وهذه قصيدة رائعة للأديب الكبير أحمد الشبي، وقد أنشأها بمناسبة زيارته لي (محند إيهوم)بإداوتنان عام 1995 رفقة بعض الأصدقاء، وقد قدم لها بما يلي:(إداوتنان): قصيدةٌ شائقة من الطبيعة الأخاذَة، وصورةٌ حيةٌ من
الألوانِ الزاهية، صاغَتْهَا يدُ الله فكانتْ أروعَ من الأشعار،
وفوقَ ما تَتَصورُه الأخْيِلَة والأفكار...
عَلَى ذِكرياتِ الربىَ والمسيلْ
تَسَللَ طيفُ هواكِ البَليلْ
يُودعُ حُلْماً هَوى وانتَهَى
وَفي شَفتَيْه شُحُوبُ الأصِيلْ
ومنها تَسربَ ـ في غفلةٍ ـ
وُجُومٌ مقيمٌ ، وحزنٌ ثقيلْ
يَهيضُ الفوادَ فآثرَ أن
يُواريَ جمرَ هواكِ الجميلْ
نَعيمٌ تُخالطُه الناقِعاتْ
ورُب نعيمٍ هَلاكٌ وَبيلْ
عَلى ذكرياتِ الربىَ والْمسيلْ
هَوَيتُ أقبلُ خَداً أسيلْ
وأَذْرِفُ دمعاً بِيَومِ اللقاءْ
لأني أخافُ دنوَ الرحيلْ
وَأَنْشَقُ عِطرَكِ في ـ لهَفْةَ ـ
فأَنْشَقُ منهُ نسِيماَ عليلْ
تنانةُ: فيكِ رَشَفْتُ الهوَى
خَيالاً ، وشِمْتُ العفافَ الجليلْ
وفيكِ نَصبتُ شِباك الهوَى
فكُنْتُ الأسيرَ بها والعليلْ
وجَدتُ طريقي إلَى الفتياتْ
وَفيكِ ظَلَلْتُ لَهُن السبيلْ
نظَل نَشيدُ صُروحَ المْنُى
صَباحاً، ونَهدمُها بالأصيلْ
سيولٌ منَ النـزَواتِ.. هَمَتْ
فَتِهْنا بها عنْ سواءِ السبيلْ
تنانةُ هلْ تَسْكُبينَ لنا
رحيقاً ، فَنُصْرَع مثلَ القتيلْ
أسيرُ البكِ وفي خَطْوتي
جُنُوحٌ ، وَقلبي إليكِ يَسيلْ
مَشيتُ بها مِشيةُ مَرَحاً
كأني سَكِرْتُ بذاك المسيلْ
ألا تحبِسينَ الفُتونَ التي
تداعَتْ علينا قُبيلَ الوصولْ
هَوى الماءُ يَلْثُم أَوْديةً
فتَمنحُهُ ظلها المستطيلْ
يَسلُ عليها حَثيثاً كمن
تواعدَ ـ في خَلوةٍ ـ بجميلْ
تُطِل بها قُنَنٌ .. لترَى
دنوَ اللقاءِ بسفحٍ ظليلْ
وغنى لها الطيرُ من شَجْوِهِ
فيَشدُو على سَعَفَاتِ النخيلْ
وَكان مِنَ الكائناتِ التي
تلاقَتْ هناك َعناقٌ طويلْ
تَدثرَ فيها الربَى واحتفَى
بِخُضْرتها جدولٌ وهديلْ
سَلامٌ على العسلِ المشتهى
يُقَطرُه النحلُ كالسلسبيل
للشاعر الأديب الكبير..أحمد الشبي