السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القراءة , هل هي ثقيلة أم أن النفوس تثاقلتها ؟ ولماذا ؟
في الحقيقة أن القراءة ليست ثقيلة في ذاتها تماما كالرياضة , فأكثر الناس يتثاقل ممارسة الرياضة بشكل يومي رغم ما في ذلك من عظيم الفائدة , وليست المشكلة في الرياضة بل في كسل الناس , وهذا بالضبط هو الحال مع القراءة .
ولكن أليس من غير المعقول أن نقول لشخص لا يمارس الرياضة : إن عليك أن تمشي 2 كيلو في اليوم !
وهل لو أراد فعلاً أن يمشي هذه المسافة سوف يستطيع ؟
الواقع أن هذه المسافة وبرغم أنها ليست طويلة إلا إنها تعد شاقة على من لا يمارس رياضة المشي بشكل يومي , وهذا هو الحال ذاته عند من لا يقرأ .
أتذكر أنني كنت في إحدى المكتبات ودخل شاب صغير متدين وسأل عن كتاب تفسير السعدي " تيسير العزيز المنان " - والكتاب كما هو معلوم له طبعة في مجلد واحد مكون مما يقارب الالف صفحة وبخط صغير - المهم عندما جاء البائع بالكتاب , ذهل الشاب المسكين وقال : ما هذا كل هذا .
بصراحة الحق على من نصح هذا الشاب الصغير حديث العهد بقراءة هذا الكتاب , برغم أن هذا الكتاب لا يعد من المطولات في التفسير , ولكن بالنسبة لشاب مراهق حديث عهد يعد ذلك كبيراً عليه , ولو أن من نصحه أشار عليه بقراءة كتاب " تفسير العُشر الأخير من القرآن " للشيخ عمر سليمان الأشقر , وهو كتاب مجتزأ من زبدة تفسير الإمام الشوكاني " فتح القدير " , وفيه تفسير لآخر ثلاث أجزاء من القرآن الكريم ( قد سمع - تبارك - عم ) , لو أشار عليه بهذا الكتاب لكان أفضل .
إذا كانت عضلات الجسم تحتاج لتمرين متدرج حتى تستطيع أن تمشي المسافات المتوسطة والطويلة , فيبدأ الإنسان مثلاً بالمشي مسافة ربع كيلوا لمدة أسبوع ثم يزيد المدة ربعاً آخر فيمشي نصف كيلو لمدة أسبوع آخر ثم يضيع ربعاً آخر في الأسبوع الثالث وفي الرابع يتم كيلوا كامل وهكذا حتى يبلغ المسافة التي يريد رويداً رويداً , ولكن لو أراد أن لا يتدرج ويحاول قطع المسافة من أول يوم سوف يفتر ويمل وربما يحصل له ما لا يحمد عقباه , فكذلك الأمر مع من كان بعيداً عن القراءة ثم قرر أن يواضب على القراءة .
للحديث بقية إن شاء الله تعالى