هذه العبارة ليست لفرعون بل وليست لشخص يُعرف بأنه متكبر جبار .
بل وليس هذا هو سياقها .
هذه العبارة تُنسب - والله أعلم بصحة نسبتها - لإمام من أئمة المسلمين ، ولكنها مسبوقة بعبارة تخفف وطأتها بلا شك ، ولكنها لا تزيل استشكال تزكية النفس بهذه الصورة المفرطة وبهذه الألفاظ المستغربة :
لولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغي من كل ليث وآل مهلب وأبي يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي حسبت الناس كلهم عبيدي
إن مثل هذه العبارات - وإن كان أولها ينفي الاعتقاد الشنيع- إلا أنها في نفس الوقت تحمل مبالغة في مدح النفس ، أرأيت لو أن رجلاً قال مثلاً :
لولا كتاب الله ربي لحسبت نفسي نبياً !
ولولا حديث رسول الله لحسبت نفسي خير الناس
ولولا خشية الله لسميت نفسي أكرم الأكرمين
طبعاً قد تكون نسبة الأبيات لهذا الإمام الجليل غير صحيحة وقد تكون الآفة هي فهمي السقيم وقد يكون غير ذلك ، لكن ما هو القول السديد ؟