السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة ،كنت أكره الالتحاق بقسم العقيدة ،لماذا ؟
أعرف أن الساحة مليئة بالتيارات والمذاهب والأفكار ، وكنت أظن أن من يدعون السلفية هم أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية ،فلما أقرأ طريقتهم في الردود أو في النظرة والحكم المسبق على الآخرين يجعلني ألقي باللوم على قدوتهم ،ووالله ماقرأت كتابا لابن تيمية ،وإنما كونت هذه الصورة السيئة بناء على تصرفات من يدعون الانتساب إليه .
ثم أرغمت على دخول هذا القسم وكم بكيت وبكيت خوفا من كتب العقيدة ،لا أحبها ولماذا ،لاأعرف جوابا ولكن أعرف أنه قسم المناظرات والحكم المسبق على الأشخاص .
ومن نعم الله ان عزمت وبدأت دراستي قسم العقيدة ،ووالله بمجرد أن يبدأ الشيخ يكلفنا بتحضير الدرس من الدرء إلا وأبدأ القراءة والتحضير وأحسب أن قلبي سيقف من الإجهاد في فهم عبارات هذا الكتاب ،لقد كنت أتكلف قراءة 100صفحة من الدرء في يومين أو ثلاثة فقط أريد أن أفهم ما يقول هذا الشيخ ،وما أن تبدا محاضرة العقيدة وتنتهي إلا وأنا أذرف من الدمع ماالله به عليم ،أفكر كيف أتخصص عقيدة ،وأنا لا أفهم كلام شيخ الإسلام ،وكيف أصحح نيتي فالجامعة خصصتني فيما لا أريده ، عانيت وعانيت ،وانتهت السنة المنهجية ...وبتقدير ممتاز ،ولكن بنفس العقدة التي لم فهمها أحد ،لقد بحت لشيخي أني لا أفهم كتب شيخ الإسلام ،فظن أني صوفية أحب قراءة كتب الإمام الغزالي ،وكانت هذه علة أخرى أني أتهم بأي مذهب ولا علاقة لي به ،ومابي إلا الجهل التام بهذا التخصص .
الشاهد : عندما بدأت في البحث وطلبت كتب شيخ الإسلام الفتاوى مثلا قرأته من ج10-11 وأنا أظن أن سهامه ستنزل على التصوف بكل عنف أو سأقرأ بين كل سطرين جملة بدعة ،وحرام ....،فإذا به رجل عاقل يناقش المسائل بطريقة علمية فقهية ،ويفترض لكل حالة أوسؤال وجهين ثم يبني النتائج على المقدمات التي يفترضها ،ويركز على نقد التصوف الغالي
صرت أقول في نفسي : سامحني يابن تيمية كنت أكرهك بسبب من يدعون الانتساب إليك ،
قرأت كلام الإمام الذهبي في النقد وجدته كلام إخوة متحابين يرى كل واحد منهم أن الآخر اجتهدأ فأخطأ أو أصاب فهو مأجور ،
وندرس في جامعاتنا منهج التعامل مع المخالف كما في شرح الأصفهانية ،ولكن لا أثر لها في التطبيق .
هذه النظرة هي مانفتقدها في التعامل بيننا ،ووالله مابينكم في الألوكة أحيانا وليس من الجميع يظهر نزعة حدية ما ينبغي أن تكون بين طلاب العلم ،فضلا عن مجالس علمية ،
يظهر بيننا التحزب واضحا ،ووهو ليس لقضية وإنما يدخل في المناقشة أسماء أشخاص ،
فهل نستطيع المناقشة دون أن نلمز بعضنا أو نتخلى عن الحكم على مافي قلوب الآخرين ،ولماذا ننقد من الصوفية ادعاء معرفة شيوخهم لقلوبهم ونسمح للأنفسنا بالحكم على قلوب الآخرين ...؟
هداني الله وإياكم .