الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :
ذيلت عنوان المقال بآية الأنعام في قوله تعالى (104) " قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ " وذلك أن سورة الأنعام وآياتها 165أية كلها احتجاج على المشركين ورد على تشريعاتهم الفاسدة والظالمة كما نلحظ ذلك في زماننا هذا .
ومعنى الآية كما ذكرها الإمام الطبري : قد جاءكم القرآن يا معاشر المشركين - ومن على شاكلتهم - ما فيه البيان والبصائر وهي الحجة والبينة ، فمن أبصر فلنفسه نفعه ، ومن " عمي " عن الحق والقرآن فعلى نفسه ضررذلك " وما أنا عليكم بحفيظ " أرقب وأحفظ أعمالكم وأجازيكم عليها ، بل إن الله هو الذي يجازيكم عليها وقيل معناه : ( من ناحية أخرى ) لست عليكم بحفيظ فأحول بينكم وبين إضراركم بأنفسكم وإنما أنا رسول ،أبلغكم رسالات ربكم ، وهو الحفيظ عليكم لا يخفى عليه شيء من أعمالكم .
وبعد : أحبتي
هي أزمة تحمل في طياتها معاني النقمة والرحمة ، وذلك أن تقدير الله للإنسان كله خير لبرهم وفاجرهم مسلمهم وكافرهم ، قف وتأمل ما تحمله هذه الآية من صفة القوة والرحمة لله تعالى في قوله " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون" ( الأعراف 130) قال الإمام الطبري : أخذنا قوم فرعون وأهل دينه بالجوع عاما بعد عام إلى تسعة أعوام ، وزيادة في القحط لكي يتعظوا فيؤمنوا ، فلم يتعظوا ! .
فتأمل كيف هي رحمة الباري ، يريد منهم الإيمان والتوبة والإنابة ، ترغيبا واستمالة ، فيتودد لهم بالنعم التي كانوا عليها – حتى قال فرعون " وهذه الأنهار تجري من تحتي "( الزخرف51) - ويرسل الرسل ويقيم الدلائل والآيات ، لدرجة أن يوحي الله لموسى بلين القول لأعتى الطواغيت " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" ( طه 44) وتارة بالشدة في قول موسى عليه السلام لفرعون " وإني لأظنك يافرعون مثبورا "( الإسراء 102) قال الطبري في تفسير قوله (مثبورا) : قال ابن عباس : مغلوبا وقال مجاهد : هالكا ، وقيل : مخبلا لا عقل لك.
وهذا الذي فعله الغرب ومن استحسن فعلهم شبه جنون ، فبلايين الدولارات تباع وتشترى بسلع وهمية مع الغرر والربا الفاحش الذي طال حكومات ودول !! ولكن الغفلة مستحكمة ومطبقة عليهم ، " فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " (يونس 88) ، وما يدور على العالم اليوم من أزمة قد تطول أمدها ، لزم علي ذوي الحجا أن يراجعوا أنفسهم ، ويحذروا من عاقبة الربا والتعامل به بشتى أنواع صوره ، من بيوع الغرر المتنوعة الكثيرة الظالمة والفاسدة ، علينا وعليهم وعلى من عنده فطرة سوية ، الحذر من هذه الجراءة على الله وهذه الحرب اللاأخلاقية واللامسؤولة التي مورس فيها أبشع أنواع الغش والكذب وأكل أموال الناس بالباطل ، مما سبب في قطع وظائف آلاف الناس ، في المقابل شركة واحدة من شركاتهم وهي (أي .أي . جي الأمريكية) تصرف عشرات الملايين لبعض مدرائها في حفل كبير في بريطانيا وتقيم منافسة للعبة الغولف في ولاية كاليفورنيا ، في الوقت الذي تواجه بلادهم مشكلات مالية متزايدة !! وأبناء وطنهم في تشرذم ، حقا إنها ،نهاية البداية كما قال" مارينو فالنسيز إن" كبير مديري الاستثمار في بيرنغ أسيت مانجمنت في هونغ كونغ ، ولعل وعسى أن تصدق فيهم النبوءة!!.
فكل من تجاسروا على تجويز الربا والدفاع عن نظرياته قديما وحديثا سقطوا تحت قوله تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " ( الروم41) ،" وقوله " فذوقوا عذابي ونذر" (القمر37) وقوله " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "( الشورى30) ، ولكن أين المتعظ أين المتأمل ، يتحدث الغرب الآن عن تحول تاريخي غير مسبوق للنظام الإقتصادي العالمي جراء هذه الهزة العظيمة ،التي يتجرعون كأس ساقيها ، ولكن هيهات هيهات ولات حين مندم " فأذنوا بحرب من الله ورسوله " ( البقرة 279) ، يتحدثون عن رعب الكساد العظيم الذي حفروه بأيديهم وأيدي المطبلين للعلمنة والرأسمالية ، فأين هم ، أين حلولهم الآن! لم نسمع منهم غير الصمت المطبق ، بينما كانت ألسنتهم حداد على المخلصين الذين يدعون للنظام الإقتصادي الإسلامي ، أين حربهم على البنوك الإسلامية التي طال الهمز واللمز عليها -غير أنا لا نبرر أخطاءها -فهم يسعون للإصلاح خلافا لغيرهم فانتبه رعاك الله ، إي وربي نقمة وأيما نقمة في طياتها الرحمة ، علمها من علمها واستدل بآثارها من استدل ، فنحن وهم في هذا الإقتصاد العالمي في سلة واحدة ، تضرر فيه المسلم والكافر ، وللكافر منها أوفر الحظ والنصيب ولا زالت الخسائر بازدياد وضخ الأموال للبنوك بازدياد ،" فما أغنت عنهم آلهتهم " ( هود101) تعس والله معبودهم وخذلوا كما يصفهم المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبدالدينار وعبدالدرهم وعبدالخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش") رواه البخاري عن أبي هريرة ، وهم يا أحبتي كما قال ربنا عنهم " إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فهمل الكافرين أمهلهم رويدا " (الطارق 17-16-15) فهل أجدى عنهم هذا الضخ بالمليارات نفعا !! وهل اهتدوا للحلول السرابية ، صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال " بضم الضاد ، رواه الترمذي عن عدي بن حاتم ، نسمع كل يوم في الأخبار عن بحثهم لحلول للخروج من هذه الأزمة ، والحل أمام أعينهم ، ولكنه العناد " ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " ( المؤمنون 76) وعسى للبنوك الإسلامية أن تبرز دورها المهم والضروري فقد نجت بفضل الله المليارات من حساب المودعين فيها ، وعسى أن تتبنى الحكومات الإسلامية والعربية منظومة الإقتصاد الإسلامي الذي لا يقتصر فقط على قطاع البنوك الإسلامية بل تكون على جميع قطاعات الدولة ومرافقها - كما ذكر ذلك الأمين العام السابق لإتحاد البنوك الإسلامية - الأستاذ سمير عابد شيخ في مقابلة له في قناة المجد الفضائية ، والحال -والله - في ما نمر به أن توقن قلوبنا بأن الله حليم حكم عدل ، يعلم ما يصلح البر والفاجر ، ولكن هل سينتهون ؟ هل سينتهي الظالم عن ظلمه وعدوانه وأكله الحرام ، هل سينتهي عن جشعه وخداعه ، كلا لن ينتهوا ! " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " ( المطففين 14) لن ينتهوا حتى يتساقطوافي سياط الذل والهوان ، فمن عاش على شيء صعب تركه إلا من سلمه الله ، وذلك أن ربي يعلم سرائرهم وما تخفي صدورهم أكبر " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " (الأنعام 28) وكم هي أكاذيبهم على الشعوب والدول التي أكلت ثرواتهم ، واستنزفت مدخراتهم ، بيد أن قلوبهم منكرة وهم مستكبرون ،فالقلوب المعرضة عن منهج الله والمحاربة له ، أنى لها أن تستفيق!! وما كان لها ذلك من خلق ! إن داعي المرض أقوى بكثير من داعي الصحة ، والعلاج ليس في الحسبان ! وقد اتسع الخرق على الراقع ، وتأمل معي "آية الأنعام" التي تحكي واقع الأزمة الإقتصادية ، لتعلم أن الله هوالحكيم الخبير ، وهوالعزيز الحكيم جل في علاه " هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم "( النجم 32) هو أعلم بعباده من أنفسهم ، لتعلم حلم الرب الحليم -الذي لا يعاجل بالعقوبة وهم يعصونه عقود طويلة - الذي لا يغلبه أحد على أمره وقضاءه "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" ( الملك 14) نتأمل خبر وحال الظالمين -وهم وجه واحد لعملة واحدة منذ القدم - في سورة الانعام التي شيعها سبعون ألف ملك للنبي صلى الله عليه وسلم قائدهم جبريل قد سدوا الخافقين لهم زجل بالتسبيح والتحميد هذه السورة العظيمة تحكي فساد تشريعات المشركين قديما وحديثا تحذر من شقوة وسطوة من تنكب عن تشريع الله تعالى - قال سبحانه " ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون42 فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا!! ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون !!43 فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء!! حتى إذا فرحوا بما أوتواأخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون44 فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين 45"
لما سمع الغرب بدعوة الإسلام الإصلاحية في حياة الفرد والمجتمع ،أبت فطرهم الفاسدة إلا أن تغالب الحق ، حاربوا وعاندوا وشككوا، يريدون الهلاك للإسلام وأهله وقالوا إرهابيون ، فضيقوا على الدعاة والجمعيات الخيرية والدعوية وظلموا وسفكوا وانتهكوا باسم النظام العالمي الجديد " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" (الصف 8) فكانت النتيجة أن جرت عليهم سنة الله فيهم ، كما جرت على غيرهم فعوملوا بجنس ما عملوا ، وما سيأتي أكبر ، فنواميس الله تنزل بأمره ، وسننه لا تحابي أحدا " فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا" (فاطر 43) ذلك أن الذي يعرض عن منهجه القويم ، الخسران مآله والنكد عيشه والهم مهاده والفقر دثاره ، وستفصح الآيات الكريمة عن حقيقة النفس الخبيثة ، التي تدور حول الحش والقذر أن الذي يلائمها هو البوار والدمار ، حين تنطلق معاندة مستكبرة عن الحق طمعا في حب الذات دون ضابط أخلاقي ، حتى لو كان فيه نزع لقمة الفقير من فمه البائس وعيناه الجاحظتين تنظر لها من المسكنة والمسغبة ، فلا ريب أن الله بعدله سيجزي الظالمين بسوء صنيعهم ، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه احمد والترمذي وغيره من حديث أبي بكرة قال صلى الله عليه وسلم " مامن ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع مايدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " ناهيك عن أحاديث التحذير من الربا وأكل مال الحرام فطامات بعضها على بعض لاريب أن تترقب نزول العذاب طال الزمن أو قصر ، قال سبحانه " ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون 131ولكل درجات مما عملوا وماربك بغافل عما تعملون (132سورة الأنعام )، قال الإمام الطبري :" لأجل أنه لم يكن ربك معذب أهل القرى بذنوبهم قبل أن يأتيهم رسول يبين لهم وينهاهم عما هم عليه من المعصية فإن رجعوا وإلا عذبهم الله ، ولا يعذبهم وهم غافلون ، ولكل من أهل الإيمان درجات ودركات ، والله جل في علاه لا يجري عليه السهو عن طاعة المطيعين ومعصية العاصين انتهى ."
من هنا ستجد الأخذ قوي وما فيه من النكال الذي يحير النفوس في فترة زمنية قليلة قريبة العهد من سقوط الشيوعية ، تبعتها الرأسمالية ، ولقد عبر بعض الدعاة تعبير حق وهو يصف الغرب " بعاد الآخرة " عن عاد الأولى حين ذكرهم الله في سورة فصلت(15) " فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالو من أشد منا قوة " فكان جواب رب العزة والعظمة " أولم يرو أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة !!" والغرب قالوا نحن أولوا قوة فكان من أمرهم ما نسمع ونقرأ .
ومعنى الضراء التي أشارت إليه آية الأنعام(42) هي الشدة والنازلة ، مأخوذة من البأس ، وقيل من البؤس وهو الفقر ، والضراء الأمراض والأوجاع كما ذكره الإمام الطبري في تفسيره ، وتأمل رعاك الله لواقع الغرب المتدهور وقد حاصواحيصتهم وماجوا وهاجوا ، ولقد حل بنفسياتهم من الرعب والقلق والنكد ما الله به عليم ، ولقد سجلت من حالات الإنتحار وتفكك الأسر الكثير الكثير فعلى سبيل المثال ، جريدة السياسة عدد45341السبت 11-10-2008 نقلا عن قناة سي إن إن الأمريكية ( زيادة على تداعيات الأزمة المالية العالمية تظهر أرقام تم جمعها من مكاتب شركات المحاماة أن الطلاق في تزايد لدى عائلات الكثير من العاملين في القطاع المصرفي في نيويورك ، قال أحد المحامين إن مكتبه يرفض قبول قضايا جديدة ، لعدم وجود الوقت ، وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تزايدا في قضايا الطلاق بنحو 400%!!
فأهلكوا بعذاب حص دابرهم ** فما استطاعوا له صرفا ولا انتصروا
أحبتي : هذه عاقبة الربا والبيوع المحرمة ، التي تمحق أصحابها محقا فلا تذر منها أحدا ، وفوق ذلك تلمس رحمة الرحمن الرحيم في آية الأنعام(42) إذ يقول رب العزة " لعلهم يتضرعون " لكي تخشع القلوب وتتضرع النفوس عند الشدة ، فيرجعون إلى الله فيؤمنوا به فيكشف عنهم ، ولكنهم لم يفعلوا ولو فعلوا لقبل الله منهم وأزال عنهم العذاب ( ملخص ما ذكره الطبري) .
هنا تجد عظمة الرب وعناد وضعف العبد ، والسر في ذلك ذكره الله في هذه الآية " ولكن قست قلوبهم " يبست وجفت إذ لم يكن في قلوبهم رقة ولاخوف من الله ، والأمر الأخطر من ذلك والذي نسيه الكثير من أبناء جلدتنا دور الشيطان الذي يجري في ابن آدم مجرى الدم ، وتسويله وتهوينه للحرام لأمر خطير وعظيم ، فانتبه ياعبدالله لعدوك المتربص بك القريب منك ، يعرفك أشد المعرفة معلنا العداوة عليك وأنت غافل عنه قد فتحت قلبك له ، يا أخي الحبيب تعلم وتعرف ذلك من خلال قراءتك لكتاب ربك" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير "(فاطر 6) ، فإن الله يريك الآيات في غيرك فالحذر الحذر ، والنجاء النجاء .
إن من اتخذ عدوه صديقا فلا تسل عن ما يأتيه من نكبات وبلاقع ،،
دلاهم بغرور ثم أسلمهم ** إن الخبيث لمن والاه غرار
وقال إني لكم جار فأوردهم ** شر الموارد فيه الخزي والعار
في آية الأنعام(43) سالفة الذكر قال رب العزة " وزين لهم الشيطان" حسن لهم في كفرهم وبغيهم ، لم يروا به ضررا ، فعندهم الغاية تبرر الوسيلة ، ودعاهم ليكونوا عبيدا للأجساد ، فلما تركوا ما حذرهم الله منه فتح الله عليهم الرزق والخير فتحا عظيما !! ، وارتفعت أسهم البورصات ودرت عليهم أموال العقارات والخيرات ، استدراجا لهم "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " " حتى إذا فرحوا بما أوتوا" وأخذتهم نشوة الثراء الفاحش فجأهم العذاب فإذا هم " مبلسون " متحسرون غاية الحسرة ، فإذاهم أيسون من كل خير ، قال الإمام الطبري والمبلس : البائس الحزين الشديد الحسرة ويقال هو المنقطع عن الحجة .
من هنا ننادي كل مسلم ولغ ماله في الشبه والحرام أن يعود إلى الله فقد فتح بابه للتوبة وأكد عليها فقال " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد اله غفورا رحيما " قد آن لنا صغارا وكبارا مستثمرين وعملاء ، البراءة من الربا وكل البيوع المحرمة والمشبوهة ، قد آن لنا أن نطهر أموالنا لتزكوا نفوسنا ويبارك الله لنا في أعمالنا وأبداننا وأولادنا ونساءنا ،
كتبه محمد الحجي