تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

  1. #1

    افتراضي أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    أسباب التوتر الطائفي ـ د. محمد عمارة


    د. محمد عمارة : بتاريخ 19 - 10 - 2008
    من سنن الله ـ سبحانه وتعالى ـ في الخلق، وفي الاجتماع الإنساني قيام العلاقات ـ علاقات الاقتران ـ بين "النعم" وبين "الابتلاءات والامتحانات والاختبارات"..
    ففي نعمة الأولاد فتنة واختبار.. وكذلك الحال مع نعمة المال والغنى والثراء.. ومع نعمة الجاه والسلطان.. ومع نعمة العافية والقوة في الأبدان.. ومع نعمة إقبال الدنيا وزينتها على الناس ـ أفرادًا .. وطبقات.. وشعوبًا وأممًا.. وحضارات ـ .. { واعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال: 28).. { ونَبْلُوكُم بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً وإلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء: 35)..
    وذلك ليتم الابتلاء والاختبار والامتحان للناس، ويتميز الطيب من الخبيث، والصالح من الطالح، والمجاهدون على طريق الخيرات من الذين سقطوا ويسقطون في الابتلاءات والاختبارات..
    ـ ولما كانت التعددية ـ التي جعلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ قانونًا وسنة لا تبديل لها ولا تحويل ـ في كل عوالم الخلق، وفي كل مكونات الاجتماع الإنساني ـ هي من أعظم نعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ لتحقيقها الحرية.. والسَّعة.. واستنفار الطاقات للتسابق في ميادين الإبداع.. والتنوع الذي يحقق جمال التمايز في الأفكار والأعمال وطرق التنافس في هذه الحياة.. كان الاقتران بين نعمة التعددية هذه وبين الابتلاء بها والاختبار فيها، ليتميز الراشدون الذين يوظفونها في التكامل والتوازن والتزامل والبناء من الذين يجعلونها سبيلاً للتناحر والتقاتل والتشرذم والتفتيت..
    ـ ولأن الشريعة الإسلامية، والحضارة الإسلامية التي أثمرتها وبنتها هذه الشريعة، قد وضعت سنة التعدد في الممارسة والتطبيق(1).. فبنت أمة متعددة في الشرائع والديانات.. وفي الألسن واللغات والقوميات.. وفي المذاهب والفلسفات.. وفي الألوان والأجناس.. كما أقامت للإسلام دارًا متعددة الأقاليم والأوطان والولايات.. وصنعت لهذه الأمة ثقافة متعددة المناهج والاتجاهات وميادين الإبداع.. كان طبيعيًا اقتران نعمة التعدد هذه بألوان من ابتلاءات التوترات بين فرقاء هذه التعددية، امتحانًا لهؤلاء الفرقاء، حتى يتبين ويمتاز الساعون إلى توظيف التعدد في التكامل والتوازن من الذين سقطوا ويسقطون في مستنقعات التناحر والتنابذ والتقاتل والتصارع والتشرذم والتفتيت..
    ـ إذن.. فليس غريبًا أن يشهد تاريخنا أو حاضرنا توترات بين مكونات الأمة ـ الدينية.. والقومية.. والوطنية ـ وإنما الأهم هو البحث عن أسباب هذه التوترات.. والأخذ بطرق العلاج التي تداوي ما ينشأ عنها من آثار..
    ـ وفي حدود ما قرأت ـ حول التوترات الدينية في التاريخ الإسلامي، القديم منه والحديث ـ فإن ما كتبه المفكر المسيحي اللبناني المرموق الدكتور جورج قرم ـ حول الأقليات المسيحية في التاريخ الإسلامي ـ كان ـ ولا يزال ـ أدق وأعمق ما كتب في هذا الميدان.. وذلك فضلاً عن أنه "شهادة شاهد من أهلها" ـ أهل هذه الأقليات الدينية التي عاشت في إطار أمة الإسلام..
    لقد رصد الرجل ظاهرة التوتر الديني والطائفي ـ التي قال إنها كانت محدودة وعابرة ـ فأرجعها إلى عوامل ثلاثة.. وذلك عندما قال:
    "إن فترات التوتر والاضطهاد لغير المسلمين في الحضارة الإسلامية كانت قصيرة، وكان يحكمها ثلاثة عوامل:
    العامل الأول: هو مزاج الخلفاء الشخصي، فأخطر اضطهادين تعرض لها الذميون وقعا في عهد المتوكل العباسي (206 ـ 247هـ ـ 821 ـ 861م) الخليفة الميال بطعبه إلى التعصب والقسوة وفي عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (375 ـ 411هـ ـ 985 ـ 1021م) الذي غالى في التصرف معهم بشدة ـ (وكلا الحاكمين عم اضطهادهما قطاعات كبرى من المسلمين!! ـ ..
    العامل الثاني: هو تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسواد المسلمين، والظلم الذي يمارس بعض الذميين المعتلين لمناصب إدارية عالية، فلا يعسر أن ندرك صلتهما المباشرة بالاضطهادات التي وقعت في عدد من الأمصار.
    أما العامل الثالث: فهو مرتبط بفترات التدخل الأجنبي في البلاد الإسلامية، وقيام الحكام الأجانب بإغراء واستدراج الأقليات الدينية غير المسلمة إلى التعاون معهم ضد الأغلبية المسلمة..
    إن الحكام الأجانب ـ بمن فيهم الإنجليز ـ لم يحجموا عن استخدام الأقلية القبطية في أغلب الأحيان ليحكموا الشعب ويستنزفوه بالضرائب ـ وهذه ظاهرة نلاحظها في سوريا أيضًا، حيث ظهرت أبحاث "جب" و"بولياك" كيف أن هيمنة أبناء الأقليات في المجال الاقتصادي قد أدت إلى إثارة قلاقل دينية خطيرة بين النصارى والمسلمين في دمشق سنة 1860م، وبين الموارنة والدروز في جبال لبنان سنة 1840م وسنة 1860م.
    ونهاية الحملات الصليبية قد أعقبتها، في أماكن عديدة، أعمال ثأر وانتقام ضد الأقليات المسيحية ـ ولاسيما الأرمن ـ التي تعاونت مع الغازي..
    بل إن كثيرًا ما كان موقف أبناء الأقليات أنفسهم من الحكم الإسلامي، حتى عندما كان يعاملهم بأكبر قدر من التسامح، سببًا في نشوب قلاقل طائفية، فعلاوة على غلو الموظفين الذميين في الابتزاز، وفي مراعاتهم وتحيزهم إلى حد الصفاقة، أحيانًا، لأبناء دينهم، ما كان يندر أن تصدر منهم استفزازات طائفية بكل معنى الكلمة.."(2)
    تلك شهادة شاهد من أهلها على حجم .. ومُدد.. وأسباب التوتر الديني والطائفي وتاريخنا الإسلامي.

    ـــــــــــــــ ــــ

    * هوامش

    1ـ انظر كتابنا (الإسلام والتعددية: التنوع والاختلاف في إطار الوحدة) طبعة القاهرة ـ مكتبة الشروق الدولية سنة 2007م.
    2ـ جورج قرم : (تعدد الأديان ونظم الحكم: دراسة سوسيولوجية وقانونية مقارنة) ص 211 ـ 224 ـ طبعة بيروت سنة 1979م. والنقل عن: د. سعد الدين إبراهيم: (الملل والنحل والأعراق) ص 729و730 طبعة القاهرة سنة 1990م.

  2. #2

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    مصر بين الإسلام.. والتغريب ـ د. محمد عمارة


    د. محمد عمارة : بتاريخ 22 - 10 - 2008
    وعلى الجبهة المصرية.. جاءت ثورة 1919م فداوت الكثير من جراحات تلك النزعات الطائفية العنصرية الانعزالية..
    ـ فاجتمعت الأمة وأجمعت ـ بدياناتها المختلفة: الإسلام والمسيحية واليهودية ـ وتياراتها الفكرية المتنوعة ـ إسلاميين وعلمانيين ـ على الهوية "العربية الإسلامية" لمصر.. وتم النص على ذلك في دستور سنة 1923م :"الإسلام هو الدين الرسمي للدولة.. واللغة العربية هي لغتها الوطنية والقومية"..
    ـ وأعلن ابن مصر البار مكرم عبيد (1889 ـ 1961م) ـ وهو أحد أبطال ثورة سنة 1919م وقادتها ـ عن عروبة مصر والمصريين ـ حتى قبل قيام جامعة الدول العربية سنة 1945م ـ فكتب سنة 1939م يقول:
    "المصريون عرب.. وتاريخ العرب سلسلة متصلة الحلقات، لا، بل هو شبكة محكمة العقد.. ورابطة اللغة، والثقافة العربية، والتسامح الديني، هي الوشائج التي لم تقضمها الحدود الجغرافية، ولم تنل منها الأطماع السياسية منالا، على الرغم من وسائلها التي تتذرع بها إلى قطع العلاقات بين الأقطار العربية واضطهاد العاملين لتحقيق الوحدة العربية التي لا ريب في أنها أعظم الأركان التي يجب أن تقوم عليها النهضة الحديثة في الشرق العربي.
    وأبناء العروبة في حاجة إلى أن يؤمنوا بعروبتهم وبما فيها من عناصر قوية استطاعت أن تبني حضارة زاهرة.
    نحن عرب، ويجب أن نذكر في هذا العصر دائمًا أننا عرب، وحدت بيننا الآلام والآمال، ووثقت روابطنا الكوارث والأشجان، وصهرتنا المظالم وخطوب الزمان. نحن عرب من هذه الناحية، ومن ناحية تاريخ الحضارة العربية في مصر، وامتداد أصلنا السامي القديم إلى الأصل السامي الذي هاجر إلى بلادنا من الجزيرة العربية..
    فالوحدة العربية حقيقية قائمة موجودة لكنها في حاجة إلى تنظيم، فتصير كتلة واحدة، وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة.."(1)
    هكذا تحدث مكرم عبيد باشا ـ حديث العالم ـ عن عروبة مصر والمصريين حضارة.. بل ومن ناحية الجنس والعرق.. فالأصل القديم للمصريين سامي.. وهم قد تواصلوا مع الساميين العرب الذين هاجروا إلى مصر في التاريخ السابق على ظهور الإسلام.(2)
    كما تحدث ـ سياسيًا ـ عن الوحدة العربية، التي يجب أن تجعل كل أوطان العالم العربي "جامعة وطنية واحدة"..
    وهذه الحضارة، التي أسهمت مصر في بنائها وبلورتها، والتي تنتمي إليها هي "عربية.. إسلامية".. وعن إسلامية مصر الوطن والحضارة أعلن مكرم عبيد فقال:
    "نحن مسلمون وطنًا، ونصارى دينًا.. اللهم أجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا.. واللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين"(3)
    ـ نعم.. حدث هذا بفعل تأثيرات ثورة سنة 1919م.. وتطلع الكثيرون إلى مستقبل تتجاوز فيه الأقلية الأرثوذكسية شباك الغواية الاستعمارية..
    لكن قطاعات مؤثرة من نخب هذه الأقلية قد ظلت متطلعة إلى السير على ذلك الطريق.. طريق الغواية الاستعمارية.. والاستعانة بالغرب ـ وخاصة الثقافي والحضاري (أي التغريب) ـ لإلحاق مصر بالغرب، وتحويل رسالتها و"بوصلتها" الحضارية عن قبلة "العروبة والإسلام".. فلقد ظل "مشروع المعلم يعقوب" يخايل هذه القطاعات من النخبة النصرانية المصرية ـ العلمانية منها والكهنوتية ـ حتى لقد أطلقوا على هذا "المشروع" وصف: "المشروع الأول لاستقلال مصر"..دون الكشف عن طبيعة هذا "الاستقلال" ـ الذي لم يكن استقلال عن الاستعمار الغربي ـ العدو التاريخي لمصر والشرق ـ وإنما كان استقلال عن الهوية العربية والإسلامية لمصر .. أي عن "الذاتية" و"الرسالة الحضارية" لمصر ـ .
    ويشهد على هذه الحقيقة، ما كتبه الدكتور لويس عوض (1915 ـ 1989م) عن المعلم يعقوب ـ بعد قرابة القرنين من هلاكه ـ .. فلقد وضعه في مصاف عظماء الأمة وأبطالها، من مثل: محمد علي باشا الكبير (1184 ـ 1265هـ ـ 1770 ـ 1849م).. وعلي بك الكبير (1140 ـ 1187هـ ـ 1728 ـ 1773م).. وجمال عبد الناصر (1336 ـ 1390 هـ ـ 1918 ـ 1970م)!!..
    كما وصف لويس عوض اللغة العربية بأنها "لغة دخيلة.. وميتة.. وأنها الأغلال التي يجب تحطيمها"!..(4)
    وذلك فضلاً عن هجومه على عروبة مصر.. وعلى العروبة عامة.. ووصفه لها بأنها "عنصرية.. وفاشية..وأسطورة من الأساطير"(5)
    ـ ومن قبل لويس عوض، دعا سلامة موسى (1888 ـ 1958م) إلى الذوبان الكامل في الغرب ـ حتى عندما كان هذا الغرب يحتل مصر! ـ .. ودعا إلى الانسلاخ الكامل عن العروبة والإسلام، فقال:
    ".. أنا كافر بالشرق، مؤمن بالغرب.. وإذا كانت الرابطة الشرقية سخافة، فإن الرابطة الدينية وقاحة!.. ونحن نريد العامية، لغة الهكسوس، لا العربية الفصحى، لغة التقاليد العربية والقرآن"!(6)
    .. وهكذا ظل "مشروع المعلم يعقوب": سلخ مصر عن العروبة والإسلام، وتغريبها.. يخايل قطاعات من النخبة الأرثوذكسية..

    ***

    لقد بدأ التغريب ـ في الشرق ـ مسيحيًا.. جاءت به مدارس الإرساليات التنصيرية الفرنسية التي أقامتها فرنسا على أرض لبنان، والتي استقطعت فيها العديد من أبناء الطائفة المارونية ـ الكاثوليكية.. ذات الهوى الفرنسي! ـ .. وذلك لصناعة نخبة تقدم النموذج الحضاري الغربي إلى الشرق، ليكون بديلاً عن النموذج الحضاري الإسلامي.. وذلك عن طريق تخريج "جيش ـ ثقافي ـ متفاني في خدمة فرنسا في كل وقت"!.. وحتى "تنحني البربرية العربية ـ (!!!) ـ لا إراديا أمام الحضارة المسيحية لأوروبا"! ـ بتعبير القناصل الفرنسيين ببيروت في القرن التاسع عشر ـ (7)
    وإذا كان التغريب قد تعدى نطاق الطوائف المسيحية الشرقية، فشمل قطاعات من النخب المسلمة، فلقد ظل ـ في الإطار الإسلامي ـ خيار قطاع محدود من النخبة، بينما تطور ـ على الجانب المسيحي ـ ليصبح خيار المؤسسات الفاعلة، التي رأته البديل عن النموذج الإسلامي، وخاصة بعد تصاعد المد الإسلامي عقب إفلاس النموذج العلماني ونماذج التحديث على النمط الغربي..
    فلما حدث تغرب الكنائس الوطنية الشرقية ـ بتأثير الحداثة الغربية.. والمذاهب المسيحية الغربية.. ومجلس الكنائس العالمي ـ عمت بلوى تغرّب مراكز التوجيه الديني والعلماني لدى أغلبية المسيحيين الشرقيين!.. على حين ظل التغريب في النخبة المسلمة نتوءًا شاذًا لا تأثير له في الشارع الإسلامي.. فلما تعاظم "اليقظة الإسلامية المعاصرة" دُفعت هذه النخبة المسلمة المتغربة إلى "نفق الإفلاس"!..

    ـــــــــــــــ ــــــــ

    * هوامش:

    1ـ مكرم عبيد ـ مجلة (الهلال) عدد إبريل سنة 1939م.
    2ـ للمقريزي كتاب نفيس في هذا الموضوع، عنوانه: (الإعراب عمن نزل بأرض مصر من الأعراب). تحقيق: د. عبد المجيد عابدين ـ طبعة القاهرة.
    3ـ صحيفة (الوفد) عدد 21/1/1993م.
    4ـ د. لويس عوض (تاريخ الفكر المصري الحديث) جـ 1 ص 183و184و186و194و197و209ـ طبعة دار الهلال ـ القاهرة سنة 1969م.
    5ـ الأهرام في 8و20 إبريل، 11 مايو 1978م، و(السياسية الدولية) عدد أكتور سنة 1978م.
    6ـ سلامة موسى (اليوم والغد) ص 5 ـ 7 ، 200 و201 طبعة القاهرة سنة 1928م.
    7 ـ من محفوظات أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية لسنوات 1840 ـ 1842، 1848 ، 1897 ، 1898م. انظر: محمد السماك (الأقليات بين العروبة والإسلام) طبعة بيروت سنة 1990م.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    شكرا جزيلا أخي الحبيب المرسي ....
    موضوع حساس و قد نبهني الآن على شيء غريب و هو كيف لم يصدر إلى الآن كتاب بهذا الوصف ؟

  4. #4

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    مخطط تفتيت عالم الإسلام ـ د. محمد عمارة


    د. محمد عمارة : بتاريخ 24 - 10 - 2008
    ولقد كانت إقامة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين سنة 1948م بداية لتطور "نوعي.. وكمي" في مشروع الغواية الاستعمارية للأقليات ـ الدينية.. والقومية ـ في الشرق الإسلامي.. لمزيد من التفتيت للعالم الإسلامي، على النحو الذي يحوله إلى "فسيفساء ورقية" مشغولة "بالألغام" الداخلية المتفجرة فيما بينها.. وذلك حتى يتحقق الأمن للكيان الصهيوني ـ في المحيط العربي والإسلامي ـ فيقوم بالشراكة والوكالة في مشروع الهيمنة الاستعمارية الغربية على عالم الإسلام..
    وفي التخطيط ـ المعلن ـ لهذا التطور "النوعي.. والكمي" لهذه الغواية الاستعمارية.. لأبناء الأقليات ـ الدينية.. والقومية ـ كي تتحرك ـ متحالفة مع الاستعمار والصهيونية ـ ضد العروبة والإسلام.. وضد وحدة الأمة وتكامل دار الإسلام ـ في هذا التخطيط كتب المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" Bernard Lewis في مجلة البنتاجون ـ مجلة وزارة الدفاع الأمريكية ـ Executive Intelligence research projectـ داعيا إلى مزيد من التفتيت للعالم الإسلامي ـ من باكستان إلى المغرب، على أسس دينية وقومية ومذهبية، وذلك لإنشاء اثنين وثلاثين كيانًا سياسيًا جديدًا في الشرق الإسلامي.. دعا إلى تقسيم العراق إلى دول ثلاث: كردية.. وسنية.. وشيعية.. وتقسيم السودان إلى دولتين: زنجية.. وعربية.. وتقسيم لبنان إلى خمس دويلات: مسيحية.. وشيعية.. وسنية.. ودرزية.. وعلوية.. وتقسيم مصر إلى دولتين: إسلامية.. وقبطية.. وكذلك بقية أنحاء العالم الإسلامي.. وذلك ليصبح العالم الإسلامي ـ وفق تعبيره ـ "برجًا ورقيًا" ومجتمعات فسيفسائية ـ مجتمعات الموزايك Mosaic Society .. ثم قال:
    "ويرى الإسرائيليون: أن جميع هذه الكيانات لن تكون فقط قادرة على أن تتحد، بل سوف تشلها خلافات لا انتهاء لها.. ونظرًا لأن كل كيان من هذه الكيانات سيكون أضعف من إسرائيل، فإن هذه ـ إسرائيل ـ ستضمن تفوقها لمدة نصف قرن على الأقل"!(1)
    ـ وعندما بدأت إسرائيل ـ أوائل خمسينيات القرن العشرين ـ تحقيق هذا المخطط ـ على جبهة المارونية السياسية بلبنان ـ تحدث ديفيد بن جوريون (1886 ـ 1973م) ـ أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني ـ تحدث سنة 1954م ـ عن:
    "ضرورة تثبيت وتقوية الميول الانعزالية للأقليات في العالم العربي، وتحريك هذه الأقليات، لتدمير المجتمعات المستقرة، وإذكاء النار في مشاعر الأقليات المسيحية في المنطقة، وتوجيهها نحو المطالبة بالاستقلال والتحرر من الاضطهاد الإسلامي"!!(2)
    ـ وفي عقد الثمانينيات، من القرن العشرين، نشرت المنظمة الصهيونية العالمية ـ في مجلتها الفصلية "كيفونيم" Kivunim ـ الاتجاهات ـ عدد 4 فبراير سنة 1982م ـ أي إبان الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990م) ـ فقالت عن هذا المخطط التفتيتي المعلن:
    "إن تفتيت لبنان بصورة "مطلقة" إلى خمس مقاطعات إقليمية هو سابقة للعالم العربي بأسره، بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية.. إن دولاً مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها ـ (في المغرب) ـ لن تبقى على صورتها الحالية، بل ستقتفي أثر مصر في انهيارها وتفتتها، فمتى تفتتت مصر تفتت الباقون ـ (!!) ـ إن رؤية دولة قبطية مسيحية في صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول ذات سلطة أقلية ـ مصرية، لا سلطة مركزية "كما هو الوضع الآن، هو مفتاح هذا التطور التاريخي"
    وخلصت هذه الاستراتيجية الصهيونية إلى الهدف.. فقالت:
    "إن هذا هو ضمان الأمن والسلام في المنطقة بأسرها في المدى الطويل.. ففي العصر النووي لا يمكن بقاء إسرائيل إلا بمثل هذا التفكيك، ويجب من الآن فصاعدًا بعثرة السكان، فهذا دافع استراتيجي، وإذا لم يحدث ذلك، فليس باستطاعتنا البقاء مهما كانت الحدود"!(3)
    ـ وفي تسعينيات القرن العشرين، دعا "مركز بارايلان للأبحاث الاستراتيجية" ـ التابع لجامعة بارايلان الإسرائيلية ـ إلى ندوة، عقدت في 20 مايو سنة 1992م، وشاركت فيها وزارة الخارجية الإسرائيلية، بواسطة "مركز الأبحاث السياسية" التابع لها، وأسهم فيها باحثون من "مركز ديان" ـ التابع لجامعة تل أبيب ـ وذلك لبحث "الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في منطقة الشرق الأوسط".. ولقد ناقشت هذه الندوة أحد عشر بحثًا.. وخلصت أبحاثها وتوصياتها إلى:
    "أن هذه الأقليات.. هي شريكة إسرائيل في المصير، ولابد من أن تقف مع إسرائيل في مواجهة ضغط الإسلام والقومية العربية، أو تبدي استعداد لمحاربتها أو مقاومتها، فهي حليف وقوة لإسرائيل.."(4)

    ***

    هكذا تم التخطيط لهذا التطور "النوعي.. والكمي" في الغواية "الاستعمارية ـ الصهيونية" للأقليات ـ الدينية.. والقومية.. والمذهبية ـ في وطن العروبة وعالم الإسلام.. وتم الإعلان عن هذا التخطيط ـ في الوثائق التي قدمنا بعض فقراتها ـ .. وبدأت التطبيقات لهذا التخطيط متزامنة مع إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين..

    ـــــــــــــــ ــــــ

    * هوامش:

    1ـ محمد السماك (الأقليات بين العروبة والإسلام) ص131و133و143 طبعة بيروت سنة 1990م.
    2ـ د. سعد الدين إبراهيم (الملل والنحل والأعراق) ص740 ـ 748 ـ طبعة القاهرة سنة 1994م. ـ (وهو ينقل عن مذكرات موشى شاريت ـ رئيس وزراء إسرائيل في ذلك التاريخ)ـ.
    3ـ (الأقليات بين العروبة والإسلام) ص140 ـ 144.
    4ـ (ندوة الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في العالم العربي) ص6 ـ10 ، 27. ترجمة الدار العربية للدراسات والنشر ـ طبعة القاهرة سنة 1992م.

  5. #5

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    تحول الكنيسة إلى دولة طائفية عنصرية ـ د. محمد عمارة


    د. محمد عمارة : بتاريخ 26 - 10 - 2008
    أما على الجبهة المصرية.. التي قالت عنها "استراتيجية إسرائيل في الثمانينات" ـ من القرن العشرين ـ :
    "إنه إذا تفتتت مصر تفتت الباقون"!.. فلقد بدأ يتخلق في صفوف النصارى الأرثوذكس ـ عقب الحرب العالمية الثانية ـ ومع نجاح "الإحياء اليهودي" الذي اتخذ شكل الكيان الصهيوني الذي أقيم سنة 1948م على أرض فلسطين ـ.. بدأ يتخلق تيار "طائفي ـ عنصري ـ انعزالي" يسعى إلى تغيير هوية مصر، وخلعها من المحيط العربي الإسلامي، واستبدال اللغة القبطية باللغة العربية، وتسويد المسيحية فيها بدلاً من الإسلام.. أي بدأ البعث والإحياء لمشروع المعلم يعقوب حنا من جديد!..
    نعم.. بدأ تخلق هذه النزعة الطائفية.. والسعي إلى تحقيق هذا الحلم ـ الذي يبدو مجنونًا! ـ .. وتناثرت وتراكمت وتكاملت ـ في الطائفة الأرثوذكسية ـ تحديدًا ـ الأفكار والوقائع التي تقود في هذا الاتجاه.. اتجاه تفتيت مصر، وتغيير هويتها القومية والحضارية.. والارتداد بها إلى الوراء أربعة عشر قرنًا!..
    ـ فيكتب القمص "سرجيوس" (1883ـ 1964م) في مجلة "المنارة" ـ بتاريخ 6/12/1947م ـ يقول:
    "إن أرض الإسلام هي الحجاز فقط، وليست البلاد التي يعيش فيها المسلمون"!
    ـ ويعترف "نظير جيد" ـ في مقال له بمجلة "مدارس الأحد" ـ بتاريخ يناير سنة 1952م ـ بتزعمه لجماعة ذات نزعة طائفية سنة 1948م ـ العام التالي لتخرجه من الجامعة! ـ .. حتى لقد ذهب إليهم ـ أي إلى جماعة نظير جيد ـ نجيب اسكندر باشا ـ وزير الصحة في حكومة النقراشي باشا (1305 ـ 1368هـ ـ 1888 ـ 1948م) قائلاً لهم ـ كجماعة ـ :
    "لحساب من تعملون؟!.. أنتم تهددون وحدة العنصرين"!..
    كما يعلن نظير جيد ـ في هذا المقال ـ :
    "إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا في مصر"! ـ أي أن المسلمين المصريين جالية محتلة لمصر منذ أربعة عشر قرنًا!(1)
    ـ وفي أول شهر توت ـ رأس السنة الفرعونية ـ وعيد الشهداء عند الأرثوذكس سنة 1669ق ـ 11 سبتمبر سنة 1952م ـ تتبلور هذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية في (جماعة الأمة القبطية) التي استقطبت خلال عام واحد 92.000 من شباب الأرثوذكس.. والتي أعلنت عن "مشروع قومي"، وليس مجرد مطالب لأقلية دينية، أعلنت:
    1ـ أن الأقباط يشكلون أمة (2).. ويطلبون حذف النص الدستوري الذي يقول إن الإسلام دين الدولة!.. وإن اللغة العربية هي لغتها!.. وذلك ليكون الدستور مصريًا.. وليس عربيًا ولا إسلاميًا.. وإعلان "أن مصر كلها أرضنا التي سلبت منا بواسطة العرب المسلمين منذ 14 قرنًا.. وأننا سلالة الفراعنة.. وديانتها هي المسيحية.. وسيكون دستورنا هو الإنجيل.. وتكون لغتنا الرسمية هي اللغة القبطية..
    وكان لهذه الجماعة علمها وزيها الخاصين بها.. وكان المعلم يمثل صليبًا منصوبًا في الإنجيل.. كما كان لها نشيد خاص تنشده في جميع الاحتفالات والاجتماعات.. كما افتتحت في المحافظات مدارس لتعليم اللغة القبطية بالمجان!!(3)
    ولقد حاولت هذه الجماعة ـ الطائفية.. العنصرية ـ ضم قيادة الكنيسة إلى هذا المخطط.. فلما رفض البابا يوساب الثاني (1946 ـ 1956م) ذلك، اختطفوه.. وذهبوا به إلى دير صحراوي.. وأجبروه على التنازل عن البابوية!..
    فلما اعتقلت حكومة ثورة يوليو بعض قيادات هذه الجماعة ـ وفي مقدمتهم المحامي إبراهيم هلال ـ وحلت التنظيم في 24 إبريل سنة 1954م ـ وأحالتهم إلى المحاكمة.. دخلت قيادات أخرى من هذا الاتجاه الطائفي الانعزالي ـ في مقدمتهم نطير جيد ـ إلى الدير في 18 يوليو سنة 1954م.. سالكة طريق الرهبنة، لتصل إلى قمة الكنيسة في 14 نوفمبر سنة 1971م.. ولتحقق ـ "بالانتخاب" ـ سيطرة هذه النزعة الطائفية العنصرية على الكنيسة.. بعد أن فشل تحقيق هذه السيطرة ـ سنة 1954م ـ "بالانقلاب"!!..
    ـ ولقد بدأ ـ منذ ذلك التاريخ ـ مسلسل "الفتنة الطائفية"، الذي قادته الكنيسة.. الأمر الذي يطرح السؤال ـ الذي لم يلتفت إليه الكثيرون ـ وهو:
    لماذا لم تكن بمصر المعاصرة فتنة طائفية قبل هذا التاريخ ـ نوفمبر سنة 1971م ـ؟!:
    وعلى أرض الواقع ـ واقع الفتنة الطائفية ـ توالت الحوادث والأحداث:
    ـ فتم الخروج بالكنيسة ـ لأول مرة ـ عن رسالتها الروحية ونهجها التاريخي.. وتحويلها إلى حزب سياسي.. ودولة داخل الدولة ـ وأحيانًا فوق الدولة ـ .. وسحب المسيحيين من مؤسسات المجتمع والدولة إلى "دولة الكنيسة ومجتمعها"..
    ـ وبدأ تفجير وقائع الفتنة الطائفية ـ بداية بأحداث الخانكة في نوفمبر سنة 1972م ـ منتهزة فرصة انشغال الدولة بالإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973م.. مع استمرار وقائع هذه الفتنة الطائفية، في ظل الحماية الأمريكية، والتدخل الأمريكي في شئون مصر الداخلية، بدعوى حماية المسيحيين من الاضطهاد!.. ولقد استمرت وقائع هذه الفتنة، رغم تغير قيادة الدولة.. وتعاقب الحكومات.. وتغير المواقف من الجماعات والأحزاب!..
    1ـ ففي 17 و18 يوليو سنة 1972م عقدت قيادة الكنيسة مؤتمرًا بالإسكندرية، اتخذت فيه قرارات طائفية ـ لا علاقة لها بالرسالة الروحية للكنيسة ـ وأبرقت بهذه القرارات إلى مؤسسات الدولة "بلهجة صدامية"، مهددة "بالاستشهاد" إذا لم تستجب الدولة لهذه المطالب!..
    2ـ وفي نفس التاريخ ـ 18/7/1972م ـ وعلى هامش المؤتمر ـ تم الإعلان للخاصة ـ في محاضرة بالإسكندرية ـ بالكنيسة المرقسية الكبرى ـ حضرها خاصة الخاصة من رجال الدين وبعض الأثرياء ـ تم الإعلان عن معالم المشروع الطائفي العنصري الانعزالي، الذي يطمع في تغيير الهوية.. والواقع.. والخريطة.. والحضارة.. والتاريخ.. ـ بالنسبة لمصر ـ !..
    تلك المحاضرة التي قال فيها كبيرهم:
    "إن الخطة موضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد..
    لقد عادت أسبانيا إلى أصحابها المسيحيين بعد أن ظلت بأيدي المستعمرين المسلمين قرابة ثمانية قرون..
    وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة؟!..
    والمطلوب: مقاطعة المسلمين اقتصاديا، والامتناع عن التعامل المادي معهم امتناعا مطلقًا إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك..
    والعمل على زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد.. مع التزام الهدوء واللباقة والذكاء في ذلك، منعًا لإثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم.. مع مجاملتهم في أعيادهم حيثما يكون الاختلاط..
    واستثمار النكسة والمحنة الحالية لصالحنا، فلن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو الحرب!..
    والعمل على:
    أـ تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة.
    ب ـ وتشجيع تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين (65%من الأطباء والقائمين على الخدمات من شعب الكنيسة)..
    جـ ـ ووضع الحوافز للأسر المسيحية الفقيرة لزيادة الإنجاب.
    د ـ والتنبيه على العاملين بالخدمات الصحية كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، لتقليل نسبة الوفيات، وعمل العكس مع المسلمين..
    هـ ـ وتشجيع الزواج المبكر وتخفيض تكاليفه، بتخفيف رسوم فتح الكنائس ورسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية.
    و ـ وتحريم إسكان المسلمين في عمارات المسيحيين.. وطرد المخالفين من رحمة الرب ورعاية الكنيسة.
    وذلك لجعل شعب الكنيسة نصف الشعب المصري في مدة 12 أو 15 سنة من الآن، ليتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ الاستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا"(4)

    3ـ وتم احتفال الكنيسة بذكرى القمص سرجيوس ـ الذي كتب في صحيفة "المنارة" بتاريخ ـ 6/12/1947 ـ داعيًا إلى اعتبار الحجاز فقط هي دار الإسلام.(5)
    4ـ وفي 18 نوفمبر سنة 1972م ـ إبان أحداث الخانكة ـ وفي قمة حرج الدولة وهي تجاهد للقيام بحرب أكتوبر ـ ومع اقتراب عام على تولي البابا شنودة البابوية ـ حرض البابا رجال الكهنوت على التظاهر والصدام العنيف مع الدولة ـ وهما أمران غير مسبوقان في تاريخ الكنيسة حتى في ظل الاضطهاد الروماني!! ـ .. وقال لرجال الكهنوت:
    ـ "أنتم كم؟"
    ـ فقالوا: مائة وستون.
    ـ فقال لهم : عايزكم ترجعوا ستة عشر كاهنًا. والباقي يفترشون الأرض افتراشًا، ويستشهدون"(6)
    وكان هذا إعلانًا عن سياسة الصدام الكنسي مع الدولة المصرية لأول مرة في تاريخ الكنيسة وتاريخ مصر الإسلامية!..
    5ـ وفي 17/1/1977م عقدت قيادة الكنيسة مؤتمرات دعت إليه "ممثلي الشعب القبطي" ـ حسب تعبيرها ـ . وضم هذا المؤتمر يجمع الآباء كهنة الكنائس، والمجلس الملي، ورؤساء وأعضاء الجمعيات والهيئات القبطية، والأراخنة أعضاء مجالس الكنائس وكان هذا المؤتمر تتويجًا لمؤتمرات تحضيرية عقدت في 5و6و7 سنة 1976م وفي 17/12/1976م.. واتخذ هذا المؤتمر القرارات التي تعلن عن "المشروع السياسي للكنيسة"، من: بناء الكنائس .. إلى معارضة توجه الدولة نحو الشريعة الإسلامية ـ (رغم أنه تطبيق لنص دستوري متفق عليه) ـ إلى التمثيل السياسي والنيابي والإداري والوظيفي للأقباط في مجلس الوزراء، ومجلس الشعب، والمحليات، والمحافظين، ومختلف مؤسسات الدولة والقطاع العام.. وحتى طلب القضاء على التوجه الإسلامي في الجامعات!.. ـ كما تحدث المؤتمر باسم "أقدم وأعرق سلالات مصر"!!(7).. ثم الاعتراض ـ أواخر سنة 1979م ـ على تقنين الشريعة الإسلامية، والتهديد بإسالة "الدماء للركب من الإسكندرية إلى أسوان"!
    6ـ وإبان اشتعال الحرب الأهلية في لبنان (1975 ـ 1990م) ذهب شبان أرثوذكس ـ تحت سمع الكنيسة وبصرها .. وفي ظل صمت الرضى! ـ إلى لبنان، وحاربوا في صفوف المارونية السياسية، المتحالفة مع إسرائيل ضد عروبة لبنان ووحدته وانتمائه القومي والحضاري!.. حاربوا مع "الكتائب اللبنانية".. وهكذا أصبح للكنيسة المصرية مسلحون ومقاتلون، لأول مرة في التاريخ!!..(8)



    ـــــــــــــــ ــــــــ

    * هوامش:

    1ـ انظر نص هذا المقال في كتاب: د. سليم نجيب (الأقباط عبر التاريخ) ـ تقديم: مجدي خليل ـ طبعة القاهرة ـ دار الخيال سنة 2001م.
    2ـ لقد لاحظت استخدام "بونابرت" مصطلح "الأمة القبطية" في مراسلاته مع خونة النصارى الذين تعاونوا معه.. وكذلك استخدامهم لهذا المصطلح ـ انظر: عادل جندي "المخططات الخطيرة" ـ صحيفة "وطني" في 2/7/2006م.
    3ـ (الأقباط عبر التاريخ) ص184و185.
    4ـ (قذائف الحق) ص57 ـ 65 ـ طبعة صيدا ـ المكتبة العصرية ـ لبنان ـ بدون تاريخ ـ (ولقد حدثني الشيخ الغزالي ـ عليه رحمة الله ـ أن أحد ضباطا الأمن القومي قد جاءه بنص المحاضرة، مكتوبًا بالقلم الرصاص.. وأعطاه للشيخ إبراءًا لذمته أمام الله.. ولقد أعطى الشيخ صورة من المحاضرة للشيخ عبد الحليم محمود.. ثم نشر خبر هذه المحاضرة بكتابه (قذائف الحق) ـ الذي صودر بمصر ـ وطبع خارجها.
    5ـ المرجع السابق. ص57 ـ 65.
    6ـ القمص اندراوس عزيز (الحقائق الخفية في الكنيسة القبطية) ص 27. والنقل عن: ممدوح الشيخ ـ صحيفة (الأسبوع) في 28/2/2000م.
    7ـ د. محمد مورو (يا أقباط مصر انتبهوا) ص259 ـ 273. طبعة القاهرة سنة 1998م.
    8ـ يشير أبو سيف يوسف إلى تعاطف الهيئة القبطية الأمريكية ـ التي تكونت في أمريكا سنة 1974م ـ مع "الكتائب اللبنانية" وإلى تعاون مجلتها ـ (الأقباط) ـ مع الصهاينة.. وقولهم عن الإسلام إنه أخطر على الغرب ـ المسيحي ـ اليهودي ـ من الشيوعية ـ انظر (الأقباط والقومية العربية) ص172 ـ والنقل عن (التطور الفكري لدى جماعات العنف الدينية في مصر) ص242و336 وانظر كذلك ـ محمد جلال كشك (ألا في الفتنة سقطو) ص34 طبعة القاهرة سنة 1982م.

  6. #6

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    السلام عليكم ورحمة الله
    بارك الله فيكم أخي ..
    انا من المعجبين والمؤيدين لفكر هذا العالم ونهجه
    اللهم زده علما

  7. #7

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    هو لاشك عالم كبير
    لكن لايجعلنا حبه أن نقبل أخطاؤه التى هى ليست من منهج السلف وهى مبسوطة فى مظانها ولله الحمد
    فنستطيع ان ننهل من علمه ونجتنب اخطاءه وجزاه الله عنا كل خير

  8. #8

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    معجزة المقاومة المؤمنة ـ د. محمد عمارة


    د. محمد عمارة : بتاريخ 27 - 10 - 2008
    عندما غزت أمريكا فيتنام عام 1964 ظلت أثنى عشر عاما قبل أن تشعر بالهزيمة عام 1975، مع أن فيتنام كانت تساعدها الصين والاتحاد السوفيتي ولاوس وكمبوديا، وتناصرها كل شعوب العالم الثالث دون استثناء.

    وعندما غزت أمريكا –ومعها حلف الأطلنطي- أفغانستان في أكتوبر 2001 وغزت العراق ومعها حلفاؤها الغربيون في مارس 2003 صمت الكثيرون .. ونافق الكثيرون .. وارتعد الكثيرون .. بل وتواطأ الكثيرون !.

    لكن وقبل مضي سنوات قلائل لا تتعدى أصابع اليد الواحدة كانت المقاومة الإسلامية وحدها على أرض العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال .. تصنع واحدة من أعظم معجزات الإسلام في القرن الواحد والعشرين

    لقد أعلنت أمريكا انتصار "الفرعونية والقارونية الغربية" في الصدام مع حضارة الإسلام ولكنها السنوات القليلة التي كشفت فيها المقاومة الإسلامية عن انهيار هذا الحكم الأمريكي المجنون.

    فجيوش الفرعونية الأمريكية التي قاربت ربع المليون على أرض العراق تبحث لها الآن عن سبيل للانسحاب بعد أن أصيب 38% من جنودها بالأمراض النفسية وبعد أن أصبحت مقابرهم في أمريكا كاملة العدد .. فتحققت للمقاومة العراقية للقلة المؤمنة معجزة لا نظير لها في تاريخ الجيوش والحروب والصراعات.

    وهذه الجيوش الأمريكية ومعها جيوش حلف الأطلنطي تبحث عن أرض أفغانستان عن مخرج ينجيها من باس الفقراء أبطال طالبان وتلوح أمام أعينهم المقبرة التي سيدفنون فيها على أرض أفغانستان كما سبق ودفنت فيه الإمبراطورية السوفيتية منذ سنوات.

    وكذلك الحال مع الجيش الصليبي الإثيوبي الذي ينهار أمام المقاومة الإسلامية على أرض الصومال أفقر بلاد الدنيا على الإطلاق.

    وإذا كان هذا هو صنيع المعجزة الإسلامية معجزة المقاومة المؤمنة مع "قوة الفرعونية الأمريكية" وبهذه السرعة غير المسبوقة في تاريخ الغزو والاحتلال والصراع .. فلقد حدث نفس الإعجاز الإسلامي مع "القارونية الأمريكية" التي سقطت رأسماليتها وليبراليتها في مستنقع الركود والكساد والانكماش والإفلاس .. بعد أن أعلن فيلسوفها فوكوباما أنها "نهاية التاريخ".

    إنها واحدة من أعظم معجزات الإسلام والمقاومة الإسلامية والصمود الإسلامي التي بددت في بضع سنوات هذا الحلم الأمريكي المجنون حتى لكأننا أمام مشهد جديد "للطير الأبابيل" التي بددت حلم المجنون أبرهة الحبشي صاحب الفيل الذي أراد قبل أربعة عشر قرنا تدنيس البيت الحرام وقطع الطريق على ظهور الإسلام كما أراد رعاة البقر قطع الطريق على اليقظة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين.

    والمطلوب أمام هذا المشهد المعجز هو الوعي بسنن التاريخ الحاكمة للصراعات بين الحق والباطل على مر التاريخ وذلك ليعتبر الجبناء الذين صمتوا ونافقوا أو راهنوا على الفرعونية والقارونية الأمريكية وليعلم الجميع أن لله سننا في هذه الصراعات التي يفرضها الباطل على الحق .. فالوعي بهذه السنن هو واحد من أمضى الأسلحة في هذه الصراعات.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    298

    افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاعجاز العلمي مشاهدة المشاركة
    انا من المعجبين والمؤيدين لفكر هذا العالم ونهجه
    هل تقصد المعنى الحرفي للكلمة ام هو مجرد وصف عام لان الذي اعرفه عن الدكتور عمارة انه ليس عالما بالمعنى المتعارف عليه وانما يصنف او يصنفه الكثيرون على انه مفكر اسلامي على ما في هذا المصطلح من تحفظات لا تخفى على امثالك.

  10. افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    التنظير العنصري للإحياء القومي القبطي ـ د. محمد عمارة


    د. محمد عمارة : بتاريخ 28 - 10 - 2008
    وعلى الجانب الفكري.. والتنظير للمشروع الطائفي العنصري الانعزالي للكنيسة الأرثوذكسية المصرية.. بدأت التنظير للفصام مع هوية مصر العربية والإسلامية، فبعد إجماع الأمة ـ مسلمين ونصارى ويهود وعلمانيين ـ على النص ـ في دستور سنة 1923م ـ على أن دين الدولة المصرية هو الإسلام، وأن لغتها هي العربية.. وبعد إعلان مكرم عبيد باشا (1889 ـ 1961م) عن عروبة مصر والمصريين، حتى قبل قيام جامعة الدول العربية.. وقوله سنة 1939م:
    "المصريون عرب.. والوحدة العربية من أعظم الأركان التي يجب أن تقوم عليها النهضة الحديثة في الشرق العربي.. إنها حقيقة قائمة وموجودة، لكنها في حاجة إلى تنظيم لتصير البلاد العربية كتلة واحدة، وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة.."(1)
    وإعلانه عن أن الإسلام هو هوية مصر الحضارية، بالنسبة لكل أبنائها وأديانها.. وقوله:
    "نحن مسلمون وطنًا، ونصارى دينًا. اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا. واللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين.."(2)
    وبعد موافقة 63% من مسيحيي مصر على تطبيق الشريعة الإسلامية ـ بما فيها الحدود ـ في المنظومة القانونية المصرية سنة 1985م.(3)
    بعد هذه الحقائق الشاهدة على الوحدة الوطنية المصرية ـ على أسس قومية وحضارية ـ وجدنا النزعة العنصرية الطائفية الانعزالية ـ التي تبلورت عقب الحرب العالمية الثانية.. والتي أعلنت عنها (جماعة الأمة القبطية) ـ في ظلال نجاح المشروع العنصري الصهيوني ـ .. وجدنا هذه النزعة تجد طريقها إلى كتابات القيادات الكهنوتية في الكنيسة الأرثوذكسية، على النحو الذي يتحدث عن "مسألة ومشكلة قومية قبطية".. وليس "مطالب لأقلية مسيحية" هي جزء أصيل في نسيج الشعب المصري..
    ـ فيكتب الأنبا غريغريوس (1919 ـ 2002م) ـ الرجل الثاني في الكنيسة.. وأسقف التعليم والبحث العلمي والدراسات العليا ـ فيقول:
    "إن اللغة القبطية هي لغتنا.. وهي تراث الماضي، ورباط الحاضر، وهي من أعظم الدعائم التي يستند إليها كيان الشعب المسيحي.. وهي السور الذي يحمينا من المستعمر الدخيل"!!(4)
    فيتحدث عن لغة "مختلفة" عن اللغة القومية لمصر.. وعن ثقافة مختلفة عن الثقافة العربية.. وعن شعب مسيحي، متميز عن الشعب المصري، وعن المسلمين المصريين ـ أي 95% من المصريين ـ كمستعمر دخيل!!.. أي يفصح ـ باسم الكنيسة ـ عن تبني هذه الكنيسة للمشروع القومي القبطي الذي أعلنته (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م!..
    ـ ويدعو الدكتور كمال فريد إسحق ـ أستاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية، التابع للكنيسة ـ "إلى أن تكون اللغة القبطية هي اللغة القومية لمصر" ـ (!!!) ـ وليست اللغة العربية..(5)
    ـ أما عميد هذا المعهد ـ معهد الدراسات القبطية ـ الدكتور رسمي عبد الملك ـ فيدعو إلى:
    "أن يكون محو أمية الشعب المصري باللغة القبطية، لا العربية"!!.. ويعلن عن مخطط إحلال اللغة القبطية محل اللغة العربية.. وكيف أنه "يوجد في كل كنيسة فصل لتعليم اللغة القبطية"!!.. أي أننا ـ في مصر ـ بإزاء نظام تعليمي، فيه آلاف الفصول الدراسة التي تعمل الكنيسة ـ بواسطتها ـ على تغيير اللغة القومية ـ التي نص عليها الدستور.. ومثلت ركنًا من أركان ثوابت الهوية المصرية منذ نحو أربعة عشر قرنًا.. والتي اختارها الشعب المصري اختيارًا حرًا!!..
    كما أعلن عميد معهد الدراسات القبطية ـ هذا ـ أن المجال سيفتح لرسائل الماجستير والدكتوراه في اللغة القبطية، ولعمل إحصائيات حول المتحدثين باللغة القبطية في تعاملهم اليومي داخل المنزل.. وأكد وجود أعداد كبيرة تقبل على تعلم اللغة القبطية، وعائلات لا تتحدث في منازلها إلا باللغة القبطية"!!(6)
    أي أننا أمام انقلاب ـ فكري وعملي ـ على الهوية العربية لمصر.. بلورته (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م.. وترعاه وتنفذه الكنيسة الأرثوذكسية بعد استيلاء التيار الطائفي العنصري الانعزالي على قياداتها في 14 نوفمبر سنة 1971م.
    ـ وإذا كان الأنبا مرقس ـ المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية.. وعضو المجمع المقدس.. ورئيس لجنة الإعلام بهذا المجمع أي "وزير إعلام الكنيسة".. وأسقف شبرا الخيمة ـ قد أعلن:
    "أن مصر هي بلد الأقباط، وهم أصحابها"!!(7).. فإنه قد طالب بأن يكون أول شهر توت ـ عيد النيروز الفرعوني ـ إجازة رسمية للدولة المصرية، باعتباره عيد رأس السنة الفرعونية(8) ـ وهو ـ للتذكرة ـ اليوم الذي أعلن فيه عن قيام (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م ـ التي أعلنت أن قضية المسيحيين ـ في مصر ـ هي "قضية قومية" ـ قضية لغة.. وثقافة.. وعنصر.. وأرض مغتصبة منذ أربعة عشر قرنًا ـ!!..
    ـ وإذا كانت أدبيات الشعب المصري تتحدث عن "الشعب المصري" و"الأمة العربية" و"الحضارة الإسلامية".. أي عن الوطنية والعروبة والإسلام باعتبارها هوية مصر والمصريين جميعًا ـ بكل دياناتهم ـ.. فإن أدبيات الكنيسة الأرثوذكسية دائمة الاستخدام لمصطلحات :
    "الشعب القبطي" و"الأمة القبطية" و"شعب الكنيسة" و"الشعب المسيحي"!.. حتى لقد أعلن الأنبا توماس ـ عضو المجمع المقدس.. وأسقف القوصية ـ في محاضرته بمعهد "هديسون" الأمريكي بواشنطن ـ في 18 يوليو سنة 2008م ـ وهو المعهد التابع للمحافظين الأمريكيين الجدد، واليمين الديني ـ أعلن الأنبا توماس على العالم.. وأمام سمع الكنيسة وبصرها ـ أعلن:
    ـ "أن الشخص القبطي يشعر بالإهانة إذا قلت له إنك عربي"!
    ـ "وأن اللغة القبطية هي اللغة الأم لمصر"!
    ـ "وأن الأقباط يعانون ويحاربون خطري التعريب والأسلمة"!
    ـ "وأنهم قد وجدوا ثقافتهم تموت، ووجدوا أنفسهم مسئولين عن حمل ثقافتهم والمحاربة من أجلها حتى يأتي الوقت الذي يحدث فيه انفتاح وتعود دولتنا لجذورها القبطية.. وحتى يأتي هذا الوقت، فإن الكنيسة تقوم بدور الحاضنة للحفاظ على هذا التراث القومي المختلف"!
    ـ "وأن المسلمين قد خانوا الأقباط منذ الاحتلال العربي لمصر"! (9)
    وهكذا أفصح هذا الأسقف ـ في هذه المحاضرة ـ ربما أكثر من غيره ـ عن أن القضية هي قضية قومية.. وليست قضية مطالب لأقلية دينية.. فهي ـ كما جاء في المحاضرة التي صمتت عنها الكنيسة صمت الرضى ـ بل ودافع عنها رموز كبار فيها ـ هي ذات القضية التي أعلنت عنها (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م.. قضية: لغة.. وثقافة.. وعنصر.. ووطن محتل وأرض مغتصبة منذ أربعة عشر قرنًا!!..
    لذلك، وجب التوقف أمام أهم الدعاوى التي جاءت بهذه المحاضرة: (صيحة الأقباط ضد التعريب والأسلمة)!..
    فنحن ـ بإزاء الدعاوى التي جاءت بهذه المحاضرة ـ لسنا فقط أمام انقلاب على الانتماء للعربية ـ اللغة القومية لمصر ـ وعلى الدستور والعقد الاجتماعي والحضاري الذي توافق عليه المصريون والتزموا به منذ قرون ـ أي أمام "نزعة خوارجية" على ثوابت العقد الذي ارتضته الجماعة الوطنية المصرية.. وإنما نجد أنفسنا ـ علاوة على كل ذلك ـ أمام انقلاب على الحقائق العلمية التي تعارف عليها علماء المصريات واللغات في مصر والعالم أجمع..
    ـ فليس صحيحًا أن اللغة القبطية ـ التي جاء الفتح الإسلامي فوجدها بمصر ـ هي اللغة الأم للمصريين.. وإنما هي المسخ الهجين الذي مثل التغريب اللغوي الذي أحدثه الغزو الإغريقي في لغة المصريين.. فكانت أثرًا من آثار هذا التغريب اللغوي، ولم تكن خالصة الوطنية.. فضلاً عن أنها كانت المرحلة الرابعة من المراحل الكبرى لتطور اللغة المصرية.. ولم تكن اللغة الأم بحال من الأحوال.. ذلك أن اللغة المصرية القديمة قد مرت بمراحل أساسية أربعة، قبل مرحلة سيادة اللغة العربية في مصر.. وهذه المراحل هي:
    1ـ مرحلة الهيروغليفية: وهي اللغة المقدسة، المكتوبة بالصور.. والتي تعتبر اللغة المكتوبة الأم للمصريين ـ في التاريخ المعروف ـ والتي عبروا بها عن الكلام الشفهي.. ولقد ظلت أداة الكتابة على المباني الأثرية بعد أن حلت الكتابات المختصرة محلها في الحياة العامة، بحيث لم يعد يفهمها إلا الكهنة.
    2ـ مرحلة الهيراطيقية: وهي الكتابة المختصرة التي حلت محل الهيروغليفية ـ التي ظلت خاصة بالكتابة على المباني الأثرية ـ.. ولقد استعمل الخط الهيراطيقي حوالي سنة 2000 ق.م.
    3 ـ مرحلة الديموطيقية: وهي اللغة المصرية الدارجة، ذات الخط المختصر الذي استعمله المصريون القدماء من حوالي سنة 700 ق.م حتى القرن الثالث الميلادي..
    وخط هذه الديموطيقية هو اختصار للهيروغليفية.. وتطور للخط الهيراطيقي الذي استعمل حوالي سنة 2000 ق.م.. وهذه الديموطيقية هي التي وردت على حجر رشيد تالية للهيروغليفية.
    4ـ مرحلة اللغة القبطية: وهي لهجة أكثر منها لغة.. تطورت عن اللغة الدارجة الديموطيقية.. ومثلت آخر مراحل اللغة المصرية القديمة ـ الهيروغليفية ـ كما مثلت مرحلة تغريب اللغة المصرية، حيث زاحمتها اللغة اليونانية الغازية.. فمنذ حكم الملوك البطالمة الإغريق (323 ـ 30ق.م) غدت اللغة المصرية تكتب بحروف يونانية، ولم يبق من حروفها المصرية سوى سبعة أحرف لم يجدوا لها نظير في الأحرف اليونانية.. كما استخدمت في قواعدها اللغة اليونانية.. ودخلها الكثير من الكلمات والمصطلحات اليونانية.. فغدت "هجينًا" غير خالصة الوطنية المصرية(10).. وذلك فضلا عن أنها لم تكن اللغة المصرية الأم بحال من الأحوال.
    ولذلك، فإن هذه الدعوة إلى إحلال اللغة القبطية محل العربية ـ والحديث عن أنها هي "اللغة الأم" لمصر والمصريين، هو "كذب" في العلم، كما هو "خروج" عن ثوابت الهوية والحضارة والتاريخ بالنسبة لكل المصريين.
    ونحن نسأل الدعاة إلى هذا الانقلاب القومي والحضاري ـ بمن فيهم أصحاب الأصوات العالية في المهاجر ـ :
    ـ أية فوضى يمكن أن تحدث في العالم لو انتشرت الدعوات لعودة الأمم والشعوب إلى ماضيها السحيق الذي تجاوزه التاريخ؟!.
    ـ ولم لا تدعون الأمريكان ـ الذين يحتضنون دعاواكم، لحاجة في نفس يعقوب ـ إلى أن يعودوا إلى اللغة الأم لأمريكا ـ لغة الهنود الحمر ـ خصوصًا مع قرب العهد بسيادتها في تلك البلاد؟!.
    .. وكذلك الأمر في أمريكا الجنوبية.. واستراليا.. ونيوزيلانده؟!.. الخ.. الخ..
    أم أن أمر هذه الدعوة الشاذة خاص ـ عندكم ـ بالكيد للعروبة والإسلام؟! ـ اللذين اعتنقهما المصريون جميعًا ـ المسلمون منهم والمسيحيون واليهود ـ؟!.
    لقد غيرت كل شعوب الدنيا ـ تقريبًا ـ لغاتها أو ديانتها.. أو غيرتهما معًا.. فهل يجوز لعاقل أن يدعوا اليوم كل الجماعات اللغوية ـ والتي تبلغ ألف جماعة لغوية ـ إلى العودة إلى اللغات الأم، التي تكلمت بها في تاريخها القديم؟!..
    ثم.. ما هو المفهوم الدقيق لمصطلح "الأم" و"القديم"؟!.. وهل تقودنا مثل هذه الدعوات ـ المجنونة ـ إلى السعي للعودة إلى اللغة الأم ـ الحقيقية ـ لغة آدم عليه السلام؟!..
    إن إيطاليا قد غيرت لغتها ودينها.. وكذلك صنعت فرنسا.. وألمانيا.. وإسبانيا.. وهولندا.. وبلجيكا.. وكذلك الشعوب في أمريكا الشمالية والجنوبية.. وفي آسيا وإفريقيا ـ .. فهل يجوز لأقلية ـ أو حتى أغلبية ـ في شعب من هذه الشعوب أن تدعو للانقلاب على الواقع والهوية والذاتية اللغوية والقومية والحضارية، وتطلب الهجرة إلى مكونات التاريخ السحيق؟!
    إن فارقًا كبيرًا بين الدراسات الأكاديمية المتخصصة للغات القديمة.. لأسباب تاريخية ومعرفية ـ وبين الدعوة إلى الانقلاب على الحاضر ـ الذي غدى هوية.. وقومية.. حضارة.. وثقافة ـ والهجرة إلى "القديم"، الذي غيرته وتجاوزته كل هذه الشعوب.
    ـ ثم.. هل صحيح ما قاله الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ :
    "إن مصر كانت تدعى دائمًا "إجيبتوس"؟.. وأن العرب لم يحسنوا نطق اسمها، فسموها "إجيبت" أي قبط؟!"
    ـ إن هذا الذي قاله الأنبا توماس هو عين الجهل والكذب.. فمصر كان اسمها "مصر" دائمًا.. هكذا جاء اسمها في العهد القديم، وفي العهد الجديد، وفي القرآن الكريم ـ قبل الفتح الإسلامي لمصر.. بل وقبل الاحتلال الإغريقي لها ـ في القرن الرابع قبل الميلادـ ..
    ولقد ذُكرت باسمها ـ مصر ـ في كتاب يوحنا النقيوسي ـ وهو شاهد عيان على الفتح الإسلامي لمصر ـ وفي كتاب (فتوح مصر وأخبارها) لابن عبد الحكم (257هـ 870م).. وكذلك في كل كتب التاريخ العربية والإسلامية، التي أفردت بابًا ثابتًا لـ "فضائل مصر" خصّت به كنانة الله في أرضه.
    وإذا جاز الأنبا توماس أن يجهل كتب التاريخ المصري ـ وهذا غير جائز ـ فكيف تأتى له أن يجهل كتابه المقدس ـ بعهديه القديم والجديد ـ ؟!
    لقد ورد اسم مصر، ومصرايم، ومصري، ومصريات، ومصرية، ومصريون، ومصريين، في الكتب المقدسة عند هذا الأسقف ـ العهدين القديم والجديد ـ أكثر من سبعمائة مرة!(11)
    ـ كذلك، قال الأنبا توماس ـ عضو المجمع المقدس.. وأسقف القوصية ـ في محاضرته:
    "لن أقبل أن أكون عربيًا.. فأنا لست عربيًا عرقًا.. وإذا توجهت إلى قبطي وقلت له: إنه عربي، فإن هذا تعتبر إهانة"!!(12)
    ـ وهذا فكر عنصري، يتحدث عن العرق ـ حديث الفاشية والنازية ـ والسؤال: هل هذا الأنبا مسيحي؟!.. وهل لفكره هذا أدنى علاقة بالمسيحية؟!.. أم أن النزعة العنصرية قد قلبت حتى المسيحية عند هذه الشرذمة الطائفية الانعزالية؟!..
    إنه يتناسى أن الحديث عن "النقاء العرقي" لأي جماعة بشرية هو محض خلافة ـ ناهيك عن تناقضه مع كل ألوان الإيمان الديني ـ سماويًا كان أم وضعيًا هذا الإيمان ـ ..
    كما يتجاهل ـ هذا الأنبا ـ أن مصر حكمها الإغريق والرومان والبيزنطيون عشرة قرون، اختلطت فيها الدماء والأنساب والأعراق والسلالات.. ولو قرأ هذا الأنبا تاريخ الحملة الفرنسية، والغرام الذي قام بين المعلم يعقوب حنا وبين الجنرال "ديزيه".. و"الانفتاح" الذي تحدث عنه الجبرتي بين نساء بعض الطوائف وبين جنود الحملة الفرنسية!.. لربما انصرف عن هذا الحديث عن النقاء العرقي!..(13)
    ثم.. هل المسلمون المصريون وافدون على مصر من شبه الجزيرة العربية ـ من نسل عدنان وقحطان؟!
    إن الدراسة "الديموجرافية" ـ التي صدرت عن المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية بباريس ـ تؤكد أن سكان شبه الجزيرة العربية إبان الفتح الإسلامي لم يتعدوا المليون.. وأن سكان الدولة التي أسسها الفتح الإسلامي ـ في مصر والشام والعراق وفارس ـ قد بلغوا 29.000.000 ـ وإذا أضيف إليهم سكان شمال إفريقيا بلغ سكان تلك الدولة ـ يؤمئذ ـ نحو 40.000.000 ـ ومن ثم فلو هاجر كل عرب شبه الجزيرة ـ المليون ـ لما غيروا من التركيبة الديموجرافية للبلاد التي فتحها المسلمون!(14)
    إذن.. فالعرب في مصر هم المصريون الذين تعربوا لغويًا.. وليسوا وافدين من خارج مصر.. وكذلك حال العرب في كل البلاد التي اختار أهلها التعريب اللغوي والثقافي والحضاري..
    ولو قرأ ـ هذا الأنبا ـ ما كتبه الأسقف يوحنا النقيوسي لعلم أن أكثر من نصف الشعب المصري ـ عند الفتح ـ قد بادر إلى الدخول في الإسلام قبل تمام الفتح وقبل دخول عمرو بن العاص (50ق.هـ ـ 43هـ ـ 574 ـ 664م) إلى الإسكندرية.. فالنصارى الموحدون ـ أتباع آريوس (265 ـ 336م) الذين كانوا يؤمنون ـ كما يقول يوحنا النقيوسي ـ "إن المسيح مخلوق".. وكذلك المصريون الذين كانوا على الديانة الوثنية القديمة.. كل هؤلاء المصريين دخلوا الإسلام.. والنقيوسي يوجه إليهم الانتقادات، ويصب عليهم اللعنات!..
    فالمصريون المسلمون هم ـ كالذين ظلوا على نصرانيتهم ـ أحفاد الفراعنة.. والجميع قد تعرب لغة وثقافة بعد ذلك.. وبالتدرج..
    وإذا كانت المسيحية ترفض التمييز بين الناس على أساس العرق والدم.. فإن الإسلام قد بلغ القمة في ذلك، عندما أكد أن الناس جميعًا قد خلقوا من نفس واحدة.. وأن البشر قاطبة مرجعهم لآدم ـ عليه السلام ـ.. كما أكد رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن دعوى الجنس والعرق هي دعوى الجاهلية.. وأنها مفتنة..
    وأن العروبة ليست عرقًا وإنما هي اللسان: "ليست العربية بأحدكم من أب أو أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي" ـ (15)
    ـ كما يقول هذا الأسقف:
    "لقد قام بعض الناس، لأسباب معينة ـ الضرائب.. أو الضغوط .. أو الطموحات ـ بالتحول إلى الإسلام"
    ـ وهو ـ بهذا القول ـ يتجاهل حقائق التاريخ ـ وهي صلبة عنيدة! ـ ..
    فمصر عند الفتح الإسلامي ـ الذي حررها وحرر نصرانيتها من القهر الروماني والبيزنظي ـ لم تكن كلها مسيحية أرثوذكسية.. وإنما كانت خارطتها الدينية تشمل خمس ديانات:
    1ـ اليهودية.
    2ـ النصرانية الآريوسية الموحدة، والتي تقول عن المسيح ـ عليه السلام ـ إنه "مخلوق" ـ كما نص على ذلك يوحنا النقيوسي في تاريخه ـ ..
    3ـ والديانة اليونانية القديمة ـ الوثنية.. وفلسفتها ـ .
    4ـ والمسيحية الكاثوليكية الرومانية ـ مذهب المستعمرين البيزنطيين ـ.
    5ـ والمسيحية الأرثوذكسية ـ التي كانت محظورة، بلا شرعية، ولا كنائس ولا أديرة ـ حتى حررها الفتح الإسلامي.. وحرر بطركها بنيامين (39هـ 659م) وحرر كنائسها وأديرتها..
    وإذا كان المسيحيون الكاثوليك قد رحلوا ـ بعد الفتح ـ مع الجيش البيزنطي.. وإذا كان اليهود المصريون قد ظلوا ـ في جملتهم ـ على يهوديتهم.. فإن النصارى الأريوسيين ـ الموحدين ـ .. وكذلك المصريون الوثنيون ـ الذين عانوا من اضطهاد النصارى عليهم ـ قد دخلوا الإسلام بمجرد بدء الفتح الإسلامي.. وحتى قبل فتح المسلمين للإسكندرية..
    ويؤكد النقيوسي هذه الحقيقة ـ حقيقة أن الشعب المصري ـ لم يكن كله أرثوذكسيًا، عندما يشير إلى الصراعات بين المكونات الدينية لهذا الشعب، قبل الفتح وأثناءه ـ الصراعات بين اليهود والنصارى.. ومناصرة اليهود للفتح الإسلامي.. والصراعات الأرثوذكسية الوثنية.. والصراعات العقدية بين أهل الوجه البحري.. ومحاربة أهل مصر لأهل الوجه البحري.. كما يتحدث عن انضمام الوثنيين ـ الذين "كانوا يكرهون المسيحيين" ـ إلى الجيش الإسلامي، والمحاربة في صفوفه (16)
    ويصادق العلامة سير توماس أرنولد (1864 ـ 1930م) على شهادة شاهد العيان الأسقف يوحنا النقيوسي، فيقول:
    "وليس هناك شاهد من الشواهد على أن تحول القبط عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعًا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين. بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط ـ (أي المصريين) ـ إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح، حيث كانت الإسكندرية ـ حاضرة مصر يومئذ ـ لا تزال تقاوم الفاتحين، وسار كثير من القبط على نهج إخوانهم بعد ذلك بسنين قليلة"(17)



    ـــــــــــــ

    * هوامش:

    1ـ مجلة (الهلال) عدد إبريل سنة 1939م.
    2ـ صحيفة (الوفد) عدد 21/1/1993م.
    3ـ (استطلاع الرأي العام في مصر حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على جرائم الحدود) ص84 ـ المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ طبعة القاهرة سنة 1985م.
    4ـ غريغريوس ـ مقال عنوانه "اللغة القبطية والألحان القبطية" ـ صحيفة (وطني) في 30/7/2000م.
    5ـ صحيفة (الدستور) في 2/7/2008م.
    6ـ المرجع السابق. نفس التاريخ.
    7ـ صحيفة (المصري اليوم) في 19/1/2007م.
    8ـ صحيفة (المصري اليوم) في 25/8/2008م. ـ (وفي نفس التاريخ) ـ أول توت سنة 1726ق ـ 11 سبتمبر سنة 2008م ـ عقدت الكنيسة "مؤتمر القبطيات" ـ الذي شاركت فيه أبحاث إسرائيلية ـ ومنعت الإعلاميين من حضور جلسات المؤتمر ومناقشاته، "لأن المناقشات الدائرة بداخل المؤتمر يمكن أن يقال فيها أشياء تفسر إعلاميًا بشكل طائفي"؟!! ـ صحيفة (المصري اليوم) في 18 سبتمبر سنة 2008م ـ.
    9ـ صحيفة (الدستور) و(المصري اليوم) و(البديل) ـ في 20/7/2008م ـ نقلاً عن وكالة "أمريكا إن أربيك". وانظر ـ كذلك ـ ترجمة المحاضرة ـ في (الدستور) في 13/8/2008م ـ وأيضًا ترجمة محمود الفرعوني لهذه المحاضرة على موقع "مصريون ضد التمييز" على شبكة المعلومات العالمية.
    10 ـ (الموسوعة الأثرية العالمية) إشراف: ليونارد كوتريل ـ ترجمة: د. محمد عبد القادر محمد، د. زكي اسكندر. مراجعة: د. عبد المنعم أبو بكر ـ طبعة القاهرة سنة 1977م. وانظر ـ كذلك ـ: د. أحمد عثمان ـ مجلة (الهلال) عدد يونيو 1995م.
    11ـ انظر فهرس الأعلام في (فهرس الكتاب المقدس) ص 676 و677 طبعة بيروت سنة 2005م.
    12ـ ولقد أيد الأنبا مرقس ـ "وزير إعلام الكنيسة" ـ وعضو المجمع المقدس الأنبا توماس في نفي عروبة المصريين، وقال:
    "نحن بالفعل لسنا عربًا، ولكننا مصريون" ـ فانطلق من المفاهيم العرقية للعروبة والمصرية ـ انظر صحيفة (المصري اليوم) في 21/9/2008م.
    13 ـ في دراسة ـ للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ عن الأصول العرقية للشعب المصري ـ تقول هذه الدراسة: إن 6% من المصريين عرب جاءوا مع الفتح و2% قبائل بربرية جاءت مع الفاطميين و2% بدو من سكان البلاد الأصليين و2% بوهيميون و88% لعائلات مسيحية تحول 90% منهم إلى الإسلام ـ انظر" د. كامل عبد الفتاح بحيري (التطور الفكري لدى جماعات العنف الدينية في مصر) ص 230 طبعة شبين الكوم ـ سنة 2008م.
    14ـ فيليب فارج، يوسف كرباج (المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي) ترجمة: بشير السباعي. طبعة دار سينا ـ القاهرة سنة 1994م.
    15 ـ رواه ابن كثير عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه.
    16ـ يوحنا النقيوسي (تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي) ص 125و129 و206ـ 209 و223 ترجمة ودراسة وتعليق: د. عمر صابر عبد الجليل ـ طبعة القاهرة سنة 2000م.
    17ـ توماس أرنولد (الدعوة إلى الإسلام) ص123 و124 ـ ترجمة: د. حسين إبراهيم حسن، د. عبد المجيد عابدين، إسماعيل النحراوي ـ طبعة القاهرة سنة 1970م. ـ (ويؤكد "بتلر" على هذه الحقيقة ـ حقيقة أن النصارى المصريين الموحدين وجدوا في الإسلام النصرانية الحقيقية ـ فيقول: "لقد وجدوا في الإسلام المسيحية الحقة التي بشر بها المسيح والحواريون، ومن ثم لم يحسوا أنهم يخونون المسيح باعتناقهم الإسلام" (فتح العرب لمصر) ص387 ـ ترجمة: محمد فريد أبو حديد ـ طبعة الهيئة العامة للكتاب سنة 1999م.

  11. افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    أنا أسف
    يظهر ان اول مقال نشرته هنا ليس من الكتاب أصلا
    وأيضا ثم سقط فى المقالات وهو
    بحث
    والأقليات القومية الإسلامية.. أيضًا! ـ د. محمد عمارة
    بين المقالين مخطط تفتيت عالم الإسلام ـ د. محمد عمارة و المقال تحول الكنيسة إلى دولة طائفية عنصرية ـ د. محمد عمارة
    -----------------

    ومقال تحول الكنيسة إلى دولة طائفية عنصرية ـ د. محمد عمارة
    بين المقالين والأقليات القومية الإسلامية.. أيضًا! ـ د. محمد عمارة و الكنيسة واللعب بورقة أقباط المهجر ـ د. محمد عمارة
    وعلى كل حال هى مرتبة فى الجريدة

  12. افتراضي رد: أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا

    حقيقة إسلام الشعب المصري ـ د. محمد عمارة


    د. محمد عمارة : بتاريخ 29 - 10 - 2008
    هذا التنوع في الخريطة الدينية لمصر ـ عند الفتح ـ والذي يجعل الأرثوذكس ـ الذين كانوا مضطهدين دينيًا ـ يمثلون أقل من نصف تعداد الشعب المصري يومئذ ـ هذا التنوع الديني هو الذي يفسر الحقيقة البالغة الأهمية التي تقول:
    إن الدولة الإسلامية ـ التي امتدت من المغرب إلى فارس ـ والتي ضمت قرابة الأربعين مليونًا من السكان ـ قد ظلت نسبة المسلمين فيها بعد قرن من الفتح الإسلامي عند حدود 20% من السكان.. اللهم إلا مصر، التي كانت أسرع البلاد دخولاً في الإسلام، لأن أكثر من نصف سكانها ـ النصارى الموحدون.. والوثنيون ـ قد اعتنق الإسلام مع بداية الفتح الإسلامي.. بينما ظل الأرثوذكس والأقلية اليهودية على دياناتهم..
    لقد كان تعداد مصر ـ عند الفتح ـ (سنة 20هـ ـ سنة 641م) 2.500.000 نسمة.
    وفي نهاية خلافة معاوية بن أبي سفيان (20ق.هـ ـ 60هـ ـ 603 ـ 680م) ـ أي بعد نحو نصف قرن من الفتح الإسلامي ـ كان قرابة نصف المصريين على نصرانيتهم ـ وهم الأرثوذكس الذين تمرسوا في الصمود على عقيدتهم إبان الاضطهاد الروماني.. والذين أتاح لهم الفتح الإسلامي حرية دينية لم ينعموا بها من قبل ـ .
    وفي نهاية عهد هارون الرشيد (149 ـ 193هـ ـ 766 ـ 809م) ـ أي بعد مرور قرابة القرنين من الزمان على تاريخ الفتح الإسلامي ـ كان تعداد غير المسلمين بمصر ـ نصارى ويهود ـ 650.000 نسمة ـ أي نحو ربع السكان، البالغ عددهم يومئذ 2.671.000 نسمة ـ أي أن قطاعات من النصارى الأرثوذكس ـ بعد التعرف على الإسلام ـ قد بدأوا يتحولون إليه..
    وحتى القرن التاسع الميلادي ـ أي بعد قرنين ونصف من الفتح الإسلامي لمصر ـ كانت نسبة غير المسلمين في سكانها ـ من النصارى واليهود ـ 20" من هؤلاء السكان (1)
    تلك هي حقائق التحولات الدينية التي جعلت أغلبية الشعب المصري تعتنق الإسلام منذ اللحظات الأولى للفتح الإسلامي.. والتي تجعل حديث الأنبا توماس عن "الضرائب.. والضغوط.. والطموحات" التي كانت سببًا في إسلام المصريين حديث "خرافة.. جاهلة" و"جهالة.. خرافية"..
    فشهادة العلامة سير توماس أرنولد تقول:
    "إنه من الحق أن نقول: إن غير المسلمين قد نعموا، بوجه الإجمال، في ظل الحكم الإسلامي، بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلاً في أوروبا قبل الأزمنة الحديثة"(2)
    وشهادة المستشرق الألماني الحجة آدم متز (1869 ـ 1617م) تقول:
    "لقد كان النصارى هم الذين يحكمون بلاد الإسلام"(3)
    وقبلهما كانت شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي ـ الأسقف الأرثوذكسي.. شاهد العيان على الفتح الإسلامي ـ التي تقول:
    "لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة، واتهمونا دون شفقة، ولهذا جاء إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان، وتركنا العرب نمارس عقائدنا بحرية.. ولم يأخذوا شيئًا من مال الكنائس، وحافظوا عليها طوال الأيام، وعشنا في سلام"(4)
    تلك هي حقيقة إسلام الشعب المصري.. وسبقه وتسابقه إلى الإسلام..
    وحتى الأرثوذكس ـ الذين ينتمي إليهم الأنبا توماس وأمثاله ـ فإن من الإهانة لهم أن يقال عنهم إنهم قد تحولوا إلى الإسلام لقاء دراهم معدودة كان المسلم يدفع أضعاف أضعافها في الزكاة.. لقد صمد هؤلاء الأرثوذكس قرونًا، وتمسكوا بعقيدتهم حتى عندما كانوا يقذفون بسببها إلى الأسود والسباع.. الأمر الذي يجعل من الإهانة لهم ـ ولحقائق التاريخ ـ أن يقال إنهم قد تركوا عقيدتهم بسبب الضرائب أو الضغوط أو الطموحات!..
    ولكنه التعصب الأعمى الذي يقود أصحابه إلى الإساءة حتى إلى الذات.. أو الحب الجاهلي.. حب الدُّبة التي قتلت صاحبها من فرط الغرام!..
    لقد أرجع العلماء واللاهوتيون الأوروبيون الكبار ـ ومنهم العلامة "كيتاني ـ ليون Caetani (1896 ـ 1926م) تحول نصارى الشرق نحو الإسلام إلى:
    "وضوح التوحيد الإسلامي وبساطته وعمقه ونقائه، عندما قورن بالسفسطة المذهبية والتعقيدات العويصة التي جلبتها الروح الهلينية إلى اللاهوت المسيحي، الأمر الذي أدى إلى خلق شعور من اليأس، بل زعزع أصول العقيدة الدينية ذاتها. فلما أهلت أنباء الوحي الإسلامي من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية، التي اختلطت بالغسن والزيف، وتمزقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولى على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد تلك قادرة على مقاومة إغراء هذا الدين الجديد.. وحينئذ ترك الشرق المسيح وارتمى في أحضان نبي العرب.."(5)
    تلك هي حقائق التاريخ.. وشهادات العلم والعلماء ـ من المسيحيين وليس من المسلمين! ـ ..
    ـ كما يقول هذا الأسقف ـ في تعليل أسباب التوتر الطائفي في مصر ـ :
    "إن الأصولية قد بدأت في مصر منذ السبعينيات. والقادة الآن هم نتاج هذا الاتجاه"
    ـ ونحن نسأل:
    أيهما أسبق، ما يسمى بأصولية السبعينيات؟.. أم الطائفية العنصرية الانعزالية، التي بدأت منذ الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م؟.. ثم برزت ـ في ظل غواية الاستعمار الإنجليزي ـ بالمؤتمر القبطي سنة 1911م؟.. وجماعة الأمة القبطية سنة 1952م؟.. ومسلسل الفتنة الطائفية والصدام مع الدولة، الذي قادته الكنيسة منذ 14 نوفمبر سنة 1971م؟!..
    إننا أمام تاريخ قديم لهذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية، التي افتعلت "مشكلة قومية للأقباط"، لتفتيت مصر، والانقلاب على ثوابت الهوية والحضارة والتاريخ..
    ولا علاقة لشيء من ذلك بما يسمى بالأصولية ـ التي يحرم أهلها ـ في مصر ـ من أبسط الحقوق والحريات! ـ ..
    ثم.. أليست الأرثوذكسية هي قمة الأصولية ـ بالمعنى السلبي ـ الذي يتحدث عنه الغربيون والمسيحيون ـ ومنهم الأنبا توماس؟!.. فمن هم ـ بهذا المعنى ـ الأصوليون الحقيقيون؟!..
    ـ وبعد كل هذه المغالطات والجهالات يعترف الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ :
    "بأن عقلية مصر قد تحولت بالكامل إلى عربية وإسلامية.. وإذا تسنى لك زيارة مصر فلا تجد فرقًا بين مسلم ومسيحي، حيث يتقابل الناس ويعاملون بعضهم بالمودة والمحبة في الشارع والمواصلات والمدارس.. لكنك على الجانب الآخر ستجد أشخاصًا آخرين لهم مواقف أخرى"!
    ـ إذن.. فالدعوة العنصرية ـ دعوة النكوص إلى ما قبل أربعة عشر قرنًا ـ هي دعوة للخروج على عقلية مصر كلها، وإلى الصدام مع ذاتيتها الكاملة. وهي دعوة تريد شق صف شعب "لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي"، لحساب بعض الأشخاص الآخرين!! ـ باعتراف الأنبا توماس! ـ . الحائز على جائزة "مركز الحرية الدينية" الصهيوني ـ بمعهد هديسون ـ اليميني ـ في أمريكا الإمبريالية سنة 1992م؟!..

    ***

    إن العروبة ـ في مصر ـ هي خيار الشعب المصري، بكل دياناته.. ولقد غدت هذه العروبة ثقافة الأمة كلها، والرابطة التي تربط مصر بمحيطها العربي الكبير.. فهي خيار وطني.. ورابط قومي.. ومقوم من مقومات الأمن المصري.
    وإن الإسلام ـ في مصر ـ هو خيار ديني لأكثر من 94" من المصريين.. وهو خيار حضاري لجميع المصريين ـ المسيحيين منهم والمسلمين ـ ..
    وإذا كانت العروبة والإسلام وافدين على مصر منذ أربعة عشر قرنًا.. فكذلك المسيحية وافدة على مصر.. و"الأقدمية" لن يستفيد منها سوى عبدة العجل أبيس!!
    ـ وأخيرًا.. يقول هذا الأسقف ـ في نهاية محاضرته ـ أو "استغاثته الأمريكانية" ـ :
    "إنه أمر مقلق أن أعدادًا كبيرة من المسيحيين تترك مصر والشرق الأوسط ككل.. المسيحيون يغادرون هذه المنطقة، وهذه علامة استفهام كبيرة، كما أنها أيضًا نداء للمعونة لمساعدة المسيحيين على البقاء في أوطانهم"!
    ـ ونحن نقول: إذا كانت الهجرة المسيحية من الشرق عامة.. حتى في تركيا ـ الأتاتوركية ـ.. ولبنان ـ العلماني ـ .. والقدس وبيت لحم ـ تحت الاحتلال الصهيوني ـ .. والعراق ـ في عهد البعث العلماني وتحت الاحتلال الأمريكي ـ .. وسوريا ـ تحت حكم البعث العلماني ـ ... إذا كانت الهجرة المسيحية عامة في كل هذه البلاد.. والرحيل المسيحي من كل الشرق ظاهرة عامة، رغم انتفاء الأسلمة في هذه البلاد.. فلم لا يبحث الأنبا توماس ـ وأمثاله ـ عن الأسباب الحقيقية لهذه الهجرة وهذا الرحيل؟!..
    وهل من أسبابها التغريب الذي يدفع للنزوح إلى "نعيم الغرب"، وخاصة بعد سقوط نماذج التغريب والتحديث على النمط الغربي؟..
    وهل من أسبابها الانفصال عن المشكلات الحقيقية للشرق، وعن التحديات التي فرضت على شعوبه؟.
    لقد بدأت الهجرة المسيحية ـ من مصر ـ عقب صدور قوانين الإصلاح الزراعي.. وتمصير الشركات الأجنبية.. وقرارات التأميم ـ في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ـ لأن الذين هاجروا ورحلوا كانوا مميزين وممتازين من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي والشركات الأجنبية.. فلم يعجبهم العدل النسبي الذي حققته ثورة يوليو سنة 1952م، والذي مس الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي والإداري الذي كان من نصيب الأقلية، وعلى حساب الأغلبية!..
    هكذا كانت البدايات.. والأسباب للهجرة والرحيل!..
    ثم.. إن الطائفية والانعزالية تجعل من المسيحيين ـ الذين سقطوا في شراكها ـ جاليات أجنبية، تهرب من النضال المفروض على شعوب الشرق إلى الثراء والدعة في الغرب.. ولعل واقع "الرحيل" ـ رحيل المسيحيين عن الشرق ـ وليس عن مصر وحدها ـ يؤكد هذه الحقيقة.. وفي الجدول الآتي فصل الخطاب عن واقع الرحيل المسيحي حتى من البلاد التي ليس فيها أسلمة ولا تعريب:

    ـ تركيا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 2.000.000 في سنة 1920م = 15"
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 80.000 = 1"
    ـ إيران: عدد أو نسبة المسيحيين قبل الآن 300.000 في سنة 1979م
    عدد أو نسبة المسيحيين الآن 100.000
    ـ سوريا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 33" في سنة 1900م
    عدد أو نسبة المسيحيين الآن 10"
    ـ لبنان: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 55" في سنة 1932م
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن أقل من 30" مع ملاحظة أن حرب 2006 دفعت مليون للهجرة.
    ـ القدس: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 53" في سنة 1922م
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 10.000= 2"
    ـ بيت لحم: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 85" في سنة 1948م
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 12"
    ـ فلسطين: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 20" في سنة 1948م
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 65.000= 10"
    ـ الضفة الغربية: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 51.000
    ـ غزة: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 3.500
    ـ العراق: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 1.250.000 في سنة 1987م = 5"
    عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 700.000 في سنة 2003م =3" مع ملاحظة أنه بعد الاحتلال هاجر 350.000 والباقي 350.000 = 1.5"
    ـ الأردن: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 160.000 = 4"

    أما في مصر: فإن نسبة الهجرة بين الشباب المسيحي تزيد عن 70" من عدد المهاجرين ـ مع العلم أن نسبتهم لمجموع السكان هي 5.8".. و95" من تأشيرات "اليانصيب" الأمريكية هي للمسيحيين!..
    كما أن إحصاءات سنة 2006م تقول: إن جملة مواليد المسيحيين المصريين ـ في العامة ـ هي 50.000 ومتوسط المتحولين منهم إلى الإسلام ـ سنويًا ـ هو من 40.000 إلى 50.000 (6)
    الأمر الذي دفع عددًا من الكتاب والباحثين الأقباط ـ والأجانب ـ إلى الاعتراف ـ ولأول مرة.. وبعد أن كانوا يبالغون في أعدادهم ـ بأنهم يواجهون الانقراض خلال القرن الواحد والعشرين.
    ـ لقد كتب الدكتور كمال فريد اسحق ـ أستاذ اللغة القبطية ـ بمعهد الدراسات القبطية ـ بحثًا عن "انقراض المسيحيين المصريين خلال مائة عام" ـ قال فيه:
    "إن نسبة المسيحيين المصريين تقل تدريجيًا، وذلك لأسباب ثلاثة:
    أولها: الهجرة إلى الخارج.
    وثانيها: اعتناق عدد كبير منهم الدين الإسلامي.
    وثالثها: أن معدل الإنجاب عند المسيحيين ضعيف، على عكس المسلمين.
    وإن هؤلاء المسيحيين ـ لذلك ـ سينقرضون في زمن أقصاه مائة عام"(7)
    ـ وكتب الباحث القبطي ـ سامح فوزي.. يقول
    "إن تعداد المسيحيين في المنطقة العربية يصل إلى ما بين ثلاثة عشر وخمسة عشر مليونًا.. ويتوقع بعض المراقبين أن يهبط هذا الرقم إلى ستة ملايين نسمة فقط بحلول عام 2020م، نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين، وهكذا تصبح المنطقة العربية على شفا حالة جديدة يغيب فيها الآخر الديني، ويصبح الإسلام هو الدين الوحيد والمسلمون هم وحدهم أهل هذه البلدان..
    وتشير الدراسات إلى أن تعداد المسيحيين في تركيا كان مليوني نسمة سنة 1920م ولقد تناقص الآن إلى بضعة آلاف.. وفي سوريا كان تعداد المسيحيين في بداية القرن العشرين ثلث السكان.. ولقد تناقص الآن إلى أقل من 10".. وفي لبنان كان المسيحيون يشكلون سنة 1932م ما يقرب من 55" من السكان.. ولقد أصبح عددهم الآن يدور حول 30".. وفي العراق تناقص عدد المسيحيين من 800.000 ـ على عهد صدام حسين ـ إلى بضعة آلاف بعد الاحتلال الأمريكي.. وفي القدس.. قال الأمير الحسن بن طلال: إنه يوجد في "سدني" ـ باستراليا ـ مسيحيون من القدس أكثر من المسيحيين الذين لا يزالون يعيشون في القدس!"
    والملاحظ أن كل البلاد التي تحدث سامح فوزي عن رحيل المسيحيين منها، ليس في أي منها أي لون من ألوان "الأسلمة" على الإطلاق!..(8)
    ـ أما مجلة "نيوزويك" ـ الأمريكية ـ فلقد نشرت:
    "إن الكثير من المسيحيين المصريين يرحلون عن مصر، هناك الآن ما بين 12 و15 مليون مسيحي عربي في الشرق الأوسط، ويمكن لهذا الرقم أن ينخفض إلى ستة ملايين فقط بحلول عام 2025م.
    ولقد بدأت دول الشرق الأوسط تشهد تحولاً ملحوظًا من هذه الناحية: ففي سنة 1956م كان المسيحيون اللبنانيون يمثلون 56" من مجموع سكان لبنان، أما الآن فليس هناك أكثر من 30". وقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون شخص سنة 1987م إلى 600.000 حاليًا. وكانت مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح مدينة 80" من سكانها مسيحيون حين تأسست دولة إسرائيل سنة 1948م، أما الآن فلا يمثل المسيحيون فيها أكثر من 16".
    وحسب "دروكر يستيانس" ـ رئيس تحرير "مجلة أمريكا" ـ فإنه في ظل هذا الرحيل الجماعي للمسيحيين العرب يتم فقدان الممارسات والثقافات القديمة. والمسيحيون الشرق أوسطيون في نهاية المطاف يخاطرون بالامتزاج في بحر المسيحية الغربية"!(9)
    ونحن نلاحظ ـ مرة ثانية ـ أن البلاد التي تحدثت "نيوزويك" عن "الرحيل الجماعي" للمسيحيين عنها ـ لا علاقة لأي منها بأي لون من ألوان الأسلمة ـ التي تحدث عنها الأنبا توماس، باعتبارها الغول الذي يهدد المسيحية الشرقية، ويدفع المسيحيين الشرقيين إلى الرحيل!..
    لكنه التعصب الأعمى، الذي يعمي المصابين به عن اكتشاف وتشخصين حقيقة الأمراض التي منها يعانون!..


    هامش :
    1ـ (المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي) ص 46و47و25.
    2ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص729 و730.
    3ـ (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري) جـ 1 ص105 ـ ترجمة: د. محمد عبد الهادي أبو ريدة ـ طبعة بيروت سنة 1967م.
    4ـ (تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي) ص 201 و220. ود. صبري أبو الخير سليم (تاريخ مصر في العصر البيزنطي) ص62 طبعة القاهرة سنة 2001م.
    5ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص 89ـ 91.
    6ـ انظر ـ في هذه الإحصاءات ـ صحيفة (الحياة) ـ لندن ـ دراسة: أحمد دياب ـ بعنوان "هل يخلو الشرق الأوسط من مسيحييه؟" في 11/6/2008م. وانظر ـ كذلك ـ د. رضوان السيد (الحياة) في 18/3/2008م.
    7ـ صحيفة (المصري اليوم) في 12/5/2007م.
    8ـ سامح فوزي ـ صحيفة (وطني) ـ مقال بعنوان "ماذا لو رحل المسيحيون؟" في 27/5/2007م.
    9ـ (نيوزويك) ـ الطبعة العربية ـ في 15/1/2008م.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •