بسم الله الرحمن الرحيم


تكلم ابن القيم رحمه الله عن الخشوع الصادق وذكر أن له درجات ثلاث :
1/ التذلل لأمر الله بأن يتلقاه العبد بذلة الانقياد والقبول والامتثال والاستسلام لحكم الله الشرعي والقدري فلا يتلقى الحكم الشرعي معارضاً له بهوى أو شهوة ولايتلقى الحكم القدري بكراهة واعتراض .
2/ ترقب آفات النفس والعمل وتوقع ظهورها والخوف على العمل من هذه الآفات من كبر أو عجب أو رياء أو ضعف في الصدق وقلة في اليقين والحذر من رؤية فضل النفس على الناس بل ينسب الفضل كله لله .
3/ ضبط النفس عن الإدلال على الله بالعمل أو الظن بأن لها على الله حقاً مع حرصه على ألا يرى الخلق أحواله مع الخالق لئلا يعجبه إطلاعهم عليها وهذه الدرجات لابد من توطين النفس للصعود إليها وتدريبها على الترقي فيها وتظل الصلاة خير مضمار لترويض النفس على هذه الأعمال لأن فيها وحدها فرصة التفرغ التام للوقوف بين يدي الله عز وجل مع تكرار ذلك آناء الليل وأطراف النهار .