تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 40

الموضوع: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
    هذه دعوة من خلوصي " الطيب ! زعموا " لإخوانه و أخواته في الله ... تأتي بعد عقود مرت عليه و هو في ثقافة المحاججة و لا يزال ؟! مع نفسه أولاً - و هو خير عجيب - ثم مع الناس - و هو ..؟! - ! :

    أن تعالوا نعن بعضنا بعضاً على ما نحن مقتنعون به من تأثير التراحم و الرحمة على تبليغ الدعوة ... و لكننا نتخلف عن التحقق به في ميدان النفوس ... ؟! آه من النفوس !!

    يقول جلال الدين الرومي ما معناه أنك لو جلبت الحجج على خصمك فكأنك تهوي بالمطرقة على رأسه إذا لم يستشعر معها برحمتك عليه ..! فلا غرو أن لا يقبل منك ؟ !

    نحن نسود الصفحات الطوال الطوال .. بل الوِساع - نسبة للموسوعات - في المحاججة العقلية ... و لا نجد بين ثناياها من هذه العاطفة الغالية العزيزة العجيبة إلا أشعة باهتة متناثرة ؟!

    فهل نحن منتهون ؟ !

    ..... بانتظار قلوبكم الطاهرة بالإيمان ... و الشفقة على أهل الإيمان ... و من ورائهم هذا ...

    .. ؟


    .. ؟




    .. ؟



    هذا الإنسان ؟!

    الذي سيأتي يوم القيامة رافعا صوته عالياً : " ربنا هؤلاء غفلوا عنا ... و زعموا أنهم كانوا ينصرون دينك !! "

    فاللهمّ رحمتك ... في شهر الرحمة هذا .

    اللهمّ إني ما كتبت هذا لغيري ..! بل لنفسي الأمارة الغافلة التي ما أسرع ما تنساق إلى النسيان و الحدة !؟ و لا أعرف مبلغ ما فيها لله ؟ !

    ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة . . . . . . . . . . . . . . . ؟ الطريق الطويل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    اللهمّ إني ما كتبت هذا لغيري ..! بل لنفسي الأمارة الغافلة التي ما أسرع ما تنساق إلى النسيان و الحدة !؟ و لا أعرف مبلغ ما فيها لله ؟ !
    إي و الله ؟ !!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة . . . . . . . . . . . . . . . ؟ الطريق الطويل

    يقول جلال الدين الرومي
    " إيه اطلاااااااااع من هالابواب أحسنلك هاه "

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة . . . . . . . . . . . . . . . ؟ الطريق الطويل

    آه منك أيها الأستاذ الجميل ؟!! أضحكني الله و إياكم و الإخوة جميعاً .... " على سرر متقابلين "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة . . . . . . . . . . . . . . . ؟ الطريق الطويل

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أنصر أخاك ظالما أو مظلوما .. قيل يا رسول الله، ننصره مظلوما فما نصره ظالما؟ قال أن تمنعه من ظلمه.. أو كما قال عليه السلام..
    والواقع والحس والعقل يشهدون بأن المحاججة - بالحسنى لا بغيرها - سبيل العقلاء جميعا للتناصح واالاصلاح وتغيير ظلم القول والفعل والاعتقاد عند من وقع فيه من المسلمين قبل غيرهم! وما هو الا من التراحم بين المسلمين أن يسعى من يعلم منهم في دعوة من لا يعلم بالمحاججة والمناقشة بالتي هي أحسن! فلا نقبل منك جعل "المحاججة" - هكذا باطلاقها - في موضع المقابلة من "التراحم"!!! ليس العيب في أن تقيم حجة الحق، - بل انه الخير كل الخير ولا شك وهو سبيل الأنبياء جميعا في دعواهم - ولكن العيب في أن تنفر منها من تدعوه اليها بسبب قلة فقهك وفساد نيتك وقصدك..
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة . . . . . . . . . . . . . . . ؟ الطريق الطويل

    بوركت وسلمت يمينك..

    والقاعدة ألا تخلو المحاججة عن المرحمة فإن افترقتا فهذا من تقصير الإنسان..

    والله يقول: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة . . . . . . . . . . . . . . . ؟ الطريق الطويل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    بوركت وسلمت يمينك..


    والقاعدة ألا تخلو المحاججة عن المرحمة فإن افترقتا فهذا من تقصير الإنسان..


    والله يقول: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..
    و إياكم أخي العزيز ... أهلاً بكم و سهلاً ..

    و ما قلتَه صحيح سيدي ... و لكن تطبيقه هو المشكلة ؟!
    فهل أنا مستعد قلبيا ل " وجادلهم بالتي هي أحسن.." ؟!

    فإن لم أكن كذلك فعلي تأجيل الحوار حتى أؤمن الحد الأدنى من الإيمان الذي يمنع نفسي الأمارة بالسوء من الطغيان و الحال أنني أتكلم باسم الدين !

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة . . . . . . . . . . . . . . . ؟ الطريق الطويل

    "فإن لم أكن كذلك فعلي تأجيل الحوار حتى أؤمن الحد الأدنى من الإيمان الذي يمنع نفسي الأمارة بالسوء من الطغيان و الحال أنني أتكلم باسم الدين !"
    سبحان الله! يا خلوصي لا نخالفك في أن هناك آفات في قلوبنا جميعا .. ولكن ما سبيل علاجها ومدافعتها، وما محل ذلك من غيره من واجبات الدين (على التعيين والكفاية) ومستحباته؟ هذا هو ما نريد منك اجابتنا عليه حتى نفهم محل بحثك الذي لم تحد عنه - ولم تتمكن من بيانه لاخوانك!! - منذ أن اشتركت بيننا والى يومنا هذا!!
    كيف يتبين لك يا خلوصي أنك قد بلغت الحد الأدنى من "اليقين" والذي زالت به أمراض قلبك والذي اذا ما أصبته وتبينته من نفسك، رحت حينئذ تتحاور وتتناقش وتطلب العلوم بأدلتها وتتعلم ما يجب عليك تعلمه وأنت حينئذ في مأمن من أن "تطغى عليك نفسك"؟؟؟ أخبرني يا خلوصي الى متى يظل هروب الواحد من أصحابك هؤلاء من تعلم منهج السلف في ضبط المعتقد وتنقيح كلام الناس فيه وتصفيته من الباطل والبدعة ورد البدعة على أصحابها بالحجة والبرهان العلمي، وما هو الحد الفاصل الذي يمكن للمسلم عنده أن يقول: أنا الآن عندي يقين وقد طهر قلبي من "الأخفى الأخفوي" وأصبح بوسعي أن أخوض في تلك الحوارات دون خوف من طغيان أمراض القلب؟؟؟؟
    هل أجل المجاهدون من الصحابة جهادهم حتى تحقق عندهم ما به أمنوا جميعا من أمراض النفوس؟؟؟ هل أجل العلماء منهم طلب العلم ونشره حتى أمنوا جميعا من أمراض النفوس؟ يا أخي لا يزال الرجل يجاهد نفسه ويغالب أمراضها حتى يتوفاه ربه، ولا يصل أبدا الى حال يمكنه أن يأمن معها من غفلة تطغي عليه مرضا من أمراض نفسه، مهما حصل من الايمان واليقين!! فعن أي "حد أدنى تتكلم وما ضابطه وما معياره وأهم من ذلك: ما علامة تحقيقه وبلوغه؟؟
    هل أنتظر حتى يتدفق النور من صدري بعد قراءة فاتحة الكتاب خمسين ألف مرة، أم أجرب المشي على الماء حتى ان وجدتني قادرا عليه فقد بلغت اليقين، أم أنتظر شهادة وعهدا من شيخ طريقتي النوراني الذي رأوه يطير في الهواء ويمشي على الماء فشهدوا له باليقين، أن يشهد لي بأني قد صرت من الخواص؟ أم أنتظر حتى تحدثني الملائكة على الطريق ويأتيني الأنبياء والأولياء في المنام واليقظة يدعونني الى مأدباتهم ومحافلهم المزعومة؟؟؟
    من من الصحابة وتابعيهم أرجأ من الواجبات الشرعية شيئا واحدا بحجة أنه ينتظر الى أن يتبين له بالكرامات والخوارق أنه قد "بلغ اليقين"؟؟
    يا أخي هداك الله، مجاهدة النفس ومقاومتها ومعالجتها كان السلف رضوان الله عليهم يبذلونه طيلة أعمارهم بفقه وعلم، في خشية ووجل، جنبا الى جنب مع طلب العلم والدعوة الى الله ومحاججة المبتدعة والمخالفين ومحاورتهم، فكانت المرحمة، مع الصبر واليقين، مع المحاججة بالعلم والموعظة الحسنة، كل ذلك في قالب واحد لا يتجزأ، ولا يرجأ فيه شيء بعد الآخر!! بل علينا بالدخول في السلم كافة! لا أقول أصلح قلبي أولا ثم أعمل على اصلاح جوارحي، أو العكس، بل كل ما يأتيك خبره وتتعلمه تعمل به، اصلاحا لقلبك وجوارحك وأقوالك وكل شيء!!

    بالمناسبة، وقبل أن تستدل به، فقوله تعالى ((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)) المراد باليقين هنا الموت، وليس الكرامات!!!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    وسأله آخر فقال يا أبا عبد الله أجبني، فقال: ويحك! أتريد أن تجعلني حُجَّةً بينك وبين الله؟ فأحتاج أنا أولاً أنْ أنظر كيف خلاصي، ثم أخلصك!
    http://majles.alukah.net/showpost.ph...&postcount=128

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    نقل سديد يا ابن الرومية، ولا خلاف عليه.. وان كنت انا الآن من أقول لك أنه خارج محل البحث!
    ليت اخواننا يقرون بأن الشروع في العمل قبل ضبط العلم اللازم له = مهلكة لصاحبه!!
    وليتهم يفهمون كذلك أننا لا نغفل عن وجود الآفة في القلوب وعن تشخيصها وانما تناقشهم في الطريق الصحيح الى علاجها، وطبيعة المعارف اللازمة لذلك وكيفية التربية عليها!
    وبس.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    وكنتما كندماني جذيمة

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    حسناً يا أستاذي ابن الرومية الخطير :
    صحيح أنك أستاذي - دون مجاملة - و لك احترامك اللائق بك .. و قدرك في فكري و قلبي ..
    لكن و لثقتي بتواضعك و من منطلق الولاية بين المسلمين ... و لأنك بتحبني .. و لتضلعك بالتاريخ .. و لأنك ما بتصنفني ..

    فأنا أكلفك - على استحياء من مقامك عندي -
    أن تذكر لنا من حياة الصحابة أنفسهم .. كيف تلقوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الإيمان .. و كم لبثوا عنده ... ثم انطلقوا إلى أقوامهم !!
    يا زلمة بعرف واحد كان نصراني .. أسلم .. صارلو 10 سنين عم يدرس "علم العقيدة" في بلاد المسلمين ..؟؟!!
    إلتلّوا ولك شو هااد ... ؟ أهلك و ناسك عم يلعنوك ليل نهار .. و إنته لساتك هون ؟؟
    ألّي كلما تعمقت أكثر في العقيدة أرى نفسي جاهلا أريد المزيد !!! و لك يا زلمة إيه النبي صلى الله عليه و سلم راح للجهاد مع ناس عندون بعض صور من الخلل في توحيد الألوهية .. حديثي عهد بإسلام ؟! " عن الرسائل الشمولية "
    و لسّاتو صاحبنا هونيك .. و مفكر حالو على مذهب السلف ؟!
    ولك أنهي سلف ؟ اصحى يا نايم .. وحّد الدايم !!

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    سبحان الله أنا نسيت إننا في موضوع إلى ثقافة المرحمة ؟؟ !!

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    "أن تذكر لنا من حياة الصحابة أنفسهم .. كيف تلقوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الإيمان .. و كم لبثوا عنده "

    يا خلوصي أنا أسألك - وأعلم أنك لن تجيب، ولكنه لزوم البيان للناس -: ما هي أول كلمة لقي بها النبي عليه السلام من كان يدعوهم، وأعلنها في قومه ونافح عنها، وكيف كان سبيله لاقناعهم بها؟؟؟ أليس أول ما يبدأ به الرسول هو أول الأمر ورأسه؟؟ فبم بدأ عليه السلام؟؟ ان قلت بدأ بالمعجزات والكرامات، قلت لك كذبت! لم يبدأ بها وما بدأ بها رسول دعوته أبدا! وانما بدأ المرسلون جميعا ببيان الحق الواضح بدليله للناس، فلما كذب منهم من كذب وقالوا له ما بعث الله بشرا رسولا، نزلت الخوارق لتقيم حجة أخيرة على القوم، فبقي منهم الكافر الذي لم تثمر دعوة الحق في قلبه شيئا، بقي على كفره يدعي أنها ليست الا سحرا، بينما كان الذي في نفسه تأهل لقبول الحق - اما لقربه الأصلي من الفطرة واما لوقوع تأثير الدعوة النبوية الواضحة في قلبه - يقبل تلك الخوارق كزيادة دلالة على معنى الحق الذي مس شغاف قلبه من قبل، فزادته ايمانا!
    فهل عندكم يا خلوصي فيما بينكم أنبياء يستعينون بالخوارق للدعوة؟؟؟
    أعلم بم ستجيبني ان كنت فاعلا،
    ستقول: بل عندنا كرامات الأولياء وأرباب اليقين!!
    أعلم أن هذا هو بيت القصيد من دعواك، ومنتهى قصدك، فلنفتح اذا الكلام في هذا الباب واضحا ولتأتنا بما عندك ولنتدارسه بالدليل والبينة حتى ترتاح وتريحنا!!
    تسأل عما بدأ به النبي عليه السلام ونقول لك: انما بدأ بأن يقنع الناس ببطلان ما هم عليه من الاعتقاد أولا ليغرس التوحيد في مكانه!
    لما بعث النبي عليه السلام معاذا الى الشام بم أمره؟ هل قال له ابدأ بدعوتهم الى "الايمان" أو "اليقين" - هكذا بذاك الابهام الذي تتكلم أنت به -، أو قال له امش أمامهم على الماء أو طر في الهواء ليصدقوك؟؟ أبدا!! انما قال له "فليكن أول ما تدعوهم اليه شهادة أن لا اله الا الله، فان هم قبلوا فأعلمهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ... " الى آخر الحديث! وهذا هو ما بدأ به النبي عليه السلام مع من دعاهم، وكانت سنوات التربية في مكة قبل الهجرة سنوات تزكية للقلوب وتربية لها على لا اله الا الله بسائر لوازمها ومقتضياتها على بصيرة العلم من القرءان والحكمة!! وهذه اللوازم والمقتضيات هي نفسها التي صنف العلماء فيما بعد في تفصيلها الى أقسام وأبواب وكذا، في كتب أسموها بكتب التوحيد!!
    فماذا تنقم أنت من تلك الكتب؟؟؟ سبحانك ربي هذا جهل مبين!!
    لا اله الا الله هي أصل الايمان ويجب على الداعية استعمال كل ما يلزم لزرعها في القلوب على حقيقتها الطاهرة الكاملة الصافية بلا شائبة .. ورأس ذلك ومقدمه ولا شك: ابطال ما عليه القوم من باطل بالدليل الواضح الساطع! فلو كانوا أهل كتاب، دعوناهم بابطال باطلهم واظهار الحق أمامهم، وان كانوا وثنيين فلهم مداخلهم وأباطيلهم التي زينها الشيطان لهم والتي يجب على الداعية أن يتعلم كيف يزيلها ويكتسحها بالخطاب اللين الحسن، لاظهار "لا اله الا الله" الكلمة الواضحة السهلة التي يحجب الشيطان نورها بطبقات وطبقات من الباطل يجب هدمها أولا!! وكذا جميع أهل الطوائف المبتدعة الضالة من أمة المسلمين! لا يبدأ الداعي معهم الا بالدعوة الى لا اله الا الله على وجهها الصحيح، جنبا الى جنب مع الترغيب والترهيب وغيره مما تزكو به القلوب ((فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى))! وهذا يلزم منه أن يقيم أمامهم براهين الحق الساطعة والتي تنقض بدعتهم وتثبت لهم بطلانها، كل بدعة بحسبها!! فالرافضة لا يُدعَون الى تحقيق "لا اله الا الله" في قلوبهم وجوارحهم، بمثل ما يدعى به الصوفية الطرقية!! وأهل التعطيل لا يخاطبون بما يخاطب به أهل التأويل، وكل طائفة لها خطابها بحسب بدعتها العقدية التي اتخذتها رأسا لدينها!! ولا شك في أن الأمر في الدعوة متكامل، لا يعني قولنا بابطال الباطل واتخاذه مدخلا للدعوة أننا نهمل جانب تزكية القلب وتمهيده للقبول!! انما نضع كل شيء في مكانه كما وضعه النبي عليه السلام!

    لقد لبث أكابر الصحابة مع الرسول عليه السلام ثلاثة عشر عاما يتعلمون التوحيد من القرءان ومن التلقي المباشر من النبي صلى الله عليه وسلم! أما قرأت قصار السور المكية يا خلوصي؟ فعلى أي موضوع تدور تلك السور؟؟ انه التوحيد! ليس توحيد الربوبية فحسب، بمعنى الاقرار بأنه سبحانه خالق كل شيء ومدبر كل شيء ورازق الخلق جميعا وغير ذلك من صفات الربوبية، فهذا كان مشركو قريش يؤمنون به أصلا! ولكن الاقرار بأنه وحده المستحق للعبادة بلا شريك، واقامة البراهين الساطعة على صدق ذلك المعتقد أمامهم بالدليل العقلي الواضح السهل الذي لا يخطئه عاقل! وكان التخويف من الآخرة والترغيب في الجنة بالوعظ والتذكرة لا يفارق اصلاح المعتقد في القلوب واقامة بنيان التوحيد فيها بجميع ما يلزم من الطرق لاقامة ذلك البنيان اقامة صحيحة!! ولكن ما كانت هذه التربية لهم والمعاهدة على زيادة الايمان وتشييده في قلوبهم الا من بعد ما قبلوا وصدقوا بالفعل بأن كلمة لا اله الا الله هي - ولابد - الحق الواضح الذي لا يقبل العقل سواه! والا لما مكثوا معه أصلا وما صبروا وما سمعوا منه شيئا، عليه السلام!!! فهي أساس البنيان! فلولا أن قبلت عقولهم وأقرت ببطلان دين الآباء ابتداءا، ودخلت اليها قناعة بصحة دعوى النبي عليه السلام ومذهبه، لما تأهلت لمزيد من التلقي والسماع والتربية الايمانية طوال تلك السنوات!!
    نعم لم يكن عندهم كتب مصنفة في علم التوحيد كما عندنا اليوم، ولكن هذا لا يعني أن الثمرة التي تغرسها تلك العلوم التي يأخذها الناس اليوم من هذه الكتب، تختلف عما كان النبي عليه السلام يأسس قلوب الصحابة عليه في مستهل دعوته!! فكل آية في كتاب الله تأمر بعبادة الله وحده وتنهى عن اشراك غيره معه - وهي غاية الدعوة النبوية لسائر الأنبياء - كان فهمها وبيانها وتطبيقها والعمل بها يتعلمه الصحابة على يد النبي صلى الله عليه وسلم! فما الايمان اذا؟ انه جملة ما يزرعه النبي عليه السلام في قلوبهم من اصلاح للتوحيد بفهم القرءان على مراد الله منه، مضافا اليه ترغيب وترهيب القلوب وتخليتها من رواسب الجاهلية وسائر ما به تزكو النفوس وتطهر وتتجهز لتلقي الدين صافيا لا شائبة فيه، مضافا اليه دلالتهم على ما عليهم فعله بالجوارح واللسان وهو علامة صحة الايمان، وهو جماع الدين كله!
    فكونك يا خلوصي لا ترى عند الصحابة كتبا مصنفة في علم التوحيد، هذا لا يعني أن تلك الكتب ليست هي الطريق الصحيح في زماننا هذا لاصلاح العقائد وتحصيل رأس العلوم التي حولها مدار الدعوة كلها، والتي هي عمود الايمان والدين، والتي علمها النبي عليه السلام لصحابته تعليما مباشرا من الوحي: علوم التوحيد!!
    لقد رد القرءان على باطل مشركي قريش وأثبت لهم فساده بأسلوب مهيب مع وضوحه وسهولته، فيما خلاصته: ان كنتم تؤمنون بأن الله حقا هو الذي فعل كذا وكذا، فكيف تعبدون غيره؟؟ كيف وهو المتصف بكذا وكذا، والذي فعل كذا وكذا والذي له الأسماء والصفات الحسنى التي لا شريك له فيها... ؟
    فبهذا خاطب الرسول عليه السلام عقول وقلوب الناس فلم يجدوا بدا من قبول القرءان لوضوح حجته وجلائها! ولكن أتحسب يا خلوصي أن الرسول عليه السلام لو جادله مشرك من مشركي قريش ورمى عليه شبهة عقلية فاسدة، والصحابة بين يديه، اتحسب أنه كان يتركه دون جواب عقلي دامغ وحجة بينة؟؟ كلا ولا شك! أتحسب ان يقول له أمهلني آتيك بمعجزة تثبت أنني رسول من الله حقا؟ كلا ولا شك! لو فعل لما قبل منه المشرك ذلك ولقال له أنت ساحر كذاب! لماذا؟ لأن عقله وقلبه مقيم على ذلك الباطل أصلا! لم يسمع بعد ما يمكن أن يقنعه ببطلان ما هو عليه، فوالله لو أنه رأى جبلا يمشي أمامه لما قال الا أن هذا الداعي ساحر كذاب!!
    ((كذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين))

    هذا وقد بينت لك أنه لا تعارض بين وجوب التراحم بين المسلمين، وضرورة مخاطبة المتورطين منهم بالضلالات بما به تزول الشبهات وتذهب الأباطيل وتزول الضلالات وينجلي لهم الحق المبين، الذي فيه نجاتهم وصفاء دينهم! لا تعارض عند من فقه هدي الرسول عليه السلام وصحابته! وهذا - يا خلوصي - هو فهم السلف رضي الله عنهم!

    "بعرف واحد كان نصراني .. أسلم .. صارلو 10 سنين عم يدرس "علم العقيدة" في بلاد المسلمين ..؟؟!!
    إلتلّوا ولك شو هااد ... ؟ أهلك و ناسك عم يلعنوك ليل نهار .. و إنته لساتك هون ؟؟"

    قلت انا لله وانا اليه راجعون! والله ان هذا لهو الجهل بعينه!! ان كان الرجل مفرطا في دعوة أهله واصلاحهم فهذا تفريط منه في امر يجب عليه ولا شك، ولكن هل يلزم لاصلاح هذا التفريط أن يترك الرجل دعوة الخلق وتعليمهم رأس دينهم وسبيل نجاتهم، والذي ما نجاه الله الا به أصلا؟؟؟؟ سبحان الله العظيم!! يا أخي ألا تعي ما تقول؟؟؟؟

    "ألّي كلما تعمقت أكثر في العقيدة أرى نفسي جاهلا أريد المزيد !!! و لك يا زلمة إيه النبي صلى الله عليه و سلم راح للجهاد مع ناس عندون بعض صور من الخلل في توحيد الألوهية .. حديثي عهد بإسلام ؟!"
    الآن صارت الرغبة في الزيادة من علوم العقيدة أمرا يذم به صاحبه، ويتهم فيه بأنه على خلاف ما كان عليه السلف!!! وما يضيرك في كون الرجل يريد أن يكون من الذين قال الله فيهم: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) [التوبة : 122]؟؟؟ هل تدعوه الى ترك الناس على هذا القصور في "توحيد الألوهية" الذي تدعي أن النبي عليه السلام ما كان يعنيه أن يكون موجودا فيهم اذ يأخذهم معه الى الجهاد؟؟؟؟ اذا لحبط عملهم والله وهم لا يشعرون!! أتفهم معنى توحيد الألوهية أصلا يا خلوصي أم أنك تتكلم بما لا تعي؟؟؟
    سبحان الله العظيم!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    يا أستاذ بالله عليك تعال شوف .... كرمال النبي صلى الله عليه و سلم ...

  16. #16

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    نرجوا منك يا خلوصي أن تكتب بالفصحى بارك الله فيك ...

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    يا سيدي انا أكتب بأفصح الفصحى و لله الحمد ... أما ما يأتي أحيانا من العامية فهو من بلاغة الحال !؟ بسمة ! فتجاوز يتجاوز الله عنكم .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    "سبحان الله! يا خلوصي لا نخالفك في أن هناك آفات في قلوبنا جميعا .. ولكن ما سبيل علاجها ومدافعتها،

    كيف يتبين لك يا خلوصي أنك قد بلغت الحد الأدنى من "اليقين" والذي زالت به أمراض قلبك


    والذي اذا ما أصبته وتبينته من نفسك، رحت حينئذ تتحاور وتتناقش وتطلب العلوم بأدلتها وتتعلم ما يجب عليك تعلمه وأنت حينئذ في مأمن من أن "تطغى عليك نفسك"؟؟؟
    ؟؟ !! انظر ردك الآخر تعرف !

    أخبرني يا خلوصي الى متى يظل هروب الواحد من أصحابك هؤلاء من تعلم منهج السلف
    مؤدّاه التحقق بحال الصحابة !

    في ضبط المعتقد وتنقيح كلام الناس فيه وتصفيته من الباطل والبدعة ورد البدعة على أصحابها بالحجة والبرهان العلمي،
    هذا للمتخصصين ...
    أما إلزام العوام به فهو من تكليف ما لا يطاق و هو بدعة عند التحقيق ..! فانتبه أن تكون مبتدعا من حيث لا تشعر ! فضلا عن إشغال العوام عن دوران الزمان كهيئته ............... يوم انطلقوا في العالمين بعلماء التقوى لا الفتوى !! ؟؟

    هل أجل المجاهدون من الصحابة جهادهم حتى تحقق عندهم ما به أمنوا جميعا من أمراض النفوس؟؟؟ هل أجل العلماء منهم طلب العلم ونشره حتى أمنوا جميعا من أمراض النفوس؟ يا أخي لا يزال الرجل يجاهد نفسه ويغالب أمراضها حتى يتوفاه ربه، ولا يصل أبدا الى حال يمكنه أن يأمن معها من غفلة تطغي عليه مرضا من أمراض نفسه، مهما حصل من الايمان واليقين!! فعن أي "حد أدنى تتكلم وما ضابطه وما معياره وأهم من ذلك: ما علامة تحقيقه وبلوغه؟؟

    المطلوب أن لا يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق ..
    انظر لقد طلبوا منك تدريس العلم الشرعي الذي أتقنته لخمسة أشخاص ...؟!
    فبدأت ... و جرت الأمور على مقدار ما جاهدت نفسك عليه مما ينسجم مع هذا العدد ...؟!
    ثم فجأة يرفع الستار و إذ بدرسك هذا يحضره الملايين على قناة فضائية مشهورة ...؟! حقق و دقق !!

    هل أنتظر حتى يتدفق النور من صدري بعد قراءة فاتحة الكتاب خمسين ألف مرة، أم أجرب المشي على الماء حتى ان وجدتني قادرا عليه فقد بلغت اليقين، أم أنتظر شهادة وعهدا من شيخ طريقتي النوراني الذي رأوه يطير في الهواء ويمشي على الماء فشهدوا له باليقين، أن يشهد لي بأني قد صرت من الخواص؟ أم أنتظر حتى تحدثني الملائكة على الطريق ويأتيني الأنبياء والأولياء في المنام واليقظة يدعونني الى مأدباتهم ومحافلهم المزعومة؟؟؟
    من من الصحابة وتابعيهم أرجأ من الواجبات الشرعية شيئا واحدا بحجة أنه ينتظر الى أن يتبين له بالكرامات والخوارق أنه قد "بلغ اليقين"؟؟

    هذا شأنك دوما في توهماتك ... تتخيل ما تشاء من الإلزامات ثم تمضي تسوّد الصفحات الطوال ... ثم تقول أنني أنا الذي أتهرب من الجواب .... أتذكر ال 18 سؤالا ... مما لا محل له من الإعراب عند علماء الحوار !! ؟؟

    يا أخي هداك الله، مجاهدة النفس ومقاومتها ومعالجتها كان السلف رضوان الله عليهم يبذلونه طيلة أعمارهم بفقه وعلم، في خشية ووجل، جنبا الى جنب مع طلب العلم والدعوة الى الله ومحاججة المبتدعة والمخالفين ومحاورتهم، فكانت المرحمة، مع الصبر واليقين، مع المحاججة بالعلم والموعظة الحسنة، كل ذلك في قالب واحد لا يتجزأ، ولا يرجأ فيه شيء بعد الآخر!! بل علينا بالدخول في السلم كافة! لا أقول أصلح قلبي أولا ثم أعمل على اصلاح جوارحي، أو العكس، بل كل ما يأتيك خبره وتتعلمه تعمل به، اصلاحا لقلبك وجوارحك وأقوالك وكل شيء!!

    إذا لم تترسخ أساسيات الإيمان و الرقابة الإلهية على النفس فسيحدث ما يشبه ردودك التي تزرع الضغينة فتحلق دينك أنت قبل غيرك ؟؟!!
    أم تحسب نفسك مثل السلف الصالح الذين تطهروا في البيئات الإيمانية .... كان يحضر مجلس الإمام أحمد الآلاف ... و لا يكتب إلا 500 ؟؟! فهل جالست من العلماء الصالحين من تفعل فيك رؤيته فحسب عشر ذلك ؟؟ !!


    بالمناسبة، وقبل أن تستدل به، فقوله تعالى ((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)) المراد باليقين هنا الموت، وليس الكرامات!!!
    كالعادة


    و انظر ردك هذا لتعلم قدر التحقق بما تقول ... علما و تقيدا بالمحل و عدم هروب و تشويش بالإلزامات الصاروخية الطائرة عن المحل ... و أدبا يحفظ الأخوة ... و و و و و
    و و و و و

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    "أن تذكر لنا من حياة الصحابة أنفسهم .. كيف تلقوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الإيمان .. و كم لبثوا عنده "

    يا خلوصي أنا أسألك - وأعلم أنك لن تجيب، ولكنه لزوم البيان للناس -: ما هي أول كلمة لقي بها النبي عليه السلام من كان يدعوهم، وأعلنها في قومه ونافح عنها، وكيف كان سبيله لاقناعهم بها؟؟؟ أليس أول ما يبدأ به الرسول هو أول الأمر ورأسه؟؟ فبم بدأ عليه السلام؟؟ ان قلت بدأ بالمعجزات والكرامات، قلت لك كذبت! لم يبدأ بها وما بدأ بها رسول دعوته أبدا! وانما بدأ المرسلون جميعا ببيان الحق الواضح بدليله للناس، فلما كذب منهم من كذب وقالوا له ما بعث الله بشرا رسولا، نزلت الخوارق لتقيم حجة أخيرة على القوم، فبقي منهم الكافر الذي لم تثمر دعوة الحق في قلبه شيئا، بقي على كفره يدعي أنها ليست الا سحرا، بينما كان الذي في نفسه تأهل لقبول الحق - اما لقربه الأصلي من الفطرة واما لوقوع تأثير الدعوة النبوية الواضحة في قلبه - يقبل تلك الخوارق كزيادة دلالة على معنى الحق الذي مس شغاف قلبه من قبل، فزادته ايمانا!
    فهل عندكم يا خلوصي فيما بينكم أنبياء يستعينون بالخوارق للدعوة؟؟؟
    أعلم بم ستجيبني ان كنت فاعلا،
    ستقول: بل عندنا كرامات الأولياء وأرباب اليقين!!
    أعلم أن هذا هو بيت القصيد من دعواك، ومنتهى قصدك، فلنفتح اذا الكلام في هذا الباب واضحا ولتأتنا بما عندك ولنتدارسه بالدليل والبينة حتى ترتاح وتريحنا!!

    كلام طويل ممل لمن يبحث عن محل البحث ...

    تسأل عما بدأ به النبي عليه السلام ونقول لك: انما بدأ بأن يقنع الناس ببطلان ما هم عليه من الاعتقاد أولا ليغرس التوحيد في مكانه!
    لما بعث النبي عليه السلام معاذا الى الشام بم أمره؟ هل قال له ابدأ بدعوتهم الى "الايمان" أو "اليقين" - هكذا بذاك الابهام الذي تتكلم أنت به -، أو قال له امش أمامهم على الماء أو طر في الهواء ليصدقوك؟؟ أبدا!! انما قال له "فليكن أول ما تدعوهم اليه شهادة أن لا اله الا الله، فان هم قبلوا فأعلمهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ... " الى آخر الحديث! وهذا هو ما بدأ به النبي عليه السلام مع من دعاهم، وكانت سنوات التربية في مكة قبل الهجرة سنوات تزكية للقلوب وتربية لها على لا اله الا الله بسائر لوازمها ومقتضياتها على بصيرة العلم من القرءان والحكمة!! وهذه اللوازم والمقتضيات هي نفسها التي صنف العلماء فيما بعد في تفصيلها الى أقسام وأبواب وكذا، في كتب أسموها بكتب التوحيد!!
    فماذا تنقم أنت من تلك الكتب؟؟؟ سبحانك ربي هذا جهل مبين!!
    لا اله الا الله هي أصل الايمان ويجب على الداعية استعمال كل ما يلزم لزرعها في القلوب على حقيقتها الطاهرة الكاملة الصافية بلا شائبة .. ورأس ذلك ومقدمه ولا شك: ابطال ما عليه القوم من باطل بالدليل الواضح الساطع! فلو كانوا أهل كتاب، دعوناهم بابطال باطلهم واظهار الحق أمامهم، وان كانوا وثنيين فلهم مداخلهم وأباطيلهم التي زينها الشيطان لهم والتي يجب على الداعية أن يتعلم كيف يزيلها ويكتسحها بالخطاب اللين الحسن، لاظهار "لا اله الا الله" الكلمة الواضحة السهلة التي يحجب الشيطان نورها بطبقات وطبقات من الباطل يجب هدمها أولا!! وكذا جميع أهل الطوائف المبتدعة الضالة من أمة المسلمين! لا يبدأ الداعي معهم الا بالدعوة الى لا اله الا الله على وجهها الصحيح، جنبا الى جنب مع الترغيب والترهيب وغيره مما تزكو به القلوب ((فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى))! وهذا يلزم منه أن يقيم أمامهم براهين الحق الساطعة والتي تنقض بدعتهم وتثبت لهم بطلانها، كل بدعة بحسبها!! فالرافضة لا يُدعَون الى تحقيق "لا اله الا الله" في قلوبهم وجوارحهم، بمثل ما يدعى به الصوفية الطرقية!! وأهل التعطيل لا يخاطبون بما يخاطب به أهل التأويل، وكل طائفة لها خطابها بحسب بدعتها العقدية التي اتخذتها رأسا لدينها!!

    هذا للذين لم يفهموا بعد ما هي دعوة التكبير العامة " و ربك فكبر " و أثرها الفطري الصادق السحري في اقتلاع جذور العلل كلها ....و يستطيعها كل العوام الذين تدربوا في بيئة الدعوة السهلة و تحت إشراف أهل الخبرة ... الربانيين و الله !!؟
    و لا يريدون أن يفهموا ..

    ألم أنبئك عن البكاء الذي أرجع 4000 شيعي سعودي إلى الحق فأغمضت عينك و سددت سمعك .... و تقول لي لا أرد عليك ...
    أنت و صحبك و الله واقعون في شرك النفس و لكن لا تشعرون .. أفيقوا من السكرة قبل السكرة فإني بكم شفيق ..

    ولا شك في أن الأمر في الدعوة متكامل، لا يعني قولنا بابطال الباطل واتخاذه مدخلا للدعوة أننا نهمل جانب تزكية القلب وتمهيده للقبول!! انما نضع كل شيء في مكانه كما وضعه النبي عليه السلام!

    لقد لبث أكابر الصحابة مع الرسول عليه السلام ثلاثة عشر عاما يتعلمون التوحيد من القرءان ومن التلقي المباشر من النبي صلى الله عليه وسلم!

    لا و الله ما عرفتَ كيف تعلموا التوحيد .... راجع معلوماتك و كفى إشغال نفسك بالردود الفضائية المحلقة ؟!!

    أما قرأت قصار السور المكية يا خلوصي؟ فعلى أي موضوع تدور تلك السور؟؟ انه التوحيد! ليس توحيد الربوبية فحسب، بمعنى الاقرار بأنه سبحانه خالق كل شيء ومدبر كل شيء ورازق الخلق جميعا وغير ذلك من صفات الربوبية، فهذا كان مشركو قريش يؤمنون به أصلا!

    يعني توحيد الربوبية لا يزيد و لا ينقص ؟؟ !!.... حسنا أنفق نصف مالك لله و ليكن توحيد الربوبية عندك كما كان عند عمر رضي الله عنه !!!!!


    فكونك يا خلوصي لا ترى عند الصحابة كتبا مصنفة في علم التوحيد، هذا لا يعني أن تلك الكتب ليست هي الطريق الصحيح في زماننا هذا لاصلاح العقائد وتحصيل رأس العلوم التي حولها مدار الدعوة كلها، والتي هي عمود الايمان والدين، والتي علمها النبي عليه السلام لصحابته تعليما مباشرا من الوحي: علوم التوحيد!!
    لقد رد القرءان على باطل مشركي قريش وأثبت لهم فساده بأسلوب مهيب مع وضوحه وسهولته، فيما خلاصته: ان كنتم تؤمنون بأن الله حقا هو الذي فعل كذا وكذا، فكيف تعبدون غيره؟؟ كيف وهو المتصف بكذا وكذا، والذي فعل كذا وكذا والذي له الأسماء والصفات الحسنى التي لا شريك له فيها... ؟
    فبهذا خاطب الرسول عليه السلام عقول وقلوب الناس فلم يجدوا بدا من قبول القرءان لوضوح حجته وجلائها!

    نعم هذا ما نريده بالسهولة و البساطة في ثلاثة أيام أو خمسة ..

    و لكن العزيمة الكبرى هي عندما تمشي بذلك في الناس و البلاد فتعاني فتعرف عندئذ بقلبك من هو الله المنجي المغيث المعين ؟؟!!



    "بعرف واحد كان نصراني .. أسلم .. صارلو 10 سنين عم يدرس "علم العقيدة" في بلاد المسلمين ..؟؟!!
    إلتلّوا ولك شو هااد ... ؟ أهلك و ناسك عم يلعنوك ليل نهار .. و إنته لساتك هون ؟؟"

    قلت انا لله وانا اليه راجعون! والله ان هذا لهو الجهل بعينه!! ان كان الرجل مفرطا في دعوة أهله واصلاحهم فهذا تفريط منه في امر يجب عليه ولا شك، ولكن هل يلزم لاصلاح هذا التفريط أن يترك الرجل دعوة الخلق وتعليمهم رأس دينهم وسبيل نجاتهم، والذي ما نجاه الله الا به أصلا؟؟؟؟ سبحان الله العظيم!! يا أخي ألا تعي ما تقول؟؟؟؟

    "ألّي كلما تعمقت أكثر في العقيدة أرى نفسي جاهلا أريد المزيد !!! و لك يا زلمة إيه النبي صلى الله عليه و سلم راح للجهاد مع ناس عندون بعض صور من الخلل في توحيد الألوهية .. حديثي عهد بإسلام ؟!"
    الآن صارت الرغبة في الزيادة من علوم العقيدة أمرا يذم به صاحبه، ويتهم فيه بأنه على خلاف ما كان عليه السلف!!! وما يضيرك في كون الرجل يريد أن يكون من الذين قال الله فيهم: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) [التوبة : 122]؟؟؟ هل تدعوه الى ترك الناس على هذا القصور في "توحيد الألوهية" الذي تدعي أن النبي عليه السلام ما كان يعنيه أن يكون موجودا فيهم اذ يأخذهم معه الى الجهاد؟؟؟؟ اذا لحبط عملهم والله وهم لا يشعرون!! أتفهم معنى توحيد الألوهية أصلا يا خلوصي أم أنك تتكلم بما لا تعي؟؟؟
    سبحان الله العظيم!
    و الله العظيم كنت أستطيع الرد التفصيلي كهذا على كل لخبطاتك الحوارية ... و لكن كان يمنعني غبن الوقت في شيء كهذا مع قسمي الذي حدد لي وقتا محددا مع الألوكة !!

    و أكرر مرة أخرى أنك و صحبك بإصراركم على طريقتكم في دخول مواضيعي و نقاشكم العقيم المعاند السبابي الشخصي ..... لستم على أمر الله !!

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    أما ما يأتي أحيانا من العامية فهو من بلاغة الحال !؟
    أضحك الله سنك شيخنا..و بين يدي النقاش أضع بعض ما قد يتبين به ما قلت لكم سابقا..أن كل واحد فرح بما لديه من الحق و منكر لما لدى غيره منه ..
    فروى امامنا مالك بسنده عن أبي سعيد قال
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية تنظر في النصل فلا ترى شيئا وتنظر في القدح فلا ترى شيئا وتنظر في الريش فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق
    و عنه رضي الله عنه أنه بلغه أن عبد الله بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها
    و روى سيدي الامام البخاري في صحيحه بسنده عن مالك بن الحويرث قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم...

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة.. الطريق الطويلة!

    و لأنك بتحبني
    و لك هذه الكلمة لتوي انتبهت لها و لتوقيتها و لتلوينها...
    و حسب ما أذكر ليست من كيسي فمن أين لك بها يا ماكر؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •