أي عبارة ربما أوحت للقاريء العامي بوجود خلاف معتبرقوي في مسألة من المسائل ، ثم بعد ذلك يقوم العالم بتفنيد الأقوال بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قبل الاهتمام بالنقولات من أقوال الرجال.
    وقس على ذلك قضايا كثيرة يأتي أحد الكتاب فيلمح أقوالاً مرجوحة ضعيفة لا تمثل المشهور المعتمد من المذهب وينقلها كأنها تمثل المذهب – أياً من المذاهب الأربعة - وهي لا تمثل سوى رأي قائلها في ذلك المذهب لا اختيار إمام ذلك المذهب أوترجيح جمهور أصحابه. ولقد تأملت كتابات الأخ نجيب يماني فترة من الزمن فوجدته كثيراً ما يسلك هذا المسلك حيث يعتني بتقليب كتب الفقهاء وسرد النقولات التي تؤيد وجهة نظره أكثر من تأييدها لصريح وصحيح نصوص الأدلة الشرعية ، ورأيته – في أحوال - ربما نقل أدنى خلاف وأقله وجعله مقابل أحاديث وآثار صحيحة صريحة بل غالباً ما تكون ضد المشهور المعتمد من أقوال المذهب ، ثم هو – سامحه الله – لا يبين ذلك ولا يشير إليه وإنما ينقل نقل حاطب ليل وهذا ليس من منهج أهل التحقيق في استخراج الأحكام. فكل إنسان يستطيع أن يقتني "حاشية ابن عابدين" ، و"المغني" ، و"المجموع " و "الفروع" و "بدائع الصنائع" ، و غيرها من كتب المذاهب وينقل منها ما يمكن أن "يوهم" بوجود خلاف حقيقي في المسألة ، كل من أراد ذلك يستطيع ذلك.
    ومسألة مصافحة النساء للرجال الأجانب وردت فيها أدلة كثيرة وأورد العلماء فيها أقوالاً كثيرة لم أرك أخي نجيب نقلتها كما يبنغي أوحاولت الاعتناء بها وذلك من باب العدل والإنصاف وليتبين القاريء مدى قوة أدلة الطرفين.
    ومن هذه الأدلة – والأدلة والشواهد كثيرة جدا – على سبيل المثال لا الحصر أنه صلى الله عليه وسلم قال (إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك ويكذبه) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له.
    قال النووي – وهو من كبار الشافعية ومن محققي المذهب - في شرحه لهذا الحديث "معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا , فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام , ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله , أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده , أو يقبلها , أو بالمشي بالرجل إلى الزنا , أو النظر , أو اللمس , أو الحديث الحرام مع أجنبية , ونحو ذلك". انتهى كلامه من شرحه على صحيح مسلم (8/ 423).
    وقال صلى الله عليه وسلم (لا أمِس يدي النساء) صححه الألباني (الجامع 7054) ، قال الشنقيطي رحمه الله بعد أن أورد هذا الحديث (أضواء البيان: 6/ 603) "والله تبارك وتعالى يقول (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فيلزمنا الا نصافح النساء اقتداء به صلى الله عليه وسلم وكونه صلى الله عايه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على ان الرجل لا يصافح المراة ، ولا يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها ، لأن أخف انواع اللمس المصافحة ، فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها – وهو وقت المبايعة – دل ذلك على أنها لا تجوز ، وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم ، لأنه هو المشرع صلى الله عليخ وسلم بأقواله وأفعاله وتقريراته". أ.هـ.
    أشرت أخي نجيب إلى أن عدم مصافحة المرأة للأجنبي قد يسبب حرج في أوقات المناسبات الاجتماعية واللقاءات الدبلوماسية وغيرها وقلت أن عدم المصافحة "قد يُفسّر تفسيرات خاطئة وقد يخلق مشاكل لا حصر لها". وأقول ما هو هذا الحرج الذي وصل بنا إلى حد الضرورة المفضي تركها إلى خلق مشاكل لا حصر لها ؟!! ولماذا لا حصر لها وكأنها بالفعل مشاكل لا حصر لها – أي ليس لها حد ولا عدد؟!! ولم لا يفسر ذلك على أنه من باب العفة والاعتزاز بالشخصية الاسلامية المقتدية بفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ ولماذا يكون "توهمنا" و "تخريصنا" باحتمال حصول "تفسيرات خاطئة ومشاكل لا حصر لها" كل ذلك مقدم على المفاسد المترتبة على اللمس والمصافحة بحسب الأدلة الشرعية؟!! أم أن اللمس والمصافحة من التحضر والرقي والناس اليوم - ذكوراً وإناثاُ - عقلاء وفوق مستوى الشهوة الحاصلة بالنظر فضلاً عن اللمس والمصافحة؟!! نعم لو كانوا كذلك لكان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعف الناس وأملكهم لأربه واتقاهم لرب العالمين هو أولى من غيره بمصافحة النساء. وتبريرك بعذر "المناسبات الاجتماعية أو حفلات الاستقبال الدبلوماسية" و تبريرك بأن ما تقتضيه "الأعراف الدبلوماسية وأصولها (هو) أن تمد المرأة يدها لمصافحة زميل لها أو ضيف أو مصافحة رئيس الدولة المضيفة أو من يمثله أو بالعكس"...أقول كل ذلك تبرير لا يجد مستنداً من كتاب ولا من سنة بل هو على النقيض تماماً ، فلو كانت المناسبات والاجتماعات المهمة واللقاءات الدبلوماسية تتطلب ذلك لكانت مناسبة "البيعة" واللقاء مع الشخصية الفذة وهو الرسول صلى الله عليه وسلم أدعى لحصول المصافحة ، فهي مناسبة مهمة والرسول شخصية مهمة – بل وعفيفة بعيدة عن التهمة – والنساء جئن لبيعة مهمة – مع أن البيعة عرفاً تتطلب المصافحة في الغالب – والنساء وفدن عليه صلى الله عليه وسلم والوفود غالباً ما تستقبل بالمصافحة ، وفوق ذلك كله هذه مناسبة حرجة لأنها تتطلب - على حد قولك أخي نجيب – تفادي حصول " تفسيرات خاطئة" و "مشاكل لا حصر لها" خاصة وأن النساء حديثات عهد بالإسلام وتأليف قلوبهن عليه أمر مطلوب...ومع توارد وتواجد كل هذه الظروف والدواعي التي للمصافحة لم يصافحهن بل لم يلمسهن صلى الله عليه وسلم ولم يجعل صلى الله عليه وسلم من هذه العوامل المتوافرة داعياً له لمصافحتهن. ولذلك لما قلن الصحابيات بعد الفراغ من البيعة هلم نبايعك يا رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة". (رواه النسائي وصححه الألباني) ، ولذلك فعبارة الشنقيطي المقاسة على هذه القضية عبارة جيدة ، قال :" فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها – وهو وقت المبايعة – دل ذلك على أنها لا تجوز" أ.هـ.
    ولذلك قال العراقي الشافعي في طرح التثريب (6/1751) "وإذا لم يفعل هو ذلك مع عصمته- صلى الله عليه وسلم - وانتفاء الريبة في حقه فغيره أولى بذلك" أ.هـ.
    أما على أقوال المذاهب الأربعة فقد اتفق "جميع من يعتبر" قوله من هذه المذاهب على تحريم مس الأجنبية - فضلاً عن مصافحتها – لغير ضرورة.
    فمن الحنفية قال الكاساني في بدائع الصنائع (5/184) " أما حكم مس هذين العضوين ـ الوجه والكفين ـ فلا يحل مسهما "أ.هـ.
    وقال الحصكفي في الدر المختار (6/367 حاشية) " أمَّا الأجنبية فلا يحل مسّ وجهها وكفها وإن أمن الشهوة، لأنَّه أغلظ " أ.هـ.
    وعند الحنابلة قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/246): " قال ابن منصور لأبي عبد الله: تكره مصافحة النساء؟ قال أكرهه، قال إسحاق بن راهويه ـ كما قال ـ وقال محمد بن عبد الله بن مهران: إن أبا عبد الله سئل عن الرجل يصافح المرأة قال: لا، وشدَّد فيه جداً. قلت: فيصافحها بثوبه؟ قال: لا.. فهاتان روايتان في تحريم المصافحة وكراهتها للنساء، والتحريم اختيار الشيخ تقي الدين، وعللَّ بأنَّ الملامسة أبلغ من النظر".أ.هـ.
    وقال السفاريني في غذاء الألباب (1/280): "...إلا الشابة الأجنبية فتحرم مصافحتها كما في "الفصول" و "الرعاية" وجزم به في "الإقناع" كغيره ، لأن المصافحة شر من النظر".أ.هـ.
    وعند الشافعية مر بنا كلام الإمام النووي الذي نقلناه من شرحه على مسلم (8/ 423). وأضيف إليه كلام الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 204) : "وقد أخرج إسحاق بن راهويه بسند حسن عن أسماء بنت يزيد مرفوعا إني لا أصافح النساء وفي الحديث أن كلام الأجنبية مباح سماعه وأن صوتها ليس بعورة , ومنع لمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة لذلك ". أ.هـ.
    قلت: وأرجو ألا يأتي من يقول أن المصافحة "ضرورة" كضرورة التطبيب والعلاج !
    إن النقولات المعتمدة والاختيارات المشتهرة المؤيدة للأدلة من الكتاب والسنة أكثر عددا وأقوى حجة من تلك المتأولة للأدلة والعارية عن دليل "صحيح صريح" يؤيد ما ذهبت إليه ، ولم أنقل منها إلا القليل اليسير ولا زال الكثير ، أقول هذا ليس لاهتمامي وتقديمي لكلام الرجال وإنما لبيان أن من تمسك بظاهر بدلالات النصوص الشرعية أكثر وأقوى في المذهب من غيرهم ، فلماذا نثير غبار الشبهة بين الناس البسطاء وعوام المسلمين بحجة التيسير ورفع الحرج واجتناب "التفسيرات الخاطئة" و "المشاكل التي لا حصر لها" ، ولا أرى هذه التوهمات المبالغ فيها إلا في ذهن من تخيلها وزاد عليها مثلها ، والله المستعان.
    ============================== =========


    وللحديث بقيـة...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي

    الأخ الكريم / عبدالله الشهري- وفقه الله
    مازلنا ننتظر بقية مقالاتك الجميله جملك الله بالإيمان
    وبالنسبة للمقال الأول
    أقول من قرأ الكتب التي بينت زيف الحضارة الأمريكية ودعواها بالحرية..
    يعلم الوجه الكالح لهذه الدولة التي أسأل الله أن يفكك شملها
    ويرى كيف كانت تعامل الهنود أهل البلاد الأصلين ...
    ومما يحضرني كتاب ( أمريكا التي تعلمنا الدمقراطية والعدل )
    وأظن أمثال هذا الكاتب عملاء لهذه الدوله اللعينة
    وإلا والله من عاش في هذه الدولة أوزارها يرى الوجه الكالح لها
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي

    أخي الكريم : جزاك الله خيرا وبالتقوى جمّلك.
    المقال الثالث
    مناقشة وضع الإسلام بإزاء المفاهيم والأنظمة السياسية
    مع تعقيب على مقال للكاتب مشبب أحمد آل مشهور بعنوان "الدولة المدنية تحقق مقاصد الشرع وتلبي تطلعات المجتمع" والمنشور يوم الأربعاء 26 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 24 مايو 2006م ، العدد (2063)

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
    إن قضية وضع الإسلام بإزاء المفاهيم والأنظمة السياسية تتطلب مناقشة اتجاهين سائدين :
    الاتجاه الأول : وينادي بأن الإسلام بحاجة إلى مثل هذه الأنظمة والمفاهيم.
    الاتجاه الثاني: وينادي بأن الإسلام ليس بحاجة إليها.
    أما الاتجاه الأول فمجرد لفظ "الحاجة" يدل على الضعف والنقص وعدم الكمال ، وأنى لنظام كامل – بنص القرآن - أن يكون "محتاجاً" ، قال تعالى (وأكملت لكم دينكم) ، وقال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) ، بل لما قيل لسلمان الفارسي رضي الله عنه: علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة ، قال سلمان‏: أجل. والسبب الذي يدفع أمثال هؤلاء لأن يعتقدوا أن الإسلام بحاجة إلى مثل هذه الأنظمة والمفاهيم هو الفهم القاصر للإسلام على أنه عاجز عن تقديم الحلول على المستوى السياسي وربما المدني الداخلي. هو فهم الإسلام على أنه مجرد أركان الإسلام أو أركان الإيمان أو بعضاً منهما أو محراب في مسجد أو بضع شعرات في اللحية مع عود أراك وقليل من الاستياك لا أنه دين شامل متكامل يغني تشريعه عن غيره من أديان الكتب السماوية فضلاً عن أديان ما سوى ذلك فضلاً عن المفاهيم والنظريات البشرية ! إن المشكلة الحقيقية التي يجب معالجتها على الفور هي مشكلة هذا النوع من الفهم والتفكير ، فلنطرح زوبعة "الدولة المدنية" جانباً ولنُخرِج هؤلاء من مأزق الاستيعاب الرديء المنقوص لحقيقة الدين الإسلامي. ولذلك إذا قيل لهؤلاء: قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) ، قالوا: هذا الدين.. أكمل الله الدين ولكنه لم يكمل الدولة أو السياسة ! ثم هم بعد ذلك يزمجرون فيزعمون أنهم لا يفصلون بين الدين من جهة و الدولة و السياسة من جهة أخرى ، كما حصل في الخلفية الثقافية والتاريخية للمجتمعات الغربية. وكما ترى أيها القارئ: هذا الزعم منتقض بالسلوك. وهنا فائدة مهمة لك في الحياة وهي أنك إذا رأيت تناقضاً بين سلوك و أفكار شخص ما فاحذر أن تجعل هذا الشخص مصدراً للنصيحة أومرجعاً للمشورة لأن تناقضه سيسري إلى أفكارك ويختلس اتزانك. من أجل هذا أضحى التوازن النفسي شرط ضروري لفهم الدين الإسلامي فهماً صحيحاً ولذلك كانت كثير من الآيات لا تخاطب إلا من بلغ هذه المرحلة من الجاهزية ، قال تعالى (سيذّكر من يخشى) ، وقال تعالى (وما يعقلها إلا العالمون) ، وقال تعالى (إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب) ، فهذه الآيات - وأمثالها كثير- توضح أهمية شرط الوعي الناضج كشرط ضروري للانتفاع بما في شرع الله علماً وأدباً وتوجيهاً ونظام حياة. أما من يبرز نفسه و لمّا يبلغ بعد مُدّ هذا الوعي ولا نصيفه فهذا هو الذي يندفع في النهاية للمطالبة بديمقراطية غربية أو دولة مدنية مستوردة ، لمـاذا ؟ الجواب: لأنه لاحظ انفصاماً بين الإسلام المطبق اليوم والإسلام المثالي المتكامل الذي نتمنى تحققه فعالج مشكلة الحاضر بافتراض نقص "وهمي" و حاجة "خيالية" لا قوام للإسلام إلا بها ، فكانت المحصلة النهائية قوله: نحن – المسلمون – بحاجة إلى الديمقراطية هذه أو الدولة المدنية تلك...إلى آخر القائمة من الأنظمة والمبادئ الوضعية التي لن تنتهي "تقليعاتها" و "موديلاتها" المتوالية إلا بانقراض النوع البشري من على وجه البسيطة. وهنا منشأ الخطأ واللبس وهو ضعف التفريق بين وضع الإسلام ووضع المسلمين ، وذلك أن الإسلام مجموعة قيم ومعتقدات وسلوكيات وإذا لم يوجد من هو أهل لحمل هذا الدين الشامل وتفعيل منظومة قيمه والسعي لتحقيق مقاصده ، فكيف سيكون حال الإسلام ؟ ولذلك قال الله تعالى (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
    أما الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي ينادي بأن الإسلام ليس بحاجة إلى الأنظمة البشرية والسياسات الدنيوية المعاصرة ، فكلام هؤلاء يحتاج إلى تفصيل: وهو أن الإسلام ليس بحاجة إلى المفاهيم العميقة والمبادئ الأولية أو قل مصادر التشريع الأساسية التي تنبثق منها الممارسات السياسية المعاصرة ، أي أن الإسلام ليست بحاجة إلى عقول إنجلز هيجل و هيوم وميكافيلي و آدم سميث و روسو و ماركس وغيرهم ولكنه بحاجة إلى التنظيم الإجرائي الذي تنتفع به الأمة في زيادة كفاءة سعيها لتحقيق المقاصد الشرعية على شتى المستويات . من هنا وجب التفريق بين "النظام" و "التنظيم". فعلى سبيل المثال الحكومة الديمقراطية تعتبر "نظاماً" وفي المقابل تقنية الحكومة الالكترونية عبر الشبكات الحاسوبية تعتبر "تنظيماً" توظفه الحكومة الديمقراطية لزيادة كفاءة تعاملاتها واتصالاتها اليومية بسائر هياكل الدولة من قطاعات ونحوها ، فنستفيد من الأولى ولا حاجة بنا إلى الأخرى ، كان هذا مجرد مثالاً واحداً والأمثلة كثيرة على بيان الفرق بين "النظام" و"التنظيم". فنحن إذاً بحاجة إلى التنظيم (الحكومة الالكترونية) لا النظام (الحكومة الديمقراطية) ، لأن النظام قد كفله الدين الإسلامي ولله الحمد بالتشريع الرباني الكامل ، وهو المراد بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) ، أي انه اكتمل كقيم ومعتقدات بما يلازمها من سلوكيات فانتفت الحاجة على هذا المستوى. أما مجرد التنظيم الإجرائي والأدوات المسخرة في هذا الجانب فتدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (أنتم اعلم بأمور دنياكم) ولذا لم يقل عليه الصلاة والسلام: أنتم أعلم بأمور "دينكم" ، لأن الأسس والقواعد التشريعية والمنطلقات الفكرية العميقة قد اكتملت وانتهت وبلغت ذروة كمالها بنزول قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) واستطراداً هنا أقول : لذلك يحرم الابتداع في الدين ولكن يجوز الإبداع في الدنيا لتحقيق المقاصد الشرعية العليا. ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن الغيـلة، أخبر عليه الصلاة والسلام أنه نظر في فارس والروم ورأى ذلك – الغيلة– لا يضرهم ثم رخص لأصحابه في ذلك ، فانظر كيف استقى الفائدة من نظره إلى صنيع القوم ولم يمنعه كفرهم ووثنيتهم من ذلك. فهذه الواقعة مثال على آحاد التجارب التي يمكن أن يستفاد من غير المسلمين فيها. أما المنظومة القيَميّة والأسس الفكرية والأصول التشريعية فلم يلتفت صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من بعده إلى غير الوحي.
    ولكن قد يقول قائل على سبيل الجدل: أما بالنسبة للحرية فنحن بحاجة للديمقراطية الآن أكثر من أي وقت مضى لكثرة الاستبداد وتفاقم المركزية في البلاد العربية . في هذه الحالة نقول لهذا السائل : هذا صحيح ولكن في الحقيقة نحن لسنا بحاجة "لحرية ديمقراطية" وإنما "لحرية إسلامية" ، وذلك أن الحرية الإسلامية المنشودة لم تتحقق تحققاً شاملاً منذ عدة قرون لأسباب كثيرة، بل هي شبه مغيّبة. نعم ، إن الحرية التي جاء بها الإسلام ودعا إليها مكفولة محفوظة معروفة على المستوى التنظيري ، أما على المستوى التطبيقي فهي ترفس في أغلال ثقيلة قد أعاقها خلطها بغيرها من المفاهيم التشريعية المدنية و الأنماط النُظُمية– لا التنظيمية - الغريبة عليها وعلى أهلها بالإضافة إلى كثير من الممارسات الاجتماعية العرفية التي ربما كبلت الشريعة عن تقديم كل ما في جعبتها من خير وحرية . وقراءة متأنية للحرية الإسلامية في الدولة الإسلامية الأولى ، في عهده عليه الصلاة والسلام ، وقرون ازدهار الصدر الأول من الإسلام – ولاية الخلفاء الراشدين وولاية عمر بن عبد العزيز أنموذجاً - تبين الفرق الشاسع بين الحرية الإسلامية التي نراها اليوم والحرية الإسلامية التي تهفو إليها القلوب في زمان مضى. ولذلك فالمتوجب على هؤلاء هو أن يصرفوا طاقتهم في المطالبة بحرية "غربية" إلى المطالبة الحثيثة بعودة "الحرية الإسلامية" التي لم تأخذ بُعدها الحقيقي بعد ولم يفسح لها المجال "كاملاً" لتنقذ الناس من عبادة العباد والرضوخ لأنظمة الجور الاستبداد. إن الشريعة الإسلامية ليست نظاماً دنيوياً بشرياً نفزع منه إلى غيره وإنما نظاماً ربانياً نفزع منه إليه ، فمنه المبتدى وإليه المنتهى في التحاكم والاجتهاد والسياسة والتشريع. ولكن كما ذكرت سابقاً بشأن التفريق بين "النظام" و "التنظيم" نحن بحاجة إلى الاستفادة من الأسباب الإجرائية والتنظيمية الحديثة لتحقيق المقاصد التي حث عليها الشارع الحكيم ، في إطار قوله صلى الله عليه وسلم (أنتم أعلم بأمور دنياكم). وعليه يمكن صياغة القاعدة التالية : كل وسيلة "مباحة" يمكن بموجبها تحقيق مقصد شرعي فهي في الحقيقة وسيلة شرعية. لذلك ينبغي هنا مراعاة كون الوسيلة "مباحة" متفقة مع الضوابط والقواعد الإسلامية لا فوضوية عشوائية كما في المبدأ الميكافيلي النفعي: الغاية تبرر الوسيلة. وهكذا أيضاً ينبغي لمن ضاق أفقه وفهمه عن إدراك سماحة دين الإسلام وكماله ألاّ يُحمّل الدين نتيجة هذا القصور الإدراكي المتهالك ، بل يلزمه أن يسعى جاهداً - وبكل موضوعية - في رفع الجهل عن نفسه والتفقه في دين الله فإن التفقه في دين الله ليس امتيازاً كهنوتياً محتكراً لفئة معينة وإنما هو حق لكل مسلم متى ما أخذه بحقه وأقبل عليه بإنصاف وتجرّد.
    وقبل أن أختم هذا المقال ، أود التعقيب في هذه العجالة بكلمات يسيرات على عبارة للكاتب الأخ مشبب أحمد سعد آل مشهور مقتبسة من مقاله المعنون "الدولة المدنية تحقق مقاصد الشرع وتلبي تطلعات المجتمع" والمنشور يوم الأربعاء 26 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 24 مايو 2006م ، العدد (2063). أقول لقد وقعت أخي الكريم في تخليط واضح عندما زل قلمك بهذه العبارة (فالسلطة في الإسلام ليست دينية وإنما هي من اختيار البشر، والحاكم شرعيته مستمدة من إرادة الناس وأحكامه ومواقفه غير مقدسة بل قابلة للنقض إذا خالفت الشرع فالدولة الدينية ظاهرة "مسيحية" لا وجود لها في مفاهيم الإسلام القطعية حول الدولة( . وتعليقي عليها يتناول التالي:
    1-من حيث المبدأ يفترض أن تكون السلطة في الإسلام دينية أصلاً ، لا بالمعنى الكنسي الكهنوتي المركزي الغربي ، ولكن بمعنى أن يكون مرجعها في الحكم والتصرف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ونورد هنا كلام أبي بكر الذي استشهدت به في مقالك عندما قال رضي الله عنه (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم) فأبو بكر رضي الله عنه جعل المعيار الأول هو طاعة الله من عدمها وهذا هو الدين بعينه ، ولكنك علقت بعد ذلك فقلت ( وهذا يعني أن اختيار الحاكم يأتي عن طريق إجماع الناس على اختياره والموافقة عليه( وأنا أقول : وهذا يعني أن السلطة في الإسلام سلطة دينية لا قوام لها إلا بالدين ، فمتى أطاع الحاكم الله فينا أطعناه ومتى عصا الله فلا طاعة له علينا ، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فالحكام والمحكومون يصدرون عن أمر الله وسنة رسوله. أليست السلطة بهذا الاعتبار سلطة دينية ؟
    2-قولك أن السلطة في الإسلام (إنما هي من اختيار البشر) فيه تسمّح كبير لأن السلطة في الإسلام هي في المقام الأول (اختيار الله ورسوله) ، كيف؟ الجواب: الناس في الإسلام لا يختارون السلطة إلا وفق مراد الله ورسوله اعتباراً بالكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين – وقد رأيتك استشهدت ببعض أقوالهم - وليتك قيدت إطلاقك بهذا القيد ، إذ الناس في الإسلام ليسوا أحراراً إلى درجة أنهم يختارون السلطة التي يريدون حتى ولو كانت على غير مراد الشارع. وبهذا الفرق الجوهري يختلف الإسلام عن الديمقراطية التي تجعل اختيار الشعب مقدماً على اختيار الله ورسوله ولذلك قال الله تعالى (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) ، و قال تعالى (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) ولفظة (من شيء) في الآية صيغة تفيد العموم فلا يخرج شيء من متناول هذه الآية إذ المرجع الأول في التحاكم هو الله بواسطة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ما دام المرجع الذي نتحاكم إليه في كل أمورنا ، بما فيها السلطة ، هو دين الله أليست هذه سلطة دينية ؟ الجواب: نعم بلا أدنى شك ولكن الفرق الوحيد – ولكنه كبير – هو أن ديننا دين عظيم شامل صالح لكل زمان ومكان و إنسان ، وغيره من الأديان لم يبلغ مبلغ الإسلام فلذلك لجأ أهل تلك الأديان المحرفة الناقصة أو الوثنية البائدة إلى ترقيع وتكميل أديانهم بشيء من اجتهادات الفكر البشري المبرأ من العصمة !
    3-قولك أخي الكريم (والحاكم شرعيته مستمدة من إرادة الناس وأحكامه ومواقفه غير مقدسة بل قابلة للنقض إذا خالفت الشرع) فيه تجاسر كبير ولكني احسبه سبق قلم. أخي الكريم إن شرعية الحاكم في الإسلام مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أولاً وقبل كل شيء. بعبارة أخرى : لو أن جمهور الناس كانت إرادتهم مخالفة للشرع أو أصل من أصول الشرع فهل يوافقهم الحاكم ويستمد شرعيته من اختيارهم ؟ لا أظنك توافق على ذلك. أما كون مواقف الحاكم غير مقدسة فهذا صحيح لأن المقدس الأول هو شرع الله المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله وأما الإنسان فمجتهد غير معصوم ، ولكن ينبغي أن نحذر من جعل عبارتك وسيلة إلى تنحية أحكام الحاكم الموافقة للشرع بحجة أن مواقفه غير مقدسة. إن أحكام الحاكم مقدسة إذا وافقت شرع الله وغير مقدسة إذا خالفت شرع الله. وكذلك إرادة الناس المحكومين هي أيضاً مرفوضة إذا خالفت الشرع وهي ليست بمنأى عن شرع الله بل يجب عليهم ضبط اختيارهم وحريتهم بمراد الشارع الحكيم في اختيار الحاكم لا مجرد مراعاة والأهواء الشخصية والاستجابة للرغبات الذاتية المتنوعة التي لا تكاد تتفق إلا في القليل النادر.
    4-قولك (فالدولة الدينية ظاهرة "مسيحية" لا وجود لها في مفاهيم الإسلام القطعية حول الدولة). أما الدولة الدينية كظاهرة "مسيحية" فلا وجود لها في الإسلام وأما الدولة الدينية من حيث كونها تستمد شرعيتها من دين الإسلام وكظاهرة "إسلامية" فيجب أن يكن لها وجود ، إذ هذا ما دلّ عليه القرآن والسنة وأقوال الصحابة و أفعالهم وما أفرده الفقهاء والعلماء لذلك من أبواب كاملة في كتبهم ، إذاً الدولة الدينية بهذا الاعتبار وجودها ضروري ، وإلا أصبحت لا دينية !

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    911

    افتراضي

    جزاك الله خيراً أخونا عبد الله
    لماذا غيّروا (( ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم )) إلى : ولا أجسامهم .
    لا بدّ من نكتة بلاغية .
    اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل على حسن الملاحظة ، وطلباً للإنصاف مهما كان الغريم ، فإن الآية من تصحيفي أنا ، كتبتها على عجل من الذاكرة ، ثم نقلوها كما هي ، ثم قمت بتصحيحها فيما بعد.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي

    جزاكم الله خيرًا شيخ عبدالله ..
    وليتك تواصل تعقب سفهائهم ، فإن لم ينشروا لك ، ففي الشبكة ومنتدياتها وقرائها سعة عن " تسلطهم " ، لا سيما الساحات .
    وفقكم الله ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    16

    افتراضي

    بارك الله فيك
    ورفع الله قدرك
    كم نحن بحاجة لجريدة على الشبكة العنكبوتية فالصالحين كثر وأهل الخير في هذه البلاد كثر فمن يتبنى هذا الأمر

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي

    وفيك بارك وقدرك رفع أخي الكريم ، بالتفاؤل مع الحذر والرحمة واستيعاب أحوال المخاطبين ، نحصل على نتيجة طيبة إن شاء الله.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    المقال الرابـع

    حول بغض الكفار

    لقد لفت انتباهي مقال الكاتب حمزة المزيني – وفقني الله وإياه للعلم النافع والعمل الصالح - في صحيفة الوطن بعنوان "عذراً يا شيخ صالح" والمنشور يوم خميس 19 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 15 يونيو 2006م ، عدد (2085) ، حيث أثار عندي بعض التعقيبات التي لا تتناول في الحقيقة موضوعه لذاته وإنما هي تعقيبات وتوضيحات حول عموم هذا النهج في مسألة أثر اختلاف الدين في البغض والمودة والموالاة والمعاداة ، والذي أصبح يردده أكثر من كاتب في مقالات ومواضيع سبقت. أقول بغض الكفار درجات وليس شيئاً واحداً لا يقبل الزيادة والنقصان ، كما هوالإيمان عند المعتزلة هو شيء واحد إما أن يوجد جملة أو ينتفي جملة ولا مكان للتدرج. ومن خلال استقراء نصوص الشريعة نرى أن بغض الكفار يتأثر بنوع الكافر ودرجة كفره ، فمثلاُ:
    دلت مفاهيم الأدلة أن بغض الوثني المشرك هو فوق بغض الكتابي من نصراني ويهودي. ولذلك كان المسلمون يتمنون انتصار الروم على فارس مع أن الكل كافرولكن لما كان الروم أهل كتاب كان لهم اعتبار خاص وبشرهم الله بنصر الروم في بضع سنين. وفي هذه الثنائية أيضاً هناك تدرج تفصيلي فبغض الوثني المعتدي هو فوق بغض الوثني المسالم وكذلك بالنسبة للكتابي فبغض اليهودي هو فوق بغض النصراني ، وبغض المحارب المعتدي منهما هو فوق بغض من لم يعتد. وما سبق ذكره هو تارة منطوق وتارة مفهوم قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون). وهناك اعتبارات تجعل بغضاً أعظم من بغض في حق الكافر – والكافر هو ببساطة من ابتغى دينا غير الاسلام وإن كان البعض يضيق ذرعاً بهذا الوصف – مثل أن تكون لهذا الكافر أيادٍ بيضاء على المسلمين كما في قصة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم. فلا يعقل أن يكون بغض النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب هو كدرجة بغضه للمتمرد المتجبر أبي جهل. ولذلك أقسم عليه الصلاة والسلام ليستغفرن لعمه أبي طالب مالم ينه عن ذلك حتى نزل قوله تعالى (ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم). ومع هذا لم يكن حب الرسول صلى الله عليه وسلم مانعاً لعمه أبي طالب من دخول النار نسأل الله النجاة والعفو والسلامة.
    إذاً فهناك مستويان من البغض: المستوى الإجمالي فهذا هو ظاهر إطلاقات النصوص الشرعية وهو ذلك النوع من البغض الذي يجعل المسلم أياً كان أقرب وأحب إلينا وخيراً عندنا من الكافر، ولا يمكن هنا أن ننخدع بقول من قال : يجب أن نحب الجميع محبة واحدة متماثلة تحت مظلة الأخوة الإنسانية ! وظاهر إطلاقات النصوص بعكس ذلك تماماً. ولذلك كان الإيمان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى البغض في الله والمحبة في الله ، قال صلى الله عليه وسلم (أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله). والمقصود هنا - على أقل تقدير - هو تحصيل أقل درجات البغض وهو ذلك البغض الذي لا يجعل المسلم والكافر من حيث المحبة والموالاة على درجة سواء ، لا يختلفان ويتمايزان عن بعضهما، وكأن المسلم ، من حيث المودة والمحبة ، هو الكافر والكافر هو المسلم لا فرق بينهما ، ولا يقول بذلك إلا من عميت بصيرته وجهل معاني النصوص الصريحة.
    والمستوى الثاني هو المستوى التفصيلي ويتناول الأعيان سواء مجوعات أو أفراد كما أوضحت من خلال بعض الأمثلة في بداية هذا المقال. حيث تبين أن الكفار ليسوا كلهم على قلب رجل واحد فمنهم الوثني ومنهم الكتابي ومن كلا الفئتين هناك المعتدي الحربي وهناك المسالم ، بل هناك عامل القرابة كأن يكون الوالدان كافرين فهنا وجوب الإحسان في حقهما آكد من وجوبه في حق غيرهما من الكفار. ومع ذلك ينبغي ألا نتعجل فقد قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) فإبراهيم عليه السلام لم يكتف فقط بالبغض وإنما صرح بالعداوة بل قدمها على البغضاء ثم قال (أبداً) أي دائماً وجعل الغاية التي عندها يزول البغض وتزول العداوة (حتى تؤمنوا بالله وحده). بل جعل الله إبراهيم عليه السلام بصنيعه هذا أسوة حسنة و قدوة لنا في ذلك ، فواضح جداً أن البغض والعداء لمجرد الكفر أمر لا مطعن فيه – بل مشروع بدليل الآية - من حيث "الأصل" ، أي لا يمكن أن نقول يافلان أبغض ذلك الإنسان لظلمه وتعديه ولكن إياك أن تبغضه لمجرد كفره بالله ورسله بحجة أن ذلك من التعصب والتطرف وإلإلغاء والإقصاء وعدم الإنسانية !! أفيقال هنا عن تصرف إبراهيم عليه السلام: ما هذا التطرف وماهذه الإقصائية والأحادية يـا إبراهيم ؟ أو يقال لماذا عدم الاعتراف بالآخر يا إبراهيم ؟ وغير ذلك مما عم وطم من العبارات "المعممة" و المفاهيم "المجملة" والاصطلاحات "المترجمة الوافدة" المستندة إلى الثقافة العامة والفكر الاجتماعي والسياسي أكثر من استنادها إلى لغة العلم الشرعي ومعاني النصوص. والخلاصة هنا هو أن البغض والاحسان يمكن أن يجتمعان ، كيف ؟ نقول: يجتمعان إذا اختلفت متعلقات كل منهما ، فمثلاً في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب متعلق الحب مختلف عن متعلق البغض فإن الرسول مبغض له لكفره ولكنه محب له لإحسانه ووقوفه معه ، فمتى اختلفت المتعلقات أمكن الجمع بين المتضادين لأن محل كل منهما مختلف. فمحل بغض الرسول صلى الله عليه وسلم كفر عمه (العقيدة) ومحل حبه له إحسانه ومؤازرته(الأخلا ) ، فمتعلق "الأخلاق" غير متعلق "العقيدة". أما إذا كان المتعلق واحداً فلا يمكن الجمع حينئذٍ بين المتضادين ، كأن يكون المتعلق مثلاً في كلا الطرفين هو متعلق "العقيدة" فإنه لا يمكن أن أقول هنا أني أحب فلاناً وأبغضه من أجل "عقيدته" ، لأن العقيدة شيء واحد من حيث الماهية (لا من حيث الدرجة) ، فالتوحيد هو التوحيد والشرك هو الشرك والكفر هو الكفر ، فلا يعقل أن نحب شخصاً ونكرهه من أجل "توحيده" ! أو من أجل "شركه" ! فشركه هنـا محبوب ومبغوض معاً ، هذا غير معقول ، لأن الشرك والكفر مبغوضان في كل الأحوال ، ومن ارتضاهما فهو مبغوض من هذه الجهة – وهي مناط البغض الحقيقي الفاصل بين المسلم وغير المسلم - لامن جهة أنه طويل أو قصير أو بريطاني أو أمريكي أو فنزويلي أو أبيض أو أسود. هذا من حيث الإجمال أما من حيث التفصيل فهناك درجات – كما سبق التمثيل له - من البغض والمعادة والمحبة والموالاة بحسب حال الكافر ونوع المتعلق الذي يتعلق به كل من البغض والمودة. إن هذه المواضيع وأمثالها إذ لم تُتناول بتفصيل وموضوعية وانطلاقاً من قريحة علمية من قبل الكتّاب فإنها ستؤدي إلى خلل حقيقي في الفهم والادراك لطبيعة العلاقة مع ما يسمى ب (الآخر).
    ولكن يبقى أني أوافقك على أن تحري العدل والإنصاف في درجات البغض أمر مطلوب بحسب حال المخاطب من غير المسلمين (تلطيف لكلمة "كفار") وأن يكون التعامل والتفاعل معهم بحسب ذلك أيضاً ، هذا أمر معقول ومقبول ، وإلا فهل يكون بغضنا "لبوش" مثل بغضنا "لمواطنين أمريكيين " يناضلون بطريقتهم الخاصة من أجل التنديد بسياسات الظلم والاستبداد ، كلاّ والله ! بل نقول للمحسن أحسنت ولو كان كافراً ونقول للمسيء أسأت ولو كان مسلماً ، فندور مع الحق حيثما وكيفما دار. و "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" (أخرجه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح).

  11. #11

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    أكثر الله من أمثالكم

    ورفع قدركم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    جزاك الله خيرا أخي عبدالعزيز ، وقدرك رفع وبعلمك نفع.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    نفع الله بك ياشيخ عبدالله

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    وبكم نفع أخي الفاضل ، وأسأل الله ان يعينني على سداد الدّين عاجلاً : )

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    جزاك الله خيراً ونفع بك

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    هل تأذنون لنا بنشرها باسمكم في منتدى ليبرالي؟
    سبحان الله العظيم
    سبحان الله وبحمده

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    139

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    -

    بعد عدة محاولات نشروا لي بعد الواسطة في احد الجرائد وبعد التنتيف !

    وجريدة اخرى كتبت رداً فقصصوه تقصيصاً فرد علي المخالف من حيث قصوا ، وكأنهم تواطئوا على القص !

    بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين

    ،،

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    أين صاحب المقال؟
    سبحان الله العظيم
    سبحان الله وبحمده

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخنساء مشاهدة المشاركة
    أين صاحب المقال؟
    بالتأكيد يمكنم نشرها أينما ترون باسمي ، نفع الله بي وبكم وجعلنا مفاتيح للخير.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: مقالاتي التي لم تنشرهـا صحيفة "الوطن"

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفاضل عبدالله الشهري ،،

    اليوم دخلت إلى موقعنا الجميل وقرات موضوعك الأول ، وأقول : بارك الله فيك وهنيئا لك هذا الفهم العميق وهذا الطرح المتاسك والرد المقنع ، وهو أمر فوق مستوى صحيفة الوطن ، تلك الصحيفة التي لم تتعلم - وفي ظني اأها لن تتعلم إلا ما شاء الله - شروط الكتابة الراقية العميقة المفيدة ، ولم تقدم للقارئ كاتبا واحدا يدرك خطر رسالة الكلمة وعظم أمانتها ، ولم تحترم يوما قارئها فتقدم له ما يعمق انتماءه لهذا الدين ولهذه البلاد المباركة ، بلاد الحرمين ، أعزها الله ، ولا عجب ففاقد الشيء لا يعطيه .

    مرة أخرى وجدت كاتبا فوق مستوى صحيفة الوطن أسلوبا وثقافة وفهما وتحليلا ورقيا في الخلق والكلمة ، ولهذا لم استغرب عدم ارتقائها إلى مستوى هذه القامة .

    وفقك الله وزادك إخلاصا واتباعا لدينه القويم .

    أخوك المحب / علي التمني

    18/6/1428

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •