بسم الله الرحمن الرحيم
( هذه رسالة للأستاذ محمد أحمد الراشد ضمن رسائل العين , أحببت أن أهذبها وأضيفها هنا لأهميتها )
أبيع بلا ثمن .... وأشتري بلا خيار
آهٍ مني , آه ....مني السبب
كيف أربي الآخرين ...وأنا أحتاج إلى التربية ؟
من لا يستطيع تصحيح أخطاء نفسه فلا يصح له أن يكون قيّماً على أخطاء الآخرين يصحّح لهم وينقد .
ــ ــ ــ
سبحان من خلق هذه النفوس
أي سر هو سر هذه النفوس ؟
حساسة ... متنوعة ... متقلبة
بينا تظنها في غاية الصفاء : تهزها مفاجأة فتطفو الشوائب .
وبينا تعاملها فتلمس نهاية السهولة : تدهمها قسوة فتدعها صلدة على اعنف ما تكون القسوة .
رضاها يُغلفه غَنَج ودلال
وغضبها يحب الاسترسال
بين سلمها وحربها يوم , وبين حلفها وهجتمها ساعة , وبين سكينتها وصَخَبها دقيقة , وبين ظَنيها الأول والثاني ثانية .
لا تُخفي سيفها في قُراب .... بل هو جاهز .
ولا تلجأ سهامها إلى جُعبة ... بل وتَر قوسها مشدود .
من اهلها من تستفزه كلمة ينسى معها قاموس التآخي , فيخرج إلى عدوان , ويجرّد أصحابه من كل فضل .
كأن لم تكن بينه وبينهم مودة وخبز وملح .
ومن أهلها من إذا جُهل عليه لا يحلم , ولا يعفو , ولا يصبر , ولا يرجو ما عند الله , بل يجهل فوق جهل الجاهلينا .
ومن أهلها من لا يعاتب عتاباً مُنجّماً أو معجلاً مضارعاً إذا ساءه أمر , بل يصبر ظاهراً , من غير عفو في الباطن , ولا يحاول أن يقسرها على النسيان والتغاضي , وإنما يكتم في قلبه ثم يكتم , ويُظهر الابتسام , وفي الداخل يتعاظم الركام حتى إذا بلغ أطناناً ثقيلة : انهار السد , فيفجأ المساكين سيلُ العرم , ويتكرر ذلك منه سنوياً , فيحاسب إخوانه على ما سلف منهم معه , وتكون كبيرة كمية الإتهام , لتراكمها , ويعين ذاكرته بدفتر التقويم , الذي أحصى فيه ما نسوه وأرّخه وضبط ألفاظهم , وقد يحتفظ برسائل منهم ووثائق فيها هفوات لفظية ليستعملها أدلة في التجريم , فتكون ثَم الآلام , وأصداء الآلام , وما هو أعتى من الآلام .
وأقول :
ومن جرّب عرف
وللرسالة بقية
حياكم الله