بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولله الحمد في بلاد الاسلام لانهاية لرجال يعتز الفخر بذكرهم من خلاله .... اضاءوا حياتنا واثروا فكرنا وتجاربنا وليس لنا الا ان نذكرهم وليتنا بذلك نوفيهم جزء من حقهم الذي هو تاريخ من اشكال العزه والتضحيات والتقوى لله وهذا هو الاهم.
انا هنا ايضا لاخبركم عن رجل لقيته في ساحة الحرم وكان له معي حديث وقفت فيه موقف المذهول وهذا نحن... لانملك الا الانبهار والحمد لله اننا نملك امكانية التصور لياخذنا الى عالمهم حتى نرى فيه جزء يسير من عظمتهم....
الشيخ الذي احدثكم عنه اتى الى مكه من أرض حضرموت له طبيعه لايحملك فيها الى الرهبه او الريبه منه يتحدث بابتسامه آسره تحس معه انك عشت معه والفت وجوده بجوارك منذ زمن طويل.
اول مابتدرني به ان عرض علي ان اضع اصبعي على رقم الحزب في المصحف وهو يخبرني كم هو.. الحقيقه اختبرته ثلاث مرات وهو يجيب ويعطيني الرقم الصحيح وبعد ان اخبرني بسره بدأ بسؤالي عن ابنائي وسألني كم عددهم فاخبرته كم وهم سته ولله الحمد ثم قال لي سأخبرك بقول تقوله لزوجتك يزيد من تعلقها بك ويحسسها بمدى حبك لها قلت ان شاء الله فدعى لنا وقال بلغها ان ترجو أجرها من الله لاغير.. في خدمتها لأهلك ولك وتربيتها لابنائها ومشقة حملهم ومتابعتهم وان تحتسب وتدعو الله ان يجعل اجرها عنده وبلغها انها ستسأل عن القطمير والفتيل والنقير.. شكرته واثنيت على حرصه وقبلت رأسه فقال لي تعرف القطميروالفتيل والنقير قلت له لا... ابتسم واخبرني عنها ثم استدرك ان نواة التمر ((ذات العلاقه بما سبق)) اذا زرعت وبطنها للأعلى انبتت نخل لقاح واذا قلبت انبتت نخل مثمر.
حقيقة جعلني الرجل في جلبة فضول وبادرته بسؤالي عنه فأخبرني بما سبق وذكرت وللمعامله بالمثل سالته عن ابنائه فقال وقد لمحت منه الفخر في ملامح وجهه انهم في احسن حال وحمد الله سبحانه فاستثار سؤالي عن شأنهم فأخبرني ان خمسه منهم استشهدوا في حرب افغانستان والسوفيت فانشل لساني وتأتأت وانا اتأكد من عددهم خمسه قال نعم وبابتسامه هادئه وملامح وقوره اضاف واثنين منهم في غوانتنامو اصبحت في ذهول وبعد ثواني أرخيت رأسي ودعوت لهم وله ثم أكدت عليه انهم لم يعودا مع من عادوا قال لا لم يعودا فسألته ومن غيرهم قال اثنين دعى لهم وأمنت بعده وبفخر لايختلف عن سابقه اخبرني بعملهما... وانا يااخوتي في خضم مشاعر متلاطمه فانا امام رجل اخرج بتربيته سبعه مجاهدين طلبوا الجهاد بأنفسهم في ارض الجهاد وهم على بينه من طلبهم وعلى حق فلم يخلطوا في انفعالاتهم ولم ينحرفوا بغرور من علمهم والتزامهم بطاعة الله فمربيهم امام وخطيب جمعه وهو ذاته الذي بجواري وفي ساحة الحرم امام بيت الله كأن المكان كان خاليا الا منه والله ...
وقبل ان نقوم لصلاة نافلة العشاء الاولى قال تعلم مالذي يقوي بصرك قلت ماهو؟ قال قراءة القران والنظر الى الكعبه وكحل الأثمد.. فقمت فقبلت رأسه بعد ان قبضت بيداي عليه وهو يبادل فعلي الأرعن بابتسامه رائعه لايسعني معها الا ان ملأت نفسي بالحسره اني سأتركه وانا لااعلم ان كنت سألقاه مرة اخرى وبعد الصلاه ملت اليه اسأله ان اخدمه فرد بالدعاء لي بالصلاح وتركت جواره وخرجت وانا لايفارقني الأسف أني خرجت ولكنها الضروره والحياه وتناقضاتها ......فهذا هو الرجل الذي لن انساه ولو كان لي امنيه في لقاء عزيزلاأقدرعلى مقابلته فلن اتمنى سوى رؤياه ...
والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،