الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .

قال تعالى :
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف : 179



مررتُ على عامل ميكانيكي هندي الجنسية بالأمس " الجمعة " بعد صلاة العصر لكي يصلح لسيارتي ( الفحمات ) وبدأ عمله ثم بدأتُ الحديث معه عن الهند ... لأن هذا مما يُدخل السرور إلي قلبه فهو في غربة والحديث له عن بلده مما يُدخل السرور على نفسه ويجعله سعيداً ..
وبينما نحن نتحدث عن الهند وأحوالها , قال لي " فيه زلزال في اليابان "
يوجد زلزال قد ضرب اليابان .. فقلتُ له لا إشكال في ضرب الزلزال لليابان وقصدي أنهم قوم قد تعودوا على الأمر .. ثم قلتُ له :
هل تعلم أين تكثر الزلازل ؟
إنها تكثر في " إيران " ..
هل تعلم لماذا تكثر في " إيران " ؟
لأنهم تَكثرُ فيهم الفاحشة ..

ثم قلتُ له عن المتعة .. وأن بعض النساء يُتمتع بها " ساعة " قلتُ له هذا زواج .
فنظر إلي وقال" إيش هذ زواج " ما هذا الزواج .. أو يقصد .. كيف يكون هذا زواجا .

فابتسمتُ , فقال ," هذا ما في سوي حمار " يعني هذا لا يعمله الحمار ..
سبحان الله , الفطرة .
قلتُ له : لماذا ؟

قال: في معنى كلامه .. لماذا أتعب واتزوج وأربي بنتي وفي آخر المطاف , تخرج بنت جميلة رقيقة ويأتي فاسد ويأخذ بنتي ويعاقرها ساعة ويرميها لي .. لماذا أنا اتزوج أصلا وأنجب البنات إذا كان هذا مصيرهنَ ..
ثم قال كلمة أعجبتني .. " هذا والله ما في سوي غنم "
هذا والله لا تفعله الأغنام ..

قلتُ له : يُعطونها فلوس مال كثير ..
قال : ما الفائدة من هذا المال ولو كان كثيرا إذا هذه الطريقة التي وصل بها لي ؟
لماذا أنا اتعب واتغرب في بلادكم .. أليس من أجل المال ؟
هذا العمل سهل لكن هذا عمل لا يفعله العقلاء
.. " في معنى كلامه "

قلتُ أنا مؤدب :صدقتَ أيها العفيف ولو أنك بسيط " وكلنا بسطاء " فوالله أن هذا لا تفعله الأغنام ولا البهائم .. ولا يرضى مرتضى أن تكون ابنته كل ساعة او ساعتين يعاقرها رجل غريب ..

ومع بساطتك , إلا أنك والله خيرٌ بعقلك وفهمك وقلبك من " لصوص الأعراض والأغراض " المعمعمين .






(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج : 46 )

مؤدب




منقول