"الحلقة الثانية "
و هناك أيضا نبتة "الساليكورنيا" أو أعلاف البحر...
ذكرت بعض التقارير العلمية أن عدد الجوعى في العالم الآن يصل إلى 840 مليون شخص .
كما ذكر التقرير أنَّ استنزاف الكثير من الموارد المائية المتوفـرة للزراعة واستهلاك الأراضي الزراعيـة التي زادت نسبة ملوحتها ، وقلت إنتاجياتها ـ كل ذلك ـ زاد من نسبة و عدد الجياع في العالم .
و أنَّه من المتوقع أن تصل نسبتهم بحلول عام 2015إلى 50% من سكان الأرض .
وتشير الإحصاءات بأن معظم الذين يعانون من سوء التغذية يعيشون في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
و يوصي التقرير بضرورة استخدام المياه المالحة والأراضي المتأثرة بالملوحة ، و أهمية تطوير تقنية الري بالمياه المالحة أو ما يُسمَّى بزراعة البحر .
وقد أدركت معظم الدول العربية أهمية الاستفادة من كل الموارد المائية المالحة حيث تم إنشاء مركز الزراعة الملحية بدولة الإمارات العربية المتحدة وقام الباحثون العرب بإجراء تجارب مكثفة أثبتوا فيها إمكانية الحصول على إنتاجية مناسبة باستخدام مياه تصل ملوحتها إلى 10.0 ديسيسمنز/م.
بل إن المملكة العربية السعودية قد نجحت في إنتاج نباتات الساليكورنيا Salicornia المروية بماء البحر بمنطقة الزور بشمال الجبيل.
ونبات الساليكورنيا نبات محب للملوحة (Halophyte) يستخدم كأعلاف مائية للحيوانات ويستخرج من بذوره زيت ذات نوعية جيدة صالح للاستخدام الآدمي.
و الساليكورنيا نبات حولي مزهر ثنائي الفلقة ، يتكاثر بالبذور و تحوي الثمرة العصارية في هذا النبات على بذرة واحدة تنبتفي بداية الربيع أي تقريباً في شهر آذار و تشير بعض المصادر إلى أن الساليكورنياتنتمي إلى العائلة النباتية عينها التي ينتمي لها نبات السبانخ بينما تشير مصادرأخرى إلى أن هذا النبات ينتمي إلى عائلة نباتية تدعى بأرجل الإوز وذلك لأن هذهالنباتات تشبه أرجل الأوز .
ومن الناحية الشكلية فإن الساليكورنيا عبارة عن عشبة لحمية عصارية تتميز بوجود مفاصل في نقاط تفرع الغصينات، و الأفرع الرئيسية في هذاالنبات أفقية أما الأفرع الثانوية فهي عمودية تنمو نحو الأعلى ، و الساليكورنيانبا ت بلا أوراق فهو مجرد مجموعة من الغصينات اللحمية العصارية .
وتضم الساليكورنيا نحو خمسة عشر جنساً من النباتات ، و أزهار هذا النبات مزدوجة الجنس ، أي أن الزهرة الواحدة تحتوي على أعضاء التذكير و أعضاء التأنيث جنباً إلى جنب ، و تزهر الساليكورنيا في أواخر الصيف.
ومن الملاحظ أن لون هذه النبتة يتغير من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر في أواخر الصيف أي قبيل فترة الحصاد .
و تعتبر الساليكورنيا إحدى أكثر النباتات تحملاً لملوحة التربة لذلك فإنها تنمو بشكل طبيعي على شواطئ البحار و البحيراتالمالحة و السباخ و القنوات الاصطناعية التي تربط بين البحار .
ويمكن للساليكورنياأن تنموا بعيداً عن المياه في المناطق التي يزيد معدل الأمطار فيها عن 1000 ميليمتر، و يمكن لهذا النبات أن ينمو في الترب ذات التفاعل الحامضي ، كما أن بإمكانه النموفي الترب الشديدة القلوية و الحقيقة أن الساليكورنيا هي نبات محب للترب الكلسية القلوية "السباخ".
و بإمكان هذا النبات أن يعيش في الترب الغدقة كما أنه يتحمل الجفاف بشكلجيد . يبلغ طول هذا النبات حوالي 30 سنتيمتراً بشكل وسطي كما أنه يتميز بطعم مالحونبات الساليكورنيا من النباتات المحبة للأسمدة النيتروجينية و الفوسفورية بشكل خاص، كما أنه يتجاوب بشكل ملحوظ مع هذه الأسمدة .
و يحتاج هذا النبات إلى سبعة أشهرحتى يصل إلى طور الإنتاج لذلك لا يمكن زراعة أكثر من موسم واحدمن هذا النبات في العام الواحد .
إمكانية ري الساليكورنيا بمياه البحر:
يمكن ري الساليكورنيا بمياه البحار و المحيطات كما أن بالإمكان زراعة هذا النبات في في الترب التي تتميزبمعدلات ملوحة عالية جداً تصل إلى 30 بالمائة من الملح شريطة أن نقوم بغسل هذهالترب مرتين بمياه البحار حتى تفقد شيئاً من ملوحتها قبل أن نقوم بزراعتها ، لذلكفإن هذا الأمر يعد بإمكانية زراعة الصحارى الخالية من المياه الجوفية و الأراضيالشديدة الملوحة وذلك باستجرار مياه البحار إلى تلك الأراضي .
كما أن بإمكانية هذاالنبات أن أن يقلل من معدلات الأملاح في الترب الزراعية و ذلك تمهيداً لزراعتهابالمحاصيل الإعتيادية . و علينا أن نشير هنا إلى أن الصحارى تحتاج للري بشكل دائملأن الرمال تجف بسرعة و لا تحتفظ بالمياه كالتربة كما أن الصحارى فقيرة بالموادالعضوية و الأملاح المعدنية.
الأهمية الإقتصادية للساليكورنيا:
الساليكورنيا نبات صالح للإستهلاك البشري لذلك تصنع المخللات منه في الولايات المتحدة، و بعد طهي هذا النبات فإن مذاقه يصبح مشابهاً لمذاق السبانخ ، أما الزيت الذي يستخرج من بذورالساليكورنيا فهو زيت صالح للإستخدامات الغذائية و هو زيت لذيذ المذاق و خالي منالكوليسترول و يتميز ببنية مشابهة لبنية زيت الزيتون ، وزيت بذور الساليكورنيا زيتٌ غني بالبروتين و يتم استخراج هذا الزيت من البذور بطريقة مشابهة للطريقة التي يستخرج بها الزيت من بذور الصويا .
و نسبة البذور إلى الوزن الجاف للنبات تصل إلىأكثر من عشرة بالمائة من وزن النباتات الجافة و تنتج البذور ثلاثون بالمائة منوزنها زيتاً .
و في إحدى التجارب الميدانية أنتجت مزرعة مساحتها 2000 هكتار مامقداره ثلاثون الف طن من النباتات الجافة و ثلاثة آلاف طن من البذور التي تماستخلاص الف طن من الزيت منها ، على أن بعض أنواع الساليكورنيا التي تنموا في التاميل و البنغال و سيريلانكا تتميز بمردود منخفض من الزيت لا يتجاوز عشرينبالمائة من حجم البذور.
و تشكل البروتينات أكثر من عشرة بالمائة من وزن الساليكورنيا الجافة و بذلك فهي تعتبر من الأعلاف العالية الجودة ، و لذلك فيوصي الخبراء باستخدام تستخدم مخلفات محصول الساليكورنيا الغنية بالبروتين ضمن تركيب عليقة متكاملة لتسمين حواشي الابل .
ويُعتبر نبات الساليكورنيا من النباتات ذات المحاصيل الوفيرة ، حيث ينتج الهكتارالواحد من الأرض أكثر من طن و نصف الطن من الساليكورنيا الجافة ، كما تستخدم الساليكورنيا كذلك كمادة أولية لصناعة الورق و الكرتون و كذلك فإن رماد هذا النباتغني جداً بالبوتاس الذي يستخدم في صناعة الأسمدة ، كما أن رماد هذا النبات غنيبالصودا أو كربونات الصوديوم و التي تستخدم في صناعة الصابون.
و يستخرج من نباتات الساليكورنيا ملح نباتي منخفض الصوديوم و لا يحتاج إلى مانعات تجبل ، كما أن الملح الذي يستخرج من رماد الساليكورنيا يحتوي على البوتاسيوم و الكالسيوم و المنغنيز واليود و الحديد و الزنك.
و يجب أن ننوه هنا إلى أن خلاصة الساليكورنيا تحتوي على الصابونين وهي مادة مرة المذاق يمكن ان تكون سامة في بعض الحالات و في الحقيقةفبالرغم من أن مادة الصابونين هي مادة سامة فإن جهاز الهضم لدى الإنسان لا يمتص إلانذراً يسيراً جداً من هذه المادة حيث تطرح هذه المادة من الجسم دون أن تتسبب فيحدوث أية إشكالات و الصابونين مادة موجودة في بعض البقوليات التي اعتدنا علىتناولها و يمكن التخلص من هذه المادة بنقع النبات في الماء أو بالتخلص من الماءالذي طهي فيه النبات ومن ثم إعادة طهيه في ماء جديد و أكثر أجزاء النبات غنىًبالصابونين هي البذور علماً أن معظم الصابونين الموجود في البذور لا يستخرج معالزيت بل إنه يبقى مع حثالة تلك البذور بعد استخراج الزيت منها .
الإستخدامات الطبية للساليكورنيا:
تستخدم الساليكورنيا لعلاج الروماتيزم وآلام المفاصل كما أنها تستخدم كمسكن عام للآلام ، كما تستخدم كعلاج للبدانة و الترهل و يستخرج منها كذلك دواء للسل.
انظر للاستزادة =أبحاث علمية متخصصة عن الساليكورنيا .
على هذه الروابط :
www.kfu.edu.sa/sjournal/ara/sja_abstract.asp?sjid=2&issuei d=13&*******id=66 - 43k -
www.dahsha.com/viewarticle.php?id=29767 - 13k –
11ـ بالإمكان حسب النتائج العلمية التي توصل لها العلماء تهجين نباتات أو محاصيل تسقىبالمياه المالحة و يمكنها الشرب من مياه البحر.
و قد تمكن علماء الهندسة الوراثية أثناء البحث عن المورثات التي تمكن النباتات البحرية منالتعامل مع الأملاح ـ و لا ننسى أن في أعماق البحار نفسها نباتات وطحالب تعيش علىالمياه المالحة ، بل ان التنوع النباتي داخل المياه المالحة أكثروأضخم بكثير مما على سطح الأرض ـ لإنتاج أنواع مهجنة من القمح والأرز يمكن زراعتها علىالسواحل.
صورة لنباتات مهجنة مزروعة بماء البحر
و قد تمكن العلماء في تحديد أكثر من100 مورثة نباتية تختص بالتعامل مع المياه المالحة إما بلفظها أو تنقيتها أو تحملهاإلى حد معين.
وفي جامعة ساكس البريطانية يقود الباحثان تيم فلورز وتوني ياو فريقاعلميا لإنتاج نوع من الأرز يسقى بمياه البحر.
صورة لنباتات مهجنة مزروعة بماء البحر
وفي مركز جون إنس في نورويتش أمكنالحصول على نوع هجين من الحنطة تسقى بالمياه المالحة ويمكنها العيش بأقل قدر منالمياه في المناطق الجافة!!
أمَّا في مصر فقد اعتكف العالم الشهير د. أحمد مستجير أستاذالهندسة الوراثية بجامعة القاهرة منذ عام 1989مع فريقه العلمي لتحقيق هذاالحلم الذي كان يشكّل تحدّياً أمام علماء مصر واستمر التحدّي 15 عاماً فقد توصل د. مستجير عامن 2004 إلى نتائج باهرة في تقنيات "زراعة البحر"، و تم الإعلان عنه فيعام 2006 .
وكانت الفكرة التي اعتمد عليها العلماء المصريون هي إحداثنوع من التهجين بين خلايا نبات الغاب (وهو نبات ينمو في المياه المالحة) وبين خلايانبات الأرز والقمح والذرة .
فنبات الغاب لديه توليفة جينية تمكنه من تحمل ملوحة مياهالبحر وتحمل درجة الحرارة العالية وهو في نفس الوقت مشابه لتركيب الأرز والقمح لأنجميعهم من فصيلة النجيليات.
وكانت الدراسات الفنية قائمة على فصل "البروتوبلاست" منكل من الأرز والقمح والذرة والغاب وإحداث اندماج خلوي بينهم باستخدام أسلوبالإندماج الكهربائي ولذلك تم الحصول على نباتات مهجنة بين كل من الأرز والغابوالقمح والغاب والذرة والغاب, وتم اختيار وانتخاب العديد من السلالات من كل منالأرز المهجن (12 سلالة) ومن القمح المهجن (8 سلالات) والذرة المهجنة (4سلالات). ثم قام العلماء بزراعة هذه السلالات لعدة أجيال في الأراضي الزراعيةالمصرية تحت ظروف الملوحة المرتفعة أو ظروف الجفاف في المناطق غير المطروحة فيمحافظات مصر المختلفة لإختبارها.
ثم بعد ذلك تم عمل دراسات تشريحية علي السلالاتالمسجلة لكل من الأرز والقمح. ثم عمل تحليل كيميائي للبذور الناتجة سواء كانت حبوبأرز أو قمح أو ذرة. وأخيراً عمل دراسات حقلية, حيث تم زراعة عشرات الأفدنة من كلسلالة لإختبارها.
وقد أثبتت النتائج أن سلالات الأرز تتحمل نسبة مرتفعة منالملوحة 320000 جزء في المليون وهي نسبة ملوحة ماء البحر) وتتحمل درجة حرارةتصل إلى 60 درجة مئوية.
وبالإضافة الى تمكنها من النمو حتى طور النضج وإنتاجالحبوب تحت المستويات المرتفعة من الملوحة والجفاف فإن هذه السلالات الجديدة تتميزبإنتاجية مرتفعة وتمتاز حبوبها بنسبة عالية من البروتين وكذلك بعض الأحماض الأمينيةوالسكريات المختزلة والعناصر الغذائية التي إمتازت بها عن السلالاتالعادية.
بالإضافة الى ذلك أمكن الحصول على سلالات من الذرة الشامية العملاقة وهي تستخدم بشكلٍ أساسي في غذاء المواشي والدواجن حيث تشير الإحصائيات -على سبيلالمثال- إلى أن 90% من محصول الذرة الشامية في الولايات المتحدة الأمريكية يستخدمفي غذاء الحيوانات) .
و هذه السلالة المهجَّنة من الذرة الشامية تتحمل الملوحة المرتفعة وتعطي محصولاً يزيد عن ضعف المحصولالعادي والأهم أنه يعطي محصول مادة خضراء تزيد عن أربعة أضعاف محصول البرسيم العاديبما يعادل إنتاجية 4 فدادين من المادة الخضراء من البرسيم بالاضافة لإرتفاع قيمةالمادة الخضراء والحبوب غذائياً (ويرجع السبب في ذلك إلى أن كفاءة نبات الغاب فيالتمثيل الضوئي عالية جداً مما يزيد من إنتاج المادة الخضراء المعروفةبالكلوروفيل.
والأمر الآخر وليس الأخير، هو أن هذه السلالات الجديدة قد ورثت مننبات الغاب قدرته على تحمل الأمراض والفيروسات والحشرات.
وبإختصار، فإن هذاالإكتشاف يمثل فتحاً جديداً للقضاء على الفقر والجوع للأسباب التالية:
1ـالإكتشاف تركّز على أهمّ سلالتين في غذاء الإنسان وهما الأرز والقمح وسلالة مهمة فيغذاء الحيوانات وهي البرسيم.
2ـالسلالات الجديدة تحتوي على قيمة غذائية أعلى منسلالات القمح والأرز الحالية.
3ـ إمكانية زراعة هذه السلالات الجديدة في أي أرضٍكانت ويمكن سقيها بماء البحر. أي أنه أصبح بالإمكان القضاء على مشكلة عدم توفرالأرض الصالحة للزراعة والماء اللازم لسقي هذه المزروعات.
4ـالسلالات الجديدةتتميز بقدرتها العالية على التغلب على الأمراض والحشرات مما يوفر المال اللازمللأدوية والمبيدات.
5ـإمكانية الإستفادة من الأراضي الصالحة للزراعة والتي يزرعفيها الأرز والقمح حالياً في زراعة محاصيل أخرى مختلفة.
6ـ توفير المياه العذبةفي الأماكن التي تعاني من شُحٍ في المياه خصوصاً إذا علمنا أن محاصيل الأرز والقمحتحتاج إلى كمياتٍ كبيرةٍ من المياهالعذبة.
و هذه التقنية تشكّل -كما قلت- فتحاً عظيماً للبشرية وهو مهمٌ بالدرجة الأولى للبلاد التي تعاني من قلةٍفي الموارد الغذائية وتعتمد على الإستيراد لسدّ حاجتها من الغذاء بسبب قلة المواردالمائية لديها كما في بلادنا حفظها الله.
وقد يقول قائل إذا أمكن الزراعة بماء البحر فلماذا إذن البحث في الصحراء، و لكن لنتذكر أن تقنية "زراعة البحر" لا تزال في بداياتها كما أن مستوى الملوحة في التجارب السابقة كان قياسياً "32000 جزء في المليون بينما تبلغ ملوحة مياه الخليج العربي الى 56000 جزء في المليون ،
ثم إن مشروع استصلاح الصحراء و تخزين المياه المالحة في المنخفضات الطبيعية لا يقتصر على الجانب الزراعي فقط .
كما أنه لا يوجد أي مانع من الاستثمار في المجالين .
و انظر عن زراعة البحر على سبيل المثال هذا الرابط :
www.islamonline.net/arabic/science/2002/06/article10.shtml - 85k -
www.saudistudents.org/vb/showthread.php?s=&threadid=611 1 - 49k -
[/QUOTE]