تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: إلى المتباكين على محمود درويش!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي إلى المتباكين على محمود درويش!!




    منذ أُعلن عن وفاة الشاعر الحداثي الشيوعي ربيب الاتحاد السوفيتي وعضو الحزب الشيوعي الإسرائيلي "محمود درويش" ونحن نرى أشكالا من التباكي والانتحاب في كثير من وسائل الإعلام والمنتديات، تمجيدا له وإحياء لتراثه وتدوينا لنضاله بزعمهم، حتى قيل فيه من الأقوال ما لا يجوز فيما لو كان صالحا مناضلا بحق، كيف وحقيقة أمره أنه كان رأسا في الزندقة والإلحاد ونشر الرذيلة، فهذه دواوينه ومقالاته وأطروحاته تشهد على ما يحمله من حقد وكراهية للإسلام، أين عقيدة الولاء والبراء في قلوب المسلمين، أليست حقيقتها التي تعلمناها منذ نعومة أظفارنا الحب في الله.. والبغض في الله، فنحب كل من أحب الله تعالى وأحبه اللهُ، ونبغض كل من أبغض الله تعالى وأبغضه الله ؟؟
    يقول تعالى:
    (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ..الآية)
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

    وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم فال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" قال ابن القيم في شفاء العليل: (وقد جعل صلى الله عليه وسلم البغض في الله من أوثق عرى الإيمان وهو أصل الترك وجعل المنع لله من كمال الإيمان وهو أصل الترك فقال من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله وقال من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان وجعل إنكار المنكر بالقلب من مراتب الإيمان) ا.هـ

    وعن ابن عباس قال: "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا" رواه ابن جرير
    قال الشيخ سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد: شارحا قول ابن عباس: (وعَادَى في الله) هذا بيان للازم البغض في الله وهو المعاداة فيه أي إظهار العداوة بالفعل كالجهاد لأعداء الله والبراءة منهم والبعد عنهم باطناً وظاهراً إشارة إلى أنه لا يكفي مجرد بغض القلب بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه كما قال: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ.....الآي )
    وروى الإمام أحمد والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية لله وفي حديث آخر أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله عز وجل"
    وروى أحمد في مسنده عن البراء ابن عازب قال: " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وآله فقال أي عرى الإسلام أوثق قالوا الصلاة قال حسنة وما هي بها قالوا الزكاة قال حسنة وما هي بها قالوا صيام رمضان قال حسن وما هو به قالوا الحج قال حسن وما هو به قالوا الجهاد قال حسن وما هو به قال إن أوثق عرى الإسلام أن تحب في الله وتبغض في الله عز وجل"

    ولعل قائلا يقول إن درويش مسلما فكيف يعادى ويتبرأ منه فنقول ارجعوا لشعره وتراهاته التي سطرها مختارا لا مكرها، وعودوا لأقوال العلماء فيها، إنها الزندقة والالحاد بعينه، ولم نسمع أنه تاب أو تراجع أو ندم على ما وقع منه من أوقال كفرية!!
    والبعض للاسف الشديد يقول نحن لا نحبه ولا نحبه وإنما نعجب بشعره فقط وبما أوتي من فصاحة وبلاعة!! ولعمري إن هذا لهو خداع النفس قبل خداع الآخرين، فلازم البغض في الله أن نبغض أهل الزندقة من كل وجه،
    فهل يصح عند أصحاب العقول السوية أن يبغض المرء لشيء ويعجب به لذات الشيء؟؟
    ثم إن صح ما يدعونه فلم الأسى والحزن لفقده؟؟


    يعض الحاديات وزندقة درويش –نقلا عن موثق نور الإسلام بتصرف يسير- :

    استهزاءه بالله تعالى:
    * وصفه لله تعالى بالتعرِّي :
    قال في ديوانه ص398 في مقطوعة بعنوان : مزامير : (نرسم القدس : إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة) .
    * وصفه لله تعالى بالإله الصغير:
    قال في مقطوعة بعنوان : موت آخر وأحبك : (وأكمل هذا العناق البدائي, أصعد هذا الإله الصغير .. يسدُّ طريقي إلى شفتيك , فأصعد هذا الإله الصغير) ديوان محمود درويش ص512 .
    *وصفه الله عز وجل بالنوم :
    قال في ديوانه ص24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة: (نامي فعينُ الله نائمة عنا) .*استهزاءه بالله والتحدث عنه كأنه من المخلوقين:
    ويقول في ص389 : (طوبى لمن يعرف حدود سعادتي, طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي, طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي).ويقول في مقطوعة بعنوان : تلك صورتها ص554 : (يومُكِ خارج الأيام والموتى, وخارج ذكريات الله والفرح البديل) .
    *ينسب الزوجة والولد لله على طريقة النصارى – تعالى الله عما يقوله السفهاء علوا كبيرا-:
    وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان : ( إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها : ( إلهي إلهي, لماذا تخلَّيت عني , لماذا تزوجتَ مريم ؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا ؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني ؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي , عدوِّي من المقصلة, أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني, لماذا تزوجتني ياإلهي , لماذا ... لماذا تزوجت مريم) .
    يقول تعالى: ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا -لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا - وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا - إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا - لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)
    * دعوته لقتل الله تعالى :
    قال : ( أقل احتفالاً على شاشة السينما, فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله ... ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا, ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق, نعرف أن الزمان تغير, منذ تغير نوع السلاح, فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم) أحد عشر كوكباً ص42-43
    * جحد حق العبودية لله تعالى والسخرية بالعبادة ومظاهرها:
    حيث تحدَّث في مقطوعة بعنوان : (أبي) عن أبيه رمز القديم ورمز الجيل المؤمن بالله , ويتهكم به وبصلاته وعبادته ويتسخط على القدر فيقول : (غضَّ طرفاً عن القمر, وانحنى يحضن التراب, وصلَّى , لسماء بلا مطر, ونهاني عن السفر! ... وأبي قال مرَّة حين صلَّى على حجر : غض طرفاً عن القمر, واحذر البحر , والسفر ! يوم كان الإله يجلد عبده, قلت : يا ناس ! نكفر, فروى لي أبي , وطأطأ زنده : في حوار مع العذاب, كان أيوبُ يشكر خالق الدود , والسحاب, خلق الجرح لي أنا لا لميت, ولا صنم) ديوان محمود درويش ص144-145 .
    * العبودية لغير الله تعالى:
    قال في مقطوعة بعنوان: عاشق من فلسطين: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني, وأعبُدُها وأحميها من الريح) ديوان محمود درويش ص79.
    ويقول في ص320-324 في مقطوعة بعنوان : حبيبتي تنهض من نومها: (عيناكِ, يا معبودتي, هجرة بين ليالي المجد والانكسار … وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ , يا معبودتي, منفى, نفيت أحلامي وأعيادي … معبودتي ! ماذا يقول الصدى, ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان ..) .
    وفي ص608 في مقطوعة بعنوان : أحمد الزعتر : (أخي أحمد ! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد, متى تشهد) .


    ومن أراد الاطلاع على المزيد من الحاديات درويش فليرجع لهذا الرابط:
    http://www.islamlight.net/index.php?...2654&Itemid=34



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    شكرا لك ... بارك الله فيك .
    والمصيبة انني قرات ان السلطة الفلسطينية برئاسة عباس ستقيم مراسيم عزاء لهذا الزنديق الهالك
    وبعض الجهلة في بعض المواقع يترحم عليه نعوذ بالله من الضلال ومن كل مايسخطه سبحانه ووا اسفاه على ماوصل اليه بعض من ينتسب الى الاسلام من الجهل بدينه والا فاين عقيدة الولاء والبراء ؟؟؟؟
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    (غـزَّة - فلسطين).
    المشاركات
    179

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    والمصيبة الأكبر بل والأعظم :
    أن يعزي وينعي الأستاذ (خالد مشعل) الهالك ( محمود درويش) !! .



    منقول :



    خالد مشعل ( ينعـي ) الشيوعي الهالك ( محمود درويـش ) !

    ـــــــــــــــ

    دمشق ـ المركز الفلسطيني للإعلام

    10 / 8 / 2008 م

    نعى خالد مشعل ، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " الشاعر الفلسطيني " الكبير " محمود درويش ، " الذي يعدّ أحد أعلام الأدب الفلسطيني والعربي والدولي " والذي وافته المنية مساء السبت ( 9 / 8 ) في الولايات المتحدة الأمريكية .

    واعتبر مشعل في نعيه ، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحركة " حماس " ، أن " الأدب الفلسطيني فقد بوفاة درويش أحد ركائزه الأساسية " ، مشيراً إلى الدور الذي لعبه الشاعر الفقيد في التعريف بالنضال الفلسطيني خلال مسيرته الأدبية المعاصرة .

    وأضاف مشعل أن " الشعب الفلسطيني الذي أنجب درويش قادر على إنجاب غيره " . ووجّه خالص التعازي إلى عائلة الفقيد ، وذويه والشعب الفلسطيني .

    التعليق : ( منقــول )

    هكذا وسمته جريدة اليوم في عددها 4762 تاريخ 22 / 10 / 1406هـ ( وقد كان درويش وما زال واحداً من أعظم الشعراء العرب ، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ) ا.هـ .

    محمود درويش عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح ( يُنظر كتاب دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي ص 360 لحسين مروة ، وجريدة الرياض بتاريخ 14 / 1 / 1422 هـ) .

    وخصَّصت جريدة الجزيرة : مجلَّتها الثقافية في عددها رقم 143 تاريخ 6 / 2 / 1427هـ عن محمود درويش ، وَوَصَفَه رئيس تحريرها ص2 بأنه : ( شاعرٌ عملاق ... وكان هو لا غيره : الشاعر والفنان الكبير الذي اسمه محمود درويش ) .
    وقال مدير التحرير للشؤون الثقافية ومُعدّ المجلة الثقافية : إبراهيم التركي : ( أمَّا لماذا محمود درويش ؟ فلأنه محمود درويش ! ولا مكان لمن يسأل الصباح عن موقع الشمس ... محمود درويش : شكراً أن أدركنا زمنك ) .

    وقال غازي القصيبي ص3 من المجلة المذكورة : ( وعندما يُكتبُ تاريخ الشعر في هذه الحقبة سيبرزُ محمود درويش أعلى من كلِّ المقامات ، أطول من كلِّ العمالقة ، أبقى من كلِّ الفحول ، سيبقى والريح تحته يكتب كلاماً جميلاً على سفوح الزوابع ) .

    وقال عنه في المجلة المذكورة ص5 : ( رجلٌ نُجمع على تبجيله .. وصاحب صيت هو الأكبر في ثقافتنا اليوم ) .

    وقال عبد الله الجفري في المجلة المذكورة ص6 : ( الشاعر الكبير محمود درويش ) وقال عن شعره : ( ما كُتب هذا الشعر ليُقرأ, وإنما ليُغمس في الدم ) .

    وقال سعد البازعي في المجلة المذكور ص7 : ( ودرويش كما يعرف قراؤه من أقدر الشعراء على إيقاظ الشعر ولَهاً ممضاً في نفس القارئ ) ، وقد أوصانا رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك ص2 بقوله : ( اقرؤوا شعره جيداً ) وهانحن نقرأه فنجد الآتي :

    عقيدته في توحيد الربوبية :

    ـــ قوله بأنَّ الله خلق الإنسان عبثاً :

    قال في مقطوعة بعنوان : عن الصمود : ( إنا خُلقنا غلطة, في غفلةٍ من الزمان ) ديوان محمود درويش ص42 دار العودة ببيروت ، الطبعة الثانية عشر 1987 م .

    الله أكبر : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات : 56 .

    ـــ نسبة الخلق إلى غير الله ، وتسميته غيرَ الله خالقاً :

    قال : ( خريف جديد لامرأة النار : كوني كما خلقتكِ الأساطير والشهوات ، كوني ملائكتي أو خطيئة ساقين حولي ) ورد أقل ص87 دار توبقال للنشر بالمغرب ، الطبعة الثانية 1990م .

    ويقول في مقطوعة بعنوان : سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا : ( وسرحان يرسم شكلاً ويحذفه : طائرات وربّ قديم ) ديوان محمود درويش ص451 .

    ـــ وصفه لله تعالى بالتعرِّي :

    قال في ديوانه ص 398 في مقطوعة بعنوان : مزامير : ( نرسم القدس : إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة ) .

    ـــ وصفه لله تعالى بالإله الصغير :

    قال في مقطوعة بعنوان : موت آخر وأحبك : ( وأكمل هذا العناق البدائي ، أصعد هذا الإله الصغير .. يسدُّ طريقي إلى شفتيك ، فأصعد هذا الإله الصغير ) ديوان محمود درويش ص512

    ـــ السخرية والاستهزاء والاستخفاف بالله تعالى :

    قال في ديوانه ص 24 في مقطوعة بعنوان : الموت في الغابة : ( نامي فعينُ الله نائمة عنا ) .

    ويقول في ص389 : ( طوبى لمن يعرف حدود سعادتي ، طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي ، طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي ) .
    ويقول في مقطوعة بعنوان : تلك صورتها ص554 : ( يومُكِ خارج الأيام والموتى ، وخارج ذكريات الله والفرح البديل ) .

    الله أكبر : ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ ، وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ) التوبة : 65 .

    ـــ نسبته الزوجة والولد إلى الله تعالى :

    قال في ديوانه ص265 تحت عنوان : آه عبد الله : ( إنَّ هذا اللحن لغمٌ في الأساطير التي نعبدها ، قال عبد الله : جسمي كلمات ، ودويّ ، هكذا الدنيا ، وأنت الآن يا جلاد أقوى وُلد الله ، وكان شرطي ) .

    وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان : ( إلهي لماذا تخلَّيت عني ) على لسان امرأة يقول فيها : ( إلهي إلهي ، لماذا تخلَّيت عني ، لماذا تزوجتَ مريم ؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا ؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني ؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي ، عدوِّي من المقصلة ، أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني ، لماذا تزوجتني ياإلهي ، لماذا ... لماذا تزوجت مريم ) .

    الله أكبر : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ، لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ، أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ، وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ، إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) مريم : 88 ـ 95 .

    ــ عقيدته في توحيد الألوهية :

    ـــ دعوته لقتل الله تعالى :

    قال : ( أقل احتفالاً على شاشة السينما ، فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله ... ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا ، ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق ، نعرف أن الزمان تغير ، منذ تغير نوع السلاح ، فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم ) أحد عشر كوكباً ص 42 ـ 43 .

    ـــ جحد حق العبودية لله تعالى والسخرية بالعبادة ومظاهرها :

    حيث تحدَّث في مقطوعة بعنوان : ( أبي ) عن أبيه رمز القديم ورمز الجيل المؤمن بالله ، ويتهكم به وبصلاته وعبادته فيقول : ( غضَّ طرفاً عن القمر ، وانحنى يحضن التراب ، وصلَّى ، لسماء بلا مطر ، ونهاني عن السفر ! ... وأبي قال مرَّة حين صلَّى على حجر : غض طرفاً عن القمر ، واحذر البحر ، والسفر ! يوم كان الإله يجلد عبده ، قلت : يا ناس ! نكفر ، فروى لي أبي ، وطأطأ زنده : في حوار مع العذاب ، كان أيوبُ يشكر خالق الدود ، والسحاب ، خلق الجرح لي أنا لا لميت ، ولا صنم ) ديوان محمود درويش ص 144 ـ 145 .

    ـــ العبودية لغير الله تعالى :

    قال في مقطوعة بعنوان : عاشق من فلسطين: ( عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني , وأعبُدُها وأحميها من الريح ) ديوان محمود درويش ص 79 .

    ويقول في ص 320 - 324 في مقطوعة بعنوان : حبيبتي تنهض من نومها : (عيناكِ , يا معبودتي , هجرة بين ليالي المجد والانكسار … وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ , يا معبودتي , منفى , نفيت أحلامي وأعيادي … معبودتي ! ماذا يقول الصدى , ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان ..) .

    وفي ص 608 في مقطوعة بعنوان : أحمد الزعتر : ( أخي أحمد ! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد , متى تشهد ) .

    ـــ دعوته لعبودية الأرض وتأليهها ومِن أجلها يكون الصوم والصلاة :

    قال في مقطوعة بعنوان: ( أهديها غزالاً ) على لسان مَن سمَّاها الحلوة : ( تعال غداً لنزرعه , مكان الشوك في الأرض ! أبي من أجلها صلَّى وصام , وجاب أرض الهند والإغريق إلهاً راكعاً لغبار رجليها وجاع لأجلها في البيد , أجيالاً يشد النوق وأقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق ! تنام , فتحلم اليقظة في عيني مع السهر , فدائي الربيع أنا , وعبد نعاس عينيها وصوفي الحصى , والرمل , والحجر , سأعبدهم , لتلعب كالملاك , وظل رجليها على الدنيا, صلاة الأرض للمطر ..) ديوان محمود درويش ص 100 ـ 101 .

    ـــ دعوته لعبودية معشوقته ريتا اليهودية :

    فيقول : ( بين ريتا وعيوني بندقية , والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية ) ديوان محمود درويش ص192 .

    ـــ تأليهه لغير الله تعالى , ووصف غير الله بالألوهية :

    قال في مقطوعة بعنوان ( لوركا ) مادحاً الشيوعي الأسباني لوركا : ( هكذا الشاعر , موسيقى , وترتيل صلاة , ونسيم إن همس , يأخذ الحسناء في لين إله ) ديوان محمود درويش ص68 ـ 69

    وقال في ص 222 في مقطوعة بعنوان : السجين والقمر : ( والموت والميلاد في وطني المؤلَّه توأمان ) .

    ويقول في ص 279 ـ 280 في مقطوعة بعنوان معشوقته اليهودية : ريتا أحبِّيني : ( وإن الآلهة في البرلمان … وأراك تبتعدين عني , آه , تقتربين مني نحو آلهة جديدة ) .

    وقال في ص 300 في مقطوعة بعنوان : المطر الأول : ( كانت الحلوة تعويضاً عن القبر الذي ضمَّ إلهاً ) .
    ويقول في ص 343 في مقطوعة بعنوان : يوميات جرح فلسطيني : ( ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله ) .

    ويقول : ( ونحن نودع نيراننا لا نرد التحية لا تكتبوا علينا وصايا الإله الجديد , إله الحديد ) أحد عشر كوكباً ص46 دار الجديد ببيروت , الطبعة الأولى 1992 م .

    ويقول فيه ص67 : ( نحب الطبيعة عاشقة في تقاليد آلهة ولدت بيننا ) .

    ويقول فيه ص71 : ( نخفف طقس العبادة , نترك آلهة للشعوب على الشياطئين ) .

    ويقول فيه ص73 : ( ونحن الذين نسجناعباءة أيامنا , لم يكن للآلهة دور سوى أنها سامرتنا وصبَّت لنا خمرها ) .

    ـــ معاداته للسماء ومَن فيها :

    قال : ( ونحن الذين ندق نحاس السماء , ندق السماء لتحفر من بعدنا طرقات ) ورد أقل ص57 .

    ـــ عقيدته في توحيد الأسماء والصفات :

    ـــ وصفه لله تعالى وتسميته سبحانه بأسماء وأوصاف النقص تهكماً به جلَّ وعلا :

    فمن تهكُّمه إضافة الشرفة لله تعالى حيث قال في مقطوعة بعنوان : كان موتي بطيئاً : ( كأن القدر يتكسَّر في صوتها : هل رأيت المدينة تذهب , أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله قافلة من سبايا ؟ ) ديوان محمود درويش ص498 .

    ويتهكَّم بالله تعالى حين يصفه أنه لا يأتي إلى الفقراء ويأتي بلا سبب , وذلك في قوله في مقطوعة له بعنوان : تلك صورتها : ( والله لا يأتي إلى الفقراء إذ يأتي , بلا سبب , وتأتي الأبجدية معولاً أو تسليه عادوا إلى يافا , وما عدنا لأنَّ الله يأتي بلا سبب ) ديوان محمود درويش ص 563 .

    ويقول : ( سترفع قشتالة تاجها فوق مئذنة الله , أسمع خشخشة للمفاتيح ) أحد عشر كوكباً ص16,

    ويخاطب اليهود قائلاً : ( فلا تدفنوا الله في كتب وعدتكم بأرض على أرضنا ) أحد عشر كوكباً ص40 .

    وعلى طريقة الحداثيين في تأليه الإنسان وأنسنة الله حسب قولهم يقول : ( صحراء للصوت , صحراء للصمت , صحراء للعبث الأبدي , للوح الشرائع صحراء , للكتب المدرسية , للأنبياء وللعلماء , لشكسبير صحراء , للباحثين عن الله في الكائن الآدمي ) أحد عشر كوكباً ص98 .

    ـــ وصفه غير الله بأسماء الله وصفاته :

    حيث سبَّح محمود درويش للتي أسرت بأوردته في مقطوعة بعنوان : الخروج من ساحل المتوسط : ( وغزة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلَّب كنت أهرب من أزقتها , وأكتب باسمها موتي على جميزة , فتصير سيدة وتحمل بي فتىً حراً , فسبحانَ التي أسرت بأوردتي إلى يدها ) ديوان محمود درويش ص475 .

    ـــ السخرية بأسماء الله تعالى وصفاته :

    حيث جعل من علامات القحط والجدب كثرة أسماء الله , ومن ذلك قوله في ديوانه ص422 في مقطوعة بعنوان : قتلوك في الوادي : ( في الزمن البخيل يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله ) .
    ومن سخريته بصفات الله تعالى : قوله في ديوانه ص469 في مقطوعة بعنوان : النزول من الكرمل : ( وها أنا أُعلن أنَّ الزمان تغيَّر : كانت صنوبرة تجعل الله أقرب , وكانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب , وكانت صنوبرة تُنجب الأنبياء ) .

    ـــ بغضه للإسلام وأهله :

    لقد تواضعَ أهلُ النفاق على بغض الإسلام وأهله ويرمزون لذلك بالرمل والمرايا والنخل , وهي رموز تواضعوا على استخدامها في معرض هجاء الإسلام والقرون المفضلة : يقول درويش في ديوانه ص 610 في مقطوعة بعنوان : قصيدة الرمل : ( والرمل جسم الشجر الآتي , غيوم تشبه البلدان , لون واحد للبحر والنوم , وللعشاق وجه واحد , وسنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري , سنرمي ألف نهر في مجاري الماء , والماضي هو الماضي , سيأتي في انتخابات المرايا , سيد الأيام , والنخلة أم اللغة الفصحى , أرى , فيما أرى , مملكة الرمل على الرمل , ولن يبتسم القتلى لأعياد الطبول , ووداعاً للمسافات .. البدايات أنا والنهايات أنا..) .

    ـــ استعماله للرموز والمعاني النصرانية :

    قال في ديوانه ص 40 في مقطوعة بعنوان : عن الصمود : ( وإلام نحملُ عارنا وصليبنا ) .

    ويقول في ص64 في مقطوعة : رباعيات : ( وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي).

    ويقول ص104 مستلهماً خرافة صلب عيسى عليه السلام مستمداً منها القوة في مقطوعة بعنوان : شهيد الأغنية : ( ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول : ابكي ! فعسى صليبي صهوة , والشوك فوق جبيني المنقوش بالدم والندى إكليل غار ) .

    ويقول ص 172 ـ 174 في مقطوعة بعنوان : أغنية حب على الطيب : ( أحبكِ كُوني صليبي , وكوني , كما شئتِ , برج حمام ... أحبك كوني صليبي وما شئت كوني ) .
    ويجعلُ للصليب أوصافاً فاعلة هائلة , ويُعلِّق عليه كثيراً من الآمال فيقول في ديوانه ص 228 -229 في مقطوعة بعنوان : إلى ضائعة : ( سأحملُ كلَّ ما في الأرض من حزن , صليباً يكبر الشهداء , عليه وتصغر الدنيا , ويسقي دمع عينيك , رمال قصائد الأطفال والشعراء ) .

    ـــ توجُّهُه بالعبادة للصليب :

    قال في ديوانه ص 240 في مقطوعة بعنوان : رد فعل : ( فإذا احترقتُ على صليب عبادتي أصبحتُ قدِّيساً, بزي مقاتل ) .

    ـــ شكره للصليب :

    قال في مقطوعة بعنوان : قاع المدينة : ( شكراً صليب مدينتي شكراً , لقد علَّمتنا لون القرنفل والبطولة , يا جسرنا الممتد من فرح الطفولة , يا صليب إلى الكهولة , الآن , نكتشف المدينة فيك , آه , يا مدينتنا الجميلة ) ديوان محمود درويش ص257 .

    ويقول في ص 270 في وصف فكره ومن أين خرج في مقطوعة بعنوان : كتابة بالفحم المحترق : ( ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق , وشكل جديد لوجه الحبيب ) .

    ـــ قوله بأنَّ الصليب مصدر النور :

    قال في ديوانه ص 322 ـ 323 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها : ( كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور ؟ لم نتكلم , نحن لم نعترف إلاَّ بألفاظ المسامير) .

    ـــ قوله بصلب عيسى عليه السلام :

    قال في ديوانه ص349 في مقطوعة بعنوان : يوميات جرح فلسطيني : ( ولو أنَّ السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب , ظل طفلاً ضائع الجرح , جبان) .

    ـــ ترديده لعبارات النصارى الكفرية :

    قال في مقطوعة بعنوان : عائد إلى يافا : ( لا تقولوا : أبانا الذي في السموات , قولوا : أخانا الذي أخذ الأرض منا وعاد , هو الآن يعدم ) ديوان محمود درويش ص 403 .

    ـــ سخريته من الملائكة عليهم السلام :

    حيث جعل الملَك أنثى مثل عشيقته , ويصفه بأنه يُمارس الجنس , وذلك في قوله في مقطوعة بعنوان : الحديقة النائمة : ( ذهبتُ إلى الباب , مفتاحها في حقيبتها , وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب ) ديوان محمود درويش ص641 .

    ـــ سخريته بالقرآن الكريم :

    قال في ديوانه ص 480 في مقطوعة بعنوان : الخروج من ساحل المتوسط : ( أنا الحجر الذي مسته زلزلة , رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم , واستأجرتني آية الكرسي دهراً , ثم صرتُ بطاقة للتهنئات تغير الشهداء والدنيا ) .

    ويقول في ص 448 في مقطوعة بعنوان : سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا : ( وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة , دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عمَّ وقبعة الشرطي , وخادمه الآسيوي , وكان يقيس الزمان بأغلاله ) .

    ـــ سخريته بأنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام :

    حيث جعلَ نبيَّ الله نوح عليه السلام رمزاً للهروب والجبن , وطلَبَ منه ألاَّ يرحل فقال في مقطوعة بعنوان : مطر : ( يا نوح ! هبني غصن زيتون ووالدتي حمامة , إنا صنعنا جنة كانت نهايتها صناديق القمامة , يا نوح ! لا ترحل بنا إنَّ الممات هنا سلامة , إنا جذور لا تعيش بغير أرض , ولتكن أرضي, قيامة ) ديوان محمود درويش ص 116 ـ 117 .

    ويقول في ص 121 في مقطوعة بعنوان : خواطر في شارع : ( يا نبيَّاً ما ابتسم من أي قبر جئتني , ولبست قمبازاً بلون دم عتيق ) .

    ويقول في ص 591 في مقطوعة بعنوان : كان ما سوف يكون : ( من أي نبيٍّ كافرٍ قد جاءك البعد النهائي ) .

    ويقول في ص 634 في مقطوعة بعنوان : نشيد إلى الأخضر : ( ولتحاول أيها الأخضر أن تأتي من اليأس إلى اليأس وحيداً يائساً كالأنبياء ) .

    الله أكبر قال تعالى : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) الأنبياء : 41 .

    ـــ قوله بأنَّ الشاعر يُوجد الأنبياء :

    قال في مقطوعة بعنوان : عن الشعر : ( نحن في دنيا جديدة , مات ما فات , فمن يكتب قصيده في زمان الريح والذرة يخلق أنبياء ) ديوان محمود درويش ص 55 .

    ـــ ادِّعاؤه بأنه هو نبيُ الله يوسف عليه السلام :

    قال : ( قلتُ إني : رأيتُ أحد عشر كوكباً , والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) ديوان ورد أقل ص 77 .

    ـــ سخريته بالإيمان بالقضاء والقدر :

    قال في مقطوعة بعنوان : قال المغني: ( قال للريح في ضجر : دمِّريني ما دمتِ أنتِ حياتي مثلما يدَّعي القدر ) ديوان محمود درويش ص 86.

    ويقول في ص 275 في مقطوعة بعنوان : ريتا أحبِّيني : ( الحبُّ ممنوع , هنا الشرطي والقدر العتيق تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك للعيون السود ) .

    ـــ استخفافه بأجلِّ أنواع ذكر الله وهو تسبيحه جلَّ وعلا :

    قال في مقطوعة بعنوان : لا مفر : ( وطني ! عيونك أم غيوم ذوَّبت أوتار قلبي في جراح إله ! هل تأخذن يدي ؟ فسبحانَ الذي يحمي غريباً من مذلَّة آه ) ديوان محمود درويش ص237 .

    ـــ سخريته بدعاء الله تعالى: قال في مقطوعة بعنوان :

    رسالة من المنفى : ( سمعتُ في المذياع قال الجميع : كلنا بخير , لا أحد حزين , فكيف حال والدي ؟ ألم يزل كعهده , يُحبُّ ذكر الله , والأبناء , والتراب , والزيتون ؟ ... وكيف حال جدتي ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟ تدعو لنا بالخير , والشباب , والثواب ! ) ديوان محمود درويش ص 36 ـ 37 .

    ـــ سخريته بالسجود لله تعالى :

    قال في ديوانه ص 103 في مقطوعة بعنوان : شهد الأغنية !! يقول فيها : ( يا أنت ! قال نباحُ وحشٍ : أُعطيك دربك لو سجدت أمام عرشي سجدتين ! ولثمت كفي , في حياء , مرتين أو , تعتلي خشب الصليب شهيد أغنية , وشمس .. يا من أحبك مثل إيماني )

    ـــ سخريته بالشهيد في سبيل الله, وجعله مَن مات من العُشَّاق شهيد :

    قال واصفاً حُبَّه لمعشوقته ريتا في مقطوعة بعنوان : الحديقة النائمة : ( وتسأل للمرة الألف عن حُبِّنا , وأُجيب : بأني شهيدُ اليدين اللتين تعدان لي قهوتي في الصباح ) ديوان محمود درويش ص 643 .

    ـــ تدنيسه للركن الثاني من أركان الإسلام :

    قال في مقطوعة بعنوان : الحديقة النائمة : ( نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين , صلَّيتُ من أجل ساقين معجزتين ) ديوان محمود درويش ص 640 .

    هذا غيض من فيض من كفريات الشيوعي محمود درويش .. .. فاللهم سلم سلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    ليتك أخي تكمل الصنيع وتجد لنا ديوانه الذي تقتبس منه على النت حتى نتأكد قبل هذه الأحكام الكبيرة، ومشكور.

  5. افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    لاحول ولا قوة إلا بالله الرجل مات دعك من هذا الأخ الكريم إهتم بما يفيدك وينفعك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    إذا كان هذا حاله فعلام التباكي عليه ؟
    والى متى الأمة ستبقى تمشي وراء حصان طروادة
    وأخيرا أقول :
    إنا لله وإنا اليه راجعون
    اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
    لا أعزي بها هذا الميت ولكن أعزي من يعزون هذا الميت

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    في الواقع ان مواقف درويش من الاحتلال لم تكن تتوافق ـ في الاصل ـ مع روح النضال الوطني فضلا عن روح الجهاد الاسلامي .
    فالرجل كان عضوا غي الحزب الاسرائيلي الشيوعي .
    كما أنه كان كثيرا ما يحمل معه العلم الاسرائيلي في المؤتمرات التي كان يحضرها باسم التعايش الفلسطبني الاسرائيلي .

    كما أثار كتاب غادا فؤاد السمان ـ و هي غير الكاتبة غادة السمان المعروفة ـ «إسرائيليات بأقلام عربية» زوبعة أدبية وإعلامية وفكرية، كونه أنزل بعض رموز الشعر الفلسطيني المقاوم في الداخل ، من محمود درويش الى فدوى طوقان وغيرهما، الى مستوى «التخوين» في مسايرة الإسرائيلي ، ومهادنته، مستبعدة بشراسة ان يكون هذا الأمر «مجرد خطأ» فتتساءل الكاتبة: هل ينبغي على المثقف الذهاب الى اوروبا او أميركا للبحث عن اليهود المثاليين؟ وهل يجب عليه ايضا دخول اسرائيل للتعرف الى الإسرائيليين الممتازين والإنسانيين؟ وهل يجب ان يتمتع كل مثقف بصداقة يهودي ويأخذ على عاتقه بالتالي الترويج لسمعته وخصاله الحميدة؟ هل هذا هو دور المثقف الان؟
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,261

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    المؤسف أن منتديات ( الإسلام اليوم ) تتباكى عليه من مشرفين وأعضاء !! ويصرون على الترحم عليه عجبي !!
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...وبعد : فإن الغالب على الناس الإجمال لا التفصيل فغالب الذين يسمعون عن درويش لا يعرفون أكثر من كون اسمه محمود إذا فهو مسلم وشعره يقدم على أنه يقاوم الاحتلال اليهودي فهو مناضل ، لكن إذا عرفوا أنه شيوعي فلن يحتاج سامع هذا إلى أن تقنعه بسوء درويش ، وإذا سمع أو قرأ شيئا مما عرض هنا من شعره فلن يحتاج إلى شرح أو تخبيب.
    الميت أفضي إلى ما قدم وبقي وسيبقى ما ينفع الناسبحمد رب الناس .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    (غـزَّة - فلسطين).
    المشاركات
    179

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    وأقد أورد شيء من (زُمْبركياته) و(شطحاته) الشعرية الكفرية
    الشيخ الفاضل / ممدوح بن عليان السهيلي الحربي _حفظه الله _
    في كتابه الماتع الرائع " السيف البتَّار في نحر نزار ومن خلفه من المرتدين الفجار"
    بتقديم جماعة من أهل العلم ، ونصح وأشرف على نشره سماحه الإمام عبد العزيز ابن باز _رحمه الله _
    فراجعوه ، غير مأمورين !! .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمل الراحل مشاهدة المشاركة
    المؤسف أن منتديات ( الإسلام اليوم ) تتباكى عليه من مشرفين وأعضاء !! ويصرون على الترحم عليه عجبي !!
    اعوذ بالله
    َفقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84) ( النساء)

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المبارك مشاهدة المشاركة
    في الواقع ان مواقف درويش من الاحتلال لم تكن تتوافق ـ في الاصل ـ مع روح النضال الوطني فضلا عن روح الجهاد الاسلامي .
    ................
    كما أثار كتاب غادا فؤاد السمان ـ و هي غير الكاتبة غادة السمان المعروفة ـ «إسرائيليات بأقلام عربية» زوبعة أدبية وإعلامية وفكرية، كونه أنزل بعض رموز الشعر الفلسطيني المقاوم في الداخل ، من محمود درويش الى فدوى طوقان وغيرهما، الى مستوى «التخوين» في مسايرة الإسرائيلي ،
    غادا فؤاد السمان في / إسرائيليات بأقلام عربية / تفتح حوارا مشروعا وبعد قراءتي للكتاب / إسرائيليات / أستطيع القول بمسؤولية أن غادا لم يكن في نيتها أي نوع من أنواع الإثارة ، وهي تسعى إلى طرح أسئلة واستفسارات حول بديهيات ومسلّمات وأسماء ورموز مكرسة ، استسلمنا وركنّا إليها ردحا من الزمن دون أن نتجرّأ على مساءلتها أو حتى على مساءلة أنفسنا حولها ..
    لاشك أن غادا فؤاد السمان أرادت أن تفتح حوارا مبررا مع أشخاص أحببناهم ، وأكبرناهم طويلا ، وكتابها يطرح رأيا ووجهة نظر ، والفسحة لذلك لامحدودة ، فليس في الثقافة تهمة أو إدانة ، بل هناك رأي نتفق معه وقد نختلف ، في السياسة ثمّة من يتهمون بعضهم البعض ، ولكن ليس في نية أي مثقّف أ، يتهم لمجرّد أن يعلن عن مواقفه وآرائه . غادا استطاعت أن تميط اللثام عن قضايا كبيره لم نعتد أن نناقشها ، وأي مثقّف لا يفحص بديهياته باستمرار ، سوف تتجمّد ثقافته دون ريب ..
    الروائي علاء نعمه
    "إذاعة بيروت ولبنان الموحّد" ، 23/8/2002
    ------------------------
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    جريدة الرياض الخميس 16 ربيع الثاني 1423العدد 12424 السنة 38



    الغواية في أحشاء الثقافة العربية

    محمد علي شمس الدين

    لن يكون للثقافة، والشعر منها بامتياز، أن تكون هامشية، أو مجانية، حيال موضوع ملتهب هو موضوع فلسطين والصراع الدائر فيها وحولها من أكثر من نصف قرن من الزمان حتى اليوم ولأمد قادم غير منظور التفاصيل وغير مؤكد النهايات.
    وبمقدار ما يحتمل الموضوع من اختلاف هو أساس الحيوية الثقافية، فإنه ينطوي على سطوح وأعماق. فالصراع الفلسطيني (العربي)/الإسرائيلي (الأمريكي... إلى آخر القائمة) شديد التعقيد، والمنخرطون فيه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، فرقاء متداخلون بمصالح متداخلة وأفكار متباينة وانحيازات واضحة في الكثير من الأحيان، ومربكة في أحيان أخرى.. لقد تأسست إسرائيل بوعد من بلفور، وكانت أمها في القرن المنصرم، إنكترا وأخواتها الأوروبيات، فصارت أمها اليوم الولايات المتحدة الأميركية، والأمم المتحدة بين شاهد إثبات وشاهد زور. لكن ماذا عن شقيقاتها العربيات؟
    السؤال هنا شائك بل فاضح. فالوثائق الدبلوماسية التي يتم الكشف عنها يوماً بعد يوم، سواء في وزارات الخارجية أو الحربية في أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية.. أو حتى تلك التي سربها للإعلام صحافي كمحمد حسنين هيكل نقلاً عن الصحافة الأميركية، تشير إلى أن عدداً من السياسيين والحكام العرب، فضلاً عن اليهود العرب، في المغرب أو اليمن أو العراق على سبيل المثال لا الحصر، هم من مؤسسي "إسرائيل" الأولى، بالسياسة أو بالمادة الشعبية أو بالتواطؤات الإقليمية والعالمية..
    حسناً.. كل ذلك قد يكون مبرراً لكي تكتب كاتبة، تحمل، عن طريق المصادفة، اسم الكاتبة والروائية المعروفة غادة السمان، إنما على صورة "غادا السمان"، سورية أيضاً، وتقيم في بيروت، وتكتب الشعر والبحث.. تكتب كتاباً بعنوان.. "إسرائيليات بأقلام عربية" (الدس الصهيوني) وتصدره عن دار الهادي العام 2001/ليتدحرج على سطح الإعلام العربي ككرة ثلج وفضيحة ثقافية وسياسية معاً.. فقد استعملت الكاتبة فيه لغة جارحة، فاضحة، اتهامية، استفزازية، تناولت من خلالها رموزاً شعرية وثقافية فلسطينية وعربية من أبرزهم فدوى طوقان في سيرتها الصادرة بجزءين عن دار الشروق بعنوان "رحلة جبلية.. رحلة صعبة" الجزء الأول عمان 88والرحلة الأصعب الجزء الثاني عمان 93، ومحمود درويش في قصيدته "عندما يبتعد" من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيداً".. أضيف لها أحلام مستغانمي في روايتها "ذاكرة الجسد"، تناولتهم المؤلفة وسواهم بعملية نقد مبضعية (لوصح التعبير).. بل بعملية نقد، جرح، وتعرية.. أثارت ردود فعل كثيرة في حينه، وربما وصل بعضها إلى المحاكم الجزائية، بسبب خروجها عن إطار النقد الهادئ، في اتجاه الاتهام بالعمالة للعدو، أو بالسقوط في الشرك الإسرائيلي.. ما جعل للكتاب المذكور حافزاً خاصاً لقراءته.. من حيث إنه أحيط بجميع عناصر الإثارة، وصولاً لحد الفضيحة. إن في المسألة اسمين من الأسماء الواصلة لحد التقديس الفلسطيني والعربي، هما فدوى طوقان ومحمود درويش، يتعرضان للجلد الوطني القاسي وصولاً لحد التخوين، على يد كاتبة من عامة الناس. هذا أولاً.. وهذا يتم بمثل هذه النبرة، لأول مرة، في تاريخ النقد العربي المعاصر، كما أن اسم أحلام مستغانمي، كاف وحده، نظراً لما أثير حول روايتها من جدال خرج عن حدود الموضوع للذات والتشهير، ووصل بدوره إلى محاكم الجزاء، وصدرت أحكام بشأنه.. هذا الاسم أيضاً، كاف لإحداث زوبعة السمان المركبة. ناهيك عن تطابق الاسمين: غادة السمان وغادا السمان. فما الذي جرى؟
    وكيف يمكن تخليص الليل من النهار في مثل هذه الزوبعة؟
    إن ميلنا العربي للتكريس والتقديس يجعل من مثل هذا الكتاب ظاهرة. وربما كان الغرب أكثر ألفة في التعامل مع مثله، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية، لأسباب قد تعود بجزء ضئيل منها للديمقراطية، إنما جزؤها الوافر يعود للإثارة والرغبة العامة في الشعرية وكسر المألوف. ثقافتنا العربية الراهنة لا تقبل هذا الموضوع ببساطة فدائرة المحرمات فيها واسعة وضاغطة.
    تقول السمان، في فدوى طوقان (متناولة بكلامها سيرتها الذاتية المشار إليها آنفاً): "نصها أشبه بمحاولات بهلوانية تائهة ومضطربة ومتلاعبة بأكثر من رغبة وهاجس ومطمع.. تنحو هذا المنحى من البوح الذي لا يغترف من الجرأة بقدر ما يستجر من الغرور، فقد أصبحت السيرة الذاتية بكل ما فيها من تأريخ وتوثيق ومخيلة تعتمد فكرة واحدة تتموضع بشراسة بلغت في بعض الصفحات حد الحماقة. إذا استثنينا من أعطافها وقاحة تذكر وتستشيط..
    وهي، قبل أن تسترسل في مثل هذا النقد، تعرج على سميح القاسم كاتب مقدمة السيرة، فتصفه بأنه "تهاوى وانجرف في تيار التبعية والتواطؤ".. فضلاً عن "الرتابة والانصياعية"، يضاف لذلك.. النرجسية والذاتية والمطامح الغائية" وصولاً إلى اتهامه.. بإدمان التلفيق الإعلامي".
    مثل هذا القاموس النقدي للكاتبة يتكرر، ويتطاول على امتداد الكتاب.
    فتصف صياغة طوقان لمذكراتها بأنها تحتمل الفهم الملتبس للنص، وأنها تكتب بلغة مسذجة ومتشاوفة ومتسامقة، وأن لقاءها بموشي دايان بعد حرب العام 1967، كان تملقاً مزدوجاً بين الطرفين، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا.. هل التجميل الفني بوسعه أن يخفي قبح مقاصد البوح؟.. و"هل لعقل سليم ألا تستثيره مثل هذه الانفعالات (المتشاوقة) (ربما من الشوق المزدوج بين دايان وطوقان) باستشباقات ذاتية نرجسية هائلة لمصادرة ذهن المتلقي مثل غيره، ومن ثم هندسته وبنائيته وفق مفاهيم استرضائية لمراحل مقبلة تتلاءم ومصلحة الشعب التوراتي لا سواه؟" (ص36)... وهكذا:
    إن العبارات المذكورة آنفاً جزء معبر عن كل، في اتهام الكاتبة للشاعرة الفلسطينية المقيمة في الأرض المحتلة (نابلس) فدوى طوقان، بالضبابية والعاطفية والغيبوبة الوطنية الواصلة لحد التواطؤ مع العدو، فكيف لشاعرة مهما كان وزنها الشعري، أن تتباهى بلقاء موشي دايان بعد هزيمة العرب المدوية في الخامس من حزيران 67، وتتباهى بمديحه لها، وكيف لها أن تقبل سفارته لدى جمال عبدالناصر عارضاً من خلالها الاجتماع به، وسفارة ثانية لها لدى ياسر عرفات، عارضاً أيضاً الاجتماع به..
    وقد قامت فدوى طوقان بالفعل بهاتين المهمتين، تقول طوقان في مذكراتها: "قال دايان: كيف ننسحب وهناك لاءات عبدالناصر، الفلسطينيون وحدهم هم القادرون على أن يؤثروا على عبدالناصر.
    هنا التفت إلى رئيس البلدية وإلى ابن عمي قدري متسائلة: ومن يفعل ذلك؟
    قال دايان: أفعلي أنت هذا".
    وكلفها دايان باللقاء بياسر عرفات في بيروت ففعلت أيضاً.
    وقامت خلال لقائها بناصر في القاهرة بعرض لقائه مع دايان، فرفض. وقامت أيضاً في بيروت بعرض هذا اللقاء على عرفات فرفض بدوره.
    هذا اللقاء بين طوقان ودايان، يؤكده ببعض تفاصيله، موشي دايان بالذات من خلال مذكراته التي نشرت ونقلت للعربية، بعنوان "يوميات قادة العدو -3- الفاشية - موشي دايان، دار المسيرة، بيروت (ص 144و145)، كما يؤكد تكليفه لها بمسعى لدى ناصر وعرفات. هو يذكر أيضاً أنه عاد فالتقاها ثانية بعد شهرين، في فندق الملك داوود في القدس. وسمع منها نقد عبدالناصر القاسي لها "فقد أخذ عليها التقاءها مع دايان".. فكأن فدوى طوقان بذلك كانت من التجارب الخطيرة الممهدة لكامب ديفيد، أو لأوسلو. والسؤال كيف؟ ولماذا؟..
    "هل هذه المذكرات بمثابة ورقة تفاوضية مبكرة، في ظل الهزائم العربية والفلسطينية؟... ولماذا يتم تجميل صورة اليهودي والإسرائيلي ممثلين بموشي دايان (الرهيب) في مذكرات فدوى طوقان، إلى حدود الإثارة؟
    ففي زمن المذابح الكبرى المتتالية للفلسطينيين والعرب، على يد قادة إسرائيل، أمن الجائز مديح اليهودي بمثل ما فعلته طوقان، ونفض الغبار عن سترة المحارب القاتل دايان، بيد الشعر الناعمة؟ بيد الإنسان.. وأي إنسان؟
    تأخذ السمان على طوقان أنها تتحدث يجيشان عاطفي ونرجسية شعرية وأوهام إنسانية عن اليهودي الملتبس بالصهيوني، وتهمل فلسطين والفلسطيني والعربي.. تهمل ذاتها، بل تنسى ذاتها.
    تلتفت إلى عشق دايان لجمع الآثار (كصاحب هواية فنية أو ثقافية) وتنسى أنه سارق كبير لأرض بكاملها هي فلسطين.. يجتمع بشاعرة ويقتل الأطفال. يطلب منها الوساطة لدى رموز عظيمة من التاريخ العربي المعاصر كجمال عبدالناصر في وقت هزيمته وانكساره. لذا تسأل السمان "كيف باستطاعة فدوى طوقان أن تسفح ماء وجهها حتى هذا الرمق؟ (ص72).
    وهذا النقد القاسي يصل بمبضعه في الفصل الثاني من الكتاب إلى محمود درويش.. من خلال قراءة نصية لقصيدته.. عندما يبتعد" من مجموعة "لماذا تركت الحصان وحيداً". وهي اتجاه درويش، أكثر هدوءاً وشفافية، منها تجاه طوقان فتحلل القصيدة مقطعاً ومقطعاً، وتورد مقارنات جيدة بينها وبين نصوص لشعراء إسرائيليين، تصل أحياناً لحد التطابق، مثل قصيدة للشاعر يهودا عميجابي عن سارة "سارة تخط الرسائل دون رحمة في بريد البحر/ عن عينيها الجميلتين.."..
    فسارة رمز التيه اليهودي والسف الدائم. ولدى درويش رمز مشابه للتشرد الفلسطيني. كما ثمة مقاربات بين درويش وبنحاس سديه وبينه وبين أوري بير نشتاني. وهي في غمرة اشارتها إلى توافقات إنسانية بين هؤلاء الشعراء (الأخوة بعيداً عن عداوة السياسة)، تنقلب فجأة لتسأل درويش، عن معنى "هناك" في مقطعه من القصيدة، حيث يخاطب العدو الضيف قائلاً:
    "تلمع أزرار سترته عندما يبتعد/ عم مساء" وسلم على بئرنا/ وعلى جهة التين/ وامش الهوينى على ظلنا في حقول الشعير/ وسلم على سرونا في الأعالي/ ولا تنس بوابة البيت مفتوحة/ في الليالي/ ولا تنس خوف الحصان من الطائرات/ وسلم علينا هناك إذا اتسع الوقت...".
    تجاه هذا الهدوء الشعري العجيب لمقطع درويش، تسأل السمان:
    "هل كانت هناك أوسلو أم كامب ديفيد أم مدريد أم القدس المهودة؟" (ص178). من الواضح، في النتيجة، أن السؤال سياسي وليس شعرياً، سواء كان حول طوقان في سيرتها الذاتية أو حول درويش في شعره. بل الكتاب بكامله سياسي إن لم يكن أيديولوجياً. بكاملها تقع في هذا الباب. تستطيع، على سبيل الافتراض، أن نستولد من هذا الكتاب كتاباً آخر بمعادلة موضوعية مؤسسة على الأسئلة التالية:
    - هل الصراع في فلسطين وعليها، بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن ينتهي بمصالحات إنسانية تميز بين اليهودي والصهيوني، وبين المدني العسكري.. هل في الإمكان هذا الفرز الصعب بل المستحيل في ظل مجتمع مسلح بكامله، هو المجتمع الإسرائيلي، يواجه شعباً مكشوفاً وأعزل بكامله هو الشعب الفلسطيني؟
    - أين منطق التاريخ في مراحل الصراع؟ سيما أن العنف الصهيوني يزداد ويستشرس عاماً بعد عام، وملكاً لإسرائيل بعد ملك؟ وقد توج بشارون. فأين السلم وأين يطير حمام الشعراء؟.
    - أين الشعر في حومة الحروب ومشاريع السلام؟ أية رؤيا له وأية توترات؟. أحقاً هو محرج لهذا الحد؟ ملتبس لهذا الحد؟ غائم ورخو في كثير من الأحيان؟.
    يقول محمود درويش "لو لا المسدس لاختلط الناي بالناي".
    ولكن المسدس كائن في الناي نفسه. فما العمل؟ لدى درويش ارتباك وجودي في شعره على الرغم من أنه فلسطيني اللحظة المعاصرة بكل احباطاتها وهدرها الدامي. يقول في ديوان جدارية "حبة القمح الصغيرة سوف تكفيني أنا وأخي العدو/ لعل شيئاً فيّ ينبذني/ لعلي واحد غيري/ من أنت يا أنا في الطريق اثنان.. خذني إلى ضوء الثلاثي كي أرى صيرورتي في صورتي الأخرى...".
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي مشاهدة المشاركة
    شكرا لك ... بارك الله فيك .
    والمصيبة انني قرات ان السلطة الفلسطينية برئاسة عباس ستقيم مراسيم عزاء لهذا الزنديق الهالك
    وبعض الجهلة في بعض المواقع يترحم عليه نعوذ بالله من الضلال ومن كل مايسخطه سبحانه ووا اسفاه على ماوصل اليه بعض من ينتسب الى الاسلام من الجهل بدينه والا فاين عقيدة الولاء والبراء ؟؟؟؟
    والبعض يقول لم تطلعوا على سره ربما تاب وأناب!!
    وكأننا مكلفين بالاطلاع على السرائر!!
    شكر الله مرورك واضافتك أخي الكريم..

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    5

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    الأخ محمود الغزي
    شاكرة اثراءك

    اسماعيل سعد
    دواوين وليس ديوان واحد ملآ بما تقشعر منه جلود الذين آمنوا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    غادا السمان لوكالة معا : لا يخجلني ان اعتذر لدرويش ولكن من يعتذر عما فعل ؟ وهل تحوّل الفلسطيني إلى عدو نفسه، عدو أخيه ؟
    التاريخ : 17 / 08 / 2007 الساعة : 13:40
    بيروت - خاص وكالة معا - في حوار جميل مع الشاعرة السورية غادا السمان كانت وكالة معا فخورة بمحاورتها ولكنها وبكل فن وروعة ردت تقول ( الفخر لي كما ان انجاز هذا اللقاء لوكالة تصفّحتها ولفتني ثراؤها وجديتها وجدواها لهذا اخترت أن نكون حقّا معا، ونواصل فعلا معا، ونؤمن بضرورة أن نكون معا ) .
    س : كتابك اسرائيليات بأقلام عربية اثار الكثير من ردود الفعل - من أية زاوية يجب ان نقرأ هذا الكتاب ؟
    غادا : تعددت الزوايا وتناقضت الأطراف وتداخلت التقديرات في ذلك كلّه لهذا وبعد خمسة أعوام من الحصيد المتراكم وبعد كلّ المطبّات التي تعرّضت لها والأحكام التعسفية الجائرة التي صدرت عن خفافيش المرحلة وصقور المنابر بحثا عن طريقة لإرضاء الكبير مقاما وقواف وغلالا وأرصدة وأوسمة على مدار الشعر وأضوائه وأزلامه وزبانيته وبعدما صار الممنوع حقّا مشروعا والآخر حقيقة قائمة لها من يدافع عنها بشراسة وبعدما خيّبتني رجالات المرحلة ونساؤها وغلمانها الموجودين في كافة مفارق خياراتنا لقطع جماح طموحاتنا والتنكيل برؤانا والقضاء على قناعاتنا المستتبّة ربما أجنح مع الجانحين يوما ، وأنا أجدني وحدي أطبق على جمرة اليقين، حتى بلغت ما لا يُطاق، وأنا أُحارَب بضراوة في كياني وحرفي وحرفتي ولقمة عيشي وكافة مصادرها. من أيّ زاوية ينبغي أن تقرأ إسرائيليات بأقلام عربية؟!!! ربما من زاوية من "سيعتذر عمّا فعل".
    س : تلك المطبات التي تعرضت لها اثرت على مسيرة غادا ام كانت دافعا باتجاه مزيد من الابداع ؟
    غادا: الإبداع في راهننا العربي عموما كلمة كبيرة بمنتهى المبالغة ، ويخجلني جدا أن أتحدّث عن معوّقات مسيرتي الخاصة ومطباتها في غمرة ما ينتاب عالمنا العربي وما يتربّص به، ولطالما كنت أتحدّث وأشير وأعرب عن مخاوفي وهواجسي حتى اتّهمت بأنني مريضة هلوسات بها من الدرجة الأولى، عندما أنجزت إسرائيليات بأقلام عربية كان الجنوب اللبناني قيد التحرير، ولم يكن العراق قد دخل مرحلة الاغتصاب بعد، ولم تكن فلسطين بلغت هذا التشرذم والانشقاق والوهم. كنتُ أستشعر الخطر كما أشار عني الناقد الكبير "حنّا عبود " عندما أطلق عليّ لقبا لي في مقالة نقدية شاسعة عَنونها بالخطّ العريض "غادة الجبل الأسود "، وفي حمّى اشتغالي على الإصدار كنت أراني "جان دارك " العصر، لكن يبدو أنّ الحماسة لا تنتاب شعوبنا ومثقفوها بغير النعر والتحفيز والمصالح، شعوب فقدت لهفتها وانفعالات، بعدما برمجتها الأنظمة على أكمل تقدير.
    ولا شكّ أنّ كلّ ما كان أعطاني مزيدا من القناعة أنّ الجهد الذي تكبّدته لإصداري ذاك لم يذهب هباء، رغم كل التجاهل والتجهيل الذي تعمّدته وسائل الإعلام والإعدام الثقافيّة بحقي.
    حيث أنّ الحرب التي شنّت لأجلي وإيقافي التعسفي عن الكتابة في معظم المنابر
    دليل ساطع على أهمية ما أقدمت عليه، وأنّ كلمة الحق ترهب من بوسعه أن يكون الأشد هيبة وترهيبا، كائنا من كان.
    س: لنعتبر جدلا بان كتاب اسرائيليات باقلام عربية لم يصدر هل ستتعرض غادة لتلك المطبات والاحكام التعسفية كما سميت من خافيش المرحله ؟
    غادا: بالـتأكيد لا، والدليل على ذلك أنني كنت الأكثر حضورا في جلّ المنابر العربية عموما واللبنانية خصوصا، كان لي أسبوعياتي وآرائي وتنظيراتي التي تُنشر جميعا دون قيد أو شرط، وكانت مقالاتي تقدّر على أحسن تقدير مادي ومعنوي، بل كان يُحتفى بها أيّما احتفاء.
    بعد الإصدار أغلقت كل منافذ الحبر فجأة، هل هي الصدفة؟، أن تتوحد جميع المنابر على قرار واحد؟ علما بأنّني أُواجَهُ علنا بما اقترفته يميني والمواجهة تتلخّص على الشكل التالي: "أصدرتِ كتابك، وأعلنتِ موفقك، دعِ الأشاوس تفيدك، ويبدو أنّ الأشاوس قد دخلت مرحلة المزايدات السياسية لأبقى وحدي في ميدان بلا منطق، وبلا رادع، وبلا ضمير.
    س: اذا الفئة التي عملت ضدك واضحة المعالم والحدود فما سرّ قوتها بمحاصرتك والعمل على ايقافك عن الكتابة في معظم المنابر كما اشرت ؟
    غادا : يبدو أن صندوق الدعم اليهودي للكاتب العربي، ليس هناك ما يوازيه لدى الفئات العربية الداعية للصمود سوى شعاراتها المهترئة، وأسسها البالية، لهذا نرى المثقفين كيف يتهاوى واحدهم تلو الآخر في أحضان الثقافة البديلة ثقافة الشللية، والدولار، والتطبيع ودائرة الضوء المغلقة على الأفراد وبعض المستزلمين لديهم، العاملين على إرضائهم، جملة وتفصيلا، تزميرا وتطبيلا.
    س : هل يساورك الندم على اصدار اسرائيليات باقلام عربية ؟
    أعلنت عن ندمي في قناة الحرّة، وكانت الحصيلة مزيدا من الرجم برؤوس الأقلام المدببة، أندم لأمر واحد فقط، عندما أرى أن الفلسطيني الذي آمنت به وبقضيته وبوجوده، يمكن أن يتحوّل إلى عدو نفسه، عدو أخيه، عدو قضيّته، عدو وطنه
    وبجملة هذه العداوت التي تنهال علينا بتفصيلات سياسة المهازل ، وفي غمرة وضوح درويش وخياراته المُعلنه التي أحترم فيها تلكَ العلنية ، وتلكَ المصالحة مع الذات، تسقط عني صفة الكشف أو الإكتشاف، فدرويش نفسه أعلن قبوله للآخر، وأعلن تصالحه مع الآخر، وأعلن ارتمائه وانتمائه لأحضان الآخر،ونلاحظ بريق نجمه الذي يتصاعد ويكرّس على امتداد الخارطة الترويجية، للنجومية أيضا بعلنية، ومباركة تسليمية من عمّال الثقافة الحالية، وهم يدءبون على تمهيد الطريق الذي شقّه درويش بصبر وجلادة حتى أصبح عرّاب المرحلة بامتياز .
    س : هل ندمت ؟
    غادا : ندمت لا أعلم، أعلم أنني خارج كل الإعتبارات، وأعلم أنّ المنطق خارج زمننا الراهن.
    كان من الواجب أن أنتظر تصدير كتابي لوقت يتوفّر فيه المنطق والمثقّف الحقيقي وأصحاب القضايا الكبيرة الجديرة باكتراثنا جميعا.
    س : من قصدت غادة بخفافيش المرحلة وصقور المنابر ؟
    غادا :صقور المنابر هم هؤلاء المتمترسين في سدّة القرار في الهياكل السريّة للثقافة العربية، والخفافيش هم جملة من الأتباع والأشباه والمريدين والمستزلمين.
    لو أنّ التوضيح يضمن خجلهم لأوضحتُهم اسما اسما. ولكن ماذا تفعل المواجهة في اللا حياء واللا حياة لمن تُنادي؟.
    تلك الخارطة لاجل الترويج وصولا للنجومية من يرسمها لدرويش ؟ وما انتج درويش للحظة الا يؤهله ليكون نجما ؟درويش نجم حقيقي، ونجم ساطع، ونجم مختلف ومغاير، لكنّ تكريس النجومية الإبداعية في زمن الجهل، والإسفاف، والرخص، والخلاعة، خدعة للجميع وخدعة لدرويش نفسه لجمهور العريض كان أكثر صدقا، يوم كان درويش معادلا ثوريا للقضية وقضيّة موازية لوطن سليب تستعيده القصيدة درويش اليوم، على إبداعه ، وأناقة حضورة، وجمال نصّه ونفسه، َقَدَ ميزة الحشد العفوي الحضور الهائل، أمور تترتّب سلفا ، تشتغل عليها كوادر، حزبية، وشخصانيات ثقافية بكل ما لها من مصالح، وكل ما عليها من التزامات وكل ما لديها من محسوبيات واعتبارات وترتيبات أبعد وأكبر مما نتصوّر بكثير، أجزم أنّ درويش هو المفاوض السرّي الأول لبعض الأنظمة التي تدّعي عفتها عن قبول التطبيع والتفاوض مع إسرائيل، كيف تفسّر إذن أن يُستقبل مثلا شاعر كدرويش على أكتاف نائب رئيس لجمهورية الصمود وعاصمة التصدّي والتي لا تكترث أصلا حتى بمبدعيها؟، يوم كان نائبها المعني نائبا يرزق ويسترزق ويستبدّ، قبل أن يتحوّل إلى المهجر كمُعارض خصم؟
    س : كيف كانت علاقتك بدرويش قبل صدور اسرائيليات باقلام عربية ؟
    غادا : أذكر في سنتي الجامعية الأولى في جامعة دمشق ، سمعت عن أمسية لدرويش لفتني وقتها كيف يتهامس الرفاق فيما بينهم لتجميع أكبر حشد ممكن لبيت الدعوة في حينه لم أعد أذكر الوجهة أين كانت بالتحديد وعندما شعرت أنني مجرد رقم زائد في غمرة نشوة الرفاق وما لديهم من "تحشيد" كبير، انسحبت على الفور. لأترك مكاني لسؤال كبير تفتقده مصداقية تظاهراتنا الثقافية، لو أنّ درويش اليوم جاء متأبّطا قصائده وإبداعه الحميم بمعزل عن انتمائه الأممي الغابر وبمعزل عن المواكبات الإعلاميّة الراهنة الجبّارة وبمعزل عن قضيّة اسمها فلسطين جرح الخاصرة الذي لم يلتئم، هل كان من المتوفّر أن نشهد لدرويش جمهورا بذات الكثافة؟
    س : ولكن في حينه كان درويش في ذلك الزمن وبناء على رأيك معادلا ثوريا للقضية والجمهور بعواطفه يحشد ولا اظن بانه حشد عفوي ؟ فلا مبرر لانسحابك ؟
    غادا : معادلا ثوريا لثورة صامتة، وثورة مؤجّلة، وثورة أشبه بفورة، لا تسفر عن غير عاصفة عابرة من التصفيق الحار، انسحبت في حينه ربما لكوني مجرد رقم زائد،أو ربما عاجزة من جملة العاجزين في عالم لا يملك سوى هزائمه وخيباته وانكساراته.
    فمثلا الكاتب حسن عجمي قد تناول درويش في معرض بحثه الفلسفي المتواصل منذ أول إصدار له والذي فتح سلسلة من الإصدارات الجادة في البحث والحقيقة لراهننا العربي حيث فقال في كتابه الاخير السوبر تخلف أن بعض الجمل الشعرية عند محمود درويش خالية من المعنى، وأضاف أن بعضا من شعر محمود يقع في خانة الشعر الغرائبي مثل عندما يقول: البرتقالة فكرة تضيء في الليل" و" التين انفرج الشفتين" و " المانجو لعاب يسيل على لذة مرئيّة".
    س : علاقتك المستقبلية بدرويش وهل من محبين لرأب الصدع بينكما؟
    غادا : المسألة بيني وبين شاعر كمحمود درويش ليست مسألة شخصية وإن حجموها إلى النمط المذكور، إعجابي بمحمود درويش هو الذي قادني للبحث والتدقيق، وربما الشاعر الحر يأبى المجهر بكل أشكاله، ومجهري جريء لا أنكر ذلك، وتستهويني المجازفة أحيانا، ومجازفتي مع محمود درويش بدأت من باب المغامرة ليقيني أن للحقيقة والزنزانة باب واحد دخلته بقليل من الشكّ وخرجتُ بمزيد من القناعة، قناعتي أنّ درويش ظاهرة، ستظل مكانها بكتابي أو بدونه، وقناعتي أني متلقية صعبة أرضى ذلك الشاعر أم لم يرضيه، وأن تتفاءل بالمحبين ليرأبوا الصدع فهذا مطلب أكبر من مستحيل فالجميع أصبح لهوفا على رضى الشاعر أكثر من الشاعر نفسه، فهي مناسبة خصبة للغاية علّمت الجميع كيف يصطاد في الماء ويعكّر كلّ ما فيه .
    فرصة جاءت لتضيف إلى كلّ ذي وجه متلّون، وجها أبيضا مستعارا ومستعرضا بامتياز
    لهذا أجزم أن لا سواه محمود درويش الشاعر الشاعر، وحده القادر على رأب الصدع،
    وكفّ أيادي التملّق عن زرع الغلّ في طريقي، يقيني أنّ درويش ذاته وفي قرارة نفسه يعلم جيدا أنّ ما ورد في إصداري إسرائيليات بأقلام عربية لم يكن من باب الإساءة، ولو لم يكن درويش بهذه القامة الشعرية الباهظة لما تكبّدت لأجله كامل
    أرصدتي لهذا أشكر سؤالك الذي أيقظني إلى ما أتمنى، كأن يجمعني الحرف بدرويش على متن صفحة من البياض الخالص كالذي سكبته من حبر الروح على مسرح مسيرته الطويلة اللافتة الجديرة ويكفي إصداري ذاك أن يكون له فضيلة المزايدات التي دخلها كل أزلام وأشباه وأتباع الثقافة العربية إكراما لعيني درويش الرائعتين دون أدنى شك.
    س : قلب الشاعر كما معروف كبير وأشعر بوضوح بإجابتك استاذه غادا فمن خلال وكالة معا غادا السمان ماذا تقول لمحمود درويش وهل تعتذري عن إصدارك إسرائيليات بأقلام عربية؟
    غادا : قبل كل شيء أنا أدين بالإعتذار لغادا فؤاد السمان معكم وأمامكم
    ولا أخفي أنني ككل المخلوقات العربية الصابرة على مضض، أتساءل ترى هل ينبغي أن نواصل عنادنا من أجل العناد فقط أم ينبغي أن نتحوّل مع من تحوّل لنخرج من عنق الزجاجة وزجاجتنا غير قابلة للكسر، لكنها قادرة على تحطيمنا إن أرادت،
    المشكلة أنّ النضال الحقيقي لم يفقد مشروعيته لكنه بكل تأكيد قد فقد "شرفه "، وشرف الفكرة أهم من الحفاظ على الفكرة ذاتها برأي، لأن النضال لم يعد مبنيا على أسس ومُثُل عليا، بل صار رديف الشوارع، كل من يحلم بزعامة يتحول إلى مناضل، يلتقي في يوم من أيام سعده بمموّل كبير يضمن له جاذبية خارقة تلملم كل من هبّ ودبّ مرّة باسم الوطن ومرّة باسم الدين ومرّة باسمنا ومرّات عديدة بلا اسم وبلا مبرر .
    أن اعتذر للشاعر محمود درويش يشرّفني أن أعلنها، ولكن أخشى أن يعتبرها تحديّا جديدا وهو القائل" لا تعتذر عما فعلت" .
    س : وكالة معا الاخبارية الفلسطينية المستقلة فخورة بعمل هذا اللقاء معك - ماذا تقولين للصحافيين طالما هم الذين يصيغون الرأي العام ؟ماذا تقولين للقارئ الفلسطيني - حول الادب وليس حول السياسة ؟
    غادا : الفخر لي وانجاز هذا اللقاء لوكالة تصفّحتها ولفتني ثراؤها وجديتها وجدواها لهذا اخترت أن نكون حقّا معا، ونواصل فعلا معا، ونؤمن بضرورة أن نكون معا.
    الصحافة اليوم دخلت مرحلة من مراحل الالتباس وكثر العاملون في حقولها
    والرأي العام يعاني من تصحّر مزمن إن على صعيد الإنتاج أو التطوير أو التركيز أو الحضور أو الفاعلية ولعلّ الإضطراب القائم مردّه لتقلّب المنطق وتخبّط المعقول، لذلك أعتقد أن الصحافيين هم هؤلاء الأنبياء وكما أقول دائما الذين لا يأتون إلا في الأزمنة المُتهالكة، وما أشدّ التهالك في زمننا هذا، طبعا ما يبذله الصحافيون هام جدا بأيّ إطار كان، فهم الناقل الحراري الفوري للحدث وما أفدح الأحداث في منطقتنا العربية، وما أفضحها أحيانا أخرى.
    القارىء الفلسطيني مميز بكل تأكيد، شأنه شأن المبدع، لكن بتقديري الاستقرار الأمني أولا والسياسي تاليا هو الأهم لاكتمال الدورة الحيوية بين المبدع والمتلقي
    وينبغي على كامل الفصائل الفلسطينية عدم الإنجرار إلى الدرك الذي أفقد الكثير من الأطراف أرصدتها لدى الشعوب العربية وزعزع مكانتها دون ريب .
    الشاشات أصبحت نافذة مفتوحة على الأحداث، ومايقع في العين من مشاهد وفظائع مخجلة فعلا لن يمحوها لا اللقاءات الدبلوماسية الباهتة ولا العلاقات المتينة المحتضرة ولكي لا أذهب بعيدا في الاسترسال، أكتفي بالشكر لكَ وبالتقدير لوكالة معا الإخبارية على إتاحة هذا الحوار الذي أعتزّ حقا بإضافته إلى رصيدي.
    نبذة عن الشاعرة السمان:
    غادا فؤاد السمان دمشقية مقيمة في لبنان منذ عام 1992 من مواليد 1964 وعضو اتحاد الكتاب العرب, عملت سكرتير تحرير القسم الثقافي جريدة الديار اللبنانية1993- 1995 , عملت سكرتير تحرير القسم الثقافي جريدة اللواء اللبنانية / 1995- 1996 تابعت النشر في النهار اللبنانية - السفير - الحياة / 1996 -2001 زاوية إسبوعية ثابته - الكفاح العربي اللبنانية / 1998 - 1999مديرة تحرير مجلة وفاء اللبنانية 1999 - 2000 .
    عملت في الصحافة الثقافية منذ عام 1987، حيث نشرت في الصحف الرسمية الثورية: تشرين، الثورة، البعث حتى أواخر 1991حاليا مسؤولة الصفحة الثقافية جريدة "صوت بيروت" الإسبوعية، مستشار ثقافي في مجلة الموقف اللبنانية.
    معدّة ومقدمة برنامج " اختلاف مع غادة فؤاد السمان " عبر إذاعة صوت بيروت ولبنان الواحد.
    صدر لها في دمشق 1989 / وهكذا أتكلم أنا صدر لها في دمشق 1991 / الترياق
    صدر لها 1995 في بيروت / بعض التفاصيل صدر لها عن دار الهادي 2001 / كتاب نقدي - إسرائيليات بأقلام عربية الدس الصهيوني كما صدرت من الكتاب نفسه الطبعة الثانية 2002, شاركت في مهرجان الشعر العالمي ، ومهرجان الشعر العربي ، ومهرجان الربيع شاركت في عشرات الاْمسيات والمهرجانات التي تقام في كل من لبنان وسورية عضو لجنة تحكيم جائزة / سعاد الصباح / عام 1998و 2000 ترجم شعرها إلى الاسبانية والانكليزية.
    قدمت أطروحة دكتوراه في شعرها / جامعة البعث السورية و جامعة زحلة اللبنانية
    نالت العديد من الدروع وشهادات التقدير من عدة دول عربية وكرّمت في ملتقى الشعراء في مدينة صفاقس - تونس بدرع الصنف الاْول وبإسم وزارة الثقافة التونسية على هامش معرض الكتاب صفاقس2002 تحت الطبع / ماقبل القيامة .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو وائل مشاهدة المشاركة
    لاحول ولا قوة إلا بالله الرجل مات دعك من هذا الأخ الكريم إهتم بما يفيدك وينفعك
    عجيب!! أليس مما ينفع المرء في دنياه واخراه النصح للغافلين؟؟
    (الدين النصيحة )

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    في ملك الله
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    بارك الله فيك ورزقك الجنة على غيرتك والحمدلله اني لا اعرفه ولم اسمع به من قبل

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    551

    افتراضي رد: إلى المتباكين على محمود درويش!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو وائل مشاهدة المشاركة
    لاحول ولا قوة إلا بالله الرجل مات دعك من هذا الأخ الكريم إهتم بما يفيدك وينفعك
    بل : إنا لله وإنا إليه راجعون !! على شخص لا يعرف أن الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد لا إله إلا الله.
    وأشكر أخي صاحب الموضوع على غيرته .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •