تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 25 من 25

الموضوع: النذر لغير الله ، هل هو شرك أكبر مطلقاً ؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: النذر لغير الله ، هل هو شرك أكبر مطلقاً ؟

    لعـل في هذا النقل توضيح جيد للمسألة :
    يقول ابن نجيم الحنفي نقلاً عن الشيخ قاسم في " شرح الدرر " ما نصه : ( وأما ا لنذر الذي ينذره أكثر العوام على ما هو مشاهد ، كأن يكون للإنسان غائب ، أو مريض ، أو له حاجة ضرورية ، فيأتي بعض الصلحاء فيجعل سترة على رأسه فيقول : يـا سيدي فلان ، إن رُد غائبي ، أو عوفي مريضي ، أو قضيت حاجتي ، فلك من الذهب كذا ، أو من الفضة كذا ، أو من الطعام كذا ، أو من الماء كذا ، أو من الشمع كذا ، أو من الزيت كذا ، فهذا النذر باطل بالإجماع لوجوه :
    منها : أنه نذر لمخلوق ، وهو لا يجوز لأنه عبادة ، والعبادة لا تكون للمخلوق ، ومنها : أن المنذور له ميت والميت لا يملك ، ومنها : أن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله تعالى ، فاعتقاد ه ذلك كفـر .
    اللهم إلا إن قال : يا الله إني نذرت لك إن شفيت مريضي ، أو رددت غائبي أن أُطعم الفقراء الذين بباب السيدة نفيسة ، أو الفقراء الذين بباب الإمام الشافعي ، أو الإمام الليث ، او أشتري حُصراً لمساجدهم ، أو زيتاً لوقودها ، أو درهم لمن يقوم بشعائرها ، إلى غير ذلك مما يكون نفع للفقراء ، والنذر لله ، وذِكرُ الشيخ إنما هو محل لصرف النذر لمستحقيه ، القاطنين برباطه أو مسجده ، او جامعه ، فيجوز بهذا الاعتبار
    ، إذ مصرف النذر الفقراء ، وقد وجد المصرف ، ولا يجوز أن يصرف ذلك لغني غير محتاج ، ولا لشريف ذي منصب ، لأنه لا يحل له الأخذ ما لم يكن محتاجاً فقيراً ، ولا لذي النسب لأجل نسبه ما لم يكن فقيراً ، ولا لـذي علم لأجل علمه ما لم يكن فقيراً ، ولم يثبت في الشرع جواز الصرف للأغنياء للإجماع على حرمة النذر للمخلوق ، ولا ينعقد ولا تشغل الذمة به ، ولأنه حرام بل سُحت ولا يجوز لخادم القبر أخذه ولا أكله ولا التصرف فيه بوجه من الوجه ، إلا أن يكون فقيراً ، أو له عيال فقراء ، وهم مضطرون فيأخذنه على سبيل الصدقة المبتدأة ، فأخذه أيضاً مكروه ما لم يقصد الناذر التقرب إلى الله تعالى ، وصرفه إلى الفقراء بقطع النظر عن نذر الشيخ .
    فإذا علم هذا فما يؤخذ من الدراهم وغيرها وتنقل إلى أضرحة الأولياء تقرباً إليهم حرام بإجماع المسلمين ، ما لم يقصدوا صرفه للفقراء الأحياء قولاً واحداً ) إهـ البحر الرائق (2 /321 ) للإمام ابن نجيم الحنفي .

  2. #22

    افتراضي رد: النذر لغير الله ، هل هو شرك أكبر مطلقاً ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أرى أن الرد قد جاءك من رفيق دربك، ولكن لا بأس بالرد عن بعض ما أوردته في تعقيبك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    التزام بأي شيء .. مثل : التزام بتسريج القبر ، أو إنارته ، أو وضع الزهور حوله .. وغير ذلك من البدع .. ولا أقصد به الصلاة لصاحب القبر ، أو الصيام له ، لأن هذه الأفعال بذاتها شرك أكبر ، سواء أكانت بنذر أم مجردة عنه .
    .
    الحمد لله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    كون ابن تيمية - رحمه الله - يقول إن النذر لغير الله شرك ، لا يعني ضرورة أنه شرك أكبر .
    غير صحيح، لأن النذر لغير الله شرك أكبر ولا يوجد نذر لغير الله من الشرك الأصغر.
    أما قول شيخ الإسلام عن الحلف بغير الله أنه شرك، فهذا معلوم أنه يقصد الشرك الأصغر، إلا إذا جاءت قرينة من كلام الشيخ تجعله من الشرك الأكبر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    لم أفهم كلامك .. لعلك تقصدين : ( ينذر لغير الله أن يلتزم بشيء محرم لغير الله ) ؟
    فإن كان كذلك ، فهو مثل أن يقول رجل : عليّ للشيخ البدوي أن أزيّن قبره إن رزقني الله مالاً .
    فهنا هو يوجب على نفسه تزيين قبر هذا الشيخ إن رزقه الله مالاً ، ظاناً منه أن إكرام وتشريف قبر الشيخ البدوي قربة إلى الله .
    .
    سؤالي هذا الذي لم تفهمه، هو عين ما قلته أنت، في تعريفك لأنواع النذر لغير الله، والذي لم أفهمه أنا بدوري، ولذلك طلبت منك مثالا فأنت قلت :-
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
    فالنذر لغير الله أنواع :
    إما أن يقسم بالله أن يلتزم شيئاً محرماً لغير الله .. فهذا عليه كفارة
    فأنت هنا تصرح أن من أنواع النذر لغير الله هو أن يقسم بالله، فكيف يكون نذرا لغير الله وهو يقسم بالله ؟!
    ولكن يظهر من استغرابك ومن مثالك أنك لم تع ما كتبته.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    كمن يقول : عليّ لوالدي أن أعطيه مئة دينار إن وفقني الله في عملي ، وهو يعلم أن إكرام الأب يرضي الله تعالى .
    .
    أولا هذا لا يعد نذرا وإنما هو وعد أو لنقل عهدا قطعته على نفسك اتجاه والدك، ولقد ورد هذا السؤال والجواب عنه في فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -:
    قبل مدة من الزمن قد تزيد عن السنة وفي منطقة معينة، وكان لي زملاء فقلت لهم: إن حصل لي كذا وكذا فلكم علي أن أذبح لكم ذبيحة، بهذا اللفظ، وبالطبع حصل ما كنت أقصده، ولكن سافرت وابتعدت عن هؤلاء الزملاء سفر فجأة بحكم العمل، ولم أتذكر ذلك إلا بعد مغادرتي تلك المنطقة، التي نذرت فيها النذر المخصص لأولئك النفر المخصصون، والسؤال: هل يلزمني أن أوف بنذري في مكاني الحالي، أو في أي مكان، وعند أي أناس، مع العلم أنه ليس لي بالإمكان رجوعي إلى مقري السابق؟
    هذا ليس بنذر إذا قال إن حصل لي كذا وكذا فلكم علي كذا، فهذا ليس من النذر هذا وعد، النذر أن يقول: صدقة لوجه الله أو نذرٌ لله عليَّ إذا شفاني الله، أو حصل لي كذا وكذا أن أفعل كذا وكذا، أن أصوم كذا، أن أتصدق بكذا، أما أقول: إن حصل لي كذا أعطيتكم كذا، أو ذبحت لكم ذبيحة هذا وعد، وليس بنذر، فإن ذبح لهم فلا بأس وإن ترك فلا بأس، لا يلزمه ذلك، وإن تيسر وذبح لهم فهذا حسن، أما إذا نذر نذراً قال: صدقة لوجه الله عليّ، أو نذرٌ لله عليّ أن أفعل كذا وكذا إذا حصل كذا وكذا، فليوف بنذره، نذر الطاعة، إذا كان للفقراء للمساكين أو صلاة أو صوم شرعي فلا بأس، أما لو ...... أحد معين يقول: نذر لله عليّ أو صدقة لوجه الله عليّ إن شفاني الله أن أعطي فلاناً كذا أو أكسوه وهو فقير يستحق ذلك فإنه يوفي.
    http://www.binbaz.org.sa/mat/9371
    وباقي المشاركة كانت في الإستفسار عن النذر وماهيته وقد أجابك عنها الإمام الدهلوي في مشاركته.
    نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
    هذا ما عندي والله تعالى أعلم.
    سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: النذر لغير الله ، هل هو شرك أكبر مطلقاً ؟

    السلام عليكم ،

    ما نقله الأخ (الإمام الدهلوي) عن ابن نجيم الحنفي هو في الذي يعتقد أن الميّت يشفي المرضى ويردّ الغائبين ، وما إلى ذلك .. وهذا قطعاً شرك أكبر .

    سؤالي هو في الحالة التالية :

    - رجل يعتقد أن الميت ولي من أولياء الله الصالحين .
    - يعتقد أن إكرام أولياء الله الصالحين هو قربة لله ، وأخطأ في نوع هذا التكريم ، وظنّ أن من نوعه تسريج القبر .
    - قال : لوليّ الله الذي في القبر أن أسرّج قبره إن رزقني الله مالاً ، وهو في نيته تكريم وليّ الله ، لأن الله يحب تكريم أوليائه .

    هذا كان سؤالي .. ولم يكن غيره .

    أما تفريقك بين الوعد والنذر ، مع كون الصيغة واحدة ، فهذا غريب .. لأن الوعد هو نفسه النذر .

    يعني كيف يكون قولنا : (( لوليّ الله عليّ أن أسرّج قبره إن رزقني الله مالاً )) .. نذراً .. وقولنا : (( لوالدي عليّ أن أعطيه مئة دينار إن رزقني الله مالاً )) .. وعداً ؟؟ .. كيف والصيغة واحدة ؟؟

    يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى : 28/460-461]:
    وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ } أَيْ : عَهْدَهُ الَّذِي عَاهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوْ عَاشَ . وَالنَّحْبُ : النَّذْرُ وَالْعَهْدُ . وَأَصْلُهُ مِنْ النَّحِيبِ الصَّوْتُ . وَمِنْهُ : الِانْتِحَابُ فِي الْبُكَاءِ وَهُوَ الصَّوْتُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ فِي الْعَهْدِ . ثُمَّ لَمَّا كَانَ عَهْدُهُمْ هُوَ نَذْرُهُمْ الصِّدْقُ فِي اللِّقَاءِ - وَمَنْ صَدَقَ فِي اللِّقَاءِ فَقَدْ يُقْتَلُ - صَارَ يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ { قَضَى نَحْبَهُ } أَنَّهُ اُسْتُشْهِدَ . لَا سِيَّمَا إذَا كَانَ النَّحْبُ : نَذْرُ الصِّدْقِ فِي جَمِيعِ الْمُوَاطِنِ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَقْضِيهِ إلَّا بِالْمَوْتِ
    فالنذر والعهد والوعد والنحب بمعنى ..

    جاء في لسان العرب :
    والنَّحْبُ : النَّذْرُ ، تقول منه : نَحَبْتُ أَنْحُبُ ، بالضم ؛ قال :

    فإِني ، والـهِجاءَ لآِلِ لأْمٍ ، * كذاتِ النَّحْبِ تُوفي بالنُّذورِ

    وقد نَحَبَ يَنْحُبُ ؛ قال : يا عَمْرُو يا ابنَ الأَكْرَمينَ نسْبا ، * قد نَحَبَ الـمَجْدُ عليك نحْبا

    أَراد نَسَباً ، فخَفَّفَ لمكان نَحْبٍ أَي لا يُزايِلُك ، فهو لا يَقْضي ذلك النَّذْرَ أَبَداً .
    وجاء في الصحاح :
    النَحْبُ : النَذْرُ . تقول منه : نَحَبْتُ أنْحُبُ بالضم .
    هذا معنى النحب .. وهو نفس معنى النذر .. وهو أيضاً نفس معنى الوعد والعهد .

    فنفهم إذن ، أن عهد المؤمنين لله تعالى .. هو نذرهم الصدق له .

    وجاء في لسان العرب :
    النَّذْرُ : النَّحْبُ ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً ، وجمعه نُذُور
    وقال الخليل بن أحمد في كتاب العين :
    النَّذْر : ما ينذُر الإنسانُ فيجعلُه على نفسه نَحْباً واجباً
    وجاء في القاموس المحيط :
    ونَذَرَ على نَفْسِه ، يَنْذِرُ ، ويَنْذُرُ نَذْراً ، ونُذوراً : أوجَبَهُ ،
    كانْتَذَرَ ، ونَذَرَ مَالَهُ ،
    ونَذَرَ لله سبحانَه كذا .
    أو النَّذْرُ : ما كان وعْداً على شرطٍ ، فَـ : عَليَّ إنْ شَفَى اللّهُ مَريضي كذا : نَذْرٌ ؛ وعليَّ أن أتَصَدَّقَ بِدِينارٍ ، ليس بِنَذْرٍ .
    جاء في [اللباب في علوم الكتاب : 16/129] عند قوله تعالى : { يوفون بالنذر } :
    قال الكلبي : « يُوفُونَ بالنَّذرِ » أي : يتممون العهود لقوله تعالى : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ الله } [ النحل : 91 ] و { أَوْفُواْ بالعقود } [ المائدة : 1 ] أمرٌ بالوفاء بها ؛ لأنهم عقدوها على أنفسهم باعتقادهم الإيمان .

    قال القرطبي : « والنذر : حقيقته ما أوجبه المكلف على نفسه [ من شيء يفعله ، وإن شئت قلت في حد النذر هو إيجاب المكلف على نفسه ] من الطاعات ، ما لو لم يوجبه لم يلزمه » .

    وقال ابن الخطيب : الإيفاءُ بالشيء هو الإتيان به وافياً .

    وقال أبو مسلم : النذر كالوعد ، إلا أنه إذا كان من العباد فهو نذر ، وإن كان من الله فهو وعد ، واختص هذا اللفظ في عرف الشرع بأن تقول : لله عليَّ كذا وكذا من الصدقة ، أو يسلم بأمر يلتمسه من الله - تعالى - مثل أن تقول : إن شفى الله مريضي ، أو ردَّ غائبي فعليَّ كذا وكذا ، واختلفوا فيما إذا علق ذلك بما ليس من وجوه البر كقوله : إن أتى فلان الدَّار فعلى هذا ، فمنهم من جعله كاليمين ، ومنهم من جعله من باب النذور .
    وقال الطبري في [تفسير الطبري : 24/95]:
    والنذر : هو كلّ ما أوجبه الإنسان على نفسه من فعل
    وقال الرازي في [مفاتيح الغيب : 16/220]:
    المسألة الأولى : الإيفاء بالشيء هو الإتيان به وافياً ، أما النذر : فقال أبو مسلم : النذر كالوعد ، إلا أنه إذا كان من العباد فهو نذر ، وإن كان من الله تعالى فهو وعد ، واختص هذا اللفظ في عرف الشرع بأن يقول لله عليَّ كذا وكذا من الصدقة ، أو يعلق ذلك بأمر يلتمسه من الله تعالى مثل أن يقول : إن شفى الله مريضي ، أو رد غائبي فعليَّ كذا كذا ، واختلفوا فيما إذا علق ذلك بما ليس من وجوه البر ، كما إذا قال : إن دخل فلان الدار فعليَّ كذا ، فمن الناس من جعله كاليمين ، ومنهم من جعله من باب النذر ، إذا عرفت هذا ، فنقول للمفسرين في تفسير الآية أقوال : أولها : أن المراد من النذر هو النذر فقط ، ثم قال الأصم : هذا مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات . لأن من وفى بما أوجبه هو على نفسه كان بما أوجبه الله عليه أوفى ، وهذا التفسير في غاية الحسن . وثانيها : المراد بالنذر ههنا كل ما وجب عليه ، سواء وجب بإيجاب الله تعالى ابتداء ، أو بأن أوجبه المكلف على نفسه ، فيدخل فيه الإيمان وجميع الطاعات ، وذلك لأن النذر معناه الإيجاب . وثالثها : قال الكلبي : المراد من النذر العهد والعقد ، ونظيره قوله تعالى : { أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } [ البقرة : 40 ] فسمى فرائضه عهداً ، وقال : { أَوْفُواْ بالعقود } [ المائدة : 1 ] سماها عقوداً لأنهم عقدوها على أنفسهم باعتقادهم الإيمان .
    باختصار شديد ، النذر معناه العهد والنحب ، أي إيجاب الشيء على النفس وعداً .

    فأن يقول أحدهم إن قولنا : "لكم عليّ أن أطعمكم إن رزقني الله مالاً" .. ليس نذراً .. وأما قولناً : "لله عليّ أن أطعمكم" .. هو نذر .. فهذا لا يستقيم .

    أما قولك :
    فأنت هنا تصرح أن من أنواع النذر لغير الله هو أن يقسم بالله، فكيف يكون نذرا لغير الله وهو يقسم بالله ؟!
    يقسم بالله أن يلتزم لغيره .. كمن يقول : أقسم بالله أن أزيّن قبر البدوي ..

    فنعود للسؤال مجدداً ..

    رجل يقول : لوالدي عليّ أن أعطيه مئة دينار إن رزقني الله مالاً .. يقولون هذا ليس نذراً .

    ولكن إن مات والدي ، وقلت نفس الشيء ، صار نذراً !

    يعني ما أفهمه هو : إن الفعل يكون نذراً فقط إن مات الشخص ، وأما إن كان حياً ، فنفس الفعل يسمى وعداً وليس نذراً !

    فهل فهمي صحيح ؟ أم أنني أخطأت الفهم أيضاً ؟

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: النذر لغير الله ، هل هو شرك أكبر مطلقاً ؟

    وشيء آخر يا أختنا ، أود منك أن تبيّني لنا أيّاً من هذه يكون نذراً شركياً مخرجاً من الملة ، وأيها لا يكون ..
    [*]- في حال المباحات :

    - في شأن الغائب : رجل قال : لصديقي المسافر عليّ أن أكرمه إن عاد من السفر .
    - في شأن الحيّ الحاضر : رجل قال : لك عليّ أن أكرمك إن أنجزت عملك .
    - في شأن الميت : رجل قال : للميت فلان عليّ أن أدعو الله له في ظهر الغيب ، وأسدّ دينه ، وأرعى عياله .

    وفي شأن الميت ، يقول النبي : (( أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه )) .. فعليه رجل قال : لأبي الميّت عليّ أن أصل وُدّه .

    هل أيّ من هذه من الشرك الأكبر أو حتى البدع ؟

    ---------------
    [*]- في حال الشرك الأصغر :

    - في شأن الغائب : رجل قال : لصديقي الحاج عليّ أن أتبرّك به إن عاد من الحج .
    - في شأن الحي الحاضر : رجل قال : لك عليّ أن أتبرك بك بعد ختمك للقرآن حفظاً .
    - في شأن الميت : رجل قال : للميت فلان عليّ أن أتبرك بقبره إن زرته .

    ---------------

    وأخيراً ، في شأن رسول الله .

    - رجل قال : لرسول الله عليّ أن أسلّم عليه إن زرت قبره .
    - وآخر قال : لرسول الله عليّ أن أصلي عليه كلما ذكره الذاكرون .
    - وثالث قال : لرسول الله عليّ أن أزيّن قبره إن زرته ، قربة إلى الله .

    أفيدينا ،

    وجزاك الله خيراً

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: النذر لغير الله ، هل هو شرك أكبر مطلقاً ؟

    جاء في [المبسوط : 4/211]:
    ثُمَّ النَّذْرُ إنَّمَا يَصِحُّ بِمَا يَكُونُ قُرْبَةً مَقْصُودَةً ، فَأَمَّا مَا لَيْسَ بِقُرْبَةٍ مَقْصُودَةٍ فَإِنَّهُ لَا يَصِحُّ الْتِزَامُهُ بِالنَّذْرِ ، لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : { مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلِيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ } ؛ لِأَنَّ النَّاذِرَ لَا يَجْعَلُ مَا لَيْسَ بِعِبَادَةٍ عِبَادَةً ، وَإِنَّمَا يَجْعَلُ الْعِبَادَةَ الْمَشْرُوعَةَ نَفْلًا وَاجِبًا بِنَذْرِهِ ، وَمَا فِيهِ مَعْنَى الْقُرْبَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ مَقْصُودَةٍ بِنَفْسِهَا ؛ كَتَشْيِيعِ الْجِنَازَةِ ، وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ ، لَا يَصِحُّ الْتِزَامُهُ بِالنَّذْرِ ، إلَّا فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُمَا اللَّهُ - قَالَ : إنْ نَذَرَ أَنْ يَعُودَ مَرِيضًا الْيَوْمَ صَحَّ نَذْرُهُ ، وَإِنْ نَذَرَ أَنْ يَعُودَ فُلَانًا لَا يَلْزَمُهُ شَيْءٌ ؛ لِأَنَّ عِيَادَةَ الْمَرِيضِ قُرْبَةٌ شَرْعًا ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : { عَائِدُ الْمَرِيضِ يَمْشِي عَلَى مَحَارِفِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ } وَعِيَادَةُ فُلَانٍ بِعَيْنِهِ لَا يَكُونُ مَعْنَى الْقُرْبَةِ فِيهَا مَقْصُودًا لِلنَّاذِرِ ، بَلْ مَعْنَى مُرَاعَاةِ حَقِّ فُلَانٍ ، فَلَا يَصِحُّ الْتِزَامُهُ بِالنَّذْرِ ، وَفِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ قَالَ : عِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَتَشْيِيعُ الْجِنَازَةِ ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَعْنَى حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى ، فَالْمَقْصُودُ حَقُّ الْمَرِيضِ وَالْمَيِّتِ ؛ وَالنَّاذِرُ إنَّمَا يَلْتَزِمُ بِنَذْرِهِ مَا يَكُونُ مَشْرُوعًا حَقًّا لِلَّهِ تَعَالَى مَقْصُودًا
    خلاصة الكلام هنا هو :

    أن النذر إما أن يقترن به عبادة .. وإما ألا يقترن به عبادة .

    فما كان من نذر لعبادة ، هي حق لله خالص لله تعالى ، فإن صرفه لغير الله شرك أكبر .. ليس باعتبار النذر ، بل باعتبار العبادة .

    وما كان من نذر لغير عبادة ، فإن صرفه لغير الله هو بحسب النية .. فإن كان بنية التقرب إلى الله من خلال هذا الغير ، فهو بدعة .. وإن كان بنية التقرب إلى هذا الغير كما يتقرب إلى الله ، فهو شرك أكبر ..

    فهو إذن أحوال ، وليس حالاً واحداً .

    والنذر كما بيّنا معناه : إيجاب الشيء على النفس .. وهذا الإيجاب تختلف نيّة صاحبه .

    فمن قال : إن النذر لغير الله شرك أكبر مطلقاً .. فقد أسرف وجازف .. بل إن في المسألة تفصيل ، وهذا ما بيناه .

    إلى هنا ينتهي البحث .

    والحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •