خطبة المسجد الحرام بتاريخ 9 - 11 - 1429ﻫـ
الشيخ صالح آل طالب

.....
"أهمية العلم الشرعي وحاجتنا للعلماء المؤصلين"
.......
الخطبة الاولى

الحمد لله أحاط علمُهُ جميعَ الكائنات، وحوى سلطانُه الأرضَ والسموات، يُحْيِي القلوبَ بنورِ الوحي كما يبعث الأرض بالقطر بعد الموات، أعلى للعلم شأنًا، ورفع للعلماء قدرًا ومكانًا، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسولُه بلَّغ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصح الأمَّة وجاهد في الله حقَّ جِهادِه حتى أتاه اليقين، صلَّى الله وسلَّمَ وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغرِّ الميامين والتابعين من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
عباد الله،
خصلةٌ هي معيار تفاوت الأمم في الميزان، وفضيلةٌ تتفاضل بها الدول والأوطان، كلٌ يدعيها إن كان بها خليًا، فضيلةٌ سعت إليها الشرائع والعقول وتنافس فيها أهل الشرف والأصول، هي أول ما أُكرم به الإنسان يوم خلق، وزُوِّدَ به يوم وجد، فيكم - أيها المسلمون - فضيلة العلم، واقرؤوا إن شئتم {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَة} [البقرة: 31].
أيها المسلمون:
منذ ذلك اليوم الأول الذي أصاب فيه آدم علمًا استمر العلم والإنسان مصطحبان يؤثر أحدهما في الآخر ويعكس أحدهما حال صاحبه، ومتى وُجد العلم النافع في أمةٍ هداها، فقَوَّمَ منها السلوك، ورَقَّاها في مدارج الحضارة.
وليس القصد بيان أهمية العلم وفضله فإنَّ هذا مما استقر في النفوس وأصبح من بدائه العقول، فمنذ ذلك اليوم الأول لوجود الإنسان وعلى مر الأزمان تفرَّع العلمُ وتشعَّب وانقسم وتعدد، إلا إنَّه يُمْكِن إدراج العلم تحت قسمين رئيسين هما:
علم الشريعة والدين، وعلم الطبيعة والتجريب.
وتجاذب هذان العِلْمَان البشر على مر العصور، فيأخذون من هذا ويأخذون من ذاك، ويشتغلون بهما أو بأحدهما، وفي العصور الماضيات كانت علوم الشرائع والأديان هي المقَدَّمَاتُ لَدَى الأمم، وأهلها من الأحبار والعلماء هم خواصُّ الملوك وجلساؤهم، وهم أهل الرأي والمشورة فيهم.
وبقدر قُرب الولاة والعلماء يكون قُرب الأمة من شريعتها، وبقدر تباعدهم يكونوا بعد الأمة عن شريعتها. وقد تجلَّى هذا التقارب والتمازج في القرون الأولى من عمر أمة الإسلام؛ فهُدِيَت ورَشَدَت، وتَبِعَ تلك النهضة الدينية نهضة دنيوية تطورت على إثر ذلك علومٌ تجريبيةٌ كثيرة. ويكاد يكونُ هذا الأمر مضطردًا؛ إذ كل نهضة دينية راشدة في تاريخ الإسلام تعقُبُها نهضةٌ دنيوية.
وقد نتلمَّسُ ذلك في إشارات من القرآن العزيز {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96].
.
أيها المسلمون:
في القرن الماضي وفي أواخر الذي قبله فُتِحَ على البشر من علوم الدنيا ما لم يُعهَدْ في أسلافهم، وتفجرت المعرفة والاكتشافات، وأَوْرَثت تلك العلوم والمعارف تفوُّقًا سياسيًا وصناعيًا رافقه نتاجٌ فكري وأدبي غزير، نقلت البشر إلى حالٍ من الرفاهية، وسَيَّدت تلك العلوم وأربابها، ومكَّنَتهُم من بسط نفوذهم على كثير من البلاد احتلالاً واستعمارًا، وأدرك المغلوبين ما يُدرك المهزوم عادةً مما قرره أهل التاريخ والاجتماع من أن المغلوب مولعٌ أبدًا بتقليد الغالب في شِعاره وزيِّه ونِحلته وعوائده وسائر أحواله.
وكان الظهور هذه المرةَ لغير المسلمين في زمن ضعفهم في أمور دينهم ودنياهم، وأُصيب كثيرٌ من المسلمين هذه المرة ليس في أجسادهم وأبشارهم، وإنَّما في قناعاتهم وذواتهم. وعندما تُصاب أمةٌ من الأمم بهذا المرض المدمِّر والذي هو فقدان الذات، فإن أبرز أعراضه يتمثل في الانبهار القاتل بالأمم الأخرى، والاستمداد غير الواعي من مناهجها ونظمها وقِيَمِهَا.
ولما كان الغالب قد نحَّى الدين والتدين وهمَّش علوم الشرائع والأديان وهوَّن من شأن رجاله وعلمائه، سَرَت هذه العدوى إلى كثيرٍ من بلاد المسلمين، والتي كانت تردحُ تحت نَيْرِ المستعمر، ونجَّى الله هذه البلاد المقدسة فلم تَطَلْهَا يد الاستعمار.
وعندما قررت كثيرٌ من البلاد الإسلامية ذلك الحين مناهجها الدراسية وأنشأت معاهدها وأقسامها الجامعية كان نصيب علوم شريعة الإسلام فيها ضئيلاً وحظ شباب المسلمين منها قليلاً.
ومع هذه القلة فإن تلك العلوم الإسلامية في كثيرٍ من تلك المدارس لم يكن يشترط فيها النجاح لتجاوز المرحلة الدراسية؛ فنشأت أجيالٌ من المسلمين مبتوتة الصلة بتاريخها قليلة العلم بأحكام دينها، يعرفون من تاريخ الغرب أكثر مما يعرفون من تاريخ بلادهم، ويعلمون من سِيَرِ قادة المستعمر وعلمائه مالا يعرفونه عن عظماء قومهم. أما علمهم بأمور دينهم فهذا مما يُشكى إلي الله.
إلا أنَّه لم تخلُ بلاد الإسلام من معاقل لعلم الشريعة، جاهدت ذات الحين جهاد عمَّ أثره وحفظ الله به علم الشريعة وعلماءها، منها: أزهر مصر ومحاضن للعلم في هذه البلاد الطاهرة كانت نواةً لجامعات إسلامية نفع الله بها عموم المسلمين، تمحَّضت لتدريس علوم الشريعة، وأمَّها طلبة العلم من أقطارٍ شتَّى، مع حلق العلم في المساجد، ومعاهد في بلاد أخرى للمسلمين.
وبعد، أيها المسلمون:
ما سبق من عرضٍ لا يعني أبدًا التهوين من علوم الطبيعة والتجريد، ولا الغَضْبَ من فنونٍ تخدم أغراضًا دنيويةً بحتة، فإن العلوم التي تَصْلُحُ بها دنيا الناس ومعاشهم قد يدخل تعلُّم بعضها وتعليمه في الواجب الكفائي.
لكنَّ المؤسف المحزن أن تجيل طرفك في عموم بلاد المسلمين فترى انحصارًا وضعفًا في الاهتمام بعلم الشريعة، وأن ترى تعليق القبول في معاهدها وجامعاتها بحاجةِ سوق العمل أو بالوفرة الوظيفية، كأن علم الشريعة لبناء الدنيا.
كما تَأْسَى أن تُزاحم أروقةُ الجامعات الإسلامية الرائدة في العالم الإسلامي بتخصصاتٍ علميةٍ أخرى، كأن إطِّلاعها بتدريسها ليست مهمةً كافيةً تُحشد لها الطاقات وتُوَفَّرُ لها كل الاهتمامات، أو كأن الجامعات الشرعية لا توصف بأنها متطورة أو متقدمة إلا بتبنيها لعلوم تُزَاحم علوم الشريعة.
ومع حسن ظننا بالقائمين على ذلك الداعين إليه إلا أنه يجب تذكير الجميع بعظمة علوم الشريعة الإسلامية وعظمت استمدادها وثمرتها، وأنها تُصلِحُ أمور الدين والدنيا، ومدى حاجة العالم كافةً إليها وضرورة الأمة إليها، وأننا يجب ألا نَهِنَ أمام ولع الناس وشدة اهتمامهم بعلومٍ أخرى ونفقد الثقة في أنفسنا وفي مكانة علومنا الشرعية، فإن استمدادها من السماء، ومُعَلِّمِيهَا الرسل والأنبياء، وثمرتها إسعاد البشر في الدنيا وفي الحياة الآخرة.
والعلم الشرعي يُكسب صاحبه خيريةً قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ((من يُرد الله به خيرًا يُفَقِّهه في الدين))، فتَفَقُّه مسلمٍ هو كسبٌ لمجتمعه إذا أصبح أحدُ أفرادِهِ خيِّرًا، حتى ولو انتفع على نفسه، فكيف إذا عمل به وبَلَّغَه، إنه ميراث الأنبياء.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثُّوا العلم فمن آخذه أخذ بحظ وافر)).
إنَّ العلم الشرعي وأصحابه هم المُقدَّمُون في الدنيا والآخرة، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - يأتي يوم القيامة يَقْدُمُ العلماء برطوة.
أيها المسلمون، أيها المفلحون:
أَدرِكُوا علم الشريعة؛ فالعلماء الربانيون يموتون، والاهتمام بهذا العلم يتضاءل ويتقلَّص، والعالم يضطرب في ظلمات الجهل بالله واليوم الآخر، وتنعدم الأخلاق والقيم في لجج السياسة والإعلام والاقتصاد والتشريع.
ثم إنَّك ترى من يتقحَّمُ بالجهل في مسائل الدين بالجهل والهوى، ومن يتطرَّفُ في أحكامه بالغلو والتعصب، كل ذلك نتاج انحسار العلم الشرعي المؤصل، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا يَنتَزِعُه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتَّخَذ الناس رُؤُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فأَفْتَوا بغير علم فضلُّوا وأَضلُّوا)) متفق عليه.
إن حاجة الناس إلى العلماء وإلى علم الشريعة كحاجة الظمآن إلى الماء والغريق إلى الهواء، خاصةً في زمن اضطراب الأهواء، إنَّ كَسْرَ بَوادِرَ الغُربَةِ بظهور معاقل علم الشريعة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء)) رواه مسلم. وفي رواية بسند حسن: ((بدأ العلم غريبًا وسيعود غريبًا)).

أيها المُهتَمُّون:

إننا إن قمنا إصلاحًا وتطويرًا لمحاضن علم الشريعة فإن لهذا الأمر مجالاته ومنها: التزكية الروحية لطالب العلم، وتطوير آليات التعليم وطرائقه، وإعادة ترتيب مناهجه وسبله، ودعم مراكز البحث العلمي، وغير ذلك مما لا يَعجَزُ عنه الأكفاء المخلصون.
علينا أن ندرك ونعي أن العلوم المقحمة على الجامعات الشرعية المتخصصة لها جامعاتها التي تُدَرِّسُهَا بكفاءةٍ وخبرةٍ في طول البلاد وعرضها، أما ما يُعْنَى بتدريس الشريعة فإنه في العالم قليل، والمستقيمُ على النهج السليم أقل من القليل، فليت شعري ما الذي سيبقى بعد ذلك من هذا القليل!!
ومرةً أخرى فإنه لا مساومة على أهمية علوم الطبيعة والتجريب، فذاك أمرٌ مُسَلَّمٌ، ووجود جامعاته المُختصَّة أمر محمودٌ ومطلوب، لكن هذا لا يقتضي مزاحمة علم الشريعة والتقليص من مخرجاته، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
.
الحمد لله جعل العلم مَربحًا ومغنما، وسَيَّرَهُ إلى الجنة طريقًا وسلمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله بعثه الله له هاديًا ومعلمًا، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى الآل والصحب الكرام، نقلوا إلينا دين الله فكانوا نِعْمَ الأُمَنَاءِ، واستودعونا ميراث الرسل والأنبياء، فرضي الله عنه وأرضاهم، ورضي عمَّن صار على نهجهم واقتفى.
أما بعد، أيها المسلمون:
ففي زمنٍ انتشار المعلومة وكثرة مصادر التلقِّي وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه تَبرُزُ الحاجة المُلِحَّةُ إلى العلم الشرعي المؤصل، فليس العلم مجرد معلومات تحصَّل، إنما هو فقهٌ ودُرْبَة ودينٌ وإِيمَانٌ وقواعدٌ وأصولٌ وإحاطةٌ بأصولِ الاستمداد وطرائقه وأدلته والموازنة بينها وطرق الاستنباط والترجيح ومعرفة الأحوال والوقائع والمقاصد وغير ذلك، مع بذل الأعمار ومواصلة الليل بالنهار في تحصيل ذلك والتروي منه.
قال الإمام مالك رحمه الله: "ما أبكيت أحدًا حتى شَهِدَ لي سبعون أنِّي أهلٌ لذلك" فكيف لو رأى تَفَجُّرَ من لا خلاق له ممن يجول ويصول بقلمه ولسانه في كل فنٍّ وعلى كل منبر، لم يطلب العلم يومًا لكنه عرف شيئًا أو أعجبه رأيه فطار به.
إنَّ العلماء شيءٌ آخر فوق الوُعَّاظِ وفوق المفكِّرِين، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((سيأتي على أمتي زمانٌ يَكثُرُ فيه القراء ويقل الفقهاء ويُقبَضُ العلم ويَكثُرُ الهَرْج)). أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
يجب أن يُعْرَفَ للعالم الحق قَدْرُه، وأن يُوَقَّرَ لله ولما يحمله من دين الله، والحذر كل الحذر من التهوين من شأنهم لدى العامة أو محاولة إسقاطهم، وما يَقدَحُ فيهم إلا زائغ.
العلماء أمان الأرض من النقص، وفي قول الله عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في أحد تفسيريه: "خرابها بموت علمائها وفقهائها"، وكذا قال مجاهد أيضًا: "خرابها بموت العلماء".
إن صدرًا حوى علم الشريعة، وقلبًا مُلِئَ خشية وإيمانا، وكهلاً أفنى عمره في العلم بالله وآياته وأحكامه لهو حقيقٌ بالتوقير والإجلال.
أيها المسلمون:
لقد صاح المنصفون من جهة الغرب: "قدَّمنا لكم الصناعات والمخترعات فقَدِّمُوا لنا ما لديكم من نور الإيمان" حيث شفوا بهذه الحضارة، ثم أصبح العالم وقد انهارت نظم الرأسمالية وقبلها الشيوعية، فصاح المنصفون مرة أخرى بأهل الإسلام: "قدموا لنا ما لديكم من نظم تستمد نورها من السماء".
فهل يقدر على ذلك غير العلماء المؤصلين؟! وهل تقوى أمة الإسلام على تقديم مشروع اقتصاديٍّ إسلاميٍّ عالميٍّ إلا إذا كان لديها مراكز البحث العلمي المتخصص والجامعات العريقة المتخصصة والباحثون المتخصصون؟!
وإنها لوقفة إشادةٍ بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بتقديم النظام الإسلامي الاقتصادي للعالم عبر "مؤتمر الحوار"، فبارك الله في الجهود وسدد الخطى.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبدالله رسول الله ومصطفاه، اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهمَّ أعزَّ الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.
اللهمَّ آمنَّا في أوطاننا ودورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهمَّ وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، اللهمَّ وفقه ونائبه لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهمَّ أصلح بطانتهم واصرف عنهم بطانة السوء يا رب العالمين. اللهمَّ وفق ولاة أمور المسلمين لما تحب وترضى، وخذ بهم للبر والتقوى.
اللهمَّ أصلح أحوال المسلمين في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهمَّ رُدَّهُم إليك ردًا جميلاً، واجمعهم على الحق والهدى والكتاب والسنة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهمَّ انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيِّك وعبادك المؤمنين، اللهمَّ انصر المجاهدين في سبيلك في فلسطين وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهمَّ عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهمَّ أنزل بهم بأسك ورجزك إله الحق.
{ررَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].
اللهمَّ فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّث كرب المكروبين، وفكَّ أسر المأسورين، واقضِ دين المدينين، واشفِ برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذريَّاتهم ولجميع المسلمين، اللهمَّ اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر أمورنا وبَلِّغنَا فيما يرضيك آمالنا.
اللهمَّ لك الحمد على ما أنعمت به علينا من الغيث والمطر، اللهمَّ بارك لنا في عطائك، وزدنا من نعمائك، واجعل ما أنزلته قوةً لنا على طاعتك.
اللهمَّ زدنا ولا تَنْقُصْنَا وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهمَّ اجعلنا شاكرين لنعمك قابليها مثنين بها عليك.
ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180 - 182].