حتى لا يداهمنا الفقر!



- هل ستعاني الدول الإسلامية من فقر حادٍّ بداية هذا العام والأعوام القادمة؟ وما دور الدول المسلمة الغنية تجاه الدول الإسلامية الفقيرة؟ وهل ستتعاون المنظمات الإسلامية في إيجاد حلول عاجلة وفعالة لهذا الركود القادم والفقر في العالم الإسلامي؟

- فقد حذر البنك الدولي من أن الاقتصاد العالمي سيقترب (اقترابا خطيرا) من الركود هذا العام؛ حيث سيكون هذا ثالث أضعف نمو سنوي في ثلاثة عقود، بعد حالات الركود العميق التي نتجت عن الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وجائحة فيروس كورونا في عام 2020. وقال اقتصاديون عالميون: إن ثلث العالم سيقع في حال ركود هذا العام، وسيكون الاقتصاد العالمي صعبا؛ لأن الاقتصادات الثلاثة الكبرى تتباطأ جميعها في وقت واحد، وأن التوقعات مدمرة للعديد من الاقتصادات الأشد فقرا، ومن المرجح أن تظل إمكانية الحصول على الكهرباء والأسمدة والغذاء ورأس المال محدودة لفترة طويلة، وسوف يقع تأثير الانكماش العالمي على البلدان الأكثر فقرا خصوصا.

- هذه الحال ستدفع المنظمات والدول الإسلامية إلى الإسراع في عقد اجتماعات؛ لوضع تصور لتقليل الخسائر -قدر الإمكان- في الدول الإسلامية الفقيرة، ودول الصراع والحروب، وإيجاد حلول عملية لمعالجة المشكلات التنموية العالقة.

- ومن رحمة الله الكريم، أن سخر كل شيء للإنسان، وجعله مُيسّراً لتحصيل قوته وتأمينه، ثم إن الإسلام قدم حلولا عملية لعلاج مشكلة الفقر، منها:

- فتح مجالات للعمل والسعي في طلب الرزق، قال -تعالى-: {فإذا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}، وقال أيضا: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.

- دعوة الله -عز وجل- خلْقَه للبحث عن الرزق في أي مكان مشروع، قال -تعالى-: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}.

- دعا الإسلام إلى نبذ الكسل وترك الدعة، وشجع العمل اليدوي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ -عليهِ السلامُ- كان يأكلُ من عملِ يدِه».

- فرض الله -عز وجل- على الأغنياء زكاة في أموالهم، تُعطى لفقرائهم؛ فقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} وقال: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}.

- حث الإسلام على الوقف؛ فهو من الصدقات التطوعية الجارية التي يستمر ثوابها للواقف ومنفعتها للموقوف عليهم، وكان له دور كبير في الحضارة الإسلامية وما زال عطاؤه مستمرا.

- جعل الله الأنبياء قدوة لنا في السعي على طلب الرزق؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ».

- أمر الله بإتقان العمل؛ فوجَّه داود -عليه السلام- بقوله: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}، قال الشيخ ابن باز:» فهو تعليم من الله -جل وعلا- لداود -عليه السلام- أن يحسن صناعة السابغات التي هي الدروع، حتى يستفيد الناس منها».

- لذا من المهم الآن، الإسراع في وضع الخطط المناسبة، لمواجهة الفقر، والتراجع في التنمية، والضعف الاقتصادي.



سالم الناشي