تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    اخي الكريم اعلم ان الجزاء من جنس العمل فهذه سنة الله في شرعه وقدره،
    ولكن هذا لا يقال إنه مطرد في كل شيء، لكن هذا هو الغالب أن الجزاء يكون من جنس العمل كما قال –تعالى-:" ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون" [النمل:50]،
    وقال –سبحانه وتعالى-:"وجزاء سيئة سيئة مثلها" [الشورى:40]، وقال –تعالى-:"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" [البقرة:194] وكذلك في الإحسان من عفا عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه، قال –تعالى-:"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" [الرحمن:60]، وهذه الآيات هي الأصل في هذه المقولة أن الجزاء من جنس العمل
    يقول الإمام الحافظ شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله ،
    في كلام له عن ان الجزاء من جنس العمل

    لذلك كان الجزاء مماثلا للعمل من جنسه في الخير والشر فمن ستر مسلما ستره الله
    ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
    ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة
    من كرب يوم القيامة
    ومن أقال نادما أقال الله عثرته يوم القيامة

    ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن ضار مسلما ضار الله به
    ومن شاق شاق الله عليه ومن خذل مسلما في موضع يجب نصرته فيه خذله الله في موضع يجب نصرته فيه

    ومن سمح سمح الله له والراحمون يرحمهم الرحمن وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ومن أنفق أنفق عليه ومن أوعى أوعى عليه

    ومن عفا عن حقه عفا الله له عن حقه ومن تجاوز تجاوز الله عنه ومن استقصى استقصى الله عليه فهذا شرع الله وقدره ووحيه وثوابه وعقابه كله قائم بهذا الأصل وهو إلحاق النظير بالنظير واعتبار المثل بالمثل .
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  2. #2

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    (وكما تدين تدان )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    فوائد قيمة
    جزاكم الله خيراا ورفع قدركم في الداريين

    هذه بعض الأيات التي تبين أن الجزاء من جنس العمل:

    قال تعالى :

    {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة : 67]

    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}[الصف : 5].

    {مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}[محمد :38]

    {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا}البقرة : 10].

    {قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}[ البقرة : 14-15]

    { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[ الأنفال : 30]

    { وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}[- محمد : 38]

    { إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[. محمد : 8]

    { فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون } (سورة البقرة - آية: 152)

    {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}[ الزلزلة : 7-8.]

    { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[ النحل:97].

    { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}[ الرحمان : 60]

    { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا}[ غافر : 40]

    {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } [ فصلت : 46]
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    وانتم جزاكم الله خيراونفع بنا وبكم المسلمين
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,261

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    شكرا لكم .. موضوع قيم ،، بارك الله فيكم
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  7. #7

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    بارك الله فيك موضوع رائع لا حرمك الله الأجر

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    جزاكم الله خيراونفع بنا وبكم المسلمين
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    أليست مقولة "الجزاء من جنس العمل" قاصرة؟
    ألا ترون أنّ الأشبه بالصواب أن يقال: "الجزاء من جنس النيّة"؟
    للمدارسة...
    بارك الله فيكم.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    اخي الفاضل قلت: ألا ترون أنّ الأشبه بالصواب أن يقال: "الجزاء من جنس النيّة"؟
    اقول : لماذا؟؟
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    ألا ترون أنّ الأشبه بالصواب أن يقال: "الجزاء من جنس النيّة"؟
    بارك الله فيكم، لعل في هذا الكلام شيئا من التكلف.. فعند إطلاق لفظة (العمل) في هذا المقام فإن الذهن ينصرف ولابد إلى العمل المعتبر في ميزان الحساب والمؤاخذة (ميزان الجزاء) لا إلى سواه (وهو ما وافقته نية تجعله في عداد الأعمال الصالحة المستحقة للمثوبة من الله تعالى وإن ظهر منه للناس خلاف ذلك، أو في عداد الأعمال الفاسدة المستحقة للعقوبة وإن ظهر منه خلاف ذلك). فالجزاء لا ينفك عن النية طرفة عين، إذ الأعمال بالنيات، وهي مناط استحقاق الجزاء، وهذا لا يغيب عن ذهن السامع أصلا.. فلا نحتاج كلما وصفنا عملا بأنه عمل صالح عند الله تعالى - وأنه يرجى له المثوبة من عنده - إلى أن ننبه على لزوم وجود النية الصالحة تحته حتى يكون الاستحقاق، وكذلك الشأن في العمل المستحق للعقوبة، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    وعساك أن تجيب ههنا قائلا: "ولكن أليس العمل الواحد قد تجتمع فيه جملة من النوايا؟"
    وأقول بلى، وهذا ما تتفاضل به الأعمال التي ظاهرها التشابه في ميزان الجزاء عند الله .. كأن تكون هجرة المهاجر لله ورسوله وهجرة غيره لدنيا يصيبها.. وكلاهما ظاهره واحد، ولكن لا يستويان في الميزان، لاختلاف النية.
    وقد يجعل تكاثر النيات الصالحة صاحب العمل الصالح مستحقا لما هو أكثر من مجرد أن يجزى بشيء في الدنيا من جنس ما فعل، وفي الآخرة بعشر أمثاله، فقد يكون جزاؤه أكبر من ذلك، إلى سبعمائة ضعف ما نواه من النوايا الصالحة، والله يضاعف لمن يشاء. وأما السيئات فلا تُجزى سيئة إلا بمثلها، أي بمثل ما نواه مما جعل ذلك العمل يلحق به وصف السيئة، وإن تعددت تلك النوايا. ولعل هذا المسيء نوى بالعمل نية سيئة وقصد غاية سيئة لم تتحقق له من ذلك العمل كما أراد، فهل يستحق أن يجزى في الدنيا بعمل من جنسه يتحقق منه السوء المقصود به؟ نعم يستحق، فسواء تحقق له قصده كما أراد أو لم يتحقق، فاستحقاق العقوبة لاحق به على نيته ما دام قد اقترف ذلك العمل وتلبس به، والله أعلم.

    ولعله أن يقال إن في هذا التحرير نقصا من جهة إغفاله لمعنى أن العمل الصالح ليس شرطُ وصفه بالصلاح أن يكون قائما على نية صالحة فحسب وإنما يجب أن يكون صالحا في نفسه كذلك، ونقول هذا صحيح، ولكن الكلام ههنا على ما يتحقق به مناط الجزاء، فإن علم الرجل أن عمله على خلاف الصواب والحق والسنة وقامت عليه حجة ذلك، ومع ذلك عزم على القيام به على أي حال، فهذا قد بطل عمله من جهة النية، إذ تعمد الإتيان بذلك العمل من بعد علمه ببطلانه وفساده، فلم يدخل به في استحقاق المثوبة، بل انقلب إلى استحقاق العقوبة، وهذا ما يعنينا في هذا المقام. أما من يجهل أو يتأول، وهو معذور في ذلك، فيأتي بعمل فاسد وهو يحسبه خيرا، فهذا لا يجزى بعمل من جنسه وإلا كانت عقوبة في حقه! فإن كان مستحقا للمثوبة - كالمجتهد المخطئ - فلا يكون جزاؤه من جنس ما عمل أو ما حكم به من باطل وهو يظنه حقا.. ولهذا قلنا إن القاعدة ليست مطردة في جميع الأحوال، وليس بلازم أصلا أن يكون الجزاء الدنيوي من جنس العمل في كل عمل صحيح نيةً وصفةً، وإنما الأمر مآله إلى عدل الله تعالى ورحمته وحكمته فيما يُجري به المقادير، والله أعلى وأعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    المملكة المغربيّة
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    شكر الله لكم و بارك فيكم.
    فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم



  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    جزاك الله خيرًا أخي أبا الفداء عمّا تفضَّلتَ به من إيضاح للمسألة.
    وكنت أوشكتُ أن أضيف إلى مشاركتي السابقة توجيه السؤال إليك تحديدًا، ثم أعرضتُ عن ذلك خشية أن أحجر واسعًا. فجاء الأمر كما تمنّيت.. ولله الحمد.
    وهذ اعتراضات أخرى أقدّمها بين يديك، لعلّها تنير المسألة بشكل أوضح:

    توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكم فاعله يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك. مثاله: تارك الصلاة تكاسُلاً، وتاركها عمدًا، وتاركها جحودًا بحكمها.

    قولنا "الجزاء من جنس العمل" يستبعد ضابط الاتباع والاقتداء. وقد نصّ الحديث على أنّ "كلّ أمر ليس عليه أمرنا فهو رَدّ". ولعلّك أومأتَ إلى شيء من ذلك في مشاركتك السابقة...

    ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.
    ** ثبت أنّ الذي ينام عن صلاته بالليل غلبةً، يكتَب له أجر تلك الصلاة.

    ثبت أنّ الذي يهمّ بالحسنة ثم لا يعملها تكتَب له حسنة.

    ثبت أنّ الذي يسأل الله الشهادةَ بصدق يبلَّغ منازل الشهداء، وإن مات على فراشه.

    وورَدَ أنّ الذي يرجئ دفْع المهر وهو ينوي التنصُّلَ منه يلقى الله وهو زانٍ، وأنّ من يستدين وهو ينوي عدم سداد دَيْنه يلقى الله وهو سارق. فما الفرق بينه وبين الذي ينوي دفع المهر أو قضاء الدّين، إن لم تكن النيّة؟

    وجاء في حديث الرجل الذي قتل مائة نفس، ثم تاب ومات أنه يدخل الجنة؛ مع أنّه لم يعمل أيّ عمل صالح!
    بارك الله فيك.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    وهذه القاعدة (الجزاء من جنس العمل) من أوضح تطبيقاتها ما يتعلق بمعاملة الوالدين، فمن عامل والديه بخير أو شر عومل بنفس الجنس، وغالباً في العاجل المشاهد، والغيب عند الله.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    تصويـــب:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكم فاعله يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك.


    اقرأ:
    "لكن حكمه يختلف باختلاف فاعله،"

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    أحسن الله إليك.. ما زلت لا أرى ما يعكر على هذه القاعدة..
    قولكم:
    توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكمه يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك.

    صحيح.. ولنا أن نقول إن حكم العمل هو ما به يتميز "جنس العمل"، ومن ثم جزاؤه، أليس كذلك؟ (ابتسامة)
    الحسنة لا توصف بأنها حسنة (جنسا) إلا باستيفائها شروط القبول، ومن ثم يكون جزاؤها من جنسها (أو خيرا منها، تفضلا من الرب جل وعلا)، وكذا السيئة.. فليس مدار الأمر في معرفة جنس العمل على ظاهره المجرد وحركة الجوارح به وفقط، وإلا لانقلبت موازين الحكم على الأعمال رأسا على عقب!
    قولنا "الجزاء من جنس العمل" يستبعد ضابط الاتباع والاقتداء. وقد نصّ الحديث على أنّ "كلّ أمر ليس عليه أمرنا فهو رَدّ". ولعلّك أومأتَ إلى شيء من ذلك في مشاركتك السابقة...
    لا أرى وجها للاستبعاد، بارك الله فيك، فلا مانع من أن يقال إن من جنس العمل أن يكون فاعله متبعا أو أن يكون مبتدعا.. وهو لا يكون عملا صالحا مقبولا مستحقا للجزاء بالحسنى على أي حال إلا أن يكون متحققا فيه جملة من الصفات يوصف بها جنسه، منها أن يكون على اتباع، والعكس بالعكس.
    ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.

    صحيح، ولكن كلامنا عما يكون له من الجزاء على عمله، وصفات (أو جنس) ذلك العمل، أما ما يكون للمرء من غير بذل ولا عمل فلا يدخل أصلا في قاعدة (الجزاء من جنس العمل) إنما هو تفضل محض من الله عليه، كقبوله دعاء من يدعو له ومن يستغفر له وهو في قبره لا يعمل شيئا.. فكيف يقال إن هذا يتعارض مع قاعدة الجزاء من جنس العمل؟
    ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.

    هذه كأختها.
    ولعل ما سقتَه بعد ذلك من أمثله ينتظم كله في هذا السلك: التفضل من الله تعالى على العبد بمكافأته على شيء نواه ولم يفعله، فهو جزاء من غير عمل، والشأن هنا في جزاء العمل، لا جزاء النية. والقاعدة بمنطوقها هذا - في نظري - لا تلغي إمكان أن يجزي الله العبد على النية من غيرما عمل! فهي لا تقول: "إنما الجزاء من جنس العمل"، والألف واللام قد تفيد الإطلاق ولكنها لا تفيد الحصر.
    ثم إن لنا أن نقول إن النية عمل قلبي قد تفضل الله علينا بأن جعل له جزاءا كجزاء عمل الجوارح، فلعلها تدخل في القاعدة من هذه الجهة، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    الحمد لله، والصلاة والسلام عهلى رسول الله.

    جزاك الله خيرًا أخي أبا الفداء.
    كعادتك: أفدتَ فأجدت!
    والاعتراض على قاعدة "الجزاء من جنس العمل"، باقتراح "الجزاء من جنس النية" بديلاً، كنت قرأته في مقال في إحدى المجلاّت الإسلامية منذ فترة بعيدة. وغاب عنّي الآن اسمها (وأظنّها مجلّة "المجتمع" الكويتية)، واسم الكاتب؛ بل غابت عنّي تفاصيل المقال. وما ذكرتُه من اعتراضات محتمَلة إنّما هو تفريع على ذلك.
    ويضاف إلى ما تفضّلتَ به ردّا على تلك الاعتراضات:

    توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكم فاعله يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك. مثاله: تارك الصلاة تكاسُلاً، وتاركها عمدًا، وتاركها جحودًا بحكمها.
    = ترك الصلاة في الحالات الثلاث المذكورة صورته مشتركة، لكن ماهية كلّ ترك تختلف عن الآخر. ومثال ذلك: إذا كنتَ موشكًا على الغرق، ومرّ بك ثلاثة أشخاص فلم يُنجدوك؛ لكنّك علمتَ أنّ الأوّل لم يهبّ لنجدتك لأنه لا يؤمن بجدوى نجدة الآخر ولا وجوبها، والثاني تعمّد ذلك لسبب خاص به، والثالث لم يفعله تكاسلاً. فإنّ نظرتك إلى هذا الفعل وحكمك على مرتكبه سيختلفان لا ريب من شخص إلى آخر.
    فصورة الترك مشتركة، لكن ماهيّته مختلفة، والقصد هو الذي يحدّد الماهية؛ إذ لا فعل له اعتبار إلاّ بقصد، والقصد هو الذي يحدّد طبيعة الفعل.

    قولنا "الجزاء من جنس العمل" يستبعد مسألة الاتباع والاقتداء. وقد نصّ الحديث على أنّ "كلّ أمر ليس عليه أمرنا فهو رَدّ". ولعلّك أومأتَ إلى شيء من ذلك في مشاركتك السابقة...
    = العمل الناشئ عن غير اتّباع، هو عمل غير مشروع. وما كان غير مشروع لا يستتبع الجزاء، بل قد يكون جزاؤه جزاء مرتكب المنهيّ عنه.

    ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.
    = هذا المثال يطابق صورة الدَّين. وبراءة ذمّة المدين مرتبطة بقضاء الدّين، سواء باشره المدين أو غيره. والعمل الصادر عمّن يقضي عن الميِّت من شرطه نيّة القضاء عن ذلك الميّت. فهو منسوب إلى فاعله من حيث الأداء، وإلى المقضيّ عنه من حيث الجزاء. بدليل أنّ الذي قضي الحج عن غيره – مثلا- لا ينسب ذلك الحج إلى نفسه، بل ينسبه إلى من حجّ عنه. كما أنّ قضاء الولد عن أحد والديه –مثلا- مرتبط أيضًا بعمل صالح سابقٍ لهما، هو تنشئته على طاعة الله، لولاه لما وقع ذلك القضاء؛ ففِعل الولد هو على وجهٍ ما من عمل أحد الوالدين.

    ثبت أنّ الذي ينام عن صلاته بالليل غلبةً، يُكتَب له أجر تلك الصلاة.
    = وإنّما أثيب لعلم الله بحاله، وأنّه لولا غلبة النوم لصلّى وِرْدَه. ومثال ذلك: الأجير الذي يتغيّب عن عمله لسبب طارئ، فينظر صاحب العمل العادل إلى سابق حاله واعتياده على مزاولة عمله بانتظام فيستصحبها...

    ثبت أنّ الذي يهمّ بالحسنة ثم لا يعملها تكتَب له حسنة.
    ثبت أنّ الذي يسأل الله الشهادةَ بصدق يبلَّغ منازل الشهداء، وإن مات على فراشه.
    = الهَمُّ بالحسنة من أعمال القلوب، لذا كان مناط الجزاء.

    وورَدَ أنّ الذي يرجئ دفْع المهر وهو ينوي التنصُّلَ منه يلقى الله وهو زانٍ، وأنّ من يستدين وهو ينوي عدم سداد دَيْنه يلقى الله وهو سارق. فما الفرق بينه وبين الذي ينوي دفع المهر أو قضاء الدّين، إن لم تكن النيّة؟
    = الفرقُ هو أنّ الأوّل لو عاش الدهرَ كلَّه لما دفع المهر ولما قضى الدَّيْن، بينما الثاني يفعل ذلك إذا تيسَّر له الأمر. وهذا ملموس في الشاهد؛ إذ حكمنا على المدين الذي تضافرت القرائن للدلالة على أنه لا ينوي قضاء دَينه يختلف عن حكمنا على المصمّم على قضائه متى تيسّر له ذلك. ولو وصل الأمر إلى مقاضاة الرجلين، لتشدّدنا مع الأول واعتبرناه سارقًا، ولتساهلنا مع الثاني أو عفونا عنه؛ فحكمنا على كليهما باعتبار المآل استنادًا إلى الحل.

    وجاء في حديث الرجل الذي قتل مائة نفس، ثم تاب ومات أنه يدخل الجنة؛ مع أنّه لم يعمل أيّ عمل صالح!
    بارك الله فيك.
    = هذا الرجل مات على توبة، والتوبة تَجُبُّ ماقبلها. والتوبة عمل صالح. كما أنّه مات وهو في طريقه إلى موضع آخر بنية الاستزادة من فعل الخيرات، وهذا العمل في ذاته عملٌ صالح.

    أمّا الاعتراض الكُلِّي على قاعدة "الجزاء من جنس العمل"، فيمكن الجواب عنه من عدّة أوجُه. منها:
    العمل المعتبر شرعًا يشمل حركات القلب، ونطق اللسان، وعمل الجوارح. من أمثلة ذلك: حسن الظن بالناس: عمل مأمور به، وفاعله مثاب. والحسد: منهيٌّ عنه، وفاعله آثم. والذِّكر: عمل مأمور به، وفاعله مثاب. والغيبة: منهيٌّ عنها، ومقترفها آثم... إلخ.
    النيّة موجِّه ومصحِّح للعمل. وهي بهذا جزء من العمل. فلا عمل له اعتبار شرعًا إلا مرتبطًا بالنية، ولا نيّة إلا مرتبطة بالعمل. وإذا انفردت النيّة وعرت عن العمل (عمل الجوارح أو اللسان)، كانت هي في حدّ ذاتها عملاً، اعتبارًا بمآلها وسابق حال صاحبها أو صدقِه.
    لفظ العمل المعتبر شرعًا يقع على العمل الناشئ عن القصد. ولهذا –مثلاً- لم يُعتبَر المكرَه آثمًا بفعل المنهيِّ عنه، وإن وقع منه الفعل. ومثال ذلك أيضًا القتل، فإنّ مناط التمييز فيه بين العمد والخطأ إنّما هو القصد، ولتحديد هذا القصد التُفِت إلى القرائن المرجّحة لإلحاقه بأحد الصنفين.
    قولنا "الجزاء من جنس العمل" لا يعني المماثلة بينهما في المقدار، بل بين جنس العمل وجنس الجزاء؛ إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ. ولهذا اعتبارات كثيرة، عدا تلك المرتبطة بفضل الله ورحمته وعدله. ومن هذا الباب: كون الوضوء على المكاره أعظم أجرًا؛ وكون الزاني بحليلة جاره، أو وهو في حال الشيخوخة، أكثر إثمًا من غيره... إلخ.
    الحالات التي تكون النيّة فيها منقطعة عن العمل، ومع ذلك يقع الجزاء عليها: حالات محدودة ومحصورة. أمّا حالات النية المرتبطة بالعمل فمستفيضة، وهي الغالبة. لذا وجب الأخذ بالغالب في مسألة الجزاء، وهو ارتباطه بالعمل. هذا على التسليم بأنّ النيّة وحدها لا يقع عليها اسم العمل.

    فمناط المسألة كلّها مرتبط بتعريف العمل. وإذا اعتبرنا القصدَ محدِّدًا لماهية العمل وجودًا وعدمًا (بدليل أحكام المكرَه والناسي...)، زال الإشكال. واختيار العمل بدلَ النيّة أرجح، تغليبًا؛ إذ الغالب عند تأخُّر العمل عن النية اعتبار العمل.
    والله أعلم.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    بارك الله فيك أيها الحبيب الواحدي ونفع بك..
    قد أتيتَ بما لا مزيد عليه، وما تركتَ لأخيك شيئا (ابتسامة)
    فمناط المسألة كلّها مرتبط بتعريف العمل
    هذه هي.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: انتبه فان الجزاء من جنس العمل ؟؟؟

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    ما تركتَ لأخيك شيئا (ابتسامة)
    .
    بارك الله فيك.
    بل لديك المزيد!
    ومن ذلك: ماذا لو استدلّ المعترض بالثواب على ترك المعاصي بقصد الطاعة؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •