تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حقيقة الابدال الصوتي والابدال الصرفي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    1

    افتراضي حقيقة الابدال الصوتي والابدال الصرفي

    حقيقة الإبدال الصوتي والابدال الصرفي
    أولا: تعريف الابدال في اللغة
    يقال :بدل الشيء غيره ، وتبدل الشيء وتبدل به واستبدله، كله اتحذ منه بدلا، والاصل في التبديل تغيير الشيء عن حاله، والاصل في الابدال جعل شيء مكان شيءاخر. قال أبو العباس ثعلب: يقال أبدلت الخاتم بالحلقة إذا نحيت هذا وجعلت هذا مكانه ، وبدلت الخاتم بالحلقة إذا أذبته وسويته حلقة ، وبدلت الحلقة بالخاتم , إذا أذبتها وجعلتها خاتما. ثم قال : وحقيقته أن التبديل تغيير الصورةإلي أخري والجوهرة بعينها، والابدال تنحبة الجوهرة واستئناف جوهرة أخري (1)

    الإبدال اصطلاحا:
    إذا كانت كلمة المصطلح نفسها تعني (( لفظ علمي يؤدي المعني بوضوح ودقة ويكون غالبا متفقا عليه بين علماء علم من العلوم أو فن من الفنون)) (4) فإن مصطلح الابدال قد تناوله أكتر من تعريف أهمها ما يلي:
    1/ تعريف المصطلح عند بعض قدامي اللغويين :
    قال صاحب شرح التصريح علي التوضيح (5) (( الإبدال بكسر الهمزة مصدر أبدل، وهو في الاصطلاح جعل حرف مكان حرف اخر مطلقا))
    وعرفه ابن الحاجب بأنه : ((حعل حرف مكان حرف غيره ، ويعرف بأمثلة اشتقاقه كتراث وأجوه، وبقلة استعماله كالتعالي، ويكون فرعا والحرف زائد كضويرب وبكونه فرعا وهو أصل كمدية ، وبلزوم بناء مجهول نحو هراق واصطبر وادارك)) (6)
    وعرفه أبو الطيب اللغوي بقوله : (( ليس المراد بالابدال ان العرب تتعمد تعويض حرف من حرف ، وإنما هي لغاتمختلفة لمعان متفقة ، تتقارب اللفظتان في لغتين لمعني واحد حتي لا يختلفان إلا في حرف واحد )) (7)
    2/تعريف المصطلح عند بعض المحدثين
    عرفه ابراهيم السامرائي بقوله : إقامة حرف مكان حرف مع الابقاء علي سائر أحرف الكلمة ، وهكذا تشترك الكلمتان ، أو الكلمات بحرفين أو أكثر ويبدل حرف منها بحرف آخر قد يكون قريبا منه في نشاته من جهاز النطق ، أو قد يشتمل علي شيئ من خواصه ، وقد يكون بعيدا منه)) (8)
    وعرف الابدال في قاموس المصطلحات اللغوية والادبية بالتعريف التالي:
    (( يكون بين لفظين متناسبين في المعني مختلفين في حرف واحد من حروفهما بشرط يكون الحرفان المختلفان متناسبين في المخرج نحو نعق ونهق )) (9)
    وعرفه عبدالصبور شاهين بقوله :(
    (( يراد بالابدال عند اللغويين إقامة حرف مكان حرف مع الابقاء علي سائر أحرف الكلمة ، ولا يكون الابدال إبدالا حقا إلا إذا كان بين المبدل والمبدل منه علاقة صوتية كقرب المخرج أو الاشتراك في بعض الصفلت الصوتية كالجهر والهمس والشدة الرخاوة )) (10)
    نشأة المصطلح واختلاف العلماء فيه
    ألف عدد من العلماء كتبا في هذا الموضوع منهم يعقوب بن السكيت الذي ألف كتاب القلب والابدال ، وإذا رجعنا إلي تأريخ حياة بن السكيت نجده قد عاش بين عامي (186- 244) للهجرة . (11) وهو من الاوائل الذين ألفوا في هذا الموضوع ، ثم أعقبه أبو تاطيب اللغوي الذي عاش في القرن الرابع الهجري (12) وقد ألف أبو الطيب كتاب (الإبدال) وقد اتخذ كل من بن السكيت وأبي الطيب من الكلمات المتفقة في المعني والحروف والحركات ولا تختلف إلا في حرف واحد مثل (مدحته ومدهته) (وصراط وسراط ) موضوعا لكتابيهما.
    لو تتعنا التعريفات السابقة نلاحظ الإضطراب في دلالة المصطلح بحيث إذا أخذنا التعريفات مجتمعة لوجدنا الدلالة تشمل الابدال الصوتي والابدال الصرفي ،

    1
    في رأيي أن الذي ادي إلي هذا الاضطراب في هذا الموضوع ان كثيرا من العلماء الذين أتوا بعد بن السكيت وأبي الطيب لم يلتزموا باستخدامهما للفظة الابدال ،فقد أطلق كثير من اللغويين لفظ الابدال علي عدة ظواهر لغوية ويلاحظ أنهم ربما يسخدمون اللفظة بلا إضافة ( الابدال ) وتارة يميزونها بعبارات إضافية لتصبح (الابدال الواجب ) ، ( الابدال الجائز ) ، ( الابدال الشائع ) ( الابدال السماعي ) وأحيانا يستخدمون ألفاظا أخري للدلالة علي هذه الظاهرة مثل (( البدل والمبدول والقلب والمقلوب والمحول والمضارعة والتعاقب والمعاقبة والنظائر والاشتقاق الكبير والأكبر (13)
    وبعد النظر في كتب الاقدمين وارئهم حول هذا الموضوع ، ظهر أن في استخدام المصطلح خلط ، وتعدد ، في تعريفه ، وكيفية وقوعه ، والتعليل له ، وأظهر ما يكون ذلك في بحث الاقدمين لظاهرة الابدال الصوتي مع ظاهرة الابدال الصوتي ولمزيد من الايضاح في هذا الامر نفرد في الاسطر التالية مساحة للحديث عن الفرق بين الابدال الصرفي والابدال الصوتي
    أولا : الابدال الصرفيmorphological substitution :

    يقول الشيخ السيوطي رحمه الله : (( الابدال قسمان شائع وغيره ، فغير الشائع وقع في مل حرف الا الالف ، ألف فيه أئمة اللغة كتبا ، منهم يعقوب بن السكيت ، وأبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي وفي كتابي المزهر منه نوع حافل ، والشائع الضروري في التصريف )) (14)
    ويقول العلامة بن سيدة رحمه الله (( وأذكر الان شيئا من المعاقبة ، وأري كيف تدخل الياء علي الواو والواو علي الياءمن غير علة إما لمعاقبة عند القبيلة الواحدة من العرب ، وإما لافتراق القبيلتين في اللغتين ، فأما ما دخلت فيه الواو علي الياء والياء علي الواو لعلة فلا حاجة بنا إلي ذكره في هذا الكتاب لأنه قانون من قوانين التصريف )) (15)
    لو لاحظنا في كلام كل من السيوطي وابن سيدة نجدهما يفرقان بشكل واضح بين نوعين من الابدال عبر كل واحد منهما بطريقته الخاصة ليصل إلي المراد وهو التفريق بين الابدال الصوتي والابدال الصرفي ، وهذا لا مشكلة فيه ، لكن المشكلة في كلام من لا يفرق بينهما كابن الحاجب مثلا الذي يقول : (( الابدال حرف مكان حرف غيره ويعرف بأمثلة اشتقاقه كتراث وأجوه زبقلة استعماله كالثعالي وبكونه فرعا والحرف زائدكضويرب ، وبكونه فرعا وهو أصل كمدية وبلزوم بناء مجهول نحو هراق واصطبر وادارك )) (16)
    واضح في هذا النص الطريقة الاجمالية التي درس بها بن الحاجب الابدال حيث جمع في تعريف بين أكثر من ظاهرة لغوية . ولا شك أن هذا له تاثيره علي الدارس لظاهرة الابدال لان تحديد المصطلح يعتبر البداية لدراسة أي موضوع. وتجدر الاشارة الي ان علماء اللغة الاقدمين لم يستحدمموا هذه التسمية ( الابدال الصرفي ) فيما اطلعت عليه من مراجع بل هي مصطلح شائع عند المحدثين ، وقد عرفوه بالاتي : (( ان تقيم مكان حروف معينة حروفا أخري بغية تيسير اللفظ وتسهيله ، أو الوصول بالكلمة الي الهيئة التي يشيع استعمالها كإبدال الواو ألفا في نحو صام أصلها (صوم ) أو كإبدال الطاء عند التاء في (اصطنع ) أصلها ( استنع ) )) (17) .

    وفي الحقيقة لابد من التفريق الواضح بين الابدال الصرفي والابدال الصوتي الذي يسميه بعض العلماء الابدال اللغوي ، وقد اثرت استخدام عبارة الابدال الصوتي لان كثيرا من الدراسات الحديثة جرت علي ذلك ولانها أكثر تادية للمعني .
    هذا الابدال الصوتي سماه بعض القدماء الابدال غير المطرد ، أو الابدال النادر أو الابدال الموقوف علي السماع ، كما استخدمت ألفاظ كثيرة للدلالة علي هذه الظاهرة (( فقد شاع البدل والمبدول والقلب والمقلوب والمحول والمضارعة والتعاقب والمعاقبة والنظائر والاشتقاق الكبير والاكبر )) (18)
    هذا التعدد في الالفاظ يدل علي تناول يدل علي تناول علماء اللغة لظاهرة الابدال بصورة واسعة لكن الغريب ان كثيرا من هذه الالفاظ لها دلالة محددة علي ظواهر لغوية أخري ، فالقلب مثلا هو (( عبارة عن تقديم أو تأخير أحد حروف اللفظ الواحد مع حفظ معناه أو تغيره تغيرا طفيفا )) (19)
    وهو واقع في اللغة حتي قال ابن فارس أنه من سنن العرب في كلامها ، وكذلك كل الالفاظ التي أطلقت علي ظاهرة الابدال لها دلالتها الحاصة بها ، ولا يسمح المقام بالتفصيل في ذلك ، لكن من المهم أن نبحث لماذا كل هذه الاسماء؟
    الذي دعا الي ذلك هو أن كثيرا من العلماء الذين تناولوا ظاهرة الابدال استخدموا الكلمة علي المعني اللغوي والاصطلاحي علي السواء ، وينبني علي هذا الكلام ضرورة الحديث عن ظاهرة الابدال الصوتي وعلاقتها بظواهر لغوية أخري وهذا ما سناصله في الرسالة القادمة بإذن الله .

  2. #2

    افتراضي رد: حقيقة الابدال الصوتي والابدال الصرفي

    ربما من المصادر المهمة التي كتبت حديثا عن الابدال ، هو كتاب الدكتور أحمد طه حسانين سلطان المدرس في الازهر ، وكتابه الموسوم بـ( مقاييس الاصالة والفرعية في الابدال لابن السكيت)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •