تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: استشكال البيروني صيام عاشوراء والرد على العطار

  1. #1

    افتراضي استشكال البيروني صيام عاشوراء والرد على العطار

    بسم الله الرحمن الرحيم

    استشكال البيروني صيام عاشوراء والرد على العطار


    قال أبو تراب رحمه الله:

    كان صديقنا الأستاذ أحمد عبد الغفور يتحف القراء في رمضان 1401 هـ بمقالاته في جريدة عكاظ، ومما أثار من الموضوعات رده على جاكوب الألماني الذي زعم أن صيام المسلمين مأخوذ من الصابئة.
    ودلل على ذلك بما جاء في التوفيقات الإلهامية لمحمد مختار باشا، وأن الحساب الصحيح يكذب هذا المزعم الباطل، ثم تعرض الأستاذ لليهودية وصوم عاشوراء، وأنه كان حين قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس عن البخاري.
    وظاهره مضطرب ؛ لأنه قدم في ربيع الأول، وعاشوراء في المحرم، ونقل كلام الحافظ في إزالة الاضطراب، أنه كان الأمر به في السنة الثانية، وبهذا يستقيم.
    وأجاب الأستاذ العطار:
    بأن أكثر الناس يظنون هكذا ؛ لأنهم يعتقدون أن صيام يهود يوافق يوم عاشوراء: العاشر من المحرم، وقال: بل هو وهم، وليس الأمر كذلك، فما كان اليهود يصومون عاشوراء، ولكنه يقع في اليوم العاشر من الشهر السابع من السنة العبرية، قال: ولذلك التبس الأمر على شراح الحديث، فظنوا أن صيام اليهود وقع يوم عاشوراء، ولم يقع ذلك، ودلل على ذلك بالنص الذي في سفر اللاويين 16/19 وسفر العدد 29/7 وبتحديد محمود باشا الفلكي المصري يوم صيام اليهود حسب تقويمهم.
    وسبق موسى نوح إلى صيامه يوم رسو السفينة على الجودي، فصامه عليه السلام يوم العاشر من المحرم ؛ لأنه أحق بنوح وموسى عليها السلام، وقال: ودخل عليه السلام المدينة يوم الأثنين المصادف يوم صيام اليهود، وهو اليوم العاشر من تشرين الذي قابل في ذلك السنة يوم العشرين من سبتمبر سنة 622 م، وهو اليوم العاشر من تشرين سنة 4383 عبرية كما في حساب محمود باشا، ونقله العقاد في كتاب ( الإسلام دعوة عالمية ).
    قال أبو تراب:
    وقد رأيت بعض من رد على الأستاذ العطار بما ورد في الشروح من أن صيام عاشوراء هو في المحرم، وهكذا كانت اليهود تصومه، ولذلك همّ عليه السلام بمخالفتهم بصيام تاسوعاء وعاشوراء إلى آخر ما قال.
    ولا يحضرني الآن من كلام هذا الذي رد على العطار إلا هذه الخلاصة، ولم أجد فسحة من الوقت للتذنيب والتذييل إلا يومي هذا، فأقول وبالله التوفيق:
    سبق أني ذكرت في إحدى يومياتي في جريدة المدينة في 16/1/88 هـ ( ) أن العلامة الفلكي أبا الريحان البيروني استشكل هذا في كتابه ( الآثار الباقية ) صفحة 330 حيث قال:
    ( وهذه الرواية غير صحيحة ؛ لأن الامتحان يشهد عليها، وذلك أن أول المحرم كان سنة الهجرة يوم الجمعة السادس عشر من تمور سنة ثلاث وثلاثين وتسعمئة للاسكندر، فإذا حسبنا أول سنة اليهود في تلك السنة كان يوم الأحد الثاني عشر من أيلول، ويوافقه اليوم التاسع والعشرون من صفر، ويكون صوم عاشوراء يوم الثلاثاء من شهر ربيع الأول ) قال: ( وكانت الهجرة يوم الأثنين كما ورد في جوابه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ثم اختلف في أي الأثانين كانت الهجرة، فزعم بعضهم أنها في اليوم الثاني، وزعم بعضهم أنها في اليوم الثامن، وزعم بعضهم أنها في اليوم الثاني عشر، والمتفق عليه أنها في الثامن منه، ولا يجوز أن يكون الثاني، ولا الثاني عشر لأنهما ليسا بيوم اثنين، من أجل أن أول ربيع الأول في تلك السنة كان يوم الأثنين، فيكون على ما ذكرنا قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة قبل عاشوراء بيوم واحد، وليس بتفق وقوعه في المحرم إلا قبل تلك السنة ببضع سنين، أو بعدها بنيف وعشرين سنة ).
    قال: ( فكيف يجوز أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء لاتفاقه مع العاشر من تلك السنة إلا بعد أن ينقل من أول شهور اليهود إلى أول شهور العرب نقلاً لاتفاق معه، وكذلك في السنة الثانية من الهجرة كان العاشور يوم السبت من أيلول، والتاسع من ربيع الأول، فما ذكروه من اتفاقهما حينئذ محال على كل حال، أما قولهم أن الله أغرق فرعون فيه فقد نطقت التوراة بخلافه، وقد كان غرقه يوم الحادي والعشرين من نيسان، وهو اليوم السابع من أيام الفطير، وكان أول فصح اليهود بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من آذار سنة ثلاث وثلاثين وتسعمئة للأسكندر، ووافقه اليوم السابع عشر من شهر رمضان، فإذن ليس لما رووه وجه ألبتة ).

    وقد أجاب عن ذلك الحافظ ابن حجر
    في فتح الباري ج4 ص 214 قال:
    ( وقد استشكل ظاهر الخبر لاقتضائه أنه صلى الله عليه وسلم حين قدومه المدينة وجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، وإنما قدم المدينة في ربيع الأول، والجواب عن ذلك أن المراد أن أول علمه بذلك، وسؤاله عنه كان بعد أن قدم المدينة، لا أنه قبل أن يقدمها علم ذلك، وغايته أن في الكلام حذفاً، وتقديره: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأقام إلى يوم عاشوراء، فوجد اليهود فيه صياماً ).

    قال أبو تراب:

    وهذا من محاورات العرب، يقولون: جاء فلان إلى موضع كذا، فوجد كذا، ولا يعنون أنه وجد ما وجد في حين القدوم مباشرة دون تراخ، بل المقصود حصل العلم بعد الحلول ولو تراخى الوقت.
    والمبحث يقتضي فهم لغة العرب، فإذا فهمت المحاورة مع الممارسة بطل كل ما استشكله البيروني وغيره، وقد خدعه علمه بالحساب حتى وقع في استشكال كهذا، ولا تناقض عند علماء الإسلام بعد أن تثبت الرواية في الصحاح لا يرقى إليها الشك قطعاً، ولا جدال فيها لمجادل يرفض النصوص التي ندين بها.
    ولو لم يكن عاشوراء المحرم هو يوم نجاة موسى عليه السلام فما وجه تخصيصه بالصوم وإثبات الأحقية به، ثم مخالفتهم بالتاسوعاء معه، وليس فيه موافقة لليهود، لأن العبادات لله وحده.
    كتاب ( لجام الأقلام ) لأبي تراب الظاهري، الطبعة الأولى، سنة النشر 1402 هـ - 1982 م جدة، الكتاب العربي السعودي.
    صفحة 96-98
    أبو محمد المصري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: استشكال البيروني صيام عاشوراء والرد على العطار

    جزاك الله خيرا.
    ويا ليتك تهتم بنشر كتب الشيخ أبي تراب رحمه الله أيضا.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3

    افتراضي رد: استشكال البيروني صيام عاشوراء والرد على العطار

    وجزاكم أخى الكريم
    للأسف كتب الشيخ أبي تراب والشيخ ابن عقيل الظاهريان صارت كالمخطوطات في ندرتها وخاصة كتب أبي تراب وذلك في بلادنا مصر وربما في بلاد أحرى .
    وإن شاء الله أنشر كل ما تقع في يداي منها .
    وبالمناسبة توجد كتب عديدة للشيخ أبي تراب في النادى الأدبي بجدة .
    وشيخاي الكريمان عبد العزيز الحنوط وابن تميم الظاهري لديهما العديد منها وإن شاء الله نستطيع نشر أكبر قدر منها قريباً.
    وفق الله الجميع .
    أبو محمد المصري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •