يقول الراشد ( بتصرف ) :
ومن غرائب التربية : أن الجديد والشاب الناشئ تستطيع أن تعظهما وتدعوهما إلى ترك الرياء والتكبر والمراء , يُعدّان ذلك منك إرشاداً وتربية وتوجيهاً , أمّا القديم المخضرم فإنك إن وعظته بمثل ذلك اعتبرها تهمة له , ورفض نصحك وزمجر , كأن لم تكن توبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم سبعين مرة آخر حياته .
ويقول :
لم تكن في أيام الدعوة الأولى ماجستيرات ودكتورهات لكن النفوس أصفى , أخي االذي يختلط دمه بدمي في الساحة : أصبحتُ أطعن فيه , كلنا علماء تنقصنا زيادة حب .
ليس يخيفنا أننا قلة , أو أننا بدون عدة , إنما الذي يخيف أن ننسى أنفسنا فلا نكون على صلح مع الله .
لو آمنا حق الإيمان لنتصرنا بإشارة أصبع , لا نطمع أن نعيش طول عمرنا مخلصين حق الإخلاص , إنما يكفينا أن نتوغل في الإخلاص الحق لحظةً بمقدار ركعة .
إن مراقبة تواريخ الفتن توضح أن كل من فجر في الخصومة كان من الذين لم يحصلوا على التربية الكافية في أول عمره
, وشرف النسب وبيوت المروءة والكرم تميل بالمخالف إلى العفة والسمو في أدب الخلاف .
إن الحساسية تبلغ مداها لدى الداعية السوي , ونفسه تعاف كل جو خانق غير نقي , إن روحه لا تطيق الأجواء المغبرة وانعدام الأوكسجين , ومؤلمةٌ هيَ لفحات التراب !!
الجنة هدف , طريقها الإيمان , والوسيلة الحب , والحارس النظام .
في بادئ الأمر قد نميل إلى الحلم مع المسيء , ولكن عند اللجاجة تكون العقوبة هيَ الحكمة .
أمور الخلاف المرير قد ترفع الرقة بين المختلفين ويكون البأس بينهم عنيفاً , إذ الأسباب تافهة .
إن المخالف إذا ارتكب إثماً بحق الأمة ولم يعاقب : تلفت وانتظر , لعل عقوبته تأخرت , فإذا ذهب زمن كاف ولم يعاقب : ظن أن الأمة تجله أو تخافه , فيرتكب إثماً ثانياً أكبر من الأول , حتى يكون الشقاق له عادة .
مثلما تجب مكافأة المحسن : تجب معاقبة المسيء , وإلا تجرأ آخرون على الإساءة , لما يرون من عدم محاسبة المسيء الأول .
إن دماء الشهداء إذ تسيل : تكتب واجباً على الأحياء أن يسيروا بلا خلاف في إتمام الشوط الذي بدأوه .
ذلك أول الحقوق الشخصية التي تثبت للشهداء , فمن ذا يطالب بحق الدم الضريج ؟
واأسفا على يوسف , باعه إخوانه بثمن بخس , وطغى عصر الضجيج .
ولا تنسوني من الدعاء
حياكم الله