تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 34 من 34

الموضوع: النسخ في القرآن

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آل عامر مشاهدة المشاركة
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ )
    فما هو قولهم في مثل هذه الآية
    هل يعني أن الخمر حلالا ؟!!!!
    إذا قلت لك لا تدخل المسجد وثيابك نجسة - هل يعني ذلك إباحة التلبس بالنجاسة في حالة عدم دخول المسجد ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
    فالآية ليست منسوخة ، ولا مرفوع حكمها - فبعدما حرم الله الصلاة على السكارى نهى عن السكر في الأحوال الأخرى وجعله مطلقاً .

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تساءل الأخ آل عامر عن قوله تعالى:
    (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ )
    هل يعني أن الخمر حلال ؟!!!!
    وقال الأخ شريف شلبي إن الآية ليست منسوخة ، ولا مرفوعا حكمها - فبعد ما حرم الله الصلاة على السكارى نهى عن السكر في الأحوال الأخرى وجعله مطلقاً .
    والواقع أن عدد قضايا النسخ في القرآن جد قليلة وأن كثيرا من الآيات المدعى فيها النسخ ليست كذلك إما لأنها خبرأو استثناء أو تخصيص أو لأنها تخيير من غير اإلزام أو غير ذلك لكن آية النساء التي أمامنا ذهب جمهور العلماء إلى أنها منسوخة بقول الله تعالى في سورة المائدة:{يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر } الى قوله تعالى :{فهل أنتم منتهون }ولم يختلف أحد في أن مفهوم الخطاب من جواز السكر في هذه الآية منسوخ بقوله :{فاجتنبوه } وبقوله {فهل أنتم منتهون } وهذا قول أكثر العلماء
    قال مكي بن أبي طالب في الإيضاح :"حرم الله في هذه الآية أن تقرب الصلاة في حال السكرب ، ففهم من الخطاب جواز السكر في غير الصلاة ، ومفهوم الخطاب كنص القرآن يعمل به ويقطع على مغيببه فنسخ ما أباح المفهوم من الآية من جواز شرب المسكر في غير الصلاة بتحريم المسكر ، فالبين في هذا أن يكون أريد به السكر من المسكر قبل تحريمه ثم نسخ وحرم"
    وقيل: الآية محكمة ومعنى السكر فيها ، السكر من النوم لا من المسكر
    ويبقى بعد هذا قول الأخ شريف شلبي :"إن الآية ليست منسوخة ، ولا مرفوعا حكمها " في حاجة الى توضيح منه

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    أقصد بالقول بأن الآية ليست منسوخة ولا مرفوع حكمها - أنه لا يزال حكمها ثابتاً ولا يجوز للانسان أن يقرب الصلاة وهو سكران ، أما لو قلنا برفع حكمها فمعنى ذلك جواز الصلاة للسكران فتأمل ؟!!
    والقول بالنسخ إنما روي عن مجاهد وقتادة فقط فيما أعلم .

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    لم أدقق هذه المسألة بعد . . . لكن اسمحوا لي بالمداخلة السريعة لعل فيه خيرا والله الموفق :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدي فياض مشاهدة المشاركة
    يعترض قوم ممن ينكرون النسخ في القرآن على الاستدلال بآية " ما ننسخ من آية ... " بأمرين :
    1- لفظ " آية " مفردة في القرآن لم يرد إلا للأية الكونية دون الشرعية بخلاف لفظ " الآيات " مجموعة قد ترد للآية الشرعية وقد ترد للآية الكونية فيقولون أن المراد بالآية هنا هو الآية الكونية فلا دليل على وجود النسخ في القرآن بهذه الآية
    هذا الاعتراض باطل جدا ، لأن الله تعالى قد قال :
    ‏{‏ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون ‏.‏ قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ‏}

    قال ابن كثير رحمه الله : (( يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم وأنه لا يتصور منهم الإيمان، وقد كتب عليهم الشقاوة وذلك أنهم إذا رأوا تغير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏إنما أنت مفتر‏}‏ أي كذاب، وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‏.‏ وقال مجاهد‏:‏ ‏{‏وإذا بدلنا آية مكان آية‏}‏‏:‏ أي ورفعناها وأثبتنا غيرها‏.‏ وقال قتادة‏:‏ هو كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما ننسخ من آية أو ننسها‏}‏ الآية، فقال تعالى مجيباً لهم‏:‏ ‏{‏قل نزله روح القدس‏}‏ أي جبريل ‏{‏من ربك بالحق‏}‏ أي بالصدق والعدل، ‏{‏ليثبت الذين آمنوا‏}‏ فيصدقوا بما أنزل أولاً وثانياً وتخبت له قلوبهم، ‏{‏وهدى وبشرى للمسلمين‏}‏ أي وجعله هادياً وبشارة للمسلمين الذين آمنوا باللّه ورسله‏.))

    ثم قال في تفسير الآية التالية (‏وهو قوله تعالى : "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين") :

    (( يقول تعالى مخبراً عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمداً إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بشر، ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم، غلام لبعض بطون قريش، وكان بياعاً يبيع عند الصفا، وربما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء، وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية، فلهذا قال اللّه تعالى راداً عليهم في افترائهم ذلك‏:‏ ‏{‏لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين‏}‏ أي القرآن، أي فكيف يتعلم من جاء بهذا القرآن في فصاحته وبلاغته ومعانيه التامة الشاملة التي هي أكمل من معاني كل كتاب نزل على بني إسرائيل، كيف يتعلم من رجل أعجمي‏؟‏ لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل‏.‏ قال محمد بن إسحاق‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - فيما بلغني - كثيراً ما يجلس عند المروة إلى غلام نصراني يقال له جبر عبد لبعض بني الحضرمي، فأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين‏}‏‏.‏ وعن عكرمة وقتادة كان اسمه يعيش ، وقال ابن جرير، عن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم قيناً بمكة، وكان اسمه بلعام، وكان أعجمي اللسان، وكان المشركون يرون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا‏:‏ إنما يعلمه بلعام، فأنزل اللّه هذه الآية‏:‏ ‏{‏ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين‏}‏ ))

    وتمام الآيات قوله تعالى : (( ‏{‏ إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم ‏.‏ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ‏} )) .

    وآيات الله تعالى - جمعا وإفرادا : عاما من أن يكون مختصا بالشرعية أو الكونية ، إلا ما دل الدليل والسياق اختصاصه به . وواضح أن (الآية) في آية النسخ والتبديل يراد به الآيات الشرعية القرآنية . وكلا الآيتين - الكونية والشرعية هي "ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين" .

    2
    - قولهم ختم الله عز وجل هذه الآية بقوله " ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير " فقالوا هذه الجملة في ختام الأية تدل على أن المراد أيضا الأيات الكونية وليست الشرعية لأن المناسبة في الأمور الكونية والأيات الكونية بأن الله على كل شيء قدير أليق وأنسب منها من الأمور الشرعي .
    بل هذا الاعتراض دليل واضح على هذيان صاحبه !!!
    كيف لا يناسب ذلك الختام وفي الآية قوله تعالى (أو ننسها) ؟!؟!
    فهل بقدرة أحد من البشر أن يكلم أخاه بالبارحة بكلام جميل قوي مؤثر ثابت في الذاكرة ، ثم يرفع هو ذلك الكلام من ذاكرة أخيه بالصباح ؟!؟!؟!

    ثم إن منشأ اللبس أن أصحاب الاعتراض لا يفهم من (الآيات الكونية) إلا ما سموه "خارقا للعادة" ، فقالوا : فناسب أن يذكر عندها "القدرة الإلهية" ! لم يعلم هذا المسكين أن (الآيات) هي (البراهين الساطعة) بصرف النظر عن تقييده بكونه خارقا أو غير خارق .

    وهذا معلوم في درس العقائد السنية . . أن وصف "آيات الأنبياء" بأنه "خارق للعادة وصف سقيم لا ينضط ، لا لسنا بحاجة إلى ذلك أبدا . اللهم إلا أن نقول : إنها خارق لعادة غير الأنبياء وغير أعوان الأنبياء من الملائكة . فنقول عندها أيضا : إن كرامات الأولياء خوارق لعادة غير الأولياء . . وإن دلائل السحرة خوارق لعادة غير السحرة . . وإن دلائل الفقهاء خوارق لعادة غير الفقهاء من المقلدين وغيرهم . . وإن دلائل النحاة خوارق بالنسبة إلى عادة غيرهم من أصحاب اللحن . . . وهكذا دواليك .

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    والجواب عن الاعتراض الثاني: أن باب المناسبات ضعيف، ولا يصلح في المناقشات والمناظرات، بل ينظر فيه بعد التسليم في المطلوب، ولو سألناهم الآن: آلله قادر على أن ينسخ آية قرآنية أو غير قادر؟ فإن قالوا غير قادر، كابروا وطعنوا في القدرة.
    وإن قالوا: قادر، قلنا: فهو على كل شيء قدير، وتشمل قدرته نسخ الآية الكونية والقرآنية.

    ويمكن أن يقال لهم جوابات أخرى، غير أن الاشتغال بمثل هذا لا فائدة فيه؛ لأن هذه الشبهات من الضعف بالمكان الواضح.
    لا نرى هذا الرأي الذي تفضلتم بذكره .
    لسنا بمنكري الحكمة والفصاحة حتى نجيبهم بمثل هذا الجواب الضعيف .
    والاشتغال بتدبر الآيات وتفسيرها على وجه مناسب ، كيف لا تكون فيه فائدة ؟؟

    بل نقول أولا : المناسبة في آيات القرآن باب عظيم الأقدار مبهر للعقول والأفكار ! لكنكم أخطأتم الظن - يا منكري النسخ وبئس الظن ظنكم - حيث زعمتم أن ذكر القدرة في هذه الآية غير مناسب . ثم جعلتم هذا الخطأ حجة على زعمكم الأول في إنكار النسخ ، فهي ظلمات بعضها فوق بعض ، والعياذ بالله من الهوان .

    ثانيا : في الآية قوله تعالى : (أو ننسها) ، ومناسبة ذكر القدرة الإلهية عندها لا ينكره عاقل ، فضلا عن مسلم . وفيها أيضا قوله تعالى : (نأت بخير منها أو مثلها) ، ومناسبة ذكر القدرة الإلهية عندها واضح ، حيث أثبت أن الله قادر على معرفة الصلاح والأصلح في الأحكام لعباده فينزل ما يناسب ذلك بحسب الزمان والأحوال . قال ابن كثير رحمه الله على ما في المختصر : (( أي في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين، كما قال ابن عباس‏:‏ خير لكم في المنفعة وأرفق بكم‏. )) .

    ثالثا : إن ذكر القدرة الإلهية والملك الإلهي لا يختص بالأشياء الكونية دون الشرعية الدينية - وهذا أمر لطيف جدا ينبغي معرفته والتعمق في دراسته ! بل كثيرا ما ذكر الله تعالى قدرته الشاملة للإيذان - والله أعلم - بأنه هو المتصرف وحدة في أمور خلقه تقديرا وتدبيرا ، فله الخلق وحده والأمر وحده جل جلاله . فالله تعالى قدير على كل شيء . . قدير على التصرف في الأمور الكونية الخلقية ، وقدير على التصرف في الأمور الشرعية الدينية - فينسخ الآية والحكم ويبدلها أو ينسئها ويؤخرها كما يشاء عزّ وجلّ على مقتضى حكمته ورحمته سبحانه . . لا يغلبه فيهما غالب ، بل الله غالب على أمره لا يُرد قضائه الكونية والشرعية والجزائية . واللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وهُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ .

    رابعا : قال ابن كثير رحمه الله على ما في المختصر : (( وقوله‏:‏ ‏{‏ألم تعلم أن اللّه على كل شيء قدير* ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير‏}‏ يرشد عباده تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر، وهو المتصرف فكما خلقهم كما يشاء، ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء، ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه، ‏{‏لا يسأل عما يفعل وهم يسألون‏}‏ ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى، ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى، فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أخبروا، وامتثال ما أمروا وترك ما عنه زجروا، وفي هذا المقام رد عظيم وبيان بليغ لكفر اليهود وتزييف شبهتهم لعنها اللّه في دعوى إستحالة النسخ إما عقلاً كما زعمه بعضهم جهلاً وكفراً، وإما نقلاً كما تخرصه آخرون منهم افتراء وإفكاً . قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه اللّه‏:‏ فتأويل الآية‏:‏ ألم تعلم يا محمد أن لي ملء السماوات والأرض وسلطانهما دون غيري أحكم فيهما وفيما فيهما بما أشاء، وآمر فيهما وفيما فيهما بما أشاء، وأنهى عما أشاء وأنسخ وأبدل وأغير من أحكامي التي أحكم بها في عبادي بما أشاء إذ أشاء، وأقر فيهما ما أشاء، ثم قال‏:‏ وهذا الخبر وإن كان خطاباً من اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم على وجه الخبر عن عظمته، فإنه منه جل ثناؤه تكذيب لليهود، الذين أنكروا نسخ أحكام التوراة، وجحدوا نبوة عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، لمجيئهما بما جاءا به من عند اللّه بتغيير ما غيَّر اللّه من حكم التوراة، فأخبرهم اللّه أن له ملك السماوات وسلطانهما، وأن الخلق أهل مملكته وطاعته، وعليهم السمع والطاعة لأمره ونهيه، وأن له أمرهم بما يشاء ونهيهم عما يشاء، ونسخ ما يشاء وإقرار ما يشاء، وإنشاء ما يشاء من إقراره وأمره ونهيه‏)) .

    خامسا : الأحكام الشرعية يستلزم الأحكام الجزائية . ولهذا المجموع ، ناسب جدا أن تذكر عنده القدرة الإلهية الشاملة . فالمطيع للأحكام الشرعية ، يقدر الله تعالى أن يسعده بقدرته وحكمته ؛ والعاصي لأوامر اللهه الشرعية ، يقدر الله أن يعذبه بعدله وعزته . قال تعالى في القرآن الكريم :
    - ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ، وهذا في تشريع القبلة مع الإشارة إلى الحساب والجزاء - والله أعلم .
    - وقال تعالى : يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ، وهذا في طاعة الأمر على لسان رسل الله تعالى وعصيانه ، مع الإشارة إلى عواقب ذلك .
    - وقال تعالى : الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير ، وهذا في الأحكام الجزائية المتضمن للأحكام الشرعية .
    - وقال تعالى : واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ، وهذا واضح أنه في الأحكام الشرعية مع الأحكام الجزائية الكونية .
    - وقال تعالى : الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ، وهذا أيضا فيهما .
    - وقال تعالى : ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير ، وهذا أيضا واضح جدا .

    هذا ، والله تعالى أعلى وأعلم .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    وفقك الله يا شيخنا الفاضل

    يبدو أنك فهمت كلامي على غير وجهه، فلا يمكن أن ينكر أحد بلاغة الآيات والحكمة والمناسبات؛ وهذا واضح في كلامي بلا تأمل.
    وإنما المقصود أن الكلام في المناسبات لا يصلح حجة في المناظرات؛ لأن كل مخالف يدعي أن ما يقوله هو المناسب، فعاد القول إلى الاحتجاج من خارج، وهو المطلوب.
    فإذا سلم الخصم أن المطلوب ( كذا وكذا ) فحينئذ ينظر في استنباط المناسبة والحكمة.

    وهؤلاء يناظرون في الأصول التي يكاد يتفق عليها.
    ومعرفة وقوع النسخ في الشرع أوضح بكثير من معرفة هذه المناسبات، فصار الاستدلال عليهم بجنسها من باب الاستدلال بالخفي على الجلي، فلهذا عدلتُ إلى الدلائل العقلية الواضحة.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    أحرجتموني كثيرا يا شيخنا الفاضل بمثل هذا التشييخ في نداءاتكم . . فلست بذاك كما علمت.

    وبالنسبة للفهم ، فقد فهمته على وجهه ، إلا أنني مقصر جدا في التعبير .
    وعلى كل حال . . الذي أريده من كلامي السابق شيئان :

    (1) الاعتراض على قولكم إن باب المناسبات "لا يصلح في المناقشات والمناظرات" . فإن أردتم أنه لا يصلح وحده لبناء قول مؤسس عليها الولاء والبراء ، فهذا مسلم لكم . لكن إن أريد به أنه لا فائدة من ذكره في ردنا على أهل البدع والمنكر ، فهذا غير مسلم . بل ينبغي أن نجيب على جميع شبهات المبطلين - بقدر الإمكان - بحيث لا يبق لهم في طعن السنة مطمع ولا مذهب . وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم .

    (2) ذكر هذه المناقشة حول النسخ والمنسوخ انطلاقا من تلك الآية ، تجرنا - ضروريا - إلى التسائل عن "مدى مناسبة ذكره تعالى هذا بجانب هذا ؟" . وهذا سؤال المسترشد المتعلم - بعيدا عن إرادة الطعن في الشريعة أو التشكيك فيها . يعنى نفترض أن منكري النسخ معدومو الوجود ، فهل ثَمّ مانع من أن نتدارس المناسبات في مثل هذه الآيات - وهي من المناسبات الخفية عند بعض الناس أو كثير منهم (وعلى الأخص طلبة العلم المعاصرين) ؟؟

    أرجوا أن قد اتضح مرادي - وكمان بمثل هذا التعبير القاصر .

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    خامسا : الأحكام الشرعية يستلزم الأحكام الجزائية . ولهذا المجموع ، ناسب جدا أن تذكر عنده القدرة الإلهية الشاملة . فالمطيع للأحكام الشرعية ، يقدر الله تعالى أن يسعده بقدرته وحكمته ؛ والعاصي لأوامر اللهه الشرعية ، يقدر الله أن يعذبه بعدله وعزته . قال تعالى في القرآن الكريم :
    - ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ، وهذا في تشريع القبلة مع الإشارة إلى الحساب والجزاء - والله أعلم .
    - وقال تعالى : يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ، وهذا في طاعة الأمر على لسان رسل الله تعالى وعصيانه ، مع الإشارة إلى عواقب ذلك .
    - وقال تعالى : الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير ، وهذا في الأحكام الجزائية المتضمن للأحكام الشرعية .
    - وقال تعالى : واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ، وهذا واضح أنه في الأحكام الشرعية مع الأحكام الجزائية الكونية .
    - وقال تعالى : الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ، وهذا أيضا فيهما .
    - وقال تعالى : ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير ، وهذا أيضا واضح جدا .
    فسياق الآية وسباقها ولحاقها - في المصحف - إنما يدل على هذا وهذا . فلنتدبر الآيات مرة أخرى :

    قال تعالى : {‏ يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ‏.‏ ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ‏}‏ . فهذا في الأحكام الشرعية واضح ، بل في القرآن بالذات .

    ثم قال تعالى : ‏{‏ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ‏.‏ ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ‏} . فهذا أيضا في الأحكام الشرعية والآيات القرآنية واضح ، حيث قرر فيه الاطمئنان بصلاحية النسخ والإنساء وخيريته (لأن الناسخ لن يكون أدنى في الخيرية من المنسوخ) - مع تعليل ذلك بالإشارة إلى ثبوت التوحيد في الأحكام الكونية وفي الحفظ والنصر .

    ثم قال تعالى : {‏ أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ‏} . وهذا تأكيد لما سبق من وجوب طاعة الأوامر الشرعية طاعة مطلقة - بما فيه الناسخ والمنسوخ - من غير ما اعتراض ولا شكوك .

    ثم قال تعالى : {‏ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير ‏} . فما أجمل هذا الربط بين إنكار النسخ في الأحكام الشرعية ، وبين حسد أهل الكتاب للقرآن الكريم الذي هو كلام الرحمن المتضمن لمثل تلك الأحكام . ثم ما أنسب الربط بين ذلك وبين ذكر الأحكام الجزائية في الدنيا والآخرة الدالة على شمول قدرة الله تعالى على كل شيء . وفيه زيادة اطمئنان القلب وراحة البال فلا يخاف غما ولا هما من عواقب الدخول في طاعة الله في أوامره الشرعية طاعة مطلقة . وكلها دليل على أن الله على كل شيء قدير . . يقدر كل شيء حدث في خلقه إنشاء أو جزاء ، ويقدر كل شيء مما أنزله عليهم من الأوامر والنواهي وسائر الأحكام الشرعية في كل وقت وحين .
    هذا ، والله تعالى أعلى وأعلم .

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم .
    هذا صحيح بارك الله فيكم.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله :
    وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
    قالوا إنما انت مفتر : السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك ؟
    لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر ؟
    تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله ." أم يقولون افتراه "
    وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية ؟
    قل نزله روح القدس : هاء نزله علام تعود ؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة ، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "
    ليثبت الذين آمنوا : هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء ؟؟؟
    قال ابن كثير فيما نقل عنه آنفاً " كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه، ‏{‏لا يسأل عما يفعل وهم يسألون‏}‏ ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى " أ.هـ.
    وهدى وبشرى للمسلمين : أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين !!!!!
    يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم :
    وإذا أرسلنا برهاناً أو معجزة محدثة على يد رسول من رسل الله لإثبات دين الله عز وجل بدلاً من برهان أو معجزة قديمة - كما كان المشركون يطلبون : فليأتنا بآية كما أرسل الأولون - والمقصود طبعاً بهذه الآية الجديدة هو القرآن - قال المشركون إنما أنت مفتر لهذا القرآن ولم ينزله الله عز وجل ، فقال تعالى " قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا ليثبت الذيم آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين " ثم ذكر تعالى دعاوى بعض المشركين أن هذا القرآن يملى عليه فقالوا إنما يعلمه بشر ...الخ الآيات
    فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب !!
    أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع ، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً .

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله :
    وفقك الله وسدد خطاك، وهل رأيتَ خروجا عن سعة الصدر يا أخي الكريم؟
    ما دام النقاش للاستشكال والبيان فلا بأس بذلك؛ لأن القضية محسومة قديما وحديثا، ولن تتوقف هذه القضية على النقاش في هذه الآية.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    قالوا إنما انت مفتر : السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك ؟
    لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر ؟
    تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله ." أم يقولون افتراه "
    وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية ؟
    الناسخ والمنسوخ موجود بمكة كما هو موجود بالمدينة، وأكثر القرآن مكي أصلا.
    ويمكن أن يقال من باب المعارضة إن الآية وإن كانت مكية فلا دليل على أن هذا القول كان بمكة، بل يمكن أن يكون ذلك إخبارا عن قولهم فيما بعد.

    وأما مناسبة دعوى الافتراء للنسخ فهي واضحة جدا؛ لأنك إذا جئتني اليوم بكلام ثم جئتني بما يخالفه غدا فسأتهمك مباشرة بأنك مفترٍ؛ بدعوى أنك تغير كلامك.
    وصحيح أنهم كانوا يزعمون أن القرآن كله مفترى، ولكنهم كانوا يتحينون الفرصة لأي شبهة يستندون إليها، والنسخ قد يبدو لهم من هذا الباب.
    ولا يتوقف اتهامهم بالافتراء على إخبارهم بالنسخ، ولكنه أحد الأبواب التي يدخلون منها، ولم يزعم أحد من مثبتي النسخ أن زعمهم في الافتراء سيتوقف إذا رجعنا عن القول بالنسخ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    قل نزله روح القدس : هاء نزله علام تعود ؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة ، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "
    نسلم أن الهاء تعود على القرآن، ولكن ما المراد بذلك؟ المراد أن القرآن منزه عن الافتراء فهو من باب الاستدلال بالعام على الخاص، أي بما أن القرآن نزله روح القدس، وهو مؤتمن على ما جميع ما ينقله، فكيف تتهمونه بافتراء بعضه دون بعض؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    ليثبت الذين آمنوا : هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء ؟؟؟
    التثبيت المقصود هو بهذا الجلاء المذكور في الآية ردا على شبهات الكفار، وهذا كما قال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} فالمقصود أن هذه الشبهة المثارة بالافتراء مردود عليها بالكلام المذكور في هذه الآية من أن الله أعلم بما ينزل، وأنه أنزله روح القدس إلخ.
    هذا وجه.
    ووجه آخر، وهو أن النسخ قد يكون فيه تثبيت للمؤمنين أيضا، وذلك بنزول الآيات بحسب الحوادث والأحوال، فتأتي تثبيتا للمؤمنين في مواضع.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    وهدى وبشرى للمسلمين : أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين !!!!!
    الجواب عنه كالجواب عن الكلام السابق، فيمكن أن يكون المقصود بالهدى والبشرى الآيات الموضحة المزيلة للشبهات، الرادة على الدعاوى.
    ويمكن أن يكون أيضا النسخ نفسه هدى وبشرى للمسلمين؛ لأن النسخ قد يكون تخفيفا وتيسيرا للأحكام، كما قال تعالى: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم}.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم : ............
    وفقك الله يا أخي الكريم، أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين على خلاف قولك هذا، فحتى لو افترضنا مجرد افتراض أن الآية تشمل المعنى الذي تقوله، فلا يمكن مطلقا أن لا يكون لها صلة (البتة !!) بموضوع النسخ !! كما تقول؛ لأن الحق لا يخفى على جميع الصحابة والتابعين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب !!
    أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع ، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً .
    أنت قد تسميه تقليدا وتعصبا، ولكن الصواب أنه اتباع وترك للابتداع؛ لأن القرآن قد أنزله الله عز وجل على نبيه، وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما أمره الله، وقد بلغه الصحابة رضوان الله عليهم للتابعين، فالأصل المتفق عليه أن الشرع معصوم محفوظ، وهذا الحفظ كما هو مكفول لنصوص الشرع فهو كذلك مكفول لمعاني هذه النصوص، فلا يمكن أن تجتمع الأمة على الخطأ في فهم نصوص الشرع.
    والصحابة والتابعون متفقون على فهم هذه الآية بهذا الفهم، فحتى لو افترضنا أن الآية تحتمل الخلاف في الفهم، فلا يمكن بحال من الأحوال الزعم بأن فهم الصحابة والتابعين باطل.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    يا سيدي : تقول أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين وليس ثم سوى ما روي عن مجاهد وقتادة وابن زيد ( مع فرض اثبات صحة الأسانيد اليهم بذلك ولربما يكون عسيراً ) ، ثم بعد ذلك ناقلون عنهم ما قالوه - فهل تسمي ذلك إجماعاً !!!!!
    هل هؤلاء يمثلون التابعين كلهم فنعتبر ما قالوه إجماعا للتابعين ؟؟
    هل تستطيع أن تثبت أن ما قالوه إنما سمعوه من الصحابة ؟؟
    وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابة قد أجمعوا على ذلك بل هل تستطيع ان تثبت سنداً صحيحاً الى صحابي واحد بذلك ؟؟؟؟
    وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابه سمعوه من النبي فيكون حجة لا ينبغي أن نحيد عنها او نقول بخلافها ؟!
    وهل معنى أنه لم ينقل الينا خلاف ذلك أنه لا يجوز أن نقول بخلاف ما قيل ؟
    في سورة النحل التي نحن بصدد الحديث عن آية فيها يقول تعالى " وأنزلنا اليك الذكر :
    (1) " لتبين للناس ما نزل اليهم " أي محمد صلى الله عليه وسلم وليس غيره من البشر مهما كان .
    (2) " ولعلهم يتفكرون " أي في آيات الله يتدبرونها ويعقلونها ويحاولون فهمها واستنباط العلم والهدى منه .
    أخبرني بالله عليك لو لم يجز لنا أن نقول الا ما قيل ونقل فكيف بقوله تعالى : " ولعلهم يتفكرون " وجعل ذلك من حكمة انزال القرآن !

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    وفقك الله يا أخي الكريم

    فرق كبير بين أن تقول بقول لم يقل، وبين أن تقول: إن كل ما قيل باطل، ولا علاقة له البتة بالآية.
    فتأمل.
    وقد ورد ذلك أيضا عن ابن عباس والسدي، وليست المشكلة فيمن ورد عنه، ولكن هل ورد عن غيرهم خلافه؟!
    انظر مثلا إلى زاد المسير لابن الجوزي، ومعلوم عنايته بذكر الأقوال المختلفة حتى ولو كانت شاذة، لم يذكر في هذه الآية إلا هذا القول وحده !! وكذلك الطبري وكذلك غيره كثير من المفسرين.

    ثم إن جميع هذه الاعتراضات التي ذكرتها واردة على كل إجماع في الوجود، فهل تلتزم ذلك؟
    اعلم أنه ما أُتِيَ صاحبُ هذا القول وما شابهه من الأقوال الشاذة إلا من قبل أمثال هذه الاعتراضات، فحاول أن تطبق هذه الاعتراضات نفسها على باقي المسائل الشرعية وانظر إلى أي مدى قد تؤول بك.

    واعلم أنه يمكنني أن أجيب عن كلامك تفصيلا، وقد سبق نظيره في مناقشات منكري الإجماع.
    ولكن لا حاجة لذلك؛ لأني لا أحسبك ممن ينكرون الإجماع.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: النسخ في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    أخبرني بالله عليك لو لم يجز لنا أن نقول إلا ما قيل ونقل فكيف بقوله تعالى: "ولعلهم يتفكرون" وجعل ذلك من حكمة إنزال القرآن !
    التفكر نوعان:
    - تفكر في الحكمة والاتعاظ والعبرة والمآل، فهذا مطلوب من المؤمن ليوصله إلى اليقين بشرع الله عز وجل، وليزداد به إيمانا. ومن هذا الباب أيضا أن تستنبط من النصوص معاني لم يستنبطها أحد قبلك، ولكنها تؤيد المعروف من الأحكام الشرعية ولا تخالفه؛ لأنه من المعلوم أن ذكر الدليل الدال على المدلول لا يستلزم عدم وجود دليل آخر يدل عليه، بل في هذا يتفاضل العلماء.
    - تفكر في استنباط الحكم الشرعي والوصول إلى حكم الله عز وجل ومراده، ومن المعلوم أن حكم الله واحد لا يتعدد، وإصابة المجتهد معناها موافقة اجتهاده لحكم الله عز وجل.
    فإذا أجزنا للمتأخر في هذا الباب أن يقول بقول لم يقل فهذا معناه أحد أمرين:
    - إما أننا نجيز لهذا المتأخر أن يخالف الصواب، ولا شك أن هذا باطل.
    - وإما أننا نقول بأن هذا الصواب قد فات السابقين ولم يهتد إليه أحد إلا هذا المتأخر، وهذا معناه أن الأمة في السابق كانت مجتمعة على باطل، ولا شك أن هذا باطل.
    والتفريق بين هذين النوعين مهم جدا، ولذلك تجد أكثر العلماء لا يجيزون إحداث قول جديد لم يقل به أحد، ولكن أكثر العلماء أيضا على جواز إحداث دليل جديد لم يستدل به أحد على مدلول صحيح معروف بأدلة أخرى.

    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •