قرأت كتاب شرح (التصريف العزي للزنجاني) للعلامة محمود بن عمر التفتازاني.
وأعجبني ما فيه من الفوائد والنفائس والتنبيهات.
ثم تعجبت عندما عرفت أنه صنفه وله من العمر ست عشرة سنة !
ثم خطر على بالي هذا الموضوع، وهو مَن مِن العلماء وضع بعض تصانيفه وهو دون العشرين من العمر؟
وإنما قلت دون العشرين؛ لأن العادة الغالبة أن طالب العلم لا ينال قسطا مناسبا من العلم وهو دون العشرين، إلا ما كان نادرا، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي جلس في مجلس أبيه وهو في العشرين، ومثل أبي المعالي الجويني الذي جلس أيضا مجلس أبيه وهو في العشرين، ومثل علامة شنقيط الشيخ عدود حفظه الله وبارك في عمره ونفع بعلمه، الذي قال: ما ازددت من أصول العلوم شيئا بعد التاسعة عشرة من عمري!!
هذا بخلاف نوابغ المتقدمين؛ من أمثال الشافعي الذي أفتى وهو دون العشرين.
ويحضرني ممن ألف وهو دون العشرين:
- أحد شراح مائة المعاني والبيان لابن الشحنة، وضعه في السادسة عشرة، ولا أذكر اسمه.
- البدر العيني، له شرح على مراح الأرواح في الصرف، وضعه في التاسعة عشرة.
- ابن الجزري، له كتاب التمهيد في التجويد، صنفه في السابعة عشرة.
- السيوطي رحمه الله؛ وضع تصنيفا عن الاستعاذة والبسملة وهو في الرابعة عشرة.
- العلامة عبد السلام هارون، صدر أول تحقيق له وعمره ست عشرة سنة.
فأرجو من الإخوة الأكارم إفادتنا بما عندهم في هذا الباب.
وجزاكم الله خيرا.