تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 35

الموضوع: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    Question للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    يمثل هذا الموضوع قضية خطيرة جدا ... و هي تغير معاني الكلمات حتى التي قد نقرؤها صباح مساء و هي في كتاب الله ؟! فكيف بما دونها من معاني الأحاديث الشريفة ... و غيرها من المفاهيم الشرعية ؟!

    أفتونا أيها الصديقون ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    أفتونا أيها الصديقون ؟
    وُلَك أفتونا قلنالكووون !! بسمات لجميع الإخوة بلا استثناءْ.... حتى منهم الأعداءْ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    أين طلاب " العلم " الميامين ؟؟

    الموضوع خطيييييييييير جداً !!

  4. #4

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    وُلَك أفتونا قلنالكووون !! بسمات لجميع الإخوة بلا استثناءْ.... حتى منهم الأعداءْ
    وفقك الله
    لا يوجد في المنتدى إخوة وأعداء !

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن الزهراء مشاهدة المشاركة
    وفقك الله
    لا يوجد في المنتدى إخوة وأعداء !
    ماذا يوجد أذن ( ابتسامة )

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    يمثل هذا الموضوع
    قضية خطيرة جدا ...
    و هي تغير معاني الكلمات حتى التي قد نقرؤها صباح مساء و هي في كتاب الله ؟! فكيف بما دونها من معاني الأحاديث الشريفة ... و غيرها من المفاهيم الشرعية ؟!



    أفتونا أيها الصديقون ؟
    أفتونا أيها الصديقون ؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    هذا المعنى الذي في هذه الآية الكريمة أصل من الأصول التي يجمع عليها عقلاء الأرض جميعا ..
    وسياقها الذي جاءت فيه لا يخصص معناها بوجه من الوجوه ...
    لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون:
    - في الفضل الدنيوي والمنزلة بين الخلق
    - في ثمرة الرسالة السماوية نفسها: ما يتحصل لهم من ايمان وتقوى في الدنيا (فهذا لا يأتي الا من توطين القلب وتربيته على ما تعلمه المرء من الوحي)
    - في ما يكون لهم من المنزلة عند ربهم ثم الجزاء في الآخرة ..
    - .... في كل شيء!
    وكما قال بعض السلف: ما عصي الله بذنب أقبح من الجهل!

    فاذا وُجد العلم ووجدت سبل تحصيله، واستطاع المرء ذلك، فبأي حجة يلقى ربه وقد أذنب ما أذنب بسبب الجهل ؟؟؟؟
    نسأل الله الهداية وتعلم العلم الضروري لجميع المسلمين ..
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    هذا المعنى الذي في هذه الآية الكريمة أصل من الأصول التي يجمع عليها عقلاء الأرض جميعا ..
    وسياقها الذي جاءت فيه لا يخصص معناها بوجه من الوجوه ...
    لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون:
    - في الفضل الدنيوي والمنزلة بين الخلق
    - في ثمرة الرسالة السماوية نفسها: ما يتحصل لهم من ايمان وتقوى في الدنيا (فهذا لا يأتي الا من توطين القلب وتربيته على ما تعلمه المرء من الوحي)
    - في ما يكون لهم من المنزلة عند ربهم ثم الجزاء في الآخرة ..
    - .... في كل شيء!
    وكما قال بعض السلف: ما عصي الله بذنب أقبح من الجهل!

    فاذا وُجد العلم ووجدت سبل تحصيله، واستطاع المرء ذلك، فبأي حجة يلقى ربه وقد أذنب ما أذنب بسبب الجهل ؟؟؟؟
    نسأل الله الهداية وتعلم العلم الضروري لجميع المسلمين ..
    سامحك الله يا استاذي الكريم ... و حبيبي القديم !!!
    كنت أتمنى
    - و على خلفية الواقع النفسي المزري لكثير جدا من طلاب العلم و العلماء الذين نزعت الخشية من قلوبهم و هجموا على المسائل الكبار للأمة و انغمسوا في حب الدنيا المهلك مرتين لأمثالهم .... و ..... و .... و مما تعلمه سيدي -
    كنت أتمنى أن تذكر
    السياق الأصلي الأهم و الأخطر .......و المنسي تماما , و الذي يستشهد بالآية عليه خطأً... و غفلة حقيقية عن السياق
    ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد !!

    إنما العلم الخشية سيدي
    سامحك الله و غفر لك .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    256

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    سامحك الله يا استاذي الكريم ... و حبيبي القديم !!!
    كنت أتمنى
    - و على خلفية الواقع النفسي المزري لكثير جدا من طلاب العلم و العلماء الذين نزعت الخشية من قلوبهم و هجموا على المسائل الكبار للأمة و انغمسوا في حب الدنيا المهلك مرتين لأمثالهم .... و ..... و .... و مما تعلمه سيدي -
    كنت أتمنى أن تذكر
    السياق الأصلي الأهم و الأخطر .......و المنسي تماما , و الذي يستشهد بالآية عليه خطأً... و غفلة حقيقية عن السياق
    ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد !!

    إنما العلم الخشية سيدي
    سامحك الله و غفر لك .
    حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج عن بن جريج حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرج الناس عن أبي هريرة فقال له نأتل الشامي أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ان أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال وما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به ليعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها الا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ذلك ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار - مسند الامام أحمد

    تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم

    *****

    من الحديث السابق يعلم أن العلم يتعلمه الصالح والطالح, والعلم على أطلاق يرفع الرجل ولو كان فاسداً, والعلم يرفع العالم فيه ولو كان العلم من العلوم الدنيا, وهذا كما ذكر الاخوة من قبل يتفق عليه جميع العقلاء بلا استثناء.

    قال تعالى : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير".
    ففرق الله في الآية بين العالم والمؤمن, لعظم قدر العالم ومكان, فالعالم كالنجم يهتدى به, فعابد ليل منفعته قاصرة والعالم منفعته متعدية ولو كان ذلك في أمور الدنيا, وكما هو معروف أن التعلم في شتى العلوم هو فرض كفاية ما كان العلم مما يفيد الاسلام أو المجتمع الاسلامي.

    والله تعالى أعلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    أخي خلوصي ...
    اعلم وفقك الله أن الخشية لا تأتي الا الى قلب قد علم من دين الله ما به تتحقق الخشية في القلوب، فجاهد نفسه وغالبها كما تعلم ليغرس ذلك الغرس الطيب في قلبه ولتثمر فيه ذات الثمرة التي تعلمها الصحابة وتلقوها عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، علما وعملا .. أما طالب العلم الذي خلا قلبه من الخشية فهو رجل مريض، لم ينتفع بما تعلم، لا لتخلف العلم نفسه عن أداء الغاية منه، ولا لكون ذلك العلم لا ثمرة له من الايمان، وانما لتخلف الطالب عن تحقيق ما تعلمه في نفسه!! فهو اذ فقد الخشية فانما ابتلي بدرن علق بقلبه ونفسه لتخلفه عن تطبيق ما تعلم! والعلم انما يتعلم ليعمل به، والا كان وبالا على صاحبه...
    وأنت قد سألتنا عن سياق الآية الكريمة، فنحن نجيبك لطلبك بعون الله ..
    هذا هو متن الآية الكريمة: ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) [الزمر : 9]
    وهذا متنها في سياقها بين سباقها ولحاقها .. أسوقه اليك من عدة آيات قبل وبعد ..
    يقول الرب تبارك وتعالى:
    لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ [الزمر :4 - 12]

    فعند تأمل سياق الآيات الكريمة ترى أن الله تعالى يخبر عن بعض صفاته، يثبت لنفسه معن جهله الذين اتخذوا من بشر مثلهم ولدا له سبحانه وتعالى، ويحتج على الكفار بخلقه وقدرته وأفعاله التي يرونها، ثم يخبر البشر بأنه سبحانه غني عنهم وأنه لا يدعوهم الى عبادته وطاعته لحاجته سبحانه الى تلك العبادة وانما لحاجتهم هم.. فالكفار بجلهم قد يتصور الواحد منهم أن الله يحتاج الى عبادته، فالله يعلمهم بأن الأمر ليس كذلك .. ويلوم سائر بني آدم على أنهم لا يذكرون الذي في السماء الا عند الشدائد، بينما يغفلون عنه في ما سوى ذلك .. يقول تعالى في السباق المباشر للآية: ((ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)) فتأمل كيف بين سبحانه أن التوحيد، توحيد القصد والطلب، والذي اصطلح عليه العلماء بتوحيد الألوهية، لما تخلف في قلب الانسان، راح يرجو ويدعو غير الله من دونه.. فهذا هو الكافر الغوي الجاهل، الذي يتوعده الله بما في الآية .. ثم يتبع ذلك مباشرة بالثناء على الذي هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما، (وهي رؤوس العبادات والطاعات والتي لا تتحصل على مراد الرب منها الا بالعلم والتعلم من الوحي من مصادره ومظانه) وحذر الآخرة كذلك ما تحقق الا من حصيلة ذلك العلم والنور الذي ينشرح له صدر المؤمن فيتعلمه، ولهذا، جاء عقيب ذلك مباشرة الاستفهام الخبري الاستنكاري الذي يقرر به الملك جل وعلا أن الذين يعلمون والذين لا يعلمون لا يستوون أبدا! فالذي لا يعلم، لم يحقق لا خشية ولا حذرا ولا قياما ولا صلاة ولا سجودا ولا قنوتا ولا شيئا من ذلك، وانما من جهله وبغيه أشرك بالله جل وعلا ودعا من دونه أندادا!! وليت القارئ الفطن يتأمل ترتيب رب العزة جل وعلا في ذكره لصنوف العلم ومراتبه والتي لا يستوي العالم بها بالجاهل، فبدأ بالثناء على من أثنى عليه من بعد ذم الذي أشرك واتخذ مع الله أندادا، فقدم بذلك علوم التوحيد والتي يعرف بها أسماء الله وصفاته، والتي يعرف بها معنى توحيد القصد والطلب والارادة والمحبة والرجاء وسائر أعمال القلب والجوارح لله وحده جل في علاه ... والتي لا يتأتى شيء من مراتب الايمان الا تأسيسا عليها ...
    فأردف بعد في الآية التالية بذكر صفات استحق بها الموحد - بعد كونه موحدا قاصدا الله وحده بالعبادة - من أنه يحذر الآخرة ويخشى الله ويتقرب اليه بشتى العبادات التي تعلم ما به يحسنها ويؤديها على نحو ما يريد منه ربه تبارك وتعالى ... ثم يتبع ذلك بمزيد من مراتب العلم في الآية التالية مباشرة اذ يقول جل في علاه: ((قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ))
    فيأمر الذين آمنوا - وتأمل - بأن يتقوا ربهم، من بعد ما أثنى على الذين يعلمون، فدل على أنه يحثهم على تعلم ما به تزداد تقوى قلوبهم، ويزداد احسانهم وصبرهم، فيثقل عند الرب أجرهم.. وجماع ذلك كله ما أتى بعد ذلك من أمره سبحانه النبي عليه السلام أن يقول للمؤمنين أن شرط صحة العبادات جميعا، بعد أن تكون على نحو ما يريدها الرب جل وعلا، أن تكون مبنية على الاخلاص والصدق في قصد الرب وحده لا شريك له ....
    فنعم ثمرة العلم ونعم الفروع التي تنمو من شجرة التوحيد والتي لا تكون الا فيمن فقه التوحيد وحققه حق التحقيق في قلبه وجوارحه، والحمد لله رب العالمين.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  11. #11

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة، فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة . قال قتادة : فقال الحسن : ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره ).


    #اين انت يا خلوصي من كتاباتك التي تطعن وتزهد الناس في العلماء!؟
    هذه واحدة:
    (و الله ياسيدي هذا العامي أفادني أكثر من عشرات المشايخ !! هذه هي الحقيقة المرة ... ماذا أفعل إن كانت هذه هي الحقيقة ؟ !!
    -الله المستعان دليس على المسلمين من اجل الدعوة الى جماعة التبليغ الصوفية!

    وقلت عن علماء امثال ابن ابراهيم وابن باز والفوزان:
    (و أنا حزين جدا حقيقة أن يصدر هذا الكلام من علماء محترمين و ليس لديهم و لا حتى 10 % من التصور الصحيح عن هذا " الجهد "... و أول خلل في التصور هو توهمهم وجود جماعة تسمى " التبليغ و الدعوة ")

    وقلت عن جماعتك الصوفية: اكتشفت مدى حاجة علماء الأمة للتعلم منهم لا مدى ضرورة بعد الجاهل عنهم!!!

    -وقد سببتنا وشتمت العلماء الكبار عندما فضحنا الاعيبك!؟
    ادخل هذا الرابط وسترى العجب العجاب!؟
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20721

    خذ هذه الهدية وارسلها الى جماعتك:

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، خير معلم للبشرية لم تعرف البشرية معلماً قبله ولا بعده خيراً منه صلوات الله وسلامه عليه، ولا عرفت طلاب علم وهدى وحق مثل أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وصلى عليهم وعلى التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    سأتحدث -إن شاء الله تعالى- في هذا الموضوع عن أهمية طلب العلم، وعما أعده الله تبارك وتعالى للعالم ولطالب العلم من الفضل والأجر والخير العميم....

    أولاً: في العقيدة والتوحيد ومعرفة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهو أشرف العلوم.

    وثانياً: في معرفة الحلال والحرام الذي به يعبدون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكم من عابد على جهالة!

    وكم من مشرك أو متلبس بشرك يظن أنه على التوحيد!

    وكم من مصلٍّ وصلاته باطلة؛ لأنه لا يقيمها ولا يحسنها!

    وكم من حاج حجه باطل؛ لأنه لم يقم به وفق ما شرع الله تبارك وتعالى من الأحكام، وكما حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!

    وكيف نعرف ذلك كله؟ إنما نعرفه بالعلم، وبالفقه وبالتفقه في الدين.

    والتفقه في الدين أمر شاق، ولكن أجره عظيم، والمتفقهون أو الراغبون في التفقه في الدين قليل؛ ولكنهم كالنجوم في السماء، وهم الذين يهتدى ويقتدى بهم {عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد } كما صح ذلك عن بعض السلف وروي عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    فلا شك أن العلم فضله عظيم، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9] لا يستويان أبداً؛ حتى في الحيوان لا يستوي المعلَّم وغير المعلَّم، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جعل الكلاب نجسة، ومعروف أنه إذا ولغ الكلب في إناء أحدنا فإنه يغسله سبعاً إحداهن بالتراب، وما ذلك إلا لنجاسته؛ لكن هذا الحكم وهو النجاسة في لعابه وريقه إذا كان غير معلم، أما لو كان معلَّماً كان كما قال الله تبارك وتعالى: وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُن َّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ [المائدة:4].

    والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصل ذلك لـعدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه لما سأله، ففرق له بين ما إذا أرسل كلبه المعلم، وبين ما إذا أرسل كلبه غير المعلم -سبحان الله العظيم!

    إذا كان العلم وهو العلم الصحيح النافع يحول الحيوان النجس إلى حيوان تؤكل فريسته التي يصطادها، فبدلاً من أن نغسله سبعاً أولاهن بالتراب, فإننا نأكله هنيئاً مريئاً، ونشكر الله الذي علمنا والذي سخر لنا هذا الحيوان.

    فما بالكم بالعلم! كيف يغير في ابن آدم الذي هو أكرم ما خلق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ [الإسراء:70] أكرم ما خلق الله هو هذا الإنسان, وكرمه وشرفه بالعلم.

    وأكرم من في بني آدم هم العلماء، لأن الأنبياء هم أفضل الخلق وهم أعلم الناس بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا العلم أشرف العلوم جميعاً، ثم من بعدهم كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي الدرداء {ألا وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم }، فالعلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة } فكل ما يتركه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده من آنية أو سلاح أو أرض أو متاع فهو صدقة لا يورث، ما الذي ورّث؟ {وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر }.

    لهذا فإن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه لما رأى الناس فتحت وتوسعت عليهم الدنيا، ورأى الانكماش في طلب العلم ذهب يصيح: [[أيها الناس! ميراث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم في المسجد ]].

    ففرحوا لمحبتهم لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كل واحد ترك بضاعته وشغله، وجاءوا يجرون, وكلٌ يريد أن يأخذ مما تبقى من أشيائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن كانت آنية أو أي شيء من سلاحه ولو من شعره، فهذا مما يتبرك به.

    جاءوا وجلسوا وإذا به يقول: [[حدثني خليلي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.., فقالوا: أين الميراث يا أبا هريرة ؟! قال: هذا الميراث، ما ورث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا هذا العلم.. وهذا الهدى.. وهذا النور، ونحن إليه أحوج من كل ميراث ]].

    وكما ذكر ابن القيم -رحمه الله- أنه قد يعيش الناس بلا أطباء، ويتداووا بما يسر الله لهم من أعشاب أو مما تعارفوا عليه، والمهم أن يكون حلالاً، لكن هل يمكن أن يعيش الناس وتستقر وتهنأ وترغد حياتهم بلا علم أو بلا علماء؟!

    لا يمكن؛ ولهذا بين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما في الحديث الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العلم قال: {إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً يأخذه من صدور العلماء، ولكن ينزعه بموت العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا }.

    ففي آخر الزمان حيث لا يذكر فيه الله، ولا يقال: لا إله إلا الله لقلة العلماء، ليس فيهم عالم يفقههم ويبين لهم.

    والجاهلية التي كانت قبل بعثته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محاها الله ببعثته، محاها بالتوحيد وبالوحي والعلم الذي آتاه الله إياه، لكن لها عودة، فترات وتعود، أما الجاهلية المطلقة فإنها لا تعود بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبداً؛ لأن الله تعالى تكفل وتأذن أنه لابد أن تبقى وتظل طائفة قائمة على هذا الدين حتى يأتي أمر الله، وهو الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين قبيل قيام الساعة، ويبقى شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة، فلا يكون ذلك إلا بهلاك أو بذهاب أو باضمحلال أو فقد العلم الذي ينتفع به الناس.

    ستظل طائفة على الحق؛ لكن الجاهلية تأتي على طوائف، وعلى مناطق، وعلى أمم، كما كان عندنا في جزيرة العرب ، كانت جزيرة العرب قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- في ظلام؛ بل إنها رجعت إلى الجاهلية الأولى، حتى بعث الله عز وجل الرجل الذي يجدد هذا الدين -ولله الحمد والفضل والمنة- فيمكن أن تعود الجاهلية في أي مكان، ولكن سرعان ما ترتفع الجاهلية عن هذا المكان أو عن هؤلاء القوم بالعلم؛ لأنه الذي ينور الله تبارك وتعالى به القلوب يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11].

    والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عندما بين لنا ولخلقه أجمعين أعظم قضية تهم الإنسان في الدنيا فيها أعظم شاهد وأعظم شهداء.

    فما هي القضية؟ ومن الشاهد؟ ومن الذين استشهد بهم؟

    قال الله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18] أعظم قضية في هذه الدنيا وفي الوجود كله هي: قضية التوحيد، وهي الشهادة لله تعالى بالوحدانية وأنه لا إله إلا هو، وأعظم شاهد هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولذلك بدأ بنفسه الكريمة -سبحان الله- قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ [آل عمران:18].

    ثم ثنى بالملائكة ولا غرابة, فالملائكة عباده المكرمون لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] فجعلهم الله تعالى شهداء.

    والثالث: اختار من خلقه شهداء يشهدون معه -وهو أعظم شاهد- في أعظم قضية؛ فلا بد أن هؤلاء المختارين هم خير وأفضل الناس.

    ولم يستشهد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالملوك ولا بأهل المناصب والجاه والدنيا، ولا بأهل الأموال، ولا بأهل الأحساب والأنساب الرفيعة؛ لكن قال: وَأُولُو الْعِلْمِ [آل عمران:18] فجعل أعظم الشهود معه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ومع ملائكته الكرام هم أهل العلم، ولذلك قال: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ [الشعراء:197]، وكل علماء بني إسرائيل يعلمون أن هذا الدين حق يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة:146].

    لكن وجد منهم من أداها مثل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فقد أدى الشهادة وشهد أن هذا هو الرسول الذي كنا ننتظره, وشهد أن هذا هو الدين الحق.

    منقول

    - اهل البدع-ياخلوصي- لهم طرق في تفسير النصوص لتتفق مع مرادهم!؟
    مثال:

    ( وله كتاب-أي الرازي- آخر اسمه (السر المكتوم في مخاطبة النجوم). وقد نقل عنه الحافظ-أي ابن كثير- أنه أوجب تعلم السحر، وعنده أن العلم شريف بذاته، ودليله قول الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9]، والسحر علم، فيجب تعلمه، حتى لا يكون هناك علم مفقود. وما ذكره الرازي قول باطل، فإنه لا يجوز تعلم الكفر، وقد ذكر الله تعالى أن السحر كفر، قال تعالى عن الملكين: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [البقرة:102]، ولكن الرازي تاب عن هذا القول في آخر حياته، وله وصية معروفة).
    منقول بتصرف.
    -فماذا تريد انت ياخلوصي من هذه الآية؟!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,261

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    عش رجبًا تـرى عجبًا
    http://muntada.islamtoday.net/t35213.html

    لماذا لا تفصح لنا عن منهجك كما في الرابط أعلاه ؟!
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    بحثت فوجدت أنه قد طرح الأخ خلوصي هذا الموضوع نفسه في ملتقى أهل التفسير، وكان مما وضعه من التعليقات هناك هذا الكلام:
    "و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً ؟!

    فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي !! ......
    أقول ثمة دعاة هذا شأنهم مع أن شأنهم هذا من أجل الشؤون ... و مع ذلك يصد " طلاب العلم " الناس عنهم ! و في الحقيقة هم يصدون عن سبيل الله و هم لا يشعرون ...! مع عظم حاجة الناس إلى هذا اللون من الناصحين الصادقين ؟ !!"

    ثم وضع أحد الأعضاء هذا الرد:
    "قال الإمام الرباني الحسن البصري :

    " العلم علمان فعلم على اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم ،

    وعلم في القلب فذلك العلم النافع "

    فضل علم السلف على الخلف (ج 1 / ص 7)"

    وعقب عضو آخر بقوله:
    "المراد بالعلم كما يظهر من سياق الآية والله أعلم أنه العلم المقرون بالعمل"
    فعقب خلوصي قائلا: "
    و جزاكم الله خيرا على هذا الإثراء ... و لعلك تقصد أستاذي الكريم : العلم المقتضي للعمل في هذا السياق ."

    ثم جاء بهذا التعقيب، بعد ذلك مباشرة، حيث قال: "و هكذا أيها الإخوة و الباحثون و الأساتذة ... رأينا كيف أن ثمّة خللاً كارثيّاً يكمن في فهومنا للمفاهيم الشرعية حتى الأساسية منها ... !!
    إلا أن ذلك خفي لا يظهر .. !؟ فعندما نقرأ هذه الآيات نفهمها في سياقها و لا نستشكل شيئا منها .... و عندما نتعامل مع مفهومها في الواقع و مع الاستشهاد بها و الاستدلال بها نرى كيف يلتبس الأمر على الناس و هم لا يشعرون .. ! ؟

    فهل توافقون على المضي قدما في تجلية المسائل الأخرى ..؟ و عندها يمكن تغيير العنوان أو يبقى كما هو ؟

    خادمكم ... الفقير العاجز : خلوصي ."

    ثم داخله أحد الاخوة بقوله: "نوافق علي تجلية المسائل الأخري
    ولنبدأ بحكم من لايعمل لأنه لايعلم ، أو من يعمل خطأ لأنه مقلد أو لا يعلم
    ثم من يعلم ولا يعمل ولا يعلم الآخرين ما يعلم
    وأيهما أفضل للمرء أن لا يعلم ولا يعمل ....فسينجو لأنه معذور بالجهل ،أم الذي يعلم ولايعمل ....فسيدان لأنه علم ، وهذه دعوة لعدم العلم !!!
    .....الخ"

    فرد خلوصي قائلا: " حسناً يا سيدي :
    نبدأ بالذي بدأتم به :بحكم من لايعمل لأنه لايعلم ؟!

    سؤالي :
    هل حررنا المسائل التي يلزمها ذاااك العلم ؟
    ثم المقدار من العلم الذي يكفيني ؟
    ثم صيغة هذا العلم : أيلزم أن يكون بحفظ الأدلة أم يكفي المعنى ... و حسب المسألة ؟
    ...
    ......."
    فداخل أحد الفضلاء بهذه المداخلة: "أخي الحبيب:
    هذا الأمر ذو شعَبٍ لا ينبغي إجمالها أو اندراجها في جزئيةٍ واحدة ,فالآية عنوان الموضوع لم تأت بالثناء على الدعاة الذين وصفتهم ,ولا أحسب طالبَ علمٍ يصد عن سبيل الله بالتحذير ممن يوقظ توحيد الله الفطري في النفوس وتفاعلهم مع معاني ومدلولات أسماء الله الحسنى.!
    لكن:
    هناك فئةٌ قليلةٌ بحمد الله حسبوا -ونحن في عصر السرعة - أنّ التحليق في الأجواء العلمية والدعوية - بإتقانٍ وتمكّن - أمر متاحٌ لكل من تحلق حوله عددٌ من المعجبين مهما كانت بضاعته علماً وعملاً مزجاة, ومهما كانت نوعية جمهوره.!

    فنحن بلا شك بحاجة إلى العباد القُـوّام الذين تنتصب أقدامهم لله ولو كان أحدهم لا يكاد يبين , لكننا أغنياء بالعلماء وطلبة العلم عن مهرّجي هذا العصر ممن أقـْحِـموا في الدعوة , وتكلموا في أمر العامة واقتحموا حياض الفتيا والتوجيه بلا علمٍ ولا هدى ولا كتاب منير.
    وأولاء أحسبُ أنهم ممن تجب مناصحته أن يرفق بنفسه ,خصوصاً إذا أقعدته الشهرة عن طلب العلم والسؤال عما يستقفل عليه من أمور دينه.

    ولقد تسبب بعضهم في شماتة الأعداء بالدين والعلماء ,حين تأملوا وأذاعوا ونشروا مقاطع مسجلة من هذا التهريج الفاضح ,وخلعوا صفات وأفعال وسذاجة أولئك على كل العلماء والمربين في الأمة.!!

    فمتى كان الداعيةُ يقلد أصوات الحيوانات والسيارات ليضحك الناس دعوةً إلى الله , ولماذا يصر صاحب تلك الموهبة على أن يكون "شيخاً" وأمامه مجالات التمثيل والإنشاد التي لا حرجَ في تنمية وإبراز تلك الموهب عبرها.

    ومتى كان الداعية حين تطلبُ منه محاضرة يشترط على المضيفين المحسنين الظنّ به تذكرة سفر له ولمرافقيه على الدرجة الأولى ,ومأكولات بحريةً ,وفندق من نوع كذا وكذا, كما يصنع الممثلون واللاعبون تماماً ناسياً هذا الصنفُ أو جاهلاً بأن كتاب الله نقل عن أئمة الدعوة وهم رسل الله اجتماهم على مبدإ (لا أسألكم عليه أجراً).

    متى كان الدعاة إلى الله طلبة العلمِ يجر بعضهم ثوب بعضٍ وينغزه في خاصرته ,ويعيّره بخلقته في نقل وبث حي ومباشر , أمام ملايين المشاهدين ,لتبقى تلك الصورة الشوهاء - التي حسبَ (ناسجها) أنها ستبين سماحة الإسلام ويسرَه - قابعةً في الأذهان وبرهاناً على عدم العناية بالتأصيل والتأسيس الذي لا يوجد إلا في مجالس العلماء وبين أيديهم.!

    ولولا مخافة استغلال كلامي من قبل الباحثين عن العثرات واستعماله دليلاً من باب (وشهد شاهدٌ) لذكرتُ من عجائب هذه الفئة ما يندى له الجبين وتتقرح الأكباد ,فحسبنا الله ونعم الوكيل.

    ولا يعني ذلك حكر الدعوة والمساهمة في الدلالة إلى السبيل القويم على من بلغ رتبة الاجتهاد , فالدعوة مسؤولية الجميع كل بحسبه , ولكن بالإمكانيات المتاحة وعلى النهج القويم , بعيداً عن العفوية والارتجال المفضيين إلى التعثر والسقوط , والندم حين لا ينفع الندمُ."

    ثم بعد مشاركة أخرى من أحد الاخوة يأتي أخونا خلوصي ويقول: "محل البحث هنا محدد : و هو استشهاد البعض بالآية في غير مفهوم العلم الوارد فيها .. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجل الآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهم بالجهل المستتبع لمنعهم من قول : " يا قوم اتبعوا المرسلين " ...!!
    أما ما قد يُرى على البعض من مآخذ فهذا شأن آخر ... و موضوع آخر ..!

    بارك الله فيكم ."

    فيرد عليه أحد الاخوة قائلا: "مازال الأمر ملتبسا ؛! سألك الأخوة أن توضح مطلبك من الحوار بلا حرج ؛
    من وصف هذا الرجل بالجهل ؟!!
    قد أشك في أنك تريد أن تصل أنه من دعي إلي اتباع العالم فلان يجب ألا يوصف بالجهل !!
    وبالتالي حد العلم هو التقليد لمن تثق في علمه
    ...الخ ؛ فحدد نقاط الحوار واضحة حتي نستفيد ونفيد
    ودعني أوضح أن رجل آية يس كان عالما وأعتقد أنا أن الكل يجب أن يسعي أن يكون مثله فهو نموذج المؤمن العادي الذي يجب أن يمثل غالبية المجتمع
    ما الذي جعله يجيء من أقصي المدبنة يسعي و يقول ما قال ؟
    لما قال القوم ماقالوا لرسلهم "....لنرجمنكم .." علم أنه وجب عليه أن يعذر نفسه ؛ولعلهم يرجعون ؛لأنه يعلم إذا مضي القوم في تهديدهم لرسلهم فسنة الله أن يؤخذوا بسنة شرعية فيهلكوا ويُنجي الله رسله والذين آمنوا ؛وهو ماكان فقد هلك القوم بصيحة واحدة ،
    فمن يصفه بالجهل ؟ ثم أنه يكفي ما قاله دليلا علي علمه ؛ ثم يكفي بيانه لكي لا يقال نريد عبادا حتي ولو كان أحدهم لا يكاد يبين"

    فيقول خلوصي معقبا: "محل البحث يا سادتي هو أكبر مظلوم اليوم في سير الحوار ... آه كم أشتاق لتأليف مجلدات كاملة عنه .. ؟!!! و لكني في شغل عنه أفضل إن شاء الله !؟"



    هاكم رابط الموضوع هناك:
    http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13215

    -------
    أقول انا لله وانا اليه راجعون!
    اذا فهذا هو منتهى النقاش معك في هذه الآية وتأويلها!!!!
    بأي شيء يفهم العاقل كلامك هذا يا خلوصي الا على أنه صد صريح عن طلب العلم الشرعي ؟؟؟؟
    تدعي أن طلبة العلم المنضبطين المؤصلين في التوحيد والفقه وغيره من علوم الدين، ليست لديهم القدرة على تنزيل الكلام الى مستوى العامة ومخاطبتهم بما يفهمون، احياءا لفطرة الايمان في قلوبهم – على حد ألفاظك! – فماذا يكون هذا الزعم الا طعنا في العلم نفسه، وانتقاصا منه ومن أثره على قلوب حملته؟؟؟
    قلت لك مرارا - ولا أمل من التكرار حتى تسمع وتعقل – أن العلم الشرعي فنون وأقسام اجتهد العلماء من القرون الأولى في تصنيفها وتقسيمها وجمعها بأدلتها، وكلها تتكامل في نفس المسلم، وكلها فيها قدر واجب على المسلمين على التعيين، يجب أن يتعلموه حتى يصح لهم دينهم، بداية من التوحيد والقصد والنية، ووصولا الى دقائق الأعمال التي يعملونها كل يوم!! هذا علم وهذا علم، علم القلوب وتزكيتها وتحقيق ثمرة الايمان والتوحيد فيها، هو شعبة من شعب علوم التوحيد، شئت أنت أم أبيت!! والجهل بها يشين صاحبه ولا شك، كما هو شأن الجهل بسائر علوم الدين!! والذي يخرج ليتكلم في العامة يدعوهم الى ربهم ان لم يكن ذلك الأمر منه على بصيرة (ولو رحت تخرط ذرات التراب خرطا فلن تأتي أبدا بتأويل للبصيرة هنا سوى العلم) فانه مضل لمن يدعوهم، سيما ان كان لا يحيلهم الى من هم أعلم منه ليتلقوا منه ما به تكون نجاتهم وصلاح دنياهم وآخرتهم!!
    وأنا أعجب والله، ان لم يكن هذا المعنى هو ما يفهمه كل عاقل من تفسير تلك الآية الكريمة (محل البحث الذي لا تمل من ايهام محاوريك بأنهم قد خرجوا عنه كلما كتبوا لك ما لا يعجبك) فما الذي يفهمه بالضبط ؟؟؟؟؟؟؟
    أي دعوة تلك التي تعمل من أجلها يا خلوصي ان لم تكن دعوة الى الكتاب والسنة، بالكتاب والسنة لا بغيرهما؟؟ وكيف يحقق الداعية ذلك الا بطلب العلم في تلك "المسائل" التي "يسمونها بالفقه ونحوه" ؟؟؟؟؟!!!! ما معنى الدعوة عندك أصلا وما مفهومها؟؟؟ أليست نداء الناس ليتبعوا الرسل؟؟؟ تأمل قوله تعالى: ((و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين)) فكيف يتبعون الرسل ان لم يكن بتعلم العلم الذي أورثه المرسلون لأتباعهم؟؟؟؟ ما أعجب كلامك عن هذا الرجل على أنه رجل جاهل، مثله في ذلك كمثل من تدافع عنهم، أو على الأقل أنه ليس ممن يمكن الاصطلاح عليهم بلقب (عالم) أو حتى (طالب علم)!!! يا أخي اتق الله ولا تكتب ما تهلك به نفسك!! والله ما كنت أحب أن أخاطبك بهذه الحدة ولكن هناك حدود للاحتمال يا خلوصي!! فالى أين أنت ذاهب بنا، هداك الله؟؟؟
    الرجل المذكور في الآية الكريمة هذا رجل عالم ولا شك، أو على الأقل على ما يلزم من العلم للقيام بما يقوم به من الدعوة.. تأمل كيف أنه لم يدعهم الى النظر في السماء والأرض ليتبينوا أن الله هو الخالق وحسب، (فهذه عقيدة أكثر أهل الأرض، حتى النصارى يدندنون حولها)، وانما كانت دعواه أن يتبعوا المرسلين!! نعم وهذه غاية كل رسول، أن يقول للناس اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد! وماذا يكون اتباع المرسلين يا عبد الله الا توحيد الاتباع، الذي هو عين توحيد الألوهية والتعبد: ألا يعبد الله الا كما شرع على رسله وأنبيائه؟؟؟ وكيف يتحصل ذلك التوحيد وذلك الاتباع الصحيح الا بتلقي العلم عن المرسلين صافيها خاليا من البدع والتشوهات والضلالات، مأخذوا عمن أخذه عنهم من العلماء وطلبتهم، بالدليل والحجة البينة الثابتة ؟؟؟؟ الرجل انما يدعوهم للتعلم أصلا، تعلم العلوم التي لا يصح للرجل اتباع ولا ايمان الا بها، وأنت تقول : ".. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجل الآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهم بالجهل المستتبع لمنعهم من قول : " يا قوم اتبعوا المرسلين " ...!!" فمن من طلبة العلم الذي تأول آية سورة الزمر على نحو وصم به رجلا من مثل هذا الذي ذكره القرءان هنا، بأنه أقل علما من أن ينادي مثل ها النداء في الناس؟؟؟؟
    أي مفهوم خاص هذا الذي به يتأول بغض الناس هذه الآية؟؟؟ من الذي أوهمك يا عبد الله أن طلبة العلم على الكتاب والسنة وعلى فهم السلف رضي الله عنهم، يخصصون مفهوم العلم الشرعي، فلا يدخل فيه عندهم هذا الذي تدندن أنت حوله ؟؟؟؟ من الذي أفهمك أنهم لا يتسع مفهوم العلم عندهم لما به يفقهون مرامي الدعوة ومقاصدها، وما به ينزلون الكلام في منازله ويكونون ربانيين في نقل العلم والفقه الى العامة، فيبدأون معهم بالأهم فالمهم، صغاره قبل كباره، يخاطبونهم بما يعقلون وعلى قدر عقولهم، لينتشلوهم من الظلمات الى النور على بصيرة وعلم بالدليل والبينة ؟؟؟؟؟ من أولى الناس بأن ينطبق عليهم قوله تعالى مخاطبا رسوله: ((قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني))؟؟؟ من أولى الناس بفقه الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وهو فقه وفي اصطلاح العلماء اسمه فقه، أعجبكم هذا الاصطلاح أو لم يعجبكم!!) ان لم يكن أولئك الذين تعلموه علما صافيا محكما موروثا من لدن الصحابة والقرون الفاضلة، فكانوا طلبة لذلك العلم مع غيره من علوم الدين؟؟؟؟ من أولى الناس بحسن مخاطبة العامة وتقديم ما حقه التقديم وتأخير ما حقه التأخير، ان لم يكن أولئك الذين درسوا نهج الصحابة والسلف والأئمة في مخاطبة المتورطين في البدع والضلالات، لدعوتهم الى الحق انقاذا لهم مما هم فيه من المهالك؟؟؟ من أولى الناس ببيان سبيل المرسلين الذين يدعونهم الى اتباعه ان لم يكن طلبة العلم الشرعي الشريف، الذين لا يحققون حياة القلب لهم ولا لغيرهم من الخلق باذن ربهم الا بحسن العمل بهذا العلم الذي يطلبونه وينشرونه بين الناس؟؟؟؟
    يا خلوصي، قولوا في دعواكم – أنت وجماعتك - للناس "يا قوم اتبعوا المرسلين" ما بدا لكم، وما أحسنه من قول وما أجملها من دعوة، يدعو بها كل مسلم ما وسعه... ولكن ان لم تكونوا في ذلك على علم بدعوى المرسلين – أصلا – وبسبيلهم في بلاغها وايصالها ونشرها، وبسبيل العلماء الربانيين الذين لا تتلقى تلك الدعوى صافية خالصة الا عنهم، فالى أي شيء تدعون الناس على الحقيقة؟؟؟؟؟
    تقول: " هل حررنا المسائل التي يلزمها ذاااك العلم ؟
    ثم المقدار من العلم الذي يكفيني ؟
    ثم صيغة هذا العلم : أيلزم أن يكون بحفظ الأدلة أم يكفي المعنى ... و حسب المسألة ؟"
    فجوابا عن سؤالك الأول أقول نعم، هي محررة ولا شك عند أهل العلم في تلك الأمة، وواجبك أن تبحث عنهم وأن تتلقى عنهم وألا تقلدهم، وانما تأخذ عنهم من حيث أخذوا، لتضبط منهجك كما ضبطوا منهجهم على الحق الذي لا محيد عنه، بالدليل والحجة لا بالهوى والتقليد! أما عن المقدار، فكل عمل يعمله الانسان فانه يجب عليه تحصيل العلم اللازم له، لأنه ما لا يصح الواجب الا بتعلمه فتعلمه واجب!! هذه قاعدة لا يماري فيها عاقل!! ويكفي أن تطردها في جميع ما أنت فاعل ليل نهار، ليتبين لك ما يلزمك – بالضرورة – أن تحصله من العلم الشرعي الذي تعلم به أأنت فيما تعمل سائر على مراد الله وعلى الصواب والحق سبيل المرسلين، أم على غير ذلك!!! أما صيغة العلم، فهل يضيرك حفظ الأدلة في شيء؟؟؟؟ سبحان الله! وهل تتصور داعيا ينهى الناس عن منكر من المنكرات فاذا ما سألوه وما دليلك على أن هذا حرام، لم يجد نصا محفوظا عنده يقيم به الحجة عليهم؟؟؟؟ أكاد أستشعر أن القضية باختصار أنك لا تريد أن تتحمل أنت وجماعتك مشقة التعلم والحفظ!!
    فان كان كذلك فيا أخي أعيذك بالله من شر نفسك، ومن طلب الشيء من غير مظانه التي أجمع المسلمون على أنه لا يطلب الا منها! وأعيذك بالله من النفور – فضلا عن الصد والتنفير - مما يلزم لطلب العلم من جهد وتعب وصبر واحتساب! وأذكرك بقوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، وقوله: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" ...
    ويا خلوصي لا يغرنك تفوق بعض الجهال في ابهار الناس وتحريك قلوبهم والتأثير فيهم بالوعظ والترهيب والترغيب ونحو ذلك .. قد تجد رجلا موهوبا عنده القدرة على اثارة مشاعر الخلق وعواطفهم بمعان فطرية في توحيد الخالق جل وعلا، ولكنه ومع ذلك غارق في البدع والخرافات، ولا يكاد يخلو منها كلامه – وما يدريه أنه على بدعة وهو جاهل أصلا ولا يدري أنه جاهل، فيظن البدعة سنة والسنة بدعة؟؟ - فاذا به يضع لهم في قلوبهم أمورا مهلكة وهو لا يرى نفسه الا ناصحا أمينا!!! ان القصد المراد من الدعوة الى الله انما هو حمل الناس على ابتاع المرسلين، توحيدا لذلك على مراد ربهم بالبينة والدليل!! وهذا ما يجعل الداعية – ولابد – داعيا الى ذلك العلم الشرعي الذي تستثقله نفسك – ولا حول ولا قوة الا بالله – وتكاد تنفر الخلق منه بكلامك هذا!!!! فهلا اتقيت الله في دعواك وفيمن تدعوهم؟؟
    قال تعالى ((انما يخشى الله من عباده العلماء))
    ومعلوم أن لفظة (انما) تفيد التوكيد والحصر، فلا يخشى الله الا العلماء.. ولا يجرمنك الشيطان على الظن بأني اذ أقول بهذا فانني أحصر الخشية في كبار العلماء الذين أدعو الناس الى التعلم منهم، هم بأعيانهم، فتدعي أني أزعم أن الخشية لا تكون الا في فلان وفلان - مثلا! كلا وأعوذ بالله من مثل هذا التألي على الله! انما المراد أن خشية الله لها علم لازم لتحصيلها في قلوب الناس! فلا تكون الا في قلب من تعلم ما يلزم الانسان أن يتعلمه حتى تتحقق فيه بحقها، فتكون صحيحة كما يريدها الله في قلوب عباده، بلا افراط ولا تفريط، وتتوجه اليه وحده لا شريك له خالصة صافية لا دخن في شيء منها، صحيحة على منهج الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين، لا على منهج غيرهم!!
    فان كنت تريد الخشية حقا، والتقوى بحقها، فاحن ظهرك واثن ركبتيك بين أيدي أهل العلم مخلصا في ذلك لله وحده، يؤتك الله مما آتاه ورثة المرسلين، فتعبده اذا عبدته على بصيرة، وتدعو من تدعوهم اليه على بصيرة، فلا تأخذهم من واد من وديان الهلكة الى ما هو أهلك منه وأنت تحسب أنك تحسن صنعا!!!

    تأمل كيف تقفز الى قولك: " رأينا كيف أن ثمّة خللاً كارثيّاً يكمن في فهومنا للمفاهيم الشرعية حتى الأساسية منها"
    فبالله عن أي خلل تتكلم؟؟؟ عن تحذير أهل العلم للعامة من اتباع بعض الجهال والمبتدعة الذين لا يحررون ما يتكلمون به وهم يستبيحون الكلام والتوقيع عن رب العالمين تحت راية الدعوة اليه؟؟؟ أهذا هو الخلل الذي يضيرك والذي من أجله تريد صد الناس عن هؤلاء العلماء؟؟؟ أي مفاهيم شرعية أساسية هذه التي أصابنا الخلل في فهمها؟؟؟ مفهوم العلم الشرعي؟؟؟

    يا خلوصي دعني أكشف لك أين يكمن الخلل على الحقيقة! الخلل انما يقع هنا في قولك: " فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي !! ......"
    فأنا أسألك بالله، أليس سبيل تحصيل الأداة التي تؤهل صاحبها للكلام في كل هذا الذي ذكرته، انما هو طلب تلك العلوم من مظانها وعلى أيدي حملتها الربانيين لا غيرهم؟؟؟ أم أن من الناس من يولد وفيه أسماء الله الحسنى مركبة في قلبه هي وفقهها ومقتضيات ذلك الفقه من القول والعمل وثوابت الايمان بالله وثوابه وعقابه ووعده ووعيده وما هو منقول من الأخبار في ذلك صحيحها من سقيمها وما الى ذلك، تركيبا فطريا، فلا يحتاج الى أن يسلك ذلك المسلك الذي يقال على كل من سلكه أنه "طالب علم"، حتى يتمكن من ايصال تلك المعاني بحقها وعلى وجهها الصحيح الى الناس؟؟؟؟
    ما هذا الكلام؟
    الكلام السهل الذي يوصل المعاني الى قلوب الناس أمر مطلوب قطعا والتنزل للعامة لتوصيل الكلام اليهم هو ركن من أركان فقه الدعوة ولا شك، وأدلته من الكتاب والسنة معلومة لمن تعلم وفقه ودرس – لا لمن زهد في العلم واستثقله وقال لا حاجة لي فيه - ولكن السؤال هو، أي معان هي تلك التي يوصلها الداعية الى الله بالكلام السهل ان لم تكن معان قد تعلمها وأتقنها من مصادرها الصحيحة، حتى يدعو الناس الى ما به يصلح لهم دينهم ويصح اتباعهم؟؟؟؟
    تقول: " و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً ؟!"
    قلت ما هذا الخبط والخلط المبين؟؟؟؟ من الذي صار – اليوم – يقيس "مفهوم" العلم بهذا الذي ذكرته أنت الا أن يكون جاهلا غويا لم يتعلم ولا يريد أن يتعلم؟؟؟ ما أشبه كلامك هذا بكلام رجل جاهل سئم من دعوة الناس له الى حضور مجالس العلماء ولزومها، فراح كلما دعوه الى ذلك يقول لهم لا حاجة لي في هذا "الفقه" ولا الى الاستنباط ولا الى الاصطلاحات التي تطالبونني بها ليل نهار، ولا حاجة بي الى تلك الفتاوى التي تتكلمون بها ولا الى "التأصيل" هذا الذي تدعونني اليه، فأنا عندي من العلم ما يكفيني!!!
    فبالله من أين جاء مثل هذا المسكين بما يسميه علما أصلا ان لم يكن من تلك الجملة الكبيرة من العلوم التي يصد الناس عنها بمثل كلامه هذا؟؟؟ وكيف يحاكم طلبة العلم جميعا الى هذا التصور الفاسد في رأسه هو، ثم يأتي ليدعي أنهم قد قصروا جميعا في فهم مراد الله من قوله ((ألذين يعلمون)) ويلومهم على اخراج قوم جهال منها ومنعهم اياهم من الكلام في العامة وتحذير العامة منهم حتى يضبطوا ما يقولون أولا؟؟؟
    يا خلوصي قولك هذا: " مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم ""
    انما يكشف عن خلل عظيم في فهمك أنت لحقيقة تلك الدراسة التي يدرسها أولئك الذين تراهم يلقبون بطلبة العلم!! ليس جميع المسلمين مكلفين بأن يتبحروا في العلوم وفنونها ولا شك، ولكن كلهم مطالبون – فرض عين عليهم – بتحصيل وطلب قدر واجب من العلم على كل واحد منهم ذكرا كان أو أنثى .. فما هو تصورك لهذا القدر وحجمه ومن أين تأتي به؟؟ وما دليلك عليه من الكتاب والسنة يا من تدعو الناس الى الكتاب والسنة؟؟؟
    الله المستعان ...

    أخي خلوصي: كنت ولا زلت أظن أن فيك الخير، والله حسيبك، وكنت ولا زلت لا أوافق اخواني الذين يهاجمونك، على استعمالهم الشدة معك في الخطاب! والله يعلم أني قد طلبت من الاخوة المشرفين – وفقهم الله – حذف احدى المشاركات التي كان فيها انتقاص لك وسوء أدب معك، فأجابوني الى ذلك مأجورين باذن الله ... وكنت ولا زلت حريصا على نصحك الى الخير... فهو حق لك علي وعلى سائر اخوانك من المسلمين ...
    ولكن يا أخي ان كانت لك عندي أخوة ومحبة، فمحبتي للحق أعظم من محبتي لك أو لأهلي أو للناس جميعا!!! ولا أحب أن أرى أحد اخواني مصرا على جهالة يراها وينافح عنها بلا دليل ولا أثارة من علم، مصرا على اتهام اخوانه الناصحين له، مصرا على التهرب من محاروتهم، مصرا على ايهام الخلق بأن الجهل بالدين ليس نقيصة لصاحبه، فضلا عن أن يكون مسبة في حق من انتصب للدعوة الى الله من رجال جماعته!!! ثم يتكلم بهذا الكلام الصارف عن سبيل العلم الذي لا صلاح للمسلمين الا به!!!
    لا يا أخي لا والله ما أقبل بهذا أبدا، ولا أسكت عليه أبدا
    أصلح تصورك أنت عن تلك العلوم الشرعية التي يطلبها طلبة العلم أولا، واسلك مع السالكين سبيلها كما سلك السلف من القرون الفاضلة، ثم تعال لتكلمنا بعد ذلك كما تحب عما وجدته في طلبة العلم من نقائص سببها- كما تدعي - هو الخلل فيما يتعلمون!!
    هداني الله واياك والمسلمين الى ما يحب ويرضى، وأعاذني واياك من شرور أنفسنا، ومن صد الناس عن الخير ونحن نحسب أننا نحسن صنعا ...
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  14. #14

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    أخي خلوصي: كنت ولا زلت أظن أن فيك الخير، والله حسيبك، وكنت ولا زلت لا أوافق اخواني الذين يهاجمونك، على استعمالهم الشدة معك في الخطاب! والله يعلم أني قد طلبت من الاخوة المشرفين – وفقهم الله – حذف احدى المشاركات التي كان فيها انتقاص لك وسوء أدب معك، فأجابوني الى ذلك مأجورين باذن الله ... وكنت ولا زلت حريصا على نصحك الى الخير... فهو حق لك علي وعلى سائر اخوانك من المسلمين ...
    ولكن يا أخي ان كانت لك عندي أخوة ومحبة، فمحبتي للحق أعظم من محبتي لك أو لأهلي أو للناس جميعا!!!
    أقسم بالله العظيم أني أيضا مثلك يا أبا الفداء، كنت أحسن الظن به، وكم مرة أكتب ردا، ثم أحرره تلطفا معه واستمالة له للخير.
    لكني بعد أن رأيت الرابط الذي ذكرته الأمل الراحل، فوجئت به، وعلمت أنه ربما يكون:
    الجناح الإعلامي على الشبكة لجماعة التبليغ، لذلك فهو ينافح عنها بأي وسيلة أو طريقة
    لا وفق الله في هذه الدعوة الخبيثة التي أساسها الجهل ودعوتها إلى الجهل ودينها الجهل
    اللهم من أراد بدينك خيرا فوفقه لكل خير
    ومن أراد نصرةً لنفسه ولجماعته على حساب دينك فأشغله في نفسه وكف شره عن عامة المسلمين
    آمين يا رب العالمين

  15. #15

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    جزاك الله خيرا يا أبا الفداء كنت دائما متألقا بردودك الهادئة والدقيقة.
    وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يرد أخانا خلوصي إلى الحق, ويجنبه التفرق والتشرذم والكلام على الله بلا علم, فإني أعظه بترك القول على الله بلا علم.
    والزاهد في العلم لا يأتي بخير مهما حاول. لأن كتاب ربنا وسنة نبينا أكدا على العلم مرات ومرات.

    ويأسفني أن أقول وبكل صراحة أن نية الأخ خلوصي هداه الله فاسدة تجاه أهل العلم وتجاه من يسميهم بالسلفية, فقد ادعى أنه كان سلفيا وكان من الطعانين بزعمه ثم اهتدى إلى مذهبه الجديد حيث الحب والدعوة وأشرف العلوم! نسأل الله العافية وترك الهوى.

    وقد كتب موضوعا زعم فيه أني وجماعة سببناه وحقرناه وتكلمنا فيه بكلام فاسد, سبحانك ربي هذا بهتان عظيم, والله يشهد أني كنت منذ البداية محسنا الظن به _ ولي تجربة مع أمثاله _ لكنه أبطن البغض والكراهية لأمثالي والذنب أني وإخوتي رددنا عليه بكل أدب, والله المستعان.

    وفي الأخير بعد نكسة إغلاق سلسلته انفجر غضبا وأظهر كراهيته دون أي شعور فسبحان من يعلم السر وأخفى.

    وأقول في الأخير للأخ خلوصي لست أنت من تقرر من يرد عليك ومن لا يرد والله لهو العجب! وأذكرك بكلام أبي الفداء حفظه الله ورفع قدره:

    أما عن الشرط نفسه، فمن الذي قال أن العضو هنا ان كتب موضوعا فله أن يمنع غيره من الأعضاء من مناقشته فيه مناقشة علمية محترمة أو أن يشترط عليهم تركه وشأنه فيه؟ يا أخي الكريم هذا منتدى طلبة علم، يجتمعون فيه للنقاش المثمر وتبادل العلوم والمعارف، وليس مجلة أو صحيفة ينشر الناشر فيها ما يريد ثم يشترط ألا يناقشه فيه أحد أو يعقب عليه أحد الا في مقال آخر مستقل!!!! والا فجرب أن تطلب من الاخوة المشرفين أن يغلقوا لك كل موضوع تضعه منعا لمناقشة المخالفين لك فيه، وانظر بم يجيبونك! المشرفون يحذفون المشاركات المبتذلة أو التي لا تثمر نفعا ولا فائدة .. ولكنهم يتركون ما يتوقعون منه الثمرة العلمية النافعة.. ولولا أنهم يريدون أن يروا الى أين هو ذاهب هذا النقاش الطويل معك لما تركوا الموضوع مفتوحا الى الآن، ولما تركوا المشاركات تصل فيه الى هذا العدد الكبير، وهذا ظني بهم وفقهم الله! فيا أخي قبل أن تشترط شرطا على اخوانك، وتعلق عليه دعاءك لهم، انظر أولا هل لك أن تطالب بذلك الشرط أصلا أم لا!

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    سامحك الله يا استاذي الكريم ... و حبيبي القديم !!!

    كنت أتمنى
    - و على خلفية الواقع النفسي المزري لكثير جدا من طلاب العلم و العلماء الذين نزعت الخشية من قلوبهم و هجموا على المسائل الكبار للأمة و انغمسوا في حب الدنيا المهلك مرتين لأمثالهم .... و ..... و .... و مما تعلمه سيدي -
    كنت أتمنى أن تذكر
    السياق الأصلي الأهم و الأخطر .......و المنسي تماما , و الذي يستشهد بالآية عليه خطأً... و غفلة حقيقية عن السياق
    ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد !!

    إنما العلم الخشية سيدي

    سامحك الله و غفر لك .
    أين الأستاذ المحترم الحبيب ابن الرومية ليشهد بنفسه صدق من يقول " إن """" العلم """" قد غدا صنماً " !!!! ينافح عنه أصحابه بأشد من منافحة أصحاب أبي جهل عن اصنامهم ..!!!
    اللهم ارزقنا جميعا

    فقه الاستبصار .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد !!


    و الله ليس عندي أدنى وقت للدخول في جدال سقيم كهذا ...
    و ليعلم الإخوة الأعضاء و الزوار أن هذا هو المانع لتوقفي :صرف الوقت إلى دعوة تكبير الله لا تكبير الأشخاص ... الجدال ... مع سوء الخلق الظاهر ... مع العصبية العمياء لما نشؤوا عليه .... مع ضعف الاستبصار العلمي النفسي .... مع ... مع ....
    و لا أقول هذا إلا لكي يبحث الإخوة بأنفسهم عن الحق ... و لكن ليس عند المعاصرين ..!! بل عند من يثقون به هم أصلاً ممن زرعت بذورهم الأولى في أراضي قلوبهم و أذهانهم من أمثال الإمام ابن تيمية و ابن القيم نفسيهما !!!!!!!!!!!!!



  18. #18

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    أصل منشأ الفتن في الدين ممن لم يرسخ في علم الشريعة

    إن تلمس العلل في داخل أمة الإسلام وإبرازها حتى ينكشف الأمر ويتجلى لمن يبحث عن الحقائق من أعظم أسباب العلاج لأمراض الأمة، وقد تكلم العلماء الراسخون وبينوا مواطن الخلل ومنابع العلل، ، ومما بينوه: حال من لم يتمكن من تعلم الشريعة ولم يقتد بمن قد رسخ فيها بل ذهب يدعي الاستقلال في العلم وسبق العلماء في التصدي لأمور لو عرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر .

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في "الصواعق" 2/411-413 وهو يتكلم عن الشبه والشكوك: (والناس في هذه الأشياء في الشرع على ثلاث مراتب: صنف لا يشعرون بالشكوك العارضة في هذا المعنى وخاصة متى تركت هذه الأشياء على ظاهرها في الشرع وهؤلاء هم الأكثر وهم الجمهور.

    وصنف عرفوا حقيقة هذه الأشياء وهم العلماء الراسخون في العلم وهؤلاء هم الأقل من الناس.

    وصنف عرضت لهم في هذه الأشياء شكوك ولم يقدروا على حلها وهؤلاء هم فوق العامة ودون العلماء، وهذا الصنف هم الذين يوجد في حقهم التشابه في الشرع وهم الذين ذمهم الله، وأما عند العلماء والجمهور فليس في الشرع تشابه... وهم صنفا الناس في الحقيقة لأن هؤلاء هم الأصحاء، والغذاء الملائم إنما يوافق أبدان الأصحاء، وأما أولئك فمرضى، والمرضى هم الأقل ، ولذلك قال الله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} آل عمران، وهؤلاء أهل الجدل والكلام، وأشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف أنهم تأولوا كثيرا مما ظنوه ليس على ظاهره وقالوا: (إن هذا التأويل هو المقصود به وإنما أتى الله به في صورة المتشابه ابتلاء لعباده واختبارا لهم ونعوذ بالله من هذا الظن بالله).

    وقال الإمام الطرطوشي وهو يتحدث عن حديث قبض العلماء: (فتدبر هذا الحديث فإنه يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل أنه إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم[1]

    وقال الإمام الشوكاني في "البدر الطالع" 1/473 في ترجمة علي بن قاسم حنش: (ومن محاسن كلامه الذي سمعته منه: الناس على طبقات ثلاث:

    فالطبقة العالية: العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل، وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضا.

    والطبقة السافلة: عامة على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به، إن كان محقا كانوا مثله وإن كان مبطلا كانوا كذلك.

    والطبقة المتوسطة: هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوا حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول مالا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور فوقوا إليه سهام التقريع ونسبوه إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق).

    ثم قال الشوكاني معقبا على كلامه : هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه وقد صدق فإن من تأمل ذلك وجده كذلك. وقال أيضا في المصدر نفسه 1/65: (وهذه قاعدة مطردة في كل عالم يتبحر في المعارف العلمية ويفوق أهل عصره ويدين بالكتاب والسنة فإنه لابد أن يستنكره المقصرون، ويقع له معهم محنة بعد محنة ثم يكون أمره الأعلى وقوله الأولى ويصير له بتلك الزلازل لسان صدق في الآخرين ويكون لعلمه حظ لا يكون لغيره ...).

    وقال الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه "الأخلاق والسير" ص (91): (لا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون).

    وقال الإمام الشاطبي رحمه الله: (إنه قد تقدم أن البدع لا تقع من راسخ في العلم وإنما تقع ممن لم يبلغ مبلغ أهل الشريعة المتصرفين في أدلتها والشهادة بأن فلانا راسخ في العلم وفلانا غير راسخ في غاية الصعوبة فإن كل من خالف وانحاز إلى فرقة يزعم أنه راسخ وغيره قاصر النظر فإن فرض على ذلك المطلب علامة وقع النـزاع إما في العلامة أو في مناطها)[2]

    وقال أيضا: (إن كل راسخ لا يبتدع أبدا وإنما يقع الابتداع في من لم يتمكن من العلم الذي ابتدع فيه حسب ما دل عليه الحديث ويأتي تقريره بحول الله فإنما يؤتى الناس من قبل جهالهم الذين يحسبون أنهم علماء، وإذا كان كذلك فاجتهاد من اجتهد منهي عنه إذ لم يستكمل شروط الاجتهاد فهو على أصل العمومية ...)[3] وقال بعض العلماء: (لو سكت من لا يعلم حتى يتكلم من يعلم لانتهى الخلاف)

    وقال علامة اليمن في عصره شيخنا مقبل الو ادعي رحمه الله وهو يتحدث عن الخلاف الحاصل بين أهل السنة وبما يزول فذكر أشياء يزول بها الخلاف ومنها سؤال أهل العلم ثم قال: (ولكن بعض طلبة العلم رضي بما عنده من العلم وأصبح يجادل به كل من يخالفه، وهذا سبب من أسباب الفرقة والاختلاف[4]

    وقال صاحب "رسائل الإصلاح" 1/13: (إن فلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون، فمن تحدث في العلم بغير أمانة فقد مس العلم بقرحة ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر عثرة).

    وقال العلامة ابن الجوزي: (أفضل الأشياء التزيد من العلم فإن من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافيا استبد برأيه وصار تعظيمه لنفسه مانعا من الاستفادة والمذاكرة تبين له خطؤه ...[5]

    أخي القارئ تأمل رحمك الله كلام هؤلاء الأئمة وخذه بعين الاعتبار لتقف على بالغ الضرر بالشريعة وبالأمة بسبب وجود هذا الصنف المذكور آنفا حيث قالوا فيه: (أشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف) وقالوا: (هو منشأ الشر وأصل الفتنة) وقالوا فيه: (ولا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويقدرون أنهم يصلحون) وقالوا فيه أيضا: (فإنما يؤتى الناس من قبل جهالهم الذين يحسبون أنهم علماء، ولكن بعض طلبة العلم رضي بما عنده من العلم وأصبح يجادل كل من يخالفه، وهذا سبب من أسباب الفرقة والاختلاف).

    وخلاصة ما سبق ذكره ، ما يلي :

    1- كل علماء البدع والتحزب والضلالات داخلون دخولا أوليا في هذا الصنف الذي تكلم عليه أهل العلم لأن شرهم ظاهر حيث فرقوا أمة الإسلام ومزقوها وجلبوا عليها الويلات وأنواع الرزايا، كما تقدم ذكره في مضار الابتداع والتحزب ولا يغرنك أن تسمع من يقول في علماء الفتن إنهم نالوا الثقافة العليا أو محققون أو عارفون أو جمعوا بين المنقول والمعقول أو أنهم حجة الإسلام أو لسان الشرع أو سيف الملة إذ لو كانوا على قدم الرسوخ في العلم لما جرى منهم ما جرى من مخالفة الشرع .

    2- كثيرا ما يدخل أناس أنفسهم في زمرة العلماء أو يدخلهم غيرهم كذلك ، وعلى سبيل المثال:

    أ – القراء الذين يجيدون قراءة كتاب الله .

    ب- الخطباء والوعاظ

    جـ - المفكرون والكتاب ، فهؤلاء مهما أحسنوا في فنهم فلن يكونوا في مقام علماء الأمة ومرجعيتها ، فالحذر من الغلو فيهم بخلع الألقاب الضخمة عليهم ومزاحمة أهل العلم بهم .

    3- الراسخون في العلم هم الذين ورثوا الأنبياء في العلم والعمل: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة فهؤلاء هم ئمة الهدى ومصابيح الدجى) "مجموع الفتاوى" 11/43 فالراسخون هم من عرفوا بحمل الشريعة قولا واعتقادا ودعوة وتعليما وإفتاء وعملا وسلوك طريق الأنبياء فلم يغيروا ولم يبدلوا قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} فهذه الآية أجمع الآيات في باب الرسوخ وقد قال غير واحد في قوله: (لما صبروا): عن الشبهات.

    تنبيـه: قد يفهم القارئ من كلام العلماء السابق أن المستفيدين من طلاب العلم الشرعي مذمومون عموما ، وليس كذلك بل طلاب العلم هم سفراء أهل العلم إلى الناس ،وإنما يذم منهم من سابق أهل العلم واستغنى عن توجيهاتهم ونصائحهم وتلقى العلم على أيديهم .

    حكم الله ورسوله على علماء البدع والتحزب بأنهم أئمة ضلال

    وكيف لا يكون علماء البدع والتحزب من علماء الضلال وقد قال فيهم الرسول r: ((إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان))[6] وقد جاء عن ثوبان أنه قال: سمعت رسول الله r يقول: ((إنما أخاف على أمتي المضلين))[7] وفي البخاري 1/194 رقم (100) ومسلم برقم (2673) عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله r: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))

    قال الطرطوشي: (فتدبر هذا الحديث فانه يدل على انه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل أنه إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم) "الحوادث والبدع" ص (77) وكيف يكون هؤلاء أئمة إسلام والرسول يسميهم أئمة ضلال ويحذر أمته من ضلالهم؟!

    قال ابن عبد البر: (أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم[8] وقال الشافعي: (كل من تكلم بكلام في الدين أو في شيء من هذه الأهواء ليس له فيه إمام متقدم من النبي e وأصحابه فقد أحدث في الإسلام حدثا[9]

    وقال ابن رجب: (وفي الجملة ففي هذه الأزمان الفاسدة إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالما عند الله أو لا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان عالما فان رضي بالأول فليكتفي بعلم الله فيه ومن كان بينه وبين الله معرفة اكتفى بمعرفة الله إياه، ومن لم يرض إلا بأن يكون عالما عند الناس دخل في قوله r: ((من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار))[10] وقال وهب ابن الورد: (رب عالم يقول له الناس: عالم، وهو معدود عند الله من الجاهلين[11]

    وقال الحافظ الذهبي وهو يتحدث عن علماء السوء وأنهم ليس عندهم صدع بالحق: (لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف ويقلبون لهم الباطل حقا قاتلهم الله، أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق[12]

    وقال أيضا وهو يتكلم عن علماء السوء: (وبعضهم لم يتق الله في علمه بل ركب الحيل وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار، وبعضهم اجترأ على الله ووضع الأحاديث فهتكه الله وذهب علمه وصار زاده إلى النار[13]

    وقال أيضا وهو يتحدث عن أقسام طلب العلم: (ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} أي دسسها بالفجور والمعصية)[14] فعلماء الإسلام هم ورثة الأنبياء وهم أهل القرآن والسنة المقتدون بهما والسائرون على ما كان عليه السلف ومن تبعهم بإحسان والحمد لله.

    خطورة شبه أهل الباطل على المسلمين ووجوب البعد عنها

    إن دعاة البدع والتحزب يثيرون الشبه على الناس ويروجونها بينهم وتأثيرها خطير على من سمعها وسلم بها وقد حذر النبي r من قبول الشبه ممن عرف بها ، روى البخاري رقم (4547) ومسلم رقم (2665) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (تلى رسول الله قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله: {أولو الألباب} قالت: قال رسول الله r: ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) انظر إلى التوجيه النبوي (فاحذروهم ). وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه فإن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه صادق تبعه مما يبعث به من الشبهات))[15]

    ذكر الحافظ الذهبي في السير 7/261 عن الثوري أنه قال: (من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله وأوكله إلى نفسه)

    قال الحافظ الذهبي: (قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة).

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يتكلم عن حديث ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ...)) فبين أن الجوف يمتلئ بالشعر، فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها والعلوم التي لا تنفع المفاكهات والمضحاكات والحكايات ونحوها وإذا امتلأ القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم يجد فيه فراغا للأول ولا قبولا[16]

    وقال العلامة السعدي رحمه الله: (الشبه الباطلة والمقالات الفاسدة تختلف نتائجها وثمراتها باختلاف الناس فتحدث لأناس الجهل والضلال ولأناس الشك والارتياب ولأناس زيادة العلم واليقين، أما الذين تلتبس عليهم ويعتقدونها على علاتها أو يقلدون فيها غيرهم من غير معرفة بها بل يأخذونها مسلمة فهؤلاء يضلون ويبقون في جهلهم يعمهون وهم يظنون أنهم يعلمون ويتبعون الحق وما أكثر هذا الصنف فدهماء أهل الباطل كلهم من هذا الباب ضلال مقلدون وأما الذين تحدث لهم الشك فهم الحذاق ممن عرف الشبه وميز ما هي عليه من التناقض والفساد ولم يكن عنده من البصيرة في الحق ما يرجع إليه فإنهم يبقون في شك واضطراب يرون فسادها وتناقضها ولا يدرون أين يوجهون وأما الذين عندهم بصيرة وعلم بالحق فهؤلاء يزدادون علما ويقينا وبصيرة إذا رأوا ما عارض الحق من الشبه واتضح لهم فسادها ورأوا الحق محكما منتظما فإن الضد يظهر منه بضده ولهذا كانت معارضات أعداء الرسل وأتباعهم من أهل العلم والبصيرة لا تزيد الحق إلا يقينا وبصيرة[17]

    وقال أيضا في نفس المصدر 232: (فالله قطع كل شبهة يتعلق بها المبطلون فالأحوال المختصة بالنبي r كلها متوفرة على صحة رسالته وعلى نفي الشبهات القريبة والبعيدة وهذا من رحمة الله بعباده لأن جمهور الخلق يخشى عليهم من كل شبهة تقال أو توجه إلى دعوة الرسل لعدم بصيرتهم).

    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: (... والقلب يتوارده جيشان من الباطل جيش شهوات الغي وجيش شبهات الباطل فأيما قلب أصغى إليها وركن إليها تشربها وامتلأ بها فينضح لسانه وجوارحه بموجبها فإن أشرب شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والإيرادات فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه وإنما ذلك من عدم علمه ويقينه وقال لي شيخ الإسلام وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك، وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس فيعتقد صحتها... وكل أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل ولا يغتر باللفظ كما قيل في هذا المعنى:

    تقول هذا جني النحـل تمدحـه وإن تشأ قلت ذا قي الزنابير

    مدحا وذما وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبير

    فإذا أردت الاطلاع على كنه المعنى هل هو حق أو باطل فجرده من لباس العبارة وجرد قلبك من النفرة والميل ثم اعط النظر حقه ناظرا بعين الإنصاف، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ والناظر بعين المحبة عكسه وما سلم من هذا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق ...)[18]

    وقال العلامة ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/137 في قوله تعالى: {وخضتم كالذي خاضوا}: (إشارة إلى الشبهات وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء والخصومات ...).

    وقال الإمام ابن بطة في "الإبانة": (... فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة والجماعة واضطرهم إلى البدعة والشناعة وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم فوجدت ذلك من وجهين أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يغني ولا يضر العاقل جهله ولا ينفع المؤمن فهمه، والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته وتفسد القلوب صحبته)[19]

    وليس الخطر في الشبهات على العوام وطلاب العلم فحسب بل حتى على العلماء وكيف لا وأنت تجد من العلماء من وقع في شيء من الإرجاء ومنهم من وقع في شيء من القول بالقدر ومنهم من وقع في شيء من التشيع ومنهم من وقع في شيء من الاعتزال ومنهم من وقع في بعض التمشعر وهم كثر ومنهم من وقع في التصوف ومنهم من وقع في التحزب ومنهم ومنهم... فلا سلامة للعلماء من ذلك إلا بكثرة اللجوء إلى الله بالدعاء المشهور (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وبقوله عليه الصلاة والسلام : " واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) وبالسير على ما كان عليه السلف علما وعملا في مواجهة أهل البدع ، وتجنب حضور مجالسهم وسماع شبههم ، هذا وسأضرب أمثلة تثبت خطورة سماع شبه أهل البدع ومدى تأثيرها:

    روى صاحب "الإبانة" 2/471 عن البتي قال: (كان عمران بن حطان من أهل السنة فقدم غلام من أهل عمان مثل البغل فقلبه في مقعد وصار عمران بن حطان من رؤوس الخوارج وهو مادح عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

    وفي المصدر نفسه 2/462 (قال مغيرة: قال محمد بن السائب: قوموا بنا إلى المرجئة نسمع كلامهم قال: فما رجع حتى عقله يعني: الإرجاء. وقال يونس: أدركت الحسن يعيب قول معبد ثم تلطف له معبد فألقى في نفسه ما ألقى[20] ولكن الحسن قد رجع عن ذلك كله.

    وجاء عن الإمام الشافعي أنه قال: (كلمتني أم بعض أصحاب الكلام على أن أكلم ابنها ليكف عن الخوض في الكلام قال: فكلمته ليكف عن الكلام فدعاني إلى الكلام)[21]

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وفي الحكاية المعروفة أن عمرو بن عبيد وهو رأس من رؤوس المعتزلة مر بمن كان يناجي سفيان الثوري ولم يعلم أنه سفيان فقال عمرو لذلك الرجل: من هذا؟ قال: هذا سفيان الثوري قال: من أهل الكوفة؟ قال: لو علمت بذلك لدعوته إلى رأيي ولكن ظننته من هؤلاء المدنيين الذين يجيؤونك من فوق[22]

    وذكر الحافظ الذهبي في السير 15/559 قال إبراهيم بن أحمد الطبري سمعت الخلدي يقول: مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث فكتبت عنه مجلسا وخرجت فلقيني صوفي فقال: أيش هذا؟ فأريته، فقال: ويحك تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق ثم خرق الأوراق فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس).

    وقال الحافظ الذهبي: (اهربوا بدينكم من شبه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة)[23]

    وعلى كلٍ الشبه تعود على صاحبها بالشكوك والحيرة والاضطراب ، بل تحول منهجه وعقيدته إلى الإنحراف حسب قوتها ، فالشبه باب شر ، وتجنبها أمر سهل على من سهله الله عليه وذلك أن تقبل أمرين اثنين وتحرص عليهما أشد الحرص وهما الكتاب والداعية، أما الكتاب فلا تقرأ كتابا إلا بعد عرضه على أهل العلم ، وأما الداعية أو العالم فلا تتلقى عنه شيئا من دينك حتى تعلم صحة معتقده وسلامة منهجه ، وذلك عن طريق شهادة أهل الحديث له بذلك .

    تنبيه : من مستجدات عصرنا وجود الأشرطة وما تفرع عنها ، فحكمها حكم ما سبق .



    لا تغتر بظاهر رجوع أهل البدع:

    إن أهل البدع إذا رأوا نفرة الناس عنهم وشعروا بسقوط مكانتهم أو لحقتهم المؤاذاة لهم بالسجن أو بالطرد وما أشبه ذلك تظاهر بعضهم بالرجوع عن بدعته وهم غير صادقين، وعلى سبيل المثال: غيلان الدمشقي أظهر الرجوع عن بدعة القدر عند الخليفة عمر بن عبد العزيز ثم بعد ذلك عاد يدعو إليها حتى قتل في عهد هشام بن عبد الملك.

    وهذا أيوب السختياني قال: كان رجل يرى رأيا فرجع عنه فأتيت محمد بن سيرين فرحا بذلك أخبره فقلت: أشعرت أن فلانا ترك رأيه الذي كان يرى؟ فقال: انظر إلى مَ يتحول، إن آخر الحديث أشد عليهم من الأول، أوله: (يمرقون من الدين) وآخره: (ثم لا يعودون)[24]

    فأهل البدع محتالون مخادعون ماكرون فإذا قام أحدهم يتوب فالمطلوب اعتبار الضوابط المعتبرة عند أهل العلم المتعلقة بتوبته فكم من تائب ظهر منه حسن التوبة والرجوع إلى الحق فرفعه الله وقبله أهل السنة ودافعوا عنه، وعلى سبيل المثال: رجوع أبي الحسن الأشعري فقد صدق في رجوعه بدليل إعلانه التوبة وتأليفه في نقض ما كان عليه نصرة للحق وتركا لبدعته كما هو معلوم.



    حرمان الله أهل البدع غالبا من التوبة والرجوع إليه سبحانه:

    الغالب أن أهل البدع يخذلون فلا يتوبون إلى الله خصوصا الذين تأصلت فيهم البدع وأشربتها قلوبهم وإن كانوا مطالبين بالتوبة إلى الله قال رسول الله r: ((إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة))[25] وقال الرسول r في الخوارج: ((يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ...))[26] وهذا الحديث وإن كان في الخوارج نصا إلا أنه يدخل فيه أهل البدع عموما لأنهم يشتركون في الخروج من الإسلام شيئا فشيئا. وقال الرسول r: ((تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله))[27] بل قال الله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} الكهف، وقال تعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} فاطر، وقال تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم} محمد، وقال: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} الصف

    قال الأوزاعي مخاطبا أهل البدع: (لا ترجعون من بدعة إلا تعلقتم بأخرى هي أضر منها)[28]

    وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: (الهوى عند من خالف السنة حق وإن ضربت فيه عنقه)[29]

    وقال ابن سيرين: (ما أخذ رجل بدعة فراجع سنة)[30]

    وقال ابن عون: (إذا غلب الهوى على القلب استحسن الرجل ما كان يستقبحه)[31]

    وقال أبو عمرو الشيباني : (كان يقال يأبى الله لصاحب بدعة توبة وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها)[32]

    وقال عامر بن عبد الله : (ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى غدا بما ينكره اليوم)[33]

    وقال الفضيل بن عياض: (لا يزال العبد مستورا حتى يرى قبيحه حسنا).

    وقال الثوري: (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فالمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها)[34]

    انظر أخي القارئ إلى خطر البدعة وشؤمها على صاحبها وكيف صارت حائلا بينه وبين أعظم ما يكرم الله ويرحم عبده به التوبة والمغفرة.

    وقال شيخ الإسلام: (ولهذا قال طائفة من السلف منهم الثوري: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فالمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها، وهذا معنى ما روي عن طائفة أنهم قالوا: إن الله حجز التوبة على كل صاحب بدعة بمعنى: أنه لا يتوب منها لأنه يحسب أنه على هدى، ولو تاب لتاب الله عليه كما يتوب على الكافر. ومن قال إنه لا يقبل توبة مبتدع مطلقا فقد غلط غلطا منكرا، ومن قال: ما أذن الله لصاحب بدعة في توبة فمعناه: ما دام مبتدعا يراها حسنة لا يتوب منها، فأما إذا أراه الله أنها قبيحة فإنه يتوب منها كما يرى الكافر أنه على ضلال، وإلا فمعلوم أن كثيرا ممن كان على بدعة تبين له ضلالها وتاب الله عليه منها، وهؤلاء لا يحصيهم إلا الله)[35]

    وقال الإمام الشاطبي: (وكل بدعة فللهوى فيها مدخل لأنها راجعة إلى نظر مخترعها لا إلى نظر الشارع فعلى حكم التبع لا بحكم الأصل مع ضميمة أخرى وهي أن المبتدع لابد له من تعلق بشبهة دليل ينسبها إلى الشارع ويدعي أن ما ذكره هو مقصود الشارع فصار هواه مقصودا بدليل شرعي في زعمه فكيف يمكنه الخروج عن ذلك وداعي الهوى مستمسك بحسن ما يتمسك به وهو الدليل الشرعي في الجملة)[36]

    والذي يعول عليه في توبة المبتدع سواء كانت البدعة مغلظة أو غير مغلظة أن الله يقبل توبته إن تاب إليه إلا أن موانع توبة المبتدع أكثر سببا من توبة العاصي لأن المبتدع يحتاج إلى علم بأنه مبتدع واقتناع بذلك بخلاف العاصي. وقد لا يقبل العلم وإن قبله فلا يقنع بذلك، والذي يظهر أن الذين تابوا من أهل البدع التابع والمتبوع أقل من الذين لم يتوبوا وهذا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ولا حول ولا قوة إلا بالله والله الهادي إلى سواء السبيل.



    وجوب الرد على أهل البدع ومناظرتهم بالضوابط الشرعية

    إن ردود علماء أهل السنة على أهل البدع لها أهمية كبيرة وكيف لا وهي دفاع عن الحق وإظهار له وإزهاق للباطل وإحباط له والقرآن الكريم والسنة المطهرة كفيلان بمقاومة المفسدين قال الله تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} وقال تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين} ففيه الرد على كافة المبطلين من الدهريين والماديين والمعطلين والمشركين والمتمسكين بالأديان المبدلة والمحرفة والمنسوخة من يهودية ونصرانية وفيه المقاومة للعقلانيين والمنافقين . وقال تعالى : ]َكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام55

    والراد على أهل البدع بالطريقة المرضية شرعا يعد مجاهدا في سبيل الله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد ...)[37]

    وقال العلامة ابن القيم وهو يتحدث عن أهل التأويل الفاسد: (فكشف عورات هؤلاء وبيان فضائحهم وفساد قواعدهم من أفضل الجهاد في سبيل الله ...)[38]

    وقال أيضا وهو يبين أنواع الأقلام: (القلم الثاني عشر: القلم الجامع وهو قلم الرد على المبطلين ورفع سنة المحقين وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها وبيان تناقضهم وتهافتهم وخروجهم عن الحق ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل المحاربون لأعدائهم وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل وعدو لكل مخالف للرسل)[39]

    وقال أيضا: (ومن بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان)[40]

    وقال أيضا: (فما ذنب أهل السنة والحديث إذا نطقوا بما نطقت به النصوص وأمسكوا عما أمسكت عنه ...وردوا تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين الذين عقدوا ألوية الفتنة وأطلقوا أعنة المحنة وقالوا على الله وفي الله بغير علم فردوا باطلهم وبينوا زيفهم وكشفوا إفكهم ونافحوا عن الله ورسوله)[41]

    والقاعدة المعروفة تقول : إذا وضح الحق وبان لم يبق للمعارضة العلمية والعملية محل، قال الله في كتابه: {فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون} الجاثية، وقال تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون} يونس، والآيات كثيرة تبين أن المحاجة لأهل الباطل والمناظرة لهم تجعل الحق يصير واضحا جليا وكل ما كان المبطلون يصولون بباطلهم ويفسدون في الأرض كانت دواعي المجادلة والمناظرة لهم آكد فالله الله في الدفاع عن الإسلام وأهله وضوابط المناظرة المحمودة المشروعة كالآتي:

    1- أن تكون مجادلة بالحق لدحض الباطل لأن الله ذم المجادلين بالباطل الداحضين للحق قال تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق} غافر.

    2- أن يكون المناظر عالما فيما يناظر فيه فان الله قد ذم من يجادل بغير علم فقال: {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم} آل عمران قال شيخ الإسلام: (وكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور والطمأنينة في النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين)ا.هـ

    3- أن تكون المناظرة لقصد تعليم الجاهل بالحق لأن الله ذم المجادلة بعد بيان الحق وإيضاحه قال تعالى: {يجادلونك في الحق بعدما تبين} الأنفال.

    4- إخلاص النية لله لأن مناظرة أهل السنة القصد منها حراسة الدين ونصرة الحق ورد المبطل إلى حظيرة الحق.

    5- التزام المناظر بالأدلة الشرعية في مناظرته فلا يرد الخطأ بخطأ والباطل بباطل كأن يستدل بما هو مذموم في الشرع كالأحاديث الواهية والآراء الشاذة قال شيخ الإسلام: (ومن أراد أن يناظر مناظرة شرعية بالعقل الصريح فلا يلزم لفظا بدعيا ولا يخالف دليلا شرعيا ولا عقليا فإنه يسلك طريقة أهل السنة والحديث)ا.هــ

    وقال الإمام الشاطبي: (... روينا أن الخصمين إما أن يتفقا على أصل يرجعان إليه أو لا فان لم يتفقا على شيء لم يقع بمناظرتهما فائدة بحال ...)[42]

    منقول

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    " " إن """" العلم """" قد غدا صنماً " !!!! ينافح عنه أصحابه بأشد من منافحة أصحاب أبي جهل عن اصنامهم ..!!!"

    ما أقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل!

    "و الله ليس عندي أدنى وقت للدخول في جدال سقيم كهذا .."

    سبحان الله! أتحسب اذا أننا نحن من يجد من الوقت الفيض الوافر ليضطر لقراءة ألغزاك وأحاجيك هذه يتنقل معها من موضوع الى موضوع، دون الوصول منها الى حقيقة دعواك ومرادك، بل دون حتى الوقوف على ما به يتحقق فهم عنوان الطرح نفسه في كل موضوع تكتبه؟؟؟؟ ثم يا أخي ألم تكن أنت من طرح الموضوع للنقاش ابتداءا، وسميته "للمناقشة" ؟؟؟؟ فان لم يكن عندك وقت للمناقشة والاجابة عن كلام اخوانك، فلماذا أنت هنا أصلا ؟؟؟ أم أنك يا خلوصي تريد أن تمطرنا بوابل من الكلام الموهم الغامض، ولا تريد منا الا أن نسلم به تسليما، فلا يسألك عنه أحد ولا يستدرك عليه أحد، فاذا ما عقبنا لم نضع من التعقيبات عليه الا ما يوافقك ويعجبك ؟؟؟
    عجبا لأمرك يا أخي والله!
    هداك الله وأصلح بالك، وعافانا واياك من شرور أنفسنا ...
    قل آمين.

    "و ليعلم الإخوة الأعضاء و الزوار أن هذا هو المانع لتوقفي :صرف الوقت إلى دعوة تكبير الله لا تكبير الأشخاص"

    يا أخي اتق الله، فرواد هذا المجلس وزوراه ليسوا مغفلين ولا عميانا!! وهل الذين يدعون الناس لهجر العلم والتزهد فيه، يقال عنهم أنهم يدعون الى تكبير الله؟؟؟ أم أنهم يدعون الى تكبير "جهد التبليغ" وجماعة التبليغ ودعاة التبليغ، ولو كان على حساب العلم الشرعي الشريف، وفقه السنة المباركة؟؟؟؟
    ثم أين تجد في كلامنا ما فيه تكبير "لأشخاص"؟؟؟ أي أشخاص؟؟ يا أخي اتق الله! فأنت موقوف مسؤول عما تكتب! أخرج لي من كلامي ما فيه ذكر لاسم واحد من أسماء الأشخاص، أومأت في كلامي بتكبيره أو بتعظيمه أنا وغيري ممن حاوروك في هذه الصفحة، أو ظهر الكلام مني أو منهم وكأننا نحصر الحق فيه دون غيره، ذلك "الشخص" الذي عظمناه!!!
    والله ما من شيء أبغض الى نفسي من رمي الكلام الأجوف هكذا في الهواء بلا بينة ولا دليل!!!
    هداك الله وغفر لك!

    "الجدال ... مع سوء الخلق الظاهر ... مع العصبية العمياء لما نشؤوا عليه .... مع ضعف الاستبصار العلمي النفسي .... مع ... مع ...."
    انا لله وانا اليه راجعون!! أنا أتحداك يا خلوصي أن تخرج كلمة واحدة كتبها أي واحد من الاخوة في هذه الصفحة يصح شرعا أو عرفا أو لغة أن توصف بأنها مما تصفه أنت "بسوء الخلق" الظاهر في مخاطبتك!!!!
    فبالله يا عقلاء، من منا الآن الذي أصبح كلامه طافحا بالعصبية العمياء وبالاتهامات الجوفاء والقعقعة المدوية التي لا حقيقة لها؟؟؟
    ما هو هذا الذي "نشأنا عليه" يا خلوصي بخلاف ما نشأت أنت عليه، وترانا نتعصب له عصبية عمياء وندافع عنه بسوء خلق على حد زعمك؟؟؟ العلم الشرعي؟؟؟ نتعصب "للعلم الشرعي" ؟؟؟ فما أحسنه اذا من تعصب! أنعم به من تعصب والله ما يكون لعلوم السنة وسبل الحق والخير، لمشكاة النبوة وميراث المرسلين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين!
    أما ما تكثر رمي اخوانك به من "ضعف الاستبصار" والآن تزيد عليه قولك "العلمي النفسي" فلتصطنع لنفسك من المصطلحات ما يحلو لك ... فان كنت تقصد بالاستبصار مراقبة النفس ومحاسبتها بمخافة الله، فلا أظن فيمن أطالوا النفس في مناصحتك هنا وفي غير هذه الصفحة الا أنهم على علم بهذه العلوم، وأنهم قد تلقوها من حيث يتلقاها طلبة العلم جميعا، لا بالخروج مع الذين "عرفوا اليقين" كما هي دعواك، ولكن بالتلقي عمن درسوا هدي السنة المطهرة في شتى جوانب الحياة، بما فيها ما تسميه أنت بفقه الاستبصار واصلاح النفوس والقلوب، فيأخذونه طاهرا منقحا بالدليل من الكتاب والسنة من حيث يتلقى سائر الدين! ..
    فأي علم هذا الذي تراه ينقصهم، وتستدل على ذلك النقص فيهم بايرادهم الاستشكالات على كلامك المبهم الغامض، ومطالبتهم لك المرة تلو المرة ببيان ما تريد وتوضيح المعاني والاجابة على أسئلتهم دونما مراوغة ؟؟؟

    "لا أقول هذا إلا لكي يبحث الإخوة بأنفسهم عن الحق ... و لكن ليس عند المعاصرين ..!! بل عند من يثقون به هم أصلاً ممن زرعت بذورهم الأولى في أراضي قلوبهم و أذهانهم من أمثال الإمام ابن تيمية و ابن القيم نفسيهما !!!!!!!!!!!!!"

    أقول وهذا والله هو عين ما ندعوك أنت اليه، أن تتجرد للحق بلا تعصب لجماعتك ورموزها، ولكنك لا تسمع الا لما تريد، ولا ترد الا على ما يعجبك! هداك الله وغفر لك!!!!!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  20. #20

    افتراضي رد: للمناقشة.. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت ؟

    الآن فهمتك يا خلوصي!؟

    تريد ان نفسر الآية بالتفسير الاشاري؟!

    (والعلم الباطن هو الذي نجده في كلام الصوفية في تفسيرهم الذي يسمونه "التفسير الإشاري"، وفي إشاراتهم، وفي أقوالهم، وفي كتبهم، هذا العلم الباطن الذي هو تعبيرٌ آخر عن ما يسمَّى بالعلم اللدني، أو علم الحقيقة، ليس هو العلم الذي بين أيدينا، ليس هو البخاري ، ولا مسند الإمام أحمد ، ولا كتب الفقه المعروفة أبداً).
    منقول

    قال الإمام المفسر أبو الحسن الواحدي رحمه الله: ((صنف أبو عبد الرحمن السلمي ، حقائق التفسير، ـ وهو تفسير على الطريقة الصوفية بما يعرف بالتفسير الإشاري ـ فإن كان يعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر)). (فتاوى ابن الصلاح: صفحة 29).

    وقد نقل الشيخ محمد الذهبي المصري ـ في كتاب التفسير والمفسرون ـ في الاتجاهات المنحرفة كلاماً من تفسيراتهم الباطلة نقلها من السيوطي راجع 82: "فمن ذلك الهراء ما نقله وأورد السيوطي في كتابه الإتقان (2ـ184) عن أحد الصوفية أنه فسر قوله تعالى في الآية (255) من سورة البقرة {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} فقال: معناه: (من ذل) من الذل (ذي) إشارة النفس، (يشف) من الشفاء (ع) من الوعي)."

    وقال المُناوي رحمه الله ، في حديث "تسحروا فإن في السحور بركة" : ((قال الغزالي: شذَّ جمعٌ ممن يدعي التصوف فصرف ألفاظ الشارع عن ظاهر المفهوم منها إلى أمورٍ باطنةٍ لا تسبق الأفهام إليها فقالوا أراد بالسحور الاستغفار ، كما قالوا أراد في {اذهب إلى فرعون إنه طغى} أنه أشار إلى قلبه فهو الطاغي وفي {ألق عصاك} أي كل ما يتوكأ عليها مما سوى الله يلقيه ، وهذه خرافات يحرِّفون بها الكتاب والسُّنة وبطلانه قطعي وكيف يحمل التسحُّر على الاستغفار ، مع كون المصطفى صلى الله عليه وسلَّم كان يتسحّر بتناول الطعام في السّحر ويقول: تسحّروا)).

    (فيض القدير: 3 ـ244).

    ويقول ابن عطاء الله السكندري: ((سمعت شيخنا ـ يقصد المرسي أبو العباس ـ يقول في قوله عز وجل: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} أي: ما نذهب من ولي لله إلا ونأتِ بخير منه أو مثله.

    (لطائف المنن صفحة: 63)

    والحقيقة أن القول بالتفسير الإشاري عند الصوفية مبتدأ الضلال إلى القول بأن للقرآن ظاهر وباطن ، كما ثبت هذا عن غلاة الصوفية والعياذ بالله.

    منقول من الصوفية وهو من المواقع الجيدة في الرد على الصوفية:
    http://www.alsoufia.com/articles.asp...alse&gate_id=0

    قال الزرقاني((( والأدهى من ذلك أنهم يتخيّلون ويخيلون الى الناس ، أنهم هم أهل الحقيقة الذين أدركوا الغاية ، واتصلوا بالله اتصالا أسقط عنهم التكاليف ، وسمل بهم عن حضيض الأخذ بالأسباب )) !!!!!

    منقول بتصرف من موقع ملتقى اهل التفسير:
    http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=246
    وفيه تفصيل جميل يفيد طلبة العلم للرد على الصوفية!!!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •