أخي الكريم رجعت إلى كشف الشبهات في الموضع المحال عليه فكان النص بتمامه كما يلي:
وكما ترى فإن عملية الاقتباس السليمة تظهر للقارئ مأخذ الشيخ في تقريره، وتبين أنه لم يأت به من عندياته، وإنما هو مدلول الآيات الكريمات التي ذكرها دعماً لقوله، فإذا أزلت الدعامة وعرضت القول مجرداً عن الدليل فما نصحت.وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق هو وحده لا شريك له ، وأنه لا يزرق إلا هو ، ولا يحيي ولا يميت إلا هو ولا يدبر الأمر إلا هو ، وأن جميع السموات ومن فيهن ، والأرضين والسبع ومن فيهن ، كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره ، فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون )) سورة يونس : 31 .
وقوله : (( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون . سيقولون لله قل أفلا تذكرون ، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، سيقولون لله قل أفلا تتقون ، قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون )) سورة المؤمنون : 84 – 89 . وغير ذلك من الآيات .
الأمر الثاني: تقول وفقك الله:
لا أظنك تقصد أن ورود هاتين الكلمتين في مواضعها كان عشوائياً !و الحق أن الكتاب و السنة لم يفرقوا بين الإله و الرب...
وكذلك لا أظنك ترى في من يثبت التقسيم الثنائي أو الثلاثي تفريقاً بين من يشار إليه بالرب أو بالإله !
وأخيراً لا أظنه يخفى عليك أن معنى كلمتي الرب والإله في اللغة مختلف متباين ! فالأولى تتعلق بما يوليه الرب من عناية ورعاية، والثانية تتعلق بما يكون له من عبادة وألوهية.
فالذي يتحصل من ذلك أن الأمر جد يسير، والفرق بين الأمرين واقع لا شك فيه، واللزوم لم يحصل دائماً في الواقع بمعنى أن بعض من أقر بالأولى لم يلتزم بالثانية ولا يعكر عليه أن بعض من لم يقر بالأولى لم يلتزم بالثانية كما هو ظاهر !
مع أن اللزوم واجب فمن كان حقيقة يؤمن بالله رباً لا شريك عليه يلزمه عقلاً وشرعاً أن يفرده بالعبادة.
هذه كل الفكرة ببساطة ولا أدري ما استشكالك أو استشكال الصاوي أو استشكال غيركما عليها !
والله تعالى أعلم