تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    267

    افتراضي كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

    كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!



    د.علي الصياح

    قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّـدُ بنُ يُـوسـف الأَصْبَهَانِيّ (1) لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ(2):«حَد ِّثِ النَّاسَ وَعَلِّمهُم، وَلكن انظرْ إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَكَ كَيْفَ يَكُونُ قَلْبكَ؟ »(3).

    وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كنتُ أجلسُ يومَ الجُمُعة في مَسْجِدِ الْجَامِعِ، فيجلس إليَّ النَّاس؛ فإذا كَانوا كثيراً فَرحتُ، وإذا قَلُّوا حَزنتُ، فسألتُ بشرَ بنَ منصور(4)، فَقَالَ: هَذا مجلسُ سوء لا تعدْ إليه، قَالَ : فَمَا عُدتُ إليهِ .

    وقَـالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يوماً ـ وقام مـن المجلـس وتبعه الناس ـ فَقَـالَ : يَا قومِ! لا تطؤوا عَقبي ، ولا تمشوا خَلْفي ، وَوَقَفَ فَقَالَ: حَدّثَنا أبو الأشهب عَن الحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخطّاب: إنَّ خَفْقَ النّعالِ خَلْفَ الأحمق قلَّ مَا يبقي مِنْ دِينهِ (5).

    وقال عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ـ رضي الله عنه ـ: «أَخِّرُوا عَلَيَّ خَفْقَ نِعَالِكُمْ ؛ فإنها مُفْسدةٌ لِقُلُوبِ نَوْكَى(6) الرِّجَال»(7).

    إنَّ المُسْلمَ ـ وَخَاصةً العالِم المُرَبّي، والدّاعية ـ لأنَّهُما عُرْضةٌ لخَفْق النّعالِ خَلْفَهُما أكثر مِنْ غَيرهِما ـ بحاجةٍ مُلحة لتفقد قلبه وما يَرِدُ عَليهِ مِنْ خَطَرات وأفكار وهواجس ؛ فالقلبُ إنَّما سُمي قلباً لكثرة تقلبه ِ.

    والمُسْلمُ الفطن لدينه يستشعرُ قَوْلَهُ - تعالى -: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْـمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24] إنَّ هذه الآية تستوجب اليقظة الدائمة ، والحذر الدائم ، والاحتياط الدائم ؛ اليقظة لخلجات القلب ، والحذر من كل هاجسة فيه وكل ميل مخافةَ أن يكون انزلاقاً، والاحتياط الدائم للمزالق والهواتف والهواجس .

    كما تستوجب التعلق الدائم بالله - سبحانه - مخافة أنْ يقلّب هذا القلب في سهوة من سهواته .
    إنَّ هذه الآية تهز القلب حقاً ، ويجد لها المؤمن رجفة في نفسه حين يخلو إليها لحظات ناظراً إلى قلبه الذي بين جنبيه، وهو في قبضة الواحد القهار، وهو لا يملك من تصريف قلبه شيئاً، وإن كان يحمله بين جنبيه .

    وقد كَانَ أكثر حَلف النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: لا، ومقلب القلوب .

    قالَ البخاريُّ في صَحيحهِ(8): بَاب مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ وَقَوْلِ اللَّهِ - تعالى -: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ } [الأنعام: 110]، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مُوسَـى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَـالِمٍ عَـنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عُمر قَالَ: «أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَحْلِفُ: لا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ».

    وعَنْ أَنَس بـنِ مَالك قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ أَنْ يَقُــولَ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ؛ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ! إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ ـ - عز وجل - ـ يُقَلِّبُهَا»(9).

    فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من ذلك وهو سيّد الخلق؛ فكيف بالناس وهم غير مرسلين ولا معصومين؟!

    ولذا كان مِنْ دعاء الراسخين في العلم: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].

    وقد تفاوت الفضلاء في العناية بهذا الجانب ـ أعني ملاحظة القلب وما يَرِدُ عليه ـ:

    1- فصنفٌ لا يلتفت لهذا أصلاً، وكأنه في مأمنٍ من هذه الخطرات والواردات، بل ربما عدَّ الخوف من هذا والعناية به ضرباً من الوسوسة والتنطع .

    وهذا التصور فيهِ غفلةٌ عن نصوص الكتاب والسنة التي تبين أهمية القلب، وأنَّ عليه مدارَ القولِ والعمل .

    وفي الحَدِيث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ »(10).

    وأدلُّ شيءٍ عَلَى أهميةِ العنايةِ بالقلب وأحوالهِ قولُه - صلى الله عليه وسلم -: «أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ»(11).

    وفي الأثرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «الْقَلْبُ مَلِكٌ، وَلَهُ جُنودٌ؛ فَإذا صَلَحَ المَلِكُ صَلَحَتْ جُنُودُهُ، وإذا فَسَدَ المَلِكُ فَسَدَتْ جُنُودُهُ»(12).

    كمَا أنَّهُ فيهِ غفلةٌ عن سير الصحابة والتابعين والعلماء المحققين الذين كانت لهم عناية عظيمة بجانب الإخلاص والصدق والخوف من الرياء والنفاق.

    قال البُخاريُّ في صَحيحهِ(13): بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لا يَشْعُرُ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ. وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ: مَا خَافَهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا أَمِنَهُ إِلا مُنَافِقٌ، وَمَا يُحْذَرُ مِنْ الإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ اللَّهِ ـ - تعالى - ـ: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. [آل عمران: 135].

    قال ابنُ رَجَب: «كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم وجزعهم منه، فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر. كما تقدم أنَّ دسائس السوء الخلفية توجب سوء الخاتمة»(14).

    وتجد عند بعض هذا الصنف من الجرأة في إظهار النفس، وحب الشهرة ما يعجب منه الناظر، وقد قالَ إبراهيمُ بنُ أدهم: «مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أحبَّ الشهرة»(15):

    - فمنهم من يسجل تلاوته ليُعرف(16).

    - ومنهم من يكتب ويؤلف ليشتهر.

    - وربما يحزن هذا الصنف إذا رأى فلاناً يحضر عنده المئات والألوف من النّاس، وهو لا يحضر عنده إلاّ عددٌ قليل، وربما وَقَعَ في الحسد المحرم، ورُبّما استعدى عليه الولاة كما وقع ذلك من خصوم شيخ الإسلام ابنِ تيمية .

    قال الشيخُ بكر أبو زيد مبيناً ذلك: «ولمَّا بلغ - رحمه الله - الثانية والثلاثين من عمره وبعد عودته من حجته، بدأ تعرضه ـ - رحمه الله - ـ لأخبئة السجون، وبلايا الاعتقال، والترسيم عليه ـ الإقامة الجبرية ـ خلال أربعة وثلاثين عاماً، ابتداء من عام 693هـ إلى يوم وفاته في سجن القلعة بدمشق يوم الاثنين 20/11/728هـ، وكان سجنه سبع مرات: أربع مرات بالقاهرة وبالإسكندرية ، وثلاث مرات بدمشق ، وجميعها نحو خمس سنين ، وجميعها كذلك باستعداء السلطة عليه من خصومه الذين نابذ ما هم عليه في الاعتقاد والسلوك والتمذهب عسى أنْ يفتر عنهم ، وأنْ يُقصر لسانه وقلمه عمَّا هم عليه، لكنه لا يرجع»(17).

    - وهذا المُعجب لا يقنع بأن يكونَ عضواً في لجنة، بل لا بدَّ أن يكون رئيساً يُرجع إليه في هذه اللجنة .

    فليتنبه الدعاة الفضلاء الذين يتنافسون على رئاسة المراكز الإسلامية لهذا المدخل على قلوبهم ، والذي ربما كان على حساب دينهم وقلوبهم، وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهيم الكَرْجيّ(18)، يَقولُ لسبط أخيهِ ـ والنّاس ينتابون بابه على طبقاتهم لسؤدده ـ: يا أسفي على ابن أبي القاسم! سَالَ بهِ السيلُ أينَ هُوَ ـ والحالة هذه ـ مِنْ دِينهِ؟ وكان يقولُ إذا خلا بهِ: يا بنيَّ! عليك بدينك؛ فإن خَفْقَ النّعالِ خَلْفَ الإنسان وعلى بَابِ دَارهِ مَعَاول تهدم دينه وعقله(19).

    - ورأيه هو الصواب المعتمد، ورأي غيره خطأ دائماً.

    - وأيّ كتابٍ أوْ مَقال يُعْرضُ عليه: ضعيف.

    - وأي محاضرة: هزيلة.

    - وأيّ عالمٍ أو طالبِ علمٍ أو داعيةٍ : منهجه كيتَ وكيت..، عنده قصور في كذا وكذا.. مِنْ غيرِ عَدلٍ ولا نَصَفة .

    فهو لا يبقي ولا يذر.

    عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ إيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وعنده رَجلٌ، تخوَّفتُ إنْ قمتُ مِنْ عنده أنْ يَقَعَ فيَّ ، قَالَ : فَجَلَستُ حَتى قَام َ؛ فَلمَّا قَامَ ذَكـرتُهُ لإيَاس قَالَ : فَجَعَلَ يَنْظــر في وَجهـي ، وَلا يقولُ لي شيئاً حَتى فَرغتُ، فَقَالَ لي: أغزوتَ الدَّيْلمَ؟ قُلتُ: لا، قَالَ: فغزوتَ السِّند؟ قُلتُ: لا، قَالَ: فغزوتَ الهند؟ قُلتُ: لا، قَالَ: فغزوتَ الرُّوم؟ قُلتُ: لا، قَالَ: يَسْلمُ مِنْكَ الدَّيلم والسِّند والهند والرُّوم، وَلَيسَ يَسْلمُ مِنْكَ أَخُوكَ هذَا؟!! قَالَ: فلمْ يَعُدْ سُفْيَانُ إلى ذاكَ»(20).

    2 - وصنفٌ بالغَ في الحذر والتحري حتى وصل به الأمر إلى ترك بعض العبادات والعمل، وربما حصل لهذا الصنف نوعٌ من الوسوسة، وقد قال بعضُ العلماء: الوسوسة إنما تحصل للعبد من جهل بالشرع أو خبل في العقل، وكلاهما من أعظم النقائص والعيوب.

    قال ابنُ رَجَب : « والقدرُ الواجبُ مِن الخَوفِ مَا حَمَلَ عَلَى أداءِ الفَرائضِ وَاجتنابِ المَحَارمِ؛ فَإنْ زَادَ عَلَى ذَلكَ بحيث صَارَ بَاعِثاً للنّفوسِ عَلَى التشميرِ في نوافل الطاعاتِ وَالانكفافِ عَنْ دقائق المكروهاتِ وَالتبسطِ في فُضولِ المُبَاحاتِ كَانَ ذَلكَ فَضْلاً مَحْموداً، فَإنْ تَزايدَ عَلَى ذَلكَ بأنْ أورثَ مَرَضاً أوْ مَوتاً أوْ هَمّاً لازماً بحيث يَقْطعُ عَنْ السّعي في اكتسابِ الفضائلِ المطلوبةِ المحبوبةِ لله ـ - عز وجل - ـ لم يكنْ مَحْموداً...، والمقصودُ الأصلي هُوَ طاعةُ الله ـ - عز وجل - ـ وَفعل مراضيه ومحبوباته، وترك مناهيه ومكروهاته، وَلا نُنكر أنَّ خشيةَ اللهِ وَهيبته وعظمته في الصدور وإجلاله مقصودٌ أيضاً، ولكن القدر النافع من ذلكَ مَا كَانَ عوناً عَلى التقرب إلى الله بفعل ما يحبه، وترك ما يكرههُ، وَمَتى صَارَ الخوفُ مانعاً مِنْ ذلكَ وقاطعاً عنه فَقد انعكس المقصود منه، وَلكنْ إذَا حَصَلَ ذَلكَ عَنْ غَلَبة كَانَ صاحبه مَعْذوراً » (21).

    3 - وصنفٌ توسط واعتدل فلم يُغِفل هذا الجانب، وكذلك لم يبالغ في الحذر، بل يعملْ ويدعُ، ويتحرز من تقلُّب القلب؛ فهو دائماً يدعو: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.
    وَمِنْ عَلاَمةِ هذا الصنف أنَّه لا يبالي إذا ظَهَرَ الحق والخير على لسان مَنْ كان .

    قال الإمام الشافعي: «ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفَّقَ ويُسدَّد ويُعان، وما كلمت أحداً قط إلا ولم أبالِ بَيّنَ الله الحق على لساني أو لسانه»(22)، وقال أيضاً: «ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ».

    فأسأل الله - تعالى - مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ أنْ يثبتَ قَلْبِي وَقَلْبَكَ عَلَى دينهِ، وأنْ لا يزيغه عَنْ سبيل الهدى والإيمان بعد أنْ هداه.


    ----------------------------------------
    (1) من عُبّاد أهل البصرة وقرائها، يروي الرقائق، ويروى عنه في الورع الحكايات الكثيرة، وكان ابن المبارك يسميه عروس الزّهاد، قال الذهبيُّ: «الزاهد العابد القدوة.. عروس الزّهاد»، قال ابنُ مَهْدِيّ: كَتَبَ أخو مُحَمَّدُ بنُ يُوسف إلى أخيه يشكو إليه جور العمّال، فكتب إليه مُحَمَّدُ: يا أخي! بَلَغني كِتابك، وإنه ليسَ ينبغي لمن عَمِلَ بالمعصيةِ أنْ ينكرَ العقوبة، وما أرَى ما أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب. الثقات لابن حبان (9/74)، طبقات المحدثين بأصبهان (2/24)، حلية الأولياء (8/225)، سير أعلام النبلاء (9/125).

    (2) هو: أبو سعيد البصري ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال، والحديث قال ابن المديني: ما رأيت أعلم منه، مات سنة ثمان وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. تقريب التهذيب (ص 351).

    (3) حلية الأولياء (8/234).

    (4) هو: السليمي ـ بفتح المهملة وبعد اللام تحتانية ـ أبو محمد الأزدي، من خيار أهل البصرة وعُبَّادهم، قال الذهبيُّ: «الإمام المحدث الرباني القدوة.. »، قال غسان بن الفضل: كان بشر بن منصور من الذين إذا رؤوا ذُكِرَ الله، وإذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة؛ رجل منبسط ليس بمتماوت، ذكي فقيه. وقال أسيد بن جعفر: بشر بن منصور ما فاتته التكبيرة الأولى قط، ولا رأيته قام في مسجدنا سائل قط فلم يُعطَ شيئاً إلا أعطاه، مات سنة ثمانين ومائة. الثقات لابن حبان (8/140)، حلية الأولياء (6/240)، سير أعلام النبلاء (8/359).

    (5) حلية الأولياء (9/12)، شعب الإيمان (2/310).

    (6) النُّوكُ: بالضم: الـحُمْق؛ والأَنْوَك: الأحمق، وجمعه نَوْكَى.
    قال الشاعرُ:
    ودَاءُ الـجِسْـمِ مُـلْتَـمِسٌ شِفـاءً وداءُ الـنُّـوكِ لـيسَ لـه دَواءُ
    لسان العرب (10/ 501)، وانظر: القاموس (ص1234).

    (7) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/548)، الدارمي في سننه (1/144)، المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص 319).

    (8) (6/2691رقم 6956).

    (9) أخرجه: الترمذي (2140)، وأحمد بن حنبل في المسند (3/112) وغيرهما.
    قال الترمذيّ: «وَفِي الْبَاب عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَائِشَةَ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ الأعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَحَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ أَصَحُّ». وإسنادهُ قويّ، وللحديث شواهد تقويه.

    (10) أخرجه: مسلم في صحيحه (4/1987رقم 2564).

    (11) أخرجه: البخاري في صحيحه (1/28رقم 52)، ومسلم في صحيحه (3/1219رقم 1599) من حديث النُّعْمَان بْنِ بَشِيرٍ.

    (12) أخرجه: معْمَر في جامعه ـ ضمن مصنف عبد الرزاق ـ (11/221رقم 20375)، والبيهقيّ في شعب الإيمان (1/133)، وإسنادهُ جيّد.

    (13) (1/26).

    (14) جامع العلوم والحكم (1/58).

    (15) التاريخ الكبير للبخاريّ (4/363).

    (16) نعم! ربما يكون هناك من يكون مقصده صحيحاً سليماً فيريد نفع الناس، ورفع الجهل، وهذا مأجور على نيته، ولكن مع ذلك عليه دوام المراقبة لقلبه ونواياه.

    (17) الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيميّة (ص 28).

    (18) هو: أبو بكر العجلي الكرجي القَزوينيّ، قَالَ عبدُ الكريم القَزوينيّ: «شيخٌ مُعمّر، موصوفٌ بالعلمِ والورع، وفي بيته أئمة مقدمون، وإليهم إمامة لجامع العتيق بقزوين». التدوين في أخبار قزوين (1/148).

    (19) التدوين في أخبار قزوين (1/149).

    (20) شعب الإيمان (5/314)، تاريخ مدينة دمشق (10/18).
    قلتُ: وهذا أسلوبٌ تربويٌّ عميق ولطيفٌ، ولكَ أنْ تتصور ـ أخي الكريم ـ حالنا لو فعلنا كما فعل إياس عند مَنْ جعَلَ أعراض الناس فاكهةً له، هل تراه يعود؟!.

    (21) التخويف من النار (ص: 20).

    (22) آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص 326)، حلية الأولياء (9/118)، والفقيه والمتفقه (2/26).


    أفدتها من الشيخ الكريم / طلال العولقي حفظه الله .

    -
    قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    152

    افتراضي

    موعظة بليغة ، جزى الله الكاتب والناقل خيرا .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسيطير مشاهدة المشاركة

    قال الإمام الشافعي: «ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفَّقَ ويُسدَّد ويُعان، وما كلمت أحداً قط إلا ولم أبالِ بَيّنَ الله الحق على لساني أو لسانه»(22)، وقال أيضاً: «ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ».


    أسأل الله أن يوفقنا لهذه المنزلة
    بارك الله فيك أبا محمد وفي أخينا طلال وفي الشيخ علي

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي

    نعم والله ما أحوجنا جميعا لهذه الكلمات
    فالنفس ضعيفة إذا لم تقيد بقيد الإخلاص
    وعصيان النفس ...
    هلك صاحبها
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    267

    افتراضي

    المشايخ الفضلاء /
    نداء الأقصى
    الحمادي
    آل عامر
    جزاكم الله خيرا .
    أسأل الله أن يصلح القلوب .


    قال أبوحامد الغزالي في :
    ( إحياء علوم الدين )

    كتاب ذم الجاه والرياء :


    - وعن أبي العالية أنه كان إذا جلس إليه أكثر من ثلاثة قام .

    - ورأى طلحة قوما معه نحوا من عشرة فقال : ذباب طمع ، وفراش نار .

    - وقال سليم بن حنظلة : بينا نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعلاه بالدرة .
    فقال : انظر يا أمير المؤمنين ما تصنع ؟.
    فقال : إن هذه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع .

    - وعن الحسن قال : خرج ابن مسعود رضي الله عنه يوما من منزله فاتبعه ناس ؛ فالتفت إليهم فقال : علام تتبعوني ؟! ، فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلان .

    - وقال الحسن : إن خفق النعال حول الرجال قلما تلبث عليه قلوب الحمقى .

    - وخرج الحسن ذات يوم فاتبعه قوم فقال : هل لكم من حاجة ؟، وإلا فما عسى أن يبقى هذا من قلب المؤمن .

    - وروي أن رجلا صحب ابن محيريز في سفر فلما فارقه قال : أوصني فقال إن استطعت أن تعرف ولا تعرف ، وتمشي ولا يمشى إليك ، وتسأل ولا تسئل فافعل .

    - وخرج أيوب في سفر فشيعه ناس كثيرون فقال : لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل .
    قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

    جزاكم الله خيرًا .

  7. #7

    افتراضي رد: كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

    بارك الله فيكم ونفع الله بكم

    موضوع جميل
    جعله الله في ميزان حسناتك

  8. #8

    افتراضي رد: كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

    الله المستعان نحتاج مثل هذه المواضيع حاجة العطشان المنقطع إلى الماء العذب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

    يعجبني جداً ما تخطه أنامل هذا الشيخ المسدد د . علي الصياح
    وفقه الله وزاده من فضله .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

    كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته فإذا شَعَرَ بأحدٍ قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول: هذا لا يفتر من النوم؟! غالب وقته على فراشه نائم؟! وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم .

    وجاء رجل يقال له حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد الزاهد المعروف، فقال أحب أن أخلوا معك يوماً، فقال: لا بأس تُحدد يوماً لذلك، يقول فدخلت عليه يوماً دون أن يشعر فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده " اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل – يقصد بالذل عدم الشهرة - أحب إلي من الشرف .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إليَّ من الغنى .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أُوثر على حبك شيئاً " يقول فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء، فقال : " اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن هذا هنا لم أتكلم ".



    كان الإمام أحمد يقول: " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف، قد بُليتُ بالشهرة، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً ".



    ويقول حمَّاد بن زيد: " كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلّم؛ ردّوا رداً شديداً ، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك ".



    وخرج أيوب السخيتاني مرة في سفر فتبعه أناس كثيرٌ، فقال: " لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل ".



    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي إذا خرج في يوم الجمعة لا يدع أحداً يتبعه، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه.



    يقول محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره: كنا ذات ليلة ونحن في غزو الروم، فذهب عبدالله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام، يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك، قال: فظن أني قد نمت، فقام فأخذ في صلاته، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم، وقال: يا محمد، فقلتُ: إني لم أنم، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها، كأنه لم يعجبه ذلك مني لِمَا فطنت له من العمل، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه.



    قال سهل بن عبدالله التستري: " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ".
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  11. #11

    افتراضي رد: كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك ؟!

    بارك الله فيكم نحتاج والله لمثل هذه المواعظ خاصة فى هذه الايام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •