تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الرواية بالمعنى – الاختلاف في صيغ التشهد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي الرواية بالمعنى – الاختلاف في صيغ التشهد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده
    أما بعد،
    ليس القصد هنا مناقشة مسألة الرواية بالمعنى وقوعا أو عدما .. بل هي مدافعة بقدر الوسع عن السنة من شبهات بعض الأقزام المشككين.
    وإليكم الشبهة:
    يقول أحد كتاب الروافض المخذولين: إن بعض الصحابة والتابعين والرواة من بعدهم يروون الحديث بالمعنى، وهذا التناقل عبر الأجيال والقرون شابه التغيير، هذا من الرواة المخلصين، فكيف بالكذبة والمبتدعين الذين تعمدوا الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومنهم من اعترف أنه وضع المئات من الأحاديث، والنتيجة أن أصاب السنة الوضع والتحريف، فكيف نأمن على ديننا إذا اتبعنا السنة؟
    ثم يضرب المأفون على ما افتراه مثالا للاختلاف بصيغة التشهد في الصلاة التي وصلت إلى تسع صيغ مختلفة هي:
    * تشهد عبد الله بن مسعود بصيغة أخرجها البخاري ومسلم يقول فيها: علمني رسول الله التشهد، وكفي بكفه كما يعلمني السورة من القرآن: "التحيات لله والصلوات والطيبات،،".
    * تشهد أبي موسى الأشعري: "التحيات الطيبات والصلوات والملك لله,,". وفي النسائي: "التحيات الطيبات الصلوات لله"
    * تشهد ابن عباس الذي رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن، قال: كان رسول الله يعلمنا التشهد كما يعلمنا السور من القرآن، فيقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله،،،".
    * تشهد جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: بسم الله وبالله، التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار.
    * تشهد عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "التحيات الطيبات، الصلوات الزاكيات لله",
    * تشهد عمر بن الخطاب المروي في الموطأ: عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يقول: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله،،".
    * تشهد ابن عمر : "التحيات لله الصلوات الطيبات،،، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، قال ابن عمر: زدت فيها وبركاته.
    * حديث سمرة بن جندب: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها فابدءوا قبل التسليم فقولوا: "التحيات الطيبات والصلوات والملك لله، ثم سلموا على اليمين ثم سلموا على قارئكم، وعلى أنفسكم".
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: الرواية بالمعنى – الاختلاف في صيغ التشهد

    الرد على شبهة الرواية بالمعنى
    أولا: اختلاف ألفاظ الحديث ليس تحريفا للسنة:
    * مناقشة ألفاظ حديث التشهد
    هؤلاء المشككون ليسوا أمناء في النقل، ويعتمدون على أن أحدا لن يراجع المصادر التي نقلوا عنها، ولما رجعنا إلى الصيغ التي نسبها لكل صحابي وجدناهم يبدلون ويغيرون لتزيد هوة الاختلاف بين صيغ التشهد، ناسبا ما تعمده من خطأ إلى الصحابة ورواة الأحاديث:
    * تشهد عبد الله بن مسعود : "التحيات لله، والصلوات والطيبات،"، أخرجه البخاري ومسلم والنسائي, وهو عند أَهْل الْحَدِيث أَشَدُّ صِحَّة. وَإِنْ كَانَ تشهد ابن عباس وأبي موسى صَحِيحًا.
    * تشهد أبي موسى الأشعري ليس كما أورده المتشكك في هجومه : "التحيات الطيبات والصلوات والملك لله,,". بل إن الصيغة الثابتة عن تشهد أبي موسى الأشعري هي: "التحيات الطيبات والصلوات لله،،"، وهذه الصيغة فيها تقديم وتأخير، لا يؤثر على المعنى، وهذه الصيغة أخرجها مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، وسنن النسائي وأبو داود والدارمي: وليس فيها "والملك لله"، فلا ندري من أين أتى بلفظة: "والملك لله".
    * تشهد ابن عباس وهو من أفراد مسلم، وأصحاب السنن، ليس كما أورده المتشكك: "التحيات الصلوات الطيبات لله،،،"، وإنما "التحيات المباركات، الصلوات الطيبات لله". والاختلاف في هذه الرواية في إضافة كلمة المباركات بعد التحيات. يقول النَّوَوِيُّ : تَقْدِيرُهُ وَالْمُبَارَكَا تُ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ كَمَا فِي حَدِيثِ اِبْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ وَلَكِنْ حُذِفَتْ الْوَاوُ اِخْتِصَارًا وَهُوَ جَائِزٌ مَعْرُوفٌ فِي اللُّغَةِ, ويرى الشَّافِعِيّ - رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى - وَبَعْض أَصْحَاب مَالِك أَنَّ تَشَهُّد اِبْن عَبَّاس أَفْضَل لِزِيَادَةِ لَفْظَة الْمُبَارَكَات فِيهِ، وهي موافقة لقوله تعالى: { تَحِيَّة مِنْ عِنْد اللَّه مُبَارَكَة طَيِّبَة } وَلِأَنَّهُ أَكَّدَهُ بِقَوْلِهِ: يُعَلِّمنَا التَّشَهُّد كَمَا يُعَلِّمنَا السُّورَة مِنْ الْقُرْآن.
    * أما تشهد عائشة فقد انفرد بروايته مالك في الموطأ: "التحيات الطيبات، الصلوات الزاكيات لله", والمضاف في هذه الرواية كلمة الزاكيات بعد الصلوات.
    * أما تشهد عمر بن الخطاب فقد انفرد بروايته مالك في الموطأ: "التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله،،" وليس التحيات الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله كما ذكر في دعواه. والاختلاف في هذه الرواية في إضافة الزاكيات لله بعد التحيات لله. وَقَالَ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى : تَشَهُّد عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ الْمَوْقُوف عَلَيْهِ أَفْضَل لِأَنَّهُ عَلَّمَهُ النَّاس عَلَى الْمِنْبَر، وَلَمْ يُنَازِعهُ أَحَد، فَدَلَّ عَلَى تَفْضِيله وَهُوَ : التَّحِيَّات لِلَّهِ الزَّاكِيَات لِلَّهِ الطَّيِّبَات الصَّلَوَات لِلَّهِ سَلَام عَلَيْك أَيّهَا النَّبِيّ إِلَى آخِره، وما يستفاد من هذا الحديث وهو موقوف لم يرفعه عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم تكون الزيادة فيه من إضافة عمر بن الخطاب، ولو كانت صيغة التشهد لا تقبل أي إضافة، لبادر من سمع عمر من الصحابة - خاصة وهو على المنبر – إلى تصحيح الصيغة حسبما يحفظ هو، وعمر بن الخطاب كان معروفا عنه أنه رجَّاع إلى الحق، لذلك لم يبطش بالمرأة التي صححت له مقولته عن الصداق، بل إنه قال: أصابت امرأة وأخطأ عمر، فما بال الصحابة سكتوا على عمر، ولم يراجعه أحد، هذا ما سنفسره بعد استعراض كل صور التشهد.
    * أما تشهد ابن عمر : "التحيات لله الصلوات الطيبات،،، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، قال ابن عمر: زدت فيها وبركاته.
    * أما تشهد جابر بن عبد الله فقد أخرجه النسائي من طريق أيمن بن نابل قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله وعلق النسائي على هذا الإسناد قائلا: ولا نعلم أحدا تابع أيمن بن نابل على هذه الرواية وأيمن لا بأس به، والحديث خطأ.
    وقد بين هذا الخطأ الحافظ ابن حجر في التلخيص بقوله: وَهُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وأَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ رَاوِيهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَخْطَأَ فِي إِسْنَادِهِ (أي إلى جابر بن عبد الله) وَخَالَفَهُ اللَّيْثُ وَهُوَ مِنْ أَوْثَقِ النَّاسِ فِي أَبِي الزُّبَيْرِ فَقَالَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ طَاوُسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ. وقَالَ حَمْزَةُ الْكِنَانِيُّ : "قَوْلُهُ عَنْ جَابِرٍ خَطَأٌ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي التَّشَهُّدِ بِسْمِ اللَّهِ وَبِاَللَّهِ إِلَّا أَيمَنَ". وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ : أيمن لَيْسَ بِالْقَوِيِّ خَالَفَ النَّاسَ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا حَدِيثَ التَّشَهُّدِ". وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْت الْبُخَارِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: "خَطَأٌ"، وَقَالَ النَّسَائِيُّ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَهُ وَهُوَ أي: أيمن بن نابل لَا بَأْسَ بِهِ، لَكِنَّ الْحَدِيثَ خَطَأٌ انتهى.
    وبهذا يتبين في إسناد هذا الحديث إشكالان:
    * الإشكال الأول: نسبة الحديث إلى جابر بن عبد الله، وهو خطأ من أيمن بن نابل، والصواب إسناده إلى ابن عباس، وهو ما حدا بالإمام أحمد بن حنبل أن يروي عن وكيع بن الجراح في المسند قائلا: حدثنا وكيع حدثنا أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، انتهى. والحديث بهذا السياق يبهم اسم الصحابي.
    * الإشكال الثاني هو عبارة: بسم الله وبالله، التي انفرد بها أيمن بن نابل حيث أن جميع رواة الحديث عن ابن عباس لا يذكرونها، وبالتالي يتضح أنها من زيادات أيمن بن نابل على متن الحديث، ولم يتابعه أحد عليها حسب قول النسائي، وهذا شذوذ قادح في صحة الحديث، لأن هذه الزيادة مخالفة لكل من روى الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما.
    * وإذا رجعنا إلى أقوال علماء الجرح والتعديل عن أيمن بن نابل: نجد وصفا أطلقه يحيى بن معين لأيمن بن نابل أنه: "ثقة، وكان لا يفصح"، ولعل هذا الوصف - والله تعالى أعلم – يفسر زيادة أيمن بن نابل، فهي زيادة ثقة خالف من هو أوثق منه وهو الليث بن سعد الذي يعد من أوثق الناس في روايته عن أبي الزبير، وبالتالي ليس لهذه الزيادة سوى تفسير واحد هو أنها من إدراج أيمن بن نابل قبل بداية الحديث، دون أن يفصح عن هذا الإدراج، وقد تكون على سبيل الدعاء الذي يستعين به أيمن بن نابل على تذكر متن الحديث، وبالتالي لا تحسب على ابن عباس أنه يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى فرض رفعها فإنها شاذة لمخالفتها لرواية الثقات ، فلا تكون حجة عند المحدثين الذين يشترطون خُلُوَّ الحديث الصحيح من الشذوذ ومن العلة الفادحة ، وإذا صح قولنا يكون تشهد جابر بن عبد الله كتشهد ابن مسعود وأبي موسى الأشعري.
    * أما تشهد سمرة بن جندب الذي يقول فيه: "التحيات الطيبات والصلوات والملك لله"، فهو حديث ضعيف فقد انفرد به أبو داود، كما أن في إسناده ثلاثة مجاهيل هم جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب وابن عمه خبيب بن سليمان بن سمرة، وأبوه سليمان، زد على ذلك أن سمرة بن جندب لم يقصد أن يروي صيغة التشهد كاملة، وبالتالي لا يحتج بهذا الحديث.
    ونصل من دراسة ألفاظ هذا الحديث إلى النتائج التالية:
    1. أن السنة محفوظة بتوفيق الله تعالى، ويتبين من مرويات الصحابة صحة تشهد ابن مسعود، وأبي موسى الأشعري، مع وجود تقديم وتأخير لا يؤثر على المعنى، كما أن تشهد ابن عباس، وابن عمر وعائشة وعمر بن الخطاب، صحيح عند المحدثين، مع زيادة لفظة أو لفظتين لكل رواية، وسنطرح قضية اختلاف ألفاظ الحديث للمناقشة بعد قليل، أما تشهد سمرة بن جندب فإسناده ضعيف، كما أن تشهد جابر بن عبد الله خطأ والصواب أنه عن ابن عباس، وانفرد طريق واحد منها بعبارة" بسم الله وبالله"، وقد استعرضنا أقوال العلماء حولها.
    2. لا يوجد اختلاف حقيقي بين صيغ التشهد الواردة عن سبع من الصحابة، وحتى إضافة "الزاكيات لله" في رواية عمر بن الخطاب، أو "المباركات" في رواية عائشة، لا تضيف معنى جديدا، فالطيبات والمباركات والزاكيات، ألفاظ مترادفة، ولا تغير من جوهر التشهد.
    3. لا حرج على المسلم إذا تمسك بأي صيغة من هذه الصور، فأمر الدين يتسع، وليس أدل على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم للناس في الحج الأكبر: افعل ولا حرج، وقد أجاز أصحاب المذاهب أي صيغة من هذه وإن كان بعضهم يرجح رواية على أخرى ، لكنه لا يرد الأخرى ما دامت صحيحة.
    4. إن من يريد أن يدرس الأمر ويختار أقرب الصيغ التي تشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم، فله أن يختار صيغة ابن مسعود لسبقه إلى الإسلام كل من له رواية أخرى، أو له أن يتمسك برواية عائشة لكثرة سماعها تشهد النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه بالليل.
    5. أمانة الصحابة في النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فها هو عبد الله بن عمر يقول: زدت فيها وبركاته، موضحا أنه لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي إضافة من عنده، فمن شاء أن يتركها ويلتزم بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فله ذلك، ومن أراد تقليده فلا بأس.
    6. إن المتشككين ليسوا أمناء في النقل، ويريدون الهجوم بالباطل على السنة، دون أن يبذلوا جهدا علميا لدراسة اختلاف ألفاظ الحديث، فالمثال الذي قدموه انقلب عليهم، فما ثمة اختلاف في الصيغ، ولسنا أمام تسعة صور للتشهد كما أرادوا تصوير الأمر.
    ثانيا: هل يحق للصحابة تغيير ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم؟
    لا شك أن المتشككين بعد أن يطالعوا دفوعنا هذه، ربما يغير بعضهم موقفه، إلا أن أكابرهم سيقولون، لقد أثبت دور الصحابة في انحراف السنة، وهذا قول من لا يفقه السنة، ولا يحب أحبابها، وحقيقة الأمر أن الصحابة لا يملكون ولا يقبل منهم تغيير ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، فالمعصوم عند أهل السنة هو النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من سواه يؤخذ من قوله ويرد، أما اختلاف صيغ التشهد، فهذا أمر لا يفهمه المتشككون على حقيقته، لكنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فلعله صلى الله عليه وسلم قاله بصيغ متعددة توسعة عليهم وتيسيرا للحفظ وكل واحد منهم أدى ما حفظه وكله صحيح والله أعلم، وسبب وروده أن الصحابة تساءلوا كيف نسلم على الله؟ فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتشهد، وإن شئت قلت: أن هناك قصة وقعت مع رفاعة بن رافع الأنصاري يحكيها لنا قائلا: "كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة، قال: سمع الله لمن حمده، قال: رجل وراءه ربنا ولك الحمد، (وهي الصيغة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بها، إلا أن الرجل زاد عليها قائلا حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، مباركا عليه، كما يحب ربنا ويرضى، فلما انصرف قال النبي صلى الله عليه وسلم: من المتكلم؟ (فخاف الرجل أن يكون أخطأ بهذه الزيادة في الصيغة التي تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكرر النبي سؤاله ثلاث مرات، فلم يجد الرجل بدا من أن يصرح بما فعل) قال: أنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
    إن هذه القصة مشهورة، ويعلمها القاصي والداني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فرق بين زيادة التشهد في الصلاة، وإجابة المأموم للإمام حين يقول: سمع الله لمن حمده، ولو كان الاختلاف في صيغ التشهد خطأ، ما أعلن ابن عمر أنه زاد عليه كلمة: "وبركاته"، ولما سمح عمر بن الخطاب لنفسه أن يعلم الناس صيغة التشهد بعد أن أضاف إليها "والزاكيات لله"، وبخلاف هاتين الزيادتين فإن صيغة التشهد لم تنحرف أو تتبدل كما يزعم المتشككون. و الله تعالى أعلم.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: الرواية بالمعنى – الاختلاف في صيغ التشهد

    ................
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: الرواية بالمعنى – الاختلاف في صيغ التشهد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا اخي الحبيب الغالي اباجهاد الأثري
    جعله الله في ميزان حسناتك بحث طيب مبارك نفعك الله به
    وسرني أن يكون أول رد هل لك أخي الحبيب
    طيب الله أنفاسك وجمعني الله وأياك في جنات النعيم
    وصلي الله علي محمد واله وصحبه وسلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •