السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
هذه قاعدة جميلة نستفيدها من الإمام ابن جرير الطبري عند ترجيحه لأحد التأويلات في قوله سبحانه : ((سأوريكم دار الفاسقين)) .

هذه الجملة اختتم الله بها الآية 145 في قصة موسى من سورة الأعراف :
((وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظةً وتفصيلاً لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ، سأوريكم دار الفاسقين))

حيث ذكر تأويلات واردة عن السلف في معنى هذه الجملة الكريمة :
1- دار الفاسقين : جهنم
2- دار الفاسقين : أرض الشام فأريكم منازل الكافرين الذين هم سكانها من الجبابرة والعمالقة
3- دار الفاسقين : سأريكم دار قوم فرعون وهي مصر

فرجّح القول الأول - أعني : جهنم - ، ثم قال :
تفسير الطبري ج9/ص59
وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك ؛ لأن الذي قبْل قوله جل ثناؤه : ((سأريكم دار الفاسقين)) أمرٌ من الله لموسى وقومه بالعمل بما في التوراة ، فأولى الأمور بحكمة الله تعالى أن يختم ذلك بالوعيد على من ضيعه وفرط في العمل لله وحاد عن سبيله دون الخبر عما قد انقطع الخبر عنه أو عما لم يجر له ذكر .

نلاحظ هنا أنه استدل بالسياق على اختياره .