بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشرح النفيس لاختصار علوم الحديث لابن كثير , للشيخ أبي إسحاق الحويني
- بدأ علم الرجال و علم الأسانيد يأخذ المنحى الواضح جدا في القرن الثالث الهجري , لكن كان العالم من هؤلاء يتكلم بالكلمة و هذا يتكلم بالكلمة ... و لم يكن هناك قواعد معينة , إنما كان يتكلم العالم بالكلمة فنعتبرها قاعدة و الآخر يتكلم بالكلمة فنعتبرها قاعدة , لكنها مشتتة فبدأ بعض أهل العلم يجمع إصطلاح أهل الحديث في الخبر المقبول في كتاب , فأول من بدأ في هذا الجمع القاضي الرَمَهُرْمُزي له كتاب اسمه المحدث الفاصل بين الراوي و الواعي توفي سنة 360 هجرية , فوضع في هذا الكتاب بعض قوانين الرواية , ثم جاء بعده الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك له كتاب اسمه علوم الحديث و هو كتاب ينطوي على فوائد جمة , ثم جاء أبو نعيم الأصفهاني فعمل مستخرجا على كتاب علوم الحديث , إستدرك على الحاكم بعض الذي تركه و تعقّبه في بعض من ذلك , ثم جاء بعده القاضي عياض بكتاب اسمه الإلماع و هذا كتاب نافع جدا و ينطوي أيضا على فوائد كبيرة , ثم جاء بعدهم فارس الميدان و هو بحق كما قال ابن نقطة " كل من أتى بعده فهو عيال عليه " ألا و هو الإمام الخطيب البغدادي و قد وضع كتابا في هذا المجال و هو أنفع الكتب مطلقا , و أنصح أي طالب حديث أن يعتني به عناية خاصة ألا و هو كتاب الكفاية في علوم الرواية , ثم جاء بعد ذلك الميّانشي و له كتاب صغير لا قيمة له في الحقيقة إسمه ما لا يسع للمحدث جهله توفي سنة 581هـ , ثم جاء الإمام المتأخر الذي رزقه الله تعالى القبول ألا و هو أبو عمر ابن الصلاح و قد خدَمَتْهُ في الحقيقة عبارته و تبسيطه لهذا العلم فرزق الله تعالى كتابه المسمى بالمقدمة بالقبول فمن ناظم له و من شارح له و من مختصر له و من متَعَقِّب عليه , فأما الناظمون له فكالعراقي في الألفية و كالسيوطي أيضا نظمه في الألفية المشهورة , و أما المختصرون له فكثيرون منهم إبن الملقن في المقنع و ابن كثير في مختصر علوم الحديث , و أما الذين نكتوا عليه فكالعراقي في التقييد و الإيضاح و كالحافظ ابن حجر في كتابين الأول اسمه الإفصاح على مقدمة ابن الصلاح و لكن مات و ما أتمَّهُ و لا نعرف عنه شيئا , الكتاب الثاني و هو النكت على ابن الصلاح و هو الذي نُشِرَ منه القدر الذي كتبه ابن حجر , لأن ابن حجر مات و لم يُتم الكتاب النكت على ابن الصلاح , لكن النكت المنشور عليه الحال و هو الكتاب الصغير أما الكتاب الكبير فلانعرف عنه شيئا , و كذلك البُلَيْقيني له كتاب اسمه محاسن الإصطلاح على مقدمة ابن الصلاح , و أما الشارحون له مثل السخاوي في فتح المغيث لما شرح ألفية العراقي .
الشريط الأول من 16:30 دقيقة إلى 24:07 دقيقة