الحمد لله ...
في ظل العولمة التي تحاول أن تجمع العالم كله تحت سلطة أممية واحدة وتحت عقلية ثقافية واحدة لابد هنا أن يبرز المسلم بثقافته ويبقى بريقه ولمعانه الذي يفرقه عن غيره
وذلك لايكون إلا بالثقافة التي تستمد من وحي الله المنزه وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ المطهرة فهما مصدري ثوابتنا التي لاتتبدل مهما تغير الزمان والمكان .
فقد عزمت أن أكتب سلسلة مقالات بعنوان : ( ثوابت لاتتغير عبر الزمان والمكان ) واتمنى من إخوتي التسديد والتوجيه فالمرء ضعيف بنفسه قوي بالله سبحانه وبإخونه الذين هم سبب من عند الله .
فمن أهم الثوابت التي لابد لنا معرفتها والتمسك بها بيان الرأي والرأي الآخر ووجهة النظر وهو ما يسميه العلماء بالاجتهاد .
يقول الشيخ سلمان في مقاله بين الثبات والتجديد : (إن أعظم الثوابت هو الاجتهاد ، وهو أساس المتغيرات فإن المرء إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ؛ لأن اجتهاد المرء ينتقل من فاضل إلى أفضل أو من مفضول إلى فاضل.)ولا بد لنا أن نعرف أن هذا الاجتهاد ليس في جميع أمور ديننا بل ينبغى علينا أن نفرق بين ما يُقبل فيه بيان وجهة النظر والرأي وبين ما لا يصح فيه ذلك ولا يقبل
يقول الشيخ سلمان أيضاً : ( فالدين المحض يسأل المرء الثبات عليه بكل حال ، والرأي يطلب المرء الصواب فيه و يتبع المرء الهداية حيث كانت ) بتصرف .
وهذا الحق في بيان وجهة النظر والرأي لم يترك لأي مسلم أن يدل فيه بدلوه
بل من أراد هذا الحق فعليه أن يسلك طريقه ويحقق شروطه التي وضعها من هم أحرص الناس على دين الله وهم العلماء ـ رحمهم الله ـ
ولعل في المقال التالي نتطرق إلى هذا الشروط ونسلط الضوء عليها .
وفق الله المسلمين للتمسك بهذا الدين القويم .