أخانا الفاضل الشيخ الحمادي وفقكم الله ...
لما قرأت كلام شيخ الإسلام قدس الله روحه ، وما عقبتم به عليه = لم يظهر لي وجه التعارض ، فجئت لأكتب ما لعله يرفع الإشكال ، فوجدت أخانا حارث همام بادر لكتابة كثير مما كنت أود كتابته ...فجزاه الله خيرا ...
و أزيد ، فأقول- بعد أن تبين لكم أنه لا منافاة بين ما دلت عليه آية الضحى وما جاء في كلام شيخنا رحمه الله تعالى - تقريرا لما أكّد عليه شيخ الإسلام رحمه الله :
معلوم أن باب أعمال العباد القلبية والبدنية = الأصل فيها الستر والخفاء ، وهو تعليل يعلل به كثير من الفقهاء كثيرا من الأحكام الشرعية - كما لا يخفى على شريف علمكم - ، و من النصوص الجزئية الدالة على هذا المعنى :
ما جاء في صدقة السر ، فقد مدح النبي صدقة السر، وأثنى على فاعلها ، وأخبر أنه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، و في كتاب الله : (إن تبدوا الصدقات فنعما هي و إن تخفوها و تؤتوها الفقراء فهو خير لكم و يكفر عنكم من سيئاتكم و الله بما تعملون خبير).
ومن جملة الفوائد في إخفائها -كما يقول ابن القيم - :الإخلاص وعدم المراءاة .
و نفس الآية التي شرحها الشيخ دالة على هذا المعنى .
و معلوم لديكم : أن الحاسد هو عدو النعم ، فإخفاؤها عنه lسبب لحفظها!
وما ساق شيخ الإسلام قول يعقوب ليوسف :" يا بني ، لا تقصص .." إلا لتضمنها المعنى الذي حرره !فتأمل .
و هاهنا فائدة عزيزة :شرح شيخ الإسلام لقوله تعالى :" ادعوا ربكم .." الآية = نقله برمته ابن القيم في بدائع الفوائد 3/2-18 ولم يعزه إليه ، اللهم إلا أن يكون العزو ساقطا من الطبعة المنيرية . ومن خلال المقارنة بين النصين : يتبين لك وجود تصحيفات كثيرة و سقط لا بأس به في النص المطبوع في مجموع الفتاوى ، منها جملة و ثلاثة أبيات بعد قوله رحمه الله : " و أن لا يطلعوا عليه أحدا .." و يتكتمون به غاية التكتم كما أنشد بعضهم في ذلك :..
و