تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    40

    افتراضي الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    لم يكن من قبيل الصدفةِ أن تخرجَ التقاريرُ المتتابعة ُ في وسائل ِ الإعلام ِ الغربيةِ المتنوعةِ عن عودةِ روح ِ الإسلام ِ في نفوس ِ أتباعهِ، فقد كتبَ جريجوري جوس في مجلةِ " شئون خارجيّة " مقالة ً مهمّة ً بعنوان ِ " أيمكنُ للديمقراطيّةِ أن توقفَ الإرهابَ؟ "، تحدّثَ فيها عن وجوبِ دعم ِ الولاياتِ المُتحدةِ الأمريكيّةِ للتيّاراتِ القوميّةِ والعلمانيّةِ واليساريّةِ في العالم ِ الإسلاميِّ، وأنَّ هذه هي السبيلُ الوحيدة ُ بزعمهِ للانتصار ِ على الإسلاميينَ هناكَ، لكنهُ في خاتمةِ مقالهِ قالَ: " لقد سُحق كبرياء واشنطن في العراق؛ إذ إن إرسال 140.000 جندي أمريكي لم يسمح للسياسات هناك أن تسير وفقاً للخطة الأمريكية ".

    ويقولُ أيضاً: " وإذا لم تكن واشنطن قادرة ً على الصبرِ فعليها أنَّ تُدركَ أنَّ سياستها لتعزيزِ الديمقراطيّةِ ستؤدي إلى هيمنةٍ إسلاميّةٍ على السياساتِ العربيةِ ".

    المقالة ُ مهمّة ٌ جدّاً، وقد تحدّثَ الكاتبُ فيها فأفاضَ عن انهزام ِ الحركاتِ الليبراليّةِ والعلمانيّةِ في العالم ِ الإسلاميِّ، لصالح ِ الحركاتِ المتديّنةِ، وللاطلاع ِ على المقالةِ كاملة ً يمكنُ زيارة ُ هذا الرابط:

    http://www.alukah.net/Articles/Artic...?ArticleID=160

    وفي كتابه " مستقبل الإسلام السياسي " يقولُ غراهام فوللر – وهو أحدُ المحللين في الـ SIA وكتابهُ من الكتبِ التحليليّةِ المهمةِ - :" ومهما قد يفكر الغربيّون ويظنّون بالإسلام ِ، فنحن لا نستطيعُ أن نهملَ الحقيقة َ الواقعة َ وهي أن الإسلامَ بالمعنى السياسي والاجتماعي، قد ساد في الحقيقة أكثر من أي دين آخر بشكل أوسع، وأطول، وعلى ثقافات أكثر تنوعا "

    ويقولُ :" ومن الواضح ِ أنَّ الإلهامَ الروحيَّ للإسلام ِ ورؤيتهُ للمجتمع ِ وللدولةِ يفسّرُ الكثيرَ حولَ القبولِ الدائم ِ للإسلام ِ من مثل ِالثقافاتِ المتنوّعةِ والشعوبِ المتنوّعةِ طوال ِ امتدادٍ من الزمانِ طويل إلى هذا الحد. فكيف بغيرِ ذلك (في عيون المسلمين) يستطيعُ المرءُ أن يفسرَ نجاحَ منطقةِ شبهِ جزيرةِ العربِ وهي صغيرة ٌ، ومعزولة ٌ جغرافياً، ومتميّزة ٌ بشدّةٍ بالثقافةِ القبليةِ البدويةِ، في إنتاج ِ فكرةٍ دينيةٍ وتنظيميّةٍ قادرةٍ على الانتشار ِ السريع ِ لا إلى بقيةِ العالم ِ السامي وحسب بل بعيداً إلى ما وراءَ ذلك، متخطيّة ً العوائقَ الجغرافية َ، واللغويّة َ ، والثقافيّة َمن المغربِ إلى إندونيسيّا؟".

    " الإسلام فكرة ٌ حانَ وقتها " هكذا قالَ باتريك بيوكانن مؤلّفُ كتابِ " موت الغربِ " - http://www.alasr.ws/index.cfm?method...ContentId=8019 - ، وقد قالَ ما قالهُ غافلاً عن وعدِ اللهِ الصادق ِ لأوليائهِ بأنَّ لهم التمكينَ والنصرَ في الأرض وإن طالَ ليلُ الظلم ِ والاستبدادِ، واليومَ يتحرّكُ المسلمونَ في شرق ِ الأرض ِ وغربِها للمطالبةِ بالعودةِ إلى الإسلام ِ الأمِّ، ذلك القائم ِ على أساس ِ الاتباع ِ المطلق ِ لتعاليم ِ الشريعةِ وأصولِها، الإسلام ِ القائم ِ على مبدأ المقاومةِ الشريفةِ لكلِّ من يريدُ الوقوفَ في وجهِ أو التصدّي لانتشارهِ المذهل ِ في الأرض ِ.

    الإسلامُ اليوم يتحرّكُ حركة ً قويّة ً جداً، يتحرّكُ في وجهِ قوى العلمانيّةِ التي تفرضَ بالقوّةِ فصلَ الدين ِ عن جميع ِ شئون ِ الحياةِ، كما يحصلُ قي تركيّا، وينتفضُ الإسلامُ في وجهِ زمر ِ الاستبدادِ التي تُصادرُ حقَّ النساءِ في لبس ِ الحجابِ والعفافِ، كما يحدثُ في تونسَ وغيرها، وفي العراق ِ تتهاوى أسطورة ُ الجيش ِ الأمريكيِّ العنيدِ، على يدٍ ثلةٍ يسيرةٍ من الشبابِ العراقي المسلم ِ المقاوم ِ، الذي رفضَ التبعيّة َ للغربِ أو الانسياق ِ في مشروعهِ الاستعماريِّ الذي تمَّ تسويقهُ تحتَ شعار ِ التعزيز ِ لقيم ِ الديمقراطيةِ والحضارةِ، وقد صرحت العديد من التقارير الغربية العسكرية بأن المقاومة السنية العراقية هي من الأشرس والأصلب في مواجهة الاحتلال.

    لو كانَ ثمة َ وقتٌ يمكنُ أن تخفتَ فيهِ نورُ الشريعةِ وتضمحلَّ معالمهُ، فإنهُ هذا الوقتُ العسيرُ، حيثُ تشهدُ الأرضُ حرباً شعواءَ على دين ِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ومع ذلك يتماسكُ الإسلامُ، ويمتدُّ رواقهُ، ويعودُ النّاسُ إلى الإسلام ِ بمعناهُ الخاصِّ، إسلامُ الحياةِ للهِ، وتحكيم ِ الشريعةِ في جميع ِ شئون ِ الحياةِ، والتبعيّةِ المطلقةِ لتعاليم ِ الدين ِ، وإسلامُ الرفض ِ للانسياق ِ خلفَ المشاريع ِ الاستعماريّةِ المغلّفةِ بستار ِ التنوير ِ والحداثةِ.

    هاهي ذي معالمُ القرن ِ الأمريكيِّ المزعوم ِ قد بدأت بالأفولِ والغيابِ كما يعترفُ بذلك منظروه الأقدمون، والإحباطُ يتسارعُ في نفوس ِ المبشرينَ بهِ، ويوصي كبار الساسةِ الحكومة َ الأمريكية َ بحفظِ ماءِ الوجهِ والخروج ِ من مستنقع ِ العراق ِ الآسن ِ، وتصعدُ الحكوماتُ ذاتُ الطابع ِ المحافظِ والمُتديّن ِ إلى السلطةِ في البلدان ِ المسلمةِ، ويتنامى نفوذ اليسار في الدول ِ الغربيّةِ وتنسحبُ الكثيرُ من الحكوماتِ من معسكر ِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ ويصعدُ نجمُ الوطنيينَ فيها، أما الشعوبُ المُستضعفةُ المسلمة ُفلو تُركَ لها حقَّ تقرير ِ المصير ِ في العديدِ من الدول ِ لركلت من فيها من مستعمري الداخل ِ، ممن هم أشدُّ بأساً من الغزاةِ الخارجينَ.

    ومع هذه الحركةِ العظيمةِ للدين ِ الإسلاميِّ، إلا أنَّ الواجبَ على أهلهِ ودعاتهِ أن يكونوا أكثر قدرة ً وكفاءةً في مواجهةِ الأحداثِ، وأن لا ينجرّوا وراءَ حوادثِ الاستفزاز ِ المتعمّدةِ، والتي قد تكونُ سبباً من أسبابِ تصفيةِ تلكَ المجموعاتِ، كما أنَّ بناءَ الجُدر ِ الواقيةِ من مخاطر ِ التغريبِ أمرٌ متعيّنٌ ومفروضٌ، واللينُ والرّفقُ والحلمُ أبوابٌ عظيمة ٌ من أبوابِ الخير ِ والدعوةِ، لو هُديَ لها الكثيرُ من المُصلحينَ والدعاةِ، لرأينا عجباً من صلاح ِ الأحوال ِ واحتواءِ المُخالفينَ.

    كما أنَّ عملياتِ التشويهِ لشريعةِ الإسلام ِ باستباحةِ الدم ِ الحرام ِ، وترويع ِ الآمنينَ، والسعي في الأرض ِ بالفسادِ والتدمير ِ وركوبِ موجةِ التفجير ِ، والقصد إلى رجال ِ الأمن ِ بالقتل ِ والتصفيةِ، وجعل ِ البلادِ الآمنةِ مسرحاً للحربِ والتقاتل والتناحر ِ الداخليِّ، عياذاً باللهِ من هذه الأفعال ِ السيئةِ، كلُّ ذلك من أعظم ِ ما يجبُ إنكارهُ والتصدّي لهُ، وردِّ شبهِ القائمينَ به، ومناصحةِ من شذَّ منهم، والأخذِ على يدهِ بحزم ٍ وقوّةٍ، حتى يتمَّ استصلاحهُ ودفعُ ضررهِ وشرّهِ، فنحن في مركبٍ واحدٍ، ولا يستبدنَّ أحدٌ برأيهِ دون سائر ِ الأمّةِ لاسيّما ولاة أمرها وعلمائها ودعاتها، فكيفَ لو كانَ هذا الرأي يؤدي إلى تشويهِ تعاليم ِ الدين ِ، وفتح ِ البابِ لدعاةِ الباطل ِ بالمشي بين الناس ِ بالشبهِ والأباطيل ِ؟!.


    وتجدرُ الإشارة ُ إلى أنّهُ يجبُ على الجميع ِ أن لا ينخدعوا بعملياتِ التزوير ِ للساقطينَ فكراً والساقطاتِ، ودعهم بالمال ِ، ومحاولةِ إبرازهم، وتقديمِهم على أنّهم من النخبِ المثقفةِ الفاعلةِ، وذلك في أكبر ِ عمليّةِ تزوير ٍ يشهدُها التأريخُ، فبعدَ أن فشِلَ دعاة ُ العلمانيّةِ الصريحةِ، تمَّ تقديمُ مجموعةٍ من ذوي الماضي المشبوهِ في الديانةِ الظاهرةِ، ممن ارتكسَ وانتكسَ وتبعَ هواهُ، ليقوموا بعمليّةِ التفافٍ من الداخل ِ على الشريعةِ وأحكامها، ويبهروا النّاسَ بماضيهم وبنزر ٍ يسير ٍ من لغةِ ذوي العلم ِ والفهم ِ.

    إنَّ هؤلاءِ المُنتكسينَ الذين يكتبونَ اليومَ ليلبّسوا على الناس ِ دينهم، ويهدموا أصولَ ملّتهم، ويستلمُ كثيرٌ منهم أجرهُ من السفاراتِ والقنصليّاتِ ومراكز ِ البحثِ المشبوهةِ، لن يضرّوا الدينَ وأهلهُ شيئاً، فقد حاولَ أسيادُهم من قبلُ مليّاً، ومكروا مكراً كُبّاراً، وردَّ اللهُ الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ.

    في فجر ِ الإسلام ِ، وأيّامهِ الأولى، انتكسَ حفنة ٌ من النّاس ِ ففرحَ بهم طواغيتُ الكفر ِ ودهاقنة ُ الشركِ، وقاموا بتبديل ِ كلام ِ اللهِ، وتغيير ِ معانيهِ، وتمَّ حشدُ الحُجج ِ والشبهِ والأباطيل ِ لتأكيدِ مزاعمهم، فلم يجدوا إلا الثبورَ والويلَ، فمات من ماتَ منهم ولفظتهُ الأرضُ، ومنهم من قُتلَ وهو متعلّقٌ بأستار ِ الكعبةِ، وبقيَ كلامُ اللهِ محفوظاً في الصدور ِ، متلوّاً على الألسنِ، عصيّاً على التحريفِ، أبيّاً على التبديل ِ، يحفظهُ من كلِّ خلفٍ وجيل ٍ عدولهُ.

    إنَّ الإسلامَ بسيطٌ في مبادئهِ وتقريراتهِ وأصولهِ وأحكامهِ، وهو بسيطٌ أيضاً في طريقةِ انتشارهِ واستحواذهِ على العقولِ والأفئدةِ، ينتشرُ بالبسمةِ، والسماحةِ في البيع ِ والشراءِ، والمعاملةِ الحسنةِ، والكلمةِ الطيبةِ، والرحمةِ، فبينما يكيدُ لهُ أعداؤهُ الليلَ والنهارَ، ويُحكمونَ حيلهم بأنواع المكر ِ والخديعةِ الظاهرةِ والخفيّةِ، ويُجمعونَ أمرهم متآمرين بينهم، ويُعسكرونَ بجحافل ِ جيوشهم للإغارةِ على معاقلهِ، ويهجمونَ هجمتهم عليهِ لمحوهِ من الأرض ِ، فإذ بنورهِ يأخذُ الأبصارَ، وإذا ببردِ يقينهِ يستولي على القلوبِ، ويهزمُ اللهُ الجمعَ العظيمَ من عدوّهِ بأضعفِ جنودهِ من أهل ِ طاعتهِ بعد أن يُحيطهم بحفظهِ ويخصّهم بكرامتهِ.

    وعدُ اللهُ متحقّقٌ وأمرهُ غالبٌ، والذي نحتاجُ إليهِ ومضة ٌ من نور ِ اليقين ِ نتبلّغُ بها إلى ذلك الحين ِ، ومسكة ٌ من زادِ الصبر ِ ندفعُ بها عنّا بؤسَ الجزع ِ واليأس ِ، فضلاً عن سيل ِ الخلق ِ الكريم ِ، والطبع ِ النبيل ِ، وحُسن ِ المعاشرةِ، وبذل ِ المعروفِ والنّدى، لنملكَ من النّاسَ أفئدتهم، ونسكنَ في نفوسِهم.

    مهما حاولَ العدوُّ جاهداً في أن يخترقَ سياجَ المحافظةِ في هذه البلادِ الطيبةِ المباركةِ، فإنَّ الفشلَ نصيبهُ بإذن اللهِ تعالى، يقولُ غراهام فوللر - في كتابهِ " مستقبل الإسلام السياسيِّ " المشارُ إليهِ سابقاً - :" ونادراً ما حدثَ في التأريخ ِ لأي ثقافة إسلاميةٍ أن تمَّ اقتلاعُها، بأي وسائلَ كانتْ، من طرفِ أي ثقافةٍ دينيّةٍ أخرى ".

    فسرادقُ الدين ِ والشريعةِ فيها ممتدٌّ قائمٌ بفضل ٍ من اللهِ ثمَّ بما أقامهُ فيها من ولي أمرها من نظام ِ الشريعةِ وحُكم ِ الإسلام ِ، وهذا العدوُّ وإن كسبَ جولة ً أو أثارَ زوبعة ً، إلا أنّهُ لن يقوى على تغيير ِ حقائق ِ الدين ِ التي بهرتِ العيونَ، وخلبتِ العقولَ، وعلِقت بالأفئدةِ والقلوبِ، وهذه آثارُ أسلافِهم من أهل ِ العلمنةِ والفسادِ في بعض ِ البلادِ الإسلاميّةِ، في تركيّا، ومصرَ، والجزائر ِ، وباكستانَ، والأردنِّ، وغيرِها من البلدانِ، صارتْ أثراً بعدَ عين ٍ، وثابَ النّاسَ يبغونَ الأمانَ في دين ِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والمحافظة َ على شريعتهِ.

    ولئن كان من نصيحةٍ لإخوتي وأحبابي في خضمِّ هذه المتغيّراتِ المتلاحقةِ، فهي التحلّي بالتؤدةِ والحكمةِ واللينِ، مع التمسّكِ بالحزم ِ والأخذِ بالعزيمةِ وسلوكِ طريقِ الثباتِ، والعافية ُ كلُّ العافيةِ في لزوم ِ طريق ِ الأنبياءِ والرّسل ِ، في الصبر ِ على أذيّةِ المخالفينَ، وحجّهم بالدليل ِ والبرهان ِ، ونشر ِ الدعوةِ في نفوس ِ العامةِ من النّاس ِ، وعدم ِ التأثر بإعراض ِ من أعرضَ عن دين ِ اللهِ، أو حاولَ طمسهُ وهدمَ معالمهِ، والالتجاءِ إلى اللهِ بالضراعةِ والدعاءِ والاستكانةِ، فهي أعظمُ أبوابِ التفريج ِ وفتح ِ ما استغلقَ من الأبوابِ.

    ولا تغترّوا بكثرةِ ما يملكهُ أهلُ الفسادِ من وسائل ِ الإعلام ِ، فإن هم ملكوا الأثيرَ والهواءَ، فقد ملكنا القلوبَ والأفئدة َ، وإن هم سيطروا على الهوى وتلاعبوا بأوتارهِ، فقد أحكمنا قبضتنا على العقولِ وناجينا الضمائر ِ، وهذا لا يعني الدعة َ وتركَ العمل ِ، بل يجبُ علينا المضيُّ قدماً في المحافظةِ على هذه القاعدةِ الجماهيريّةِ العريضةِ، وبسطِ رواقِ الدعوةِ فيها، وإحاطتها بسياج ٍ منيع ٍ من الرقابةِ الذاتيّةِ، حتّى تنهزمَ غزواتُ التحرّرِ والعدوانِ على القيم ِ والأخلاق ِ، إضافة ً إلى ذلك يجبُ علينا أن لا نبالغَ في تصوير ِ مظاهر ِ الفسادِ المنتشرةِ هنا وهناكَ، فإنَّ في مظاهر ِ الخير ِ والحقِّ والعدل ِ غنية ٌ عن ذلك، وتتبّعُ الشاذِّ الساقطِ مضيعة ٌ للعمر ِ والوقتِ، وربّما أوهنَ بعضها في نفوس ِ المؤمنينَ وفتَّ عضدهم، لما يعروهم من الحزن ِ حين سماع ِ أنبائها، بل يجبُ نشرُ المبشّراتِ، والتركيزُ عليها، وإبرازها في كل المناسباتِ والظروفِ.

    دمتم بخير ٍ .

    أخوكم: فتى

    =========


    تموتُ النّفوسُ بأوصابها ********* ولم تدر ِ عوّادها ما بهـا

    وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ********* أذاها إلى غير ِ أحبابها

  2. #2

    افتراضي تعقيب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياك الله أخي فتى الأدغال، وجزاك ربي أفضل الجزاء على هذه المقالة الرائعة التي تبعث الأمل، وتزرع الثقة بوعد الله، ومن أصدق من الله قيلاً.
    لقد حملت المقالة في طيَّاتها إشارات عديدة لقضايا غاية في الأهمية جديرة بالتأمل، ونصائح منبعثة من رؤية بعيدة لمستقبل مليء بالإثارات، نسأل الله تعالى أن يجزيك على ماكتبت خيرًا، وأن ينفع بك الأمة التي هي بأمس الحاجة لمثل هذه الأقلام التي تُشِعُّ نصحًا، على الطريق القويم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    228

    افتراضي

    أعتقد أن المقال جاء ليبعث الأمل تحت سطوة اليأس الذى غزا قلوبنا ونحن نرى ما يعصف بالأمة من فتن كقطع الليل ..
    أمة يطحن بعضها بعضا وعدوها يغذى هذا التناحر المقيت ويشعل فتيله ، وأبناؤها ما بين عاجز ويائس ولاه ، ثم توعد بالنصر والعزة والتمكين .. إنها لأمة عظيمة حقا ..

    لى وقفة مع إشارتك لذوى الفكر المخالف وأخص منهم من يدعون إلى القتل والتدمير فى بلادهم ،
    هؤلاء مع الأسف جوبهو فى غالب الأحيان بسوط السجان الذى لا يرحم ، ومع أنهم منذ سنين وهم يواجهون بالقوة إلا أنهم فى ازدياد ، وإنى لأعجب ، كيف يمكن لسوط وزنزانة أن تقمع فكرا ..
    إننا لو اتخذنا سبيل الحوار الهادىء معهم لربما أفلحنا فى رد كثير منهم إلى الحق
    الفكر لا يمكن أن يواجه إلا بالفكر ، أما السجون والمعتقلات التى اكتظت بالمتهمين والأبرياء فلم تجد شيئا ، بل قد تغذى هذه الخلايا وتزيد من تكاثرها ، وما تجربة مصر وتونس والجزائر وليبيا إلا مثال حي على فشل هذه السياسة الحمقاء ..

    المقال فيه من الوقفات المهمة ما يستحق التأمل والعودة وقبلهما الإشادة، إن أذنت لى ..
    إِذَا مَرَّ بى يَـوْمٌ وَلمْ أَقْتَبِـسْ هُدَىً وَلَمْ أَسْتَفِدْ عِلْمَـاً ، فَمَا ذَاكَ مِنْ عُمْرِى !

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    8

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
    الأستاذ الفاضل فتى الأدغال :
    في مثل هذا الوقت الذي قد تمر رياح اليأس على البعض من المسلمين وهم يرون أحوال المسلمين التي تدمي القلوب ، وتسلط اعداء الله من الخارج ومن استئجروهم من الصف الخامس من ابناء المسلمين تأتي مقالتك هذه وأمثالها لتزكي روح الأمل في النفوس ، وتذكر بوعد الله تعالى والله غالب على أمره ، ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم ببلوغ هذا الدين المشرق والمغرب.
    ومن عجيب قدره سبحانه وتعالى أن يسخر من غير ابناء هذا الدين من يؤمن بقدرته على احتواء حياة الناس واصلاحها كما ذكرت هنا في مقالتك الإسلام فكرة حان وقتها ، وهذا يذكرنا بما قدمه بعض المستشرقين الذين أسهموا في تصويب أبعاد وملامح الصورة الخاطئة والمشوهة عن الإسلام مثل ليوبولد فايس _الذي تسمى بعد إسلامه محمد أسد الله_وتيتوس بوركهارت وأحمد فون، بل ومن غير المسلمين منهم مثل مارسيل بواسارد وهنري كوربين وغيرهم كثيرون ممن قدموا يدا بيضاء في تصويب صورة الإسلام للغرب ما لم يؤده بعض الأساتذة الحائرين بين الشرق والغرب من المسلمين أنفسهم .
    ولعل المسلمين بحاجة ماسة إلى نشر كتب الدكتورة الشهيرة زيجريد هونكة مثل كتابها الله ليس كما يصفون وفيه الكثير من الأدلة التي ساقتها لغير المسلمين في سماحة هذا الدين، ونقاء عقيدته ووضوحها ويسر أحكامه، وكشفت فيه النقاب عن ألف تهمة وتهمة ألصقها الغرب بالعرب والإسلام
    ولقد صدق وصفك بأن الإسلام اليوم في حركة عظيمة سواء في صفوف المسلمين أنفسهم فالعائدون غلى جناب الإستقامة والغيورين على حمى الشريعة في تزايد والداخلين إلى الإسلام في تزايد
    والأعجب من هذا أنه كلما مرت أزمة وظن الأعداء ركودا في حركة الإسلام كان الواقع والحادث خلافا لظنهم الكاذب ، وكان وعد الله الحق هو المتحقق _ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون_فلقد ظن المرجفون أن حرب الخليج مثلا ستؤدي ألى انحسار حركة الدعوة في بلاد الإسلام، وقلة المقبلين عليه من غير ابناءه غير الواقع خلاف هذا فقد أشارت سوزان ماير في مقال لها بعنوان القرآن السلاح السحري المعجز في جريدة الوقت بتاريخ 15فبراير 1991 إلى أن حرب الخليج قد أدت إلى وصف القرآن بهذا الوصف وإلى أن يحتل الصدارة في قائمة الكتب المبيعة محققا رقما قياسيا
    وما ازدياد أعداد المسلمين في الغرب بعد أحداث الحادي عشر من ستمبر ، وبعد الإساءة من بعض الحاقدين على رسولنا صلى الله عليه وسلم ، أوحتى الباحثين عن حقيقة هذا الدين إلادليل بعد آخر على أن شمس الإسلام ستسطع على العالمين ، وأن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإسلام الذي سينبعث من أوروبا . ولعل كتاب مراد هوفمان الإسلام هو البديل شاهد من الشواهد الكثيرة على ذلك _هذا مع أن القارىء قد يجد في الكتاب ما لا يتفق مع فهمه لبعض القضايا _
    ولعل المنتكسين _كما اسميتهم في مقالتك أستاذ فتى _ من المسلمين يعلموا أن الإسلام في هذا الوقت الذي يعج بالشبهات والشهوات هو سفينة النجاة فمن ركب هذه السفينة فقد نجا ، ومن تركها أخذه الطوفان .
    اللهم إنك قلت وقولك الحق ادعوني استجب لكم وإنك لا تخلف الميعاد ، اللهم فإنا نسألك كما هديتنا للإسلام أن لا تنزعه منا حتى تتوفنا مسلمين ، وأن تجعلنا بحقه قائمين .
    ولك أستاذ فتى وللجميع كل تقدير .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي


    (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)
    (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)

    الأستاذ القدير فتى:
    لا أملك إلا أن أقول؛ جزاك خيراً على هذا المقال الرائع



  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    244

    افتراضي


    جزيت خيراً .
    كلمات تُرسم وتُمحى...ومعانٍ تُحفر كأوسمة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    267

    افتراضي

    الأخ الكريم / فتى الأدغال
    جزاك الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفره ، وأوفاه .
    أستأذنك بتسجيل كلماتٍ كتبتَها ، فأعجبتني ، ولا أقول لك تُكتب بماء الذهب ....بل ...تُكتب بماء العينين .
    لا حرمك الله الأجر .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى الأدغال
    - ولا تغترّوا بكثرةِ ما يملكهُ أهلُ الفسادِ من وسائل ِ الإعلام ِ.
    - فإن هم ملكوا الأثيرَ والهواءَ، فقد ملكنا القلوبَ والأفئدة َ.
    - وإن هم سيطروا على الهوى وتلاعبوا بأوتارهِ، فقد أحكمنا قبضتنا على العقولِ وناجينا الضمائر ِ.
    - وهذا لا يعني الدعة َ وتركَ العمل ِ .
    - بل يجبُ علينا المضيُّ قدماً في المحافظةِ على هذه القاعدةِ الجماهيريّةِ العريضةِ، وبسطِ رواقِ الدعوةِ فيها .
    - وإحاطتها بسياج ٍ منيع ٍ من الرقابةِ الذاتيّةِ، حتّى تنهزمَ غزواتُ التحرّرِ والعدوانِ على القيم ِ والأخلاق ِ .
    - إضافة ً إلى ذلك يجبُ علينا أن لا نبالغَ في تصوير ِ مظاهر ِ الفسادِ المنتشرةِ هنا وهناكَ، فإنَّ في مظاهر ِ الخير ِ والحقِّ والعدل ِ غنية ٌ عن ذلك .
    - وتتبّعُ الشاذِّ الساقطِ مضيعة ٌ للعمر ِ والوقتِ .
    - وربّما أوهنَ بعضها في نفوس ِ المؤمنينَ وفتَّ عضدهم، لما يعروهم من الحزن ِ حين سماع ِ أنبائها .
    - بل يجبُ نشرُ المبشّراتِ، والتركيزُ عليها، وإبرازها في كل المناسباتِ والظروفِ.
    قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    6

    افتراضي

    جزاك الله خير أخي فتى الأدغال ووفقك الله للخير والعمل به مع العلم أني متابع جيد لجديدك .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    40

    افتراضي

    شيخنا الجليل سعد الحميّد:

    لئن حملتْ المقالةُ في طيّاتِها شيئا من إشاراتِ الأملِ، فإنَّ أعظمَ ما يحدو على الأملِ في هذه الأمّةِ هو وجودُ رجالٍ من أهلِ العلمِ والصدقِ والبذلِ، وممن يأتي في الطبقةِ الأولى من هؤلاء هو أنتم، باركَ اللهُ فيكم ونفع بكم، فإنَّ الأمة لا تنهضُ إلا بالصادقينَ من أهل العلم والعمل.

    نفع الله بكم وجزاكم خيراً على ما تقومونَ بهِ.

    الأختَ الكريمةَ الظاعنةَ:

    نسألُ اللهَ صلاحَ الأحوالِ، ومهما ادلهمَّ الليلُ وطالَ فلا بدَّ من الفجرِ، وأمّا حديثّكِ عن الموقوفينَ فأنا أتفقُ معهُ حيالهُ، ولكن ألا ترين أن الحزمَ في موضعِ الحزمِ مطلوبٌ، ولكل مقامٍ مقال، وإن كانَ هذا لا يبرر التعدي والجورَ.

    حفظكِ اللهُ وسددكِ.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    للرفع رفع قدر أخينا فتى الأدغال .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    342

    افتراضي رد: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    58

    افتراضي رد: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    بارك الله فيك
    وكلام لا يحتاج إلى تعليق

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    اشتقنا إلى قلمك يافتى
    وأظن أنك أصبحت كهلا ، فقد طالت مدة الانقطاع !!!

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    58

    افتراضي رد: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    شكرا لك على هذا المقال لكن وصفك للجهاد في العراق بالمقاومة أحزنني ألم يكن التعبير باللفظ الشرعي اولى من هذا اللفظ المستوردمن الغرب إن لفظ المقاومة الهدف منه هوتغيب لفظ الجهاد من أذهان المسلمين لمال هذا اللفظ عند المسلم من قداسة شرعية ومايثير في النفس من الأستعداد للتضحية في سبيل الله وما يثيره من رعب في قلوب الكافرين.فأعيذك أن تعودلمثل هذه الألفاظ:2.ذكرك للمجاهدين من العراق وتجاهلك لللمجاهدين من جميع أنحاء العالم فهذا اللفظ يوحي أنك لاترى الجهاد فرض عين إلا على أهل العراق ومثلك لا يجهل أقوال أهل العلم في ذالك وختاما أكرر إعجابي بالمقال ويكفيه تزكية تعليق شيخنا الشيخ سعد الحميد وما أردت إلى الأصلاح والله يرعنا وإياكم.

  15. #15

    افتراضي رد: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    أحسن الله إليك، وبارك فيك.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر المسلمة
    المشاركات
    301

    افتراضي رد: الإسلام: ذلك المشروع الذي حان وقته

    مقال يبعث الأمل فى نفوس ضاقت بما يحدث فى أمة الإسلام

    وعدُ اللهُ متحقّقٌ وأمرهُ غالبٌ، والذي نحتاجُ إليهِ ومضة ٌ من نور ِ اليقين ِ نتبلّغُ بها إلى ذلك الحين ِ، ومسكة ٌ من زادِ الصبر ِ ندفعُ بها عنّا بؤسَ الجزع ِ واليأس ِ، فضلاً عن سيل ِ الخلق ِ الكريم ِ، والطبع ِ النبيل ِ، وحُسن ِ المعاشرةِ، وبذل ِ المعروفِ والنّدى، لنملكَ من النّاسَ أفئدتهم، ونسكنَ في نفوسِهم.
    جزاكم الله خير الجزاء
    عن عبد الله بن مطرف أنه قال فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة قيل لم يا أبا جَزْء قال إنه أورعهما عن محارم الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •